|
Re: سيميوطيقا المسجد والحمار .. ملتيميديا فان (Re: Frankly)
|
شفاء:
حيث يعبد البقر
بينما كنت أتناول طعام الغداء بمينزا الجامعة ببرلين رن هاتفي برقم من السودان. استاذنت الجلوس وذهبت بيعداً حتى اجد مكاناً يصلح للحديث والانصات.
كان في الطرف الأخر عمي يخبرني أن والدي مريض وفي حاجة لعملية وربما سفره للخارج سواء مصر أن تايلاند أو تركيا.
بدون تردد استبعت تماماً سفره لمصر فلم تعد مصر ارض استشفاء بقدر ما هي أرض داء بلا دواء.
اقترحت على عمي تسفيره للهند نسبة لسمعة الأطباء الهنود الجيدة حتى هنا في قلب اوروبا الغربية ولمعقولية فاتورة العلاج مقارنة مع الدول الأوروبية ومن ثم لسهولة الحصول على تأشيرة وفي فترة وجيزة.
وافق عمي على الإقتراح وبشرني أنه سيبدأ من الغد إجراءات السفر للهند حتى قبل أن تصلهم المصاريف مني وقلت لهم احجزوا له على أول طائرة وسألحق بكم في الهند.
في الطريق لمستشفى فورتيس بمومباي وأنا في سيارة الأجرة التي كانت تسير ببطء في الطريق المزدحم والمتهالك, استرعاني مشهد رجل ينزل من سيارة فارهة نوعاً ما مقارنة بما يسير في الشارع, نزل وذهب إلى بقرة تستلقي في قارعة الطريق والسيارات تمر عن يمينها ويسارها.
رايت هذا الرجل وكنت أظن أنه سيساعدها أن تقوم من مكانها حتى لا تحدث زحمة مرورية أو تعرض حياتها للخطر, ولكنه كان كمن يصلي ويدعو ويتبرك ثم ما لبث أن نثر بعد العملات بجانب البقرة ولا أحد يكترث بما يفعل غيري, بهاتفي اخذت سريعاً صورة للمشهد.
بعد إجراءات التسجيل بالمستشفى وتعبئة أوراق الأجهزة الرسمية اخذني عامل إلى حيث غرفة ابي وفي معيته أخي الأصغر.
الغرفة كانت تبدو للوهلة الأولى كجناح في فندق لولا تلك المعدات التي تذكرك بأنك بمستشفى.
في اليوم التالي دخل علينا الطبيب الجراح د. راجا سينك ولدهشتي كان هو ذلك الرجل "المتبرك" في الطريق للمستشفى صبيحة وصولي لمومباي.
التقيته لاحقاً بمطعم المستشفى وقد نمت بيننا صداقة سطحية وذلك بعد نجاح عملية والدي وفي فترة النقاهة جلست كثيراً في مكتبه وتحدثنا عن الإسلام والديانات الهندية القديمة, شعرت بأن هذه الصداقة والصراحة التي اتسم بها حديثنا كانت كافية لأسأله ملاطفاً
"كيف لمن تعلم واصبح جرّاح أن يعبد بقرة؟"
أجابني وبإبتسامة:
لم أتعلم الإيمان في الجامعة
|
|
|
|
|
|