لخرطوم: علي فارساب استضافت صحيفة (التيار) مساء أمس )الخميس(، المشرح الشهير، رئيس الطب الشرعي بالسودان، مدير مشرحة بشائر، الطبيب عقيل سوار الذهب، في منتدى “كباية شاي”، والذي فجر من خلاله كثيراً من القضايا المسكوت عنها، وعن العالم الخفي الذي لا يعلم الكثيرون شيئاً عنه. وكشف عن تفاصيل جديدة متعلقة بأحداث سبتمبر، وقال إن المتظاهرين الذين ماتوا في الأحداث، التشريح أثبت أنهم توفوا برصاص حي أسفل الجمجمة، نافياً بيعه للأعضاء أو نقلها. وعرض سوار الذهب في المنتدى ظواهر نادرة مرت عليه أثناء عمله متعلقة بنبش القبور. تفاصيل أحداث سبتمبر!! فجر اختصاصي الطب الشرعي بالسودان، د. عقيل سوار الذهب، مفاجأة من العيار الثقيل حول مقتل شهداء سبتمبر التي جرت أحداثها في العام (2013م)، وقتل فيها أكثر من (250) متظاهراً. وقال سوار الذهب إن التشريح بمستشفى الخرطوم أثبت قتل المتظاهرين في تلك الأحداث، وحسب الجثث التي عرضت لهم في المستشفى أسفرت عن إصابة (34) بطلق ناري أسفل الجمجمة من بين الجثث. وأضاف: “تقارير الجثث جميعها سلمت إلى الشرطة، أما ذووهم فقد أبلغناهم بما جاء في التشريح بكل صدق”. بينما كشف عن وفاة (59) من المتظاهرين في الأحداث لنفس الأسباب، من بين الجثث التي استقبلتها مستشفى أمدرمان. أرقام مخيفة وأعلن عن استقبال مستشفى بشائر بالخرطوم جثثاً للتشريح منذ يناير الماضي وإلى الآن لـ(229) حالة وفاة بسبب حوادث مرورية، بجانب (10) حالات مصابة بعيار ناري، وتسع حالات تسمم بصبغة الشعر منها (8) من النساء، ورجل واحد، وقال إن عشرة جرام من الصبغة تؤدي إلى الوفاة الحتمية، مشيراً إلى أن النساء الثماني اللاتي قام بتشريحهن صغيرات في السن أو متزوجات حديثاً. “لن أتحدث عن قضية أديبة”..! ورفض د. عقيل الخوض في تفاصيل مقتل المواطنة أديبة فاروق، وقال :”أنا لن أتحدث عن قضية أديبة نهائياً”ودافع عن موقفه بأنَّ القضية لا تزال في طور التحقيق. لا نبيع الموتى ..! نفى سوار الذهب قيامهم ببيع أعضاء الموتى، أو نقلها، وقال إن نقل الأعضاء في السودان لا يمكن أن يتم، لجهة أن البلاد لا توجد بها بنوك لحفظ الأعضاء، معلناً رفضه للأحاديث التي تقول بأنهم يقومون ببيع الجثث للجامعات أو لأية جهة كانت، وقال: “نحن لا نبيع الجثث”. وأضاف: “أما الجثث التي تمنح للجامعات لأغراض تعليمية لا يكون لها أهل، وتوضع في المشرحة لأكثر من شهر دون أن يأتي ذووها لاستلامها”، ولفت إلى أن تكلفة تجهيز الجثث عالية. وذكر سوار الذهب معاناتهم في التشريح، وقال إن هناك جثثاً كثيرة تمر عليهم بغرض التشريح تكون “متسخة” ورائحتها “متعفنة”. أول جثة شرحتها..! وروى سوار الذهب تفاصيل أول تجربة خاضها في التشريح كانت في ليبيا، لمواطن يوغسلافي، لأنَّ الجهات المسؤولة طالبت بأن يكتب التقرير باللغة العربية والإنجليزية، وهناك أطباء لا يجيدون العربية، لذلك وقع علي الاختيار. ومن ثم عدت إلى السودان وبدأت العمل في التشريح عندما استلمت خطاب تعييني في العام 1998م. لم أدفع باستقالتي ..! عن تقديم استقالته، قال :”رشح حديث عن تقديم استقالتي عن العمل، ولكن هذا الحديث غير صحيح، وتم اختياري كطبيب في التشريح بعد حدوث فجوة في العمل”. التشريح شيء عظيم..! وذكر د. عقيل بأنَّ مجال التشريح شاق وصعب، وليس بالأمر الهيِّن، لأنَّ طبيب التشريح يقوم باستنطاق إنسان ميت، ووصف ذلك بـ(الشيء العظيم). وأشار إلى أنَّ الطب الشرعي في السودان كان حلماً، وبدأت الطبابة الشرعية في العالم حديثاً، بجانب أنها في البلاد كانت مهملة، ولا يهتم بها، وبدأت في السودان قبل (18) عاماً، وأصبحت البلاد تهتم بها، وأضاف: “لأنَّ من لا يكرم موتاه لا يكرم أحياءه”. أخطاء التشريح..! وأقر الطبيب الشرعي بإمكانية وقوع أخطاء أثناء تشريح الطبيب للجثة، وقال: “وارد بأن أي إنسان في الدنيا يخطئ في عمله”، مشيراً إلى أنه في بعض الأحيان لا يستند القاضي في حكمه على تقرير الطبيب الشرعي، لوجود حيثيات أخرى مصاحبة في القضية، ولكنه عاد بالقول: “هناك مئات التقارير الطبية نقدمها للقضاء ولكن لا نتابعها حتى إصدار الحكم”. نقلة نوعية!! وأبلغ سوار الذهب الحضور، بأن العمل الجنائي بالبلاد قائم على انسجام تام، بين مكوناته المتمثلة في النيابة والشرطة والشهود والطبيب الشرعي، بجانب أن هناك نقلة نوعية في المشارح الموجودة بالبلاد، ولاسيما مشرحة مستشفى بشائر التي أصبحت تستقبل أكبر عدد من الجثث، وبها أربع ثلاجات لحفظ وتشريح الموتى. لا تزوير في التقارير وكشف الطبيب الشرعي عن تفاصيل متعلقة بمهنته، وقال إن الحديث الذي يدور في مواقع التواصل الاجتماعي المتعلق بتزوير تقاريرنا بعد التشريح غير صحيح، وأضاف: “أنا في أحلك الظروف كنت بقدم تقريري الطبي للجهات المختصة، وما في زول جاء قال لي جيب تقريرك أو غيره”. قصة جثمان ابنة أبيل ألير..! وكشف سوار الذهب عن حادثة صادمة حدثت عقب انفصال الجنوب، وقال: “عندما طلب أبيل ألير نائب رئيس الجمهورية في عهد نميري مني نقل جثمان ابنته إلى جوبا، قمنا بنبش قبر ابنته التي توفيت أثناء حفل تخريجها بمقابر الصحافة بالخرطوم، وعند نبش قبرها وجدنا الصندوق الذي وضعت فيه كأنه وضع اليوم أي أنه جديد، والمفاجأة عند فتحه، حيث وجدنا جثة ابنته كأنها عروس، محتفظة بملامحها، وأصابعها مطلية بـ(المناكير)”. وقال إنَّ الظواهر المشابهة لنجلة ألير كثيرة، بالإضافة إلى أننا في وقت من الأوقات نبشنا قبر رجل، فلم نجد شيئاً سوى مياه داخل القبر.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
زهير عثمان حمد
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست