رواية نواح الشواهق – محمد النور كبر

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-08-2024, 11:28 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2018م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-01-2018, 08:35 PM

Kabar
<aKabar
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 18537

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رواية نواح الشواهق – محمد النور كبر (Re: Kabar)



    2

    قلت له: كيف الحياة في بلدة لا تعطي انسانها سوى معاني الهروب المتناسلة؟كيف الحياة في بلدة تسجنك في معانيها الكذوبة، القديمة ، السافلة؟.. كلما تهرب من معني ، يطل عليك معنى اخر ليجبرك على الهروب؟.. الفقر ، القهر ، و سحق الإنسان لإخيه الإنسان؟.. اهدار الإنسان لكرامة اخيه الإنسان؟..
    كان يبتسم ، و يقول لي بصوفية غريبة و عجيبة: الروح ، الإنسان روح ، و الروح لا تنكسر ، و انما ينكسر الجسد الفاني ، الجسد الذي يتألم ولا يرغب في ان ينظر الى الأمام..ذاك هو الذي ينكسر و يضيع..و تضيع معه فرصة صناعة القيمة..صناعة معنى البقاء الخالد..!!
    كانت الدنيا ، وقتها شتاء ، الريح تعزف..و تسكب عويلها ، و الجوعان اقرب من يحس بالبرد و يعرف قيمة البرد.. البلدة ، البلدة صغيرة لا تنام ولا تعرف كيف تحفظ الأسرار .. شوارعها تنشد ما شهدته في الليلة الماضية.. بيوتها الصغيرة تشهق باحزان الليلة الماضية ، فتغدو هي كتاب مفتوح يقرأه الماشي و الغاشي..و كانت تتداول الحكايات... تريفيرا ، المصارع المشهور في تلك النواحي ، قبضت عليه سطوة العسس ذات خيبة عجيبة.. فاصبح مثل طائر صغير في ايادي الأطفال.. قال له الجلاد: هذه ليلة شتاء باردة ، هل تحس بالجوع؟.. قال: يكذب الإنسان لو قال انه لا يحس بالجوع في ليل الشتاء البارد القاحل..؟.. قال الجلاد : سوف نكرمك بالعشاء الفاخر ، و افخر ما نقدم هو اللحم المشوي..!!
    و كانت نار الجمر الموقدة ، منقد كبير يصلح لوليمة عشرين ضيف و نيف.. ثم السكاكين اللامعة ، تلك التي تلمع حتى في ليل الشتاء القاحل..ثم اخذت فرقة الجلاد تقتطع من جسد تريفيرا.. بدأت بالفخذ ، لأنه اكثر الأجزاء اختزانا للشحم في جسد الإنسان.. قطعة ، كان بهارها قهر الإنسان لأخيه الإنسان ، ظلم الإنسان لأخيه الإنسان ، دم المصارع تريفيرا النازف بحرقة في صمت ذاك الشتاء القاحل.. ثم اخذ الدخان يولول و يتراقص فوق سموات البؤس القصيرة المدى.. دخان تصاعد من قطعة لحم تريفيرا..دخانا ملأ ليل شتاء البلدة البارد عبق يغري عواء الجوعى.. دخان.. ملأ ليل الشتاء البارد ، بصورة ازعجت عشاق البلدة ، اولئك الذاهبون في حواري الوادي الكبير وادي خور ابوحبل ، و دروبه التي تنضح حياة مدهشة.. فتراقصت ألأشجار حزنا ، و غطت وجه القمر سحابة لئيمة ، تمارس فقه المؤامرة ، حتى لا يشهد القمر مثل ذاك الفعل الإنساني المخزي..ثم صاح الجلاد ، و هو ينظر الى اللحم البشري المشوي: كل يا تريفيرا..!! كل يا تريفيرا.. ألم تقل أنه كاذب من لم يشعر بالجوع في ليل الشتاء البارد؟..
    تناثرت قطع اللحم المقتطعة من جسد تريفيرا.. تناثرت في نار المنقد الكبير ، ذاك الذي يكفي لوليمة عشرين و نيف ، و الجلاد ..الجلاد.. طائفة تمد اياديها الرطبة بعرق الخوف و اللعنة، اياديها الباردة .. تحميها من ليل الشتاء البارد في تلك البلدة الغريبة.. تتدفأ بنار المنقد المتوهجة.. تتدفأ بالجمر المتوهج..ولا يشغلها كثيرا دخان اللحم البشري المتصاعد بقوة..!!!
    قلت له: هكذا هي تعاريج الحياة النتنة..أن يجبر ألإنسان أن يأكل من جسده ، بصورة حرفية ، خصوصا في ليل الشتاء البارد القاحل في البلدة؟..
    كان هو يبتسم.. و يقول لي: هذا هو ضعف النفس.. هذه هي علامات الإنهيار المادي و السقوط في وحل الضعف.. و لو كان الإنسان يقف على مثل هذي الإنهيارات لما كانت هناك بشرية تتناسل و تحيا الحياة بصمود لا يتصوره العقل البشري؟..و لما كانت هناك تقاسيم صلوات الكهوف التي تقرأها انت ، ثم تهز اكتافك و تمضى بلا مبالاة..!!
    يومها ، لعنته، لعنتُ أهله .. لعنتُ الجوعى..لعنتُ الغرباء.. لعنتُ الوعي الجاهر فيه ، ثم ذهبت ابحث عن غيبوبة ، عرضها السموات و الأرض في قنينة عرق ، تصنعها امرأة لا تفقد اواصر القربى الوشيجة مع تريفيرا..اشرب الكاس المعبأ من وحل السقوط العكر ، المعبأ من وحل السـُكر الحنين ، و تقبض هي مال قليل تقيم به اود اطفال جوعي ، اطفال يتقلبون ، يتضورون.. في ليل الشتاء البارد.. فتكون المعادلة..!!
    اخذني في رحلة الى حوافي البلدة ، رايت الدماء التي لم يستطع الزمان محو اثارها.. دماء اشبه بدماء خراف الأضاحي.. حزينة ..وحيدة ، يقتلها الشهيق الباهت قبل أن تقتلها سكين الجلاد.. و هو يحدثني بصمود غريب.. هذا دم الغريبة ، فتاة يقال انها من نواحي بربر في اقصى الشمال.. قبضها العسس ..قبضها الجلاد .. لأنها درست الصيدلة ، و جاءت الى البلدة لتبتاع قليل من الأدوية.. ابتدع لها الجلاد فرية التعامل مع التمرد ، و لأنها فشلت في اثبات لمن تشتري كل هذى الأدوية ، لأنها في لحظة الرعب خانتها الذاكرة و لم تستطع تعداد المرضي معيتها ، الفقرا اولاد الحرام ، الجوعى اولاد الكلب ، و لأنها ليست من تلك النواحي ولا ملامحها من تلك النواحي ..ولا لون بشرتها القمحي يساكن لون بشرة اهل الدار من الخضرة الدقاقة.. فلقد ايقن الجلاد انها تدعم التمرد ، مثلها مثل تريفيرا ، المصارع الشهير..اما تلك القبور..تلك القبور.. فهي لإناس.. لا تعرفهم..ولا يرغب الجلاد أن تعرفهم انت تحديدا.. يدسها من الأعين..و هو يظن أن الأعين هي اعين اهل البلدة فقط ، اولئك ، الذين لا يتجاوز عددهم بضعة الآف.. و ما درى أن العيون في العالم.. العيون في العالم هي بلايين و بلايين..و سوف تدرك الحقيقة.. حقيقة قبور المقتولين و المقتولات ظلما ..و حقيقة فعل الجلاد ، الفعل الذي يشبه فعل نعامة ، يقتلها الخوف من العدو ، فتدفن رأسها في الرمال ، تدفن راسها في قهر بني وطنها ، و هي تظن انها، طالما هي لا ترى عيون العدو ، فان العدو لا يراها..!!.. فتضيع من قلة الحيلة و البصيرة..!!
    انظر ذلك و اقول له: فلتذهب الى الجحيم.. انت و اليقين الذي تريد أن تسوقه بضاعة رخيصة في وجهي ، ووجه اليقظين من اهل البلاد..!!!
    اسبه في نهاري ، و في ليلي ، في ليلي.انا الحزين ، المغبون الحانق ، اعاود ، في زيارة سرية ، مثل تلك القبور..و انظر حولي..ولا ارى ضجيج العالم.. لا ارى عالما ينفعل و يحزن ، و يهيل الرماد على راسه ، يسكب الدموع التي ، لو جمعت ، لأيقظت قيمة الجريان في انهر لا نراها البتة.. انهر جفت و ماتت من قهر النسيان..لا ارى عالم ينفعل بالإبادة العرقية السرية ..وجرائم الحرب .. و الجرائم ضد الإنسانية..لا اري عالم ينفعل بحالة أن يجبر الإنسان اخيه الإنسان ان يغتات من لحمه المشوي في ليل الشتاء القاحل البارد..!!
    رأيته ، و عيون السجناء ، في تلك البلاد اللعينة.. مدارج خيبة الإنكسار في فعل السجن.. تنتظر قديس الخلاص الذي يوزع عليها خبز الصمود..قلت.. هؤلاء يعذبون.. يسجنون.. يقتلون..و البلاد.. البلاد غافلة..!!!. البلاد تغني غناء الغيبوبة .. تخلق طربها المزيف الخاص..!!
    قال لي: سيأتي زمان الصحو..فلا تنزعج..!!
    ثم كنت اتجول و خطاي تعفر دروب البلدات الصغيرة ... خطاي تعفر دروب المدائن ، حتى كدت أن اقول.. اني قد رأيت البلاد كلها..رأيت اشجارها و هي ترقص بالإشارات العصية.. رأيت جبالها حزينة تحتقب الإشارات و العلامات و الرموز التي تحدث عن معاني حميمة.. رأيت صلوات الكهوف و هي تضحك على قلة حيلتنا في التأمل..!!
    هكذا رأيتها..البلاد التي تفتعل مليون مبرر لتطرد انسانها ، لتطرد ابنها الخطيئة التي ارتكبتها في لحظة ضعف ما ، البلاد التي ينضج فيها قيح الغبن ، فيغدو سحاب يبلل جبين الكثيرين و الكثيرات..البلاد التي لم تعرف سوى ان توفر اسباب الهروب لإنسانها..البلاد التي ، بطوع ارادتها المعتبرة شرعا و قانونا تقتطع جزءا من لحمها ، كما اجبر العسس ذات ليلة أن يقتطع المصارع تريفيرا جزءا من لحم فخذه ليكون وجبة عشاءه في ليلة الشتاء الباردة ، البلاد التي تقطع جزء من لحمها ، ليكون وجبة عشاءها ، في ليلة الشتاء الباردة...البلاد اللاهية التي لا ترغب في تأمل صلوات الكهوف المكتوبة بخطوط واضحة..!!
    قلت له: استأذن لي الرب كي انفخ الصــُور؟..فنحن نريد قيامة مستعجلة.. نريدها نقل سريع ( دلفري)..اليوم قبل الغد..!!
    تبسم هو بلا مبالاة..و قال: و لمه القيامة؟..
    قلت: رأيت البلاد.. فالأرجل المرفوعة بشهوة فعل الجنس ، اكثر من الأكف المرفوعة ضراعة للرب لكي يشملنا بنظرة الرعاية و الرحمة..!!!
    قال لي ، و الإنزعاج ـ باديا في قسمات وجهه الباهتة المحايدة: اهذا كلما رأيت؟..الجنس فعل الحياة ، و الإنسان يفعل الجنس و هو يخاف المحو..!!
    قلت: ما اراه ليس هو فعل من اجل استمرار الحياة.. !!.. ما اراه هو بحر التيه المتلاطم الأمواج.. هو فعل من اجل تعويض الهزائم الكبرى.. فالإنسان هنا ، في هذي البلاد ، مهزوم..و يرى انتصاره الخاص في فعل الجنس..!!!
    ضحك...و قال لي ..هذه ليست هي الحياة.. هذه ليست هي معاني الحياة..!!
    قتلني صمته ، الذي ، في احيانا كثيرة ، احسب انه صمت التواطؤ و الخنوع..!!!
    من اب شرا ان شاء الله راجل مرا.. بلغ بنا القبح... أن يصيح فينا المغني .. راجل المرأ .. حلو حلا..!!

    قبلها...!!..قبلها..!!

    كنا ، أنا و هو ، نتقاسم غمزات البنات الجميلات ، لفتات الجيد المليحة .. انسراب الخصلات عن جحيم الأحجبة و قوانين القمع السائبة.. نتقاسم القراءة السرية لصلوات الكهوف المنسية و تعاريجها الوضيئة..!
    عشنا ، في زمن البلاد الغريبة ، زمن ، عشعشت فيها اللحية الحرام ، فغدت عسس يراقب الناس في الطرقات.. عسس يراقب الناس في الخفقات.. عسس يراقب الناس و هي تخلو لتناجي الرب.. فتخرج عليك جحافل النظام العام ، و هي تحدثك بانك لم تحسن التأدب في معية الرب..!!!
    عسس يقف بيننا و بين الرسوم ، التعاريج ، الإشارات.. يقف بيننا و بين صلوات الكهوف..!
    تسربنا ، انا و هو ، ذات خيبة ، في هتاف ينادي بسقوط العسس.. ينادي بسقوط الرب في ذات نفسه ، طالما اطلق فينا بعض من عباده ، اولئك الذين يسوموننا ويلات العذاب الأكبر... يقتلوننا لأننا تسكعنا في الشوارع البهية في ذات مزحة.. يقتلوننا لأننا قلنا بشبهة الدم الأفريقي فينا ..!! يقتلوننا ، لأننا ، اخذتنا غفوة التعب فلم نصحو في الوقت المناسب لنبايع السلطان/ الشيطان الرجيم ، سلطانهم الذي جاؤا به ، على راس دبابة لئيمة في ذات ليلة ، ليلة ، ارتفعت فيها ألأرجل بفعل الجنس قبل ألأكف ضراعة للرب ، من خلف الزقاقات البهية..!!.. يقتلوننا .. لأننا لم نحسن استخدام النيفيا و الفير اند لفلي.. و فشلنا في ان نفتح لون البشرة فينا حتى يتساوق مع اكاذيبهم و اوهامهم المدهشة..!!

    تجلت مشاعر سعيد حينما كتبت تقول له " النبيُّ كبّر" .. تجلت في فقه الإحتمالات المتعبة ، الذي لم يكن يفرق بين اهل البلاد قاطبة ، من جاء من الشرق أو الغرب أو الشمال أو الجنوب ، فهو انسان.. انسان ابن حرام عادي ، يرغب في أن يكون في هذه الحياة الدنية.. انسان يشيل الفاتحة في الموتى بلا فرز، يرقص في ملمات العرس و الختان ، يعطي الخمسة جنيهات في كشف المجاملة ، يستر جثث الموتى الغرباء ، يأوي عابري السبيل بكرم فياض ، يحمي الأرامل، يحمي عروض البنات في الحي ، ولا يدرك معنى اللون و القسمات و اللغات الهجين، والفواصل الهلامية المصطنعة ، ولا يرغب ان يدرك.. انسان يرقص في الكرنق ، و انغام بوق الوازا العملاق ، و الربة و المردوم ، يرقص في ايقاعات السيف ، وريتم النحاسات الغريبة المنسية ، و نوبة الذكر و طارها و شتمها الذي يسكب المناحات المتضرعة للرب نغما حنونا شارد ، ويرقص حتى ، في ايقاعات راجل المرا حلو حلا..!!!..
    انسان ، من وهم ، يقرأ اسطر القسمات في تلك البلاد الملعونة ، يقرأ صلوات الكهوف الغامضة العصية ، ريفية من بحر القلزم ، بحر احمر ، تحلم بان سواكن هي مدينة سيدنا سليمان ، تلك التي حبس فيها صواعق الجن طرا ، وان جبل التاكا هو جبل موسى ، ذاك الذي كلم فيه الرب عبد من عباده الطيبين ، ونوبية تستصحب مثولوجيا الجد الذي ابتدع الإهرامات فمات حزينا لا يذكره احد ، جد اسمه ادريس علم الإنسان علم الحرف ، و اخرى من بقايا العبدلاب و هي تحلف بدين ابوها أن الأحلاف ليست رجسا من عمل الشيطان ، ثم بقارية عطوية ، تدخر المعنى ، و الغيب ، و اشياء اخرى... وكلتومة ،كلتومة ، حزينة الحزاني ، تظن أن جبل مرة ، رعت فيه ناقة نبي الله صالح.. لا ثمود..ولا عاد..ولا من يقوم مقامهم..!!

    حسنا ، يا ايها الحزاني ، ويا ايتها الحزينات اللاتي هن مغشوشات ذات حب ما، فمن كان منكم/منكن يهتم بامر نبوءته ، فلقد مات و شبع موتا، أما العادي منه فهو دونكم/دونكن..!
    نتقاسم الإبتسامة الباهتة ، و التي قالت عنها تهاني هاشم ، يوما ما ، أنها ابتسامة ميتة تماما ، و ذاك كان أكثر ما يغيظها و يجعلها تشد خصلاتها حنقا أن تكون الإبتسامة ميتة الظل..نتقاسم البهاء في خلق التصالح مع اشكال التضاد.. التضاد الذي نخلقه بانفسنا.. ثم ننسى أن نقرأ صلوات الكهوف الغامضة.. ننسى الإشارات.. ننسى العلامات التي تقف بصمود و هي تقاوم عواصف الزمن السرمدية..!
    سحبته من يده اليمنى ، وقلت له فلنركض نحو الأفق ، نركض نحو الجبل ، نركض نحو النيل ، نركض نحو الصحراء ، نركض نحو الغابة.. كانت الملامح باهتة ، غارقة في دوامات الدم العاتية ، غارقة في ظلمات الظلم القامع. حينما اقتربنا من النيل ، قلت فلنسبح حتى نقتل الظمأ الحارق في المسام اللعينة.. موجات النيل كانت تتلو اورادها الأزليه ، ثم دمدم الأفق بالغبار، دمدم بالرياح الصاخبة ، دفعته ، اغرقته حتى نفدت فيه الروح..وقلت ، اخاطبه وهو جثة هامدة بين يدي: ستكون المياه قبرك ، ستخرج يوما ما معنى من معاني الحياة.. ستخرج يوما ما رمز مثل رموز صلوات الكهوف التي اعيتنا ..!!
    خرجت من النيل ، ركضت نحو الصحراء ، صحراء العطش الروحي الباهرة..ركضت..ركضت..!
    قتلته بيديّ ، تبّت يداي و تب..
    قتلته لأن نظرته كانت تثقب السماء لتفج غيوم الغيب و الكون العريض لتحفر حفرة عظيمة حتى تنبت فيها شمس تغطي قبة السماء أو الفضاء الماوراء..و الما أمام..
    أما انا ، فكنت أثقب الأرض بنظرتي ، لتحفر حفرة تنبت فيها عشبة تقيني شر الجوع و البرد و التشرد السرمدي..انسى رموز صلوات الكهوف البعيدة..!
    قلت له : فلنكن أولاد الأرض ، لأن السماء لا تنجب الأشقياء البؤساء.. أو هكذا خبرونا..


    كبر




















                  

العنوان الكاتب Date
رواية نواح الشواهق – محمد النور كبر Kabar09-01-18, 08:31 PM
  Re: رواية نواح الشواهق – محمد النور كبر Kabar09-01-18, 08:33 PM
    Re: رواية نواح الشواهق – محمد النور كبر Kabar09-01-18, 08:35 PM
      Re: رواية نواح الشواهق – محمد النور كبر Kabar09-01-18, 08:37 PM
        Re: رواية نواح الشواهق – محمد النور كبر امتثال عبدالله09-01-18, 09:53 PM
          Re: رواية نواح الشواهق – محمد النور كبر munswor almophtah09-02-18, 00:04 AM
            Re: رواية نواح الشواهق – محمد النور كبر Kabar09-02-18, 02:57 AM
              Re: رواية نواح الشواهق – محمد النور كبر Kabar09-02-18, 02:59 AM
                Re: رواية نواح الشواهق – محمد النور كبر Kabar09-02-18, 03:01 AM
                  Re: رواية نواح الشواهق – محمد النور كبر Kabar09-02-18, 06:25 AM
                    Re: رواية نواح الشواهق – محمد النور كبر محمد بدرالدين09-02-18, 07:55 AM
  Re: رواية نواح الشواهق – محمد النور كبر هاشم الحسن09-02-18, 08:35 AM
    Re: رواية نواح الشواهق – محمد النور كبر محمد حمزة الحسين09-02-18, 09:50 AM
      Re: رواية نواح الشواهق – محمد النور كبر علي عبدالوهاب عثمان09-02-18, 10:20 AM
    Re: رواية نواح الشواهق – محمد النور كبر حامد عبدالله09-02-18, 10:33 AM
      Re: رواية نواح الشواهق – محمد النور كبر Biraima M Adam09-02-18, 01:09 PM
        Re: رواية نواح الشواهق – محمد النور كبر Ahmed Yassin09-02-18, 02:58 PM
  Re: رواية نواح الشواهق – محمد النور كبر امير الامين حسن09-02-18, 05:24 PM
    Re: رواية نواح الشواهق – محمد النور كبر Kabar09-03-18, 00:22 AM
      Re: رواية نواح الشواهق – محمد النور كبر Kabar09-03-18, 00:26 AM
        Re: رواية نواح الشواهق – محمد النور كبر Kabar09-03-18, 00:28 AM
          Re: رواية نواح الشواهق – محمد النور كبر معاوية الزبير09-03-18, 03:58 AM
            Re: رواية نواح الشواهق – محمد النور كبر adil amin09-03-18, 05:33 AM
              Re: رواية نواح الشواهق – محمد النور كبر Kabar09-03-18, 06:48 AM
                Re: رواية نواح الشواهق – محمد النور كبر Kabar09-03-18, 06:49 AM
                  Re: رواية نواح الشواهق – محمد النور كبر Kabar09-03-18, 07:19 AM
                    Re: رواية نواح الشواهق – محمد النور كبر Kabar09-03-18, 07:22 AM
                      Re: رواية نواح الشواهق – محمد النور كبر Kabar09-04-18, 11:32 PM
                        Re: رواية نواح الشواهق – محمد النور كبر Kabar09-10-18, 02:52 AM
                          Re: رواية نواح الشواهق – محمد النور كبر Kabar09-14-18, 05:53 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de