مضحك جدا أن تقيم حركة عرمان الدنيا ولا تقعدها لمجرد نشر خبر عن لقاء جمعها بفيصل حسن مساعد البشير في جوبا، وكأنما الخط السياسي لهذه الحركة هو الممانعة السياسية وعدم الاعتراف بسلطة المؤتمر الوطني والعمل على الإطاحة به بثورة سلمية أو عسكرية! الحقائق أمام أعيننا! هذه الحركة لاهثة وراء تسوية سياسية مع المؤتمر الوطني بشروط أقل بما لا يقاس من شروط نيفاشا نظرا نظرا لأن الحركة 2018 ليست هي حركة 2005 ! فهي الآن متراجعة عسكريا ومنقسمة! والمأساة هي أن المعضلة أمام التسوية هي ممانعة "المؤتمر الوطني" لا الحركة الشعبية! وبالمناسبة دا ما هبوط ناعم دا هبوط اضطراري! فالهبوط الناعم معناه ان يقبل النظام بترتيبات سياسية جديدة على رأسها تنازل البشير عن ترشيح نفسه في انتخابات 2020 ومن ثم التحول الى نسخة كيزانية بدون البشير ومعها هامش محسوب من الحريات للمعارضة وهذا الهبوط الناعم راح في حق الله لأنه ليس خيارا مجانيا وكان يتطلب ضغوطا حقيقية على النظام ، فلم يبق أمام حركة عرمان وكل الحركات المسلحة سوى الهبوط الاضطراري في مطار البشير! وهم في ذلك ماضون! وسوف يعلمون أي منقلب ينقلبون! أليس من البديهي جدا والطبيعي جدا ان اللاهث وراء التسوية سوف يلتقي بفيصل حسن وأمثاله! أم أن التسوية السياسية ستكون مع فيصل العجب مثلا؟ مشكلة عرمان أنه فقد بوصلته، خصوصا بعد "المُر" الذي سقاه إياه الحلو! فهو يريد ان يسعى نحو التسوية وفي ذات الوقت يريد ان يظهر إعلاميا كثائر خطير! وبعد التسوية مع المؤتمر الوطني إذا تمت بنجاح يريد ان يعيد ذات اللعبة القديمة : أخطر زعيم للمعارضة رغم مشاركته في السلطة! هذا ما عاد ممكنا! فالأشياء ما عادت هي الأشياء! لن نصدق بعد اليوم ان الحركة الشعبية عندما تشارك في السلطة ستكون مثل موسى في قصر فرعون! كل من دخل قصر فرعون مشاركا في السلطة تحت اي صيغة فهو فرعون! ومن جموع هذا الشعب المنكوب بفرعنتهم جميعا سوف يخرج موسى بعصاه التي ستلقف ما يأفكون! يجب على الاستاذ أردول ان يناقش مع قائده أسباب الضعف السياسي الذي جعل حركتهم في هذا الوضع العجيب، ومن تجلياته ان ينصرف الثوار عن محاسبة قيادتهم على "الهبوط الاضطراري" إلى معاقبة الصحف التي لم تفعل شيئا سوى نقل أخبار هذا الهبوط!
العنوان
الكاتب
Date
كتبت الاستاذة رشا عوض-حركة عرمان والهروب من المعارك الحقيقية!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة