هل يستوعب الإخوان الدرس ؟

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-07-2024, 07:09 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2018م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-22-2018, 11:55 AM

اسماعيل عبد الله محمد
<aاسماعيل عبد الله محمد
تاريخ التسجيل: 08-26-2007
مجموع المشاركات: 2816

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
هل يستوعب الإخوان الدرس ؟

    11:55 AM October, 22 2018

    سودانيز اون لاين
    اسماعيل عبد الله محمد-
    مكتبتى
    رابط مختصر


    هل يستوعب الإخوان الدرس ؟

    لقد أخذ النفوذ الإخواني في الإضمحلال و التلاشي عن جغرافيا الشرق الأوسط ,
    منذ أن انتفض الشعب المصري وثار في الثلاثين من يونيو من عام الفين و ثلاثة عشر ,
    وكما هو معلوم أن الجماعة الإخوانية بقيادة زعيميها الراحلين حسن البنا و سيد قطب ,
    قد انطلقت من مصر و تمددت في شتى انحاء العوالم العربية والإفريقية والآسيوية ,
    وعندما يتصدي لها شعب ذات الأرض التي نبتت وازدهرت فيها , أرض المنبع ,
    فان ذلك له دلالات جديرة بالإهتمام والدراسة ,
    ومن أولى هذه الدلالات هي حقيقة أن الإخوان هم جسم غريب على مجتمعاتهم ,
    ولا ينتمون وجداناً لهذه المجتمعات ,
    بل لا يمثلون المزاج الغالب للشعوب التي يعيشون بين ظهرانيها ,
    لأنهم يتبنون مشروعاً ميتافيزيقياً وخيالياً لا يتكيف مع هموم الناس ,
    ولا يستجيب لقضاياهم المعيشية الملحة ,
    ويظهر ذلك في أدبياتهم الثقافية و الفكرية ,
    مثل مقولتهم المشهورة و المتداولة على نطاق واسع : (نحن عصبة الإله دينه لنا وطن) ,
    ففي هذه المقولة تجدهم قد اختزلوا مفهوم الوطن في وعاء الدين ,
    و من هنا شرعنوا لعملية بيع الأوطان و رهن شعوبها وثرواتها ,
    ومستقبل أجيالها من أجل تحقيق هذا المشروع الخيالي ,
    الذي أرادوا له أن يجمع بين الأخوين المسلمين في كل من جاكارتا و القاهرة ,
    و يفرق بين المسيحي و المسلم في ذات الوطن الواجب تمتعهما فيه بحقوق المواطنة المتساوية ,
    فغرابة هذا الفكر المكتسي بعبائة الدين ,
    تكمن في أنه يمثل أكبر معول هدم لقيم التسامح التي بشر بها نبي الرحمة ,
    يتضح هذا كله في نموذج حكم الإخوان في السودان ,
    حيث قاموا بارتكاب اكبر جريمة بحق الوطن ,
    الذي كان ولوقت قريب واحداً موحداً ومتحداً ,
    وذلك بتقطيع أوصاله و إشعال نار الحرب العرقية فيه ,
    فقد أحدثوا كل هذا الخراب جراء موجهات المرتكزات الفكرية و المفاهيمية الشاذة ,
    التي يعتمدون عليها في منهجهم للحكم و الإدارة ,
    فتجليات فشل مشروع الإخوان ماثلة للعيان في القطر السوداني ,
    لأن السودان هو البلد الوحيد في العالم الذي انفردوا فيه ,
    بسيطرتهم السلطوية القابضة لمدى ثلاثين عاماً ,
    لذا سيظل القطر السوداني يمثل حقل التجربة الوحيد والمفيد للباحثين في شئون هذه الجماعة ,
    فمع ظاهرة إنتعاش و إنتشار الإخوان في أي بلد من البلدان ,
    يوجد هنالك دائماً تناسب طردي بين هذه الظاهرة و بين تمدد ظاهرة الإلحاد و تكاثرها ,
    وازدياد أعداد الشباب الذين لا يمثل الدين بالنسبة لهم أي عنصر من عناصر الجذب الروحي ,
    لذا جاء (اللادينيون) كمولود شرعي لخطل النظرية الإخوانية .

    أما نموذج الإخوان في تونس فيعتبر هو الأنموذج الأكثر حكمة و الأفضل اتساقاً وواقعيةً ,
    لأنه انحنى للعاصفة الشعبية العارمة بعد ثورة محمد البوعزيزي ,
    لتأكد قادته التام من أن المجتمع سوف ينزلق إلى ما لا تحمد عقباه ,
    في حال أصر إخوان تونس على السير في طريق إخوان مصر و السودان , وقع الحافر بالحافر ,
    فآثر الشيخ راشد الغنوشي التوائم والانسجام مع المزاج العام لمواطنيه التونسيين ,
    بدلاً عن الإنجرار والإنسياق العاطفي وراء الهتاف الميتافيزيقي ,
    فكل ما يؤخذ على هذه الجماعة عموماً ,
    هو إيمانها العميق بمبدأ الإقصاء الذي تمارسه بحق المنافسين السياسيين ,
    وعدم تورعها من اتخاذ العنف وسيلة للوصول إلى النفوذ السلطوي ,
    وحتى إن أتت بها صناديق الإقتراع إلى الحكم فهي لا تكتفي بذلك ,
    بل تعمل جهد إيمانها في أن تستحوذ و تسيطر على كل مؤسسات الدولة و منظمات المجتمع المدني ,
    ولكم عبرة في (مرسي) مصر و (علي بلحاج وعباسي مدني) في الجزائر ,
    فالجماعتان جائت بهما صناديق الانتخاب إلى سدة السلطة ,
    لكن كلتا الطائفتان مارستا الإقصاء بحق الأحزاب و الكيانات السياسية الأخرى ,
    ولم تتقبلا الآخر , واتبعتا الجشع و النهم و الانانية كسلوك مميز لها ,
    في السعي و الهرولة للإجهاز على مفاصل السلطة ,
    الأمر الذي تم حسمه من قبيل مؤسسات الدولة العميقة في كلا هاتين الحالتين ,
    المصرية و الجزائرية , بينما وجدت هذه الجماعة الأبواب مشرعة في الحالة السودانية ,
    وكان السودان بالنسبة لها هو الطقس الأنسب و البيئة الصالحة و التربة الخصبة ,
    لتنفيذ أجندتها , فاتقنت لعبتها في بسط سيطرتها على كل صغيرة و كبيرة ,
    و إحاطتها علماً بكل شاردة و واردة عن شئون الحكم و حياة المجتمع ,
    فهشاشة بنية الدولة السودانية كانت و ما تزال هي السبب الرئيسي لنجاح جماعة الإخوان ,
    واستمرارها في الحكم طيلة هذه السنين العجاف في بلاد السودان ,
    الأمر الذي لم يتوفر لإخوان مصر نسبة لرسوخ جذور المؤسسات العميقة للدولة الوطنية الحقيقية ,
    وخاصة مؤسسة الجيش التي تمتاز بحسها الوطني الغيور و الصاحي ,
    و الواعي و المدرك لدوره الفيصل في حسم قضية ان يكون الوطن أو لا يكون , وفي الوقت المناسب ,
    لذلك تلحظ التباين الكبير فيما بين الحالتين السودانية و المصرية ,
    في تعاطيهما مع نشاط هذه الجماعة الإقصائية ,
    فمن عجائب جماعة إخوان السودان أنها وبدلاً من أن تنزل معاني شعارها إلى أفعال تمشي على ارض الواقع ,
    ذلك الشعار الذي منطوقه جزء من نص الآية الكريمة : (واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا ) ,
    صدمت الناس عندما رأوها تقوم بإزكاء نار ولهيب الفتنة العرقية ,
    و إشعال فتيل الحروب الجهوية في البلاد ,
    فحتى إختلافها فيما بينها في المفاصلة الشهيرة التي حدثت أواخر العام الف و تسعمائة و تسعة وتسعون ,
    كان بسبب عصبية القبيلة التي نهى رسولنا الكريم عن اتخاذها سبيلاً للوحدة و الإخاء ,
    فقال : (دعوها فإنها منتنة) , لكن الجماعة الإخوانية لم تدعها بل كرّست لها في تعاطيها للفعل الاجتماعي و الحشد السياسي.

    إنّ هذا الإنحسار للمد الإخواني في المنطقة العربية ,
    سوف يفتح آفاقاً أرحب للأمن الإجتماعي و النمو الإقتصادي ,
    ذلك ان هذه الجماعة و على امتداد تاريخها القصير ,
    قد عمدت إلى إحتضان بؤر التطرف الديني ,
    و دعم خلايا وتيارات التشدد و التعصب المذهبي ,
    ما عطل إنسيابية العمليات التجارية بين دول هذه المنطقة ,
    فبرغم قصر فترة حكم الإخوان في مصر إلا ان ما تركوه من أسباب كامنة لإنطلاق الهجمات الإرهابية على الأبرياء ما زالت قائمة ,
    و دونك التفجيرات اليومية والمستمرة المستهدفة للمدنيين و المنطلقة من دوافع الكراهية الدينية ,
    فتجد هؤلاء القوم الإخوانيون أينما أقاموا ,
    أقام معهم العنف و الإرهاب و ترويع الآمنين ,
    فعلى سكان هذه البلدان الناشدة للأمان المجتمعي أن يتضامنوا مع حكوماتهم ,
    في حملاتها الوطنية الهادفة إلى كسر شوكة هذه الجماعات المتطرفة ,
    و إلا سوف لن تهنأ المنطقة بالأمن و الأمان و الطمأنينة و الإستقرار ,
    فالمتابع لخط سير الإخوان عبر العقود الماضية يرى هذا السلوك العنيف ,
    يجري معهم مجرى الدم من العروق ,
    فعندما نأخذ الحالتين السودانية و المصرية في هذا المضمار ,
    نرى بجلاء ووضوح جرأة هذه الجماعة و استهدافها لرؤوس حكومات الدول ,
    و ما الحادثتان الإرهابيتان اللتين استهدفتا رأسي النظام المصري في سابق العهود و الأزمان ,
    ببعيدتين عن الأذهان , فقد كانتا بأيادٍ إخوانية صرفة ,
    سواء إخوان مصر أو إخوان السودان ,
    وأقصد بتلك الحادثتين , جريمة إغتيال الرئيس المصري الأسبق (محمد أنور السادات) ,
    و المحاولة الفاشلة لإغتيال الرئيس (محمد حسني مبارك).

    إنّ سجل جماعة الإخوان المسلمين في كل الأقطار ,
    حافل ببشاعة الأفعال و وحشية الجرائم المرتكبة بحق الشعوب و الأفراد و الجماعات ,
    فالتحايل الذي تمارسه هذه الجماعة و بكائها على اللبن المسكوب ,
    و إدعائها الحرص على قيم الديمقراطية وحقوق الانسان ,
    ما هو إلا ذرف لدموع التماسيح ,
    و ممارسة ممنهجة لما يطلقون عليه (فقه الضرورة) ,
    الذي يقابله في الجانب الآخر (التقية) ,
    حتى تسهل لها مهمة عبورها هذه المرحلة الحرجة من الأزمات التي حاقت وألمت بها ,
    نتيجة لما كسبت أيديها وما قدمته من نموذج فاشل في تصورها و تطبيقها لبرنامجها الغريب في الحكم وسياسة الناس ,
    و مشروعها الغير منسجم مع تطلعات و طموحات هذه الشعوب التي ابتليت بها ,
    فهم عبارة عن منظومة بارعة في إستثمار الأحداث إعلامياً و متمرسة في إجادة سيناريوهات لعب دور الضحية ,
    لكنها , ومتى ما تمكنت من الأمور ,
    ضربت بعرض الحائط كل هذه القيم و تلك المعايير الإنسانية ,
    و أتخذت معياراً واحداً , ألا وهو (لا أريكم إلا ما أرى).




















                  

10-22-2018, 12:07 PM

MOHAMMED ELSHEIKH
<aMOHAMMED ELSHEIKH
تاريخ التسجيل: 03-21-2008
مجموع المشاركات: 11833

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هل يستوعب الإخوان الدرس ؟ (Re: اسماعيل عبد الله محمد)

    ايا سمعة استصحب معك المحاولة الأولى لإغتيال جمال عبدالناصر عام 1954 والتى نفذها التنظيم الخاص لجماعة الإخوان المسلمين فى ميدان المنشية بالإسكندرية،
                  

10-22-2018, 02:31 PM

اسماعيل عبد الله محمد
<aاسماعيل عبد الله محمد
تاريخ التسجيل: 08-26-2007
مجموع المشاركات: 2816

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هل يستوعب الإخوان الدرس ؟ (Re: MOHAMMED ELSHEIKH)

    تم يا صديقي
                  

10-22-2018, 05:01 PM

Asim Ali
<aAsim Ali
تاريخ التسجيل: 01-25-2017
مجموع المشاركات: 13492

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هل يستوعب الإخوان الدرس ؟ (Re: اسماعيل عبد الله محمد)

    سلام عليكم
    هذه الايام فى تونس الجبهه الشعبيه تحاصر كيزان تونس (النهضه) باتهامات اغتيال قياداتها مابعد الربيع العربى بواسطه (جهازها الخاص ).
    .
    الاخوان هذه الايام يتلونو كما الحرباء لتجاوز الرفض لهم بعد انشكاف وجههم القبيح بعد تجارب حكمهم انقلابيا او ديمقراطيا فيما بعد الربيع العربى.ويكفى ان نشهد تركيا /الاخوان تمارس التنصت على مبانى البعثات الدبلوماسيه(لايفلحون سوى فى لعبه المخابرات ويفشلون فى الاقتصاد والدعوه للاسلام الصحيح والاصلاح الاجتماعى ) وتتجراء لطرح الامر على الراى العام دزن ان تطرف لها عين وهذا كله مشاركه خبيثه وخدمه للامريكان مشاركه فى اكمال ضرب استقرار المنطقه وهذه المره الدور على السعوديه
    واتمنى ان يتوقف الراى العام وفضح عمليه تصنت تركيا /الاخوان على مبانى دبلوماسيه (قنصليه قيت)
                  

10-22-2018, 05:13 PM

معاوية الزبير
<aمعاوية الزبير
تاريخ التسجيل: 02-07-2003
مجموع المشاركات: 7893

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هل يستوعب الإخوان الدرس ؟ (Re: Asim Ali)

    تمام

    وننتظر اندثار بقية الأحزاب التي تتدثر بالدين
    وفي نفس الوقت بفهمهم الخاطىء له
    كل الذين يوزعون الظلم باسم الله في الطرقات

    صدق الصادق الرضي وهو يواصل:
    لستَ من نور لتغفر
    أنت من طين لتبني
    فابنِ لي بيتاً.. لنا لك للصغار القادمين
    ...
    ...
                  

10-23-2018, 12:04 PM

اسماعيل عبد الله محمد
<aاسماعيل عبد الله محمد
تاريخ التسجيل: 08-26-2007
مجموع المشاركات: 2816

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هل يستوعب الإخوان الدرس ؟ (Re: معاوية الزبير)

    Quote:

    وننتظر اندثار بقية الأحزاب التي تتدثر بالدين
    أأمل ان لا يتم تسجيل حزب مؤسس على منهاج ديني في مستقبل سودان ما بعد الإخوان ,,
                  

10-23-2018, 12:02 PM

اسماعيل عبد الله محمد
<aاسماعيل عبد الله محمد
تاريخ التسجيل: 08-26-2007
مجموع المشاركات: 2816

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هل يستوعب الإخوان الدرس ؟ (Re: Asim Ali)

    وعليكم السلام أخي عاصم
    Quote: لايفلحون سوى فى لعبه المخابرات ويفشلون فى الاقتصاد

    هذا هو أس البلاء الذي يعتبر السمة البارزة في تنظيمهم الشائه ,,
    هم اول من أدخل ظاهرة تجسس الشقيق على شقيقه
    فيما يتعلق بشان ساس يسوس
                  

10-23-2018, 08:01 AM

علاء خيراوى
<aعلاء خيراوى
تاريخ التسجيل: 11-09-2017
مجموع المشاركات: 358

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هل يستوعب الإخوان الدرس ؟ (Re: اسماعيل عبد الله محمد)

    نُشر لى هذا المقال المترجم فى الراكوبة فى يوم 22 - 08 - 2013

    هل هو إقصاء لارباب الإقصاء؟ المستقبل السياسي للإخوان المسلمين



    بقلم مايكل غاسبر (مساعد أستاذ تاريخ الشرق الأوسط" في كلية أوكسيدنتال في "لوس أنجليس كاليفورنيا)، ويسري محمد (طالب دكتوراه في إدارة الشرق الأوسط والدراسات الإسلامية في "جامعة نيويورك"
    ترجمة: علاء خيراوى

    في أعقاب الانقلاب الذي أطاح بالرئيس "محمد مرسى" في 3 يوليو 2013، بدأ الأمر كما لو أن "الإخوان المسلمين" قد قرروا استنفاذ جميع الخيارات بما في ذلك إستعمال العنف.و في خضّم لحظات الحقيقة مع سخونة المشهد لوّح أعضاء من "الإخوان المسلمين" وعدد من مؤيديهم باعلام تنظيم القاعدة السوداء المعروفة ، وصدرت التهديدات الصريحة ضد المعارضين للرئيس المخلوع، و لكن و بعد تقييم و تقويم سريع للموقف لفّوا أنفسهم بالاعلام المصرية واتوا بالنساء والأطفال معهم للمظاهرات و اعلنوا أن مقاومتهم للحكومة المؤقتة و المؤسسة العسكرية التي تدعمها سيكون سلميا ودون عنف.
    للكثيرين بدأ الامرو كأنه خروجاً عن القاعدة و المألوف للاخوان المسلمين الذين لم يتوانوا فى إستعمال العنف كوسيلة لتحققيق اهدافهم خلال فترة طويلة من تاريخهم. ومع ذلك، فإن إلقاء نظرة فاحصة على استراتيجيتهم تثبت ان الماضي يلقى بظلاله الثقيلة على عملية صنع القرار فى الوقت الحاضر. و هو ماضى ملئ بالاحداث التى باتت تشكل عليهم عبئا كبيرا يعوق قدرتهم على التوصل إلى اى تسوية سياسية او تأمين وجود قانوني للحركة في المستقبل السياسي لمصر.
    فى الواقع أن أوجه الشبه بين الماضي والحاضر للجماعة امر يدعو حقيقة للتأمل، على سبيل المثال، فهم دائما ما يغالون فى وصف قوتهم بين حشود مؤيديهم يقابله تقليل مبالغ فيه لقوة خصومهم. ففي عام 1953، أعلن اثنين من نجومهم و هما سيد قطب، وحسن الهضيبي بثقة يحسدان عليها أن الإخوان قادرين تماما على تدمير خصومهم فى ذلك الوقت من الضباط الأحرار والنظام العسكري الذي كان قد أطاح بالنظام الملكي في عام 1952.
    وقد ظهر من جديد صدى الماضى فى حديث قادة اليوم فى تلك الثقة بِإعلان قدرة الجماعة على هزيمة المعارضة وإعادة مرسى في غضون بضعة أيام، و في كلا الحالتين يبدو ان الأخوان غير مدركين تماما لمدى قوة المتحالفين لدعم النظام الجديد.
    هذا العجز عن فهم المغزى السياسي لهذه اللحظة من عمر الاحداث يعود ايضا الى عامل ثان يتعلق بالنظرة الذاتية للجماعة لانفسهم منذ ان أصبحت لاعبا هاما في "السياسة المصرية" في الثلاثينات من القرن الماضي. إذ انهم يواصلون ربط خطابهم كمترادف مع الإسلام، وعلى هذا النحو يبعدوا أنفسهم من مقاييس أي حركة سياسية أخرى أو اى اتجاه. فواصلوا تصوير نضالهم السياسي كانه إستشهاد في سبيل الله و ليس تنافس سياسى من اجل السلطة. و هذا ليس امرا جديدا ، ففى عام 1956 قام سيد قطب و بعض رجالاته المقربون ( منهم محمد بديع المرشد الحالى) قاموا بتسمية انفسهم "العصبة المؤمنة" و كان ذلك كافيا من وجهة نظرهم لتبرير معركتهم فى الستينات ضد نظام الرئيس ناصر الذى وصفوه بأنه كافر وانه ذليل للغرب المتأمر مع اليهود و الاتحاد السوفيتى للقضاء على الإسلام، و الأن يتجدد صدى صوت الماضى الغابر فى الحديث الصاخب من قيادات الإخوان التى من جديد تؤكد انهم هم وحدهم الذين يمثلون الرؤية الحقيقية للإسلام و ان نضالهم ليس من اجل مستقبل مصر فحسب بل من اجل مستقبل الإسلام، و اعداءهم هم المجرمون الذين يريدون ان يطفئوا نور الله على الارض.
    العامل الثالث و ايضا كما كان الحال في الماضي، يواصل الأخوان تصوير أنفسهم كضحايا تحميها السماء تواجه مجموعة من الكفار. فلقد إدّعت زينب الغزالي الناشطة الإخوانية المعروفة ان الملائكة كانت أثناء وجودها في السجن في الستينات توفر لها الغذاء و الملبس و الحماية. و فى الأسابيع الماضية ادعت مجموعة من المتحدثين فى إعتصام رابعة العدوية، الذى تعرض لهجوم قاسى فى صباح يوم 14 أغسطس 2013، انهم شاهدوا الملك جبريل معهم داخل المخّيم. و بعضهم تمادى فى إدعاء انهم شاهدوا الرسول محمد "نبي الإسلام" فى رؤى و هو يقدم مرسى للصلاة به. و فى حقيقة الامر حتى فى فترة رئاسة مرسى، وصف الكاتب الإسلامى فهمي هويدي المعارضين لحكم مرسى بالفراعنة وغير المؤمنين والأخوان والرئيس مرسى كموسى وقومه
    لتستمر الجماعة فى نهجها الذى تجيده و هو تشويه الحقائق. و كمثال لذلك إدعاء عمر التلمسانى ( مرشد الجماعة السابق) ان مؤسس الجماعة حسن البنا هو صاحب الفكرة الحقيقي والمهندس لانقلاب 1952 الذي أطاح بالنظام الملكي في مصر و اتى بناصر إلى السلطة. هذا الفعل لمحاولة إعادة صياغة التاريخ يتماشى تماما مع طريقة القيادة الحالية للجماعة و التى تدعي أن مرسى لم يتحدي فقط الهيمنة الأمريكية/الإسرائيلية في المنطقة (وهوموقف شعبى قوى فى مصر لا تدعمه الحقائق) ولكن أيضا أنه قد وافق على إجراء انتخابات رئاسية مبكرة بعد إنذار الجيش له فى 30 يونيو 2013. و هذه ايضا إدعاءات لا تدعمها الحقائق. وعلاوة على ذلك، تواصل جماعة الأخوان قولها بأن الرئيس المخلوع قد عمل على إشراك المعارضة في جميع عمليات صنع القرار اثناء حكمه، و بغض النظر عن وجهة نظرنا فى التدخل العسكري في 3 يوليو 2013 و الإطاحة بحكم مرسى يمكننا كمراقبين جادين ان نشهد ان حكومة مرسى لم تكن توافقية و لا شاملة.
    وإذا كان للتاريخ عبر، نستطيع ان نقول ان الاستراتيجيات التى اعتمدها الاخوان خلال الاضطرابات السياسية الحالية لن تحقق أهداف الحركة. و على المرء ان يعيد النظر الى عام 1954 وقراءتهم الخاطئة للحالة السياسية التي تسببت في هزيمتهم من قبل ناصر و اعتقال الآلاف من أعضاء الجماعة و في نهاية المطاف كان أكثر من 1500 منهم قد صدرت بحقه أحكام بالسجن لمدد طويلة، كما ان تم شنق ستة منهم .هذا العجز الكامن فى فهم عواقب أفعالهم ادى الى حد كبير الى ضعف الحركة في وقت كان تواجه فيه القمع المتزايد من قبل الدولة المصرية. و التاريخ يعيد نفسه فى ما فعله بهم الأمن ضد معتصمى رابعة العدوية و ميدان النهضة هذا الأسبوع.
    و المحير ان القيادة الحالية للجماعة تبدوا انها فشلت تماما فى التعلم من اخطاء الماضى. و الاكثر حيرة انهم لم يستمعوا الى التحذير الذى ساقه المؤيد البارز والمتحمس لهم حازم صلاح أبو إسماعيل الواعظ السلفى قبل عدة أسابيع في 27 يونيو 2013 بأن الأخوان قد فقدوا الكثير من قدرتهم على تعبئة الجماهير و انهم فقدواايضا القدرة على قراءة الواقع . والواقع يقول أنه من الواضح تماما أن حجم الدعم لهم قد تضاءل حتى في أوساط الإسلاميين، و اصبح حجم شعبيتهم بين المواطنين العاديين منخفض جداً. وهذا يفسر على الأقل و لو جزئيا ردة الفعل الخجولة و الصامتة بين المصريين للعنف الذي واجهوه في 14 آب/أغسطس.
    و في الوقت نفسه، لا أحد ينكر ان الإخوان يتمتعون بالدعم الحماسي بين أتباعهم وأنهم قوة منظمة ومنضبطة. ولكن الحقائق على أرض الواقع تشير إلى أن الاستراتيجية الحالية للحركة، في محاولة لتعبئة "الشارع" ضد الحكومة المدعومة من الجيش قد فشلت. وقد فشل الأخوان ايضا فى اجتذاب الدعم من خارج صفوفها. في الواقع أن الحركة قد خُفضت إلى ما يسمى استراتيجية "السلام عليك يا مريم" او ان يرفعوا ايديهم للسماء فقط من اجل شئ احسن. فكل ثلاثة ايام او نحو ذلك ينظم الاخوان مسيرات صغيرة املا ان يستجيب الاخرون فى الانضمام إليهم، و لقد وضح ان هذه الاستراتيجية قد ادت الى نتائج عكسية بنفور عام منهم.
    ويبدو أن المواطنين العاديين قد بدأوا يفقدون الصبر إزاء ما اعتبروه التكتيكات الإخوانية الهدامة. وفي الواقع، حتى الآن، على الرغم من ان عدد كبير سقط قتلى من أنصار الإخوان الا ان هناك أدلة تؤكد ضعف التعاطف مع جماعة الإخوان المسلمين. يمكن رؤية هذا فى التعبير عن الفرح الكبير لسكان محيط رابعة العدوية الذين لم يخفوا رغبتهم فى طرد الاخوان و انهاء اعتصامهم. و لا اعتقد ان ما حدث لهم من قبل الجيش و قوات الامن سوف يغير هذا الواقع.
    و اليك حادث واحد يلخص الكثير من المشاعر ضد الاخوان في الشارع المصرى اذ انه و في 9 يوليو 2013 تم تحت قيادة الناشط الاخوانى المخضرم محمد عبد القدوس تنظيم تظاهرة احتجاج على مقتل مصور إخوانى قتل خلال أول مجزرة ارتكبها الجيش المصري في أعقاب انقلاب 3 تموز/يوليو و على الفور تقريبا واجه العشرات من المصريين العاديين فى الشارع تلك المظاهرة واصفة الاخوان بالخونة و لاموهم على الاحداث التي وقعت في "نادي الحرس الجمهوري" و التى ادت الى مقتل 51 شخصا من الجماعة. و يمكن لنا ايضا ان نتساءل إذا كان هذا السيناريو سيتكرر لهم اذا ما حاولوا التظاهر ضد ما حدث لهم في 14 أغسطس 2013.
    يمكن ان نعزى هذا الانخفاض في شعبية الإخوان الى عوامل عدة، بعضها قد يكون موروث من عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك. فالكثير من المشاعر المضادة لجماعة الإخوان المسلمين تعزى إلى استخدام تكتيكات إنقسامية وعقائدية مارستها الجماعة في سنة واحدة فى السلطة. فلدى توليها مقاليد الحكم بعد الانتخابات التي جرت في عام 2012، و بدلاً من تقديم خطط فورية لتخفيف معاناة الفقراء في مصر أو لدعم الطبقة المتوسطة، اشتبك الاخوان في ما يعتقد الكثيرون أن تكون معارك جانبية خاسرة مع المؤسسات الراسخة في مصر (مثل الجهاز القضائي و وسائل الإعلام)، ومع القوى العلمانية، والأقليات. فبينما ادعى الاخوان انها معارك كانت تهدف إلى مكافحة الفساد، نظر اليها العديد من المصريين العاديين على انها محاولات لأخونة الدولة المصرية و هى عملية السيطرة على كل جانب من جوانب الدولة والمجتمع.
    المظاهرات الحاشدة المناهضة لجماعة الإخوان المسلمين فى حزيران/يونيو وتموز/يوليو 26 اعطت بعض المؤشرات على أن المصريين قد سئموا تبنى الإخوان لايدلوجية قديمة و سياسات عفا عليها الزمن وافتقارها إلى ما يبدو الاهتمام اللازم بالعدالة الاجتماعية والاقتصادية. و لصب مزيد من الزيت على النار تعرضوا لحملة إعلامية شرسة من الاعلام حتى بات العديد من المصريين يشككون فى ولائهم لدولة مصر، و باتوا ينظرون للجماعة على انها تعمل على السيطرة على مصر فقط كنقطة انطلاق نحو إقامة "الخلافة الإسلامية" الجديدة.
    و ما ذكر يعيدنا إلى اللحظة الراهنة. الآن لدى قادة "الإخوان المسلمين" خيار، أما الاستمرار على نفس المسار كما فعلوا طوال تاريخهم أو الشروع في إصلاحات مؤلمة ولكنها ضرورية من أجل بدء مستقبل جديد داخل الساحة السياسية المتنوعة في مصر. لسوء الحظ، فالمؤشرات المبكرة تشير الى ان هنالك أصوات قوية من الماضي للاخوان (مثل الشيخ يوسف القرضاوي رجل الدين المعروف و المؤثر الذى يقيم فى قطر و الذى دعا مؤخرا المسلمين من كل البلدان العربية والعالم الإسلامي للانضمام إلى جهاد "الإخوان المسلمين" في مصر من أجل النصر او الشهادة) هى التى سوف تقود الفترة القادمة ايضا.
    اذا كيف يجب ان يكون الاصلاح؟ هنالك لا شك بعض المؤشرات ان كثير من اعضاء الأخوان الشباب مؤخرا قد بدأوا بتشكيل ثلاثة اتجاهات منفصلة داخل حركة الإخوان و هى "إخوان ضد العنف" و "شباب جماعة الإخوان المسلمين" و الثالثة هى "الاإخوان الاحرار". وهي مجموعات كلها تدعو إلى إجراء كشف حساب شامل لافكار الجماعة و ممارساتها. يبدو ان هؤلاء النشطاء الشباب قد أدركوا أن الاستراتيجيات القديمة للإخوان قد عفا عليها الزمن وتنتمي إلى عصر آخر. ويحدث هذا في نفس الوقت الذى يقوم فيه ناشطين يساريين بدعوة قيادة الإخوان الى الانضمام الى الأعضاء الأصغر سنا والتخلي عن ماضيهم العنيف من أجل الحصول على مكان في المستقبل السياسى لمصر.
    ما هو واضح جدا الأن أن جماعة الأخوان يجب أن تعترف بأن أفكارهم القديمة باتت غير مناسبة لتنوع المشهد السياسي المصرى اليوم. ويجب أن تعترف بأن اى فكرة او برنامج لأي إسلامي (أو في الواقع أي سياسي) لكى يكتب له النجاح فى مصر الحالية فإنه يجب أن يشمل المسيحيين، واليهود والشيعة والأقليات الأخرى و ان تُعامل هذه الفئات على قدم المساواة القانون. و على الحركة أن تتخلى عن فكرة أنها تمثل مشئة الله على الارض؛ و التخلي عن السرية والخداع والعنف. و انهم كذلك يجب ان يدركوا ان اعضاء الجماعة قد حظروا وسجنوا بسبب تعصبهم الذاتى وميلهم الى التعبير عن هذا التعصب بأعمال عنف ضد أولئك الذين يعارضون رؤيتهم المتطرفة لمشروع مصر الإسلامية.
    و لكن للأسف حتى لو ان الجماعة تبنت هذه التغييرات قد لا يكون كافيا لكى ما تقبل كقوة سياسية قانونية في المستقبل في مصر. فالعديد من النشطاء اليساريين والليبراليين باتوا يطالبون بتفكيك حزب الحرية و العدالة و الجماعة. حجتهم بسيطة فهم يقولون ان معتقدات وممارسات الجماعة مبنية اساسا على استبعاد الآخرين و لذلك لا يمكن إدراجها في عملية مصالحة سياسية ، و يبدو كما لو كانت هذه الحجة آخذة فى إكتساب الكثير من الزخم الشعبي.
    و انصح الجماعة و لكى ما تتجنب المزيد من التهميش، يجب على قادتها عدم الالتفات إلى الوراء. و يجب عليهم أن يتخذ قرارا شجاعا بالانضمام إلى العملية السياسية الحالية أو ان تواجه خطر العودة إلى الهوامش كجماعة تحت الأرض. و الأهم من ذلك، فإذا كان الإخوان يعتقدون أن هذه الأزمة مماثلة لغيرها في تاريخهم المضطرب، فإنهم بذلك يكونوا قد ارتكبوا خطئية كبيرة. فهذا مسرح مختلف جدا عن الماضى فالحركة لا تواجه غضب المؤسسة العسكرية فحسب و إنما تواجه أيضا الغضب والريبة من شريحة كبيرة من السكان. على الجماعة ان تدرك انها و لكى ما تضمن لها مقعد فى مستقبل مصر السياسى يجب دفن الماضى والبحث عن طريق جديد إلى الأمام قبل فوات الاوان.
    نُشر المقال فى صحيفة كاونتر بنش الالكترونية بتاريخ 19 اغسطس 2013
    و هنا يوجد الرابط لاصل المقال
    http://www.counterpunch.org/2013/08/...m-brotherhood/http://www.counterpunch.org/2013/08/...m-brotherhood/
                  

10-23-2018, 08:55 AM

حسن ادم محمد العالم

تاريخ التسجيل: 03-04-2014
مجموع المشاركات: 2555

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هل يستوعب الإخوان الدرس ؟ (Re: علاء خيراوى)

    تعرف يا اسماعيل ود عبدالله
    انت فتحت موضوع يحتاج بحث عمل مضني حول ماهية جماعة الاخوان
    وتحديدا في السودان
    السؤال لماذا استمرت هذه الجماعة رغم بؤسها في الحكم لمدة ثلاثة عقود
    استباحت فيها البلاد والعباد وروضت المعارضين
    وروضت المعارضين دي بتطرح سؤال اخر هل المعارضين
    هو نفس طينة الانقاذ فكرا ومحتوي ام. ان السودان نفسه
    كما قال محمد حسنين هيكل جغرافيا بالتالي استطاع
    هذا الفكر التمدد في هذه الجغرافيا التي ينعدم فيها الوجدان
    المشترك وكل أمراض العنصرية بالتالي كانت هذه بيئه مؤامة
    لهذا الفكر الظلامي ساعدته علي التمدد
    ام ان العالم المتقدم وجدت ضالته في الانقاذ بصفتها
    نظام جاهز لبيع كل شي وهذا ما يحتاجه محيطنا الإقليمي
    والقاري والعالمي في ظل لعبة المصالح
    ام انه عجز ما يسمي بالنخب السودانيه دون إلقاء اللوم
    علي احد
    لي عودة
                  

10-23-2018, 12:13 PM

اسماعيل عبد الله محمد
<aاسماعيل عبد الله محمد
تاريخ التسجيل: 08-26-2007
مجموع المشاركات: 2816

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هل يستوعب الإخوان الدرس ؟ (Re: حسن ادم محمد العالم)

    تحياتي حسن ولد العالم
    كل ما ذكرته صحيحاً
    Quote: تعرف يا اسماعيل ود عبدالله
    انت فتحت موضوع يحتاج بحث عمل مضني حول ماهية جماعة الاخوان
    وتحديدا في السودان
    السؤال لماذا استمرت هذه الجماعة رغم بؤسها في الحكم لمدة ثلاثة عقود
    استباحت فيها البلاد والعباد وروضت المعارضين
    وروضت المعارضين دي بتطرح سؤال اخر هل المعارضين
    هو نفس طينة الانقاذ فكرا ومحتوي ام. ان السودان نفسه
    كما قال محمد حسنين هيكل جغرافيا بالتالي استطاع
    هذا الفكر التمدد في هذه الجغرافيا التي ينعدم فيها الوجدان
    المشترك وكل أمراض العنصرية بالتالي كانت هذه بيئه مؤامة
    لهذا الفكر الظلامي ساعدته علي التمدد
    ام ان العالم المتقدم وجدت ضالته في الانقاذ بصفتها
    نظام جاهز لبيع كل شي وهذا ما يحتاجه محيطنا الإقليمي
    والقاري والعالمي في ظل لعبة المصالح
    ام انه عجز ما يسمي بالنخب السودانيه دون إلقاء اللوم
    علي احد
    لي عودة


    أدناه ملخص هذه الديباجة الرائعة التي قدمتها لنا يا ابا الحسن :

    السؤال لماذا استمرت هذه الجماعة رغم بؤسها في الحكم لمدة ثلاثة عقود؟؟؟

    1- روضت المعارضين.

    2- المعارضين من نفس طينة الانقاذ فكرا ومحتوي.

    3- السودان نفسه كما قال محمد حسنين هيكل جغرافيا بالتالي استطاع
    هذا الفكر التمدد في هذه الجغرافيا التي ينعدم فيها الوجدان
    المشترك.

    4- أمراض العنصرية كانت بيئه مؤامة لهذا الفكر الظلامي ساعدته علي التمدد

    5- العالم المتقدم وجد ضالته في الانقاذ بصفتها نظام جاهز لبيع كل شي وهذا ما يحتاجه محيطنا الإقليمي
    والقاري والعالمي في ظل لعبة المصالح.

    6- عجز ما يسمي بالنخب السودانيه دون إلقاء اللو علي احد
                  

10-23-2018, 11:45 AM

علاء خيراوى
<aعلاء خيراوى
تاريخ التسجيل: 11-09-2017
مجموع المشاركات: 358

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هل يستوعب الإخوان الدرس ؟ (Re: علاء خيراوى)

    مواصلة للنقاش ( استميح فيه صاحب البوست)
    اشارك بهذا المقال المترجم ايضا

    كيف قضت مصر على الاسلام السياسى
    نشر في الراكوبة يوم 29 - 08 - 2013

    قراءة ثانية للإسلام السياسى و للثورة الاكبر خلال عقود
    ""الثورة المستمرة هى الطريق الوحيد لتفادى الحرب الاهلية
    بقلم: شموس كوك
    ترجمة: علاء خيراوى


    بشّرت الولادة الجديدة للثورة المصرية فى الثلاثين من يونيو 2013 بوفاة اول حكومة للاخوان المسلمين. و لكن الذى يزعجنى هو قصر نظر بعض المحللين الذين يصفون الامر على انه إنقلاب عسكرى.
    انا لا اختلف مع الذين يقولون ان الجيش يظل يبحث دائما عن موطئ قدم له فى الساحة المصرية فى استجابة لرغبة قوية من بعض قطاعات الشعب المصرى، و لكنه فى رائى فى ذات الوقت يدرك جنرالته اكثر من اى طرف آخر القيود المُكبّلة لهم داخل اللعبة السياسية المصرية بعد ثورة 25 يناير.
    و لكن الحقيقة هى ان ما حدث فى الثلاثين من يونيو لم يكن باى حال من الاحوال خلط لاوراق اللعب على مستوى النخبة الحاكمة فى مصر و انما طوفان عارم من جموع الشعب.

    فى واقع الامر ان الشعب المصري فى ذلك اليوم كان قد دمر بالفعل نظام مرسى (على سبيل المثال المباني الحكومية كانت اما قد احُتّلت أو اُغلقت من قبل الشعب)، و كان ذلك سببا كافيا لتدخل الجيش و هو نفس السبب الذى حدث لنظام مبارك، فإستحضر الجنرالات مبدأ معروف لهم وهو انه يجب فى مثل هذه الحالات الخارجة عن السيطرة ان تقود الجماهير بدلا من ان تقودك هى.
    فلقد ظلت الجماهير المصرية منذ ان قامت بثورتها ضد حكم مبارك هى التى تجلس فى مقعد القيادة مهما حاول الاخرون القفز فوق مطالبها من محاولات عديدة لتكوين حكومات إنقاذ وطنى الواحدة تلو الاخرى، و عندها علم الجنرالات انهم عليهم ان يتحدوا و يعملوا و يتحركوا من اجل الحفاظ على شرعية قيادة الشعب المواصل لثورته.

    فالشرعية السياسية-لا سيما في أوقات الثورة — يجب أن تُكسب كسبا لا ان تفترض إفتراضا. الشرعية الثورية تُكسب من اتخاذ إجراءات جريئة لتلبية المطالب السياسية للشعب: فرص العمل، و حق السكن، والخدمات العامة، إلخ. اما "الديموقراطية" التي تمثل الطبقة العليا فقط في مصر كما كان الحال فى عهد حكومة"جماعة الإخوان المسلمين" ، لا يمكن لها ان تخرج من ثورة كثورة الشعب المصرى فى 25 يناير و يكتب لها الاستمرار طويلا؛ و لذلك سرعان ما دمُرت بواسطة شكل اعلى من أشكال الديمقراطية الثورية.

    و لا شك ان العمر القصير و الغير مُلهم لأول حكومة للاخوان المسلمين سيغير مجرى التاريخ في الشرق الأوسط، فجماعة الإخوان المسلمين المصرية لا شك انها قدمت خدمة كبيرة دون ان تدرى بفضح أيديولوجيتها السياسية والاقتصادية التى تستند فى جوهرها على السياسات الاقتصادية للرأسمالية الغربية التي تخدم فقط المؤسسات المالية التى تأتمر بأمر صندوق النقد الدولي، في حين منع أي إجراءات حقيقية لمعالجة أزمة البطالة و عدم المساواة الهائل الناتج من سياسات الخصخصة الليبرالية الحديثة التى سادت فى المجتمع المصرى.

    فحين ننظر الى ما فعلته جماعة الإخوان المسلمين مع التركة الفاسدة التي ورثتها من عهد مبارك نجد انهم حاولوا التكيف معها تماما حيث انهم كانوا فى محاولات دائمة للتقرب من الجيش المصري و مغازلة اجهزة الأمن، و قاموا ايضا بإغراء رجال الدكتاتورية السابقين و كذلك الولايات المتحدة مع تقديم الحماية للمجرمين من عهد مبارك فى مواجهة العدالة.

    السياسة الخارجية لجماعة الإخوان المسلمين كانت هى نفسها سياسة مبارك، ساندت إسرائيل على حساب الفلسطينيين، وحابت المتمردين السوريين المدعومة من الولايات المتحدة ضد الحكومة السورية، مع الابقاء على سياسة مناهضة إيران بتأييدات مالية و مادية و معنوية من راعى "جماعة الإخوان المسلمين" فى العالم ، النظام الملكى للدولة الغنية بالنفط قطر الذي ساعد في توجيه السياسة الخارجية للحكومة المصرية.

    فلقد تبعت جماعة الإخوان المسلمين نفس السياسات الدكتاتورية لأنها تخدم مصالح النخبة نفسها و الطبقة الاجتماعية ذاتها. ونتيجة لذلك، لم يعد الإسلام السياسي هدفا للملايين فى مصر و الشرق الأوسط الذين ظنوا ان الاإخوان سوف يتبنون سياسات جديدة تخدم الاحتياجات الحقيقية لسكان المنطقة.

    و على ضو ذلك فقد الإسلام السياسي خارج مصر مصداقيته سريعاً و فى خلال فترة بسيطة فى كل انحاء الشرق الأوسط.، ففي تركيا مثلا كانت الاحتجاجات الجماهيرية التي اندلعت، في جزء منه،كرد فعل على السياسات الاقتصادية المحافظة و سياسية والسوق المتبعة من قبل حكومة اردوغان ذات التوجهات الاسلامية.

    و كذلك إختار الشعب الإيراني مؤخرا اكثر المرشحين اعتدالا دينياً لتمثيلهم بما يتوافق مع نظامهم السياسى. و هو مرشح أثارت حملته الانتخابية موجة جماهيرية حركية ناشئة لا تخطئها العين.

    فى حين ان جماعة الإخوان المسلمين السورية صارت رهينة للسياسة الخارجية الأمريكية ضد الحكومة السورية حينما شاركت الولايات المتحدة- فى تشكيل "حكومة انتقالية" لتتولى السلطة على الاقل نظرياً بعد القضاء على نظام بشار الاسد. الا ان الانتصارات الميدانية للحكومة السورية والثورة المصرية الجديدة و اقصاء مرسى سيكون له تاثيره السلبى على الاخوان المسلمين فى سوريا.

    على مدار التاريخ لم ينجو الإسلام السياسي من تلطيخ مسئ من قبل العديد من الملكيات الحاكمة فى منطقة الشرق الأوسط. و على وجه الخصوص استغلال الاسلام من قبل المملكة العربية السعودية التى تعد الحاضن الاول له ، حيث تخصص نسخة أصولية من الشريعة لتطبق على الجماهير السعودية، بينما يتمتع النظام الملكي السعودي فى اعلى قمته و عائلته المالكة بحماية كاملة لممارسة اى سلوك غير قانوني ترتكبه

    و للمملكة العربية السعودية مصدر وحيد للشرعية السياسية هو تمثيلهم لدور"حامي حمى الإسلام" كصفة شبه مقدسة بالنسبة للمسلمين و ذلك لوجود الاماكن المقدسة داخل الاراضى السعودية، و كذلك الإمبراطورية العثمانية التي تم تدميرها في الحرب العالمية الأولى و التى كانت هى أيضا تكسب شرعيتها من كونها "المدافع عن الإسلام" – و من ثم قامت باستغلال الإسلام للحصول على السلطة السياسية والمالية.

    الإسلام ليس الدين الوحيد الذي تم استغلاله من قبل النخب. فالطبقة الحاكمة فى إسرائيل اليهودية دنست الدين اليهودى من خلال استخدامه لإضفاء الشرعية على الدولة العنصرية والسياسات التوسعية. و هى دولة قومية تستند إلى الدين و تعامل الأقليات الدينية الاخرى كمواطنين من الدرجة الثانية، بينما يعني ذلك ضمناً أن "الجماعات الدينية اليهودية المحافظة"، تتمتع بنفوذ أكبر و تمنح امتيازات اكثر من قبل الدولة.

    الامر ايضا موجود فى الولايات المتحدة بالنسبة للحزب الجمهوري (وبصورة اصبحت متزايدة فى الحزب الديمقراطى) الذى يعتمد فى شرعيته بصورة كبيرة على الأصولية المسيحية، والنتيجة الحتمية لذلك هى التمييز ضد غير المسيحيين، و خاصة المسلمين. فالجمهوريون يستعملون هذه القاعدة المسيحية الأصولية ضد المهاجرين والمسلمين والمثليين جنسياً، مما يتيح لهم الغطاء لاتباع سياسة خارجية تعتمد اعتمادا كبيرا على الشركات الكبرى و المؤسسة العسكرية.

    وُلد الاسلام السياسي في الشرق الأوسط فى التاريخ الحديث على ايدى القوى الغربية بعد نهاية الحرب العالمية الثانية، من خلال تنصيب ودعم الملكيات عبر منطقة الشرق الأوسط و ذلك رغبة فرضها كواقع إستعمارى للحفاظ على النفط الرخيص مع ضمان التبعية العمياء للدول الصناعية الامبريالية من هذه الحكومات الهشة، فلم تتردد هذه الحكومات باستخدام نسخة أصولية من الإسلام كمصدر أساسي للشرعية لضمان تبعية الجماهير البسيطة لهم.

    و بمرور الوقت وسعت هذه السياسة الإسلامية الاستغلالية المدعومة من الغرب لمحاربة صعود الحكومات الاشتراكية العربية القوية التي كانت تفضل النمط السوفياتي للحكم و الذى كان ينادى بالملكية العامة المطلقة لموارد الدولة. و كان اول من بادر الى ذلك الرئيس المصري جمال عبد الناصر الذى ما زال يمثل رمزا سياسيا و نضاليا لكثيرين فى الوطن العربى (قد استعرض عميل المخابرات المركزية المتقاعد روبرت باير هذه الديناميكية الإسلاموية و مكافحة السوفيت في كتابه الممتاز النوم مع الشيطان، "كيف باعت واشنطن ارواحنا مقابل البترول السعودى."
    وعندما قامت عدة من البلدان العربية — مثل سوريا و العراق وليبيا وتونس -بإتباع النموذج الناصرى المصرى في الستينيات من القرن الماضى و من ثم قامت باتخاذ اجراءات ضد مصالح الشركات الغربية الغنية بتأميمها ،حينها قررت الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية الاعتماد اكثر و بشدة أكبر من أي وقت مضى على "جماعة الإخوان المسلمين" وغيرهم من المتطرفين الإسلاميين فى زعزعة استقرار هذه الدول و العمل على توجيه سياساتهم اكثر فى اتجاه اليمين.

    وعندما حاولت "جماعة الإخوان المسلمين" إغتيال جمال عبد الناصر في مصر، قام النظام الاشتراكى فى مصر حينها باستخدام القمع المنظم للدولة لتدمير الجماعة، فما كان من أعضائها الا الهرب إلى سوريا والمملكة العربية السعودية. ثم حاولت الجماعة ايضا إغتيال الرئيس السوري حافظ الأسد والد بشار الأسد — فما كان من النظام فى سوريا الا ان قام باتباع سياسة مشابهة لما قام به جمال عبد الناصر فى مصر و قام فعليا بتدمير شبه كامل لجماعة الاخوان المسلمين فرع سوريا. و كذلك فعل القذافي في ليبيا والحبيب بورقيبة فى تونس – و اللذان كانا يتمتعان بشعبية كبيرة لسنوات فى بلديهما – عندما قاما باتخاذ إجراءات عقابية شرسة ضد التكتيكات العدوانية الرجعية لجماعة الاخوان المسلمين فى بلديهما و التي ظلت محمية و تحت الرعاية و الدعم من الولايات المتحدة بالتعاون مع المملكة العربية السعودية.

    توسعت هذه السياسة التى تهدف الى إستخدام الإسلاميين المتطرفين ضد الدول المتحالفة مع الاتحاد السوفيتى حينهامن قبل الولايات المتحدة والمملكة و العربية السعودية الى التمويل و التسليح و التدريب للمجموعات (التى باتت تعرف لاحقا بتنظيم القاعدة وحركة طالبان) ضد الحكومة الأفغانية التى كانت متحالفة حينها مع الاتحادالسوفياتي. و بعد ما حققت الهدف من اخراج الاتحاد السوفيتى من افغانستان و من ثم اضعاف المعسكر الشرقى حينها تم تطبيق نفس السياسة فى يوغوسلافيا، حيث استمرت الحكومة الامريكية و المملكة العربية السعودية بتمويل الإسلاميين المتطرفين، من خلال دعم المجموعة المعروفة باسم "جيش تحرير كوسوفو" و قامت فى وقت لاحق باستهداف حكومة يوغسلافيا التى كانت تتبع النموذج الاشتراكى للاتحاد السوفيتى. و الآن يجري توظيف ذات الإسلاميين المتطرفين الذين تدعمهم السعودية ضد الحكومة السورية.
    و مع سقوط الاتحاد السوفياتي، لم تجد الدول العربية الشبه اشتراكية و التى وجدت نفسها معزولة اقتصاديا و سياسيا عن النظام العالمى الجديد، و قد كانت فى السابق تعتمد بشكل كبير على الامبراطورية السوفيتية فى التجارة و الدعم، لم تجد مخرج الا ان تتحول مجبرة نحو تبنى سياسات رأسمالية غربية فى المحاولة لانقاذ الوضع بحقن اقتصادياتها بروؤس الاموال من خلال الاستثمارات الاجنبية و ايجاد سبل جديدة للتجارة.

    تطّلب هذا التحول ارساء سياسات ليبرالية جديدة لا سيما خِططْ للخصخصة على نطاق واسع ، فادّى ذلك الى اجترار شروخ بنيوية فى هياكل اقتصادات هذه الدول و نتج عن ذلك ظهور عدم المساواة بصورة كبيرة و كذلك البطالة بارقام مخيفة، و في نهاية المطاف تحول الهم الاقتصادى الى مُحفّز مؤثر لظهور الحركات الثورية التي تعرف الآن باسم الربيع العربي. ومن المفارقات التاريخية و لمكافحة شعبيتهم المتضائلة خففت هذه الأنظمة القيود المفروضة على الأحزاب الإسلامية كوسيلة لتوجيه الطاقة بعيداً عن المطالب الاقتصادية و ايضا لاستعمالها مرة اخرى كعامل موازنة لليسار السياسي المعارض اصلا لهذه الانظمة.

    للمرء ان يلخّص ان الربيع العربي نجح فى الإطاحة بهذه الديكتاتوريات، و لكنه ايضا فشل فى تقديم البديل السياسي الجاهز و المنظم. اما بالنسبة لجماعة الإخوان المسلمين فلقد كانت جزء من هذه القوى التى امتصها هذا الفراغ، و لكن سرعان ما خرجت منه بحكم جاهزيتها التنظيمية النسبية كبديل سياسي لتحقيق مطالب الحركة الثورية فى مصر و فى منطقة الشرق الأوسط ككل.

    في نهاية المطاف فأن "جماعة الإخوان المسلمين" وغيرها من المنظمات المعروفة بجماعات الاسلام السياسى المشابهة لا تعتبرتمثيلا طبيعيا عن المواقف الدينية للناس في الشرق الأوسط، ولكنها فى طبيعتها مخلوقات سياسية غير طبيعية تخدم اهداف جغرافيا-سياسية بجدول أعمال محدد، تضعه كل من الولايات المتحدةوإسرائيل والمملكة العربية السعودية.
    الشعب المصري الآن لديه مخزون تجربة عملية لحكم الإسلام السياسي، وقد قام فى الثلاثين من يونيو بلفظها و تخطيها بنفس الطريقة التى تتخطى بها دبابة مطّبا. مما يستوجب البحث عن سياسات جديدة تقوم على أيديولوجية سياسية اقتصادية مختلفة تناسب الاحتياجات الفعلية للشعب المصرى.
    و حتى موعد اكتشاف الجماهير المصرية لصيغة انظمة حكم تخدم احتياجات الشعب، لا شك انه سوف تتعاقب الحكومات الواحدة تلو الأخرى في محاولة لضبط النخب في مصر ومؤيديهم فى الخارج. و سوف تُسقط هذه الحكومات حتى تخرج واحدة فى نهاية الامر تُرضى تطلعات الشعب.
    هناك خوف مبرر من أن "جماعة الإخوان المسلمين" قد تختار العمل المسلح فى مصر بنفس الطريقة التي ادخل فيها الاسلاميون الجزائر فى الحرب الأهلية عندما ألغى الجيش الانتخابات التى فازوا فيها فى مطلع التسعينيات من القرن الماضى فيقول اعضاء الجماعة فى مصر "لقد حاولنا الديمقراطية وحرمونا الفوز فيها".

    ولكن يكون الرد على ذلك ان الثورة فى حد ذاتها هى أعظم تعبير عن الديمقراطية، وفقط بتوسيع نطاق الثورة يمكن حينها تفادي الحرب الأهلية المحتملة بين جماعة الإخوان المسلمين والجيش. و يمكن جدا للشعب المصرى ان يُضعف كلا الفريقين بحركة ثورية مستمرة يكون هدفها الاول تحسين الأحوال المعيشية لجميع المصريين وفق مطالب محددة للغالبية الثائرة. فالرتب الدنيا من الجيش و من "جماعة الإخوان المسلمين" سوف تساند هذه الثورة الشئ الذى يمهد الطريق لإيجاد طريق جديد للبلد بعيدا عن الحرب الاهلية.

    فقد تّعلم الكثير من الثوريين في مصر الاف الدروس السياسية في سنوات قليلة و لذلك لا اعتقد انهم سوف يسمحون للجيش بالاستيلاء على السلطة مرة اخرى. فالثورة المصرية هى الاقوى خلال عقود و قد قامت بالفعل باعادة رسم ملامح الشرق الأوسط و سوف تلعب دورها القيادى هذا حتى يتم الوفاء باحتياجات الشعب المصرى و شعوب المنطقة .
    نٌشر المقال يوم
    08/10/2013
    على الرابط التالى
    http://www.counterpunch.org/2013/07/...litical-islam/http://www.counterpunch.org/2013/07/...litical-islam/

                  

10-23-2018, 11:56 AM

علاء خيراوى
<aعلاء خيراوى
تاريخ التسجيل: 11-09-2017
مجموع المشاركات: 358

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هل يستوعب الإخوان الدرس ؟ (Re: علاء خيراوى)

    ومقال مترجم آخر

    تخطى حاجز الاخوان المسلمين
    ىنشر في الراكوبة يوم 17 - 09 - 2013

    المهمة القادمة لإنقاذ ثورة يناير و الديمقراطية
    بقلم: شموس كوك و رضا فيوزات
    ترجمة: علاء خيراوى
    1
    عندما بدأ الجيش المصري التحرك ضد "جماعة الإخوان المسلمين" ظنّ العديد من المراقبين أن تحركا مماثلا سوف ينال من الثوريين انفسهم الذين طالبوا في مظاهراتهم الضخمة بطرد الرئيس مرسى من حكم مصر.

    وهنالك دلائل عدة اشارت الى ان الامر قد بدأ بالفعل فى الإشارة الى القمع الحكومي ضد إضرابات العمال في شركة السويس للفولاذ وشركة سيف للبترول ، حيث اُتُهِم العمال المضربين بالخضوع للجماعة

    و لقد تطور الامر بشكل نوعى عندما شهدت القاهرة تفجيرين ارهابيين استهدفا كبار المسؤولين الحكوميين، فضلا عن زيادة أعمال العنف في منطقة سيناء، الامر الذى ادى الى استحضار سيناريو سوريا للمشهد المصرى كمصير حتمى اذا ما فشل الثوريون فى اخذ زمام المناورة من جديد من الجيش و الاخوان المسلمين و العمل على انقاذ مصر من براثن الصراع الذى بدأت بوادره ظاهرة للعيان
    و الذى لا شك فيه ان قوة جماعة الإخوان المسلمين قد اضعفت إلى حد كبير جدا، على الأقل في الوقت الراهن،فلقد اثبتت المظاهرات الأخيرة ان مقدرة الجماعة على الحشد الجماهيرى قد تضاءلت بعد ان قامت السلطات بفض الاعتصامات و ذلك لعدم وجود الدعم الكافى لها في الشارع المصرى
    .
    و لقد أظهر استطلاع أخير للرأي أن 67 في المئة من المصريين ابدوا رضاءهم التام على الطريقة التي تمت بها فض إعتصامات رابعة و النهضة. و مع وجود الكثير من قيادات الإخوان في السجن و ازدياد الرفض لهم من قبل الكثير من جموع الشعب المصرى صارت الرغبة من الكثيرين واضحة فى ان تختفى الجماعة الى الابد من المشهد المصرى و من و ذاكرة الاحداث

    و يستمر التحرك ضد جماعة الإخوان المسلمين ليأخذ مؤخرا شكلا قضائيا يهدف الى إلغاء الوضع القانوني للجماعة كمنظمة غير حكومية وذلك في أعقاب هجوم بالقنابل على مركز للشرطة في وسطالقاهرة يوم الاثنين، 2 أيلول/سبتمبر

    و للمتابع للاحداث يستطيع فقط ان يتفهم استمرار الفوضى في مصر عندما يضع الامر في سياق أوسع فى قراءة الأحداث الأخيرة، وعندها نستطيع ان نسلط الضوء على ما ينبغي فعله فى المستقبل.

    فإستعمال القوالب السياسية فقط فى إلى إدانة العنف لن يفسر الا القليل جداً منه، لا سيما عندما ترى لماذا لم تتوافق مشاعر معظم المصريين مع مشاعر المجتمع الدولي حول ما حدث و يحدث مصر، فالعملية الثورية في مصر لا شك انها تبدو متناقضة بصورة مميزة و لذلك فهى تتطلب إجراء تحليل خاص لفك طلاسمها السياسية

    ففي عام 2011، أدت موجه الاحتجاجات الثورية الأولى لنهاية نظام الدكتاتور مبارك بإعلان تنحيته عن الحكم بواسطة نائبه تحت ضغط المؤسسة العسكرية و جموع المحتجين وليس الاطاحة الكاملة للنظام. و كانت الظروف الاجتماعية التي أدت إلى سقوط مبارك تتمثل فى شعور عام باليأس حول ظروف الحياة اليومية من غالبية الشعب المصري، معظمهم من فئة العمال و والفقراء و كذلك الطبقات الوسطى التى دمرت اقتصاديا .

    لم يخرج الشعب المصري إلى الشوارع على ارضية واضحة و إتفاق مسبق فى كيفية التخلص من البؤس المدقع. لم يكن هنالك اتفاقيات الحد الادنى للمسير بعد الخلاص من حكم امتد الى اكثر من ثلاثين عاما. فما كان لهم سوى التعبير عن شعورهم بالإحباط و التنديد بأوضاعهم بشكل عام. فلقد تبلور لهم ذلك النظام المعقد الظالم فقط في شخص مبارك حيث طالب الناس في الشوارع برحيله ، و رأت الجموع الغاضبة فى الرحيل الخلاص الناجع لمشاكلهم الاجتماعية والاقتصادية

    وفي تلك المرحلة المبكرة و الغير ناضجة من عمر الثورة المصرية استطاع اى شخص او اى جهة صغيرة او كبيرة كانت خارج السلطة ان تكون جزء منها و ذلك بأن تسجل فقط فى دفتر يوميات الثورة انها كانت ضد النظام القديم و انها قد ناضلت و بذلت الجهد للقضاء على حكم مبارك . " و جماعة الإخوان المسلمين تمثل افضل نموذج لهذه المجموعات فبإستخدمها لقدراتها التنظيمية الهائلة حيث مثل كل مسجد في كل قرية في مصر لوحده منظمة فرعية جاهزة للعمل بإسم تنظيم الاخوان المسلمين لتلحق متأخرة بركب المنادين بنهاية عصر مبارك

    وكان الشباب من جماعة الإخوان المسلمين هم الذين اجبروا قياداتهم للانضمام إلى الثورة، فإنضموا مضطرين ، الا انهم سرعان ما عملوا على الحد من مواصلة تعميق المطالب السياسة للثورة، فنجحوا فى تجميد شعارات الثورة فى مرحلها الاولية التى فشلت تماما فى سبر اغوار النظام العميق لمبارك. ففشل شعار "الإسلام هو الحل" فى مرحلة تنزيله لارض الواقع بعد توليهم الحكم فى إيجاد اجابات لكثير من مطالب الثورة

    و بعد سقوط مبارك، هرع الإخوان المسلمين لتبنى ذات النظام الذي كان يدعم مبارك بكل تفاصيل سياساته و ارتباطاته بالأجهزة الأمنية لحكومة الولايات المتحدة و جميع علاقاته بأجندة النيوليبرالية للمؤسسات المالية اﻹمبريالية الغربية تحت رعاية صندوق النقد الدولى . باختصار إختارت جماعة الإخوان المسلمين ان تتلبس كل خطايا النظام القديم، بينما لبست قناع خارجى سميك، فقط يدعو لتطبيق مبادئ إسلامية للظهور بمظهر يقنع اعضاء الجماعة الملتزمين فقط مع تجاهل لباقى قطاعات المجتمع المصري و لا عزاء للثورة

    و من خلال نظام انتخابي مهزلة قرر الاخوان المسلمون ان يتحالفوا مع النظام العسكري فى الفترة الإنتقالية الاولى، على الرغم من التناقضات الظاهرة في ذلك التحالف الا انهم اشاروا الى انه كان ضروريا في ذلك الوقت لضمان الحفاظ على السيطرة المشتركة على الثوار مع العمل على إرغام الجميع على تقديم التنازلات الضرورية لفرض واقع معين على الحياة فى مصر بعد الثورة ، و كانت النتيجة ان استمر ذات السخط الاجتماعي والاقتصادي الأوسع نطاقا الذى ادى الى الثورة ضد نظام مبارك فى المقام الاول ، و ليس هذا فحسب بل ازدادت مطالب الجماهير إهمالا و هجوما حتى على شرعيتها

    فالديمقراطية الحقيقية بكل المقاييس المعروفة لا تتمثل فى وجود انتخابات أو شكلاً من أشكال الحكم البرلماني فقط . فإذا ما رفضت أي حكومة ان تراعى مصالح الجماهير فإنها اذا تكون حكومة غير ديمقراطية

    إذ ان الديمقراطية الحقيقية يجب تضمن حق التنظيم للطبقة العاملة للحصول على تنازلات من أرباب العمل والنخبة بشكل عام، فضلا عن يكون لها دور حقيقي من خلال المنظمات التمثيلية المستقلة في اتخاذ القرارات الاقتصادية والسياسية التي تؤثر على حياتهم. استناداً إلى هذه المؤشرات، يمكن أن نرى أن الاتجاه السياسي الذي اتخذه تحالف الإخوان المسلمين مع المؤسسة العسكرية كان مناهضا للديمقراطية، حتى و لو إدعت جماعة الاخوان المسلمين خلاف ذلك

    لقد شهدت الفترة التى اعقبت سقوط نظام مبارك ظهور تكوين جديد للنقابات العمالية المستقلة، ومن الطبيعي تماما، ان تذدهر مثل هذا التنظيمات فى تلك الفترة كتطور طبيعى للاشياء التى وجدت من المناخ الثورى الحر واقعا ملائما لممارسة حقوقهم الديمقراطية المكتسبة و تأكيد سلطتهم من خلال عملية التفاوض للحصول على ظروف عمل و معيشة افضل. وبدأ عدد هذه النقابات الجديدة فى الازدياد الكبير كنتيجة طبيعية و متوقعة للفضاء السياسي الذى افرزته الثورة

    و لقد شهدت الإضرابات العمالية تصاعدا لسنوات سبقت سقوط نظام مبارك، فعلى سبيل المثال و فى عام 2008 كان هنالك إضرابا عاما. و من احد تقارير مشروع بحوث و معلومات الشرق الأوسط نقرأ الاتى:
    وعلى الرغم من القدرة المحدودة للنقابات المهنية و العمالية المستقلة التي أنشئت حديثا و منذ عامين ونصف على المستوى الوطني ، فلقد صعّد العمال من حركاتهم الاحتجاجية التي بدأت في أواخر التسعينات. ففي العقد الذى سبق الإطاحة بمبارك شارك ما يزيد عن 2 مليون من العمال في 3,400 إضربا اوغيرها من الأعمال المطالبية الاخرى. وكان العدد الإجمالي للمشاركين فى هذه النشاطات فى عام 2011 حوالى 1,400 عاملا و وصلت إلى 1,969 في عام 2012. وطبقا للمركز المصري للحقوق الاجتماعية ففي الربع الأول من عام 2013 كانت هناك احتجاجات عمالية ذات مطالب اجتماعية واقتصادية بلغت 2,400 ، على الأقل نصفهم شهد مشاركة من المهنيين الأطباء والمهندسين والمعلمين

    و الحقيقة ان حكومة مرسى قد إتخذت موقفا واضحا جداً ضد مطالب الحركة العمالية الجديدة التي كانت تهدف الى تمكين الحوار الاجتماعي السياسي والاقتصادي وتحقيق مكاسب لبعض الحقوق الأساسية.

    و قد تطابقت فى واقع الامر التصريحات العلنية للاخوان المسلمين مع وسائل الإعلام النخبوية مع المؤسسة العسكرية عندما اجمعوا على توصيف الاحتجاجات العمالية بالانانية و الابتزاز فى محاولات لتجريدها من الشرعية و قفل الباب امام ظهور اى احتجاجات مطلبية اخرى
    و لقد ذهب المتحدثون الرسميون لجماعة الاخوان المسلمين فى فترة حكم مرسى الى ابعد من ذلك حيث وصفوا هذه الاحتجاجات بأنها اعمال "مضادة للثورة". اى ان التحالف الاخوانى العسكرى احتكر لنفسه تمثيل مطالب الثورة الحقيقية اما المطالب التى كانت غذاء و وقود الثورة نفسها فهى لا تعدو ان تكون الا افعال مضادة للثورة!
    ( و نواصل المقال فى الجزء 2)
    الرابط لاصل المقال كاملا
    http://www.counterpunch.org/2013/09/...-next-barrier/http://www.counterpunch.org/2013/09/...-next-barrier/

    2
    فى الجزء الاول وضحنا كيف ان حكومة مرسى طوال فترة حكمها كانت قد تبنّت موقفا معاديا واضحا ضد المطالب الاقتصادية و الإجتماعية التى نادت بها تنظيمات العمال. و بالطبع لم تكن كل قطاعات النخب تشاركها ذلك العداء ، على الاقل ليس علنا. فلقد اقرّ بعض اعضاء الائتلاف الحاكم بصعوبة ان لم يكن استحالة الوقوف امام امواج المد العمالى الهادر الذى تمثل فى الاحتجاجات المطالبية فى مناخ حر ديمقراطى ولِد من رحم ثورة يناير. ولذلك اختاروا الإلتفاف حول هذه المطالب بالعمل على إستمالة بعض قادة النقابات العمالية و إدماجها في الحكومة.

    و كان الخطأ الاستراتيجى الذى ارتكبه الإخوان المسلمون هو ذلك الانحياز الواضح إلى النظام القديم أثناء تطور العملية الثورية و فى الوقت الذي خرج الغضب الشعبى كعملاق من قمقمه للفضاء الحر بعد عقود طويلة من الكبت المنظم . وحين أعطى المصريين الإخوان المسلمين بعض الوقت للتصرف بحكمة فى شئون البلاد لم يعنى ذلك ان هذه الطاقة الثورية التى تفجرت كانت سهلة او من الممكن إضعافها او القضاء عليها.

    و بدلاً من معالجة أزمة البطالة في صفوف الشباب بالوسائل الثورية، تجاهل الاخوان المسلمون ارتفاع معدل البطالة االكلية من 9 في المائة في عام 2011 الى 13 في المائة، مع بلوغ نسبة البطالة بين الشباب حاجز ال25 في المائة. و لقد ظنّ الإخوان المسلمون أنهم يمكن لهم قيادة دفة سفينة الثورة الاكبر فى تاريخ مصر دون ان يقوموا بأى إجراءات "ثورية" لمعالجة القضايا الهيكلية التي كانت هى نفسها الوقود للمحرك للمركب الذى حملت الثورة الى شاطئ الخلاص من نظام مبارك. و الثابت انهم ذهبوا الى اخر الإتجاه العكسى ضد الثورة بالعمل على إبقاء و الحفاظ على ذات الظروف التى ثار الشعب ضدها.

    و منطق الاشياء يقول أن ثورة على مقياس مصر و شعبها سوف لن تظل خانعة في مواجهة هذا الإهمال المنظم و المستفذ. و في الواقع و طوال فترة حكم مرسى كان هناك نشاط غطى جميع الطبقات الاجتماعية للمصريين الذين تعلمت من تجربة ثورة يناير 2011 كيف يُسمِعوا اصواتهم من اجل التغيير ، فواصلت نقابات العمال الإضرابات، و اخذت مجموعات طلابية وغيرها تتشكل فى منظمات و هيئات رفعت شعارات ضد التغييب و من اجل التغيير، و كانت النتيجة التجاهل الكامل للاستجابة لمطالب الكرامة التى نادى بها الجميع. و ادت كل هذه الانشطة المستمرة فى نهاية المطاف لأن تُبعث الحركة الثورية من جديد كمعارضة مباشرة لاجهزة الدولة التى كانت فى هذه المرة تحت قيادة الاخوان المسلمين.

    و حينما غطى الهيكل الجديد للدولة سربالُ الدين، ليُستعمل كغطاء لمآسي الاقتصاد والسياسة القديمة التى ما زالت راسخة في مكانها، كان من الطبيعي أن المعارضة الأكثر حراكا و اعلى صوتا ستوجه ضد هذه الصفة المضافة (الدِين) للمشهد السياسى فترآى للناس ان الخطاب الدينى اصبح مرادفا لتجديد الدكتاتورية التى ظنوا انها قد ذهبت الى غير رجعة. ومن ثم كان المطلب الرئيس لمظاهرات 30 تموز/يونيو و 3 حزيران/يوليو الضخمة هو الإطاحة بالإخوان المسلمين الذى جسّده الرئيس مرسى. فتجددت روح الثورة و استردت تركيزها و اعادت إشعال نارها و سارت نحو ازالة عقبتها الجديدة التى يتعين التغلب عليها في طريقها نحو الكرامة الاجتماعية والاقتصادية.
    والحقيقة أن الجيش قد قام بإستخدام الإخوان المسلمين ككبش فداء و و من ثم قام بلفظهم بتلك السرعة، الشئ الذى اصبح يشكل معضلة خطيرة. فالكفاح من أجل السلطة السياسية في مصر آخذ فى التشكل الأن بين ثلاثة اطراف، هى الجيش والإخوان المسلمون والثوار الحقيقيون الذين يسعون إلى تحقيق المطالب الاقتصادية والاجتماعية الأوسع نطاقا لجموع المصرين. ليظهر اصحاب الثورة المضادة في الصراع على السلطة، و هم يمتطون ظهور الجيش الإخوان المسلمين معا ضد الثوار الحقيقيين.

    والحقيقة الاخرى التى يمكننا الحديث عنها أن هؤلاء الاخوة الاعداء ، الهجين حلفاء الامس و الذين اشعلوا حربا شرسة و وحشية بينهم ، ولو كان بشكل مؤقت، لا يوجد فرق بينهم عندما يتعلق الامر بمواقفهم السياسية تجاه الثورة. بالطبع ترتبط وجهة نظرهم المعادية للثورة إرتباطا عضويا بمصالحهم الاقتصادية و التي تتآلف وجوديا بالنظام الاقتصادي الإجتماعى القائم، و الذى لا تجد منه الأغلبية الساحقة من المصريين سوى البؤس.

    فقام الجيش بالتخلى عن هذه الشراكة القصيرة الأجل مع الاخوان المسلمين لأنه فقط رأى أنها لم تتمكن من التخلص من مطالب الثورة التى كانت تنادى باعادة هيكلة الانظمة الإقتصادية و الاجتماعية للنخب الحاكمة وأنه على العكس تماما فلقد ازدادت الحركة الثورية عمقا الشئ الذى سوف يخلق واقعا و تهديدا خطيرا للمؤسسة العسكرية. و عندما رأى الجيش كذلك ان الإخوان قد اُضعفوا امام ازدياد مطالب الثورة من خلال الوجود الدائم للثوار فى الشوارع و الميادين قام الجيش حينها فقط بالتخلص من الإخوان ، و من ثم دفعهم دفعا مستفذا نحو العنف القائم على الفعل و رد الفعل عن طريق حرق الكنائس و مقتل 100 من الشرطة والعسكريين و ما إلى ذلك من اعمال العنف التى شهدتها مصر. الشئ الذى برر للجنرالات إطلاق العنان للقوة العسكرية الضخمة فى مواجهة الجماعة.

    فأصبح من سوء التقدير لاى طرف من الاطراف ان يأخذ جانب "الجماعة " في الصراع الدائر بين هؤلاء الإخوة الاعداء كما فعل الكثير من الليبراليين. فمن الطبيعة الإنسانية ان تتعاطف او تنحاز الى الجانب الضعيف ضد القوى فى اى معركة و من المقبول تماما ان تطالب كذلك بوقف الهجوم من جانب المؤسسة العسكرية، ولكن المطالبة بعودة مرسى للسلطة تتعدى ذلك الى وضع النفس في الجانب الخطأ من المعركة الدائرة.

    فقد تأثر الليبراليون الأمريكيون الى حد كبير بالوصف الذى صاغه "خوان كول" لجماعة الإخوان المسلمين، حينما شبههم بحركة "حزب الشاي الأمريكية"، و هى جماعة تتبنى افكار و برامج إجتماعية و سياسية تقع على يمين ما يعتقده الحزب الجمهوري فى خط بيان الافكار السياسية، وفي بعض الأحيان تتعارض تماما مع الجمهوريين. و فى رأئه ان الإخوان المسلمين كحزب الشاي يعتمد على الاقتصاد النيوليبرالى جنبا إلى جنب مع الأصولية الدينية.

    و إذا ما افترضنا جدلا صحة ما ذهب اليه "خوان كول" و اعتبرنا ما يقوله بعض الليبراليين ان الإخوان المسلمين جأوا الى السلطة من خلال الانتخابات وعلى الجميع حماية هذه العملية الديمقراطية. فإننا نستطيع ان نرد عليهم بالقول ان الديمقراطية أيضا تمارس من خلال حركة الشارع و عبر تلك المظاهرات الحاشدة التي أدت إلى الإطاحة بمرسى و التى تقدر على الاقل بأنها تساوى فى الحجم المظاهرات و الإحتجاجات التي أطاحت بنظام بمبارك، و التى لم يشكك احد بأنها كانت ثورة حقيقية.

    وعلاوة على ذلك فإن المظاهرات التي دعت اليها "جماعة الإخوان المسلمين" لم تجد إستجابة الا من اعضاء الجماعة الملتزمين. ما عدا تلك المظاهرات التى تُسيّر فى معاقل الجماعة فى مدينة نصر وأجزاء من الإسكندرية. و عليه يمكن ان نقول ان الإخوان المسلمين علموا تماما ان مطلبهم بإعادة مرسى للحكم امر لا يمكن تحقيقه بالميزان الحالى للقوة و لذلك عمدوا الى أثارة هذه الأزمة ليظلوا فى المشهد السياسى، او لربما قصدوا بذلك استخدام الامر كورقة ضغط و مساومة ضد الدولة و الجيش. ولكن يبدوا واضحا انهم قد اسأوا التقدير و استهانوا بجرأة الجيش فأصبحو يواجهون الأن مصير الفناء.
    لا شك ان الإخوان المسلمين أدركوا متأخراً لعبة السياسة فى زمن الثورات، بعد أن تجاهلوا و خاصموا الجماهير، و ذلك حينما رفض الشعب الدفاع عنهم عندما هاجمهم الجيش. بل انحازت الجموع بدلاً عن ذلك إلى جانب المؤسسة العسكرية فى معركتها ضدهم ، و الذى شكل فى هذه الظروف للكثيرين السبيل الوحيد لمنع الاخوان من الاحتفاظ بالسلطة
    .
    و المشكلة الكبيرة ان الكثير من الثوريين و فى غمرة لهفتهم المشروعة فى تخطى عقبة جماعة الإخوان المسلمين اعطوا الجيش و بكامل ارادتهم شيكا موقّعا على بياض . و قد يبدو للوهلة الاولى ان عملية التغلب على المشكلة الأكثر إلحاحا للثورة و التى تتمثل للكثيرين فى سيطرة الإخوان المسلمين و ذلك باستخدام عدو آخر للثورة و هو الجيش قد تبدو كعملية تطبيق سياسة الواقعية و لكن لا اظن ان الواقعية السياسية تنفع فى هذا المناخ المعقد للثورة المصرية . و فى الجانب الآخر ايضا فلقد فشل اليسار المصري والحركة العمالية الى هذا الوقت بعد شهور من نهاية حكم الإخوان فى طرح حلول موحدة ومستقلة في مواجهة "الانقلاب الشعبي" والأزمة التى أثارتها موجة الإضطرابات من جانب الجماعة.

    وهكذا سُمح للجيش بأخذ زمام المبادرة. و المعروف انه و وخلال أوقات الأزمات فإن الإرادة الجادة للفعل دائما ما تمثل العنصر الرئيس لتحقيق النصر. و للثوريين خوف مبرر جدا من جماعة الإخوان المسلمين حيث أنها كانت و ما زالت تمثل تهديدا كبيرا للثورة. ولكن العدو الآخر تاريخيا و هو الجيش قد اصبح اكثر قوة من ذى قبل واستعاد بسرعة مكانته باعتباره عائقا للمسار الديمقراطى حتى يثبت العكس.

    فالتغلب على العقبات يمثل سمة ثابتة لجميع الثورات على مدى التاريخ الإنسانى. فبعد التغلب على عقبة مبارك ثم عقبة مرسى، ستسعى الثورة حتما إلى تجاوز كل العقبات المقبلة في المسار نحو الديمقراطية. فملايين الناس الذين طالبوا بإزالة مرسى لم يختفوا و لن يذهبوا صمتا فى غياهب ليل طويل بعد ان ذاقوا طعم الحرية و الكرامة تحت انوار الصباح.
    فالملاحظ ان العديد من المحللين و حين ما يستعرضوا هذه العقبات المتتالية يقعون فى فخ اليأس الفكرى و بذلك يعلنون كل مرة "موت الثورة". فعندما انتخب مرسى اُعلن موت الثورة و عندما اندلعت الثورة بالملايين للإطاحة بمرسى اُعلن موتها مرة اخرى، و كذلك الأن و عند هذا المرحلة من سيطرة الجيش و حينما بدأت إجراءات العقابية ضد جماعة الإخوان المسلمين، فلقد اعلنت الوفاة الثالثة للثورة.

    ولكن حتما يظل الدعم الحالي الذى يتلقاه الجيش من جموع الثوريين حالة مؤقتة نظراً لأن المطالب التي لا تزال تغذي الثورة سرعان ما سترجع للواجهة. ولهذا السبب فإن المؤسسة العسكرية حريصة على طرح وجها جديداً لنظامها في شكل مجموعة قرارات لإجراء انتخابات سريعة و كذلك "حكومة الإنقاذ الوطني" التي كانت قد شكلت في 3 تموز/يوليو. فالمؤسسة العسكرية نفسها ما زالت غير قادرة على مواجهة المطالب الثورية التى تتزايد يوما بعد يوم.

    فبتخطى كل عقبة تزداد الثورة دقةً و و تزداد عمقاً، الشئ الذى سوف يعزز من روحها المعنوية ، إذ ان لا شيء يغذي الثورات مثل النجاحات. فالانقلاب الشعبي فى 3 تموز/يوليو لا يزال يمثل انتصارا كبيرا لثورة يناير 2011، بغض النظر عن إراقة الدماء التي صاحبته. ففي كل مرة ينزل الناس للشارع من اجل شئ ثم يحصلون عليه يمثل مكسب للثورة و قوة كبيرة مضافة لها تؤكد قوة الشعب المصرى.

    فالهدف النهائي للثورة لا شك انه حل القضايا السياسية و الاجتماعية والاقتصادية الأساسية. وهذه هي المشاكل التي تحول دون حصول غالبية المصريين على الحياة الكريمة التى يريدونها. بينما كانت دائما تمثل هذه المشاكل نفسها فوائد فى إثراء أقلية صغيرة جدا من المجتمع المصرى والأجانب على حساب الجموع الكادحة. وهذه من المفترض ان تكون القضايا التى يجب على الثوريين التوحد تحت رأياتها فى اقرب فرصة.
    و فى هذه المرحلة الحرجة من عمر تطور الاحداث يجب أن يتوحد الجميع حول حزمة من التدابير لإدارة الازمة ، مثل إلغاء خصخصة القطاع العام التى أدت إلى تسريح العمال، وانخفاض الأجور، وإغلاق المصانع؛ و كذلك العمل على التخلص النهائى من إملاءات صندوق النقد الدولي والبنك الدولي و يشمل كذلك الرفض الرسمى لسداد أي ديون حصل عليها مبارك و ذمرته. و كذلك العمل على تصدير للواجهة المطلب الاكبر اهمية فى هذا الوقت الا و هو برنامج خلق وظائف وطنية جديد مع تفعيل البرامج القديمة للقطاع العام. و يمكن جدا تمويل مثل هذه البرامج من خلال العمل على إعادة تأميم البنوك العامة التى تمت خصخصتها من قبل مثل "بنكالإسكندرية" الذى بيع إلى إيطاليا في عام 2006

    فبتنظيم الجماهير حول هذه القضايا الاجتماعية-الاقتصادية الملموسة يلغى تماما إثارة مسألة ان يكون الشخص مسلم ام من ديانة اخرى ، فمثل هذه القضايا التى تمس الطبقية الاجتماعية هى التى تمثل اصل النضال الحقيقى الذى سوف يمد الفعل الثورى باسباب البقاء و شرايين الحياة

    و القيام بمثل هذا الجهد الضرورى سوف يساعد أيضا على وضع نهاية حتمية لاحتمال قيام اى حرب أهلية مما سيفيد كل الاطراف من خلال إظهار القضايا السياسية و الاجتماعية الاساسية التي ترفض "جماعة الإخوان المسلمين" و الجيش التعامل الجاد معها. و بالمقابل فإن إشعال اى حرب طويلة بين الاخوان و الجيش لربما يعمق من حدوث سيناريو سوريا من حيث تلقى الدعم من جماعات جهادية من خارج مصر للوقوف مع الاخوان و كذلك يعزز من قوة الجيش الذى سيحتفظ بالولاء من العديد من المصريين الذين سوف يبحثون فى المقابل عن من يحميهم

    فالطريقة الوحيدة لمنع سيناريو الحرب الاهلية ايضا هى بتوجيه الطاقة الثورية نحو حل المشاكل الاجتماعية الفعلية للمصريين، التى يتشارك فيها هماً كل من الجندي والأخ المسلم العادى. فلقد كان من شعارات الثورة: "أنهم يأكلون الحمام والدجاج، و نحن نأكل الفول كل يوم""

    و لمنع احتمال حرب أهلية بين الإسلاموين والنظام العسكري، فعلى الثوريين أن يعيدوا من جديد الى حاضنتهم زمام المبادرة. فتستطيع كل من جماهير الناصريين و حركة تمرد و 6 أبريل والاشتراكيين والنقابات العمالية، وآخرون تستطيع ان تطرح مجموعة موحدة من المطالب لحل الأزمة الاقتصادية عن طريق إجراءات ثورية. و عندها فقط يستطيع الصوت الحقيقي للثورة ان يتوحد على أرضية مشتركة للجميع لسحب البساط من تحت العسكر و جماعة الإخوان المسلمين. فقط لأن البسطاء من اعضاء المجموعتين لن يجدوا مطالبهم الا من خلال تحالف الجميع ضد سيطرة هذه النخب المجربة

    فأن هذه المطالب القوية و الحقيقة لاغلبية الشعب المصرى سوف تفضح النظام الطبقى لمبارك ومرسى، و من ثم تقود الشعب في نهاية المطاف لإستهداف تركيبة النظام نفسه ، مما يسفر عن حركة ثورية أكثر وعيا سوف يفشل الجيش حتما فى احتوائها او القضاء عليها
    الرابط لاصل المقال كاملا
    http://www.counterpunch.org/2013/09/...-next-barrier/http://www.counterpunch.org/2013/09/...-next-barrier/

                  

10-23-2018, 11:59 AM

علاء خيراوى
<aعلاء خيراوى
تاريخ التسجيل: 11-09-2017
مجموع المشاركات: 358

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هل يستوعب الإخوان الدرس ؟ (Re: علاء خيراوى)

    ومقال اخير

    متمنيا ان يضيف الى موضوع البوست ولو قليلا

    مصِر..... فرحٌ و دماء!
    راشيل شابي ىنشر في الراكوبة يوم 04 - 09 - 2013

    الإخوان المسلمون اضاعوا فرصتهم، و المصريون لن يتنازلوا عن ديمقراطيتهم
    بقلم : راشيل شابي - القارديان
    ترجمة: علاء خيراوى

    إذا ما تحركت الاغلبية الساحقة فى مكان ما لدعم الاستيلاء بالقوة العسكرية المفرطة على السلطة فإنه ربما لا يعنى الشي الكثير محاولة الصاق بها تهمة التخلف و التعطش للدماء أو العجز عن تطبيق الديمقراطية. و لكن الصقت كل هذه الاوصاف على الجماهير في مصر حينما انتهت اول تجربة ديمقراطية قامت بعد ثورة يناير 2011 بعزل و سجن الرئيس المنتخب و ابداله بحكومة معينة من قبل الجيش .
    و شهدت تطورات الاحداث فيما بعد مقتل اكثر من الف من انصار "جماعة الإخوان المسلمين" من قبل قوات الأمن في أسبوع واحد؛ وقد تم اعتقال أرقام مماثلة، بما في ذلك عدد من كبار قادة الإخوان المسلمين وقد تم إيقاف وسائل الإعلام المتحدثة و المتعاطفة مع الجماعة و الحكومة المنتخبة و فرضت قوانين الطوارئ على كل الدولة
    .
    ولكن ما الذي يجعل هذه الجموع الكبيرة فى مصر تؤيد و تشجع تحركات الجيش إلى هذه الدرجة؟ فالتحليلات من البعض التى تشير الى أن الغالبية من الشعب كانت دائماً تنتظر الفرصة للسماح بعودة النظام القديم اعتقد انها تحليلات فطيرة. فإذا كان هذا هو الحال، لماذا لم يصوتوا لرجل النظام السابق أحمد شفيق في عام 2012؟ فلقد أخُبرنا من الناخبين غير المنتمين لجماعة الإخوان المسلمين في ذلك الوقت انهم صوتوا لمرسى لأنه فقط يمثل لهم الخيار الافضل. و قد كانت لهم شكوكهم و لكنهم قرروا ان يعطوا الإخوان الفرصة .

    و كانت النتيجة ان اضاع التنظيم فرصتيه فى الحكم التوافقى و توحيد البلاد. فالإستحواذ الإقصائى على السلطة ، و الدستور الذى فرض فرضا على المصريين (أقرته اعداد منخفضة من جموع الشعب) كلها اعمال اثارت الإحتجاجات، فكان رد حكومة جماعة الإخوان المسلمين هو ارسال قوات الامن لسحقها فكانت هى التدابير التي اعُتبرت بمثابة خيانة كبيرة لثورة يناير 2011. و لقد وثَّقت هذه الاحداث "المبادرة المصرية للحقوق الشخصية" حيث اشارت ان إستخدام الشرطة للتعذيب و ان العنف قد استمر في ظل مرسى كما كان الحال ا تحت نظام مبارك المكروه.

    و من ناحية اخرى لقد تضاعفت إضربات عمال القطاع العام و المصانع على حد السواء تحت حكم الرئيس مرسى الذين رأوا ان حكم الإخوان ليس أفضل من مبارك عندما يتعلق الأمر بحقوق العمال، و قام نظام مرسى باستعمال القوة فى تفريق هذه الإحتجاجات العمالية التى كانت ضد استهداف النقابيين، وسوء الإدارة والفساد، فضلا عن عدم وجود حد أدنى للأجور وسط تصاعد أسعار الطاقة والمواد الغذائية.

    فتجمعت كل هذه الاحداث لتشكل صورة الحقيقة لفترة ما بعد الثورة و هى ان الجماعة بدأت فى تمزيق اواصر رباط المجتمع المصري – وعند كل منعطف، كان المحللون يحذرون من العواقب الوخيمة من افعالهم الانقسامية المتهورة.
    و مع هذا التراكم المتأجج نارا، انهارت الأشياء بسرعة هوجاء نحو العدم. و بدأ تصنيف الخصوم كإرهابيين في بيئة تعمل ضد سيطرة الدولة. ولكن السؤال هل مصر حقاً مختلفة عن البلدان الأخرى في صراع مثل الذى يحدث الأن؟؛ هل هى أكثر قومية؟ وأكثر قابلية للإقتناع ان حكام الامس هم اعداء اليوم الارهابيون؟ وماذا عن جارتها إسرائيل؟ وكم من الوقت إستغرقته الولايات المتحدة و بريطانيا لشراء الإدعاءات التى جردت العراق من إنسانيته و من ثم غزوه؟

    وقد أشار محللون إلى أن العديد من المصريين يرى فى الانقلاب وحملات القمع كرد فعل طبيعى ضد التهديد الحقيقي للإرهاب. و يعتقدون ايضا انها معركة تتجاوز السياسة لانها معركة من أجل بقاء مصر كما اشارت الى ذلك الصحافية المصرية البريطانية سارة كار "الملاحظ أن أي شخص لا يتفق مع هذا الرأى فهو معرض للإتهام بالعمالة"

    و قد قامت السلطات الجديدة بإغلاق بعض القنوات والمحطات الأجنبية بعد ان وُصِفت بالمعادية، و لم تُترك الا وسائل الإعلام الخاضعة لسيطرة الدولة، والقطاع الخاص التى التفت حول راية القومية التى يحميها الجيش . و يبدو الامر كما و لو ان وسائل الإعلام الخاصة ارادت الإنتقام من جماعة الإخوان المسلمين التي بادرتها العداء عندما كانت في السلطة. او لربما يتصرفون فقط ببساطة كما تفعل كل وسائل الإعلام في أي مكان فى العالم في أوقات الحرب أو الأزمات و هو التضحية بالإحترافية من اجل القومية. او لربما يكون السبب هو الجنرال عبد الفتاح السيسي الشخصية التى تمتلك الجاذبية الإعلامية بنظارته الانيقة وحديثه الشبه ناصري والمسافة التى سارها بعيدا عن عهد مبارك المكروه.

    وعلى أية حال، يقول المعلقون أن المشهد الإعلامي المصرى يشهد الآن وابل دون توقف من الأغاني القومية مصحوبة بصور السيسي كبطل قومى مع الهتاف و التمجيد من قبل الحشود المصرية، مع ملصقات شعارات تعلن ان الدولة المصرية في حالة حرب مع جماعة الإخوان المسلمين "الإرهابيين"، كنوع منحط من بالبشر تستوجب التعامل معه و القضاء عليه. و لكن بالطبع لا شيء يمكن ان يبرر الهجمات الشرسة على الاعتصامات المؤيدة لمرسى و التى وصفتها هيومن رايتس ووتش بأنها "أخطر حادث قتل جماعي غير قانوني في التاريخ المصري الحديث". و كذلك لا شيء يبرر قلة الغضب داخل مصر نفسها لهذه الدماء التى اريقت و لاعمال العنف التى كانت ممكن ان تتجنب.

    لكن كل هذا سوف يكون مهما يوما ما للمصريين عندما يضطرون لأن يثوروا مرة أخرى، ضد الجيش ( اظن انهم حتما سيفعلون) اذا ما تراجع الجيش عن وعوده لأنه لا يمكن ابدا تصور انه و بعد كل هذه التضحيات الجسام يتخلى الشعب المصرى عن مطالبه الثورية من "خبز وحرية وعدالة".

    فعلى التنظيمات السياسية جميعها دون إقصاء إيجاد وسيلة للتعاون إذا كان لمصر أن تخلص نفسها من الحكم العسكري الى الابد و تقيم نظاما ديمقراطيا حقيقيا و كذلك تُصلح من أجهزتها الأمنية. و عندما تأتى تلك اللحظة فقط يستطيع كل الذين ثاروا ضد حكم الاخوان ان ينظروا بثقة فى عين الجماعة ويشرحوا لهم كيف سمحوا للجيش ان يقضى على حكم مرسى.
    الرابط لاصل المقال
    http://www.theguardian.com/commentis...im-brotherhood

    مع تحياتى
    علاء خيراوى


                  

10-23-2018, 11:57 AM

اسماعيل عبد الله محمد
<aاسماعيل عبد الله محمد
تاريخ التسجيل: 08-26-2007
مجموع المشاركات: 2816

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هل يستوعب الإخوان الدرس ؟ (Re: علاء خيراوى)

    أخي علاء - سلام .
    Quote:
    مواصلة للنقاش ( استميح فيه صاحب البوست)

    البوست بوستيك
    أرفدنا بهذه المقالات المترجمة الصابّة في عمق الموضوع ,,
                  

10-23-2018, 12:07 PM

علاء خيراوى
<aعلاء خيراوى
تاريخ التسجيل: 11-09-2017
مجموع المشاركات: 358

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هل يستوعب الإخوان الدرس ؟ (Re: اسماعيل عبد الله محمد)

    سلمك الله اخى اسماعيل وعافاك
                  

10-23-2018, 12:32 PM

اسماعيل عبد الله محمد
<aاسماعيل عبد الله محمد
تاريخ التسجيل: 08-26-2007
مجموع المشاركات: 2816

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هل يستوعب الإخوان الدرس ؟ (Re: علاء خيراوى)

    Quote: و اعداءهم هم المجرمون الذين يريدون ان يطفئوا نور الله على الارض.

    هذه الجزئية مضحكة حد (الـــــفنقلة) ,,
                  

10-24-2018, 09:41 AM

اسماعيل عبد الله محمد
<aاسماعيل عبد الله محمد
تاريخ التسجيل: 08-26-2007
مجموع المشاركات: 2816

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هل يستوعب الإخوان الدرس ؟ (Re: اسماعيل عبد الله محمد)

                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de