تجمع المهنيين السودانيين: حل أزمة الضمير وتبيان رجاحة الأحلام. هذا الوطن مثقل بجراح ممتدة، عميقة هي تواقيت أول شروخه، دمامل كلما أزاحها الزمن نبت مكانها صديد، ظنناها عصية على العلاج!! رافقنا مطببين ومطلبيين لننجز كامل بهاء جسد الوطن، ثم يعاود الاستلقاء أكثر من الاستقلال، نعم هذا الجرح (نوسر) وهذه الآلام استمرت، ومع قفزة الإنقاذ بليل على سدة الحكم في الثلاثين من يونيو وضع الجراح مبضعه وترك صاحب الروح أمانته بجانب كفن في انتظار أصحاب الحق، تُرك هكذا، الوطن بكلياته بين الموت وطريقه، بين الفقر وأسبابه، بين انتظار رفع الأيادي (بالفاتحة) وفتح السؤال العريض: إلى متى؟ الانقاذ أول ما فعلت سدت دروب الرجعة للبيت القديم، جعلت الفرض يتمثل في إنجاز اليومي من واجبات، أكل شرب نام، توجع توكأ قام، حزن بكى ثم لا أحد يبكي مع أحد فالفعل منفرد والواجب شخصي. الانقاذ من أجهزت على كل فعل جماعي، كشف البكاء، مساهمة العريس، لم نعد نسمع عبارات المؤاذرة، لم تعد عبارة أبو مروة ناجزة وفاعلة، التعاون، جمعيات الاسرة، الحي وأنشطته، معهد القرش، بل وجنيه الكرامة، كل ذلك أصبح عليه ظلام مستديم جعله ضمن تواريخ لا تشبه إيقاع اليومي في حيوات السودانيين، بل تناقصت إعداد الحيوانات، دواجن، أغنام الحي، قرد على حائط الجيران يلاطفه الجميع ب (ككو حليمة)، كلب كالليث الأبيض أو كحالنا يأكل باقي مائدتنا ويعتلي الحائط ضد لص كان يأتينا ليلا، ثم سرق كل ذلك نهارا وجهارا، حتى الكلاب لا تعوي ضد زائر الليل، فاللصوص أخذوا أموالنا من قبل أن تكون ملكية خاصة، ثم عمدوا لإذلالنا، نعم إذلال ممنهج أن عليك أن تشكرنا أن تفضلنا عليك بحقك في حسابات البنوك، أو في مالك المقدم إليك (كعطية مزين)، حقك ليس بحقك، ومالك يحتاج لواسطة وزائر الليل أضحى جزء من نسيج العاطلين عن العمل، مثله وبقية المتعبين والمنهكين وأبناء السبيل والغارمين، وكل مستحقي الزكاة. أجيال ولدت، بنات وأبناء، يرون بأم أعينهم رصفاء لهم في كل خطوط الطول والعرض، ثم مطالبون في المضي قدما على سراط الوجع وخط الارتهان، وطن بكلياته مباع، قلعة حلب للمشويات، البيت السوري للمأكولات، تواقيت الأزمة للمساج التايلندي، مستشفيات الأعشاب الصينية، قمح الراجحي، صمغ عربي لا يلتصق الماضي مع الحاضر في حضرته، مانجو يباع وفق ديباجة أفريقيا، برتقال لا يمر عبر سوق مركزي، (سواكني) في أسواق الخليج أكبر حجما وأغرب طعما، فواكه مصرية يشتريها أصحاب الفارهات، لحوم على كل نواصي جغرافية الوطن لا يشتريها أبناء الوطن. ثم حروب، حروب في كل وادي وسهل، اقتطعوا الغابات، باعوا المستقبل، ألقوا بعبوات حارقة، أول ما تحرق تحرق أجواف الذين على رصيف الانتظار لموت مرتقب، موات موات وموت. ثم احتجاج سلمي، قتل طائش، حرق لأملاك، يبتغون وصمهم بالمخربين، سجون ناءت بحمولتها حتى أضحت مكان التقاء للمغادرين عائدين ولعائدين مغادرين، مكان التقاء مثله وعزاء ابن الشهيد أو مفقودة في دروب داعش. لا يهم فالوطن مختطف، لا كيان ولا بيان ولا حزب ولا قيادة ولا نجوم، لا هلال ولا مريخ، مورداب أحبكم أضحت مثل هدايا المغتربين، لا تحرير ولا تاج ولا نيل ، ديوم أفقرها التهجير القسري وتغيير الديموغرافيا، اشلاق البوليس و(غنمه) ألحان الزواج وطنابير الليل، جكسا وزغبير، حامد بريمة وطارق احمد ادم، باص العوني وأناقة سامي عز الدين، كأن الوطن في ضفة وسكانه في أخرى، موات موات وموت. حين اختلف (التكتيك) وجاء من بيننا من يخاطب أحلامنا مرتكزا على أساس الانسان وحقه في العمل عّم التفاؤل، لا عرق ولا لون ولا معتقد، مهندس مع المهندسين، دكاترة ولادة الهنا، شبكة صحفيين، عمال ومزارعين، محاسب يحسب قاضي يقضي، محامي يحامي، مهنيين اصحاب الحق ومطلبيين يطالبون بدءا بسيادة الأحلام وتحقيقها،جزء من كل بيت، تطلع بري ومعاها الشجرة، مهنيين في كل مكان، باكر بحري ومعاها الدومة، كلاكلة لفة لفة، عطبرة شرقت، بورتسودان يا العسكري المغرور كل البلد دارفور، نيالا البحير، شارع تكتك وحي الوادي شرق، شباب كوريا، حلفا دغيم ولا باريس، أحن إليك يا عبري، قضارف وربك عارف، دمازين وحي النهضة، مهنيين في كل مكان. لم يفعلوا سوى تحقيق احلامنا، رفض الظلم وإدارة أنفسنا كما يجب، ليسوا مخفيين، بل هم انت وانتِ وانا والعمال اصحاب الحق، تسألون عن القيادة؟ وهل القيادة المحدودة يمكنها تغطية جغرافيا الوطن؟ القائد كل من قال لا في وجه الظلم. واجبنا الان تخليق مكوناتنا إنشاءها ثم الحاقها بكل فج، حينها نغني من كل فج جوك، من أجل الأحلام أتينا، من أجل الغد تجمعنا. تجمع المهنيين السودانيين ، مهني وأخلاقي وقيمي و(سوداني) اخيرا تبقى اللحظات بين الرصاصة وصدري مليئة بحلم الحياة في وطن يسع الجميع. #تسقط_بس عمر حلاق
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
فرح الطاهر ابو روضة
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست