|
Re: رواية نواح الشواهق – محمد النور كبر (Re: Kabar)
|
9 البلاد تملأ ذاتي بغبار الحنق و الضعف.. امواج المرارة تعلو و تعلو.. تكاد ان تغرقني.. و النسيان اصبح غريبا.. الذاكرة اصبحت تحتقب بالتفاصيل.. تعيدها في الثانية مليون مرة.. ضحكت ساخرا من ذاتي و انا احدث نفسي: على الأقل ذهب الخمول الذهني.. انا الآن وسط اللعبة الكبيرة القذرة.. انا الآن في بؤرة القذارة..انا الآن درويش مرتقب سيرقص كثيرا على تراتيل نصوص الكتاب السري اللعين..! ارسم ملامح خروجي الثاني.. ملامح هروبي العظيم.. ملامح الفرار من ساحة معارك القذارة.. معارك الكتاب السري..قذارة تنتهك الأشياء دون ان يرمش لها جفن..ولكن كيف يكون الخروج؟.. هل اريد ان اخرج لأني فقير ابحث عن وضع افضل؟.. الفقر مقدور عليه.. قليلا من هنا .. قليلا من هناك.. ما علي الإ ان اجهز سكاكيني لأقتطع من جسد القذارة المكتنز ..و أأكل مثل بقية الخلق..!!.. الحزن ، فلا علاج للحزن ، او ربما ان اقتل قلبي و احاسيسي و مشاعري مثلما قتلت صديقي محمد النور كبر.. قتلته بيدي تبت يداي و تب..!.. تعارض شبحه يسد افاق الرؤى المتعبة.. ابتسامته الباهتة تخرج في شكل موجة و ترسم الأشياء..تذكرني بالنسيان ، نسيان صلوات الكهوف البعيدة الغامضة الخطوط و التعاريج.. قال لي هامسا: قتلتني لتكون ، هكذا هي كينونة القذارة..قتلتني لتتعبد بنصوص الكتاب السري اللعين.. تجعلها بديلا خائبا لنصوص صلوات الكهوف البعيدة الصادقة..فلماذا الأن تتهرب من شروط اللعبة..؟.. قتلتني لأنك لا تحب قيم الروح العليا..و انك تدعي حبك لقيم الأرض.. هذه هي الأرض.. فلماذا تجبن ان تكون مثل اولادها و بناتها.. اقبض الملايين من الجنيهات.. افعل ما تسميه الحسنات..وكن مثلهم .. انخرط في المحيط الهادر.. حتى تتلقفك رياح الضياع..! قلت له: كنت اظن ان بنوة الأرض هي صناعة الحياة وليس الإنخراط في بحر القذارة المتلاطم.. هنا اريد الخروج.. اريد الهروب..! وانا في سيل التأملات تلك ، هشتنى صواهد بيديها الممتلئة..و هي تقول: اريد ان اعرفك بشخص يهمني..! قلت: ولماذا انا؟.. يجب ان يقابل اسرتك..! ضحكت و هي تقول: انت ترموميتر مهم.. ان منحته اشارة المرور.. مؤكد سيتخطي حواجز اسرتي..! خرجنا في نهاية اليوم ، و ذهبنا الى مقهى الدوامات الفاخر..كان هو شاب ممتلئ الجسد.. اشبه تماما ببنية صواهد.. شارد الذهن..كانه يقرا نصوص الكتاب السري اياه..ويبدو انه يحدث نفسه كثيرا..سلمت عليه و كانت صواهد تقول : هذا واجد..و هذا حماد..! قال مستغربا: مرحبا يا استاذ..! قلت: مرحبا.. وجلسنا..و كانت صواهد ، تريدني فقط في موقف تقدير الحال ، كأنما هو الأمر امر تفاوض و مقايضة خاسرة للغاية..! كانت جلسة فاترة رتيبة مملة.. فانا لا اعرف كيف اتحدث مع شخص التقيه لأول مرة.. خصوصا لو كان شخصا تشي ملامحه بالخمول و البلادة الواضحة..! فأجاني واجد و هو يقول: سوف اعزمك لتقضي نهاية الأسبوع معي.. فانا املك شقة فاخرة..! قلت: مرة ثانية يا واجد..! قالت صواهد: فلتكن هذه المرة و الثانية ايضا..على الأقل تخرج من جو ام درمان المغبر..! وقفت و انا استأذنهم في التدخين خارج المقهى الفاخر ، و غمزت لصواهد ان تتبعني..امام المقهي.. سألت صواهد بصورة مباشرة و انا اقول: هل تريدين الذهاب الى شقته ؟.. شعرت بالحرج في عيونها ، و قالت: انا لا افعل هذا ، و هو مـُصر ، و قلت له لن اذهب الإ في معيتك.. فانا لا ادرى ما يدور في ذهنه..! قلت ساخرا: و هذا مشروع تحلمين بان تقيمين معه مستقبل حياتك؟.. قالت: تعبت يا حماد..! قلت: حينما يسألك الشاب لزيارته في شقته الفاخرة ، و تقبلين الأمر.. فهو سيفهم بطريقة اخرى..! قالت: كيف؟ قلت: سيعزمك المرة الأولي و الثانية.و بعدها سيذهب الى حاله..! قالت: كيف يذهب الى حاله؟ قلت: انت تفكرين بانها تضحية بسيطة لإرضاءه ، امثاله سيفكر بانك سهلة..و الأكثر ستنتابه الهواجس ، بانك طالما قبلت الذهاب معه ، فما المانع ان تقبلين الذهاب مع اخر..! وجمت صواهد ، ثم قالت: هذا خبث يا حماد..! قلت: و قذارة يا صواهد..! انتهت السيجارة الروثمان ، و عدنا ادراجنا.. تغيرت طريقة صواهد في التخاطب مع واجد.. و كان هو واضحا في غباءه و قال لها: اعرف انه قد لعب برأسك..و لقد اتفقنا من قبل..فلماذا هذا التغير المفاجئ في موقفك؟.. قالت: لا اريد ان اذهب معك الى أي مكان..و ان اردت ان نلتقي.. فليكن ذلك في مكان عام..! خبط واجد على الطاولة و هو يزمجر: سوف تندمين على خطل افكارك..! قلت: يجب أن تهدأ قليلا..وانتما ادرى باموركما.. قال يخاطبني بغضب: لقد انتهى الأمر يا استاذ..وان كنت انت تملك شقة و سيارة فهي حلال عليك..! قلت: تأدب يا واجد..وهي ليست لعبة تلعب بها كيف تشاء.. هي جادة في امرها و انت لعوب يلعب بغباء يحسد عليه..! قال: غباء يا كلب.. و انا املك نصف المدينة..؟..أنا اشتريك ..و اشترى عشرات مثلك و مثلها..! قلت: انت لن تستطيع أن تشترى الإ الأغبياء مثلك..وافعل ما تشاء..! وقفت ، و دونما اشعر سحبت يد صواهد و انا اقول.. فلنذهب..! وكنت اظن ان صواهد ستغضب و لكنها كانت منبسطة الأسارير.. و قالت لي: الغريبة..اخذته الى منزلنا مرة ، و جدتي قالت عنه راي حاد..! قلت: ماهو رأيها فيه؟.. قالت: تقول انه سلالة عبيد..! شعرت بجيوش السخرية تغطي وجهي غصبا عني ، شعرت باني اريد أن ارتل صلوات الكهوف التي تقف قوية في تعاريجها البهية في صحائف صخور الجبال البعيدة ، و قلت لها: وهل انت ايضا تفكرين مثل جدتك بان هؤلاء عبيد و اولئك احرار؟.. قالت: ليس بالضبط ، و لكن تعرف ان الأسر لها قوانينها و اعرافها..! قلت: صدقيني يا صواهد ، ان رأتني جدتك تلك و انا امشى معك ، فستقول هو عبد كامل الدسم ، و ليس فقط سلالة عبيد..! ضحكت و هي تقول: نحن ايضا في اسرتنا من ذوي البشرة السوداء..و لا نقول عليهم عبيد..! قلت: المسألة ليست مسألة لون بشرة يا صواهد ، المسألة مسألة وعي باطن يستهجن الغريب..المسألة هي نصوص كتاب سري تطفر تعاليمها من قيعان الوعي البعيد فتكون اسقاط واضح مباشر و جارح للغاية..! صمتنا.. قلت: اريد ان اخرج.. اريد ان اهرب..! قالت: انت لا تنسى مطلقا هذه الرغبة ، رغبتك العارمة في الخروج..و لن تخرج قبل ان تعلمني كيف اصطاد لي طائر صغير اضعه في قفصي..! قلت: ان اردت ذلك فعليك اولا ان تتعاملي مع الكائنات كأنسان و ليس كصيد !! قالت: كيف؟ .. اشرح لي اكثر..! قلت: انت مليئة بالشفقة و الإستعجال ، كلما ترين كائن تفكرين فقط في الإستحواذ عليه.. عليك ان تلغي فكرة القفص.. عليك ان تقللي الإجتهاد في الإستحواذ.. وقتها طيور كثيرة ستأتيك..! قالت: تعبت و العمر يجري..! قلت: و هذه مأساة اخرى.. لماذا انت مسكونة بهاجس ان العمر قد تسرب منك..! قالت: امي تزوجت و هي بنت خمسة عشر..! قلت: زمان امك يختلف عن زمانك يا صواهد.. امك لم تقضي وقت في الدراسة..امك لم تذهب الى الجامعة.. امك لم تقضي شهورا خائفة لدرجة ان يختل ميزان الهرمونات فيها و هي تنتظر امتحان المعادلة.. ! زامت بشفتيها ، و صمتنا و نحن ندخل المكتب في اعقاب الأصيل.. لملمنا اغراضنا..و خرجنا..
كبر
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
رواية نواح الشواهق – محمد النور كبر | Kabar | 09-01-18, 08:31 PM |
Re: رواية نواح الشواهق – محمد النور كبر | Kabar | 09-01-18, 08:33 PM |
Re: رواية نواح الشواهق – محمد النور كبر | Kabar | 09-01-18, 08:35 PM |
Re: رواية نواح الشواهق – محمد النور كبر | Kabar | 09-01-18, 08:37 PM |
Re: رواية نواح الشواهق – محمد النور كبر | امتثال عبدالله | 09-01-18, 09:53 PM |
Re: رواية نواح الشواهق – محمد النور كبر | munswor almophtah | 09-02-18, 00:04 AM |
Re: رواية نواح الشواهق – محمد النور كبر | Kabar | 09-02-18, 02:57 AM |
Re: رواية نواح الشواهق – محمد النور كبر | Kabar | 09-02-18, 02:59 AM |
Re: رواية نواح الشواهق – محمد النور كبر | Kabar | 09-02-18, 03:01 AM |
Re: رواية نواح الشواهق – محمد النور كبر | Kabar | 09-02-18, 06:25 AM |
Re: رواية نواح الشواهق – محمد النور كبر | محمد بدرالدين | 09-02-18, 07:55 AM |
Re: رواية نواح الشواهق – محمد النور كبر | هاشم الحسن | 09-02-18, 08:35 AM |
Re: رواية نواح الشواهق – محمد النور كبر | محمد حمزة الحسين | 09-02-18, 09:50 AM |
Re: رواية نواح الشواهق – محمد النور كبر | علي عبدالوهاب عثمان | 09-02-18, 10:20 AM |
Re: رواية نواح الشواهق – محمد النور كبر | حامد عبدالله | 09-02-18, 10:33 AM |
Re: رواية نواح الشواهق – محمد النور كبر | Biraima M Adam | 09-02-18, 01:09 PM |
Re: رواية نواح الشواهق – محمد النور كبر | Ahmed Yassin | 09-02-18, 02:58 PM |
Re: رواية نواح الشواهق – محمد النور كبر | امير الامين حسن | 09-02-18, 05:24 PM |
Re: رواية نواح الشواهق – محمد النور كبر | Kabar | 09-03-18, 00:22 AM |
Re: رواية نواح الشواهق – محمد النور كبر | Kabar | 09-03-18, 00:26 AM |
Re: رواية نواح الشواهق – محمد النور كبر | Kabar | 09-03-18, 00:28 AM |
Re: رواية نواح الشواهق – محمد النور كبر | معاوية الزبير | 09-03-18, 03:58 AM |
Re: رواية نواح الشواهق – محمد النور كبر | adil amin | 09-03-18, 05:33 AM |
Re: رواية نواح الشواهق – محمد النور كبر | Kabar | 09-03-18, 06:48 AM |
Re: رواية نواح الشواهق – محمد النور كبر | Kabar | 09-03-18, 06:49 AM |
Re: رواية نواح الشواهق – محمد النور كبر | Kabar | 09-03-18, 07:19 AM |
Re: رواية نواح الشواهق – محمد النور كبر | Kabar | 09-03-18, 07:22 AM |
Re: رواية نواح الشواهق – محمد النور كبر | Kabar | 09-04-18, 11:32 PM |
Re: رواية نواح الشواهق – محمد النور كبر | Kabar | 09-10-18, 02:52 AM |
Re: رواية نواح الشواهق – محمد النور كبر | Kabar | 09-14-18, 05:53 AM |
|
|
|