|
Re: يا حليل الكسره (Re: alal alsaed)
|
الأستاذ عبد العال الكسرة أخي بدأت في الإندثار حتى قبل ظهور تلك الوجبات الخطيرة التي تحدثتم عنها فكسرتنا أعزها الله بدأت تتلاشي رويداً رويداً في زحمة إيقاع الحياة المتسارع فأستبدل الناس الدكاكين التي كانت تشغلها الطواحين أولى الحلقات في طرقة الكسرة بمحلات تتماشي مع واقع الحياة فتحولت تلك المحلات من طواحين تزخر بالقماري والطيور وغنم الحلة والحلال المجاورة إلى محلات ذات واجهات زجاجية تعنى بشئون المرأة وقيل الرجل أيضاً تقوم ببيع بعض الكريمات مجهولة الهوية والعطور المركبة تماماً مثل الكسور بلا نسب أو إرشادات للمحتويات أو حتى طريقة الإستخدام وهي ما يعرف بمحلات قدر ظروفك ، نشكر مخترعي هذه التجارة وقفتهم معنا وتقدير ظروفنا الصعبة التي أبت كل الحكومات المتعاقبة إلا أن تزيدها حرجاً على ما هي عليه وهي تجارة تلقى رواجاً لا يستهان به فيمكنك أخي أن تتقيف وتتعطر وتتمنظر وتمشي في الشارع تتمخطر وتنظر في المرايا دون أن تكلمها بألف من الجنهيات أو ربما أكثر من ذلك المبلغ أو دونه. إضافة إلى إحتلال محلات الإتصالات والغسالين والأطراف الصناعية لما تبقى من دكاكين كانت في السابق طواحين دقيق أصبحت بفضل التوجه الحضاري طواحين هواء. كما أن الإحتطاب أوالحطب أصبح مشكلة في القري والحضر ناهيك عن إنعدام ما يعرف بالدوكة من البيوت والأسواق وكذلك تمرد النساء على العواسة فلم يعد بيت من بيوت العاصمة يحوي قرقريبة أو حتى قربعيدة ولا يوجد عجين فطير أو خمير ولا معراكة أو خلافه ، ولم يعد الملاح لايوقاً كسابق عهده وأصبحت الكسرة شئ من التراث يمكن أن تجدها لدى علية القوم في المناسبة الكبيرة وما أكثرها عندهم كنوع من الديكور لتزيين موائدهم ، أما باقي الشعب الفضل ولأن أشد الأوعية شراً هي البطن كما جاء في الحديث فيكفيه صحن فول في الصباح وآخر في المساء وبينهما شاي أحمر لزوم الكيف. غير أن إندثار الكسرة ترك الناس في حيرة من أمرهم صحيح أن الجديد شديد كما يقولون وأن تلكم الدهون التي ذكرتها والشحوم التي تعد بها الوجبات السريعة كفيلة بجعل الإنسان قابل للإشتعال عفواً للإنقياد لها دون وعي حتى ، فشكلها جداً مغري وطعمها ممممممممم حاجة ولا أروع وخلاص عاوزين شنو تاني. --- حكي صديق مغترب أن سودانياً أتاه في مكتبه وأعطاه كرتاً وعندما نظر صديقنا للكرت وجد العبارة التالية كسره سودانية مائة بالمئة طازجة وبالطائرة من الخرطوم يوميا ، ويبدو أن سودانير في طريقها إلى إدخال علم العواسة الوراثية في العمل وبالتالي يكون على المضيفين والمضيفات إجتياز كورسات متقدمة في عواسة الكسرة بالنسبة للرحلات الداخلية وكورسات أرفع درجة في عواسة الآبري البيض والأحمر بالنسبة للرحلات الدولية وبذلك فأن الحاجة ست البنات لي حدهن سوف تصبح بفضل إجادتها لجميع أنواع الكسرة واللقمة والقراصة والعصيدة مدير إقليمي في خطوطنا الجوية.
|
|
|
|
|
|