مذكرات المعتقلين 04-19-2018 03:47 PM (ياطير، يا ماشي لاهلنا، بسراع وصل رسائلنا، قوليهم على الوعد مازلنا مااازلنا،...).. كنا نغنيها، ننشدها، معا، في الزنزانة التي تفتح ناحية الغرب، حنجرة ذات 74 وأخرى 33 عام، كانت الطيور تغرد فوق الرمال والخلاء العظيم في شالا، نحس بحرية أجنحتها تحلق في سماء صدورنا، سوى الذكريات لا نعرف عن الأهل والبلد، ولكن من يسجن الخيال الحنون، ببراقه الميمون وضع بني بلدي بين الشغاف، حتى الجبال، فجت مساحة فرح وجلست معنا، بشموخ عزيز، ولطف الألحان تسلل كنهر من نوافذ عالية، صغيرة، مسيجة بسبع قضبان (تصلح كراسي روضة، امتن ما يكون)، ولغط الاطفال ساهر بنا، في قلب الهدوء والرمل الناعم، كانت الطيور كشأنها منذ هدهد سليمان، تحمل حبنا للسحب والأهل والطالبات وباعة إشارات المرور وشحاذي الارصفة، ودفتر الشعر في حقائب الحالمين، وعناد طفلة تعشق الاستحالة،... هناك عصفورة صغيرة، بت ابرق، مثل طفلة الاستحالة، كانت تصر، رغم نعومة آجنحتها وصغر قلبها، أن توزع رسائلنا، وترجع بكل الردود، تحت منقارها العجيب، ولأننا حرمنا من القراءة كانت ترتلها لنا بتغريد مبين وهي تلوح بشوق الأهل والأمكنة وجناحها يلوح وهي جالسة قرب الباب كيد طفل ترسم، حتى خربشة الاطفال نهاية الجواب قرأها العصفور الأمي العظيم، أنها لغة الحب، أظنه درسها في القلب على سبورة فؤاده الكبير الصغير،... صلاح الضي، حبي، أيها الحي، ...'
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة