كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
|
Re: جَوِّعْ كَلْبَك يَتْبَعْك (Re: دفع الله ود الأصيل)
|
(7) عشنا هناك و شهدنا بأم أعيينا هناك ما يدمي له القلب قبل العين. رعايا بلداننا من الشباب في أعمار الزهور في منتهى الضياع يفتشرون الأرض في أنفاق القطارات و يقتاتون الفتات من موائد قطط اللكوندات السمان. تسأل أحدهم بملامح لا تخطئها عينً ثاقبةٌ : من أنت و من أي البلاد يا أخ العرب؟ فيرطن لك اسمه بلكنة توشك بالكاد أن تلقط منها حروف لغة الضاد إلا بأذنٍ صاغية، و هو يجهل حتى إلي أي بلدٍ عربي ينتمي تحديداً. فكيف لا وقد حرف هؤلاء وبدلوا حتى صارعندهم رؤساء تشاد مثلاُ كحسين حبري (هابري) و جكوني عويضي (وداي) و إدريس الضبعي (دبي).
# و أما العوام من سواد ناس الشعب الفرنسي ذاتهم فجهلاء تماماً بنا. إفريقيا لديهم صورة مقولبة لديهم نمطية(Sterio-type) مطبوعة في إذهان الحمائم منهم كما الصقور : إذ تُمثلها لدبهم لبوةٌ عجفاءُ بلا أسنان و لا مخالب، أو هي كامرأة غلبانة محروقة السحنة تؤدي عملها في عز الهجير و هي تحزم على ظهرها رضيعاً يحمل أوبئة الدنيا.. فقط هذا كل ما يعرفونه عن جذورنا. و الحقيقة ما دفعني لهذا السرد هو ما ما لمسته مؤخراً فراعني من انجذاب مفزع لدى بعض شبابنا نحو لمعان الحضارة القادمة مما وراء البحار. خصوصاً أن لعرابيها براعة يحسدون عليها في الجذب والإغراء والتلون و التخفي وراء التسميات الأخاذة ..فتارة يسمونها العولمة وأخرى هو لقاح الحضارات وحوارالديانات.. فراحوا يصموننا كما حلا لهم بين منبطحين فأشد انبطاحاًثم قبلين للكسر فمنكسرين و أكثر انكساراً..و رحنا نتلو ما يقولونه عن المقاومة فنسميها (الحدود الدامية) وأما الانصياع التام كحال الميت بيدي مغسله فنسميه (دلعاً) بالاعتدال. فخوفي عليكم ياأخوتي و أَخَواتي الشباب الصغار بالذت و كأني بكم توشكون أن تأكلوا أصابعكم وراء ذلكم العلقمالمدسوس في دسم الغرب. ودام الجميع بعافية.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: جَوِّعْ كَلْبَك يَتْبَعْك (Re: دفع الله ود الأصيل)
|
ثم وصلاُ لما انقطع من حديثنا حول خصوصية فرنسا و كومون ويلث (الفرانكفونية)، ليست لكمجرد لغة و لا حتى تقافة ، وإنما لكونها لاعباً مُهِمَّاً و خطيراً في تحريك كثير مما يدور على البؤر الساخنة في شتى بقاع هذها العالم الخرف. خصوصاً مع ظهور ذاك الشاب المدعو/ ماكرون و هو يدَّعِي الانسلاخ من جلد الذئاب من أسلافه ليقف أمام العلج طرمبة أمريكا فيعباءة الواعطين.
(11) إذاً، فحريٌ بنا القول: :إن الفرق بين اأنقلوفونية وا لفرانكفونية كما هو بين سائر لغات الدنيا، يجب أن يكون عائداً بكل بساطة إلى وجود اختلافٍ جوهري في قواعدَ نحويةٍ و خصوصيةٍ بنيوية للغة (بلاد الغال) نفسها مثلاً ، و التي تعتمد صيغاً للتعريف و معها صيغ التذكير و التأنيث في الضمائر و أسماء الإشارة و الصفات. هذا بطبيعة الحال بخلاف الأنكليزية و التينادراً ما تُقِيم وزنا للتمييز بين نكرة و معرفة و لا كمان بين (ضكر و نتاية). و لعل هذه تكون صلةَ مقاربة ٍ لا تخطئها عين فاحص بين الفرنسية و بين لغة الضاد ولسان حال أمهاتنا بنت عدنان الفصحى . و ربما فيه أيضاً نكتة بلاغية تتضن ترسيخاً لثقافتنا الذكورية بامتياز، و التي تحرص بشدة ٍعلى المباعدة تماما بين البيضة و الحجر في كل شيء. و لعل مما هو ثابتٌ وغير مشاعٍ عن اللغة الفرنسية أنها الأقرب أيضاً من حيث الاشتقاق من اللاتينية.و لها جذورٌ ضاربةٌ أطنابها في العمق و لها باع طويل و قدح معلَّا في المصطلحات لكثيرٍ من علوم الطبيعة و الطب و العلوم الأنسانية كالفلسفة و الآداب و خلافِها. و لا يفوتني هنا التنويه من باب الاستئناس إلى انبهار بعض أساطين الأدب الانجليزي بلغة جيرانهم أمثال الروائي: تشارلز ديكنز في رائعته الشهيرة" A Tale Of Two Cities" (قصة مدينتين) و التي يضمنها توثيقاً مهماً لقصة توءمةٍ ذكيةٍ بين حاضنة الضباب (لندن) و بين ملهمة الرقة و النعومة و مشكاة النور(باريس). و لا ننسى كذلك بول كاليكو (Paul Gallico) في روايتها الممتعة التي امتحنَّا فيها للشهادة من حنتوب، ( Flowers For Mrs. Harris) حيث روت لنا كيف كان انبهار تلك الخادمة اللندنية العصامية العجوز بباريس والتي سافرت غليها من مسقط رأسها فقط ،لأجل أن تجلب فستاناً فاتنا لدى مخدمة لها ، جلب لها من أرقي بيوتات الأزياء و العطور/ كرستيان ديور وقد تفتقت عنه عبقرية أنامل أيقون الموضة هناك / إيف سان لوران من أبرع خطوط و رتوشات الموضة ففتنت و تعلقت بحبه حد الجنون. ثم كانت قمة المعجزة!
مع خالص مودتي لكل متابع، يتبع،،، ***ود الحيشان التلاتة ***
| |
|
|
|
|
|
|
Re: جَوِّعْ كَلْبَك يَتْبَعْك (Re: Amira Hussien)
|
Quote: ود الاصيل كدى تأمل الاصيل و ذكرى أهلك قبيل وقول حليل الزمن الجميل. |
وين يا باشمهندس صديق ،تاني تعود أيام الزمن الجميل و أهلي القبيل و قد تفرقت بنا عصار الترحال عهم أيدي سبأ. في بلادِ كشِعْبِ بوانَ ، إذا فيها سليمانُ لسار بترجمانَ. (14) و أما بالعودة إلى هناك ،فتجسيداً لمبدأ أنه لكل سيف نبوة ، و لكل جواد كبوة"à toute médaille son envers"لا تفوتنا ملاحظة أن لفرنسا وجهان: أحدهما مشرق أفرز للعالم مباديء الحرية و المساواة و الإخاء. و سوف نعملعلى إبراز ذاك الوجه ، ممثلاً في عباقرتها عبر القرون في شتى العلوم و الفلسفة و الثقافة و الآداب والفنون والسياسة أمثال: لويسباستير و ديكارت و المسرحي/ موليير، مرووراً بالشاعر/لا فونتين و الروائي العالمي الشهير/ فيكتور هوغو ،صاحب البوساء (Les Misérables) و انتهاءً بعرابَينبارزَين لشعلة عصر النهضة هما: فولتير و جان جاك روسو ؛ يليهما إميل زولا : لسان حال المدرسة الواقعية و نصير حراك الطبقة العمالية في فنالملاحم الروائية.هذا، دون أن نغفل لفرنسا وجهاً آخر استبداديٍ بشعٌ، ممثلاً في قائد مهووس بالفتوحات كنابليون بونابيرت، حيث بكل ما أوتي من قوة و من رباط الخيل في زمانه لكي يصنع من بلاده قوة ضاربة بين أمبراطوريات أوربا العجوز التي قيل ذات يوم إن الشمس لم تكن لتغيب عنها و ها هي ذي تصارع من أجل البقاء و توشك أن تأفل في عالم بات أُحادي القطبية *********************
| |
|
|
|
|
|
|
Re: جَوِّعْ كَلْبَك يَتْبَعْك (Re: دفع الله ود الأصيل)
|
***((18))*** لمن يتابعنا،ح نختم هذه الجزئية بشوية نكات بالفرنساوي،مع محاولة ترجمتها لمن يهمه الأمر: ولو إنو النكتة طبعن و كيتن يسنتوها لامن تترجم بتبقى متل الشية لامن تبرد، تقعد تمدغ فوقا برا نكهة Donc, écoutez bien , je vous raconte quelques anecdotes en français 1)Un homme avard dit à sa femme :ma chèrie , qu'est ce que tu as préparé pour le dejeuné؟ Elle dit:zeitt wa zaataar . L'homme se mets en colère et dit ourquoi deux plats 1) بخيل سأل الولية: ها مرة الليلة عايسة لينا وفاركة لينا شنو للغدا؟! قالت لو:زيت و زعتر! أها زولك من حيسو صر وجيهو و برطم و قال ليها: لي شنو يعني ملاحين في داعي للبذار دا بالله؟!!! *********************************** 2) Un élève demande à son profésseur : Est-ce qu'on peut être puni pour une chose que l'on n'a pas fait ؟ Le profésseur répond : bien sur que non,ce serait une injustice. L'élève (parésseux) réplique : Alors ça va, je n'ai pas fait mes devoirs 2) تلميذ خيبان و ود لزينة في الوكت سعل الأستاذ: فندي! الزول بعاقبوه في شيتن ما سواه؟ الأستاذ: طبعاً لا يا ابني! دا حتى يبقى ظلم عديل وتعتبرجريمة لا تُغتفر! التلميذ:سمح يا فندي أنا ما حليت الواجب!! أها عاد شن قولكم معاي؟؟؟!!! ********************************* 3) Un petit garçon demande à son père: Papa,qu'est-ce que tu veux pour ton anniversaire؟ Je voudrais bien que tu sois le premier en classe. C'est trop tard!j'ai échoué;mais je t'ai acheté cette belle veste!
3) شافع بقول لوالدو: يابا عايز يجيبو ليك شنو في عيد ميلادك؟ أبوه قال ليه: يا ابني أعظم هدية و حلم تحققو لي إنك بس تجيب البرنجية و تجي أول لينا صفك. الشافع: قاللو: ي بابا تحين ما اتخرت شديد، أرجوك تغيرالحلمة ؛غايتو كدي شوف الجاكيتة الحلوة دي ماتشنج معاك؟!
*كانت تلك محاولات خجولة للترجمة ، قدر المستطاع: مع خـــاص مودتنا لناس معزتنا ***ود الحشان التلاتة***
| |
|
|
|
|
|
|
Re: جَوِّعْ كَلْبَك يَتْبَعْك (Re: دفع الله ود الأصيل)
|
(19) En tout cas nous aurons l'occasion de se voir parler d'une participation culturelle Le français est une grande langue qui a contribué et contribue toujours à l'expansion des idées humaines ************************ على أية حال، هي فرصة مفتوحة ليدلي كل ذي دلوٍ بدلوه بمشاركة ثقافية. فالفرنسية لغة عظيمة أسهمت، و لم تزل تسهم في نشر الأفكار الإنسانية. و يجب أن لا نحصر الحديث عن فرنسا الاستعمارية ،تلك التي همشت فكتور هيجو حتى مات معزولاً في أفقرأحياء باريس و نفت إميل زولا كما اضطهدت أبيرت كامو حتى تبرأت من نسبه إليها و هو من أبرع وأبرع من كتب في الإنسانيات دون. فاللغات كائنات حية و هي تتداخل وتتلاقح و تنمي مجتمع إنساني فاضل و يتجاوز الفروق الإثنينة و الثقافية و الديننية و قبلكل شيء الموانع الجغرافية.ثم أخيراً و ليس بآخر بقى عايزين ننوه لشيء مهم للغاية إنو عبر النت متاح ليمن يرغب تصفح كل الصحف اليومية و المجلات الدوريات المتخصصة الناطقة بالفرنسية..دي فرصة ما كانت متاحة لطلبة زمان أيام كنا نضرب لذلك أكباد الإبل و نسافر سفر لاقتناء مثل هذه المطبوعات و نشحنها عبر البحار. وين لجيل ناس (A spoon feeding) . و دي نعمة بنحسدهم عليها. بس و صيتي لأي زول مهتم إننا نقرأ و نبحث لنتلاقح بعصارة أفكارنا و متل ما قالو الثقافة أصلها تلاقيط. **********************
| |
|
|
|
|
|
|
Re: جَوِّعْ كَلْبَك يَتْبَعْك (Re: دفع الله ود الأصيل)
|
فيما يلي ملخص مقتضب لرواية "الطاعون"، لعموم الفائدة ، لمن يرغب بسماع (القول من خشيم سيدو) Résumé de la Peste Première partie Oran, un jour d'avril 194. , le docteur Rieux découvre le cadavre d'un rat sur son palier. Le concierge, monsieur Michel, pense que ce sont des mauvais plaisants qui s'amusent à déposer ces cadavres de rats dans son immeuble. A midi, Rieux accompagne à la gare son épouse qui, malade, part se soigner dans une ville voisine. Quelques jours plus tard, une agence de presse annonce que plus de sixmille rats ont été ramassés le jour même. L'angoisse s'accroît . Quelques personnes commencent à émettre quelques récriminations contre la municipalité. Puis , soudainement, le nombre de cadavres diminue, le rues retrouvent leur propreté, la ville se croit sauvée. Monsieur Michel, le concierge de l'immeuble de Rieux, tombe malade . Le docteur Rieux essaye de le soigner. Sa maladie s'aggrave rapidement. Rieux ne peut rien faire pour le sauver. Le concierge succombe à un mal violent et mystérieux. Rieux est sollicité par Grand, un employé de la mairie. Il vient d'empêcher un certain Cottard de se suicider. Les morts se multiplient. Rieux consulte ses confrères. Le vieux Castel, l'un d'eux, confirme ses soupçons : il s'agit bien de la peste. Après bien des réticences et des tracasseries administratives, Rieux parvient à ce que les autorités prennent conscience de l'épidémie et se décident à "fermer" la ville. Deuxième partie La ville s'installe peu à peu dans l'isolement. L'enfermement et la peur modifient les comportements collectifs et individuels : " la peste fut notre affaire à tous" , note le narrateur. Les habitants doivent composer avec l'isolement aussi bien à l'extérieur de la ville qu'à l'intérieur. Ils éprouvent des difficultés à communiquer avec leurs parents ou leurs amis qui sont à l'extérieur. Fin juin, Rambert, un journaliste parisien séparé de sa compagne , demande en vain l'appui de Rieux pour regagner Paris. Cottard, qui avait, en avril, pour des raisons inconnues tenté de se suicider , semble éprouver une malsaine satisfaction dans le malheur de ses concitoyens. Les habitants d'Oran tentent de compenser les difficultés de la séquestration , en s'abandonnant à des plaisirs matériels. Grand , employé de la mairie, se concentre sur l'écriture d'un livre dont il réécrit sans cesse la première phrase. Le père Paneloux fait du fléau l'instrument du châtiment divin et appelle ses fidèles à méditer sur cette punition adressée à des hommes privés de tout esprit de charité. Tarrou, fils d'un procureur et étranger à la ville, tient dans ses carnets sa propre chronique de l'épidémie . Lui ne croit qu'en l'homme . Il fait preuve d'un courage ordinaire et se met à disposition de Rieux pour organiser le service sanitaire. Rambert les rejoint. Troisième partie C'est l'été, la tension monte et l'épidémie redouble. Il y a tellement de victimes qu'il faut à la hâte les jeter dans la fosse commune , comme des animaux. La ville est obligée de réprimer des soulèvements et les pillages. Les habitants semblent résignés . Ils donnent l'impression d'avoir perdu leurs souvenirs et leur espoir . Ils n'ont plus d'illusion et se contentent d'attendre... Quatrième partie Cette partie se déroule de septembre à décembre. Rambert a eu l'opportunité de quitter la ville , mais il renonce à partir. Il est décidé à lutter jusqu'au bout aux côtés de Rieux et de Tarrou. L'agonie d'un jeune enfant, le fils du juge Othon et les souffrances qu'éprouvent ce jeune innocent ébranlent Rieux et troublent les certitudes de l'abbé Paneloux. L'abbé se retranche dans la solitude de sa foi, et meurt sans avoir sollicité de médecin, en serrant fiévreusement contre lui un crucifix. Tarrou et Rieux , connaissent un moment de communion amicale en prenant un bain d'automne dans la mer . A Noël, Grand tombe malade et on le croit perdu. Mais , il guérit sous l'effet d'un nouveau sérum. Des rats, réapparaissent à nouveau, vivants. Cinquième derniére partie C'est le mois de janvier et le fléau régresse. Il fait pourtant de dernières victimes : Othon, puis Tarrou qui meurt, serein au domicile de Rieux . Il confie ses carnets au docteur. Depuis que l'on a annoncé la régression du mal, l'attitude de Cottard a changé. Il est arrêté par la police après une crise de démence Un télégramme arrive chez Rieux : sa femme est morte. A l'aube d'une belle matinée de février, les portes de la ville s'ouvrent enfin . Les habitants, libérés savourent mais ils n'oublient pas cette épreuve "qui les a confrontés à l'absurdité de leur existence et à la précarité de la condition humaine." On apprend l'identité du narrateur : C'est Rieux qui a voulu relater ces événements avec la plus grande objectivité possible. Il sait que le virus de la peste peut revenir un jour et appelle à la vigilance
(عدل بواسطة دفع الله ود الأصيل on 10-03-2018, 01:09 PM)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: جَوِّعْ كَلْبَك يَتْبَعْك (Re: دفع الله ود الأصيل)
|
((((21))))
و سوف لن نبرح ألبيرت كامو، بل ، لنظل عليه عاكفين، تلفنا متاهة السرد دقيقاً عن آفات و طواعين قاتلة اتخذت من وهران مسرحاً لتفشيها. و ها نحن بصدد أن نهيم عبر حنايا خصب خياله لنغوص عميقاً في خبايا (عبثية) من سفر الأحاجي تطرق لها بحبك رصين و برمزية صاخبة هي "أسطورة سيزيف"(Le Mythe de Sisyphe). حيث قالفيها ما لم يفلح سواه في قتله نبشاً. و أبدعُ ما يبهرك في الأسطورة عبقرية ذاك الصدامي الخرافي/سيزيف، و ضيقة ذرعاً بأبشع و أسخف حكم جزافيأصدرته بحقه آلهة قيل إنه تمرد و شق عليها عصا الطاعة و سرق أسرارها، و سفه أحلامها. فقرروا النيل منه بجعله يعمد إلى صخرة بركانية ليعكف على حملها بلا انقطاع بين قمة وسفح جبل فيسواء الجحيم، بحيث تظل تعود لتهوي كلما تكبد عناء الصعود بها عائداً ريثما تستقر فيلتقط أنفاسه، و هكذا دواليك. و لإن صدَّقنا هوميروس ، فإن جوبيتر اختطف أيجين ابنة إله المطرأيسوبوس، الذي تأثر بذلك فاستعان عليه بسيزيف، الذي كان على علم ، لقاء أن يسوق السحاب لتغشى قلعة كورنتوس . ما أثار حفيظة إله أو لعله خازن النار ليعاقبه. يقال أيضًا إن سيزيف كان يعيش تحدياً بصراع خفي من أجل البقاء، ريثما يسوي بضع حساباتٍ له أرضية؛ و هو كاره أ صلن لانبعاث الآلهة ، فلم يعبأ بنذر الشر و زفرات غضبهم ، و عاش حيناً من الدهر ، يلامس دفء تضاريس الأرض ، و تغريه بيادر الأملو يسليه نفح الأنسام تعانق و جنات الزهر. فسارعت الإلهة لإصدارفرمانٍ مجحفٍ للغايةبحقه.فأرسلوا عطارد(إله البلاغة) ليأخذ بتلابيب ذلك الكائن الجسور فانتزعه من قلب مسراته، و أعاده عنوة واقتداراً العذاب في سواء أصل الجحيم .حيث كانت الصخرة بانتظاره.نحن نفهم بأن سيزيف هو بطل اللاجدوى ، رغم صموده.فاحتقاره للآلهة ، و مقته للفناء،و شغفه بالحياة الدنيا علىعواهنها و الذي جر عليه ويلات البلاء حتى كرس كيانه في سبيل لا شيء. فكان ثمناً باهظاً وجب عليه سداده لهذه الأرض. ********************
| |
|
|
|
|
|
|
Re: جَوِّعْ كَلْبَك يَتْبَعْك (Re: دفع الله ود الأصيل)
|
(22) لقد خلقت الأساطير لكي تتغذى من خصب الخيال. و ماأشبه ليالينا ببارحات سيزيف، لكون كل ما نتوهمه لا يعدو كونه هيكل ترابي متهالك و عناء بدن منهوك بحمل همومٍ فوق طاقته لنتسلق بها في كل مرة مرتقىً صعباً و عقبة عؤود ، ريثما نتدحرج بها منحدرًا سحيقاً و بنهاية مطاف طويل يبدو بلا نهاية ، يليه فضاء فسيح بلا أفق و زمان بلا أمد، يكون بلوغ الغايات أو لا يكون. ****************** ما يستوقفني هنا تحديدًا هو صرامة موقفٍ ثابتٍ و وجهٍ يضاهي جلاميد الصخر في صلابته. فلك أن تتصور من يعاود الهبوط اضطرارياً بخطى مثقلة و جراح مثخنة نحو عذاب بلا جدوى . فلرب لحظة وعي تشبه متنفَس رمق أخير، و تعيدك طوعاً أو كرهاً إلى صلب المعاناة، هي لحظة إدراك نادرة ، نعيشها حيناً تغادر فيه أرواحنا حطام أجسادنا و تتجه بنا متسامية نحو رفيق أعلى من مصيرس حتميِ و واقعٍ معاش و هو أقسى من صخور همومنا. و هكذا، إن كانت هذه الأسطورة مأسوية، فلكون بطلها مدرك لما هو فيه، و إلا فما مغزى آلامه، لو لم يكن بصيص أمل بالنجاح يلازمه في كل خطوة؟ ينجز العامل منا في كل يومٍ، نفس المهام، وهو ديدن ومصير لا يصير عبثياً و مأسويًا إلا حين ندركه. و هكذا، كان سيزيف، خطيب البروليتاريا المفوه، ذاك الذي رغم عجزه أمام الآلهة متمرد و متحسس تماماً البعد الكامل لوضعه المتعوس. مما يؤرق مضجعه و يبدد في ذات الوقت نشوة انتصاره. لأنه ليس هناك من مصير يمكن للاحتقار أن يتجاوزه. *********************
| |
|
|
|
|
|
|
Re: جَوِّعْ كَلْبَك يَتْبَعْك (Re: دفع الله ود الأصيل)
|
(23) فإذا أمكن للهبوط أن يقع أحيانًا بقسوة ، فإنه من الجائز جداًأن يحدث أيضًا بكل غبطة و سرور ، و لو من بابالتصالح مع ألمٍ لا مفر منه. ليست هذه نافلة من القول. فلنتخيل سيزيف ثانية و هو عائد في كل مرة لرفع صخرته ، و أن أشد شعور الألم يكون فقط عند الصدمة الأولى.لأنه حين تكون صور الأرض متشبثة بشدة في الذاكرة ، و يكون نداء السعادة مُلِحَّاً، فإنه من الممكن للغبطة أن تنبثق من رحم الضجر؛ فتتمخض معاناة عن أروع عبقريات التجلي مع قرين الإبداع.لك لكون الأنسان مخلوق متأقلم بطبعه و الأسى الذي لا حدود له أثقل من أن نصارعه سرمداً . لكن الحقائق المرة قابلة للبلع حين نقف عليها فنتذوقها.و هو نفسه شأن (أوديب) ذاك الذي لم تكن أموره لتتعقد حلقاتها ، لو لم يفطن لحبة فيصنع من ها قبة ، عندئذ بدأ الأدراكيشكل لديه مصرداً للأرق.ما يفسر كونالجهل نعمة و خير الف مرة منإصراراً على انتصار بلا جدوى، كي تتناسخ البطولة الحديثة مع الحكمة القديمة . وتتوارد خواطر المشهد ذاته بحذافيره مع أبي الطيب المتنبي حين يندب حظه و يقول: أفاضل الناس أغراض لذا الزمن يخلو من الهم أخلاهم من الفطن و حولي بكل مكان منهم خلق تخطئ إذا جئت في استفهامهم بمن!!!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: جَوِّعْ كَلْبَك يَتْبَعْك (Re: دفع الله ود الأصيل)
|
(24) وكذلك الأمر بالنسبة لكل إنسان، حين يتأمل في عذاباته و تنبثق من الأرض ملايين الأصوات الخافتة المتسائلة، بنداءات خفية و غير واعية، و ضراعات من أكف راعشة، فهي قد تمثل النقيض الضروري، و الذي ربما يكون بنهاية المطاف: الانكسار ثمناً للانتصار. و في لحظة استسلام حَذِقة، كتلك التي يعود أحدنا فيها إلى حضن رشده و صوابه، فيبتلع ريقه يابساً كجلمود صخرٍ، فيتأمل عودته طوعاً أو كرها لحمل صخرته. لا شك أنها سلسلة غير مترابطة من شتات أفعالٍ جسيمة ربما متناقضة و هفوات بسيطة ربما متباعدة ، لكنها ساهمت جميعها و بلا شك في تكوين كينونته و في صنع مصيره الذي جلبه لنفسه، و المترابط في منطقه، و الذي سوف لن يُخْتَتَم بمجرد أطباق جفنيه على آخر مشهد من حياته و التفاف ساقيه راحلاً إلى مثواه الأخير.تماماً كشأن الأعمى الذي يعرف أن ليله لن ينجلي ، لكنه يظل دوماً علي أية حالٍ يتلمس الدروب بعصاه و يحث المسير. فصخرة سيزيف كما هو حال كل واحدٍ منا، تظل تتدحرج في أتون العاصفة:فلا هو معلقٌ على ألسنة اللهب، ولا هو قابع في دركها الأسفل. لكنه يدهشنا بعقيدة صماءَ صامدةٍ بأن هذا العالم لا يبدو له عقيمًاو لا تافهًا؛ لأن كل ذرَّة من ملح هذا الحجر، و كل خردلة من معدن ذاك الجبل لم تُخلقْ عبثاً، و حاش لله الذي لكل تحريكة و تسكينه في الورى له شأن ؛ و إنما تؤلف عالمًا قائماً بذاته . و يبقى النضال بحد ذاته، من أجل مجرد البقاء؛ ناهيك عن بلوغ غايات القمم ، إنما يكفي لكي يجعل قلب الإنسان نابضاً و مفعماً بالحياة. ********************** كن كصندلة ٍ ، تعطر فأس قاطعها كن وردةً ، عطرها حتى لسارقها لا دمنةً ، خبثها حتى لساقيها
| |
|
|
|
|
|
|
Re: زولا: سردية الفكر النضالي و واقعية الأب ال (Re: دفع الله ود الأصيل)
|
(((27))) <جيرمينال» هي رواية النضال من أجل مستقبل الطبقة العاملة ، المسحوقة lما بين مطرقة إقطاعيات المناجم المحتكرة و سندال السلطة الغاشمة. قوتان تتواطآن معاً حيناً، و تتنافسان أحياناً في الاحتكار و في قمع العمال، إمعاناً في إذلالهم و خفض أجورهم أكثر و أكثر. لكن الرواية تصر على أن ثمة بصيص شعاعٍ في نهاية نفق القمع و الهزائم التي سوف يتوّج ذات يوم بالنصرعلى الظلم.رغم وجود علل و انقسامات و تخييم جهل و تردد و تطرف بارز حتى داخل صفوف العمال أنفسهم.كأن إميل زولا، شاء لروايته الكبيرة هذه، أن تكون سجالاً بين عديد من المذاهب السياسية، لا سيما طروحات ماركسية أممية و نقابية عمالية، و نزعات فوضوية (لا شيئية) تلاطمت جميعها عبر أحداث الرواية. ليس فقط من خلال بطلها الأول / العامل الشاب إتيان لانتييه، لأ ن البطولة هنا جماعية، معقودة للقوتينالمتجابهتين(خدام و مخدمين). فإتيان هو في الأصل عاطل عن العمل يعيش في باريس و يمضي وقتهبحثاً عن شغل. و بعد يأس يرحل شمالاً إلى تلك المناجم المسماة بأرض الوجوه السود(من الفحم).
# هناك سرعان ما يجد إتيان نفسه في خضم المعمعة، برفقة زعيم نقابي عمالي توسان ماهو. هنا و إن كان الوضعأفضل من البطالة في باريس ، إلا إنه عمل بائس بالكاد يسد الرمق... في ظل ظروف يستحيل الصبرعليها إلى الأبد. كانتتندلع هنا و هناك تزمرات و إضرابات عامة لكنها ليست ذات اتجاه و مطالب منظمة أو تحت قيادة موحدة. فإذا كان إتيان لانتييه ، يتزعم جانباً من الإضراب ببعض بشعاراتماركسية و يحلم بضم الغوغاء إلى الأممية العمالية التي كانت نشأت لتوها في لندن ، فإن سوفارين الروسي الأصل و الباحث عن ثأر شخصي لزوجته المقتولة بيد العسكر، يريد توجيه الحراك بنزعة فوضوية تؤمن باتحاذ العنف الثوري كأي وسيلةً لنيل المطالب،أو ربما الاستيلاء على السلطة. و في مقابل هاتين النزعتين، هناك أيضاً العمالالمتعاونون مع السلطة، طابور خامس من (بلاطجة) مندسين. منهمشافال، الذي كان أوقع في حبائل غرامه الحسناء كاترين ماهو،شقيقة توسان، و التي كان إتيان قد شعر، منذ وصوله هناكو ارتباطه بتوسان، برعشة انجذاب عاطفيٍ نحوها. ************************
| |
|
|
|
|
|
|
Re: زولا: سردية الفكر النضالي و واقعية الأب ال (Re: دفع الله ود الأصيل)
|
(28) جيرمينال مشتقة من (Germ) و هي الجرثومة ، في إشارةٍ رمزيةٍ عاليةٍ إلى بزوغ جنين التغيير في رحم معاناة المسحوقين في الأرض و تفشي عدوى حراكه في حشود الجياع الثائرين حيث يبدو و كأنما بدأ الحابل يختلط بالنابل و يتصاهر الخاص و العام في بوتـقة واحـدة ، و يمهد الكاتب المسرح لأحداثٍ خطيرةٍ ؛ و نُذُرُِشَرٍّ ماحقةٌ لاحقةٌ تلوح فيالأفق و الملبد أصلاً بغيومٍ التَّفُّزِ لإضراب عمالي و شيك سيقوده إتيان لانتييه، مجابهاً للشرطة ؛ و هناك طابورٌ خامساٌ من المتخاذلين. و سرعان ما يستفحل الأمر و ينداح نتيجة تكتيكٍ ماكرٍ تلجأ إليه السلطةمتحالفة مع الإقطاعيين إلى لعبة شدالحبل قضم الأصابع . فعمال يضربون وأصحابها يضنون بأجورهم. إنها لعبة توازن القوى التي تخدم بالنهاية مآرب السلطة.هكذا، تمضي الأيام سراعاً، و الأوضاع تسوء دراماتيكياً و يدب في مللً و تخاذلٌ نفوس المترددين. لم يعد إتيان سوى أسير لفاتنته كاترينالتي ينازعه فيها غريمه المندس شافال.
# هناك في حُفَر المناجم حيث الموت و البؤس، يثير سوفارين الروسي فوضى عارمةً خلاقة ً بتكتيك ثوروي. تغرق الدهاليز بالمياه ، بفعل عمل تخريبي. و هكذا يقضي هذا التكتيك على مزيدٍ من العمال إثر وقوع مجابهاتٍ داميةٍ مع السلطة قضت على حشودٍ غفيرة منهم بين صريع و جريح. بالنسبة إلى إتيان فقد أضحى جراء ذلك كله عالقاً في غيابت ظلامٍ دامسٍ و جوٍ مدلهم ، محاطاً بموجة زعرٍلا يبدده سوى روائح العفن تفوح من جثث القتلى و قروح الجرحى،غير أنه يجد عزاءه الوحيد في أن يتمكن أخيراً من قتل الخائن/ شافال أمام كاترين التي تتحسس لحظتها فقط أنها عشقإتيان يهز ضلوعها. و لكن هيهات لكون آخر مانطقت هو حبها لأتيان والذي بدا و قد سقطفي يده إذ يبارح الدهاليز مجرجراً ذيول الندم، و يعلن تخليه عن كل شيء عائداً أدراجه إلى حيث أتى فينهاية لرواية ملحمية و إن بدت سوداوية بالنسبة إلى مصير العمال، إلا أنها متفائلةٌ بالنسبة إلى التربة الخصبة روتها للتو دماء أرتالٍ من الشهداء
# نشرت (جيرمينال) للمرة الأولى في عام1885، في زمانٍ كانت فيه السجالات محتدمة داخل أوساط الاشتراكيين أنفسهم حول التكتيكات التي يجدر بالثورة العمالية اتباعها. تلك واحدة من أكثر أعمال الكاتب إثارة و تحريكاً للمياه الراكضة إلى جانب سلسلة ٍ من أعمال أخرى لواحدٍ من ألمع رواد أدب الواقعية الاجتماعيةفي فرنسا لحقبة ما بعد عصر النهضة من بينها «تيريز راكان» و «نانا» و «الوحش البشري» و «المال» و «المسلخ»... الخ ****************
| |
|
|
|
|
|
|
Re: زولا: سردية الفكر النضالي و واقعية الأب ال (Re: دفع الله ود الأصيل)
|
(30) ينسب ل Emile Zola قوله:" إذا سألتني ماذا جئت تفعل في هذا العالم ، و كوني فنان، سأجيبك: أنا هنا لأعيش بصوت يعلو فوق جباه الجبابرة الطغاة و حيث تخرس أبواق بطانة سوئهم من الجهلاء و من قناعاته كذلك، أن الحضارة لن تبلغ شأوَ الكمال حتى تنهار آخر صومعة من آخر كنيسةٍ على هامة آخر قسٍّ و أنا أضيف إن شاء الله ركام آخر كنيسٍ على حطام آخر صهيوني غاصب؛ لكنني أؤكد، باقتناعٍ كاملٍ، أن الحقيقة آتية بيضاءَ ناصعةً ليلها كنهارها، لا يزيغ عنها إلا مكابرٌ منهالكٌ و لا محالة. و إن المسيرة لن تتوقف". و مما قال أيضاً: "إن مشاكساتي التي أقوم بها هنا و هناك ليست إلا تدبيراً جذرياً للإسراع بتفجير كبد الحقيقة و الوصول إلى عدالةٍ لا تعرف الظلم؛و لكن لدي شغفٌ و احدٌ هو تبصير أولئك الذين تم حجبهم في الظلام، و باسم الإنسانية و معاونة هؤلاء الذين عانوا الكثير و لهم حقٌ معلومٌ للتمتع و لو بنذرٍ يسيرٍ و قسطٍ حقيرٍ من الراحة النفسية ، حتى لا أقول السعادة ، و هي ترفٌ يشتهى و و غايةٌ دنيويةٌ سوف لن تُدْرك بتاتاً. رسالتي رسالة احتجاج نارية وما هي الا مجرد صرخة روحية.دعوهم يتجرؤن ويجلبونني أمام محكمة قانونية، وليتم التحقيق معي في وضح النهار! ، "فإننى أتَّهِم! "(J'ccuse) ************** عمد زولا في معظم أعماله إلى و صف الواقع فاصطف في جزء كبير منها لحياة الطبقة العاملة فقدم روايات(السكر/ Ivresse) في 1877، تلتها "جيرمنيال" 1885، أبناء روجون ماكار و قد شرها في سلسلة مكونة من 20 رواية كتبها على مدار 25 عاماً . وهي تعد من اشهر عيون الأدب الواقعي عبر التاريخ في العالم ، منها عائلة روجون و نصيبها من الحياة، الحانة، نانا، حياة عائلية، الآية الفنية،من الجذور، رواية الأرض، الوحش البشري و خلافها ******************
| |
|
|
|
|
|
|
Re: زولا: سردية الفكر النضالي و واقعية الأب ال (Re: دفع الله ود الأصيل)
|
(31) قضية دريفوس و مقالة (الاتهام (J'accuse). كان لزولا دور كبير في نبش قضية دريفوسالشهيرة و التي خاطر فيها بحياته المهنية و الذاتية ،حيث أدتدفوعاته فيها إلى استدعائه للمحاكمة، و مواجهة هجوم عنيف من عامة الشعب بسبب انتقاصه المزعوم ظلماً و افتراءًمن شأنجوقة شرف بلاده ممثلة لجيشها بطعنه في مقتل ، مما اضطره للرحيل غير مرغوبٍ في مواطنته و منفياً إلى انجلترا إثر تعرضه للقذف بخيانة عظميو لم يعد من منفاه هناك، إلا ليلقى حتفه منخنقاً بغاز أول أكسيد الكربون، و ذلك في ظروف غامضة لم يشكف عنها النقاب إلا باعتراف من أحد سكان باريس وهوعلى فراش موته بعد عشرات السنين من هذا الحدث المؤلم قال فيه إنه هو من أغلق فوهة المدخنة لأحقاد سياسية). و قد وري إميل زولا الثرى في البداية في مدافنمونتمارتر في باريس، و لكن في 4يونيو 1908 ، أي بعد ما يقرب منالستسنوات بعد وفاته نُقلت رفاته إلى البانثيون (مقبرة العظماء) بباريس ،حيث يرقد في سردابٍ، مجاوراً لأبي البؤساء فيكتور هوغو. *****************.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: زولا: سردية الفكر النضالي و واقعية الأب ال (Re: دفع الله ود الأصيل)
|
(32) (كان الفريد دريفوس قبطاناً بحرياً فرنسياً من أصلِ يهودي و ملاحقاً قضائياً لتلبسه بتهمة خطاب وقع بيد السلطات يفيد أن ضابطاً فرنسياً يخون وطنه، نسب إلى دريفوس بقرينة أن الخط كان شديد الشبه بخط يده، حيث تمت إدانته و حكم عليه بالنفي إلى جزيرة الشيطان عام 1895. و رغم أن أحد المسئولين في وزارة الحربية عثرعلى ما يفيد بثبوت براءة دريفوس من تلك الفرية الملفقة و أنما كاتب الرسالة كان ضابطاً أخر برتبة ميجور.غير أن السلطات أخذتها العزة بالأثم ، إذ لم تشأ الاعتراف بخطئها و إعادة المحاكمة، و قد باء عديد من المبادرات للإفراج عن المجند دريفوس بفشل ذريع. تمثلت أحدى أبرز تلك المساعي في كتاب مفتوح أرسله إميل زولا إلى رئيس الجمهورية بعنوان" J'accuse" أي (إني أتهم) و تم نشره على الصفحة الأولى من إحدى الصحف الباريسية آنذاك تدعى"L'Aurore" أي (الفجر)، و فيه اتهم زولا أعالي الرتب بالجيش الفرنسي بعرقلة سير العدالة و إساءة تطبيقها وتم إطلاق صراح دريفوسعام 1899 و رُدَّ إليه شرفه على إثر ذلك في العام 1906، لينخرط مجدداً في الجيش الفرنسي. و لكن لم ينته كل شيء ، بل كانت تلك ذريعة ليدخل على الخط ما يسمى عبثاً ب قضية كل الأزمنة ألو وهي (معاداة السامية). و هذه بحد ذاتها تهمة خطيرة وجهت لفرنسا برمتها وضعتها على خط نار حامية مع كاتب مقال(J'accuse"/ إني أتهم) المدعو/ إميل إدوارد تشارلز أنطوان زولا ، بصفتة محرضاً و مثيراً لقضية مجند مغمور؛ و لولا حشرأنفه فيها كان يمكن أن تتسقط بالتقادم ، و تحت غطاءشائع هنا (غلتان المرحوم)، مثلما يحدث لمراحم هنا و هناك و هم كثر!! *********************
| |
|
|
|
|
|
|
Re: زولا: سردية الفكر النضالي و واقعية الأب ال (Re: دفع الله ود الأصيل)
|
(33) كزعيم للحركة الناشطة لمناصرة الكابتن دريفوس عبر صحيفة L'Aurore، تعمد زولا نشر القصة المثيرة للجدل في خطابٍ مفتوح أتهم فيه رتباً علياً في جيوش فرنسا بعرقلة سير العدالة ومعاداة السامية عن طريق أدانة يهودى بالخطأ و هو قبطان مدفعية فرنسي حكم عليه بالسجن مدى الحياة في جزيرة الشيطان في غينيا الفرنسية. أعلن زولا أن الحكم على دريفوس و نقله لسجن بجزيرة بعيدة تم على خلفية رميه بتهمة باطلة بالتجسس فكان ذلك إجهاضا للعدالة. في تلك القضية المعروفة باسم قضية دريفوس ، ثار جدل واسعٌ و انقسمت فرنسا انقساماً كبيراً بين حزب رجعية الجيش و الكنيسة من جهة و الحزب الأكثر تحررا و مادية في المجتمع علماني من جهة أخرى . و تم تقديم زولا بدوره للمحاكمة الجنائية بتهمة التشهيرفى 7 فبراير 1898، وأدين في 23 فبراير، وحكم عليه و سحببوا منه وسام جوقة الشرف(legion d’honeur) منه و لكن بدلا من الذهاب إلى السجن فر زولا إلى إنجلترا.لم يكن هناك وقت لديه لحزم حقائبه.رغم أنه في عام 1906، تمت تبرئة ساحة دريفوس تماماً من قبل المحكمة العليا ظل زولا يعلن أن:"الحقيقة في المسيرة، وليس هناك ما يمكن أن يوقفها. " وأصبح لسلسلة مقالاته المنشروةتباعاص على صلة بتلك القضية أثر كبير في تشكيل الرأي العام والتأثير علي وسائل الإعلام والدولة. سلطة المثقفين استمرت فترة طويلة حتى الثمانينات و إن كانت وصلت الذروة في الستينات في عهد جان بول سارتر وألبير كامي الملحدين. ******************
| |
|
|
|
|
|
|
Re: زولا: سردية الفكر النضالي و واقعية الأب ال (Re: دفع الله ود الأصيل)
|
(35) في معرض تدخل زولا السافر و الصاخب مستميتاً في قضية المدعو/درايفوس كان الجو العام مشحوناً بمشاعر متضاربة حول نزعة ما يعرف بمعاداة السامية في فرنسا وأوروبا، كاشفة عما هو خبيء في أعماق الجماهير هناك، و كانت تلك واحدة من الخلفيات التي استند إليها الصحافي النمسوي ثيودور هرتزل لانتهازها فرصة لاستدرار العواطف من أجل بعث فكرة البحث عن وطن مفقود لشتات لليهود، ما أدتى لاحقاً إلى ولادة دولة تلمودية اسرائيلية، على تراب شعب بريء مسالم أعزل في فلسطين. كل هذا تداعت به الأحداث لاحقاً، أما حين كتب زولا نصّه الشهير، فإن المسألة كانت فرنسية داخلية حرّكت قلم صاحب « جرمينال» و عواطفه بتلقائية ، و ليس فقط انطلاقاً من محاكمة درايفوس بهتاناً و زوراً. بل بالتحديد انطلاقاً من تبرئة قضاء «المجلس الحربي» للخائن الفعلي و الذي تولى كبره/الضابط الكاثوليكي استرهازي برغم القرائن الثابتة كلها تؤكد تورطه هو في التجسس لحساب الألمان، وليس دريفوس الذيكان قد أدين. فكانت هبة المثقفين ممن رأوا أن الكيل بمكيالين قد طفح و بلغ الزبى بسند من زولا و مقاله ذاك الذي كلفه باهظاً. *****************************
| |
|
|
|
|
|
|
Re: زولا: سردية الفكر النضالي و واقعية الأب ال (Re: دفع الله ود الأصيل)
|
(36) و في مقالته «إني اتهم» التي نشرت في شكل رسالة مفتوحة موجهة إلى الجميع ولا سيما رئيس الجمهوريــــة آنذاك، فليكس فور، ضمّنزولا مقاطع عدة ، يبدأ كل منها بإشارة «من سبابة اتهامه تحمل ألذع نبرات الاستهجان للسياسيين اليمينيين و على العسكريين ، و ضد القضاء المرتشي، و نحو فئات من الجمهور، و على مثقفين يمينيين وقفوا موقف عداء عنصري غير مبرر ضددرايفوس، و على قطاع من الكنيسة. وكان في هذا ما يكفي لوضع زولا نفسه في فوهة مدفع المساءلة والمثول ثلاث مرات أمام محاكمَ أقرب للتفتييش حتى مات مقهوراً، لحرمانه من دخول الأكاديمية الفرنسية، و راح مقص الرقابة يلاحق منشوراته ، و حتى في لندن حوكم ناشره، ونكره بعض مقربيه ممن خالفوه الرأي حول درايفوس. لكن زولا ظل حتى أيامه الأخيرة، فخوراً بما فعل. و هو طوال المحاكمة التي اعقبت ذلك، ظل هادئاً، لكنه، في مرة واحدة، و إذ أثارته مواقف الجنرال«دي بليو» المشحونة بالعنجهية و المغالطة، وقف ليصيح تلك الصيحة التي و ضعت المثقف لحظتها في مكانه الصحيح إذ قال: «إن هناك طرقاً عدة لخدمة فرنسا ، منها السيف و الرمح كما هو القرطاس و القلم. وما لا شك فيه أن الجنرال/ دي بليو حقق أ مجاداً و انتصارات عديدة، لكني أنا ايضاً حققت انتصاراتي. إذ بفضل اعمالي وصلت اللغة الفرنسية ما بين المشرقين. أجل انا أيضاً حققت وقفاتي. فندع الحكم للأجيال بشان الجنرال دي بليو، و اسم اميل زولا، وهي سوف يختار». و لكأن إميل زولا/ برواياته الواقعية وبمواقفه الجريئة ، شاء أن يرد ضمنياً على شاعرنا أبي تمام حين قال:«السيف أصدق إنباءً من الكتب/ في حده الحد بين الجد واللعب». و إلى قادم مع سردية تحليلة نقدية لرائعة Zola المسمساة L'Assommoir أو "لاسوموار " بمشيئة الله. ******************
| |
|
|
|
|
|
|
لغة الضفادع و نخنخة البعاعيت!! (Re: دفع الله ود الأصيل)
|
(37 ) لغة الضفادع و نخنخة البعاعيت!!
@ عوداً على بدأنا به من حيث خصوصية الفرنسية أو الفرانكونبة إن شِءْتَ من بابها الأوسع، لغًةً و ثفاقافةً ، سبق وقلنا إنها اشتُهِرَتْ عند الكثيرين منالعامة بأنها لغة النواعمولسان حال الفنون والزهوروالعطور و ساعى الغرام والجمال في شتى صوره؛ مثلما اشْتُهِرَتْ باريس بأهنا مدينو النور. بينما يتندرعليها ظرفاء آخرون بأنها لغة الضفادع و نخنخة البعاعيت؛ذلك ربما عائد بطبيع الحال ، إلى لكنة لا تخلو من الغرابة في النطق لبعض أحرفها التي تخرج من الأنف زي النخنخة ، و هو أمر للمفارقة، ليس بمستغربٍ لدى المهتمين بعلم التجويد في لغة (القغنة) . و لكن الثابت ولاغرو فيه أنه الغة قوم كأي قومصنعوا لها مجداً و رفعوا لها بيارقَ علىمتون أساطيل بوارج مخرت عباب البحار وجابت مناكب الأرض ،تغزو وتنهب و تدمر و تعمرمن أجل أن تأتي أهلها بكنوزمدفونة في تراب أقوام وهم لا يبصرون .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: لغة الضفادع و نخنخة البعاعيت!! (Re: دفع الله ود الأصيل)
|
(38) قيل إن المفردة الفرنيسةلا تحمل سوى معنىواحداً فقط. لعمري لهذا رجم بالغيب و خطأ فادح شائع لا تقبله دايناميكا منطق الأشياء في حقأية لغة في الدنيا.وللغرابة أنه صادفني من يبني على تلك العقيدةالمفتراة معطياتتاريخية جسيمة ذات ارتباطات مصيرية ببقاء الأمم والشعوب؛ مثلاً, كزعمبعضهم بأننصاً لاتفاقية مرعية من قبل عصبة الأمم المتحدة سبق وصيغت آنذاكبالفرنسية لتلزمدولة الكيان الصهيوني ب"الانسحاب من الأراضي العربية المحتلة منذالعام 1948 "le retrait des territoires Arabes occupées ؛ بينماالصيغية المكتوبة باللغة الأنكليزية لذات النص تحدثت عن "انسحاب من أراض عربيةمحتلة منذ ذاك العام" “pullout from occupied Arab lands”؛ هكذا علي سبيل النكرة والإبهام.. مما يوحي بوجود ضبابية و فتح ثغرة للتلاعب بالألفاظلغايات في نفس يعقوب يريدون قاضاءها و ها هو ذا يتحقق له مرادهم . صحيح أنها ربما كانت حيلة لإسرائيل التي تجيدالقفز فوق كلالحبال؛ و لعلها حيلة زلقوها أيضاً لأهل الحق المستلب ومشجباً لتعليق الفشل,ثم ليقولواظلمتنا اللغة.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: لغة الضفادع و نخنخة البعاعيت!! (Re: دفع الله ود الأصيل)
|
(39) و لكن الصحيح أن الفرق عائد لاختلاف في قواعد نحوية و بنيوية بيناللغة الفرنسيةالتي تعتمد صيغ التعريفربما التذكير والتأنيث في الضمائر وأسماء الإشارة والصفات.. بخلاف الأنكليزية التي لاتميز. ولعل هذه صلة مقاربة لا تخطئها عين متابع بينالفرنسية وبين لغتنا لغة الضاد,وثقافتنا الأصيلة التي تباعد بين البيضة والحجر فيكل شيء. و لعل مما هو ثابت وغير مشاع عن اللغةالفرنسية أنهاالأقرب أيضاً من حيثالاشتقاق من اللاتينية.. ولها باع طويل و قدح معلَّى في المصطلحاتلكثير من علوم الطبيعةوالعلوم الأنسانية كالفلسفة والطب و خلافها.ليس خافياًعلى أحد أن فرنسا واحدة منأمبراطوريات أوربا العجوز و رائدة من رائدات النهضة التييبني العالم مجده اليوم على أنقاضها.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: لغة الضفادع و نخنخة البعاعيت!! (Re: دفع الله ود الأصيل)
|
(40) وللثورة الفرنسية صاحبة الفضل في ظهور عصر النهضة ، لها منظرون وعرابون لا يشق لهمغبارفي مضاميرهم أمثال فولتير و جان جاك روسو؛ و لها أدباء أمثال فكتور هيغو وإيميلزولا مؤسس المذهب الطبيعي، ممن رفعواعقائرهم و تغنوا شعراً و أبدعواأدباً رصيناً فيحق أمتهم خرجوا به فاتحين كما الأساطيل يبشرون بشعارات كالحرية,المساواة والإخاء. حرصت فرنسا منذ قديم على تأسيس رابطة الناطقين بالفرانكفونية كبوتقة جامعة لأبناء مستعمارتها في بقاع الدنيا الناطقين بلسانها على غرار رابطة الكومنويلث المتبناة من قبل بريطانيا العظمى إلى يومنا هذا..و كلها حبائل ابتكرها المستعمرون كل مستعمرٍ على طريقته الخاصة في سبيل إبقاء المستعمرات القديمة جاثية غير بعيد من نير سياسات مثل" جوع كلبك يتبعك"أو سمن كلبك يأكلك ،أو " فرقتسد" و لعل من أبرز من تقلدوانوط جدارة الانتماء إلى الفرانكفونية ونالوا شرف العضوية في الأكاديمية الفرنسية هو رئيس السنيغال الراحل/ ليوبولد سيدارسينغور و معه الجامايكيان أيمي زيزار و ألان داماس.
| |
|
|
|
|
|
|
|