الدكتور النور حمد: نحن مستتبعون لمصر عقلياً ولم نتحرر منهم حتى اللحظة ودا جزء من الاستعمار رفضنا لل

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-03-2024, 11:07 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2018م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-25-2018, 06:16 PM

زهير عثمان حمد
<aزهير عثمان حمد
تاريخ التسجيل: 08-07-2006
مجموع المشاركات: 8273

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الدكتور النور حمد: نحن مستتبعون لمصر عقلياً ولم نتحرر منهم حتى اللحظة ودا جزء من الاستعمار رفضنا لل

    06:16 PM October, 25 2018

    سودانيز اون لاين
    زهير عثمان حمد-السودان الخرطوم
    مكتبتى
    رابط مختصر

    الدكتور النور حمد: نحن مستتبعون لمصر عقلياً ولم نتحرر منهم حتى اللحظة ودا جزء من الاستعمار
    رفضنا للمعونة الأمريكية كان لأسباب هوس شيوعي خلَّا البلد تتكسر وتنتهي





    النور حمد.. العمل الوحيد الذي كان في صالح البلاد عملوه ناس عبود وثورة أكتوبر ما كان عندها أية لازمة على الإطلاق





    استبعد الأكاديمي ذائع الصيت والمشتغل بالفكر الجمهوري الدكتور النور حمد قيام انتفاضة شعبية، عازياً ذلك لإشكالات كثيرة، وقال حمد إن الخطاب الديني والعرقي الذي تبنّته الإنقاذ طيلة السّنوات المَاضية خَلّفَ وَاقعاً جَديداً جَعَلَ خيار الانتفاضة “مُخيفاً”، وتابع: “ليس أمام القوى السِّياسية إلا الانتخابات”، وانتقد مناهج التعليم الدينية وقال إنّها تُخرّج مُتطرفين، داعياً إلى تغيير ما أسماه “أدلجة المناهج”، وقال حمد بـمنتدى “كباية شاي” بصحيفة التيار مساء الخميس: ما زلت اشتراكياً، ولست مفتوناً بالنموذج الأمريكي الذي بدأ “يتآكل أخلاقياً”. وطاف حمد على قضايا شتى في أمسية شهدت حضوراً حاشداً.. وإلى التفاصيل:

    الحلقة الثانية

    الخرطوم: حلايب نيوز

    قابليتنا للإستعمار..!

    أنحنا عندنا قابلية للاستعمار وهو ليس كله باطلاً، ومن كراهية الناس له إذا ذكرت حسنة للاستعمار يطلقون عليك النعوت، وهذا لا يسمح بالتفكير المنتظم، والمهدية انتصرت بالرعاة وليس بالحضر، والمهدي دعا زعماء التصوف في منطقة الوسط النيلي وما استجابوا له بل بالعكس وقفوا مع المستعمر وقاموا بهجائه وقصيدة الشيخ محمد شريف واضحة جداً و تمرد المهدي على شيخه محمد خير وكانوا يعتقدون بأنه لا وجود للمهدي وكانوا حريصين على الاستقرار على الرغم من انه تحت حكم أجنبي لذا ذهب المهدي لكردفان وجيَّش الجيوش وأسقط الأبيض إلى أن اسقط أم درمان ومن ميز المهدية إنها أعطت السودان حدوده الواسعة، وفي نهاية المهدية عندما ضاق الوضع بالمواطنين وكثر السلب والنهب قال الحردلو: (يا با النقس يا الإنجليز ألفونا)، وفي هذه الحالة الاستعمار أنقذ الناس من وضع مزعج لكنه فرض التمدن بحد السلاح، والاستقرار خلال فترة الاستعمار شهد على ازدهار الخدمة المدنية وازدهر فيه الشعر والأدب، والكثيرون لا يصدقون بأن القوة التي كانت تدير البلاد من المستعمر قوامها فقط (800) شخص يديرون كل البلاد، إنحنا هسي عندنا (800) وزير ودا فرق كبير جداً، وهناك مقولة شهيرة للأستاذ محمود محمد طه يقول فيها: (الدكتاتورية عيبها ما في ذاتها عيبها في ملابساتها) ويمكن جداً أن يكون في دكتاتور صالح يقمع الناس وينفعهم، وفي دكتاتور سيئ، يقمع الناس وما بنفعهم.

    إساءة فهم الدين الاسلامي والمدنية..!

    تمرد القبائل السودانية على السلطة المركزية موجودة في كتب التاريخ، بالذات كتاب تاريخ السودان الحديث محمد سعيد القدال، مذكرات يوسف ميخائيل، مكي شبيكة، نعوم شقير، كل هذه الكتب التي أرخت للسودان ذكرت تمرد القبائل، ولا توجد قبيلة رئيسية في السودان المهدية لم تحاربها، وعددها كبير، نحتاج لقراءة التاريخ والوقوف عند المؤثرات التي خلقت شخصيتنا ونعمل على تعديل أوضاعنا على أن نعيد تربية أنفسنا بطريقة سليمة إضافة لوعي عيوبنا، ومن إشكاليات الادعاء بأننا مكتملون وهناك أدبيات تكرس لهذا الأمر (انحنا وانحنا) والفخر وكل هذه الأدبيات التي ترد في سياقات الشعر وهي تنفع عند الحروب والدفاع عن القبيلة، و لا تصلح إطلاقاً في أوضاع نحاول أن نبني فيها دولة مدنية و حضارة ودولة حديثة، ولا بد ان نتخلى عن البداوة ونعمل على التهذيب، وهناك شيء لا يعييه الناس وهو أن الدين الإسلامي يدعو للتمدن، وكل الصراع الذي حدث بين النبي صلى الله عليه وسلم والناس من حوله كان حول المدنية، لأن الناس حينها لا يحبون النظام، ولا العدل ولا يحبون المساواة، كون الإسلام جاء وساوى بين صهيب وبلال، بين أبوجهل وأبا لهب، دا كلام مرفوض تماماً ودا سبب النزاع وليس حول أن الله موجود أم لا، أو تعبدون الأصنام أم لا، والأصنام كانت رمزاً لسلطة الجاهليين الدنيوية وما دايرين يتخلوا عنها، لأنه ما دايرين يتخلوا عن السلطة التراتبية، والدعوة الإسلامية دعوة للتمدين، والإسلام أسيء فهمه كطاقة دفع حضاري والبداوة دخلت عليه وحولته لطقوس باردة وإلى شعائر لا انعكاس لها على السلوك اليومي.

    من إشكالياتنا علمنا المصريون..!

    نوع التعليم الذي تلقاه طلائع المتعلمين إبتداء من مؤتمر الخريجين، وأصبحوا هم القادة السياسيين والتعليم في ذاته كان محدوداً ونوعيته يخرِّج أفندية ليؤدوا وظائف في منظومة الإدارة البريطانية وحتى تدريبهم لشغل هذه الوظائف تم على أساس كلفة العمال البريطانيين حال إحضارهم من بريطانيا للعمل في السودان، وكان هو التعليم المدني وانعكس على الخدمة المدنية وعملوا فيها كأطباء، قانونيين، مساحين، وموظفي خدمة مدنية، أما التعليم الآخر كان دينياً إلى حد بعيد وكلية غردون كان فيها جانب متعلق بالعربي والتربية الإسلامية ودا أشرف عليه المصريون ودي واحدة من إشكالياتنا و تعليمنا مصري لاستتباع السودانيين لمصر، وحتى اليوم أنحنا مستتبعون عقلياً للمصريين ولم نتحرر منهم حتى اللحظة ودا جزء من التركة الاستعمارية التابعة لحكم الخديوي من 1821 إلى 1885، ولم نفكك آثارها حتى الآن، وتمدد التعليم الديني، والتعليم كان ضعيفاً ولم يكن فيه الإدارة وكيفية إدارة الدولة، والثقافة في تلك المرحلة كانت أدبية وطلائع المثقفين الفهم الثقافي يقرضون الشعر، لذا الكثير منهم يكتبون الشعر ويراسلون المجلات لنشر ما كتبوه ليبرزوا كشعراء، وكانت صورة المثقف عندهم تتمحور حول قرض الشعر، وحينما زار العقاد أثناء الحرب العالمية السودان جميع النخب تهافتوا عليه وكل منهم يحمل قصيدة يريد أن يعطيها للعقاد حتى يجيزه كشاعر، وهو ما أورثنا الثقافة الهشة بدلاً من مجالات بناء الدولة وهذا الأمر يحتاج لتعليم من نوع معيَّن، وتنبأ البريطانيون في كثير من كتاباتهم بأن طلائع المتعلمين لا يستطيعون إدارة بلادهم، وهذا الأمر اتضح بعد تسلمهم لمقاليد الحكم إذ أنهم لم يكن لديهم أي اهتمام سوى الجلوس على المقاعد التي كان يجلس عليها المستعمرون، ولم يكن لديهم اهتمام أن ينالوا بـ(البرستيج)، لأنهم كانوا فقراء محرومين وإذا اغتنيت وكنت ما متربى كويس أو اتربيت في بيئة فيها حرمان، عندما تجد الوظيفة ستفسد وانطبق علينا هذا الأمر في حكم جماعة الأخوان المسلمين الحالي، طوَّالي المسائل تحولت للجيوب وذلك الوقت لم تتحول بالصورة الشاذة التي نراها الآن لكن كان الاهتمام بالمظهر (الكدوس، الطربوش، اللبس، السفر..إلخ) وعاشوا على ريع القطن والصمغ ولم يكن لديهم عمل لتطوير الاقتصاد.

    ثورة أكتوبر ما عندها لازمة..!

    العمل الوحيد الذي كان في صالح البلاد عملوه ناس عبود وثورة أكتوبر ما كان عندها أية لازمة على الإطلاق وناس عبود إذا ما قارناهم بنظام نميري ولا الأخوان المسلمين نجد أن عبود قضى فقط (6) سنوات لكنهم أنجزوا إنجازات كل الحكومات الوطنية لم تنجز مثلهم إذ إنهم قاموا بتمديد خط السكة الحديد جنوباً وغرباً، وعدداَ كبيراً من المصانع في الأقاليم وإنشاء الطرق وغيرها من الإصلاحات، أنحنا انتماؤنا للمنظومة العربية ودخولنا في القضية الفلسطينية وتبعيتنا لجمال عبد الناصر ومقاطعتنا للغرب ورفضنا للمعونة الأمريكية كان لأسباب هوس شيوعي خلَّا البلد تتكسر وتنتهي وليس لدينا سياسيون مدركون للاستراتيجيات الدولية ولا لطبيعة بلدهم وافتكر بأن تاريخنا لم يتم مناقشته بالشفافية الكافية ولا بالشجاعة الكافية، والناس تمالأوا ماهو سائد ويجبنوا عن مواجهة الإشكاليات الجوهرية.

    عزفت مع عائشة الفلاتية..!

    في وقتنا المدارس كانت بخيرها فيها عروض مدرسية ومسارح وفي حنتوب تعلمت عزف العود والأكورديون وفي كلية الفنون كذلك كنت أعزف، الموهبة حاجة واحدة لكن يمكن أن تتشكل، والفرق يبقى في التدريب والقراءة، بعد انتمائي للفكر الجمهوري الأستاذ كان يهتم بالتربية لذلك لم يكن يشجع الأشخاص الذين لديهم مواهب موسيقية لكي يستمروا في المجال، وفي الرسم ما كانت في مشكلة لأني في الكلية واستمريت فيها وعملت مدرس تربية فنية بالمدرسة الثانوية واشتغلت لمدة (14) سنة قبل أن أهاجر للولايات المتحدة الأمريكية وكان ذلك في سنة 1988م، عملت بمدرسة خورطت، المعليق، السني مدني، الخرطوم الجديدة والعديد من المدارس، في مجال الموسيقى بالكلية كنت أعزف مع الفرقة، وحصل عزفت مع الفنانة عائشة الفلاتية، لكن لم أعطها كل الاهتمام.

    وعندما جئت للأستاذ محمود محمد طه كنت متأزماً وليس طلباً للمعرفة، وكانت في كتبه موجودة، وأنا استمريت في اليسار وكنت أقرأ عن الفكر الوجودي والماركسية واعتنقت الديالكتيكية لفترة من الفترات لأنها تفسر الظواهر.

    الفلسطينيون أفضل من طبقتنا الوسطى..!

    إبراهيم عبود كان رجلاً طيباً لان لما الناس ثاروا ضده ما قتلهم وتنازل عن السلطة وكان بإمكانه أن يبقى فيها وقيري الدماء، المفاوضات التي جرت حول السد العالي كانت معيبة بلا شك، وهناك عيوب صحيح لكن استتباعنا للعقل المصري جلعنا نتنازل عن أي شيء لهم، ومحتاجون نتحرر من الاستلاب المصري، وحرب الجنوب صحيح ناس عبود وحسن بشير اوغلوا فيها بعنف كثير، لكن هذه المسألة موجودة في بنية العقل كله ولا يختلفون عن محمد أحمد المحجوب الذي نعده من رموز الديموقراطية، كان رأيه فيها سيئاً جداً وكان مع الحرب وأن هؤلاء يجب ان يقمعوا، ولم يجلسوا معهم ليفاوضونهم، من الاستقلال ظهرت نزعة النخب النيلية في إقصاء الجنوبيين وحتى في السودنة من (800) وظيفة أعطوهم فقط أربع أو خمس وظائف، لكن من حيث الإنجازات أعتبر أن حكومة عبود في ست سنوات إنجازاتهم مدهشة، وارتباطهم ببريطانيا وأمريكا في تلك المرحلة كان إيجابياً، نحنا زعزعناه بالكلام عن المعونة والإمبريالية، واعتنقنا الخطاب الناصري العروبي وابتعدنا عن الوضعية التي نحن فيها، والمدارس الصناعية كلها بناها الأمريكان، وكانت منحاً، ولما جات حرب 1967 تم طرد المعونة لأننا كنا وأصبحنا فيما بعد جزءاً من الحرب الباردة وعملنا ضد مصالحنا لأننا أصبحنا جزءاً من الناصرية ودخلنا في حروب وقاطعنا وأصبحنا كاثوليك أكثر من البابا في قضية فلسطين وما زلنا، الناس في دارفور يموتون بمئات الآلاف والأحوال سيئة وعايزين نتبرع لناس غزة!، ناس غزة أفضل بمليون مرة مننا افضل من الطبقة الوسطى عندنا، هناك استلاب باسم الإسلام والعروبة ابعدتنا من اجندتنا الوطنية، وأصبحنا مختطفين للأجندة الخارجية، لذا أكتوبر ما أنجزت حاجة في الحقيقة، واية ثورة قمنا بها بعدها رجعنا وانتكسنا، الآن الوضع في إثيوبيا مثلاً في نهوض كبير ولديهم إمكانيات سوف يصبحون أفضل اقتصاد وعندما نلنا الاستقلال كنا أفضل منهم بما لدينا من تعليم وبنية تحتية ولا توجد مقارنة حتى بيننا، لكن الآن إثيوبيا تثب وثباً ويجب أن نعلم أن خطوطهم الجوية تمتلك (100) طيارة، من أحدث الطائرات في العالم تحط رحلها مباشرة في أمريكا الشمالية والجنوبية وفي شرق آسيا، ويعد الناقل الأكبر في أفريقيا يتفوقون على مصر وجنوب أفريقيا، ونحن بدأنا نعي إشكالاتنا لكن لكي نعيها أكثر لا بد أن تطلع أصوات شجاعة تضع يدها على العلل وتخرج من الخطاب السياسي الضحل الذي ظل يتردد منذ الاستقلال حتى اللحظة. بحسب (التيار)

    (حلايب نيوز)





















                  

10-25-2018, 06:19 PM

زهير عثمان حمد
<aزهير عثمان حمد
تاريخ التسجيل: 08-07-2006
مجموع المشاركات: 8273

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الدكتور النور حمد: نحن مستتبعون لمصر عقلي� (Re: زهير عثمان حمد)

    الدكتور النور حمد : السودانيون لا يحبون الخضوع للسلطة وعندهم استهتار بها لكن مؤخراً أصبحنا نخاف عندما “شفنا عنف ما جربناه قبل كدا”
    نحن حبش و نوبة وديل أهل المنطقة دي كلها (كوش)

    بعدت نفسي من الحزب الجمهوري لذلك يقولون بأنني تركت الفكرة الجمهورية وراء ظهري
    “””””””””””””””””””””””””””
    الفكر الإسلامي منذ الفتنة الكبرى حتى وقتنا هذا ظل جامداً
    “”””””””””””””””””””””””””””

    استبعد الأكاديمي ذائع الصيت والمشتغل بالفكر الجمهوري الدكتور النور حمد قيام انتفاضة شعبية، عازياً ذلك لإشكالات كثيرة، وقال حمد إن الخطاب الديني والعرقي الذي تبنّته الإنقاذ طيلة السّنوات المَاضية خَلّفَ وَاقعاً جَديداً جَعَلَ خيار الانتفاضة “مُخيفاً”، وتابع: “ليس أمام القوى السِّياسية إلا الانتخابات”، وانتقد مناهج التعليم الدينية وقال إنّها تُخرّج مُتطرفين، داعياً إلى تغيير ما أسماه “أدلجة المناهج”، وقال حمد بـمنتدى “كباية شاي” بصحيفة التيار مساء الخميس: ما زلت اشتراكياً، ولست مفتوناً بالنموذج الأمريكي الذي بدأ “يتآكل أخلاقياً”. وطاف حمد على قضايا شتى في أمسية شهدت حضورا حاشدا.. وإلى التفاصيل:

    الحلقة الأولى

    الخرطوم: حلايب نيوز

    صرخة الميلاد
    النور محمد حمد من مواليد ولاية الجزيرة فنان تشكيلي متخصص في التلوين، وباحث وناقد أدبي، درس بمدرسة أبو عشر والوسطى بمدرسة حنتوب، من مواليد حلة حمد الترابي وهي جزء من منظومة قرى الترابية، الترابي الحلة، حلة حمد الترابي، طيبة النعيم، حليلة الشيخ موسى وجزء من القلقالة وكل هذه القرى تكاد تكون عائلة ممتدة ومتداخلة، فيها عدد من الأعراق المختلفة، أمارس الرسم من كنت صغيراً وتأثري كان من قريبي ساكن القلقالة قاعد معانا في البيت وبدرس المدرسة الإبتدائية وأنا ما دخلت المدرسة الزمن داك كان برسم وأنا بقلد رسمه، وفي ولد آخر في الحلة برسم في الطاحونة بالفحم، برسم جمال بصورة جميلة جداً، وأكثر ما لفت نظري عندما ذهبت للدراسة بأمريكا نمو الرسم عند الأطفال بما يعرف بـ(الترادف) ترجمة للكلمة الإنجليزية over lap.
    إنتمائي للفكر الجمهوري..!
    إنتميت للفكر الجمهوري وأنا طالب في كلية الفنون السنة الثانية سنة 1972م ووقتها عمري حوالى 21 عاماً واستمريت في التتلمذ على يد الأستاذ محمود محمد طه حتى إعدامه في 1985م وهو العام الذي حدث فيه الحدث المأساوي الأكبر في تاريخ السودان، الناس بعرفوا الفكر الجمهوري من خلال كتبها وما يقوم به الإخوان الجمهوريون من حديث ونشر لأركان نقاش في الجامعات وغيرها، لكن الفكر الجمهوري له جانب آخر وهو عرفاني صوفي يمكن أن تصفه بأنه جانب (غلوصي) وتعني الجانبي الغيبي من الفكر الجمهوري، وأعتقد أن الأستاذ محمود محمد طه مُصلح ديني استثنائي طرح منذ فجر الدعوة الإسلامية أول نهج في لاهوت التحرر كما يسمى، أن يخرج الفكر الديني من قيد السلطوية الدينية و الجمود والقمع إلى جانب السيولة والانفتاح لذلك غيابه عني بالنسبة لي شخصياً إنغلاق مرحلة وانفتاح مرحلة جديدة، والخلاف بيني والكثيرين من الجمهوريين هو في التأويل أو تفسير الحالة الجديدة أو فهم السياق الجديد، والفكرة جرت في سياق معين، وأستاذ محمود كما عرف الناس بدأ الحزب الجمهوري منذ 1946م ظل يظهر ويختفي حسب الأوضاع السياسية، ومنذ ثورة أكتوبر ما عاد الحزب بصورته كحزب سياسي ومنذ 1951 بدأ حزباً استقلالياً يدعو لاستقلال السودان عن مصر وبريطانيا ولديهم منشور مشهور جداً وهو (لماذا مصر ولماذا بريطانيا؟) ومثله مثل حزب الأمة حينها وتعلق باستقلالية الموقف وهو نقيض الأحزاب الاتحادية، ولما سجن الأستاذ في حادثة الخفاض الفرعوني سنة 1946م دخل الخلوة المعروفة في السجن وكان يصوم صياماً صمدياً والصيام الصمدي عند الصوفية هو الصيام المتواصل يصوم يوم ويفطر يوم ويصوم يومين متتاليين ويفطر ويصوم ثلاثة أيام متتالية ويفطر ويصوم أربعة أيام متتالية ويفطر إلى أن بلغت على ما أظن أربعة عشر يوماً متواصلة، وتلك هي المرحلة التي فتح فيها له بفهم القرءان! وهذا تقليد صوفي قديم كما كانوا يدخلون الخلوات ويعيشون على القرض في تاريخنا الصوفي المتوارث منذ الحقبة السنارية، ومنذ ذاك الوقت تحول من حزب ساسي لحزب دعوة دينية وحتى أسمه اختفى وحل محلها عدة أسماء منها الدعوة الإسلامية الجديدة، وكان تركيزه في تربية الأفراد ولم يكن لديه اتجاه لخوض انتخابات أو المشاركة بصورة مباشرة في العمل السياسي، وكان همه فقط خلق نواة تحمل مبادئ البحث الإسلامي كما يراها وكتبها في كتاب الرسالة الثانية.

    جمود الدين الإسلامي
    الفكرة ارتبطت بجانب غيبي، كالتبشير بعودة المسيح، لذلك ليست فكرة عادية وعقلانية تعتمد العقل فقط بل تعتمد على الدفع العالي لمسارات الوعي حتى يتحقق لها نصر، إنما كان فيها جانب يسمى في الأدب الجمهوري الانتظار، فالناس ينتظرون موعداً يأتي ليملأ الأرض عدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً، كما ورد في الحديث: لو لم يبقَ من عمر الدنيا إلا مقدار ساعة لمد الله فيها وبعث رجلاً من آل بيتي يملأ الأرض عدلاً بعد أن ملئت ظلماً وجوراً، أبعدت نفسي من الحزب الجمهوري لذا يقولون بأنني تركت الفكر الجمهوري وراء ظهري، لكنني أصبحت أفهم الفكرة فهماً مختلفاً والأستاذ كان يربي في الناس ليكونوا ذواتهم وليس ليكونوا نسخاً منه أو من أي شيء، لأن السياقات بتختلف فلو كانت دعوته في الأساس لمحاربة الجمود وظل الفكر الإسلامي منذ الفتنة الكبرى حتى وقتنا هذا ظل العالم الإسلامي جامداً وعلمتم بقفل باب الاجتهاد، وجاءت فيما بعد التناقضات بين الحياة الحديثة وتعاليم الدين، الحياة تأخذ الناس باستمرار في اتجاهها وأصبح تطبيق تعاليم الدين كما جاءت في الشريعة غير ممكنة في وضع المرأة وحقوق أهل الذمة ومعاملة الكفار وأهل الردة وغيرها فالسياق المعاصر لا يسمح بتطبيق الأحكام في فكر الأستاذ أحكام مؤقتة صلحت في القرن السابع الميلادي لكنها لا تصلح لكل زمان ومكان، وما يصلح لكل زمان ومكان هو أصول القرءان، وأعتقد بما ذهب له ما عاد من الممكن أن تدعو للفكرة كما دُعِي لها حينما كان الأستاذ موجود وما اعتقدته إنها ارتبطت به. من إشكالات الأخوان الجمهوريين إنهم لا يتعاملون مع الأستاذ محمود محمد طه كشخصية تاريخية أي كشخص مفكر يخضع لمنطق التاريخ ويعتقدون إنه خارج سياق التاريخ أي كما إنه يؤيد الإطلاق وهذا يقيد العقول، وما بخلي الناس يفكروا بطريقة سليمة ويتعاملوا مع المواقف بطريقة عقلانية وموضوعية، والأستاذ محمود مفكر عظيم وعظمته ليست في إنه قال كل شيء لكنه اعطى تلاميذه المفاتيح التي يمكن عبرها أن يتفاعلوا مع الواقع ويعرفوه بأوضاع جديدة وأن يكونوا ذواتهم أكثر من كونهم حفظة يرددون ما حفظوه.



    العقل الرعوي وكره السلطة..!
    أفتكر إن هذا الطرح أسيء فهمه لدى بعض الناس وما كان في تجاه للتقريع أو الاغلال من شأن البداوة لكن هي محاولة وليست بجديدة وقديم كما كان عند إبن خلدون عندما تحدث عن العمران وعلاقة البدو بالعمران وكيف إنهم يخربون، ومن خلال ما ورد في التاريخ البدو خرَّبوا الكثير، القبائل البدوية التي جاءت من شرق آسيا حطمت حضارات والقبائل البربرية حطمت الإمبراطورية الرومانية، هذا النوع من الاجتياحات يحدث ليس لأنه طبيعة البدو لكن نمط العيش في ذاته يخلق ثقافة من نوع معين والبدوي لا يحب السلطة المركزية، هادي العلوي يسمي بدو الجزيرة العربية بأنهم لقاحيين بأنهم لا يحبون أن يقعوا تحت سلطة دولة مركزية وظلوا في فترة من التاريخ في الوسط (التخوم) بين الإمبراطورية الرومانية والإمبراطورية الفارسية، وحتى حروب الردة عندما حلت كانت بسبب هذه النزعة وينظر لها من هذا المنظور، والإسلام حينما قرَّع الأعراب ورد في القرءان قوله تعالى: “الأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا وَأَجْدَرُ أَلا يَعْلَمُوا حُدُودَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ”. في اشكالية في هذه البنية وليس الإنسان هو السيئ ولكن ظروف الحياة البدوية تخلق قيماً يكون فيها الإنسان شاكٍ سلاحه وعنده عصبية زائدة للجماعة ويكون مذوِّب نفسه في شخصية الجماعة ولديه نفور طبيعي من السلطة المركزية.
    لا يمكن أن تتطور الحياة عبر التاريخ لولا حدثت فيها سلطة مركزية وحكومات لذلك الحياة طلعت من الغابة ودخلت المدينة عبر مراحل طويلة والبداوة جزء من حياة الغابة حيث من غلب سلب وانصر أخاك ظالماً أو مظلوماً، لذلك لا ينصاع البدوي لقانون الحق والعدل وينصاع لقانون العصبية.. وفي الشعر العربي يقول الشاعر: قومُ إذا أبدى الشر ناجذية لهم طاروا إليه زرافات ووحدانا لا يسألون أخاهم حين يندبهم في النائبات على ما قال برهانا. الإسلام جاء وكل الحرب التي قامت ضده كانت منطلقة من الإرث البدوي وكل العذاب الذي حدث للرسول وأصحابه والمقاومة التي وجدوها وحروب الردة كانت تنطلق من ذلك الإرث.



    مشكلتنا.. العقلية الرعوية..!
    مشكلتنا في السودان فرضت علينا المدنية بواسطة الاستعمار التركي والبريطاني لكن البنية العقلية لا زالت بدوية، والسودانيون والصوماليون لا يحبون الخضوع للسلطة المركزية وعندهم استهتار بالسلطة ولا يخافون منها، لكن مؤخراً أصبحنا نخاف عندما شُفْنَا عنفاً ما جرَّبناه قبل كِدَا، وعندنا إشكالات ظاهرة في سلوكنا كعدم القدرة على العمل في جماعة أحزابنا بتقوم وبتتفرتق وتتقسم وكلها تأتي من الاعتداد القائم على العصبية وعدم القدرة على التنازل، وأي مجتمع متقدم لا بد يكون الناس تربوا بصورة تجعلك تتنازل للآخر لتخدم الصالح العام وهذا ما نفتقده.. ولدينا سمات مشتركة تهدم المدنية وإلا، لماذا نحن القطر الوحيد الذي ظل يتراجع؟ في الفترة الاستعمارية كل الدول حدثت لها فترة هبوط لأن النظام كان محروساً بواسطة بندقية المستعمر وبمعرفته وكوادره، كانوا يحرسون البنية الحداثية ومنذ مجيء كتشنر 1898 فرضت علينا الحداثة حتى خروج الإنجليز وكانت أطول فترات الاستقرار في حياتنا لأن الناس رأوا قوة السلاح الناري في كرري، حيث تولدت العبقرية السودانية في الشعر والأدب، ولما فارقنا تلك الحقبة بدأ التدهور وإلا لماذا لا نزال نغني غناء الحقيبة والكاشف وذلك لأنه أنتج في فترة استقرار وبمجرد انقراض تلك الفترة عادت الإشكالات القديمة كانهيار الاقتصاد والقيم وتآكل الطاقة الإبداعية. عندما بدأ الاستقلال ما كنا بنفرِّط في أي شيء لو انطلقنا من تلك النقطة لكن منذ الاستقلال بدأ الانحدار وأي شيء حدث بعده في الخمسينيات أو الستينيات كان نتاج دفعة المستعمر وليست بطاقة لدينا، مثل (العجلة التي تبدأ بقوة الدفع الأولى تسيير في خط مستقيم إلى أن تترنح حتى تسقط). وهو ما حدث بالفعل مع دفعة المستعمر إلى ما وصلنا له الآن..

    نحن حبش..!
    أنحنا حبش وهذا ربما يفاجئ البعض نحن نوبة وحبش وديل أهل المنطقة دي كلها التي تقع جنوب مصر اسمها كوش يدخل فيها الصوماليون والإريتريون والسودانيون والنوبة في صعيد مصر والسودان وهذا نطاق واحد من حيث اللغات والدم وورد في التوراة والتقاليد القديمة في إشكالات حصلت غيرت التقاليد عندنا، الحبش ما تأثروا بجوارح خارجية وحصنتهم الطبيعة، بلادهم أصلاً وعرة ومن الصعب هزيمتهم في بلادهم، هم هزموا الإيطاليين وهزموا ناسنا ديل، والقبائل الرعوية التي جاءت إليهم من الصومال بدعوى الجهاد في القرن الخامس عشر استعانوا بالكنائس وهزموهم، لذا الحضارة الحبشية متسلسلة مع الفقر ظلت ظاهرة في سلوكهم وهدوئهم وانصياعهم للسلطة. أنحنا منطقتنا سهلية من السهل جداً اجتياحهاً عطفاً على إنها جاذبة للهجرات وظل السودان عبر التاريخ معبراً للناس لذا تشكلت فيه كل الألوان والأعراق، وحتى العرب الذين جاءوا للسودان لم يكونوا هم المتحضرين بل جاءونا البدو وهم يرعون أغنامهم ويبحثون عن الكلأ، بدأو يأكلوا حتى في بقايا الحضارة الموجودة، وقد أشار إبن خلدون لذلك، ويوسف فضل قال دولة المقرة كسَّروها العرب والملاحظ أيضاً أن القبائل الوافدة لم تستقر في الشمال لضيق الوادي وعدم وجود المراعي، والمنطقة الممتدة من حلفا حتى جنوب دنقلا مواطنوها لم يستعربوا، لضيق المنطقة، ووصلت هجرة العرب للبطانة وشرق الجزيرة لأنها مناطق رعوية، وكردفان كذلك، لذلك الحضارة النوبية كانت في مجاري النيل، جاءت مناوشات للمقرة سقطت ولعلوة سقطت وقامت دولة الفونج تاريخنا مختلف والأثر البدوي قضى على الموروث الكوشي، بنشوف الحضارة مجسدة في إهرامات لا تزال موجودة أكثر من إهرامات مصر باضعاف مضاعفة، ومبنية بأسس هندسية ما يشير إلى تقدم الحضارة ومعرفتهم بالسنتمتر والمسطرة وغيرها، ومعمولة بزوايا هندسية وهناك أشياء كثيرة لم نقم بتحليلها إذا جلسنا نتأمل في الهرم سوف نستنبط الحالة العقلية لأولئك الناس، فكيف لنا أن نعود لبناء زرائب الشوك والرواكيب، كيف حدث هذا؟ ما هي أسباب التراجع؟ لا بد من أسباب أدت للتراجع.

    حلايب نيوز

                  

10-25-2018, 07:00 PM

elhilayla
<aelhilayla
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 5551

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الدكتور النور حمد: نحن مستتبعون لمصر عقلي� (Re: زهير عثمان حمد)

    السلام عليكم
    أخي زهير
    مشكور على إضافة موضوع النور في المنتدى
    لعلك تعرف أن النور هو أخي إبن عمي ونحن من قرية الحليلة -لعلك تعلم الحقيقة-
    أهتم بما ينشره النور، وأكون شاكراً لو أضفت التسجيل، فأنا من مجموعة الأشخاص الذين
    يصنفون كسمعيين Audio
    سأرجع إن شاء الله
    ___
    الحليلة
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de