|
|
 Re: الاحتفال بالمولد النبوي .. اصل الحكاية بسي (Re: Osman Mahmoud)
|
كما اسلفنا هنالك حد ادنى في عملية الاستقطاب هذه، الحد الأدنى هو: التشويش وخلق
الانسان المتناقض والمرتبك ..
كيف يخدم هذا المتناقض والمرتبك مشروعهم ..؟
هو لا يقدم شيئ، ولكنه مكبل لا يملك قرارة نفسه، وهذا يضمن لهم وأنه لن يختار الطائفة
الاخرى او الضفة الأخرى
وقد ينتمي لفكرتهم في المستقبل، او تركه خلايا نائمة لفكرة اخرى قد يحتاجونها ..
لأنهم ليسُ بمعزل عن العالم ..
بكل تأكيد هم في صراع وفي سباق قد يحتاج منهم الى المرونة او تغيير المواقف ..
ولو اردنا مثلاً لذلك: انظرو الى التغيير الذي يقوده ولي العهد محمد بن سلمان بعد وضع
قانون "جاستا" في امريكا ..
بالتأكيد هم نفس الحكام الذين سيطروا على هذه العقول، وهي نفس المليارات النفطية
التي تنفق من اجل هذه الاهداف ..
وهي نفس المكانة العظيمة للمملكة السعودية كعاصمة دينية للإسلام، وخاصة الإسلام السني ..
ولا توجد عاصمة اخرى للمسلمين غير مكة في الوقت الحالي ..
لأن العاصمة الأخرى والقبلة الأولى هي القدس ..
ولا يمكن للقدس في الوقت الحالي ان تستقر، لأن هذا من صميم الفكرة: الاستمرار على مركزية
الاسلام، او تحديدا الاسلام السني، بالمحافظة على المملكة السعودية كعاصمة واحدة للمسلمين ..
لأن استقرار القدس بالفهم الاسرائيلي المتطور علمانياً، والامكانيات العالية لإسرائيل قد يقود الى
مفهوم اسلامي سني شعبي بعيد عن السياسة، ومقاوماً لها، إن كان بهدف نبيل او بغرض إسقاط
المملكة السعودية ..
وهذا قد يكون الخطر الحقيقي واكثر خطورة حتى من الند الازلي "الاسلام الشيعي" الذي تم ادلجته
وتسيسه هو الآخر بنفس قدر الاسلام السني بعد ثورة خامنئي وصار الان اسلام سياسي بإمتياز، الهدف
منه هي نفس اهداف الاسلام الوهابي ..
التمدد، والاستقطاب الحاد ..
ولا يتفق الاسلام السني والشيعي سياسياً الا في شيئ واحد وهو الإبقاء على عدم استقرار اسرائيل/فلسطين ..
والصراع الان في أوجه بين اسلام محمد بن عبدالوهاب واسلام خامنئي ..
ولكم في العراق، سوريا، واليمن ادلة حية غير قابلة للنقاش ..
اذ بات الصراع بين السنة والشيعة غير مخفي على احد ..
قد يقول قائل: الصوفية هم من اهل السنة، وبنفس المفهوم السلفي للوهابية .. في ماذا الصراع ولماذا عدم
الوفاق الكامل ..؟
الإجابة: كما اشرنا اعلاه هي: لعدم ترك اي ثغرة لإقامة "دين شعبي"، بخلق صراع من العدم الهدف منه ضجيج عالي
وكثيف ملفت ومستحوذ على الإهتمام .. "رغم ان الفكر الصوفي ايضا ليس بدين شعبي بالمعنى لأنه هو الآخر تم
تسيسه من القرن الرابع عشر ميلادي" ..
لماذا؟ للمحافظة على الطائفيين الذين تم تجنيدهم والوصول اليهم، ولمزيد من التمدد في كل الاتجاهات ..
خلق الضوضاء الدائم هي الفكرة الوحيدة التي تدعم الموقف وبقوة ..
ولو كانت فكرة محمد بن عبد الوهاب هي الفكرة الصوفية كما هي الفكرة الصوفية الآن، والاسلام الموجود
قبلها هو الاسلام السني كما هو الان، ايضا لشاهدنا نفس الصراع، لان الهدف في مكانه وهو الاستقطاب ..
خاصة وان الاسلام الصوفي قائم على فكرة الدين الاسلامي ناسخ لما قبله من اديان، يصنف الاديان سماوية
ووضعية، يؤمن بفكرة الجهاد، يرجم الزاني، يعدم المرتد، وغيره من الوفاق الجوهري مع الوهابية.
فقط يبدو هذا الوجه وديع لأن الفكرة المضادة للتشدد هي الإعتدال او ما يعرف بالوسطية.
وضمن اجندة الاسلام السني المحافظة على هذا الشكل للصوفية ..
وخاصة ان القوة كل القوة ان كانت اموال او سُلطة هي الان مع المعسكر الوهابي.
لمن اراد أن يرى: الأمر واضح وجلي جدا، الهدف من كل هذا الصراع الغاية منه ليس الوصول الى الإسلام
الصحيح، او العبادة المثالية ..
لأن كل هذه الطوائف المختلفة تستند الى نفس الشروط الاساسية للفقه ..
وهي إستصدار الفقه من الكتاب والسنة، وإجتهاد المحدثين وجمهور العلماء.
ان كان شيعة وسنة، او في الشيعة الطوائف: إثناعشرية، إسماعيلية، زيدية، علوية، وان كان في السنة
الطوائف: أثرية، أشاعرة، ماتريدية، وصولا الى انحصار المواجهة فقط بين الطائفتين صوفية وهابية منذ
منتصف القرن الماضي .
كلهم لهم علمائهم ومجتهديهم ومحدثيهم من الكتاب والسنة.
لا توجد طائفة تقول نحن اهل النار، كلهم يقولون نحن اهل الجنة.
لا توجد بينهم طائفة تقول نحن على حق والطائفة الأخرى ايضاً على حق ..
بل كل هذه الطوائف ترى الحق فقط في افكارها الذاتية.
ومن ينظر بتبصر الى كل هذه الطوائف التي تبدو من الوهلة الأولى مختلفة فيما بينها، لن يجد بينهم
الاختلاف الجوهري، او الخلاف الذي هو بحجم هذه الهوة الفارغة التي تبدو لقصار النظر هوة حقيقية
بين الطوائف المختلفة ..
لأن في حقيقة الأمر لو عدنا قليلاً وما قبل الفكرة الوهابية، لن نجد هذه الهجمة الشرسة على الصوفية ..
بل سنجد النقيض تماما، اذ ستجد تقييم اهل السنة للصوفية يبدأ من عدم الاهتمام بهم، وصولاً الى الإعجاب بهم ..
سنجد هذا حتى في كتب بن تيمية صاحب اكثر فكر سني متشدد ..
اكثر المتشددين كان يصفوهم بالدراويش، وان كان بتندر ..
المهم هو ستجدهم يعترفون اعتراف صريح بالعمق الروحي للصوفية وزهد معتنقيها الدراويش ..
ولم يحتاج الأمر الا اضافة الفلفل الحار من الوهابية ..
.
|
|
 
|
|
|
|
|
| |
Osman Mahmoud
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست