*بين سلمية الانتفاضة وتسليح جماهيرها* *لن نقبل بنسخة جديدة من الانقاذ* آخر تحديث ديسمبر 31, 2018 0 شارك
ياسر عرمان *(المجد للشهداء والشفاء للجرحى اما المعتقلين فشعبنا كفيل باطلاق سراحهم)* بحكم خلفيتى وصلتى بالكفاح المسلح خلال ال ٣١ عاما الماضية، اتصل بى كثيرون من الغاضبين والمحزونين الذين يرون إن دماء شعبنا التى تعانق التراب الوطنى وتتصدر نشرات الاخبار تحتاج ردا مختلفا ومن فوهات غضبهم كان السؤال لماذا لانرد على قتل المتظاهرين بسلاح ضاحك فى يد الجماهير ومناصريها اذا كان العدو غدارا، فلا يفل الحديد الا الحديد. وقد كان ردى، قاطعا و واضحا، ومن واقع التجربة التى خضتها ومن واقع ما يجرى حولنا فى الاقليم والعالم ولان هذه القضية تهم الشعب ومئات الالاف من الشباب فدعنى اسطر ردى لهم: ١) الثورات السلمية اكثر مقدرة من غيرها على اقامة نظام ديمقراطى جديد وقد تناولت ذلك تفصيلا العام الماضى فى ورقة بعنوان: " نحو ميلاد ثان لرؤية السودان الجديد - حركات التحرر الوطنى فى عالم اليوم". ٢) خسرت الثورة السورية حينما لجأت للسلاح وفارقت درب الجماهير السلمى، فمنعة الثورات الجماهيرية السلمية فى سلميتها. ٣) الكفاح المسلح يظل اداة مهمة ويجب عدم الخلط بينه وبين هذه الثورة السلمية فالنظام يبحث عن مبررات لقمع الجماهير. والرد الحقيقى يكمن فى تعميق الانتفاضة واشراك ملايين المنتفضين السلميين هذا هو الرد الانسب فى هذا الوقت. ان النظام يترنح كما لم يترنح من قبل بفضل الاتتفاضة. ٤) كسب بشار الاسد المعركة حينما لجأت جماعات الاسلام السياسى فى سوريا للسلاح معتقدة انه نزهة لانتزاع نصر سريع فاستبعدت الجماهير ووقعت فى الفخ الذى نصبته السياسات الدولية والاقليمية، واستخدم الاسد كل اسلحته من الطيران الى المدرعات وغيرها وخلق تحالفات مع روسيا وايران فى مواجهة البلدان الغربية التى دعمت جماعة الاسلام السياسى ولنا درس فى ذلك. ٥) انتفاضة مصر فى مرحلتها الاولى وتونس خير نموزج وافضل من النموذج اليمنى والسورى ورغم طببعة هذا النظام الفاشية لكن العلاج لازال إشراك مزيد من الجماهير سلميا لهزيمة النظام ومنع أى نسخة مستحدثة من الانقاذ على حساب الجماهير ومطالبها الديمقراطية. ٦) النظام يسعى لخلق حرب اثنية، ورد الجماهير اليوم على عنصرية النظام كان مبدعا ومضمدا للجراحات الوطنية فى حروب الهامش الطويلة التى شنها النظام: *"يا العنصرى المغرور كل البلد دارفور"*. ان دم الشباب الذى يروى الساحات مر ومحزن والمعركة غير متكافئة بين شعب اعزل الا من عزيمته وقد ازهلت شجاعته الاعداء قبل ان تنال اعجاب الاصدقاء. ٧) ما حدث رد الاعتبار للعمل الجماهيرى وللانتفاضة بعد سنوات من القحط واعوام الرمادة. ان بذور ١٩٦٤ و ١٩٨٥ لا زالت تنبت قمحا و وعدا وتمنى. ٨) اهم شىء فى هذه الانتفاضة هو معمودية جيل جديد من الشباب الذى اخذ مكانه فى كابينة القيادة والمستقبل وهو انتصار باتع للحركة الوطنية والديمقراطية فى وجه فاشية الاسلام السياسى وبلادنا لن تعود بعد اليوم كما كانت. ٩) على القوات المسلحة رغم ما لحق بها من تشويه ودمار ان تنهض بواجبها الدستورى وتستجيب لرغبة الشعب فى التغيير الديمقراطى وسرقة الثورة غير ممكنة والباب الذى سيخرج البشير يتسع لخروج كل فرعون بعده. ١٠) فى اقل من اسبوعين هز شعبنا نظام الانقاذ من جذوره ، وقد اثبتت الانتفاضة ان الشعب فى ظل استمرار نظام الانقاذ سيموت ان لم يكن بالرصاص فى المظاهرات فبجرائم الحرب والابادة والسرطان والفشل الكلوى وغيرها من الاسباب الناتجة من فشل النظام وفساده ولذا الافضل ان نثور وندفع الثمن الغالى لبناء وطن جديد على انقاض هذا النظام الفاشي. ١١) بدلا من اشعال حروب جديدة ، فإن نهاية الحروب والسلام العادل يكمنا فى انجاح هذه الانتفاضة. ١٢) الان تلوح فرصة من قلب الانتفاضة لفتح الطريق لبناء حركات مدنية ديمقراطية من المهمشين من كافة انحاء السودان وبعيدا عن الفخ الاثنى ومن المدن والريف لبناء سودان جديد ديمقراطى قائم على المواطنة بلا تمييز. النصر والمجد لشعب السودان ولنا عودة لهذا الموضوع الهام من صفحته على الفيس بوك ٣١ ديسمبر ٢٠١٨
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة