# تلغرافات بعلم الوصول- ما بين محمد حسن عربي ودونالد ترمب -بقلم أمجد فريد

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-02-2024, 03:19 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2018م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-28-2018, 06:24 AM

زهير عثمان حمد
<aزهير عثمان حمد
تاريخ التسجيل: 08-07-2006
مجموع المشاركات: 8273

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
# تلغرافات بعلم الوصول- ما بين محمد حسن عربي ودونالد ترمب -بقلم أمجد فريد

    06:24 AM May, 28 2018 سودانيز اون لاين
    زهير عثمان حمد-السودان الخرطوم
    مكتبتى
    رابط مختصر

    #تلغرافاتبعلمالوصول
    ما بين محمد حسن عربي ودونالد ترمب

    د.أمجد فريد الطيب

    (١)
    خذلت الحصافة صديقنا محمد حسن عربي المحامي ، الناطق الرسمي باسم حزب المؤتمر السوداني، وهو يرد في صفحات الوسائط الاجتماعية على تقرير صحفي للاستاذ قرشي عوض نُشر بجريدة التغيير الالكترونية بعنوان (حزب المؤتمر السوداني، هل يترجل عن ركب المقاومة)، عن موقف حزب الموتمر من انتخابات ٢٠٢٠. اعتبر عربي ان ما جاء في تقرير عوض يجافي التقاليد المهنية، بل وانه (سقوط في مستنقع عدم المهنية) فأخذته حمية الرد عليه لوصف قرشي عِوَض ب(الصحفي المتنقل بين الأحزاب) وانه خط تقريره ب (يراع سياسي للتعبير عن خط حزبه). ثم "اتلخبط الشوق بالزعل" كما قال الدوش في حديث عربي فأستمر في كتابته واصفا حزبه الموتمر السوداني بانه كان (وحيدا صفوف البنزين ومع سائقي المركبات والمواطنين فى النهود وكرري وأمدرمان و بحري يحث على المقاومة)، في شوفونية متعصبة لا تليق بناطق رسمي لحزب ديمقراطي.
    كان تصريح عربي بمثابة ضو اخضر لحملة واسعة شارك فيها من شارك للرد على تقرير قرشي عِوَض. تم تناول كل شيء في تلك الحملة عدا الرد على محتوى التقرير ومضمونه الذي اكتفى المهاجمون من عضوية حزب الموتمر بوصفه بعدم المهنية. ثم انطلقوا يكيلون لكاتبه الاتهامات بالتقلب السياسي بين الأحزاب، والتي وصلت لحد اتهامه بانه كان غواصة للحزب الشيوعي في حق (وهو اتهام لا يتسق مع سيرة الرجل ولا مواقفه)، ويستنكرون عليه خياره في العودة لصفوف الحزب الشيوعي، متعجبين عن كيف لم ينتقل الي تنظيم ليبرالي او ديمقراطي (حسب تصنيفهم)، بل وصل حد الاتهام الي صياغة نظرية مؤامرة كاملة تفترض ان تقرير قرشي هو جزء من حملة رسمية ينظمها الحزب الشيوعي ضد المؤتمر السوداني.

    (٢)
    لا يمكن البدء في وصف فداحة الأخطاء التي وقع فيها عربي والحملة المساندة له في انتهاش قرشي عوض بدلا عن الرد على ما ورد في تقريره، دون التذكير بمبادئ ديمقراطية أصيلة لحرية الصحافة والإعلام كسلطة رابعة. حيث ان المرجو من دوائر الاعلام الشريفة هو فتح باب النقاش العقلاني والمستنير عبر استعراض أوسع طيف ممكن للآراء والاراء المضادة والمعلومات على صفحاتها ومنصاتها. هذا الدور وحده هو الذي يضمن ان يصبح الخطاب السياسي مسنودا بنقاش جماهيري واعي عبر رأي عام مستنير. ومن الخطل بمكان ان يتصور أيا كان ان دور الصحافة (الوطنية) يجب ان يكون في الثناء والتصفيق للتنظيمات المعارضة فقط لا غير تحت راية ان لا صوت يعلو فوق صوت المعركة مع شيطان الإنقاذ الأعظم.
    الصحافة مطالبة بالبحث والتنقيب فيما هو مسكوت عنه وفيما قد لا يتفق مع توجهات بعض الأحزاب والتنظيمات السياسية. ولا يجب على الأحزاب ان تنظر لهذا الدور بشكل سلبي بل بالعكس، فان هذا يمنحها فرصة اكبر للرد على ما تراه غير صحيح بشكل علني وتفتح باب أوسع للنقاش حول أطروحاتها السياسية وتشرحها وتعيد شرحها للجماهير المعنية بها بالأساس. هذا الدور إيجابي بل هو حق اجتماعي تؤديه وسائل الصحافة والإعلام للمجتمع، وينبغي حمايته والاصرار عليه بل وتشجيعه بشدة من التنظيمات التي تأخذ موقعها في خندق استعادة الديمقراطية وتوطينها في السودان. وقد منح تقرير قرشي عوض في رأيي هذه الفرصة للمؤتمر السوداني لو كانوا تعاملوا معه بالحكمة والحصافة السياسية الكافية للرد على ما جاء فيه مما تتداوله مجالس الخرطوم المغلقة وجلساتها السرية. نقل عوض هذه الاقاويل السرية الي ساحة النقاش العام بشكل علني، مما يتيح لحزب الموتمر السوداني الرد على خطاب مادي موجود على الساحة العامة بدلا من التضجر على ما يقال وراء أبواب الغرف والمجالس المغلقة من كلام مجاني يطلق في الهواء سداحا ومداحا ويقدح في حزبهم دون ان يكون لهم حق التفنيد.

    (٣)
    كانت اكبر اثام صديقنا عربي في رده على تقرير قرشي عِوَض، هو شخصنته للرد بتوجيه النقد الي كاتب المقال وليس الي تفنيد كتابته. وكانت اكبر هذه الانتقادات الشخصية هو نعت قرشي بالمتقلب بين التنظيمات، وهو ما استبطن استنكارا لعودة قرشي عوض الي صفوف الحزب الشيوعي بعد ان كان غادرها في تسعينات القرن الماضي الي منصة حركة القوى الجديدة (حق). وهذا الاتهام لم يصرح به عربي صراحة وان كان استبطنه ولكن قال به اخرون من الذين انطلق عِقالهم في حملة شواء قرشي عوض، ولَم يستنكره عربي ولَم يستنكر ما مضى به اخرون ابعد في اتهام قرشي بانه كان (غواصة) للحزب الشيوعي في حق وذلك اتهام لا يستحق حتى بذل الجهد في الرد عليه. خيارات قرشي السياسية هي من حقه تماما... ولا ادري أين هو موطن الريب في انتقال قرشي بين تنظيمين سياسيين وهو ما يعكس بحث دؤوب عن الحقيقة (اما ما جاء به بعضهم من انه كان من المقبول ان يذهب الي الموتمر السوداني او اَي تنظيم ليبرالي اخر فهو قمة التراجيدوكوميديا السياسية السودانية، حينما لا يجد الليبرالي في نفسه من حرج في تحديد خيارات الآخرين الفردية وتقييم ما هو مقبول او غير مقبول منها.) فارق قرشي -كما قال- صفوف الحزب الشيوعي بحثا عن فعالية نضالية اعلى، وعندما قعدت مراكب بحثه عن إيجاد هذه الفعالية الأعلى عاد الي منصته الأصلية. وهو مسلك إيجابي لرجل صادق استطاع مواجهة نفسه والصدق مع دوافعه الحقيقية بما يستحق التقريظ والإشادة ولا يجوز او يستقيم استخدامه كنقيصة او التعامل معه بشكل سلبي. قد يكون الحزب الشيوعي مليئا بالمشاكل والثقوب التي أدت بكثيرين الي مغادرة صفوفه -وانا نفسي منهم- والذين لا يتفقون مع تقييمات قرشي عوض. ولكن قرشي كان صادقا مع نفسه ومع دوافعه للمغادرة وعندما وجد انه ترك ما يبحث عنه ببسطام حسب تقييمه الشخصي عاد الي بسطامه سالما دون ان تأخذه العزة بالاثم. وهذا كله غير مربوط بهوية قرشي الصحفية.

    (٤)
    فات على عربي أيضا، ان نقد تقرير وارد على صفحات جريدة لا يتوجه الي شخص الصحفي في ذاته، بل الي الجريدة ككل. وهي النقطة التي أغفلها عربي وعضوية الموتمر السوداني في حملة شواء قرشي عوض. صحيفة التغيير لها إدارة تحرير رأت في التقرير المشار اليه صلاحية للنشر حسب معاييرها، وعليه يصبح اتهام عدم المهنية في التقرير موجها للصحيفة باكملها وليس الي قرشي. وهو الامر الذي لا يستقيم، ولكن يبدو ان عربي ورفاقه في الهجوم سعوا لاكتساب حصانة من اَي نقد إعلامي يوجه ضدهم بأسلوب اضرب المربوط يخاف السائب دون خسارة هذا السائب او افساد العلاقات معه. معتمدين على تعدد مضارب العمل الإعلامي في السودان وعسر اتخاذ المواقف المبدئية الموحدة. ولعل هدفهم من هذه الحملة هو ان يخاف كل صحفي من تناول المؤتمر السوداني او استعراض مواقفه بالنقد متخوفا مما حدث ويحدث لقرشي عوض. او لعلهم يريدون القول بان لهم ألسن مسنونة تستطيع الرد بحدة على اَي هجوم ضد حزبهم كما للناس السن يرمون باتهاماتهم للحزب بها.
    وكل هذه الافتراضات هي رجم بالغيب مني بالطبع لا اجزم بصحتها ولكنها اول ما يتبادر الي البال حين رؤية طابع الهجوم على قرشي عوض جراء تقريره. وهذا هو عين ما يفعله دونالد ترمب في هجومه المستمر على الوسائط الإعلامية التي تنتقد سياساته.

    (٥)
    وصديقنا عربي مولع -كما ترمب- بوسائط الاعلام الاجتماعية الجديدة، وهذه محمدة كبيرة في زمننا هذه لزيادة التواصل مع الناس. ولكنها تأتي بمحاذيرها في اتساع المساحات العامة للنقاش السياسي. فما يجري في الوسائط الاجتماعية تحكمه نفس قواعد العمل السياسي العامة. ولا مكان فيها للرقابة او محاولة استخدام أدوات الهيمنة الإعلامية (the hegemony) وهو تطور إيجابي يزيد من مساحات الديمقراطية والنقاش العام، ولكن من الضروري الانتباه فيها الي ضرورة الحفاظ على قيم الممارسة السياسية الصحية. وكما انتقدت في مقال سابق إطلاق الاتهامات المجانية والخطاب التجريمي الذي كان يوجه ضد حزب الموتمر السوداني، على الموتمر السوداني ان ينتبه الان الي مسئوليته في الدفاع عن حق النقد مهما كان قاسيا وموجعا، بل والتعامل الإيجابي معه باعتباره فرصة لزيادة مساحة الحوار السياسي والمشاركة فيه، اما أساليب الهجوم الشخصي واغتيال الشخصية فليس من الخيارات النظيفة التي يرفع حزب المؤتمر السوداني شعار اختيارها والمحافظة عليها. الفكرة السياسية مهما كانت درجة حدتها ودرجة الاختلاف معها يُرِد عليها بالفكرة السياسية المضادة وليس بالشخصنة واغتيال الشخصية، ومهما كانت افعال الخصم السياسي فهي لا تبرر استعمال ادوات فاسدة. و إن كنت قد طالبت سابقا قيادة الحزب الشيوعي بضبط خطاب الاتهامات المجاني الذي تثير غباره عضويتها، فمن باب أولى مطالبة قيادة حزب المؤتمر بضبط خطابها السياسي في المواضيع السياسية المتعلقة بها والابتعاد عن فخ الشخصنة البغيض. فحرية الصحافة والإعلام يجب ان تكون مقدسة لابعد درجة ما دامت تتناول الشأن العام ولا تقوم بالخوض فيما هو شخصي وغير متعلق بالمساحات العامة.

    (٦)
    قرشي عوض يستحق اعتذار رسمي من المؤتمر السوداني... ليس لشخصه، بل كصحفي سوداني عامل في مجال الشأن العام. وأرجو ان تكون لقيادة المؤتمر السوداني الحصافة الكافية للاستماع لصوت العقل ومعالجة هذه الخطيئة الفادحة كما يجب في كتاب الديمقراطية... ف (بدون حرية غير مقيدة للصحافة، ومن دون صراع حر للأفكار، ستموت الحياة في كل مؤسسة عامة، وتصبح مجردة من الحياة، وتبقى البيروقراطية فقط باعتبارها عنصرا نشطا.) كما قالت روزا لوكسمبرج.

    (٧)
    المعركة الإعلامية بين الموتمر السوداني والحزب الشيوعي، آن لها ان تتوقف فهناك ما هو أولى ببذل الجهد حول تكتيكات استعادة الديمقراطية والالتفات الي كيفية تنفيذ هذه التكتيكات لاستعادة الديمقراطية فعلا. وهذا الخلاف له ان يدار بطريقة اكثر فائدة لو التزمنا جميعا بالقيم التي نود لها ان تسود وقيم الممارسة السياسية الراشدة. فكثيرون ينظرون الي هذا الصراع بعين الرضا البالغ وهم يَرَوْن غفلة التنظيمات الديمقراطية من نيران التنين عز الصيف.

    (عدل بواسطة زهير عثمان حمد on 05-28-2018, 06:30 AM)





















                  

05-28-2018, 06:39 AM

سفيان بشير نابرى
<aسفيان بشير نابرى
تاريخ التسجيل: 09-01-2004
مجموع المشاركات: 9574

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: # تلغرافات بعلم الوصول- ما بين محمد حسن عر� (Re: زهير عثمان حمد)

    سلامات يا زهير كيفك؟
    شكرا ليك ولي اخي أمجد فريد (مشتاقين يا قريبي)...
    ياخ لو سمحتو نزلو لينا التقرير الصحفي بتاع اخي و صديق العتيق قرشي عوض عشان الواحد يقرأ و يقيم الحكاية.
                  

05-28-2018, 06:42 AM

زهير عثمان حمد
<aزهير عثمان حمد
تاريخ التسجيل: 08-07-2006
مجموع المشاركات: 8273

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: # تلغرافات بعلم الوصول- ما بين محمد حسن عر� (Re: سفيان بشير نابرى)

    حاضر
                  

05-28-2018, 06:44 AM

زهير عثمان حمد
<aزهير عثمان حمد
تاريخ التسجيل: 08-07-2006
مجموع المشاركات: 8273

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: # تلغرافات بعلم الوصول- ما بين محمد حسن عر� (Re: زهير عثمان حمد)

    المؤتمر السوداني .. هل يترجل عن ركب المقاومة ؟


    لتغيير : قرشي عوض

    المطلوبات التي حددها اجتماع المجلس المركزي لحزب المؤتمر السوداني الذي عقد مؤخراً بالخرطوم، لدخول انتخابات 2020 مثل ايقاف الحرب ، الحريات ، تعديل قانون الانتخابات، وانشاء مفوضية مستقلة لها، اعتبرها البعض بمثابة تخلي عن مقاومة الانقاذ والقبول بالتسوية، بينما نظر اليها اخرون كعملية تغيير في التكتيك السياسي تمليه ضرورات موضوعية على رأسها ضعف المعارضة وتشتتها.

    وفي اتصال هاتفي لـ(التغيير الالكترونية) معه قال القيادي محمد زين احد المؤسسين للحزب والذي تقدم باستقالته منذ زمن بسبب التقارب مع حزب الامة والنظام، وهى اسئلة كان قد تقدم بها لاجتماع المجلس المركزي لكنها لم تناقش، ان الخطوة وسابقتها والمتمثلة في قبول الحل التفاوضي وفق خارطة الطريق تعتبران تخلي عن المنطلقات النظرية لحزب المؤتمر الوطني الذي تكون في عام 1986. واضاف بان ( الحزب لم يعد يمثل تاريخنا)، المتمثل في رفض مكتبه السياسي في وقت سابق دخول انتخابات عام 1986 لاشتعال حرب الجنوب وقتها، وقصر الفترة الانتقالية، مما يضع جغرافية معينة خارج العملية الانتخابية، رغم انه اعطانا الحق في التصويت لمن نشاء من قوى الانتفاضة فعملنا في دائرة الصحافة واسقطنا الترابي، وكان الفارق عبارة عن الفين صوت. في حين ان حزب المؤتمر السوداني مجمل ما ناله من اصوات في انتخابات 2010 كان 20 الف صوت، تركز معظمها في مناطق النهود وما حولها لتأثير ابراهيم الشيخ، لكن في غيرها مثل ام درمان كسب 10 اصوات، وفي اخرى صفر. واضاف بان الحزب الحاكم الان جاهز ولا يمكن منازلته في اطار قوته، وانما الصحيح ان تدخل مجال اسقاطه، وان المطالب التي تم طرحها تحققها الجماهير. وان الحزب بهذه الخطوة خسر الناحية الفكرية والسياسية والمتمثلة في خط الوسط الوطني، والذي نعتبره الخيار المعافى بين اليمين المتزمت ممثلاً في الطائفية والاخوان المسلمين والسلفيين، واليسار المتطرف الذي يشمل الشيوعيين والقوميين العرب، وانه يقوم على مفهوم القومية والثقافة الوطنية واستلهام التراث السوداني في قيم الديمقراطية والمواطنة والحريات، رغم ان لنا علاقات محترمة مع افراد من الحزبين، في حين قبلت القيادة الحالية بالصادق رئيساً لنداء السودان، مما يشير الى ان كل ذلك الاساس النظري قد الغي، واصبح الحزب اداة من ادوات حلف ياسر عرمان وجناح الصادق المهدي، الذي يعتبر واحد من ادوات استقرار النظام بتنسيق مع المجتمع الدولي والاقليمي حتى انتخابات ،2020 ويحدث اقتسام للسلطة والثروة مع هذه المجموعات، كما حدث من قبل في اتفاقيات سابقة مثل نيفاشا وابوجا والقاهرة واسمرا، وبالتالي تخلى الحزب عن المقاومة و اندرج في عملية التسوية التي تعني الدخول في مؤسسات السلطة والاعتراف بها واعطاؤها الشرعية السياسية والقانونية، لان الاسقاط يعني المقاومة. اما الدخول في الانتخابات فهو اختلاف مع الحكومة، وليس النظام، ممثلاً في هيئاته وتشريعاته.

    وكان المؤتمر الوطني، وهو الاسم القديم لحزب المؤتمر السوداني، قد رفض دخول انتخابات عام 1986 بسبب الحرب، والتي تشتعل في الجنوب لمدة 16 سنة، الى جانب جنوب كردفان والنيل الازرق، وان ثلث سكان السودان خارج العملية الانتخابية، وبالتالي فان رفع حالة الطواري سيكون تحصيل حاصل. وكان من الممكن ان يقولوا نرفض انتخابات 2020 ابتداءً وبدون شروط ، لا يعني طرحها غير الجلوس للحوار، وهذا مربط الفرس. وعليه صرح احمد بلال وزير الاعلام بقبولها، على ان تكون اجندة لاجتماع مشترك ، والسؤال هل يرفض الحزب ام يقبل ؟، والاجابة واحدة في الحالتين، اما الاستجابة، وهذا يعني قطع الطريق امام الثورة السودانية وطعنة في ظهر الشعب السوداني الذي اعلن اللات الثلاثة، لا حوار لا تسوية لا انتخابات ، وبالتالي يكون قد خرج من تيار المواجهة واصبح جزء من عملية التسوية، والخيار الثاني، اذا رفض الجلوس للتفاوض حول اجندة هو الذي حددها، فان ذلك يصبح تهريج وعدم نضوج سياسي، او تنفيذ لمخطط وقع فيه بدون وعي، وسقط في شرك قوى اخرى لها امكانيات سياسية عالية و قدرة على التواصل الاقليمي والدولي، لتهيئة المناخ لعمل اصلاحات داخلية تعقبها مصالحة وطنية كما حدث في عام 1977 بين نظام نميري والجبهة الوطنية المتحدة بزعامة الصادق المهدي. من جانب اخر المطلوبات المتعلقة بمفوضية قومية للانتخابات ، قانون انتخابي ، اليات مراقبة، وسجل انتخابي كلها تسقط وفق المثل السوداني (الفي يده القلم ما بكتب نفسه شقي)، وهذا يعني ان الحكومة لن تقوم باي اصلاحات تقدمها الى محاكمات على الجرائم التي ارتكبتها منذ عام 19989 وحتى الان.

    في حين يرى بروفيسور جلال مصطفى القيادي المستقيل عن الحزب، ان اللغة التي تم اعتمادها من قبل المجلس المركزي، يمكن قراتها من كل الاتجاهات، لكن اذا تمت المشاركة في الانتخابات فسيحدث انقسام، لان القاعدة ضدها، وان كانت تقف معها قلة مؤثرة في صنع القرار ولها نفوذ. ونبه الى ان الشروط، هي نفس التي رفعتها من قبل قوى الاجماع الوطني للحوار حول الفترة الانتقالية، ولم تفي بها الحكومة، مما جعل الاحزاب التي دخلت حوار الوثبة بلا اثر يذكر.

    لكن القيادي بقوى الاجماع الوطني امين سعد يرى ان (السوداني) سيعيد النظر في موقفه، موكداً ثقته فيه، وقال انهم اذا خرجوا الى الشارع سيجدونه الى جانبهم، موضحاً بانهم طالبوا بتوفير نفس المطلوبات من اجل تفكيك النظام، ولم تتحقق، فما الجديد حتى تطرح من جديد؟.

    واشار الصحفي عبد المنعم ابو ادريس مراسل وكالة الانباء الفرنسية، الى ان المؤتمر السوداني يعلم ان الحكومة لن تقبل بشئ مما تقدم به لا نها غير راغبة، فسعى الى موقف يحفظ ماء وجهه امام الشعب، وبسبب ما حدث من صراع داخله، فلجا الى خيارات اصلاً مجربة. وان ما تم مجرد تبديل في المواقف دفعت اليه تحولات سياسية، ابرزها الاوضاع داخل المعارضة التي تعاني من حالة ضعف، سواء ان كانت المسلحة في جنوب النيل الازرق وجنوب كردفان التي تعاني من الانقسام او في دارفور، و التي تراجعت على الارض بنسبة كبيرة للانشقاقات وسطها ولتغير بعض الظروف الاقليمية والدولية المرتبطة بها، كما انها تعرضت لضربات كبيرة من قبل قوات الحكومة، او المدنية التي تعيش حالة انهاك ولا تستطيع ان تقوم بعمل سلمي بسبب القوانين والممارسات الحكومية، مما جعلها تعيش اوضاعاً غير طبيعية وخلق اشكالات في تواصلها مع الجماهير، ودفع بعض فصائلها الى تغيير اساليبها. وبحسب ابو ادريس اذا توفر جزء من الشروط التي طرحها (السوداني)، خاصة اذا سبقتها تسوية سياسية في مناطق النزاعات ، عندها فان احزاباً اخرى ربما تشارك في الانتخابات.





                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de