رغم اتصالى الدائم به فى ايامه الاخيرة ومع ابنه قاسم الا ان هول خبر الرحيل كان قاسيا على مشاعرى تجاه شخص يحبه كل من عرفه ناهيك عن يكون من اقرب الناس لديك تربط بك صلة قرابة اسرية وهو جزء من اسرتك الصغيرة نشات ووجدته يعيش بيننا كنت اعتقد فى بداية حياتى انه شقيقى الاكبر للمعاملة الخاصة من والدتى تجاهه والحنان المباشر الرابط بينها وبينه الا ان عرفت ان الخالة والدته تركته صغيرا طفلا يافعا وذهبت الى رحمة الله وانه الصادق اخى وابن خالتى الذى شق نعيه على اسرتنا بالامس .. كان هول الصدمة كبيرا وانا فى انتظار نتائج الفحوصات التى كانت تجرى بمستشفى القصر العينى قبل اجراء العملية التى قرر الاخصائى اجراؤها بعد التاكد من بعض النتائج والمعادلات الطبية المطلوبة والمناسبة . لكن ماقد جاء كان حقيقة فاذا القلوب من الأسى تتورم واذا الدموع تسيل من كل العيو ن وحظنا بين الأنام تألم منذ ان شب على الطوق وجد كل اسرته تعمل بسكك حديد السودان جده عبدالله زكريا وابناؤه احمد زكريا والده وعمه ابراهيم زكريا ومحمد عبد الله زكريا وعمه زكريا فتم الحاقه بمدرسة السكة حديد بمدينة جبيت ليكون احد العمال المهرة الذين تعتمد عليهم سكك حديد السودان فى مستقبل الايام .. ومنذ تخرجه والتحاقه بالعمل فى اقاصى السودان المختلفة اتخذ من العمل وعلاقاته الاجتماعية وقضايا العمال ومطالبهم همه الاول هذا الارتباط مع هذه المؤسسة العريقة ومع عمالها اصبحت هى حياته وهمه الاكبر خلالها عرف معنى قيمة الوطن والوطنية والدفاع عن الحقوق وفى مواقع عمله المختلفة فى المدن والارياف النائية عرف البلاد واهلها وتنوعها وعرف قيمة الوطن والوطنية وتشكلت قناعاته السياسية الراسخة ومبادئه التى امن بها وظل وفيا لها الى مرحلة انتخابه عضو باللجنة المركزية للحزب الشيوعى السودانى - هنا كان اختياره ومسلكه فى طوال حياته والى ان فارق الحياة بالامس هو الوقوف دائما الى جانب العامل والانسان المظلوم مهضوم الحقوق وهكذا تشكلت طبيعة حياته والى ان رحل وهو مهموم بقضايا الوطن والاخرين . واجه الصادق احمد عبد الله زكريا فى حياته العملية المصادمة من اجل الاخرين الاعتقالات فى مختلف عهود انظمة السودان العسكرية التى حكمت وعقب حركة هاشم العطا تم اعتقاله وقضى بسجن كوبر اكثر من ستة اشهر كنت اتردد عليه والوالدة كل جمعة للزيارة نحمل معنا العمود اياه به كل صنوف الاكل التى كان يحبها وزملائه من اعضاء الحزب المعتقلين معه وتشكلت علاقة خاصة بين اسر المعتقلين وهناك عرفتنى الوالدة بمريم محمود والدة محجوب شريف التى كانت تتحدث للاسر وتطمئنهم وترشدهم باساليب التعامل مع ضباط وجنود السجن وكان يوم الزيارة يوم عيد لهذه الاسر التى تلتقى فى هم واحد هو عن مدة الاعتقال التى طالت دون تقديمهم لمحاكمات . ورغم ان مدة الزيارة كانت قصيرة لا تتاح لنا فيها الونسة والنقاش بارتياح الا ان الصادق كان اكثرهم سعادة بوجوده داخل المعتقل وكان يخاطب الوالدة بانها ايام وشدة وتزول وكل شىء سوف يتغير وانهم سعداء بالداخل ولا تهتمى بحياتنا وصحتنا نحن بخير كان دائما متفائلا بالغد . فى اعتقاله الاخير ايام محمد عطا تم اعتقاله وهو مريض وظلت اسرته- زوجته وابناؤه الشفيع وقاسم يبحثون عن مكان اعتقاله لمدة خمسة عشر يوما يكتبون فى الوسائط يطالبون الاجهزة التى اعتقلته بتحديد مكانه لانه مريض ويتعاطى ادوية ولكن المعتقل فى نظر بعض طلاب السلطة لا حقوق له حتى ولو كانت انسانية وتفاقمت عليه الامراض لان سجنوننا ومعتقلاتنا بعيدة عن نظر الجهات العدلية العالمية اما المحلية فلا توجد عدالة اساسا يمكن اللجوء اليها مع غياب العناية الطبية المطلوبة . وعبر حميدتى حامى حمى النظام عن ذلك قائلا ( نقول اعتقلوا فلان يعتقلوه نقول اطلقوا فلان يطلقوه ) خرج الصادق من معتقله وهو يعانى من امراض شتى اصابت جسده المنهك من اثار بيئة الاعتقال التى لا تصلح للبقر خرج مباشرا الى زيارة الخال فى جبرة قبل ان يذهب الى منزله واسرته هكذا هو طبعه احترامه للخال وللاسرة يتفوق فيه على كل هم من هموم حياته . عرف الصادق بانه الرابط القوى لثلاث اسر تربطها علاقة اسرية قديمة هى اسرة عبدون اهل والدته واسرة زكريا اسرة والده عبد الله زكريا واسرتنا اسرة شريف محمد طه متواصلا بين الكل فى كل انحاء السودان حيث يتواجدون وتمتد علاقاته الاجتماعية الى جميع اهل العفاض والمناطق المجاورة لها مواسيا لهم فى اتراحهم وفرحا بافراحعم وسعيدا بسعادتهم واضاف اليه الالتزام الحزبى والطبع والتطبع ما يفوق تلك العلاقة الاسرية التى ذكرتها فاصبح يبدا يومه وزياراته التى لا تنتهى منذ الصباح الباكر الى وقت متاخر من الليل كان هكذا طوال ايامه التى عرفناه فيها . الحديث عن الصادق زكريا يطول ولن استطيع الايفاء بمناقبه وخصاله الانسانية السمحة نفى هذا المقام –وكما قال شاعر ولقد رأيت من الحوادث جلها ورأيت مايدمي القلوب ويظلم اه فكم ودعت من أهل الصفا بهنائهم كم كنت دوما أنعم لكن وداعك كان أقسى لوعة كالسيف حده للمشاعر يقسم جاء الوداع وأنت في عز العطا ء وكل أيام لديك تبسم في ليلة فيها افترقنا لحظة جاء النعي لما لنا هو مفحم جاء النعي يقول ان أبا الوفا ولى فكذبنا الذي يتكلم تعازى لكل الاسرة بالفقد الكبير وتعازى لاعضاء الحزب الشيوعى السودانى فى فقدهم الكبير واشهد بانهم لم يقصروا فى اداء لواجب العلاج والسفر الى مصر ومن ثم المتابعة هناك مع الاطباء والابن قاسم وزوجته سعدية .. واشكر الاخوان والزملاء فى مصر الذين زاروه والذين سالوا عنه . وتعازى للخال عوض عبدون وللاخ مؤيد وكمال احمد زكريا واسرة احمد زكريا وكل ابناء واحفاد زكريا وعبدون داخل السودان وخارجه والشكر لكم جميعا على موقفكم تجاه الاسرة فى هذا الموقف الحزين . وهكذا حال الدنيا تفرقنا عن اعز الناس لدينا وما علينا الا الدعاء والصبر (اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُ وَارْحَمْهُ، وَعَافِهِ، وَاعْفُ عَنْهُ، وَأَكْرِمْ نُزُلَهُ، وَوَسِّعْ مُدْخَلَهُ، وَاغْسِلْهُ بِالْمَاءِ وَالثَّلْجِ وَالْبَرَدِ، وَنَقِّهِ مِنَ الْخَطَايَا كَمَا نَقَّيْتَ الثَّوْبَ الأَبْيَضَ مِنَ الدَّنَسِ، وَأَبْدِلْهُ دَاراً خَيْراً مِنْ دَارِهِ، وَأَهْلاً خَيْراً مِنْ أَهْلِهِ، وَزَوْجَاً خَيْراً مِنْ زَوْجِهِ، وَأَدْخِلْهُ الْجَنَّةَ، وَأَعِذْهُ مِنْ عَذَابِ القَبْرِ وَعَذَابِ النَّارِ).[٣]
04-30-2018, 05:54 PM
احمد حمودى احمد حمودى
تاريخ التسجيل: 01-11-2013
مجموع المشاركات: 4364
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
الكيك
احمد حمودى
كمال عباس
فرح الطاهر ابو روضة
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست