|
Re: الدائرة تدور علي غندور (Re: حسن ادم محمد العالم)
|
بقلم الاستاذة اسماء
أول أمس أصدر السيد الرئيس قراراً يقضي بإعفاء وزير الخارجية البروفيسور إبراهيم غندور من منصبه كوزير للخارجية، القرار جاء بعد خطاب لغندور أمام (برلمان الخيبة) يشكو له الحكومة من الظروف السيئة التي تعيشها سفاراتنا في العالم ويشكو لهم المالية والبنك، ومع أن القرار ليس بجديد ولم يكن غندور أول وزير يقيله الرئيس ولن يكون الأخير، إلا إنه انبرى الكثيرون يتحدثون عن غندور ودبلوماسيته وعلمه ودفاعه عن الحكومة وتجميل وجهها في عز أزمتها، وتعاطف معه البعض ونظموا فيه الكلمات نظماً، لدرجة أن أحدهم زين صورته بعلم السودان وكتب عليها كلنا غندور، وكأن غندور انتصر للمشردين والمتسولين والجياع والمرضى والمتسربين من المدارس والجامعات والعطالة والكادحين في هجير الشمس وغيرهم ممن تقتلهم سياسات الفشل ليل نهاراً، و لم يتحدث عن سفارات التمكين التي ألحق بها كل من هب ودب.
قد يكون غندور شخصية هادئة غير متهور يجيد فن الحديث (وحنَّاك) ولذلك يعتبر من أفضل كوادر المؤتمر الوطني الذي لم نرَ له كادراً مميزاً بمعايير يتفق عليها الشعب، أي إنه أفضل السيئين، وإن كانت له أفضال فهي على حزبه وليست على الشعب ليحتفل به ويتألم لإقالته، فماذا فعل سيادته عندما كان أميناً عاماً ورئيساً لاتحاد نقابات عمال السودان لحوالى 20 سنة؟ و لمن لا يعلم كان له القدح المعلى في تفكيكها، وبعدما كانت نقابات تهز أركان الحكومات تكسحت وتسيست بسبب التمكين وتحولت إلى أذرع للمؤتمر الوطني لا تقدم أية خدمات للعمال في جميع القطاعات، بل أصبحت تساعد على ظلمهم وضياع حقوقهم وإضعافهم، وما نقابة المعلمين إلا مثالاً يعكس حالها.
غندور كان مديراً لجامعة الخرطوم وعميداً لكلية طب الأسنان ورئيساً لاتحاد أطباء السودان، ونائباً في المجلس الوطني لدورتين ماذا ترك من بصمات؟، كما تقلد في حزبه أمانة الإعلام وأمانة العلاقات الخارجية ماذا أضاف له؟ ولا شيء، حتى وهو وزير للخارجية ظل (يحنِّك) العالم من أجل أن يجمِّل وجه حزبه وحكومته فقط، ولم يعالج أزمات السفارات الحقيقة ودبلوماسييها المفضوحين وغير المؤهلين.
إن كان غندور مميزاً كما يراه المعجبون به فلماذا قبل أن يستمر في هذه الحكومة ويشارك في تدمير السودان؟، لماذا لم يستقل و يذهب مثلما فعل الكثيرون عندما اكتشفوا أن حكومة الإنقاذ لا تقبل في سفينتها غير عشاق السلطة والثروة والمناصب والمصالح؟، لماذا ظل جزءاً من حزب لا يعرف غير التصفيات والحفر؟.
السيد غندور حينما انتقل من النقابة إلى منصب مساعد الرئيس قالوا إنه رجل متوازن ويجيد فن الحديث، ولكن سرعان ما أثبت العكس فهو صاحب مقولة (طينة المؤتمر الوطني مختلفة) أي إنها ليست كطينة باقي الشعب، وحينها قال أيضاً لكل من يريد أن يتحدى في إشارة إلى انجازات حكومته، فإن الحساب ولد فلينظر لما تحقق في مجالات الطرق والتعليم والصحة والإنتاج وهو يعلم تماماً إنها انهارت.
عموماً غندور ذهب أم بقي لا فرق فوجه السودان لن يتغير في ظل الفشل المتكامل لحكومة يتشابه فيها أداء الوزراء جميعاً من نال قمة التعليم أو أدناه، من يجيد فن الحديث ومن يجيد (الهضربة).
|
|
|
|
|
|
|
|
|