|
Re: مهنه ام وجاهه ام رساله (Re: Asim Ali)
|
الطب والتعليم بين سمو المهنة وتدني العائد كشفت قضية عزوف الشباب الإماراتي عن مهن مهمة للمجتمع مثل مهنة التدريس والطب، عن وجود خلل إما في الرغبة الدراسية، وصعوبة متطلبات المهنة أو في تقدير المهنة ماديا ومعنويا. وعلى الرغم من أن هذه القضية حظيت باهتمام كبير وواسع على مستوى الشيوخ والجهات التربوية والمعنية، بتوفير كافة السبل والإمكانات التي تسهل الالتحاق في مثل هذه المجالات، وتحفيز الدافع الوظيفي عند الشباب لشغل مثل هذه المهن إلا أن تلك الجهود لم تثمر حتى الآن، أو ربما لم تكن كافية وموجهة بطريقة صحيحة. فعجز الكوادر الوظيفية المواطنة ؟ فئة الذكور - في مثل هذه المجالات مازال يشكل قضية تحتاج إلى حل، وعلى الرغم المكانة السامية والمرموقة التي تشغلها مهنة الطب والتدريس على مستوى العالم، إلا أنها لا تلقى التقدير المعنوي والمادي ذاته خاصة في مجتمعنا. فمهنة الطبيب في المجتمعات الأجنبية حظيت بأرفع الدرجات بل شكلت أرقى الوظائف المجتمعية التي تستحق التقدير إلا أنها هنا لم تشكل سوى مهنة عادية، تتساوى في بعض الأحيان مع مهن أخرى، بل وتقل عن مستوى بعض المهن التي لا توازيها في المجهود العلمي الذي بذل. مما دفع بشبابنا لهجر مثل هذه الحقول للبحث عن مستوى معيشي أفضل في مهن أخرى، وليظل واقع الاعتماد المتزايد على الخبرات الخارجية والأجنبية قائما، إلى أن يأتي وقت تجد الدولة نفسها في حاجة ماسة إلى الخبرات المواطنة، فلا ننكر جهود الكوادر العربية التي خدمت مجتمع الإمارات وبإخلاص في هذه المجالات منذ بداياته، ولكن السؤال يظل حائرا، متى ستستقطب هذه المهن شبابنا المواطن؟ ومتى سيشكل الشباب الإماراتي قاعدة الأساس؟ رصدت «البيان» في هذا التحقيق أسباب ودوافع عدة بين فيها بعض الشباب أسباب عزوفهم عن مهنتي الطب والتدريس، التي صبت في اغلبها حول حوافز وامتيازات المهنة التي لا تقارن بالمهن الأخرى، والتقينا بمسؤولين من دائرة الصحة والتربية للتعرف على أفضل الحلول الممكنة والمحفزة لإدخال المواطن مجالات الطب والهندسة بصورة مقبولة تشكل قاعدة الأساس لأجيال أخرى.
غياب الدافع
يرى الطالب الجامعي عمار المرشدي أن ما يتقاضاه الطبيب أو المعلم من أجر لا يشكل دافعاً قوياً أو محفزاً لدخول مثل هذا المجال، وهذا طبعا بالمقارنة مع أجور المهن الأخرى التي يجد الشاب الإماراتي نفسه فيها أكثر، والدافع المادي ليس أول الأسباب ولكنه الأهم في ظل ضغوط الغلاء المعيشي الذي نعيشه. ويضيف: إن زمن تعليمنا في المدارس لم يكن يركز على تعليم اللغة الإنجليزية والتي تشكل أكبر عوائق دخول مجال الطب في ذلك الوقت، أما حاليا ومع الجيل الجديد أعتقد أن الأمر سيكون أكثر سهولة ويسير. ويرى عمار وزملاؤه بأن الميول الدراسي لديهم ضعيف ولا يصل إلى حد دخول مهنة الطب والتدريس التي تحتاج إلى مجهود علمي متواصل، بل يجدون أن العمل في سن مبكرة بعد الثانوية العامة يعد فرصة كبيرة يحققون من خلالها طموحهم ويعتمدون على ذاتهم بل ويستقرون في الحياة بصورة أسرع. وأشار زميله أحمد المعلا أنه لا يجد في نفسه رغبة العودة إلى المدرسة ولو بصورة معلم، لما تحمله هذه المهنة من مشاق ذهنية ونفسية واجتماعية تستلزم مجهوداً مضاعفاً لكي يتعايش معها الفرد. فضلاً عن أن قوانين مهنة التربية غير مستقرة وأحوالهم في تجدد مستمر. أما ما يخص مهنة الطب فالمجهود الذي يبذله الشخص في أوقات الدراسة أكبر بكثير من المردود الذي يلقاه عند التخرج. ويذكر قصة أخته التي درست الطب لسبع سنوات تخرجت من بعدها بشهادة طب عامة، لتجد نفسها في حاجة لدراسة مرة أخرى لتكسب تخصصاً معيناً يعتمد لها كطبيبة تخصصية، فضلا عن ذلك ظلت بدون وظيفة إلى ما يقارب الثلاث سنوات عملت من بعدها كطبيبة تحت التدريب، لا يثق فيها أغلب المرضى المراجعين. فيقول أحمد: بكل صراحة لا أجد نفسي مستعداً لأمر بكل ذلك، والهدف النهائي الذي أصل إليه مكانة لا تستحق العناء، في حين أن المجتمع يطرح مجالات أخرى لها قيمتها وأستطيع بشكل أكبر أن ألتحق بها وأتدرج فيها وظيفيا خلال سنوات قليلة.
الطب..مهنة مظلومة
وفي طرح القضية على خلفان النعيمي مدير مستشفى دبا قال إن مهنة الطب خصوصا في الساحل الشرقي مهضومة الحقوق، والكادر الوظيفي للطبيب قليل جدا خاصة في حق المواطن الذي يجد أن ما بذله من مجهود علمي لا يتوافق مع مردود المهنة، فأغلب الأطباء بدأوا بالتسرب من المهنة إما لمستشفيات في إمارات أخرى كدبي وأبوظبي، أو بالبحث عن وظائف أخرى ترضي رغباتهم. والطبيب الإماراتي لا يحظى بالاهتمام والمشاركة في المؤتمرات والفعاليات الطبية بالقدر الكافي الذي قد يثري مهنته العملية ويطور قدراته المعرفية والعلاجية، أو حتى أن تفتح له مجال اكتساب الخبرة من تجارب الآخرين، فالمجالات التي يشارك فيها الطبيب محصورة جدا ولا يمكنها أن تغذي مهنة الطبيب المتجددة بشكل دوري. وغالبا ما يجد الطبيب نفسه مهمشاً في عملية اتخاذ القرار سواء بالقرارات المتعلقة بمهنته أو حتى دورة كطبيب، فهذا يقلل من قدرة الطبيب على مواجهة المشكلات التي قد تعترض مجال عمله في المستقبل، بل وتضعف إمكانية مشاركته في العملية التطويرية التي تشمل مهنته وإدارته الطبية. فضلا عن وضع الطبيب الخريج على قوائم انتظار المهنة ولسنوات عدة، رغم الحاجة الملحة لوجود المواطن في مثل هذه المهن، أمر مؤسف وحاصل عند الكثيرين، مما جعل من مهنة الطب مجالاً بعيداً عن طموح الشاب المواطن، بل شكل الدافع الأكبر وراء تخلي الشاب الإماراتي عن الخوض في مثل هذه التجارب. وينظر النعيمي إلى مسألة تعديل الكادر الطبي المفترض للطبيب قد تأخرت كثيرا، والإسراع فيها سيشكل خطوة فعالة تدعيم مهنة الطب خصوصا وإن المواطن لا تدفعه أسباب قوية لدراسة الطب.
التعليم.. نظرة متدنية
يوسف حمد المزروعي مدير مدرسة سيف بن حمد الشرقي قال إن المشكلة مهمة للغاية وكان لا بد أن تثار منذ فترة طويلة خصوصا وأن الوضع الحالي للمعلم أصبح ينظر له بصورة متدنية سواء من الناحية الاجتماعية والتقديرية أو حتى من الناحية المادية. وأكبر هموم المعلم هو الكادر الوظيفي غير المحفز، وعدم وجود تقدير وظيفي كالترقيات أو التدرج المهني الذي يطمح له أي شخص ومواطن. فحتى لو أراد المعلم رفع درجته الوظيفية كمعلم، لابد له من ترك مهنته التي برع فيها منذ سنوات ليصبح وكيل مدرسة فتتحول متطلبات مهنته إلى أمور إدارية بحتة قد لا تتوافق مع قدراته العلمية أو لا ينجح فيها بالدرجة المقبولة، في حين أنه فقد مهنته الأساسية التي تأهل لها منذ البداية. ولا ينكر المزروعي أن الدافع العلمي الضعيف للشباب، أكبر وأهم عوامل العزوف عن مهنة التدريس، خاصة أن الشباب الإماراتي يحبذ البحث عن عمل في سن مبكر وفي مجالات عسكرية محفزة جعلتهم خارج نطاق دائرة التعليم والتعلم.خصوصا مع وضع المهني للمعلم. وينصح المزروعي بأخذ نظام الدول الأخرى في التدرج الوظيفي للمعلم بحيث يترقى فيها المعلم إلى درجة وكيل وزارة من ناحية الدرجة الوظيفية رغم بقائه معلما وهذا تقديرا للجهود المبذولة. وأجد أن التقدير المعنوي والمادي لوظيفة المعلم، سيفتح الباب أمام الشباب المواطن إذا ما أعطيت المهنة حقها الحقيقي مقارنة مع المهن الأخرى، فإذا أرادت الدولة أن تنجح العملية التعليمية لا بد أن يديرها ابن البلد، فما نلاحظه من همة ومحاولات حثيثة لتطوير ذواتهم يبقى شيئاً طيباً، على الجهات المسؤولة أن تأخذه بعين الاعتبار.
ابتسام الشاعر البيان -19 نوفمبر 2008
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
مهنه ام وجاهه ام رساله | Asim Ali | 11-05-18, 11:47 PM |
Re: مهنه ام وجاهه ام رساله | Asim Ali | 11-05-18, 11:56 PM |
Re: مهنه ام وجاهه ام رساله | هاشم احمد ادم | 11-06-18, 04:36 AM |
Re: مهنه ام وجاهه ام رساله | عبدالحفيظ ابوسن | 11-06-18, 05:03 AM |
Re: مهنه ام وجاهه ام رساله | Asim Ali | 11-09-18, 03:07 PM |
Re: مهنه ام وجاهه ام رساله | Asim Ali | 11-08-18, 06:23 PM |
Re: مهنه ام وجاهه ام رساله | Kamal Alalla | 11-06-18, 12:23 PM |
Re: مهنه ام وجاهه ام رساله | قسم الفضيل مضوي محمد | 11-06-18, 02:33 PM |
Re: مهنه ام وجاهه ام رساله | Asim Ali | 11-10-18, 04:40 PM |
Re: مهنه ام وجاهه ام رساله | Asim Ali | 11-09-18, 11:31 PM |
Re: مهنه ام وجاهه ام رساله | Amira Hussien | 11-09-18, 04:01 PM |
Re: مهنه ام وجاهه ام رساله | Asim Ali | 11-10-18, 10:18 PM |
Re: مهنه ام وجاهه ام رساله | Asim Ali | 11-10-18, 10:22 PM |
Re: مهنه ام وجاهه ام رساله | Asim Ali | 11-12-18, 09:10 PM |
Re: مهنه ام وجاهه ام رساله | الطيب رحمه قريمان | 11-13-18, 05:25 AM |
|
|
|