ورد مؤخراً في الأخبار أن الحكومية السودانية أصدرت نشرة حمراء لاسترداد بعض الصحافيين من الخارج بسبب نشرهم اخبار ذات صلة بالتحريض والإزعاج العام ونشر الأخبار الكاذبة والإخلال بالسلام والطمأنينة العامة وإشانة سمعة شخصيات طبيعية وإعتبارية كاذبة وهي جرائم تحت مظلة القانون الجنائي وقانون جرائم المعلوماتية. الشاهد أن الحكومة السودانية دائماً ما تنسب الأحداث الداخلية لأسباب خارجية ذات صلة بمفهوم المؤامرة أو الغرر كأنما أن من بالداخل لا حول ولا قوة لهم وانهم مجرد ادوات لمن هم بالخارج من بني جلدتهم أو ممن سواهم. كذلك هنالك مفهوم شائع وسط العوام واهل السلطة أن النضال خارج الحدود وخارج قبضة الرقيب لا يخلو من شبهة ومكاسب شخصية تأسيساً على أن انتفاء الاسباب التي لأجلها تمت الهجرة والاغتراب (الإكتفاء الذاتي وتوفير سبل الحياة الكريمة على المستوى الشخصي) ويتربع على رأس هولاء المهاجرون إلى الدول الاوربية والامريكية يليهم المكفولين في دول الخليج العربي. الواقع .. أن الذين خرجوا من البلاد وفي صدورهم شئ من حتى تجاه النظام لم تتبدل مواقفهم بتبدل ظروفهم الشخصية ويستوي في ذلك الخروج لأجل لقمة العيش أو الخروج طلباً للحرية وهولاء إقتطعوا جزء كبير من أوقاتهم لتعرية النظام وكشف سواءته وساهموا بقدر كبير في تبصير الرأي العالمي بما يجري في الداخل سيان في ذلك حملة الجوازات الأجنبية أو من لا زالوا يحملون الجواز الأخضر العتيق. منظومة النشرات الدولية هي نشرات تصدرها الأمانة العامة للمنظمة الدولية إما بمبادرة منها أو طلب من المكاتب المركزية الوطنية أو منظمات دولية وكيانات تربطها بالأنتربول اتفاقيات خاصة وللعلم فإن لهذه النشرات ألوان ودلالات مختلفة منها الحمراء والسوداء والزرقاء والبنفسجية والصفراء ... إلخ فالنشرة الحمراء تعني طلب توقيف شخص مؤقتاً تمهيداً لتسليمه استنادا لمذكرة توقيف أو قرار محكمة. إستناداً لمفهوم الحكومة السودانية في إستصدار النشرات الحمراء يعني أن هنالك مذكرات توقيق (أوامر قبض) قد صدرت من محكمة مختصة أو على أقل تقدير من النيابة العامة في مواجهة المطلوبين وذلك بعد أن إكتملت إجراءات التحري وتوافر بينة تستدعي القبض بدلاً عن التحريات الأولية وهو إجراء لازم حسب متطلبات الإنتربول. أصحاب النشرات الحمراء .. الموسومون بمناضلي الكيبورد .. أهل اللجوء .. ناس تجديد الاقامات ونقل الكفالات ... كل هولاء في اعتقادي أصحاب وجعة حقيقية. تغربوا .. وتشردوا .. وتحملوا مرارات .. وحرموا من لحظات يقف وراءها من اشهر نشرة حمراء... او تحصل رسماً في سبيل السماح بالمغادرة هذا البوست الإفتتاحي .. لجميع أصحاب الوجعة والذين يحسبهم اهل الداخل أغنياء من التنقل .. نستقبل جميع ما فاتكم وبوحكم بما في الصدور ورسائلكم لمصدر النشرات .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة