ذكرنا في مقالنا السابق أن الجبهة القومية أو الاتجاه الإسلامي أو الحركة الإسلامية أو المؤتمر الوطني هي كلها مسميات للإخوان المسلمين قد ارتكبت أخطاء فادحة أدت إلى ماوصلنا إليه من سوء الحال وذكرنا سياستهم الخارجية وما جرته علينا من أهوال والآن نتعرض إلى سياسة التمكين 2- سياسة التمكين تاصيلا لفكرة التمكين من القرآن لجؤوا إلى تفسير الآيات القرآنية ( الذين ان مكانهم في الأرض أقاموا الصلاة واتوا الزكاة) ( خير من استاجرت القوى الأمين) وهذه الصفات لا تنطبق إلا على جماعتهم ( الإخوان المسلمين) وبهذا الفهم سلطوا على الخدمة المدنية والعسكرية ما يعرف بالاحالة للصالح العام وإحلال جماعتهم مكان من تم فصلهم بالرغم من عدم الخبرة والدربة في الوظائف التي تقلدوها وبعيدا عن تعاليم الإسلام التي تقول كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه فتشردت آلاف الأسر بعد فقد عائلهم لوظيفته و بعيدا عن العدل الذي سمي الله سبحانه وتعالى به. وقد ذكر لي واحد من قياداتهم أن من أكبر الأخطاء التي ارتكبناها في حق الشعب السوداني سياسة التمكين. فماذا يضيرنا إذا كان الطبيب أو المهندس أو المحاسب أو حتى الخفير شيوعيا أو علمانيا طالما يؤدي عمله بكفاءة واقتدار. ودب الرعب في موظفي الخدمة المدنية والعسكرية وصار كل واحد يشك في زملائه حتى أنهم اضطروا لتربية اللحى وأطلق عليها العامة دعني اعيش وانطبق عليهم قول المتنبي وصرت اشك في من اسطفيه لعلمي انه بعض الأنام ولما لم تكفي الخدمة المدنية والعسكرية عن استيعاب كل كوادرهم لجؤوا لإنشاء أجسام موازية للوزارت والمؤسسات الحكومية القائمة مع امتيازات تفوق ما هو موجود في الوزارة الأم مثل الدفاع الشعبي والشرطة الشعبية وقوات الدعم السريع والتصنيع الحربي وغيرها وفي الشق المدني النهضة الزراعية وشركة جياد بشركاتها المتعددة بالرغم من عدم جدواها الاقتصادية والعديد من الشركات الحكومية ذات الميزات الخاصة واعفائها من الرسوم الجمركية والضرائب مثل منظمة الشهيد وسند الخيرية وغيرها. محصلة التمكين انهيار الخدمة المدنية والعسكرية لأن من تولوا الأمر لم يكونوا ذو خبرة ولم يكونوا أمناء ولا أقوياء. والظلم ظلمات يوم القيامة
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة