|
Re: كتب الصحفي عبدالمنعم سليمان:أجمل وأقوي رد (Re: عبدالله عثمان)
|
يواصل الأستاذ فايز قائلا:
كرت أيضاُ إنّ من أسباب تأخر الإنتفاضة ، أنّ الشعب بمثل ما إحتار في نظام الإنقاذ فقد احتار أيضاً في البديل وكرر كل الكتاب و الحادبون على مصلحة هذا البلد المنكوب أن لا زعامة للقدامي . أيضاً ورد في حديثي كمية التناقضات التي مارسها السيد الصادق طوال حياته السياسية سواء أكان في الحكومة أو في المعارضة و هذه لا يسع المجال لذكرها وعبارته في أنّ قوانين سبتمبر لا تساوي الحبر الذي كتبت به غير بعيدة عن الأذهان ، و عندما استلم الحكم لم يشر إليها حتى مجرد إشارة .. أمّا الثانية فهي حل الحزب الشيوعي السوداني و الذي أبطله القضاء ، وحينها قال السيد الصادق " أن حكم المحكمة حكم تقريري ولا يؤخذ به" وكان من نتيجة ذلك ان استقال رئيس القضاء، حينها، السيد بابكر عوض الله احتجاجا على اذلال الهيئة القضائية .
السيد الصادق يلعب الآن على الحبلين ، ويلعب بالعبارات كعادته، فقد ذكر أنّ النظام يجب تغييره و ليس إسقاطه!! ما هذا ؟؟ ما الفرق بين تغيير النظام واسقاطه ؟؟ و أعجب لهذا التناقض أيضاً عندما قال " البشير جلدنا و نحن ما بنجر فيه الشوك ". و الآن يدعو لجر الشوك في جلد البشير . وفي هذه قال السيد الصادق أنه لم يقل البشير ولكن الصحف حرفت كلامه . حسنا، حتى لو أخذنا بهذا فلماذا لم تصحح الصحف في حينها ويقال لها السيد الصادق لم يقل ذلك وهذه ممارسة معروفة في العمل السياسي وقد مارسها حزب الأمة نفسه منذ أيام مصححا بيانا له بشأن نزاع قبلي بالسودان. في الحقيقة، أن السيد الصادق يريد أن يجعل مساحة بينه وبين النظام فهو لا يريد إسقاطه و لكن يريد تغييره لذا كان نقده للنظام أشبه بالنقد الذاتي الذي يمارسه أعضاء أيّ تنظيم لتصحيح مسيرته .
إنّ هدف السيد الصادق واحد و لا يختلف فيه إثنان .. هو السلطة بكل سبيل .. وأراد أن يدخل تارة بمدخل المصلح وتارة بمدخل الذي يريد ان يغير النظام في الوقت الذي يتربص فيه بالإنتفاضة. قل لي بربك كيف تكون أنت المنقذ و المّصلح و انت سبب هذا الذي نحن فيه .. أليست هذه عين " دواني بالتي كانت هي الداء." في مداخلتي واضح أن السيد الصادق قد إنزعج لهذه المداخلة ، فقد كانت الأولي مما جعله يظن أن كل المتداخلون سييسيرون في نفس الخط ، لأنه قبل فتح باب النقاش ترجي من الحضور ألاّ ينبشوا الماضي .. لماذا لا ننبش الماضي؟؟ ومعروف أن كل ماض، في السياسة بالذات، إنما هو مفتاح لشخصية وتفكير السياسي وقد حفلت أدبيات السياسة بسيرة آل بوربورن في فرنسا "الذين لم ينسوا شيئا ولم يتعلموا شيئا كذلك"، أفلذلك لا يريدنا السيد الصادق أن نشير لماضيه لئلا ينكشف أنه لم ينس شيئا ولم يتعلم شيئا؟؟!
|
|
|
|
|
|
|
|
|