قبل فترة وانا قادم بشارع محمد نجيب لفت انتباهي زحام شديد امام احد الوكالات بحي الزهور امام مستشفى بن سيناء ، وبسؤالي علمت بان هنالك شركة قطرية ترغب في استقدام عدد كبير من العمالة للعمل بدولة قطر بالامس اتصل بي احد الشباب وعرفني بنفسه قريب احد الجيران بالحي (مربع ٢٨ الصحافة) وافادني بانه وجد فرصة للعمل بوظيفة سباك بدولة قطر عبر احد الوكالات ( من وصفه تاكدت انها نفس الوكالة التي شهدت بها زحاما قبل ايام) وانهم طلبوا منه تسديد مبلغ ١٥ الف جنيه الان الساعة السابعة مساء ( الاتصال كان في تمام السادسة والنصف مساء ) وان يقوم بسداد ١٥ الف جنيه عند السفر ، ولانه انسان بسيط لا يعلم عن الاجراءات ويخاف من ان يكون مصيره كالعمال العالقين بدولة الامارات حيث انه سمع بقصة الاحتيال عليهم وترجاني ان اذهب معه للوكالة حيث انه جهز مبلغ ال١٥ الف المقدم. فضلت الذهاب معه رغم ارتباطي بمواعيد مسبقة لسببين الاول : شعرت من خلال حديثه انه انسان بسيط والمبلغ لم يحصل عليه بسهولة وفقده سيسبب له خسارة كبيرة . السبب الثاني كنت احتاج حقيقة للوقوف على الاجراءات بالوكالة لتقيم جدية الامر من عدمه في ظل المعلومات المتداولة بالاحتيال على عدد من الشباب السوداني عبر وكالة سفر وتشريدهم بدولة الامارات ** وصلنا الوكالة السابعة الا عشر دقائق ووجدنا الوكالة مغلقة تماما ، استغربنا فمندوب الوكالة اتصل عليه قبل نصف ساعة وطلب من الحضور عاجلا للتسديد!!! قام الشاب بالاتصال بمندوب الوكالة وافاده بانهم موجودين داخل الوكالة وطلب منه الدخول عبر الباب الجانبي ( باب صغير يفتح شمال في شارع فرعي) دخلنا مكاتب الوكالة وجدنا عدد مهول من الشباب بالحوش والصالة والمكاتب( الوكالة عبارة دكان ملحق به جزء من المنزل غرفتين وصالة ) ولاحظت عدد لايستهان به من الملفات المروسة باسم الوكالة وبها اسماء ومستندات الشباب المتقدمين موجوده بكل مكاتب الوكالة ، بعد ان قام مرافقي بتعريف مندوب الوكالة بشخصيتي محامي وجار بالحي واوضح له بانني حضرت معه للاطمئنان على الاجراءات طلب منا الانتظار بالصالة ، لاحظت الهمس بين المندوب (شاب في مقتبل عمره) وعدد من المسئولين بالوكالة ، وظلوا في حالة دخول وخروج لفترة وبعد نصف ساعة تقريبا طلب منا الدخول لمكتب مكتوب عليه الشئون المالية ، عند دخولنا غادر الموظف الذي كان يجلس خلف المكتب وتبعه شخص كبير في السن نوع ما ، ظللنا لوحدنا مع المندوب ، قام باخذ ملف عليه اسم مرافقي وقال لي ده العقد يمكنك الاطلاع عليه * اطلعته على العقد وجاءت مقدمته نحن شركة ..... سجل رقم(....) ومقرنا الخرطوم وبما اننا وكلاء عن شركة .....التركية ومقرها اسطانبول بهذا تعاقدنا مع ...........للعمل بوظيفة سباك بدولة قطر براتب شهري ٧٥٠ دولار مع توفير السكن والاعاشة ومدة العقد عام قابل للتجديد ( هذا ملخص للعقد) سالت المندوب عن شهادة تسجيل شركة .....السودانية : اجابني بان المستندات طرف المسئول المالي (الشاب الذي خرج بعد دخولنا المكتب) انتظرنا ربع ساعة فحضر المسئول المالي (حسب تعريف المندوب له ) سالته عن صورة السجل التجاري لشركة ....السودانية ؟ : رد علي بان الشركة تركية وليست سودانية قلت له ولكن انتو كاتبين في العقد سودانية قام سريعا بمراجعة العقد الذي كنت احمله في يدي وقال لي مستدركا : اي صاح شركة سودانية قلته ليهو طيب ممكن اشوف السجل التجاري ؟؟؟ وكم كانت دهشتي عندما رد بانه لا توجد لديهم صورة من السجل(رغم ان هنالك رقم لسجل تجاري مذكور بالعقد) قلته طيب الشاب ده عاوز يدفع ال١٥ الف المقدم ولو في امكانية عاوز اشوف ايصال استلام المبلغ رد علي بانو الايصالات بالمطبعة وانهم سيتصلون بالشاب للحضور وتسديد المبلغ عندما تصل الايصالات من المطبعة قلته ليهو طيب انتو مندوبكم ده( كان يقف جواري) اتصل وقال تعال سددوا المبلغ قال لي والله الراجل ده فهم الموضوع خطاء ونحنه ما بدينا استلام مبالغ لسة هنا تدخل ايضا الشخص الشائب ( والذي حضر اثناء النقاش) ووجه حديثه لي : نحنه الان جهزنا ملفات ٥٠٠ متقدم وسنقسمهم لمجموعات خمسين خمسين عندما تحضر ايصالاتنا المالية من المطبعة وسيكون الدفع بحضور مندوب من مكتب العمل كان الامر محير جدا فقد شاهدته بنفسي مبالغ مالية سددت بواسطة شباب متقدمين موضوعة على الطاولة لم اجد ما اقوله وطلعنا من الوكالة وكنت مقتنعا بانهم زحلقونا وبس ،،،،
**لخصت الامر لمرافقي بانني غير مطمئن ابدا لعدد من الاسباب ١- الوكالة ابوابها الرسمية مغلقة تماما وحتي اللوحة الرئيسية مطفئة ٢- الدخول بباب شبه سري يذكرني بخانات المخدرات ايام المباحث ٣- عدم وجود مستندات الشركة السودانية المذكورة بعقد العمل ٣- ليس هنالك اي عنوان للشركة التركية بقطر وانما مذكور عنوان باسطامبول ٤- العقد مطبوع باحد اجهزة الوكالة على ورق A4 بدون اي ترويسة ٥- عدم وجود اي مستندات صادرة من دولة قطر تؤكد صحة العقد او الاستقدام والسليم ان يصدر العقد بواسطة شركة مقرها قطر وان يكون معتمد بالغرفة التجارية القطرية ٦- المعاينات (وفقا لتاكيد مرافقي) تمت بواسطة موظفي الوكالة دون حضور اي شخص قطري حسب ما كانت تروج له الوكالة ٧- استلام مبلغ مالية من الافراد دون اعطائهم اي ايصالات استلام ٨- تهربهم الواضح من تكملة الاجراءات لمرافقي وتضايقهم الواضح من حضوري
***خلاصة الامر هنالك امر مريب واخشى ما اخشي ان يكون الامر استغلال لرغبة الشباب الجامحة للسفر الى خارج السودان وخصوصا لدولة قطر.
٣٠ الف × ٣٠٠٠ شاب (العمالة التي تطلبها الشركة القطرية حسب ما سمعنا)=تسعون مليون جنيه (تسعون مليار جنيه بالقديم)
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
عبدالله عثمان
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست