كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
|
Re: الذكرى السنوية للقاء الأثيري الملائكي: من (Re: محمد عبد الله الحسين)
|
بينما كانت الكلمات تنسال من فمي متدفقة كنت اراهن ينصتن في حبور. و في سعادة تتلألأ ابتساماتهن الحلوة في وجوههن الوضيئة و هن يزددن اقتراباً مني. لحظات مرت قبل أن تتوقف الكلمات مني برهة. دمعات حرّى تحجب الرؤيا عني..و يتهدج صوتي في عفوية مفاجئة و تتداعى الكلمات مني: لقد تغير الزمان بعدك يا جداتي و تغيرت الحياة. و صار الأشياء بلا طعم. كنّا في أيامِكُنّ نستمتع بطعم العلاقات و الأشياء.كنا نستطيب سمر الاصدقاء و الجيران و الوفاء للرفاق و الصحاب. كنا ننام على حكايات الليل التي تجيدن سردها و تتوه خيالاتنا معاها إلا أن يسرقنا النعاس و الوسن و الظلام يلف دثاره حولنا. إنني أشكو إليك يا جدتي حياتنا التي صارت حياتنا بعدكن جافة و ماسخة . و كيف تناسلت بعدكن الأحداث و المشاكل بعد أن كبرنا. لقد صارت مطالب المعيشة و الحياة اكبر من أن تتحملها كواهلنا المهدودة المقرورة. و أصبحنا يا جدتي نهباً للتشرذم الحياتي و المشاغل و النسيان و الخوف من جور الزمان. لقد صرنا نهبا للهواجس و المخاوف و صار الرهاب و الفوبيات بعبع حياتنا. و لا ازال يا كفكفت دموعي و خطوت لألمس يدي جدتي. - لا زلت احس يا جدتي احس في يدي ملمس يديك الحانيتين و هي تمسح عن قلوبنا اليافعة المخاوف و تطرد من مخيلاتنا الطفلة الظنون. ولا زلت أذكرك و انتٍ تضعين على وجوهنا الحالمة دثار من الاحلام المباركة إيذاناً بإنقضاء يومٍ سعيدٍ.
|
|
|
|
|
|
|
|
|