|
Re: [} إليه يصعدُ الْكَلِم الطَّيِّب و الْعَمَ (Re: دفع الله ود الأصيل)
|
(94/200) و قوله تعالى: (إلا على الخاشعين) .. ما معنى الخشوع؟ الخشوع هو الخضوع لمن ترى أنه فوقك بلا منازع. فالناس يتفاوتون في القيم والمواهب. و كل واحدٍ يحاول أن يفاخر بعلوه ومواهبه. ويقول : أنا خير من فلان. أو أنت خير من فلان. إذن فمن الممكن أن يستكبر الإنسان بما عنده. ولكن الإنسان يخضع لمن كانت له حاجة عنده. لأنه لو تكبر عليه أتعبه في دنياه. ولذلك أعطى الله سبحانه وتعالى للناس المواهب على الشيوع والخشوع على الشيوع . فكل إنسان منا محتاج للآخر. هذا خشوع على الشيوع. وكل إنسان منا مميز بما لا يقدر عليه غيره. هذه مواهب على الشيوع. هذا في البشر، أما بالنسبة لله سبحانه فإنه خشوع لمن خلق ووهب وأوجد.
# والخشوع يجعل الإنسان يستحضر عظمة الحق سبحانه ويعرف ضآلة قيمته أمام الحق سبحانه وتعالى ومدى عجزه أمام خالق هذا الكون. ويعلم أن كل ما عنده يمكن أن يذهب به الله تعالى في لحظة .. ذلك أننا نعيش في عالم الأغيار. ولذلك فنخضع للذي لا يتغير. لأن كل ما يحصل عليه الإنسان هو من الله وليس من ذاته. والذين يغترون بوجود الأسباب نقول لهم: اعبدوا واخشعوا لواهب الأسباب وخالقها. لأن الأسباب. إنسان يفاخر بقوته. يأتي من هو أقوى منه فيهزمه. إنسان يفاخر بماله. يضيع هذا المال في لحظة .. واقرأ قوله تعالى: إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاء وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ).
# ولذلك لابد أن نفهم. أن الإنسان الذي يستعلي بالأسباب سيأتي وقت لا تعطيه الأسباب. فالإنسان إذا بلغ في عينه وأعين الناس مرتبة الكمال. اغتر بنفسه. نقول له: لا تغتر بكمالات نفسك. فإن كانت موجودة الآن. فستتغير غدا .. فالخشوع لا يكون إلا لله. والحق سبحانه وتعالى يقول: "وأنها لكبيرة إلا على الخاشعين" من هم الخاشعون؟ الخاشع هو الطائع لله. الممتنع عن المحرمات. الصابر على الأقدار. الذي يعلم يقينا داخل نفسه أن الأمر لله وحده. وليس لأي قوة أخرى .. فيخشع لمن خلقه وخلق هذا الكون له
| |
|
|
|
|
|
|
Re: [} إليه يصعدُ الْكَلِم الطَّيِّب و الْعَمَ (Re: دفع الله ود الأصيل)
|
(95/200) ﴿ وَ اسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ﴾ الصبر أصل الدين، أودع الله فيك شهوات البطن و الفرج والمال كلها محرمات عدا قناة واحدة نظيفة تسري خلالها كل شهوة فما هو الصبر؟ الصبر أن تحرك رغباتك وفق ما يرسمه منهج الله به وما يقتضيه بالغ حكمته: حينماجعل الصبر وسيلة لفهم الحكمة من مشروعية الأشياء. فالفراش أكثر جذباً للإنسان و أودع الله فيك طبعاً وكلفك تكليفاً و لحكمة بالغة يتناقض التكليف مع طبع يدعوك للتثاقل إلى فراش وثير، بينما التهجد و بعده صلاة في وقتها الفجر تنزع جنبك نزعاًلمجافاة المضاجع؛ الإنسان طبعه أن يأخذ المال و التكليف أن ينفقه؛ و عينه زائغة تواقة لتشبع من مفاتن النساء، في حين أن التكليف أن يغض البصر. إذاً الدين تصبر على الطاعة و عن المعصية، وعلى و ثالثة ليست سهلة أي: على قضاء الله. دقق ربما أعطاك فمنعك، و ربما منعك فأعطاك، و إذا كشف لك الحكمة في المنع عاد المنع عين العطاء، أحياناً تعاني ما تعاني هذه المعاناة دفعتك إلى باب الله، أقبلت عليه، رجوته، دعوته، استغفرته، تبت إليه، سعدت بقربه، و هناك إنسان كل حاجاته مؤمنة، بعيد عن الله، بعيد عن مناجاته، عن الإقبال عليه،غليظ القلب رغم عيشه في بحبوحة تفوق حدّ الخيال فهو في جفوة ما بعدها جفوة، و هذا الذي يعاني ما يعاني في قرب ما بعده قرب. ربما أعطاك فمنعك و ربما منعك فأعطاك، الناس ألفوا أن يذموا سلبيات بلدهم، والله أيها الأخوة كلما سافرت إلى بلد تذكرت خصائص هذه البلدة الطيبة، والله نحن في رمضان في عرس، إقبال الناس على المساجد عجيب، تعلقهم بالله عجيب، لعل هذا من بعض المشكلات التي يعانون منها، ربما منعك فأعطاك، وفي بلاد فيها بذخ وفيها ترف يفوق الوصف، مع هذا البذخ والترف لا يوجد إقبال على الدين إطلاقاً، أيهما أفضل أن يمنعك فيعطيك قربه أم أن يعطيك الدنيا و تحرم من قربه ؟ ربما أعطاك فمنعك وربما منعك فأعطاك، وإذا كشف لك الحكمة في المنع عاد المنع عين العطاء، لذلك قال النبي عليه الصلاة والسلام: (( عَجَبًا لِأَمْرِ الْمُؤْمِنِ ؛ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ ذَاكَ لِأَحَدٍ إِلَّا لِلْمُؤْمِنِ، إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ) ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ﴾ كُنْ كَصَنْدَلَة ٍ ، تُعَطِّرُ فَأْسَ قَاْطِعِهَاْ كُنْ وردةً ، عِطْرُهَاْ حَتَّىْ لِسَارِقِهَاْ لَاْ دِمْنَةً ، خَبَثُهَاْ حَتَّى ْ لِسَاْقِيْهَاْ
| |
|
|
|
|
|
|
Re: [} أنْزَلَ مشنْ السَّاء ماءً...) (Re: دفع الله ود الأصيل)
|
(96/200)
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الجندي المجهول لا تعجبي يا سلمى من رجل ضحك المشيب برأسه فبكى غايتو الليلة وريتنا حاجة ( تسلم يا ود الحيشان إلى قلوبنا ) سلام يا مجهول و لو كنت أين أنت لجئتُك حافي القميد حاسراً رأسي لتقديم فروض التجلة أن بعدُ، أفعلى رأي ا لبحتري: لا تنكري عطب الكريم من الغنى فالسيل حرب للمكان العالي @ و لسة يا جندي ، لعلنا لم نر من الديك بعد إلا رأسه،،،، ولربما تكون أكثر مني فائدة مما أكتب ، لكونك تعي و تفقه وتحصي جيداً شتات شواردي التي يبدو أنها تستغل غفلة انغماسي في السرد السريع ، لتتطاير مني كما فقاقيع الصابون من بين أصابع الصبية اللاهين؛ أو كباسط كفيه إلى الماء ليبلغ فاه وما هو ببالغه. إذ يقول المولى في سورة الرعد: أنزل من السماء ماء فسالت أودية بقدرها فاحتمل السيل زبداً رابياً، و مما يوقدون عليه في النار ابتغاء حلية أو متاع زبدٌ مثلُه؛ كذلك يضرب الله الحق والباطل فأما الزبد فيذهب جفاءً، وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض؛ كذلك يضرب الله الأمثال). ( أنزل من السماء ماء) ( فسالت أودية) بسعتها من المطر(فاحتمل السيل) زبداً ناتجاً منه ، طافياً على سطحه ، ، فالماء الصافي الباقي هو الحق، والخبث الزائل العالق بجوانب الأودية هو الباطل .
# و قيل ايضاً: (أنزل من السماء) يعني القرآن، والأودية مثل للقلوب لكي تحمل منه كل على قدر يقين أو شكه ، وفقهه أو جهله. والمثل الآخر (ومما يوقدون عليه في النار) هو معدن الذهب أو الفضة، يراد صقله من شوائبه ( ابتغاء حلية) أي : لطلب زينة ، ( أو متاع) من حديد ، ونحاس ، ورصاص ، وصفيح تذاب فيتخذ منها عتاد أو آنية . وكل ذلك (زبد مثله)( كذلك يضرب الله الحق والباطل ) أي : إذا أذيب فله أيضا زبد كزبد البحر ، فالراسب من هذه الجواهر مثل الحق ، و ما لا ينتفع به مثل الباطل . ( فأما الزبد) الذي علا السيل والفلز ( فيذهب جفاءً) أي : ضائعاً ، والجفاءً ما يطرح الوادي من غثاء سليه ، و تلفظه القدور إلى جنباتها . يقال : جفا الوادي وأجفأ : إذا ألقى غثاءه ، وأجفأت القدر وجفأت : إذا غلت وألقت زبدها ،كما تلقي بثفلها المرحاة عند زهير بن أبي سلمى.
# وحاصله ، وأن الباطل و إن علا لوقت فإنه يضمحل . وقيل : " جفاءً " أي : متشتتاً . يقال : جفأت الريح الغيم إذا فرقته وذهبت به . ( وأما ما ينفع الناس ، فيمكث في الأرض) ( كذلك يضرب الله الأمثال) بجعله الباطل لجلجاً زاقهاً كما الزبد، والحق أبلج ظاهراً كالماء الصافي و المعدن النفيس يبقى في القلوب . وقيل : هذا تسلية للمؤمنين ، يعني : أن أمر المشركين كالزبد يرى في الصورة شيئاً وليس له حقيقة ، وأمر المؤمنين كالماء المستقر في مكانه له البقاء والثبات .
* ود الحيشان التلاتة ــــ
| |
|
|
|
|
|
|
Re: [} إن لله ألطافاً خفيةً...) (Re: دفع الله ود الأصيل)
|
(97/200) كان من معجزات نبي الله سليمان أنه يكلم الطير والريح والحيوانات جميعها، فجاء رجل إلى نبي الله سليمان فقال له يا نبي الله، أريد أن تعلمني لغة، فقال له النبي سليمان لن تستطيع التحمل، و لكنه أصر على النبي سليمان، فقال له: تريد أن تتعلم أي لغة.. فقال: لغة القطط فإنها كثيرة في حينا، فنفخ في أذنه، وفعلا تعلم لغة القطط، و ذات يوم سمع قطتين تتحدثان، وقالت واحدة للأخرى ألديكم طعام فإنني سأموت جوعا؟ فقالت القطة: لا ، لا يوجد، ولكن في هذا البيت ديك وسيموت غدا وسنأكله، فقال والله لن أترككما تأكلان ديكي و سوف أبيعه، و في الصباح الباكر باعه ، فجاءت القطة و سألت أختها هل مات الديك، فأجابتها: كلا، فقد باعه صاحبنا. و لكن لا عليك، سوف ينفق لهم كبشٌ وسوف نأكله، فسمعهم صاحب الدار و ذهب و باع الكبش.فجاءت القطة الجائعة وسألت هل مات الكبش؟ فقالت لها قد باعه صاحبنا، و لكن صاحب البيت يوشك أن يلقى كتفه و سيصنعون طعاماً للمعزين و سنأكل، فسمعهم صاحب البيت فصعق، و هرع يجري إلى نبي الله سليمان، وقال إن القطط تتنبؤ بوفاتي اليوم، فأرجوك يا نبي الله ما ذا أصنع؟!، فقال له: فعلم ا لرجل أن الله قد فداه بالديك و لكنه باعه ، ثم فداه بالكبش و باعه، أما الآن فليس أمامه سوى أن يُعِدَّ الوصية والكفن ـ فالحكمة من القصة أن لله ألطافاً خفية ونحن البشر لا نفقهها، فالله قادرٌ أن يدفع عنا كافة البلايا و الرزايا فعلينا أن نسلم الأمر لله. *******^^^^^******* هذا مع التنويه من باب الأمانة العلمية أننا لا نعلم أصلا لهذه القصة رغم طلاوتها، و قد ذكرت في موقع الدرر السنية بإشراف الشيخ علوي السقاف، تحت عنوان: الأحاديث المنتشرة في الإنترنت، وحكموا بأنها باطلة، و لا شك في أن لله سبحانه ألطافاً خفية، كما جاء في سورة يوسف(إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِمَا يَشَاءُ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ) ولكن ربما كانت هذه من الإسرائيليات والتيذكر ابن كثير أنه لا باس بالاستئناس ببعضهاإذا كان ذلك من باب استنباط العبر حسب موافقتهالروح الدين. هذا ، و العلم عند الله وحده. *******^^^******* فَمَنْزِلِيَ الفَضَاءً و سًقْفُ بًيْتِي** سَمَاءُ الله أو كٌتًلُ السَّحَابِ فأَنْـتَ إذا أردْتَ دخـلتَ بَيْتِي *** عَلَيَّ مُسَلِّمـاً من غَيْـرِ بـابِ لأني لَمْ أجِدْ مصـراعَ بابٍ*** يَكُوْنُ من السَّحَـابِ إلى الترابِ
| |
|
|
|
|
|
|
Re: [} {وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْ� (Re: دفع الله ود الأصيل)
|
حديث الأبرص و الأقرع والأعمى} {99/200} بسم الله الرحمن الرحيم
عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول : إنّ ثلاثة من بني إسرائيل أبرص وأقرع وأعمى أراد الله أن يبتليهم فبعث إليهم ملكا فأتى الأبرص فقال : أي شيء أحب إليك ؟ قال : لون حسن وجلد حسن ، ويذهب عني الذي قد قذرني الناس ، فمسحه ، فذهب قذره ، وأعطى لونا حسنا ، قال : فأي المال أحب إليك ؟ قال : الإبل أو قال : البقر شك الراوي – فأعطى ناقة عشراء فقال : بارك الله لك فيها ، فأتى الأقرع ، فقال :أي شيء أحب إليك ؟ قال : شعر حسن ، ويذهب عني هذا الذي قذرني الناس ، فمسحه فذهب عنه ، وأعطى شعرا حسنا، قال: فأي المال أحب إليك ؟ قال : البقر ، فأعطي بقرة حاملا ، قال: بارك الله لك فيها . فأتى الأعمى فقال : أي شيء أحب إليك ؟ قال : أن يرد الله إلى بصري فأبصر الناس ، فمسحه فرد الله إليه بصره ، قال : فأي المال أحب اليك ؟ قال : الغنم ، فأعطى شاة والدا ، فأنتج هذان وولد هذا ، فكان لهذا واد من الإبل ، ولهذا واد من البقر ، ولهذا واد الغنم .
# ثم إنه أتى الأبرص في صورته وهيئته فقال : رجل مسكين قد انقطعت بي الحبال في سفري ، فلا بلاغ لي اليوم إلا بالله ثم بك ، أسالك بالذي أعطاك اللون الحسن والجلد الحسن والمال بعيرا أتبلع به في سفري ، فقال : الحقوق كثيرة ، فقال : كأني أعرفك ، ألم تكن أبرص يقذرك الناس ؟ فقيرا فأعطاك الله ؟ فقال : إنما ورثت هذا المال كابرا عن كابر ، فقال إن كنت كاذبا فصّيرك الله إلى ما كنت . وأتى الأقرع في صورته وهيئته ، فقال له مثل ما قال لهذا ، ورد عليه مثل ما رد هذا ، فقال : إن كنت كاذبا فصيرك الله إلى ما كنت . وأتى الأعمى في صورته وهيئته ، فقال رجل مسكين وابن سبيل انقطعت بي الحبال في سفري ، فلا بلاغ لي اليوم إلا بالله ثم بك ، أسألك بالذي رد عليك بصرك شاة ، أتبلغ بها في سفري فقال : قد كنت أعمى فرد الله إلي بصري ، فخذ ما شئت ودع ما شئت ، فوالله لا أجهدك اليوم بشيء أخذته لله عزّ وجّل ، فقال أمسك مالك ، فإنما ابتليتم ، فقد رضي الله عنك ، وسخط على صاحبيك. " متفق عليه (البخاري ومسلم).
| |
|
|
|
|
|
|
الأنبياء أشدُّ بلاءً (Re: دفع الله ود الأصيل)
|
(((103/200)))
الأنبيـــاء أشـــدُّ بـــلاءً
من أسباب المصائب : الذنوب ، و لكنها ليست السبب الوحيد ، و إلا فكيف تقع البلوى على أنبياء الله ، بل هم أشد الناس بلاءً و هم المعصومون عن المعاصي. فقد عرضهم الخالق و خاصةً أولي العزم منهم لابتلاءات ومحن عجيبة لا تحتمل، و اتخذ من بعضهم أمثلةً قد لا تخطر على قلب بشر . وكذلك لاغرو أن يبتلي الله تعالى بعض عباده الذين لم يذنبوا ، لينالوا أجر الصابرين ، و ترتفع بذلك درجاتهم ، كما قد يبتلي الله بعض الأطفال ، و هم لا ذنب لهم ، و لكن لعله لحكمة بالغة لا يعلمها الله وحده. فلننظر لمعرفة الحكمة من حصول الابتلاءات.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الأنبياء أشدُّ بلاءً (Re: دفع الله ود الأصيل)
|
*********(104/200)******** @ روى الترمذي عَنْ سَعْد بن أبي و قاص رضي الله عنه قَالَ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ , أَيُّ النَّاسِ أَشَدُّ بَلاءً ؟ قَالَ : الأَنْبِيَاءُ , ثُمَّ الأَمْثَلُ فَالأَمْثَلُ ,فَيُبْتَلَى الرَّجُلُ عَلَى حَسَبِ دِينِهِ , فَإِنْ كَانَ دِينُهُ صُلْبًاأشْتَدَّ بَلاؤُهُ , وَ إِنْ كَانَ فِي دِينِهِ رِقَّةٌ ابْتُلِيَ عَلَىحسَبِ دِينِهِ , فَمَا يَبْرَحُ الْبَلاءُ بِالْعَبْدِ حَتَّى يَتْرُكَهُ يَمْشِي عَلَى الأَرْضِ مَا عَلَيْهِ خَطِيئَةٌ. صححه الألباني في السلسلة الصحيحة.
# فهذه سبيل عنت للأولين و الآخرين سبيلٌ ذاق فيها أبونا آدمو زوجه الأمرين مع عدواله و عدوهما إذ أخرجهما من الجنة ، و ناح لأجله أ بونا الثاني نوح ، و رُمي في النار أبو الأنبياء الخليل إبراهيم،و أُضْجع للذبح إسماعيل ، و بيع يوسف بثمن بخس دراهم معدودة كبيع النخاسة و كانوا فيه من الذاهدين ، ثم لبث في سجن امراة العزيز بضع سنين ، و نُشر زكرياً بالمنشار ، و ذُبح معهابنه السيد الحصور يحيى ، و قاسى أيوب الضُّرَّ في ماله و ولده و بدنه وعالج الفقر و أنواع الأذى محمد صلى الله عليه وسلم " انتهى .وأُخبر نبيُّنا صَوات اللَّهُ وسلامه عَلَيْهِ بالابتلاء في أول يوم من النبوة :
# قال ورقة بن نوفل : ( يَا لَيْتَنِي فِيهَا جَذَعًا , لَيْتَنِي أَكُونُ حَيًّا إِذْ يُخْرِجُكَ قَوْمُكَ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَوَمُخْرِجِيَّ هُمْ ؟ قَالَ : نَعَمْ , لَمْ يَأْتِ رَجُلٌ قَطُّ بِمِثْلِ مَا جِئْتَ بِهِ إِلا عُودِيَ , وَإِنْ يُدْرِكْنِي يَوْمُكَ أَنْصُرْكَ نَصْرًا مُؤَزَّرًا) رواه البخاري (4). ********************
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الأنبياء أشدُّ بلاءً (Re: دفع الله ود الأصيل)
|
(((105/200)))
وأما الحكمة في شدَّةِ ابتلاء الأنبياء ؛ فقد قال ابن القيم في "بدائع الفوائد: "فإنه سبحانه كما يحمي الأنبياء ويصونهم ويحفظهم ويتولاهم فيبتليهم بما شاء من أذى الكفار لهم : 1- ليستوجبوا كمال كرامته .2- وليتسلى بهم من بعدهم من أممهم وخلفائهم إذا أوذوا من الناس فرأوا ما جرى على الرسل و الأنبياء صبروا و رضوا و تأسوا بهم . 3- و لتمتلئ صاع الكفار فيستوجبون ما أعد لهم من النكال العاجل و العقوبة الآجلة فيمحقهم بسبب بغيهم وعداوتهم فيعجل تطهير الأرض منهم. فهذا من بعض حكمته تعالى في ابتلاء أنبيائه و رسله بإيذاء قومهم ، و له الحكمة البالغة ، و النعمة السابغة ، لا إله غيره ، و لا رب سواه " انتهى . و قال ابن القيمفي"مفتاح دار السعادة . و إذا تأملت حكمته سبحان فيما ابتلى به عباده و صفوته بما ساقهم به إلى أجلِّ الغايات و أكمل النهايات التيلم يكونوا يعبرون إليها إلا علىجسر من الابتلاء و الامتحان .. و كان ذلك الابتلاء والامتحان عين الكرامة في حقهم ، فصورته صورة ابتلاء و امتحان،و باطنه فيه الرحمة و النعمة ، فكم لله مِن نعمة جسيمة ومنَّة عظيمة تُجنى من قطوف الابتلاء والامتحان . **********
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الأنبياء أشدُّ بلاءً (Re: دفع الله ود الأصيل)
|
(((106/200))) مسألةٌ حول قةوله عز و جلَّ في شأن نبي الله زكريا و ابنه يحي عليهما السلام:( فنادته الملائكة وهو قائم يصلي في المحراب أن الله يبشرك بيحيى مصدقاً بكلمة من الله وسيداً وحصوراً ونبياً من الصالحين ))
# فيتبين أن إستشهاد بعض المفسرين بهذه الأدلة والأقوال بأن يحيى عليه الصلاة والسلام لم يكن له ذَكَر أو كان ذَكَره مثل الهدبة أو النواة لايعتدُّ به لما تقدم ذكره بغرابته أو لها حكم الموقوف أو المقطوع ، ولقد سُئِلَ فضيلة الشيخ العلاَّمة المحدث سليمان بن ناصر العلوان نفع الله بعلمه عن هذه الأحاديث والأقوال فقال: (( الأحاديث التي تصف ذَكَر يحيى عليه الصلاة والسلام وأنه كان عقيماً جميعها غير صحيحة ، والموقوف منها فيه نظر ، والصحيح أنه لايصح في هذا الباب شيء)) (5) ، ولعلّي أختم فيها بكلام وافٍ للقاضي عياض رحمه الله وغفر له حول هذه الآية حيث يقول:(( اعلم أن ثناء الله تعالى على يحيى أنه كان حصوراً ليس كما قاله بعضهم أنه كان هيوباً أو لاذَكَر له ، بل قد أنكر هذا حذّاق المفسرين ونقّاد العلماء وقالوا: هذه نقيصة وعيب ولايليق بالأنبياء عليهم السلام وإنما معناه أنه معصوم من الذنوب أي لا يأتيها كأنه حصورٌ عنها ، وقيل: مانعاً نفسه من الشهوات ، وقيل: ليس له شهوةٌ في النساء وقد بان لك من هذا أن عدم القدرة على النكاح نقص ، وإنما الفضل في كونها موجودة ثم يمنعها إما بمجاهدة كعيسى أو بكفاية من الله عز وجل كيحيى عليه السلام ثم هى في حق من قدر عليها وقام بالواجب فيها و لم تشغله عن ربه إنما درجة عليا وهى درجة نبينا صلى الله عليه وسلم الذي لم يشغله كثرتهن عن عبادة ربه، بل زاده ذلك عبادةً بتحصينهن وقيامه عليهن وإكسابه لهن وهدايته إياهن بل قد صرح أنها ليست من حظوظ دنياه هو و إن كانت من حظوظ دنيا غيره فقال: حبب إلي من دنياكم ) 6) إنتهى كلامه رحمه الله ، هذا وربي أعلى وأعلم ، فما أصبت من الله عز وجل وما أخطأت فمن نفسي المقصرة و الشيطان ، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد *************************
| |
|
|
|
|
|
|
Re: لا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض� (Re: دفع الله ود الأصيل)
|
(109/200) لا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعضٍ قوله - صلى الله عليه وسلم - : ( لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض ) قيل في معناه سبعة أقوال : أحدها : أن ذلك كفر في حق المستحل بغير حق ، والثاني : المراد كفر النعمة وحق الإسلام ، والثالث : أنه يقرب من الكفر ويؤدي إليه ، والرابع : أنه فعل كفعل الكفار ، والخامس : المراد حقيقة الكفر ومعناه لا تكفروا بل دوموا مسلمين ، والسادس : حكاه الخطابي وغيره أن المراد بالكفار المتكفرون بالسلاح ، يقال تكفر الرجل بسلاحه إذا لبسه . قال الأزهري في كتابه " تهذيب اللغة " يقال للابس السلاح كافر ، والسابع : قاله الخطابي معناه لا يكفر بعضكم بعضا فتستحلوا قتال بعضكم بعضا . من فوائد الحديث: : حديث الباب كالذي قبله، يدل على أن قتال المسلم كفر، ويقال في تأويل الكفر هنا ما قيل في الحديث السابق، ويُزَادُ عليه تأويل آخر، وهو أن المعنى: لا يكفِّر بعضكم بعضًا، فيستحلَّ بعضُكم رقاب بعض. فإن قيل: كيف نجمع بين هذا الوعيد في قتال المسلم لأخيه الذي جاء في حديث الباب والذي قبله وبين ما حصل بين الصحابة من قتال بعضهم بعضًا في موقعة صِفِّين والجمَل، خاصة وأننا نعرف أن الصحابة مِن أحرص الناس على الخير، وأبعدِهم عن الوعيد، وأشدِّهم حذرًا؟! الجواب أن يقال: إن الصحابة - رضي الله عنهم - في تلك الفتن من المقاتلة على قسمين: قسم اعتزل القتال ولم يشاركوا، وهؤلاء استدلوا بأحاديث كثيرة، منها: حديث الباب والذي قبله، وحديث ابن مسعود عند أحمد في ذكر الفتنة، وفيه: "قلت: يا رسول الله، فما تأمرني إن أدركت ذلك؟ قال: ((كُفَّ يدك ولسانك، وادخل دارك))، قلت: يا رسول الله، أرأيت إن دخل رجل عليَّ داري؟ قال: ((فادخل بيتك))، قال: قلت: أفرأيت إن دخل عليَّ بيتي؟ قال: (فادخل مسجدك، وقبض بيمينه على الكوع، وقل: ربي الله، حتى تموت على ذلك))، وفي رواية للطبراني: ((ليمسك بيده، وليكن عبدَ اللهِ المقتولَ، لا القاتل)). وقسم شاركوا في القتال، وهؤلاء أوَّلُوا حديث الباب والذي قبله وغيرهما من الأحاديث بأنها وعيد فيمن قاتل من غير تأويل ولا اجتهاد، وأنهم غير داخلين في مثل هذه الأحاديث والوعيد فيها، فهم متأوِّلون مجتهدون.ويدل على أنه لا يحكم بالكفر على من استباح دماء المسلمين لشبهة، أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه لما سئل عن الخوارج: أكفار هم؟ فقال: لا، من الكفر فروا! مع أنهم قاتلوه، وكفروه ومن معه، فقاتلهم ليمنع شرهم عن المسلمين، وامتثالًا لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «لئن أدركتهم لأقتلنهم قتل عاد»، والمقصود أن قول النبي صلى الله عليه وسلم: «لاترجعوا بعدي كفارًا يضرب بعضكم رقاب بعض»، ليس تكفيرًا مطلقًا لكل من وقع بينه وبين غيره اقتتال، إنما هو بيان أن هذا من أفعال الكفر، ولا يلزم أن يكون الفاعل كافرًا؛ لأن الكفر شعب، وكل معصية هي من شعب الكفر في الجملة، لكن لا يحكم لمرتكبها بالانتقال من الإسلام إلى الكفر، إلا بدليل بيِّن واضح أن هذا الفعل يخرج به الإنسان من الإسلام إلى الكفر، وقد جاء في الصحيح من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «سباب المسلم للمسلم فسوق، وقتاله كفر»، فهذا كفر دون كفر، إلا أن يكون قد استباح قتل أهل الإيمان دون شبهة، فعند ذلك يكون من أهل الكفر، والله أعلم.
| |
|
|
|
|
|
|
{فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ} (Re: دفع الله ود الأصيل)
|
(110/200() @ الإنسان مجبول بطبعه على اتباع المنحدر، إذا لم تكن وراءه قوة دافعة له إلى أعلى، وهو بطبيعته يفضل المنحدر على (العقبة) ؛ لأنه الأسهل، إلا إذا حفَّزه أمر يجعله يقتحم (العقبة)، وقد جاء في القرآن الكريم قول الباري عز وجل:{فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ}.فما المراد بـ {الْعَقَبَةَ}،و ما المراد باقتحامها؟ الإجابة عن هذين السؤالين ينتظم في ثلاث وقفات ، هن كلمات هذه الآية الكريمة:
| |
|
|
|
|
|
|
Re: {فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ} (Re: دفع الله ود الأصيل)
|
(111/200) # الوقفة الأولى: قوله سبحانه: {فَلَا}، ذكر المفسِّرون أن العرب لا تكاد تفرد (لا) مع الفعل الماضي في مثل هذا الموضع ، حتى يعيدوها في كلام آخر؛ كقوله تعالى: {فَلَا صَدَّقَ وَلَا صَلَّىٰ} وقوله سبحانه: {وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} وأجابوا عن إفرادها في هذه الآية بعدة أجوبة:
1) الأول: أنها لم تتكرر؛ استغناءً بكَون ما بعدها، و هو{اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ} يتضمن شيئين جاء بيانهما في قوله: {فَكُّ رَقَبَةٍ. أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ} فكأنه قال: فلا فَكَّ رقبة، ولا أطعم يتيمًا أو مسكينًا. ويجوز أن يكون عدم تكرير (لا) هنا استغناءً بقوله: {ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا} قائمًا مقام التكرير؛ كأنه قال : {فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ}، (ولا آمَنَ).
2) و الثاني: أن (لا) في الآية تفيد التحضيض والحث على اقتحام {الْعَقَبَةَ}، فهي بمعنى (فهلَّا)، أي: هلَّا أنفق ماله فيما فيه اقتحام{الْعَقَبَةَ}. قال ابن عطية: "و هو قول جمهور أهل التأويل".
3) الثالث: أن (لا) في الآية هو دعاء، بمعنى أنه ممن يستحق أن يُدعى عليه بأن لا يفعل خيرًا.
4) الرابع: أن (لا) في الآية تفيد النفي، أي: (فما اقتحم)، وهذا إجراء للفظ على ظاهره، وهو الإخبار بأنه ما {اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ}، نحو قوله تعالى: {فَلَا صَدَّقَ وَلَا صَلَّىٰ}، فهو نفي محض، كأنه قال: وهبنا له الجوارح، ودللناه على السبيل، فما فعل خيرًا، لكنه كذب وتولى.
5) الخامس: أن (لا) في الآية بمعنى (لم)، أي: لم يقتحمها، وإذا كانت (لا) بمعنى (لم) كان التكرير غير واجب، كما لا يجب التكرير مع (لم)، قال سفيان بن عيينة: معنى {فَلَا اقْتَحَمَ} أي: فلم يقتحم {الْعَقَبَةَ} ، فلا يحتاج إلى التكرير، فإن تكررت في موضع نحو: {فَلَا صَدَّقَ وَ لَا صَلَّىٰ}؛ فهو كتكرُّر (لم) في قوله سبحانه:{لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا}
6) السادس: قال ابن زيد وجماعة من المفسرين: معنى الكلام الاستفهام الذي معناه الإنكار؛ تقديره: أفلا {اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ}، أو هلا {اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ}. قال ابن عاشور: "ويظهر أن كل ما يصرف عن التباس الكلام كافٍ عن تكرير (لا)". ويرى الأستاذ عبد السلام ياسين أن (لا) في الآية نداء مؤكد من الله عز وجل للإنسان، أنْ يسلك إلى ربه سبل السلام والأمان.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: {فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ} (Re: دفع الله ود الأصيل)
|
(112/200) الوقفة الثانية: # قوله عز وجل: {اقْتَحَمَ}، (الاقتحام) الدخول في الأمر الشديد ، يقال: قَحَمَ يَقْحَم قُحُومًا، واقتحم اقتحامًا، وتَقَحَّم تقحمًا إذا ركب القُحْم، وهي المهالك والأمور العظام. و{اقْتَحَمَ} معناه: دخلها، وجَاوَزَها بسرعة ، و ضغط، و شدة. و (الاقتحام) الدخول العسير في مكان، أو جماعة كثيرين، يقال: اقتحم الصف ، وهو افتعال للدلالة على التكلُّف، مثل اكتسب."و(الاقتحام) ترشيح لاستعارة {الْعَقَبَةَ} لطريق الخير، وهو مع ذلك استعارة؛ لأن تزاحُم الناس إنما يكون في طلب المنافع. و أفاد نفي (الاقتحام) أنه عَدَل عن الاهتداء؛ إيثارًا للعاجل على الآجل، ولو عزم، وصبر لاقتحم {الْعَقَبَةَ}. و قد تتابعت الاستعارات الثلاث: {النَّجْدَيْنِ} ]، و{الْعَقَبَةَ}، و (الاقتحام)، وبني بعضها على بعض، وذلك من أحسن الاستعارة، وهي مبنية على تشبيه المعقول بالمحسوس. الوقفة الثالثة: قوله سبحانه: {الْعَقَبَةَ}، و(العَقَبة) طريق في الجبل وعر، والمرقى الصعب من الجبال، يُجْمَع على عِقَاب، وعَقَبات.
وللمفسرين قولان في المراد من (اقتحام العقبة): الأول: أن {الْعَقَبَةَ} في الآخرة، وهي جبل في جهنم.{فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ}، قيل: هو سبعون درجة في جهنم. "هي عقبة شديدة في النار دون الجسر، فاقتحموها بطاعة الله". وقال مجاهد: "هي الصراط يُضرب على جهنم كحدِّ السيف، مسيرة ثلاثة آلاف سنة، سهلًاوصعودًا وهبوطًا. واقتحامه على المؤمن كما بين صلاة العصر إلى العشاء".
# وقيل: "اقتحامه عليه قدر ما يصلي صلاة المكتوبة". وروي عن أبي الدرداء رضي الله عنه أنه قال: "إن وراءنا عقبة، أنجى الناس منها أخفهم حملًا". وقيل: "النار نفسها هي العقبة". وحمل {الْعَقَبَةَ} على عقبة جهنم؛ بعيدٌ؛ إذ أحد في الدنيا لم يقتحم عقبة جهنم؛ إلا أن يُحمل على أن المراد: فهلَّا صيَّر نفسه، بحيث يمكنه اقتحام عقبة جهنم غدًا". وق "و هذا تفسير ريما فيه نظر؛ لأن من المعلوم أن بني هذا الإنسان وغيره لم يقتحموا عقبة جهنم، ولا جاوزوها، فحَمْلُ الآية عليه يكون إيضاحًا للواضحات، ويدل عليه أنه لما قال: {وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ}، فسَّره بـقوله {فَكُّ رَقَبَةٍ. أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ} الثاني: أن (اقتحام العقبة) هاهنا مَثَلٌ ضربه الله مثلاًً لمجاهدة النفس والشيطان في أعمال البِرِّ، روي عن الحسن قوله: "عقبة الله شديدة، وهي مجاهدة الإنسان نفسه، وهواه، وعدوه من شياطين الإنس والجن". وقد عقَّب الرازيُّ على هذا بقوله: "هذا التفسير هو الحق؛ لأن الإنسان يريد أن يترقى من عالم الحس و الخيال إلى يفاع عالم الأنوار الإلهية، و لا شك أن بينه و بينها عقبات سامية دونها صواعق حامية، و مجاوزتها صعبة ، و الترقي إليها شديد" دونه شق الأنفس و العرق.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: {فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ} (Re: دفع الله ود الأصيل)
|
(113/200) # واختار البخاري أن المراد بـ{الْعَقَبَةَ} في الآية عقبة الدنيا، ورُوِي عن مجاهد قوله في تفسير الآية: إنه لم يقتحم العقبة في الدنيا. قال ابن العربي: "وإنما اختار ذلك؛ لأجل أنه قال بعد ذلك في الآية الثانية: {وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ}، ثم قال في الآية الثالثة: {فَكُّ رَقَبَةٍ}، وفي الآية الرابعة: {أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ}، ثم قال في الآية الخامسة: { يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ} [البلد:15]، ثم قال في الآية السادسة: {أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ} [البلد:16]؛ فهذه الأعمال إنما تكون في الدنيا، فيكون المعنى: فلم يأتِ في الدنيا بما يُسهِّل عليه سلوك العقبة في الآخرة. اي: "أطلق {الْعَقَبَةَ} على العمل الموصِّل للخير؛ لأن عقبة النجد أعلى موضع فيه، ولكل نجد عقبة ينتهي بها. وفي العقبات تظهر مقدرة السابرة. فشبَّه تكلف الأعمال الصالحة بـ(اقتحام العقبة) في شدته على النفس ومشقته، قال تعالى: {وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا}. والكلام مَسُوق مَسَاق التوبيخ على عدم اهتداء هؤلاء للأعمال الصالحة، مع قيام أسباب الاهتداء من الإدراك والنطق. هذا، وقد ذهب بعضهم إلى أبعد من ذلك في تحديد المراد من الآية، فرأى أن المراد منها: "تحرُّك إرادي تتعرض له {الْعَقَبَةَ}، فتمانعه ويغالبها حتى يتم الاقتحام. حركة الفرد المؤمن في سلوكه إلى الله عز وجل، وحركة الجماعة المجاهدة في حركتها التغييرية، وحركة الأمة في مسيرتها التاريخية". فالمراد من (اقتحام العقبة) أنه تحرك إرادي فاعل واعٍ، وليس تحرُّكًا عشوائيًّا منفعلًا، وهو تحرُّك لا يسير نحو هدفه سيرًا يسيرًا، وإنما هو تحرُّك مواجَه بالعديد من العقبات والصعاب، ثم هو ليس تحرُّكًا فرديًّا فحسب، وإنما هو تحرك على العديد من المستويات، المستوى الفردي، والمستوى الجماعي، وعلى مستوى الأمة.
# ومن ثَمَّ فإن مفهوم (اقتحام العقبة) يفيد سلوك العبد اتجاهًا سويًّا، يأخذ بيده نحو الأعلى، و ليس نحو الأسفل، وتتجه تتطلعاته صوب معالي الأمور، و ليس باتجاه سَفْسَافها ، ويلتزم سلوكًا يقرِّب العبد من خالقه، وليس سلوكًا يُبْعده عنه، ومن ثَمَّ كان كل عمل أو أمر يخالف هذه التطلُّعات، ويقلبها رأسًا على عقب عملًا مرفوضًا، و يشكل عقبة، ينبغي اقتحامها، ويجب تجاوزها. وبعبارة أخرى، فإن مفهوم (اقتحام العقبة) استجابة لنداء، يستدعي حركة دائبة ودائمة، يزداد العبد من خلالها إقبالًا على خالقه، فيتميز فعله، وتزداد علاقته بربه متانةً، وتكتسي حياته كلها معاني الاستجابة لداعي الله، وتنضبط حركته بأمر الله سبحانه لمولاه، فيحسُن فعله، وتكون كل علاقة له بالكون فرعًا عن علاقته بربه، وتكتمل استجابته له، فإذا هو حيُّ القلب، ويكون التقرُّب إلى الله عز وجل دافعه الدائم، فإذا هو على معراج الإحسان. وعلى الجملة، فإن ألفاظ الآية الكريمة تعطينا دلالة على أن (الاقتحام) دخول شجاع في شدائد ، و تحطيم لحواجز للخوف، بل هجوم على ما يخيف الجبناء، وأن الطريق صاعدة، لكن في وُعُورة. والآية الكريمة تصوِّر لنا الخصال النفسية القلبية العقلية عند المدعوين لـ(لاقتحام) ، كما تُصوِّر طبيعة المسلك الموضوعية. و هي قبل كل شيء دعوة صادرة من الله عز وجل ، فالاستجابة لا تتخذ معناها من خصال المقتَحِم، ولا من وُعُورة المسلك، لكن من كونها تلبية لنداء الحق.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: {فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ} (Re: دفع الله ود الأصيل)
|
(((114/200))) نوق تعشق الموت، كما تتشبثون بهلام أهداب الحياة//
بسم الله الرحمن الرحيم يوم أن حج النبي صلي الله عليه و سلم حجة وداعه و ساق معه هديه مائة من الإبل، فأخذ الحربة لينحرها . فيا للعجب العجاب و يا لروعة مشهد النوق وقد أقبلت تتسابق لتسخر رقابها إليه راضية مرضية ، أيتها ينحرها قبل ، هكذا تتدافع الأنعام على بوابة الموت علها ترى دمها يراق ثاخناً إثر طعنة تظفر بها من كفه الشريف .فلا بد أنهن تيقن أنهن هوالك ، إذاً ، فلتكن أشرف ميتة في سبيل الله ؛ و حتي الموت له طعم من شفرته صلي الله عليه وسلم . وهكذا راح ينحر منها ثلاثاً وستين ثم يتوقف ولم يكمل،ثم يناول الحربة علياً بن ابي طالب رضي الله عنه فيكمل المائة. قال العلماء : نحر من النوق بعدد سنين عمره الثلاث والستين. يا سبحان الله، هذه صم بكم ولسان حالها يقول : لا يهم على أي جنب يكون في سبيل الله مصرعي. بينما تجدنا أحرص الناس على حياة. فئات منا يمدحون الرسول بالمزامير و المعازف و يقيمون حلقات الذكر ، يحيون بها الليالي الملاح بمصاحبة أوكسترا كاملة ، و ينصبون سرادق الأفراح لمولده في كل عام مرة ، و الرسول يدعوهم لا ليجدع أنوفهم أو ليقطع أعناقهم ، بل ليرفعها و يعلي قدرها بهذا المنهج الصالح لكل زمان ومكان ؛ لكنهم يأبون إلا التثاقل إلى حضيض الأديم و يجعلون أصابعهم في آذانهم حذر الموت و يستغشون ثيابهم ، وهم يولون أدبارهم و ينأون بأنفسهم عن نفسه و يرغبون بأفئدتهم عن سنته الطاهرة و هديه الشريف صلي الله عليه وسلم . [][][][]
| |
|
|
|
|
|
|
|