من أجمل ما رأيت في البادية من نساء .. هن بنات الأبالة (الحمر، الكبابيش، المجانين، دار حامد) وكذلك بنات الفولاني .. بالأضافة إلي بنات البقارة.
يا حليل زمن ناس .. أم عشا .. برة .. جديّا .. مستورة .. أم زمل .. أم جدايل .. وما تنسوا .. أم شوايل.
منذ منتصف السبعينات وحتى منتصف الثمانيات من القرن المنصرم كان شابات البادية في سن المراهقة وما دونها يذهبن عاريات الصدور وحتي "السرة" .. إلا من الزينة التى تزين أجيادهن وخصورهن .. والله جنس "بركاوي" أصلي .. مش بتاع الرئيس .. ويكتفين بلبس الحزامة أو ما يسمي ب "القرباب" .. وفي مناطق أخري من السودان يسمي "القرقاب" ..
ونحن صغار وفي سن المراهقة .. والبركاوي .. أينع .. وحان قطافه .. ولكن من يستطع .. !
بنات البادية محصنات بعفة غير عفة اللبس المفروض قسرياً .. تذهب البنت عارية الجسم إلا ما يستر خصرها وهى في ريعان شبابها .. والله لن تستطع أن تخاطبها ناهيك أن تتحرش بها .. وأقسم بالله أنا لم أعرف كلمة التحرش إلا حينما حضرت المدينة وأنا برلوم في الجامعة .. هكذا تتميع البادية بمواثيق أخلاقية منزله في الكتاب والسنة .. ويتشربها الناس ويمارسونها دون أن يعرفوا الكثير عنها .. منها "من أغتصب عذراء .. سوف يدخل نار جنهم" .. وهذا يعادل "من قتل نفساً متعمداً جزاءه جهنم خالداً فيها ومخلدا" ..
بريمة
10-02-2018, 10:37 PM
Biraima M Adam Biraima M Adam
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 27490
بعد تلك المقدمة التى لا بد منها .. نعود إلي عنوان البوست .. كلمة لككوه .. تعني دقوه أي ضربوه ضرب مبرح حتى قارب الموت .. وهذا بلغة الأبالة .. أي تعادل ضرب غرائب الإبل .. أما كلمة "فزي" .. تعنى هرب من أرض المعركة والدواس ..
الجيلي، شاب في مقتبل عمره .. لم يتجاوز ربيعه السابع عشر .. وقد منعه أهل قرية في الجبال من أن يرد الماء .. لأنه إبله كثيرة .. وسوف تؤثر في المورد .. فخاطبهم الجيلي "إما ابلي ترد الماء .. أو نقرّظ أمهاتكم" .. وكلمة نقرّظ .. يعني يجفف ضروع أمهاتهم .. كناية عن أنه سوف يقتلهم جميعاً ولم يترك فيهم أحداً.
رفض القوم .. ولم يتنازل الجيلي عن قسمة .. فهجم علي القوم وأوسعهم ضرباً وطعناً .. فتكالبوا عليه من كل صوب .. حتى أردوه مجندلاً مخضباً بدماءه ..
وإلي هنا أنتهت قصة الجيلي وأهل القرية .. لكن بنات البادية لديهن خبر أخر ..
بريمة
10-02-2018, 10:54 PM
Biraima M Adam Biraima M Adam
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 27490
ونحن نعيش مع أهلنا الأبالة .. لكننا لم نسمع بقصة أن الجيلي لككوه .. وذات يوم حار .. ونحن نغرف الماء للأبقار .. وكانت أبقار كثيرة تسد عين الشمس .. قد أكلها التمرد ولم يترك منها شيئاً (الله لا كسب المتمردين!) .. فإذا بشاب أخر يأتي الماء وهو يحمل قرب الماء يريد ملأها .. ونحن نعرفه كما نعرف الجيلي .. كان شقيقي الكبير يداعب الجيلي حينما كان طفلاً .. يحمله مقلوباً .. راساً علي عقب .. ويقول له "من يصرع أخاه .. أنا أم أنت يا الجيلي .." .. فيرد الجيلي "يا إدريس ني ني ني " .. تعني أنا أنا أنا الذي يصرعك .. فيقول أدريس شقيقي "هذا الحمري سوف يصير فارساً .. مثل أحمد دود اللية" .. وأحمد دود الليّة فارس من فرسان دار حمر .. مرت السنون وشب الجيلي .. شاب جميل الهيئة بهي الطلعة .. صبوح الوجه .. ويمتاز بكارزما تظهر علي محياه منذ الصغر ..
الشاب الذي حضر لنا في المورد يدعي "عيد" .. وعيد شبه مجنون .. لديه سلوك كثيرة معطلة .. وبسبب ذلك نحن نسميه "أم شخ شلي" .. حضر إلينا وسأله شقيقي .. "يا أم شخ شلي جابك شنو .. أنت لم تذهب الجبال مع الجيلي ؟" .. قال أم شخ شلي .. نعم .. ثم سألة أين الجيلي؟ .. قال مع الأبل .. ولم يزد ..
علي مقربة مننا .. حضرن بنات الأبالة .. وبدأن في الضحك والمغامزة .. فنظر إليهن أم شخ شلي ثم أستفسرهن "مالكن تتغامزن فوقي؟" .. ردت إحداهن "أنت يتغامزوا فوقك فيك شنو؟" .. رد عليها "فيني شنو ككيف؟" .. فردت أخري "الجيلي لما لككوه .. مينو الفزي؟" ..
وهناك ثارت ثائرت أم شخ شيلي ..
نواصل ..
بريمة
10-03-2018, 02:26 AM
Biraima M Adam Biraima M Adam
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 27490
ثارت ثائرة أم شخ شلي .. فجري إلي بعيره وتناول سوط قرنتي طري معطون ومروي قطران .. ووقع في البنات رقع .. والكايك رقد رج .. قال شقيقي "خلوا عيد يبرد قلبه .. البنات لسانهن طويل" .. الصوت يرقع .. والكايك واقف فوق ..
هناك عمنا عبد الفضيل فضل الله .. ترك بئره وجاء يهرول .. أمسكوا الولد من البنات .. والبنات بقن يبكن "يا بريمة ألحقنا .. يا بريمة أفزعنا" .. وأنا أشاشي لأم شخ شلي ثم أنسحب .. ويتواصل الرقع .. شغلي شغل غتاته .. وصل العم عبد الفضيل .. وفك قيد جمل عي .. ثم ألحق الجمل ثلاثة ضربات ماكنات بحبل الدلو الذي يحمله .. فهرب الجمل وله ضراط .. فلحق به عيد .. حينها تنفسنا الصعداء وقلنا قدرنا حجزناه ..
لم تنته القصة بعد .. عيد أم شخ شلي .. جري بالجمل ولبد للبنات داخل الغابة منتظر عودتهن من المورد .. نحن البقارة أهل فراسة .. من طريقة إخلاء عيد للمكان عرفناه أنه "دافن شيئ أخر" .. أخبرنا العم عبد الفضيل بمرافقة البنات أنا وأبن عمي البخيت .. فذهبنا معهن .. وما أن دخلنا الغابة التى تفصل ما بين أبار المياه وفريقهن .. فإذا بنا وجهاً لوجه مع عيد أم شخ شلي .. وهو مرابط كالأسد الحصور .. وما أن رأنا حتى "محط" الجمل سوط ثم جاءنا ركداً ..
غداً نواصل ..
بريمة
10-03-2018, 03:22 AM
munswor almophtah munswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368
أم قفله خباء مسكون بإعجاز ........................................
عصمت.. ياذلك الشلالى الذى سبح عكس التيار....من مصر السفلى الى مصر العليا...كنزى كان او جعفري...تسلل بكنوز النوبه من مصر السفلى لعواصم النوبه فى مصر العليا....بأرض البجروايه منابت الجعلين...ثم أنداح كالملح فى نهر الأعراق السودانيه...يعيد إنتاجيته قرويا ومدنيا....حضريا وبدويا....وتتخطفه المقادير عبر بوابات البقاع والقلاع العصيه....تواقا ذواقا لروائع التعبير....ولحدائق الأكسير.... أخاذا جذابا لبدائع الأخيله....ولرغائب الأرواح الممراحه الأريحيه....ياعصمت دلفت بنا الى أحوال من المحال تكرارها....البداوه وحياتها وتجردها من محيط الخداع... ومن مخيط الكوزمتك...بداوة لله.... بضعة شهور قضيتها بمنطقة تسمى أم قفله....وهى ليست بعيدة عن أمدرمان من حيث المسافه....ولكنها بعيدة جدا فى أختلاف شكل ولون الحياة....لابل طعم ورائحة الماء....عظمة الخالق وقدرته تبدو لمن له لب...لابل لمن لا لب له....ولكنه يجحد....تلك أم قفله إمتداد لقبائل القريات التى مركزها أم حروت....عمودية العمده ودمجدد....صاحب أكبر شنب فى العالم بعد الهنود....وبها جيوب من الكبابيش البراره....والحسانيه النمراب والحيولاب...والصباحيه...إنها منطقه غرب المرخيات....يتوسطها دونكى أو بيارة ماء....ومدرسه إبتدائيه وشفخانه...وسوق يباع فيه اللبن والبيض والخراف... وكذلك تجد قهاوى الشاى التى يرتادها سائقى بصات ولواري الشمال.... دناقله وشوايقه.... وكعادة العربان يسكنون فرقان حوالى موارد المياه....ولأن السعيه منها ما يشرب غبا....ومنها ما يشرب يوت....فياتون بالاغنام وزوامل السقا....عادة كما يسموها الحمير الديراويه....ويقولون لمفرد تلك الزوامل اللخدر....وذلك بانه ليس من كريم الحمير....وهنالك الحمامى....وهذا نوع يمتاز بجمال لونه....وطول هيئته...وارتفاع أسعاره...ويركبه الخواص من الناس....حيث يلجم ويسرج وتوضع عليه اللبد الفخمه من سوق العناقريب....ثم البردعه....وتحسب أن راكبه ودالنمير....وعادة ورود الماء تقوم به النسوه.... تتقاطر أفواجهن فجرا لتنال كل واحدة منهن مجالا لتسقى فى الحياض المعموله لذلك....بعد ان تدفق بعضا من الدقيق والملح فى الأحواض....حتى يتثنى للنعم شراب اكبر كميه من الماء....ثم هنالك أماكن لملأ السقا...ويقولون لها ايضا الري....ويجمعونها روين....وقد يبلغ عدد الروين للشخص الواحد أكثر مائه.....لأن البهم لا يجلب الى الدونكى حتى يشتد عوده.... أنها لحظات يصعب تصويرها.... القرياتيات يمتلكن السحر ويمتلكن أسبابه.... على الرغم من العروبيه القحه....إلأ أن سحر الأفريقيه يتجسد فى العاجات والسوميت والمشاط ودق الشفاه وخرم الأنوف للزمام الذى يزم ويؤزم الناظر اليه....وكالكباشيات يتقرقبن بالوان أقرب لتسطير القرمصيص....تباع كذلك فى سوق العناقريب خصيصا لهن....وكذلك لهن كرابه بشق واحد...كالذي وضع يده على التتق وأغمض اليمنى من عينيه ليجيد التنشين....فكذلك مدافع القومه ترد اليك البصر لا خاسئا بل حسيرا أسيرا فى القريب البعيد...وتتسع العيون فى غُنج نصلٍ رماحها قتال....ولهن وصفاتهن فى التطييب بطيب الهند بخورا وزيوتا تعصر زيت دراويش على الله....وإن أنسى لا ولن أنسى ذلك الحوار الذي دار مع إحداهن ومجموعه من الأطفال....يجرون ويلعبون فرحا بالماء....حتى دلقوا بعض ملأى السقا...فقامت بعد ان شرفت موقله كالغزاله...الدرفن أدكم الهمله الكسع كسع كابسين الروين....يا لها من غنه ويا لها من عفويه....وبينما هى كذلك فاذا برجل جاء ركب زوامله التى يقتلها الظمأ...فأخذت تشرب من حيضانها بعدأن دفقت فيها الملح والدقيق....فأنفجرت يا الحبر أقرع زواملك....ولان الحبر عندهم تطلق للمجنون....فما كان من الرجل الا أن قال لها علك تقرعى البول....وهذة أول مره أتصيد كلمة أكثر قساوة من حبس البول.... يا للباديه ويا للبدو والبداوه...
10-03-2018, 05:21 PM
جمال ود القوز جمال ود القوز
تاريخ التسجيل: 01-25-2013
مجموع المشاركات: 5925
روعة يابريمة انت والمفتاح .. ليبقى هذا البوست عاليا ..
تتفرد كثيرا يابريمة وكذا منصور في هكذا سرديات تراثية .. تكون لصيقة بالبادية وعوالمها المدهشة .. تكون محببة إلى النفس لأنها تنقلك الى تلك الرحاب الفسيحة .. فتجد النفس فيها فسحة وترويح عما يعتليها .. من كدر حياة المدن وصناديق الأسمنت .. تقطع الكهربا بس تعرف الله واحد .. والحر يفسخك وكان بالليل بالليل الباعوض يعمل بيك حفلة ويكمّلك ..
فليتكما تواصلان ..
10-04-2018, 02:55 AM
munswor almophtah munswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368
ود القوز جعل الله لك المسرة والسلوى وأبهجك وأفرحك بما تتمناه وحقا أن الحياة عند أهل البوادى جميلة ورائعه لأن لا تكلف فيها ولا رتوش ومرتبطة بالأرض والحيوان والماء إرتباطاً كاملا وكل شئ فيها يبهر من أتاها طالباً متعتها فلك يا عزيز الشكر الجزيل ولك السلام
للبادية جمالها الذي لا يدانيه جمال .. وسحرها الأخاذ ..
وسحر البادية يتجلي في وجوه مختلفه وأشكال مختلفه .. يذكرني في منطقة خلوية تقع علي مسافة ثلاثة ساعات من أقرب مناطق مأهولة .. تسمي المنطقة "قردود أبو الضفية" .. فالمنطقة أرض رمليه .. ذات رمال حمراء دشاشة الملمس .. حبيباتها الدشاشة الحمراء وأشجارالقردود المخضرة صيف وخريف ونباتاته وأعشابه القصيرة تشبه إلي حد كبير أراضي القوز في ملمحها العام ..لكن هناك مفارقة طبيعية أخري، حيث يقع "قردود أبو الضيفة" وسط هضاب طينية لذبة وذات أشجار نفضية وأخري دائمة الخضرة وتجري داخل تلك الهضاب وديان طينية علي جنبات القردود داخل الأراضي الطينية بسبب المياه التى تنجرف من القردود..
فالقردود بتوسطه لهضاب السافنا الغنية جعل منه منطقة أستجمام من عناء الزراعة ورهق الترحال .. فالناس حينما يصلون "قردود أبو الضيفة" غالباً ما يستسلمون لنومة عابرة تحت أشجار العرديب أو الحميض الوارفة التى تزين المكان .. والقردود تكثر به الغزلان التى تهرب من الطين والأوحال .. وتكثر به طيور السافنا من فصائل نادرة من الببغاوات وتتكثر علي جنباته طيور الجنة، وعشوشة، والزرزور والدجاج البري والحلفا والفرة .. وأنواع الهبارة وطائر أبن دولك والبجع وغيرها .. ويكثر بالقردود طائر الرهو .. والخضاري والقماري وعينات من الطيور التى تذهب في مجموعات مثل طيور الوغة التى تحبط علي الأغسان كأنها تتغني في كورال جماعي تبدل فيه مواضع أجنحتها وإذيالها علواً وهبوطاً .. وهناك مجموعة طيور "بيدرو" وهذه لها قصص وثقتها في كتاب "الحكاوي الشعبية لتراث البقارة" .. وهناك مجموعات دجاج الوادي والقرود وغيرها من الأسراب التى تعبر القردود .. ثم قطعان الماشية والضأن والأبل وغيرها من الأنعام كالخيل والحمير ..
وسط هذا الزخم العارم من الحياة البرية .. هناك جمال أخر يضاف لهذا الجمال .. بنات الأبالة وبنات البقارة وبنات الفولان .. الذين يأتون كعابري سبيل في ترحالهم شمالاً وجنوباً .. وتشتهر المنطقة بالحب علي الهواء الطلق .. فجميلات البادية يردن الماء علي جنبات القردود .. ونحن أبناء البادية نتسلق أشجار العرديب الضخمة الوارفة الظلال والإغصان لنختفي من عين الرقيب .. ونراقب خروجهن من الفرقان .. وتجسس علي الرقيب الذي يحرسهن ..
منطقة "قردود أبو الضيفة" التى جاء ذكرها في المداخلة السابقة .. تقع شمال شرق كادقلي .. علي مسافة تبعد حوالي 45 ميلاً .. وهى تقع شمال "عد الكركر" الذي صرب فيه عيد أم شخ شلي البنات علي مسافة ساعة ونصف الساعة مشياً علي الأقدام .. ولكن من المعالم البشرية البارزة التى تحيط بالقردود هى قري متناثرة وبعيدة .. علي شماله تقع قرية "كراكراية الجميعية" التى درست بها الأبتدائي .. وعلي جنوب شرق من القردود تقطع منطة تسمي "الشحيطة" .. ومنطقة الشحيطة منطقة خلّدت تأريخ مهم من تأريخنا السوداني أجمع .. تلك المنطقة أسسها أجدادنا الرعاة من قبيلة "الجميعية" وهى إحدي قبائل قبيلة الحوازمة الكبري .. فقد كان الجميعية يسكنون منطقة "البقلتي" جنوب الأبيض وشرق منطقة السنجكاية التى تقع شمال منطقة الدبيبات .. المعروفة كمحطة لسكك حديد السودان في المنطقة ما بين الأبيض ومدنية الدلنج وما بين المنطقة ومنطقة أب زبد في ديار المسيرية .. وبسبب المشاكل القبلية .. رحّل المستعمر أجدادانا إلي تلك المنطقة النائية والخلوية .. كأسلوب تأديب ونفي من ديارهم .. فأسسسوا منطقة الشحيطة العريقة ..
أهمية تأريخ الشحيطة ليس بسبب تأسيسها علي أيدي الرعاة .. (وإن كان ذلك تأريخ في حد ذاته)، لكن أهمية الشحيطة تأتي من أنها مركز حضاري .. بها مدرسة وشفخانة .. وطواحين لطحن الغلال ودكاكين وقهاوي الشاي والمأكولات .. كانت الشحيطة عامرة حيث يقام فيها الأحتفال السنوي بالوجبات الشعبية في المنطقة .. وتقلد النساء أوسمة .. بسبب أيهن صارت "الشيف" لذلك العام بعد تذوق أصحاب الذوق الرفيع في الطعام لطعام المتنافسات .. وتلك تجربة فريدة لم أسمع بمثلها في كل بقاع السودان .. والأمر لا يتوقف علي الأحتفالات الشعبية السنوية مثل سباق الخيل، والفروسية والصراع والألعاب الشعبية .. بل الشحيطة هى إحدي مناطق تحرر الرقيق، فهي بلد الأحرار .. فقد ألزم أجدادنا أنفسهم بأن الشحيطة منطقة أحرار .. فكل رقيق أتوا به إلي المنطقة وحتى لو عابر سبيل يعتبر حراً طليقاً .. فقد كان يتحاشاها تجار الرقيق والذين يملكون رقيقاً .. وفي منطقة الشحيطة أقيم أكبر أحتفال للتحرر من نير العبودية .. فقد رقص البقارة فيها رقصاً حاراً بالحرية مع كل تحرر من أخوتنا الذين جار عليهم ظلم الزمان والأنسان ..
وللشحيطة مأساتها مثل قري المنطقة الأخري .. فهي تقع علي أرض ذات قاعدة حجرية من صخور البازلت النارية .. وبالتالي تشح فيها المياه بسبب صعوبة حفر ابار المياه .. فاليوم تعتبر الشحيطة منطقة أثرية تنتظر من ينقب فيها عن تأريخنا السوداني المنسي والمطمور علي أرضها الخصبة .. وما أكثر البقاع مثل الشحيطة ..
القري التى تقع شمال "قردود أبو الضيفة" مثل قرية كركراية الجميعية .. وتلك التي تقع جنوبه وجنوب شرقه وجنوب غربه .. في بعض المناسبات يتجتمع أهلها في جو بهيج من الأحتفالات الموسيمية .. وفي تلك الأثناء يمثل "قردود أبو الضيفة" نقطة ألتقاء عابرة .. حيث يتقابل الناس عابرين المكان وبلا سابق موعد .. فيجلسون تحت الأشجار لتبادل الأخبار والونسات .. ويصدف أن يتلاقي الشباب في المنطقة .. فأنسان المنطقة يعيش بأنسجام مع من حوله من الطبيعة الخلابة بصورة لا تدانيها إلا الأنسان في بلاد الغرب الذي لا يقطف حتى الأزهار حفاظاً علي البيئة ..
وبهذا القردود تمر إبل فارسنا الجيلي حينما تعود إدراجها في رحلتها تجاه الشمال لرعي نبات الجزو في أقاصي شمال كردفان .. وبهذا القردود يمرن بنات الحوازمة في المنطقة الوسطي من الجبال .. فيعمر القردود بالأحتفالات العابرة والغناء والصفق الحار .. والحناجر التي تبح من الكرير ..
وغداً نعود .. لتراث البادية.
بريمة
10-04-2018, 10:25 PM
Biraima M Adam Biraima M Adam
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 27490
ذات مرة في قردود أبو الضيفة .. حصل مبادلات حب رمزي .. وعلي الهواء الطلق أم ناظري بت عمي الصغيرة حينها .. في رهود الماء .. جاءت بنت عمي "عجبت" .. وأهل المدن يسمونها "عجبة" .. من الإعجاب .. وكانت "عجبت" وهى وارده الرهيد صادف حضور بنات الأبالة لورود الماء .. وإذا بشباب الأبالة فوراً تركوا أبلهم وسيطانهم تجر علي الأرض وحضروا مورد الماء .. فكان أحدهم يتبادل نظرات غرامية مع إحد الفتيات التى لم تبادلة النظرات بمثلها .. فكان يرف لها بعينيه دون جدوي .. فصار صحابنا المتيم يقذف برموش عينيه كبرق العينة .. جاءت بنت عمي وقالت لينا "أولاد الأبالة ديل صعاليك .. برفرفوا للبنات .."، سألتها "أها يا عجبت رفرفوا ليكي؟" قالت "كو .. لكن برفرفوا لأخواتهم بنات الأبالة .." .. قلنا ليها "غادي غادي .. زيتهم في بيتهم" ..
وفي ذات القردود إذا بالفولان يحطون رحالهم علي حافة القردود .. حيث ترعي أبقارهم في الهضاب المجاورة بينما هم يقيمون علي الأرض القراديدية .. وبعد الغروب .. ضرب أبناء الفولاني صفق حار وأندمجوا في غناء عارم .. فسمعنا جلبة الحفل .. فذهبنا .. والفولاني ليس مثلنا فنحن تغني بناتنا ونقوم نحن الشباب بالرقص بينما العكس تماماً يغني شباب الفولاني ويرقصن البنات .. أستمر الرقص والغناء حتى قرابة منتصف الليل .. ونحن حضور في الجوغة .. لكن حينما أرادوا الأنصراف من مكان الرقص الذي يقع خارج دائرة الفريق حصل شيئ غريب .. فقد قذفنا أبناء الفولاني بحمم من النيرات .. يأخذون أعواد نيران مشتعلة ثم يقذفوننا بها بصورة جماعية ... تراجعنا .. ناحية فريقنا .. وقذفناهم بنيران مرتدة .. ورويداً رويداً فقد أخلانا أبناء الفولاني من المكان بقوة النيران .. وما أن قررنا أن نغادر المكان .. فإذا بأبناء الفولان الشباب يضربون أبناء الفولان الصغار .. وصار الكايك وجلبة كبيرة ف يالمكان .. ثم لم يلبس الأمر طويلاً .. حتى أختطف كل شاب صيدته من بين الشابات دقش بها الخلاء .. والعالم الله بما حصل .. لكن هذا ما شاهدت ..
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
Biraima M Adam
munswor almophtah
جمال ود القوز
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست