الذباب والحكومات العسكرية

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-03-2024, 05:41 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف العام (2002م)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-09-2003, 08:59 AM

almulaomar
<aalmulaomar
تاريخ التسجيل: 07-08-2002
مجموع المشاركات: 6485

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الذباب والحكومات العسكرية

    يعتبر الذباب للوهلة الأولى كائنا ضعيفا تافه لا يساوي شيئا إلا أنه في الحقيقة ليس كذلك. فهو مخلوق على جانب كبير من الفطنة و القدرات. فقد نوهت بقدراته الكتب السماوية فقال القرآن الكريم في شأنه : " يا أيها الناس ضرب مثل فاستمعوا له إن الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابا و لو اجتمعوا له و إن يسلبهم الذباب شيئا لا يستنقذونه منه ضعف الطالب و المطلوب ". فإن كان الذباب ضعيفا فليس الإنسان بأقل ضعف منه وقد تحدث عن الذباب و ذكائه و مناوراته البعض من العلماء مثل الجاحظ في كتاب الحيوان فعنون له بـ" تماوت الذبان "، حيث بين في هذا النص كيف يتظاهر الذباب بالموت بينما هو ليس كذلك حتى إذا اطمأن إلى مرور الخطر نهض و كأنه لم يكن شيئا.
    و الذباب رغم فطنته و قدرته الفائقة على التحايل و المناورة، هو كائن منبوذ بسبب ملازمته للأوساخ وتعلقه بها و قدرته على نقل ما هو مرتبط بها من أبوئة و جراثيم و بسبب ما ينغص به على الناس حياتهم و راحتهم. فالذباب يقف وراء العديد من الكوارث الصحية التي أضرت و لا تزال بالبشرية. فهو حليف للأوساخ و ما يعلق بها من أمراض و جراثيم، و كذلك التخلف، و وطنه وطنها. فمن مواصفات التخلف كثرة الذباب المعشش في البلدان و بين الشعوب، و من مواصفات التقدم غياب الذباب. فإن أصبح الناس في البلاد المتقدمة لا يعرفون الذباب إلا في الصور تقريبا، فهو لا يزال شريك الشعوب المتخلفة في كل وجوه حياتهم. قد يفوق نصيب الفرد فيها لربما المليون ذبابة.
    فمن ذكاء الذباب و قدرته على التحايل و المناورة أنه إذا شعر بالمطاردة من ورائه يدخل في حركة بهلوانية جنونية لا تنضبط. فتراه يطير في كل الاتجاهات يمنة و يسرة إلى فوق و إلى أسفل و ما إلى ذلك حتى أن المطارد لا يستطيع أن يجد إليه سيبيلا. فإن كنت تريد مطاردة ذبابة بدون مبيدات فلا فائدة أن تدخل معها في صراع وهي في حالة طيران، و انصرف عنها حتى اطمأنت و قعت على شيء. فحاول وقتها القبض عليها بمواجهتها من الأمام، لأنها إذا أقلعت تقلع مثل الطائرة متجهة إلى الأمام و إلى فوق فترتطم بما يعترضها.
    و لو أعملنا النظر جيدا في تصرف الذباب هذا لأمكننا أن نأخذ منه استعارات جيدة لاستراتيجية التغيير السياسي في الكثير من الدول ، تماما مثلما أخذ عنه الجنرالات والحكام العسكريين استعاراته في مراوغاتهم و مناوراتهم ضد شعوبهم و قهرهم و إذلالهم من أجل محافظتهم على السلطة.
    فالجنرال أخذ عن الذباب في مناوراته ضد الشعب و استنزاف طاقاته و تبديدها أسلوب الكر و الفر و المد و الجزر و التنازل و التشدد في منظومة لا تنتظم أبدا. فقد اعتقل و سرح الرموز و المناضلين في المعارضة و النشطين من مختلف المشارب و القناعات الفكرية و السياسية مئات و آلاف المرات. و قاد أبناء الشعب أمام المحاكم الموجهة من طرفه. واحتجز جوازات السفر أو امتنع عن تسليمها. و سمح بالسفر إلى الخارج و منع منه من أراد و متى أراد. و سمح بالشغل و العلاج لمن داهنه ووالاه و حرم من ذلك كل من عارضه و عاداه بسبب جوره و فساده. و بالغ منذ اعتلائه السلطة في تقديم الوعود ممتنعا دائما عن تحقيق و لو القليل منها، حتى غدا الشعب في البلاد يحذر من وعوده الكاذبة. فكلما قدم شيئا منها إلا و أتبعه بممارسات جهنمية و قهرية متناقضة تماما مع ما كان قد وعد به إمعانا في احتقار الشعب و السخرية منه و إرهابه. فهو يقوم بذلك بغاية استنزاف الطاقات و تبديدها و ربح الوقت لصالحه و إضاعته على الشعب و البلاد. فكلما اعتقل بدد طاقات من اعتقلهم و حرم المجتمع من قدراتهم، كما بدد أيضا بذلك طاقات من جندوا أنفسهم من المجتمع و من المجتمع المدني للدفاع و رفع المظلمة عنهم. و كلما كمم أصواتا أو حجز جوازات أو منع من سفر أو من تجمع أو حل جمعية أو منع قيامها أو قيام حزب أو قام بكل ما شابه ذلك هو في الحقيقة يكون قد ربح وقتا في الاستمرار في الحكم رغم أنف الشعب و أضاع مثله مضاعفا عشرة ملايين من المرات على الشعب و فوت على المجتمع فرصا ثمينة للتقدم و الرقي. فغالب نضال الشعب اليوم ضد ممارسات الجنرال هو في النهاية من أجل البقاء في موقع الصفر و ليس من أجل التقدم لتحقيق الأهداف الجوهرية التي تحتاجها البلاد و الشعب.
    فعلى اعتبار ما ذكرناه حول الذباب، و إذا قارنا الحاكم العسكري بالذبابة، فلا يفيد معه رد الفعل ضد مبادراته أي اللهاث وراءه و مواجهته من خلف، و لا يفيد معه محاذاته و انتظار التنازل من طرفه. ما ينفع معه هو الوقوف أمامه أي مواجهته من الأمام بفرض المبادرات عليه و تصعيد النضال حولها. فالمداومة على هذا الأسلوب سيوقعه لا محالة و لو بعد حين في أيدي مواجهيه تماما مثل الذبابة حينما تقع في أول شيء ترتطم به عند إقلاعها.








                  

العنوان الكاتب Date
الذباب والحكومات العسكرية almulaomar01-09-03, 08:59 AM
  Re: الذباب والحكومات العسكرية قرشـــو01-09-03, 09:06 AM
  Re: الذباب والحكومات العسكرية Yasir Elsharif01-09-03, 09:52 AM
    Re: الذباب والحكومات العسكرية Adil Osman01-09-03, 10:37 AM
    Re: الذباب والحكومات العسكرية almulaomar01-09-03, 12:49 PM
  Re: الذباب والحكومات العسكرية Yasir Elsharif01-09-03, 01:08 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de