|
Re: سيميوطيقا المسجد والحمار .. ملتيميديا فان (Re: Frankly)
|
الغابة السوداء:
جدار الحقيقة والغيب
بتنا ليلتنا في طريقنا لمطار فرانكفورت بفندق صغير بمدينة فير Wehr لأنني لم أجد حجزاً مناسباً من مطار ميونيخ وكنت قبلها قد تحصلت على تأشيرة إلكترونية من موقع السفارة الهندية وستضع التأشيرة في جواز سفري عند أول مدخل في الأراضي الهندية.
كان علينا أن نتحرك مباشرة بعد صلاة الفجر فالطريق طويل وكان علي أن أنجز بعض المهام قبل سفري للهند حتى ألحق بأبي هناك بعد أسبوع.
لم نتوقف إلا لتناول وجبة الإفطار بمحطة وقود على الطريق السريع كانت الوجبة عبارة عن "برتسل" وقهوة وأخذنا معنا ساندوتشات التونة بشرائح البصل. وعلى تخوم الغابة السوداء في صباح ذلك اليوم البارد قرر "هلموت" مرافقي وقائد السيارة أن يأخذ طريقاً مختصراً عبر الغابة السوداء وما أن فارقنا الطريق السريع إلى الطريق داخل الغابة السوداء بحوالي نصف ساعة حتى اصطدمنا بجدار كثيف من الضباب كانت فيه الرؤية شبه منعدمة, تزيده كثافة الأشجار عتمة, وبالرغم من إضاءة مصابيح السيارة ومصابيح الضباب إلإ أنّ الإضاءة كانت ترتد إلينا دون أن تخترق جدار الضباب الذي بدا وكأنه سد يأجوج ومأجوج.
قلت لهلموت علينا أن نتوقف على جنب حتى ينقشع الضباب, فقال لي أنه لا يرى أطراف الطريق فنزلت من السيارة وتحسست أطراف الطريق وقلت لهلموت نحن نقف على بعد مترين من طرف الطريق فتخوّف هلموت من محاولة قيادة السيارة إلى طرف الطريق قائلاً قد نصطدم بشجرة أو نهوي في فج عميق أن نحن حاولنا ذلك, ثم أردف قائلاً "في مثل هذه الظروف لن يسير أحد في الطريق", فتوقفنا حيث نحن.
هل تسمع ذلك يا هلموت؟
أسمع ماذا يا احمد؟
صوت شاحنة أو مركبة كبيرة
لا, لا اسمع شيئاً
فجأة اخترق ضوء قوي جدار الضباب وصافرة شاحنة تصم الآذان ثمّ صوت ارتطام أعقبه ظلام.
صوت صافرة الشاحنة ما زال يرن في أذني واسمع صوت عجلات تدور ثم رأيتني أطير من فوق جسدي وانظرني وهلموت محشوران في كومة حديد.
|
|
|
|
|
|