|
Re: 21 أكتوبر ذكرى خالدة للشعب السوداني (Re: عبد الوهاب المليك)
|
حبيبنا عاصم .. فقيرينتود .. عندما قرأت العنوان .. قفز إلى ذاكرتي شيء مهم ربما لم يلاحظه الكثيرين وخاصة سكان الهوامش البعيدة مثلنا داخل الجزر النائية في أقصى الشمال .. أتذكر تماماً كيف أن ثورة أكتوبر قلبت موازيين الفكر وحركت المجتمعات المدنية .. ولأول مرة نغمة إنتصار الشعب .. هذه نظرتنا نحن في المراحل التعليمية في ذلك الزمان البعيد .. ولكني هنا بصدد الاباء والاجداد .. هؤلاء المتفيئين ظلال النخيل وينامون على صوت السواقي وخرير المياه وحفيف جريد نخيل .. لم يكن لديهم أي إرتباط بالحكومة لأن كل مقومات الحياة تخرج من السواقي والتي كانت مكوناتها خشبية لا جازولين ولا قطع غيار .. فقط علاقتهم بالحكومة ..السكر والشاي .. وطوال إقامتي في البلد وكنت معلماً لم أسمع إسم الحكومة إلا بعد عام 1977م عندما بدأت نكبة السكر والجاز الابيض للانارة نتيجة لحرب أكتوبر وحرب البترول بقيادة الملك فيصل .. هذه مقدمة حبيبنا فقيرينتود .. ولي رواية خفيفة عن الموضوع وهو أنني يوماً كنت راجع من المدرسة بعد الدورس ووجدت عدد من أعمامي في (ضل نخلة) وبدأ أحدهم الحديث :- تذكر ياحمدنتود نميري لمن أخذ الحكومة من عبود ... لم أتداخل معه أو اصححه ولكني أنتظرت حتى يقوم بهذه المهمة أحد الاعمام ولم يعترضه احد .. فقلت لهم ( يا جماعة .. ناس أكتوبر .. الشهيد القرشي .. أزهري ) هنا تدخل أحمدنتود ( يا ولدي من كلامك ده كلو نحن ما بنعرف غير إسماعيل الازهري ) .. يبدو أن أهل الجزر لم يكونوا يواكبوا الاحداث .. والارتباط بالحكومة لم يكن يحمل عمق الوطن ولكن إرتباط مصلحي ( السكر ، والشاي ، الزيت ، الصابون ..إلخ ولكن الأهم كان السكر ) رغم ضجيج الاحزاب أحياناً أيام الانتخابات .. وقد كتبت في مداخلات سابقة حتى أن إسم السودان لم يكن معروفاً لدى هؤلاء الاهل .. ماشي السودان معناه ماشي الخرطوم .. لأن الاذاعة مشكلتها أنها بالعربية وأهلنا زمان لم يكن لهم حظ في العربية إلا القليل من سافر مصر .. حتى الراديو ( كلامي عن الجزر) كان عدده محدود جداً .. تخيل أهلنا كان يسمعوا ركن الجنوب لوضوح اللغة العامية بلكنة اخواننا الجنوبيين وكان ارسال لمدة ساعة في اليوم واللغة كانت عامية واضحة جداً ولغير الناطقين ( الاخبار بتاع بلاد برا .. أزهري الليلة مشى مصر .. وهكذا ) أما بالنسبة لنا فكانت ثورة أكتوبر حدث تاريخي مهم .. وخاصة أناشيد وردي رحمه الله .. وهو أكثر من حبب أهلنا إلى أكتوبر ..
شكراً كثير كثير .. حبيبنا عاصم فقيرينتود .. معليش خرجنا من سياق البوست لكن لابد من الذكريات وتنشيط الذاكرة .. وإسترجاع اللحظات الجميلة من عمر الوطن .. رحم الله هؤلاء الاباء والاجداد ..
أعذرني في الخطأ الاملائي .. ما راجعت عشان ما أغير بعض الجمل ..
تحياتي عاصم امبس
|
|
|
|
|
|
|
|
|