قالت نائب رئيس حزب الأمة القومي د.مريم الصادق المهدي إن حزبها لا يرحب بتغيير النظام عبر انتفاضة في الوقت الحالي لعدة أسباب منها أن القوى الشبابية الصاعدة في الوقت الراهن ستتجاوز الأحزاب التقليدية وأن الثورة القادمة سيقودها أبناء الهامش ستطيح بكل الأحزاب التقليدية الطائفي منها والعقائدي وتنهي حقبة طويلة من تاريخ السودان.
وذكرت مريم في إجتماع مع الناشطات السياسيات السودانيات في مطعم بـ(شبردبوش) بالعاصمة البريطانية لندن قبل شهر أن حزبها يعمل مع نداء السودان على تحقيق الهبوط الناعم لأن ثورة الشباب ستؤدي إلى صوملة السودان وتفتيته. وقالت مريم – حسب قيادات نسوية حضرن الإجتماع- (لا نريد انتفاضة ولا مظاهرات لإسقاط النظام، بل نريد الهبوط الناعم المدعوم من المجتمع الدولي، لأن الإنتفاضة تعني ذهاب نظام الإنقاذ ومسح تاريخ الأحزاب التقليدية الكبيرة وتأتي بقيادات جديدة لا علاقة لها بالأحزاب السياسية).
وابدت مريم إنزعاجها من نشاط شباب الحزب ودعوتهم المتكررة للإحتجاجات الشعبية وطالبت بحسمهم. وتذمرت مريم من الإحتجاجات ضد نظام الإنقاذ التي ينظمها المعارضون السودانيون أمام سفارات بلدانهم. وأوضحت ان الاوضاع الاقتصادية في السودان ليست سيئة لهذه الدرجة التي يروج لها النشطاء على منصات التواصل الإجتماعي.
وطرحت ناشطات نسويات مبادرة سياسية لحل المشكلة السودانية، لكن مريم رفضتها، وقالت لهن (غوسوا في المجتمع الغربي، ونحن لمن نحتاج ليكم بناديكم).
واتهم ناشطون سياسيون حزب الأمة بأنه سعى لإمتصاص احتجاجات يناير الماضي على ميزانية العام 2018 بإستدراج المحتجين إلى ميدان الخليفة ومنع انصار الحزب من السير مع الموكب لمسافة طويلة وقصر الإحتجاجات على منطقة ميدان الخليفة فقط.
واوضح مصدر أن إلتحاق زعيم حزب الأمة القومي الصادق المهدي بقوى نداء السودان قلل من فاعلية هذا التحالف، بالدعوة لمهادنة النظام والتفاوض معه وفق اجندة مسنودة من المجتمع الدولي لتحقيق عملية الهبوط الناعم للنظام وضمان إيجاد مزطئ قدم لحزبه في المعادلة السياسية الجديدة.
وذكر المصدر أن قادة الحركات المسلحة طلبوا من المهدي عدم الاستقالة مقابل دراسة مقترحاته الداعية إلى فصل المسارين العسكري والسياسي في قوى نداء السودان. وقال ذات المصدر إن بعض الحركات المسلحة التي رضخت لمقترح المهدي لاتملك قوات على الأرض لذلك تميل للنشاط السياسي.
ورجح المصدر أن المهدي يعمل على تهيئة الوضع في قوى نداء السودان لتكون بديلا للنظام وانه على قناعة بتسمية بقيادات من داخلها رئيسا للبلاد، وقال (الصادق يجهز في إبنته مريم لتكون رئيساً للبلاد في الفترة القادمة).
وقال إن المهدي عندما تحدث عن تجميد مذكرة المحكمة الجنائية الدولية بحق الرئيس السوداني عمر البشير أو التخلي عن العدالة الدولية لايزال مؤمنا بتصريحاته السابقة التي أثارت جدلاً واسعاً حينما ذكر في ندوة بعطبرة (البشير جلدنا ومابنجر فيه الشوك).
ويواجه تحالف نداء السودان انتقادات عنيفة داخل السودان غلى خلفية الازمة الاقتصادية واحجامه عن اعلان الاحتجاجات الشعبية لاسقاط النظام الحاكم.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة