|
Re: ضياء الذي أعرف -بقلم سهير عبدالرحيم (Re: سفيان بشير نابرى)
|
ضياء الدين بلال ... محامي الشيطان سارة عيسي نشر في الراكوبة يوم 09 - 03 - 2012
[email protected]
لا أعتقد أنني شاهدت فلماً رائعاً أنتجته هوليوود مثل فلم محامي الشيطان – أو devil advocate ، في ذلك الفلم نجح الممثل القدير آل باتشينو في تمثيل دور الشيطان ( المحامي ) الذي يعمل ليل نهار في تكسير أطواق العدالة ، كانت الجرائم قيد الدفاع هي جرائم الإغتصاب والقتل والتحرش الجنسي ، كان المجرمون يفلتون بسلاسة من كماشة العدالة وذلك بفضل شهود الزور أو التلاعب بالأدلة أو الطعن والتشكيك في الأدلة المقدمة . ويبدو أن السودان يعج بمحامي الشيطان ، فهم كثر ، هم نوع من الجنس البشري الذي يقايض المصلحة الذاتية بالفضيلة ، هم صنف مجردٌ من المشاعر الإنسانية ، قومٌ بلا مبادئ يتدثرون بثوب الصحافة ، ضياء الدين بلال أحد هؤلاء القوم ، وهو منتج فاسد أنجبته هذه الحقبة ، وهو حالة ظرفية خلقها الفراغ وغياب الحريات ، ولذلك عندما تحدث جريمة ترتكبها شرطة الإنقاذ وتهز وجدان الشارع العام يسارع هذا ( البلال ) إلى توطئة قلمه ويدافع عن السلطة بصورة مواربة ، فهو يقدم لها النصح والمشورة ويحثها على الكتمان في كل الأمور ، عندما أجتاح سوط الشرطي قدو قدو جسد تلك الفتاة المظلومة سارع المحامي ضياء الدين بلال إلى إلقاء اللوم على رجال الشرطة الصغار ، وعاب على القاضي أنه أقام المحكمة في الهواء الطلق مما جعل كاميرا الجوال ترصد الجريمة ، إذاً يدعونا ضياء الدين بلال إلى ممارسة الجلد داخل الزنازين وبيوت الأشباح ، وهو بذلك يسعى لتبسيط الجريمة وإعفاء الفرعون عن دوره في المسؤولية ، هو يريد أن يقول أن السادة الكبار ليست لهم علاقة بتلك الجرائم ، ونسى أن الأزمة في السودان سببها التشريعات المعيبة ، تلك التشريعات التي تنتقص من حق المواطن وتهين كرامته وتعطي رجل الشرطة قدسية خاصة وحصانة منيعة . ثم تكرر السيناريو ، فعدالة الإنقاذ تختص بالنساء ، والرصاص والسياط سيان بينهما ، وأول شهيد سقط في عهد الإنقاذ كان إمراة ، وهي الشهيدة الطالبة/ التاية ابو عاقلة ، كان ذلك في ديسمبر من عام 1989 ، وقد قُتلت الشهيدة التاية بمدفع كلاشنكوف في حرم جامعة الخرطوم ، إذاً نحن أمام ثقافة عامة ومنهج عريض للقتل وليس جريمة ثانوية سببها شرطي لم يقرأ كتيب الأوامر. في مقاله الأخير عن الشهيدة عوضية ، كتب الأخ / ضياء الدين بلال عن أزمتنا الممتدة مع صغار الجنود ، فهو مثلاً يقول أن الشرطة السودانية يتولى أمورها من هم برتبة ملازم ، وهو يقصد لو أن الأمور تحت سيطرة العمداء أو العقداء ما كانت الشهيدة عوضية لتصل إلى قبرها الحتمي ولكانت حية وهي تهتف ..هي لله .. هي لله ، لذلك عدنا من جديد لعملية التبسيط ، رجال شرطة يدفعهم تعصب الزمالة لمحي سجل العدالة وتكوين فرق الموت ضد نساء السودان ، وقد نسى الأخ ضياء الدين بلال أن الشرطة الحالية في نظر رجال الإنقاذ هي شرطة رسالية ، وهي شرطة تأسست على التقوى ومخافة الله ، وصغار الضباط فيها هم مرابطون في الثغور ولا تحوم حولهم الشبهات ، لا يريد الأخ ضياء الدين بلال أن يتحدث عن شبح المشروع الحضاري الذي جلب لنا مسوخ للخدمة المدنية والعسكرية ، لكن هل بالفعل لو كان هناك عقيد أو عميد في رأس كل مجموعة شرطية ما كانت هذه الجرائم ستحدث ؟؟ وقد نسى محامي الشيطان أن هذا الشبل من ذاك الأسد ، والعميد أو العقيد نفسه كان شرطياً برتبة ملازم أول ، ثم أن ( رمزي ) عزة السودان المشير البشير ووزير دفاعه عبد الرحيم محمد حسين هما مطلوبين للمحكمة الجنائية الدولية ، وذلك بسبب إشرافهما على جرائم الحرب في دارفور ، وذلك لأن رتبتهما العسكرية كانت رفيعة مما مكنهما من إصدار أوامر القتل والحرق وإبادة القرى بأكملها. نحن ليس أمام جرائم إستثنائية حدثت بسبب عدم فهم الشرطي لطبيعة عمله ، فنحن أمام جرائم منظمة يقودها أناس على مستوى عالي في الدولة السودانية ، هي جرائم منبعها مشروع ثقافي كبير قائم على فضيلة الحصانة والإفلات من العقاب ، أما ما يكتبه الأخ ضياء الدين بلال هو جزء أصيل من هذا المشروع ، قرأت قبل أيام أن عام 2011 كان كارثة بالنسبة للصحفيين في العالم ، فقد تعرضوا للقتل والإختطاف والتهديد بسبب حرية القلم ، أما في السودان فقد كان بعض الصحفيين وبالاً على الأمة السودانية ، فقد كانوا هم الذين يختطفون الشعب و ( يتشبحون ) عليه ويقدسون قاتله . سارة عيسي
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
ضياء الذي أعرف -بقلم سهير عبدالرحيم | زهير عثمان حمد | 01-12-19, 04:05 PM |
Re: ضياء الذي أعرف -بقلم سهير عبدالرحيم | جمال ود القوز | 01-12-19, 04:50 PM |
Re: ضياء الذي أعرف -بقلم سهير عبدالرحيم | عبدالمنعم الطيب حسن | 01-12-19, 05:01 PM |
Re: ضياء الذي أعرف -بقلم سهير عبدالرحيم | Mirghani Taitawi | 01-12-19, 05:13 PM |
Re: ضياء الذي أعرف -بقلم سهير عبدالرحيم | Omer Abdalla Omer | 01-12-19, 05:24 PM |
Re: ضياء الذي أعرف -بقلم سهير عبدالرحيم | الصادق عبدالله الحسن | 01-12-19, 05:34 PM |
Re: ضياء الذي أعرف -بقلم سهير عبدالرحيم | Haytham Ghaly | 01-12-19, 05:49 PM |
Re: ضياء الذي أعرف -بقلم سهير عبدالرحيم | صلاح عباس فقير | 01-12-19, 08:18 PM |
Re: ضياء الذي أعرف -بقلم سهير عبدالرحيم | سفيان بشير نابرى | 01-12-19, 08:28 PM |
Re: ضياء الذي أعرف -بقلم سهير عبدالرحيم | عمر دفع الله | 01-12-19, 09:03 PM |
Re: ضياء الذي أعرف -بقلم سهير عبدالرحيم | الصادق عبدالله الحسن | 01-12-19, 09:25 PM |
Re: ضياء الذي أعرف -بقلم سهير عبدالرحيم | كمال عباس | 01-12-19, 10:04 PM |
Re: ضياء الذي أعرف -بقلم سهير عبدالرحيم | سفيان بشير نابرى | 01-12-19, 10:14 PM |
Re: ضياء الذي أعرف -بقلم سهير عبدالرحيم | Bashasha | 01-12-19, 10:46 PM |
Re: ضياء الذي أعرف -بقلم سهير عبدالرحيم | صلاح عباس فقير | 01-13-19, 08:55 AM |
Re: ضياء الذي أعرف -بقلم سهير عبدالرحيم | الصادق عبدالله الحسن | 01-13-19, 10:07 AM |
Re: ضياء الذي أعرف -بقلم سهير عبدالرحيم | محمد أبوجودة | 01-13-19, 10:28 AM |
|
|
|