ما اشبه اليوم بالبارحة، في غزوة الخندق ، وبعد أن اشتد الأمر على رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته ، وبعد أن نال الجوع منهم ما نال لدرجة أن الرسول عليه الصلاة والسلام قد ربط على بطنه الكريمة حجرين من شدة الجوع ، وكان الطقس بارداً ، واشتد الخطب وتلاقت مصالح الأعداء من كفار العالم مع يهود بني قريظة ، ومروا بوقت عصيب وابتلاء عظيم، نزل القرآن واصفاً هذه الحالة: (إذ جاؤوكم من فوقكم ومن أسفل منكم وإذ زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر وتظنون بالله الظنونا. هنالك ابتلي المؤمنون وزلزلوا زلزالاً شديداً). ومع كل هذه الشدائد بشر الرسول صلوات الله عليه وتسليمه أصحابه وهو يحفر الخندق والخوف يحيط به من كل ناحية، فيضرب بالفأس ويقول: الله أكبر! الله أكبر! ويبشر أصحابه بملك كسرى وقيصر.( بتصرف) اليوم يبدأ الشعب السوداني عصرا جديدا من عصور الحرية والانعتاق، فبعد ان كان المواطن يخشى على نفسه من مجرد الجهر بالحق في وجه الفاسدين القتلة، ورغم الخوف والقهر بالامن والشرطة والجيش والجنجويد والرباطة وتآلب العرب والعجم وتخاذل العالم من حولنا، ها هو الشعب العظيم يعتصم اليوم في الساحات جماعات ووحدانا، يحتمي وراء خندق الثورة معتصما بالله، لا يخشى الا الله والجيش على وطنه، بعد أن عبر ليل الأحزاب وعتمة المظاهرات بسلام. لسان حال كل الشعب اليوم نغزوهم ولا يغزوننا، نحن نسير إليهم بإذن الله، والله أكبر، وما سقوط الفساد الا من عند الله.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة