|
Re: لماذا تتمرد الأطراف في السودان؟ د. الشفيع (Re: حسن ادم محمد العالم)
|
نعم مقال جيد من حيث تركيزه على حقوق الهوامش المهضومة .. صحيح تبني الحكم الوطني مشروع المستعمر الاقتصادي.. الذي وضع على أساس أن يصب كل عائد الانتاج في خزانة الدولة .. ليتم صرفه على الخدمات التعليمية والصحية المحدودة .. ومستحقات الفصل الأول من الميزانية العامة .. لقد حكم السودان بعد استقلاله لخمسين عاما ويزيد من قبل العسكر .. ولكن الأمانة تقتضي الإشارة لسنوات الفريق عبود الستة .. وعلى الرغم من أن جيلي لم يكن فاعلا خلالها .. غير أنه وعى وأستقرأ من خلال ما تركوه من بنيات.. سعيهم لكسر ذلك المنظور الاستعماري .. إذ نفذوا بالفعل مشاريع صناعية تحويلية في مناطق الانتاج .. حيث المحالج والمغازل ومصانع السكر في الجزيرة .. وتعليب الفاكهة والخضر في كريمة .. والألبان في بابنوسة .. وتجفيف البصل في كسلا .. بجانب التوسع في الخدمات التعليمية والصحية المجانية .. ومشروع امتداد المناقل الزراعي ومشاريع الزراعة الآلية والصمغ العربي ( ولا إدرى سبب هذه التسمية ) .. وأمتدادات خطوط السكك الحديدية ومؤسسات الملاحة الجوية والبحرية وغيرها .. كما استطاعوا من خلال سياسات خارجية متوازنة إنشاء علاقة متميزة مع الولايات المتحدة .. جعلتهم يحظون بموافقة للحصول على معونات ضخمة كانت سوف تجعل من السودان نمرا أفريقيا .. ولكن عفا الله عنا اليسار الذي اندفع وراء تخوفاته معارضا تلك التوجهات .. على الرغم من أن كافة المشروعات والصناعات التي قامت .. كانت تبعيتها للقطاع العام ولم تكن استثمارات رأسمالية كما حالها الآن .. وقطعا لم يكن دور المخابرات المصرية بعيدا عن الساحة .. وهم يعدون عدتهم لانشاء السد العالي واستقطاع جزء من الأرض السودانية .. كل ذلك في حيز زمني مثالي قدره ست سنوات لا غير.. نعم كانت دكتاتورية عسكرية بحتة وتلك قطعا من مثالبها .. ولها أخطائها التي ظلت تصم سنواتها بعار بيع جزء عزيز من الوطن.. غير أن ذلك لا ينفي بأن توجهها التنموي كان معني بمناطق الانتاج والهوامش.
|
|
|
|
|
|