بنتلاقى بنتلاقي .. رحمة الله عليك يا الجميل إبراهيم حسين

Quote: عكس الريح 2004/05/20 البروف. معز عمر بخيت [email protected] ابراهيم حسين: لك الوفاء والمحبة .. قدرنا أن نعيش في زمن وجدت المادة نفسها ذات قيمة عالية في حياة الناس فصارت تتوسط عري الإحساس فينا وتقذفنا في براكين الضياع ، وبدأت كثير من القيم الراقية ، والمبادئ السامية في التراجع والانكماش لدى الكثيرين مما شوه وجه الحياة ، وحفر خنادقاً عميقة من الألم في مشاعر وأحاسيس الذين ما زالوا يحافظون على العهد ، ويقيمون للوفاء مكانة في نفوسهم ، ولذلك يكون لزاما على رواد المجتمع من حملة الأقلام ، وحماة الفكر والإبداع قبل الحكومات ومؤسساتها الثقافية أن يوقظوا الهمم، ويستحثوا القلوب والعقول لإحياء ما تبقى من مبادئ وقيم ، حتى لا تضيع في خضم المادية اللزج . ولعل أبسط هذه المعاني هو الوفاء لمن شبّعوا وجداننا بعبق الأغنيات الشامخة وعلينا حفظ أفضالهم الوافرة قبل أن يأتي يوم شكرهم ، فمثلهم قد أخذ بأيدينا في طرق الحياة دون أن ندري فكان لهم فضل الصباح علينا وفضل أن يكون لنا كل التميز الإبداعي الجم بينما يرقد بعضهم طريح الفراش ولا في أيديهم جنح فراشة تلهو ولا ذهب المعز. الآن أحاول أن أجمع هواء الشرق العابر ليلاً في طرقات الوله لأصنع جسراً ينقل نبضي سيل محبة ووفاء لرجل متى لبس عمامة الغناء تعرفونه رسولاً لسحابة فيضها مطر إبداعه الكثيف وشدوه العذب ورقته المتناهية. هذا الرجل السحر فنان غنّى لكل أصالة الشرق الذي ينتمي إليه وللحياة النضرة، هو ابراهيم حسين والذي يكفيه فخرأ قوله (تعيش انت ويدوم خيرك، تعيش والدنيا ما تضيرك، ولو جارت عليك أيام، تعال لعيونا بتجيرك). ها هي الأيام تجور على من منح الناس بريق الأمل لكنها عيوننا تجيره من هجير صمته وهو يعاني الأمرين: شهية التواصل المفقود واسترزاق المرتزقه بروائعه وهو يذوب في (فهرنهايت) الظلم والإجحاف. ابراهيم حسين أمتعنا بروائعه العظيمة: (نجمة نجمة الليل نعدّو .. والسنين يا حليلنا عدّو .. وانت ما عارف عيونك لما تسرح .. وين بودّو) ، (ليه يا شمعة سهرانة .. زيّنا يعني بتريدي .. ولا طريتي زول ناسيك في ذكراه بتعيدي) ، (يعاتب يوم ويرجع يوم .. بيعذبنا بي ريدو .. ويتحدانا يوم يزعل .. يقول أقدارنا في إيدو .. نقول ياريتو لو يعرف .. عذاب الحب وتنهيدو) ، (بنتلاقى مهما جارت الأيام وشالت بهجة الفرحة .. غناوينا وحكاوينا .. بشاشة حبنا السمحة .. وليليِِ الصبحو ما لاقى .. بحسو يقول بنتلاقى) ، (صحيح تشفق علينا صحيح .. ولا بديتهَ أسرارك .. ولقيت الشي الببكي الناس تلوّن بيهو أعذارك) ، (وين كنت وين لما العمر كانت سنينو مخضرة .. جيتني بعد العمر فات .. الريدة جات متأخرة) ، (يا غيمة نهار الصيف .. كان لاقيتي غطيهو .. ويا أيام قدر ما تقسيِ بالحنية لاقيهو .. كان طلاّنا من تاني .. بندّي عمرنا بالفيهو) ، (مالك غيابك طوّل .. وأنا في انتظاك ترجع .. تطرى الزمان الأول) ، (يا تهنّينا يا تخلينا .. يا تهنّينا تخلي الدنيا عديلة وزينة .. يا تخلينا ونحن جمال ذكراك يكفينا) ، (قالوا الزمن دوار يا بسمة النوار .. ياريت تعود أيامنا ونكمّل المشوار) ، (ما بنقول يا دنيا حاجة .. لما بالأحزان تجينا .. العمر ما كلو فرحة .. مرة لينا ويوم علينا) ، (لما الريد يفوت حدّو .. يبقى مصيرنا في يدو .. يحن قلبي يبين ودّو .. سؤالنا يهل زمان ردّو) ، (عشناك غُنا .. يا أجمل مُنى .. إن شاء الله في عشة هادية .. فرحة تلمّنا) ، (يا حبيبي لا عليك .. فأنا عدت إليك .. كل ما قد كان مني .. بيدي لا بيديك) ، (يوم سافرت إنت .. بقيت إنسان وحيد .. بكيت من كل قلبي .. ربيع عهدي السعيد .. مين ترجع لحبك .. تبقى حياتنا عيد) .. ، فمتى تعود لنا يا ابراهيم رائعاً كما عهدناك ؟ ..، الناظر لكل هذه القيم الجمالية في المعاني واللحن والأداء الواضح والتطريب العميق يدرك بلا شك عظمة هذا المبدع الكبير والذي توارثته عتمة النسيان في وطن لا يحتفل بالمقدسات إلا عندما تفارق الأغنيات أعتاب الدنيا لتطل على صهيل القافية أعياد التأبين (بعد عمر طويل إن شاء الله). متعك الله بالصحة والعافية وألهم أهل بلدي مقدرة الوفاء والعرفان بقدر ما اشجيت أمتنا بأنفاس العبير والنقاء، وكن يا وطني آخر من يرحل .. مدخل للخروج: ماذا سأكتبُ عنك في كتب الهوى ، فهواك لا يكفيه ألفُ كتابِ .. يغتالُني شِعري فكلُّ قصيدةٍ ، تمتصُّني ، تمتصُّ زيتَ شبابي .. الخِنجرُ الذهبيُّ يشربُ من دمي ، وينامُ في لحمي ، وفي أعصابي .. معز

Quote: في وداع الفنان ابراهيم حسين أميرة عمر بخيت فارقنا الحبيب وماكلمنا مالو .. ما خلي العيون تتأمل جمالو .. يومن ما سعيد من دنيتنا شالو ..! في صباحية عادية من صباحيات سبت هادئ طالعت كعادتي الواتس اب وكالمعتاد لم اقرأ رسائل المجموعات فأنا اكتفي بمسح غالبية القروبات مالم ألحظ وجود خبر مهم ولكن ما لفت انتباهي وقتها هو اسم قروب لم اعتاده وهو "السنين يا حليلنا عدّو" تعجبت ولكن سرعان ما تذكرت عادة قروب منتدى عكس الريح الذي اعتاد اعضاؤه أن يسموا القروب بما يشير للأحداث المهمة في حينها للفت نظر الأعضاء. قرأت هذا المقطع ولم أفهم المقصود ولكن اجتاحني شعور عميق بالشجن والحنين وسرحت بخيالي بعيداً وأنا ادندن بالأغنية. فتحت القروب وبدأت مراجعة الرسائل لأفهم سر التسمية حتى فجعت بالخبر الحزين ونعي الفنان ابراهيم حسين. أشهد أني قد حزنت جدا لوفاة العظيم وردي، تألمت لرحيل زيدان، السني الضوي ومحمدية وبكيت لمرض ووفاة محمود عبد العزيز و لكن رحيل ابراهيم حسين اجرى من عيني دموعاً ساخنة وحنينة بحنية " نحلّف قلبك القاسي بكل حنان مودتنا .. بافراحنا وبي اشواقنا وبي لهفة محبتنا .. رضينا عذابنا في حبك حرام تتناسى ريدتنا" جرت دمعتي وانا استرجع ذلك الغناء النبيل "تعيش انت ويدوم خيرك .. تعيش و الدنيا ما تضيرك ولو جارت عليك أيام تعال لعيونا بتجيرك" و " يا غيمة نهار الصيف كان لاقيتي غطيهو .. ويا أيام قدر ما تقسي بالحنية لاقيهو .. وكان طلانا من تاني بندّي عمرنا بالفيهو " ابراهيم حسين فنان تنضح أغانيه رقةً لا تضاهيها رقة أو عذوبة. ما أن تستمع لأغنية من أغانيه الا وتغمرك مشاعر ناعمة وندية وتعتريك نفحة صوفية يتسع لها قلبك ككونٍ قادرٍ على احتواء العالمين. في 6 يناير 2012 و كمثل كثير من المبدعين تم تكريم الفنان ابراهيم حسين مع نخبة من الشعراء و الفنانين و من لهم يد بيضاء على الإنسانية بواسطة منتدى عكس الريح -لاعضائه أجمل التحايا وأعظم المحبة- في يوم التكريم هذا تساقطت قطرات غالية من أعين الإنسان ابراهيم حسين معبراً بها عن امتنانه وهو لا يعلم أن الإمتنان جله واكمله له هو لما اسعدنا بالشجو و الطرب الأصيل. حكى حينها شقيقي بروفسير معز عمر بخيت، رئيس المنتدى عن حادثة ملهمة حدثت له مع مريضة بحرينية تدعي نجمة وانها كانت مصابة بصداع رهيب و انه لما علم بأن لحالة المريض النفسية بالغ الأثر في هذا الصداع مازحها بأغنية "نجمة نجمة الليل نعدّو و السنين يا حليلنا عدّو و انت ما عارف عيونك لما تسرح وين بودّو " حكى كيف ضحكت و انفرجت اساريرها و بادلته عذب الحديث عن الفن والشعر والغناء الى أن هدأت نفسها و طابت وتعافت من أوجاعها والآلام. شكره د. معز نيابةً عنا واصفاً اياه بطبيب القلوب فصفق الحضور بوجدانهم قبل اياديهم تقديراً لهذا الفنان العملاق و رددوا أغانيه حتى طربت كل ذرات الهواء. سيدي ابراهيم حسين عشت هادئاً و رحلت هادئاً لكنك لم تعلم كم اثرت بإبداعك هدير مشاعر فياضة وكم آنست بلطيف شجوك قلوباً منهكة وملتاعة وكم مسحت بجميل النغم عنهم رهق الوجدِ والإشتياق فنم قرير العين هانئاً بقدر ما اسعدتنا واطربتنا و لتعلم أننا سنظل ننهل من "حنانك يا معذبنا" ما نفتقده في زمان لا يحتويك و لتعلم أننا سنردد بعدك ما حيينا "عشناك غنا يا أجمل منى ان شاء الله في عشة هادية فرحة تلمنا" و يا الله في جنة عالية فرحة تلمناالا رحم الله الفنان ابراهيم حسين و عفا عنه و ادخله فسيح جناته مع الصديقين والشهداء والصالحين ورحلتو بعيد نسيتو الريد و الحنان الإلفة الجميلة والسعد اللي كان لكن فرقتنا أقدار الزمان