|
Re: في بيتنا حرامي (Re: درديري كباشي)
|
زمن المنفلة حتى بداية الثمانينات كان توجد لواري قديمة ماركة بيدفورد تعمل في نقل التراب والطوب وباقي مواد البناء. كما أن بعضها كان له سقف ويعمل في المواصلات العامة كباصات محلية. ونوع آخر تستخدمه الشرطة تعرف بالكوامر. القاسم المشترك بينها هو بداية التدوير كانت تتم بأداة تعرف بالمنفلة. والمنفلة نوعين نوع في شكل حلقة ( عجلة) ولها مجرى يلف حوله الحبل. وكما له عمود يدخل في فتحة أمامية ويوصل بعمود (الكرنك). وكانت هذه الأداة تقوم بدور ( الاستارتر ) أي البداية التي تجعل المكينة تدور حتى تولد كهرباء الأولية من الدينمو وتشتعل الشمعات وبعدها تستمر المكينة في التدوير . بعدما يتم لف الحبل حول المنفلة يصطف العتالة (الحمالين) ويمسكون الحبل مثل لعبة جر الحبل المعروفة التي تقام في المناسبات الرياضية. وبعد العد لثلاثة حتى تتوحد قواتهم وتكون حركتهم في دفعة واحدة (واحد. اتنين . تلته) وتلته هذه تنطق هكذا بنهرة ويقصد بها العدد ثلاثة. وكذلك نوع آخر من المنفلة في شكل حرف (كـ) بالعربي وهذه غالبا للعربات الأصغر مثل اللاندروفر والكوامر . لكن هذه يديرها شخص واحد يدخل الجزء الأطول في المكينة ويمسك الباقي ويحاول يدوره بكل قوته. كان عددها كبير جدا قلابات التراب هذه. وشهدت وساهمت في بناء بيوتنا الحالية بمدينة كسلا واعتقد في معظم مدن السودان .وعندما كان حينا ناشئا وعبارة عن نمر فارغة كانت هذه القلابات لها صولات وجولات بعضها ينقل الطوب وآخر الرمل وكذلك الحجر الذي كانت تبنى به بعض البيوت منها بيتنا بمحطة الحجر. وقيل هو سبب تسمية المحطة بمحطة الحجر لأنه كانت أكوام الحجارة مرصوصة أمام البيت عندما كان تحت الانشاء. أشهر أهل الحي الذين امتلكوا قلابات المنفلة عمنا الراحل محمد خير رحمه الله والد صديقنا حسن محمد الخير (حسن ويكة). عندما تعب القلاب واستعصى حتى على المنفلة . ابتكر عمنا محمد خير وسيلة اخرى وهو صب قلاب تراب وثبته بالماء حتى اصبح عبارة عن تلة صغيرة أمام بيته وكان يوقف عليها القلاب بوضع مائل ويحبسه ( بدقار ) من الخشب . ولحظة التدوير يقوم احد العمال بسحب الخشبه يتدحرج القلاب فيرفع عمنا محمد خير قدمه من الكلتش ليدور دون حاجة للمنفلة . بل ساءت أحاول القلاب أكثر من ذلك إذ أن مسار ماء التبريد أصبحت به ثقوب تهرب الماء. بعد أن غلب حيلة من الذهاب للصناعية وتلحيمه ابتكر فكرة جديدة قيل فتح محمد خير اللديتر (تنك الماء) ووضع (سفة) تمباك عليه. أصبح بعد صب الماء تذهب حبيبات التمباك وتقفل الفتحات الصغيرة. فيمكث الماء فترة أطول حتى تذيب السخانة حبيبات التمباك ويعود هروب الماء من جديد. بالتالي في اليوم التالي يحتاج لسفة جديدة. ومن سخرية أبناء الحي قال أحدهم أنه قلاب محمد خير أدمن التمباك إذا ما (خت) له سفة من الصباح يحلف ما يدور.😀😀😀 بعدها باع محمد خير القلاب واشترى تاكسي وغير مهنته وأصبح ضمن سائقي التاكسي في المدينة.
|
|
|
|
|
|