|
Re: وداعا أيها الراستا (Re: درديري كباشي)
|
و من أغرب المواقف والحكاوي تحضرني اليوم كانت مع سائق تاكسي شاب ممشط شعره على طريقة بوب مارلي وواضع عليه طاقية الصوف الملونة الشهيرة ما عرف حديثا بموضة ( الراستا ). ركبت معه من السوق الشعبي وقلت جملة واحدة فقط معتاد عليها ( شمبات الحلة لو سمحت )ولأنه عادة يصل البص قبل العصر وعادة أكون مصدع من سخانة الجو ومواجهة الشمس أحبذ الا أكثر من الكلام لكن لا يمنعني هذا من التحول الى مستمع جيد . إذا سألني أرد قدر السؤال فقط. (جايي من وين؟) (من كسلا). الجو كيف عندكم؟ (كويس الحمد لله). لكن صديقي ( الراستا ) هذا كان مختلفا تماما في حكايته مثل ما هو مختلف في هيئته . أول شيء كان مشغل (كاسيت) للفنان حمد الريح وتحديدا أغنية (شال هم فرقتك قلبي) في الأول لم أركز لأنه الشريط نازل جديد ومنتشر في كل محلات العصير والحافلات والبصات السفرية. لكن ما لفت نظري هو تكراره لهذه الأغنية. كل ما خلصت يرجع الشريط ويعيدها من جديد ويغني مع الفنان ويطرق بطرب وتأثر شديد على المقود (الدريكسون) بعد تنتهي الاغنية يختمها بعبارة (يا سلام ياخ ) قبل أن يعيدها من جديد . والملاحظة الثانية لم يمشي بالطريق المستقيم الى كبري النيل الأزرق أنما توغل بي في حي الخرطوم اتنين، الحي الفاخر العتيق والشهير،. لم اعترض على تطويل المشوار لأني أصلا كنت من معجبي هذا الحي بفلله الحالمة وشوارعه النظيفة والحدائق والصواني (الدوارات الثلاثة المتتابعة) كلها كانت تعجبني وتدهشني. لكن بعد الدوار الأول هدأ السرعة وقال ممكن يا أستاذ تسمح لي خمسة دقائق فقط. قلت له جدا. ركن السيارة على جنب وتوجه ناحية إحدى البقالات. افتكرته سيشتري سجائر أو أي غرض خاص به. لكنه لم يذهب ناحية البقالة. انما تحت شجرة ظليلة تنتظره بنت متحجبة بالثوب السوداني ( متبلمة ) . وقف معها، تحدثوا فترة يمكن تجاوزت الخمسة دقائق. ثم عاد أعتذر على التأخير لم امتعض أو اغضب منه لكنه أثار فضولي على كل حال و ظللت ساكتا. عاد هو الى شريط حمد الريح وشال هم فرقتك قلبي ولكن هذه المرة زادت آهاته وأصبحت ظاهرة مع ضربات عنيفة على الدريكسون شعرت أنه يحاول اثارة فضولي.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: وداعا أيها الراستا (Re: درديري كباشي)
|
وبدأت تخرج منه عبارات مستفزة من نوع (الدنيا أصلها ما تديك الفي مرادك) وآخ يا زمن. وهكذا. حقيقة نجح في اثارة فضولي جدا لكن الصداع كان أغلب ، لم أعلق تمنيت لو ظل ساكتا مع أغنية حمد الريح التي حفظت كلماتها في ذاك اليوم. يبدو انه حاجته للفضفضة تفوقت على غيظه من برودي. أدخلني في موضوعه مباشرة. ودار بيننا الحوار. - تعرف البت دي يا أستاذ. - البت ياتا ؟ - البت الانا وقفت معاها قبل شوية دي. - مالها ؟ - انا بحبها حب شديد ياخ. وهي كمان تحبني. - طيب ليه ما تتزوجها ؟ - لكن هي متزوجة. بدهشة قلت: يا راجل ؟ - كنت عاوز اتزوجها لكن أهلي رفضوا. - طيب هي ليه تزوجت شخص تاني؟ . - جاهم رجل غني كبير أكبر من ابوها أهلها طوالي زوجوها ليه. - طيب حتتزوجها كيف وهي متزوجة ؟ - لا ما هي حا تتطلق من الراجل الكبير دا ؟ - واهلك كيف حايوافقوا تتزوج واحدة مطلقة؟ - ليه؟ تفتكر حا يرفضوا تاني ؟ - إذا كان هم رفضوا تتزوجها وهي بنت فتاة حا يوافقوا تتزوجها وهي مطلقة؟ (كما هو مألوف عادة الأهل في السودان لا يفضلون زواج ابنهم (البكر أذا جاز الوصف) من مطلقة). التفت ناحيتي بسرعة نظرة جاحظة جدا شريرة كأنه انا واحد من أهله. نظرته النارية هذه لم توقفني خاصة أن الصداع زاد وسخن برأسي وواصلت قائلا: - وانت ذاتك كيف تضمنها تخلص لك بعد ما تطلق من زوجها لتتزوجك. - لأنها هي تحبني ياخ . - ما ممكن يلاقيها واحد ثالث تحبه أكثر منك ويكون عندها تجربة في البيع بمعنى العملية بالنسبة لها تصبح سهلة ومعتادة عليها تبيعك وتروح للثالث. ولا تقدر تلومها لأنه أنت من علمتها هذه التجربة. سكت فترة ليست بالقصيرة وعلامات الغيظ بائنة في وجهه - طيب تفتكر الحل شنو؟ يتبع
| |
|
|
|
|
|
|
Re: وداعا أيها الراستا (Re: درديري كباشي)
|
استمر الحوار فقلت - الحل أنك تنساها واعتبرها ليست من نصيبك. سيبها تشوف حياتها الجديدة يمكن تلاقي في زوجها الجديد ميزات تجعلها تحبه وتعيش في سلام وانت أكيد اكيد يكون نصيبك من واحدة ثانية تسعدك. عادة نظرات الاهل تكون صحيحة وشايفين أشياء انت لا تستطيع تشوفها لأنه الحب عامي عينيك.لا تخرب عليها حياتها مرتين الأولى تضطراها تتزوج رجل أكبر من أبوها والثانية تطلق منها وتفقده وكلها بسببك، حرام عليك ياخ . هذه المرة طال صمته. وكما أنه لم يعد أغنية شال هم فرقتك قلبي. ترك الشريط يكمل دورته. كما لم يستطع أن يكتم غيظه وانفعاله ويبدو ان حوار عنيف يدور في رأسه يخرج في كل مرة في شكل زفرات حارة أو ضربات عنيفة على المقود. حتى عبرنا الكبرى وتوغلنا في شوارع الخرطوم بحري بشارع المعونة الى شمبات . وصلت البيت سلمته حسابه كاملا دون مساومة استلم وقفل راجعا بسرعة دون أن يقول وداعا. لكن وداعا أيها الراستا . انشاء الله أكون أفدتك وما ضريتك .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: وداعا أيها الراستا (Re: درديري كباشي)
|
أخ درديري كباشي اولاً كل عام وانت بخير العنوان لم يكن جاذب لي ولكن دخلت عشان خاطرك والحمد الله على الدخول فقد اكتشفت أنك متمكن من السرد وجذب القارئ للمواصلة وعليك ان لا تتردد كثيرا في اصدار كتاب بهذا المعنى أي القصص التي مرت عليك مع أهل التاكسي وغيرهم لك ودي سنتابع معك
| |
|
|
|
|
|
|
Re: وداعا أيها الراستا (Re: عبداللطيف حسن علي)
|
Quote: هههه اتاريك من الضهاري
ياخ كسلا دي قضيت فيها اسبوع من اجمل ايام عمري
ـــــــــــــــ
اما القصة دي بصراحة بايخة بوخ شديد |
أكيد كسلا عطرتك وعطرتها . فهي لها سحر عطر ويدوم ويدوم .
كيف أنا فخور بالضهاري دي ودخلت قبل كدة في مجاكرة مع أخونا توفيق ببوست طويل وشهير بعنوان ( نحن أهل الضهاري ومن حكاوينا )
هههههههههههه لأنك فيلسوف ما حا آخد كلامك بظاهره .
ذكرتني نكتة الرباطابي الرسل ولده أروبا يدرس الطب جاه دارس فلسفة ومنطق . وهو متغاظ منه قاعدين يتغدوا مع بعض قال هسع الفلسفة والمنطق ديل يعني شنو المشي قريتهن ديل . قال يا أبوي يعني هسع الجدادة دي ممكن انا بالمنطق والفلسفة اقنعك انها جداتين ما واحدة .. عمك خطف الجدادة وقال له أكل التانية انت انا خليني ما تقنعني .هههههههه
| |
|
|
|
|
|
|
Re: وداعا أيها الراستا (Re: Ali Alkanzi)
|
Quote: أخ درديري كباشي اولاً كل عام وانت بخير العنوان لم يكن جاذب لي ولكن دخلت عشان خاطرك والحمد الله على الدخول فقد اكتشفت أنك متمكن من السرد وجذب القارئ للمواصلة وعليك ان لا تتردد كثيرا في اصدار كتاب بهذا المعنى أي القصص التي مرت عليك مع أهل التاكسي وغيرهم لك ودي سنتابع معك |
تشكر يا شيخ الكنزي على الطلة والاطراء وكل عام وانتم بخير
العنوان من تكانيك أو تكاتيك على قول أخونا حاتم التي فرض علينا المنبر تعلمها بمرور السنين . العناوين المباشرة التي تحمل ما بداخل البوست لا تجذب أحد . يمكن بعد فترة ستلاحظ .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: وداعا أيها الراستا (Re: درديري كباشي)
|
وأكيد لكل سائق دوافعه الخاصة والمشروعة. بعضهم يرى أن من واجبه تسلية الزبون وكسر الملل من الصمت خاصة في المشاوير الطويلة وبعضهم يحتاج لشخص يفضفض معه همومه ــــــــــــــــــــ حاولت امازحك يادرديري اكتر حاجة بكرهها هي الحلاق وطبيب الاسنان وسائق التاكسي
لاني عايز اسكت واكون في حالة صمت سلبي ويجبروك علي الكلام
هسي انا زهجت من الراستا المعاك دا
متابع قصصك جميعا هنا وكما قال الكنزي لماذا لاتفكر بجدية بجمعها
حتي لو في صيغة pdf ولاحقا في كتاب فهي ممتعة وتحتوي كل تقنيات
السرد القصصي ويمكن فيها تمرد علي القوالب المالوفة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: وداعا أيها الراستا (Re: عبداللطيف حسن علي)
|
تشكر يا صاحب على العودة أنا فهمت الممازحة زز وبيني وبينك أنا كمان ما اطيق ونسة التكاسة والحلاقين خاصة من يتبعون اسلوب التحقيقي يسألك أنت من وين وشغال شنو وجايي تعمل شنو ؟ نشكرك للمتابعة وكويس لقيت لينا وقت من زحمة كتب الفلسفة هههههه
بالنسبة للطباعة عندي حتى الآن ثلاثة رووايات مطبوعة ( دموع حواء .ز والسا قارورة عطر وطاحونة العجب ) كلها طبعت في مصر . أما بالنسبة للقصص القصيرة والحكايات المشابهة في كتاب تحت الطبع جمع من صفحتي بالفيس بوك وسينشر انشاء الله قريبا .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: وداعا أيها الراستا (Re: درديري كباشي)
|
درديري وشركاه ولداً متين بقي للسفر والإغتراب و(الدردرة)
Quote: نحن سكان الأقاليم .... لأنه نأتي للعاصمة |
بالله انحت مخك دا وطلع المكنون خلينا نستمتع ينوبك ثواب
| |
|
|
|
|
|
|
Re: وداعا أيها الراستا (Re: Ahmed Yassin)
|
Quote: درديري وشركاه ولداً متين بقي للسفر والإغتراب و(الدردرة) Quote: نحن سكان الأقاليم .... لأنه نأتي للعاصمة
بالله انحت مخك دا وطلع المكنون خلينا نستمتع ينوبك ثواب |
ههههههههههههههههههههههههههه
هلا يا فنان كل عام وانتم بخير
| |
|
|
|
|
|
|
Re: وداعا أيها الراستا (Re: درديري كباشي)
|
الضيف الغتيت يسهرن البنات الشابات في ليلة العيد حتى الصباح في فرش الجديد وتلميع البلاط وإطلاق البخور لا يحسن بالتعب والملل من هذا الجهد المضني بعد توجيهات الأم تجدها مثل مهندس المشاريع الذي يستعد لتسليم مشروع في اليوم التالي انت يا بت ياعفراء تلاقي فوط الطرابيز ديل في دولابي جيبيهن يا ولد يا طارق يلا تعالوا ركبوا الستاير وانت يا خالد امشوا طلعوا السجادات من المخزن 👩🏭👩🏭👩🏭👩🏭👩🍳👩🍳👩🍳🧕🧕🤰 وبالفعل قريب الصباح يتحول البيت إلى قصر ملكي شكلا وعطرا وبهاءا وتمني .
🏤🏚️🏨🏨🏭💒 وفي الصباح يطرق الباب سلام أزيكم كل سنة وانتو طيبين منو في الباب؟؟؟ يا أمي دا عماد ود خالتي نفيسة أجي هو معيد هنا السنة دي؟ ؟؟؟؟ قالوا جا يوم امس بالليل. امشوا دخلوه الصالون سريع قبل ما يشوف حبوبتك في الحوش ويلصق جمبها لكن فعلا يلم عماد في الحاجة ويجر كرسيه ويجلس قربها ازيك يا حاجة كيفك ما شاء الله صحتك زي الفل الله يبارك فيك يا ولدي بركة الشفناك طيب جيت بتين؟ جيت أمس قريب الصباح 🧕🧕🧕🧕 ازيك يا عماد حمد لله على السلامة أهلا يا خالتي إحسان قاعد في الحر دا مالك ادخل جوة على المكيفات .
لا هنا الحوش كويس جدا والضل باااارد خلوني مع الحاجة دي أصلي مشتاق ليها . اجي يا ولدي ادخل جوة عمك خضر راقد جوة. خلوني اخد لي قعدة مع الحاجة . وتعود الى الداخل . يا أمي ما تناديه يدخل الصالة أو الصالون. ابى اسوي له شنو.🤔🤔🤔😡😡😡😡 امشي انت يا طارق سلم عليه وجره على الصالون وكذلك يحاول طارق بعد السلام والمحاولات و يصر الضيف على جلسته في الحوش قرب الحاجة الجدة. ياخ نحن زهجنا من جو الشقق والمكيفات عايزين لينا هوا طبيعي ياخ.
ياخ ادخل عيد جوة. انا عيديتي جيبوها لي هنا جمب الحاجة دي مشتاق لها ومشتاق لونستها .
والبنات في الداخل عمري ما شفت لي زول دمه قرادة زي الولد دا.😡😡😡😡😡😂 نحن الليل كله نحكحك ونفرش ونعلق في الستائر هو ما عايز يدخل لجوة يتفرج ويآمن . اوعى يا أمي عماد دا يتقدم لي توافقوا انا مكجناه عشان غتاته دي.
( الأم محاولة أن تعمل خط رجعة . الأمر لا يصل لدرجة رفض خطوبته لبنتها )
يا بت يمكن مشتاق لحبوبتك فعلا . حبوبتي كان مشتاق ليها ما يجيبها معاه ويجوا داخلين جوة . والله فكرة امشي انت يا أحمد قولهم تعالوا انت والحجة الشمس جات عليكم . يا أمي لقيتو استاذن ومشى قال يحصل باقي العيد يلقط رزقه بالتاكسي بتاعه . اريتو ما دخل 😡😡😡😡
😡 😂😂😂😂😂😂😂
| |
|
|
|
|
|
|
|