سودان القرن التاسع عشر من خلال كتاب رحلات بوركهارت في بلاد النوبة و السودان

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-04-2024, 05:25 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2018م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-15-2018, 06:06 PM

محمد عبد الله الحسين
<aمحمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 10905

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
سودان القرن التاسع عشر من خلال كتاب رحلات بوركهارت في بلاد النوبة و السودان

    06:06 PM April, 15 2018 سودانيز اون لاين
    محمد عبد الله الحسين-
    مكتبتى
    رابط مختصر

    سودان القرن التاسع عشر من خلال كتاب رحلات بوركهارت في بلاد النوبة و السودان
    اسم الكتاب : رحلات بوركهارت في بلاد النوبة و السودان
    ترجمة الكتاب: فؤاد اندراوس
    التحقيق: الشاطر بوصيلي
    الناشر: المركز القومي للترجمة بالقاهرة عام 2016‏
    اعتقد أن الطبعة الأولى كانت عام 1959.‏

    مقدمة لابد منها:
    رغم أن الكتاب يرتبط ارتباطا وثيقا بالسودان تاريخا و جغرافيا و مجتمع و ثقافة و سياسة إلا أنه ككثير من المراجع و الوثائق التي تتعلق بنا و بصميم تاريخنا
    نعجز عن أن نقوم بترجمته أو تحقيقه بل و حتى نشره و الإطلاع عليه ..فكثير من الكتب التي تتناول تاريخ السودان سارعت مصر بترجمته حتى و إن كان حظها
    مما في تلك الوثائق و الكتب أقل مما للسودان فيه من نصيب...
    هذه زفرة حرّى ( و لكنها بريئة من زفرات كتاب آخرين) .... هي زفرة ضمن زفرات أخرى نطلقها كل ما نحس بأن فترات كثيرة منا تاريخنا إما يربض في باطن
    الأرض أو في دور أجنبية للوثائق أو ضمن سجلات جامعة درهام في بريطانيا تتنظر و لعشرات السنين من يقوم بترجمتها...

    فأي هوان أكثر من ذلك..

    (عدل بواسطة محمد عبد الله الحسين on 04-15-2018, 06:23 PM)





















                  

04-15-2018, 06:19 PM

محمد عبد الله الحسين
<aمحمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 10905

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سودان القرن التاسع عشر من خلال كتاب رحلات (Re: محمد عبد الله الحسين)


    إن كتاب رحلات بوركهارت في بلاد النوبة و السودان كتاب لا غنى عنه للدارس لتاريخ السودان للفترة السابقة و اللاحقة ‏لفترة المهدية و الحكم التركي للسودان..‏
    و الكتاب ليس فقط مرجعا في أدب الرحلات أو التاريخ أو الاجتماع أو التراث أو الانثروبولوجيا أو التجارة و الاقتصاد …و ‏لكنه هو مرجعا لكل ذلك..‏
    صاحب الكتاب جون لويس بوركهارت الفرنسي الجنسية و المولد و البريطاني النشأة . كان شابا مغامرا شديد المراس و ‏محبا للمغامرة صبورا رغم صغر سنه ..كما كان دقيقا في ملاحظاته و في تدوينه و تسجيلله لأدق التفاصيل التي صادفها في ‏تلك الرحلة..‏
                  

04-15-2018, 06:31 PM

محمد عبد الله الحسين
<aمحمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 10905

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سودان القرن التاسع عشر من خلال كتاب رحلات (Re: محمد عبد الله الحسين)


    كانت رحلة الفرنسي جون لويس بوركهارت إلى بلاد النوبة و السودان في اوائل القرن التاسع عشر في بداية حوالي عام ‏‏1812/1813 أي قبل حوالي سبعة او ثماني سنوات من الغزو التركي للسودان.. بالتالي فإن توقيت الرحلة و الظروف ‏التي تمت فيها و طريقة الإعداد لها مما يجعل الرحلة مثار لكثير من التساؤلات و لضباب الريبة و الشك خاصة فيمن ‏يقف وراء الرحلة و من استفاد منها..‏
    بالتالي فإن الغموض الذي احاط بهذه الرحلة له مبرراته و مشروعيته التي لا تتزعزع. …علماً أن بعضهم قد سبق و ‏أن عرض بعض هذه الشكوك حول الدوافع الحقيقية لهذه الرحلة. ‏

    و هنا لابد لي من الإشارة بأنه من دواعي الانتباه و التيقّظ أن نضع كتابات إدوارد سعيد المتعلقة بأهداف و مرامي ‏الرحّالة و المستكشفين المؤِّلة و الممهدة للغزو الكولونيالي…و هي قراءة تجي متأخرة عقود من نشر الكتاب باللغة ‏العربية. و بالتالي من المجدي بل من لزوم ما يلزم أن نعي كل تلك التنبيهات نصب أعيننا.‏
                  

04-15-2018, 07:05 PM

محمد عبد الله الحسين
<aمحمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 10905

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سودان القرن التاسع عشر من خلال كتاب رحلات (Re: محمد عبد الله الحسين)



    فيما يتعلق بالشكوك و الارتياب التي شابت القيام برحلة بوركهارت لبلاد النوبة و السودان و ‏من ثم إلى بلاد الحجاز, فإن توقيت و زمان الرحلة نفسه يعتبر مثيرا لكثير من علامات ‏الاستفهام و التساؤلات ..حيث أن الأوضاع في تلك الفترة في مصر كانت مضطربة و غير ‏مستقرة سواء من الناحية السياسية أو الناحية الأمنية. حيث شهدت تلك الفترة محاولة محمد ‏علي باشا توطيد أركان حكمه. و قد كان المماليك هم أكبر المهددات لحكمه.

    فقام محمد ‏علي في الأول من شهر مارس 1811بتدبير مذبحة القلعة التي قتل فيها آلاف المماليك. و ‏من ثم هربت بعد فلولهم المسلحة إلى السودان. فكانوا بالتالي مصدر زعزعة لاستقرار ‏السودان. كما كانوا مصدر قلق و إزعاج لحكم محمد علي. و هكذا كان السودان الشمالي ‏نفسه مسرحا للإضطرابات بسبب محاولات المماليك فرض و تثبيت وجودهم في شمال ‏السودان، و دخولهم في معارك مع القبائل في تلك المنطقة. ‏
                  

04-15-2018, 07:36 PM

محمد عبد الله الحسين
<aمحمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 10905

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سودان القرن التاسع عشر من خلال كتاب رحلات (Re: محمد عبد الله الحسين)

    و هكذا يتبّن للمراقب أن رحلة بوركهارت جاءت في ظل هذه الظروف غير المستقرة و غير ‏الآمنة و في ظل و العديد من المخاطر و عدم اليقين الذي يحيط بمثل هكذا رحلة بشكل ‏تكاد أن أن تكون قفزة في الظلام إن لم يكن وراءها من خطط و من يتابع و يراقب. ‏
    من ناحية أخرى بغض النظر عن الظروف الأمنية التي كانت تسود في مصر و السودان ‏فإن الرحلة بالنسبة لبوركهارت تعتبر أو رحلة له، بالإضافة إلى صغر سنه في مجاهيل ‏افريقيا التي لا يملك لها معلومات شخصية مسبّقة.خاصة أن الرحلة كانت تستغرق أياما ‏عديدة في الصحراء التي كانت مرتعا للصوص و قاطعي الطرق..كما انه كان الأوربي ‏الوحيد ضمن مجموعات غير مأمونة و غير معروفة..‏
                  

04-15-2018, 08:19 PM

محمد عبد الله الحسين
<aمحمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 10905

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سودان القرن التاسع عشر من خلال كتاب رحلات (Re: محمد عبد الله الحسين)


    بالتالي فإن كل هذه الحيثيات بالإضافة لحيثيات أخرى سيتم التعرض لها جعلت من هذه ‏الرحلة ضمن مرحلة جمع المعلومات و الإعداد لغزو السودان.. و قد لا نفارق الحقيقة ‏إن تمادينا في فرضياتنا بترجح وجود جهات ما داعمة بخلاف الجمعية الجغرافية. هي ‏جهات تملك النفوذ و الرغبة و الأمل و الطموح..هي جهات تتستر في الخفاء و لكنها ‏تحرك خيوط اللعبة من وراء ستار. تلك الجهات هي من قدّمت الاقتراح المبدئي و ‏الإسناد و الدعم المادي و المعلوماتي و الاستخباري. خاصة أنه لا يمكن أن يكون قد تم ‏التجهيز لهذه الرحلة بشكل فردي و دون معلومات كافية. علماً أن الرحلة سبقتها فترة ‏إعداد طويلة نسبيا. فالإعداد الذي تم الكشف عنه كان إعداداً مخططا له بتروٍ و تمهّل ‏متمهلاً و بشكل مكثف و مطول تم فيها تعلم اللغة و المفردات و التعرف على طبيعة ‏المنطقة و السكان و عاداتهم و طبائعهم و ثقافتهم و لغتهم السكان في المناطق التي ‏سيزورها.. ‏
    من ناحية أخرى فإن الرحلة إلى بلاد النوبة و السودان مرتبطة على نحو ما بالرحلة إلى ‏الشام و الحجاز. و بذلك تكتمل الصورة . بالتالي فإن القول بأن الرحلة بإيعاز و دعم ‏من محمد علي باشا في مصر أو بموافقة من السلطة العثمانية في اسطنبول لا يعتبر ‏رجما بالغيب و لا او شطط هو صنو للأوهام و الخيال.‏
                  

04-16-2018, 04:29 AM

Biraima M Adam
<aBiraima M Adam
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 27493

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سودان القرن التاسع عشر من خلال كتاب رحلات (Re: محمد عبد الله الحسين)


    متابعة يا دوك .... رائع ..

    ألف شكر .

    بريمة
                  

04-16-2018, 07:48 AM

محمد عبد الله الحسين
<aمحمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 10905

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سودان القرن التاسع عشر من خلال كتاب رحلات (Re: Biraima M Adam)


    الشكر للأخ بريمة على المتابعة

    مودتي يا حبيب

    سأعود قريباً
                  

04-19-2018, 08:28 PM

محمد عبد الله الحسين
<aمحمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 10905

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سودان القرن التاسع عشر من خلال كتاب رحلات (Re: محمد عبد الله الحسين)


    مواصلة لما انقطع لسيرة بوركهارت و رحلته لبلاد النوبة و السودان و كذلك رحلته للحجاز..

    رحلات بورکهارت في بلاد النوبة والسودان - جون لويس بوركهارت ‏

    هذه مقدمة الكتاب كتبها محمد محمود الصياد:‏

    ملحوظة: لم تتعرض المقدمة التي كتبت عام 1959 إلى خلفيات الرحلة و ‏دوافعها التي تم الكشف عنها لاحقا.بالتالي فالمقدمة عبارة عن تلخيص عام ‏لمسيرة بوركهارت:‏

    ‏( لم تكن النوبة هدفه ولا جزيرة العرب وجهته، ولكن شاءت الأقدار أن يرتبط اسمه ‏بما كتب عن هذه الأقطار‎.
    أرسلوه ليكشف عن سر النيجر، فإذا هو يدفن على ضفاف النيل بعد أن يطوف ‏في أراضي الوطن العربي ثمانية أعوام طوال‎. ‎
    لقد أدرك جون لويس بوركهارت منذ البداية أن الرحلة الجغرافية لا بد لها من ‏أدوات... إنها ليست سياحة للمتعة وجمع النوادر، بل هي دراسة عميقة تحتاج إلى ‏استعداد طويل، وتتطلب خبرات متعددة، ومن ثم أنفق خير سنى صباه يتأهب ‏لمهمة لم يمهله المرض حتى يقوم بها فيحقق أحلامه ويبلغ أمانيه‎.‎

    ولكن هذه السنوات الطويلة لم تذهب عبثًا، فقد وهب الشاب قوة الملاحظة والقدرة ‏على سبر أعماق الأمور، فامتازت كتابته عما شهد في هذه السنوات بالدقة، وكان ‏لها رونق وفيها عذوبة، ومع أنه لم يزر أرضًا جديدة مجهولة لم يطرقها أحد من ‏قبله، فإن مذكراته عن رحلاته لم تخل من طرافة، وحسب بوركهارت أنه كان من ‏الرحالة القلائل في عصره، الذين قاموا برحلاتهم خدمة للعلم‎... ‎لم يكن تاجرًا، ولم ‏يكن داعية حرب، ولم يذهب في سبيل راية، أو من أجل التبشير بدين، وإنما دفعه ‏حب الاستطلاع والبحث عن الحقيقة إلى أن يرحل وأن يسجل ما رأى في هذه ‏الرحلات‎.‎

                  

04-20-2018, 06:42 AM

محمد عبد الله الحسين
<aمحمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 10905

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سودان القرن التاسع عشر من خلال كتاب رحلات (Re: محمد عبد الله الحسين)

    موضوع رحلات بوركهارت موضوع ممتد و متشابك و مرتبط بعدة أمور و له علاقات متعددة .على سبيل المثال له علاقة بالغزو التركي و بالأطماع البريطانية و بالاستعمار المصري و بالعلاقات عبر البحر الأحمر..و بالأطماع الأوروبية.. لذلك أجد نفسي كلما ذكرت نقطة أعود لأشير لارتباطات ما بالأحداث الجارية ،السابقة أو اللاحقة..
    بالتالي لا يمكن النظر لكل حدث بشكل منفصل و إلا اسقطنا من حساباتنا جانب مهم عند دراسة التاريخ و هو الجانب الاستراتيجي لها و للمحركين للأحداث .
    لذلك ساحاول في الفقرة التالية ارتباط الاحداث ببعضها و العلاقات الكائنة بينها...و هي ليست قراءة بين السطور و لكن قراءة فوق السطور..
                  

04-20-2018, 06:45 AM

محمد عبد الله الحسين
<aمحمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 10905

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سودان القرن التاسع عشر من خلال كتاب رحلات (Re: محمد عبد الله الحسين)

    فيما يتعلق بالوضع الجيوسياسي للسودان و الذي قد يبدو للبعض أنه بعيدا عن دائرة ‏الحدث المباشر أو الاهتمام العالمي فإن ذلك لم يكن كذلك في أي عصر من العصور. ‏حتى و إن كان ذلك بشكل غير مباشر أو ضمن أولوية أقل في سلم الأولويات .. و ‏بغض النظر عن الأسباب أو الدوافع التي تضع السودان ضمن سلم الاولويات في العلاقات أو الغزو و الاستعمار سواء كان ‏مقصودا لموارده الطبيعية أو البشرية أو لموضعه كمعبر لمنابع النيل أو للداخل الأفريقي ‏أو باعتباره عائق أو مهدد للاستقرار( كما في العصور الفرعونية و العهود الإسلامية و ‏العهد العثماني). أو كمصدر اقتصادي ( كما في تجارة الرقيق خلال القرنين الثامن عشر ‏و التاسع عشر)..أو كمورد للجيوش كما في العهد الأيوبي و العثماني.‏فعلاقة السودان بالأحداث و ما يجري في المحور الشرق أوسطي و ارتداداتها في كل ‏العصور شيء لا يمكن انكاره أو تجاهله.. بل قد يشمل ذلك التأثير حتى الجانب الشرقي ‏من البحر الأحمر..‏و في سودان العهد السناري أو العهد المهدوي لم يكن السودان بعيدا عن أعين ‏الطامعين و الغزاة المستعمرين..و إن بدأ للقائمين على الشأن الداخلي أن الأمر كان ‏غير ذلك.لذلك حينما كان السودان منشغلا بأوضاعه الداخلية خلال الحكم السناري و ‏كان الحكم متشغلا بتقريب الرموز الدينية و بسط العطايا لهم و الإنشغال باستبعاد من ‏يراهم مهددين للكرسي كان عسكر نابليون يدكون بسنابك خيلهم مصر المحروسة كان في ‏باله قطع الطريق أمام البريطانيين للاستيلاء على أفريقيا الوسطى و الجنوبية.. و لم يكن ‏السودان بعيدا.‏و حينما تراجع نابليون كان البريطانيون يعولون على محمد علي باشا في إسقاط الخلافة ‏العثمانية و التي كان سقوطها مقدمة لحكم الوهابيين و من ثم تقاسم مناطق النفوذ بين ‏بريطانيا و فرنسا و بالطبع نحن كنا ضمن الكيكة.‏و حينما كنت الجيوش البريطانية في نهاية القرن السع عشر مشغولة بحروب الهند و ‏بورما و غيرها كانت مهدية عبدالله التعايشي منشغلة بالقضاء على من تراهم مهددين ‏لحكمها و كان الخليفة يتحكم في قطر مترامي الأطراف ظانا أنه بما تحت يديه من ‏جيش هو للمليشيات أقرب ..هو جيش جله من الزراع و الرعاة و البدو الجائلين.و كان يظن ‏أنه يستطيع بذلك الجيش غزو مصر و الحجاز و بريطانيا العظمى. ‏
    و هكذا جعل انشغال القوى الاستعمارية في ذلك الوقت بما هو أهم، إلى أن يغرق الخليفة أكثر ‏و أكثر في الأحلام و الأوهام و في مجالدة أبناء الداخل .
    و استمر ذلك الوضع لأكثر من عقد. ثم يتفاجأ الجميع بطوفان الغزاة على مشارف ابواب العاصمة و اسوارها.
    ‏خلاصة الأمر أن السودان دائماً ليس بعيدا عن دائرة الأحداث. ‏‏ ‏

    (عدل بواسطة محمد عبد الله الحسين on 04-23-2018, 06:24 AM)
    (عدل بواسطة محمد عبد الله الحسين on 04-23-2018, 06:29 AM)

                  

04-21-2018, 12:48 PM

عبدالغني محمد الحاج

تاريخ التسجيل: 06-25-2005
مجموع المشاركات: 320

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سودان القرن التاسع عشر من خلال كتاب رحلات (Re: محمد عبد الله الحسين)

    انت يا دكتور ودالحسين ثروة وإضافة ذات نكهة خاصة في المنبر إذ لا يكاد يكون هنالك من يدانيك في إنتقاء المواضيع الثقافية المميزة وإتحافنا بها فواصل ولا تهتم إن تداخلنا أو لم نتداخل معك فنحن دوماً حاضرين في بوستاتك نقرأها بشغف
                  

04-21-2018, 09:00 PM

محمد عبد الله الحسين
<aمحمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 10905

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سودان القرن التاسع عشر من خلال كتاب رحلات (Re: عبدالغني محمد الحاج)

    الأخ عبدالغني محمد الحاج

    أثلجت صدري بكلماتك المجامِلة..و من منا لا تُريحه كلمات الثناء؟ ‏
    و من ناحية أخرى المجاملة أصلا لا تصدر إلا من شخص ذو إحساس ‏عالي يراعي مشاعر الآخرين..‏

    أما عن قولك:‏
    ‏( …فواصل ولا تهتم إن تداخلنا أو لم نتداخل معك فنحن دوماً حاضرين ‏في بوستاتك نقرأها بشغف)..‏
    ‏ ما يهمني ليست المداخلات و لكن ما يهمني عدد القمتابعين بالقراءة لأن ‏ذلك يشير إلى اهتمام القراء بالموضوع.‏

    أشكرك كثير على الثناء و أتمنى أن أكون عند حسن الظن لكي أكون مفيدا ‏و نافعا..

    مودتي و احترامي
                  

04-22-2018, 12:36 PM

Biraima M Adam
<aBiraima M Adam
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 27493

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سودان القرن التاسع عشر من خلال كتاب رحلات (Re: محمد عبد الله الحسين)


    متابعين .. وفوق ..

    بريمة
                  

04-22-2018, 10:23 PM

محمد عبد الله الحسين
<aمحمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 10905

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سودان القرن التاسع عشر من خلال كتاب رحلات (Re: Biraima M Adam)

    الأخ بريمة
    شكرا يا صديق على التشجيع و كتر خيرك على المتابعة…‏

    تعرف يا بريمة المشغوليات كتيرة و التركيز في موضوع واحد صعب…لأنه ‏احيانا تتداخل الموضوعات و كمان فجأة يسيطر على تفكيرك و شعورك موضوع ‏معين فتترك داك و تواصل في الجديد.‏

    لكن كتاب رحلات بوركهارت ده المفروض كل السودانيين يقروه لأنه بيتضمن ‏عدة موضوعات توثيقية عن السودان في آخر ايام الحكم السناري.و فوق كل ذلك ‏بيخلي الإنسان يعرف إنه نحن ما معلقين برانا في الهواء و لسنا خارج التاريخ و ‏ليس لنا خيارات لنسبح عكس التيار…‏

    ختاما ‏.....
    أشكرك يا بريمة على تةواضعك و احساسك الجميل. ‏
                  

04-25-2018, 11:01 AM

أحمد طراوه
<aأحمد طراوه
تاريخ التسجيل: 12-25-2006
مجموع المشاركات: 4206

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سودان القرن التاسع عشر من خلال كتاب رحلات (Re: محمد عبد الله الحسين)


    Up

    .. بوركهات ما لحق تاجوج !

    قيل،
    و العهدة على الراوي ، انه تمت التصفية الجسدية ل تاجوج في ١٨٠٨ ، بقرار
    من مجلس قبيلة اَهلها الحمران ( خليط من البجا الأصليين و مستعربة الشرق )

    شكرا صديقي محمد عبد الله الحسين ( بوست كويس خالص ) .. واصل استعراض الكتاب
    لغاية ما نلم فيهو ...

    حاول برضو فتش عن علاقة بوركهات ب ريتشارد هل ( كان وزير في حكومة السودان .. و دي عاوزة شرح )
    هل عمل كتاب ( تاريخ الاسلام في السودان .. استنادا على مدونات بوركهات .. )

    نعود .. كان لقينا تراكتور او دفار يرجعنا البيت من ميدان جاكسون ( حيث طواف الإفاضة ، و مشروع الانتفاضة الجماهيرية .. )
                  

04-25-2018, 10:18 PM

محمد عبد الله الحسين
<aمحمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 10905

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سودان القرن التاسع عشر من خلال كتاب رحلات (Re: أحمد طراوه)

    الصديق العزيز احمد طراوة

    تسعدني كثيرا طلّتك البهية …‏

    ما فهمت قصدك بعلاقة تاجوج و بوركهارت:‏
    ‏(بوركهات ما لحق تاجوج‎ !

    قيل ،و العهدة على الراوي ، انه تمت التصفية الجسدية ل تاجوج في ١٨٠٨ ، ‏بقرار من مجلس قبيلة اَهلها الحمران ( خليط من البجا الأصليين و مستعربة ‏الشرق)..‏

    في الحقيقة لفت نظري التاريخ ‏‎1808‎‏ كتاريخ لقتل تاجوج و هي طبعا فترة معاصرة لزيارة بوركهارت.. و ‏أنا كنت مفتكر إنه قصة تاجوج قصة قديمة بل قد تكون أسطورة..‏

    و قبل ان اغادر محطة تاجوج…كنت قد تساءلت من قبل في موضوع سبق أن ‏نشرته عن أن القصة المتداولة عن طلب المحلق أن يرى تاجوج عارية ‏تماما..هي نقطة غير منطقية بل و شاذة خاصة أن يطلب ابن عم تاجوج مثل هذا ‏الطلب في مجتمع محافظ للغاية.

    بالاإضافة إلى أن هذا الطلب (الإيروتيكي) لا توجد حتى في أكثر ‏المجتمعات شذوذا و انحلالا…

    من ناحية أخرى فإن الاستمرار في رواية القصة الخاصة بالمحلق و تاجوج هكذا دون فحص غير أنها ‏تتهمنا بالغفلة و السبهللية تجاه تراثنا كوننا لا نقوم بمراجعته

    ‏ we just take it ‎for granted

    و نفس الشيء بالنسبة لقصة الغلة في الابريق...برضه ضرب المثل بدخول البغلة في الابريق غير منطقي..كان الأوفق أن يكون شيء أقرب للمنطق.

    ‏ معليش للإطالة التي أرجو أن تكون متسقة مع السياق…‏

    و لي عودة للمتابعة
                  

04-26-2018, 02:33 AM

امتثال عبدالله

تاريخ التسجيل: 05-15-2017
مجموع المشاركات: 7424

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سودان القرن التاسع عشر من خلال كتاب رحلات (Re: محمد عبد الله الحسين)

    متابعة لصيقة...
    شكرا محمد على هذا الاستعراض الشامل للكتاب ...
    وهل في طريقة تصور لينا غلاف الكتاب احتمال نلقاه في امازون
    مع وافر التقدير والاحترام والامتنان
                  

04-26-2018, 03:52 AM

Asim Fageary
<aAsim Fageary
تاريخ التسجيل: 04-25-2010
مجموع المشاركات: 7810

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سودان القرن التاسع عشر من خلال كتاب رحلات (Re: امتثال عبدالله)


    بوست مهم ويقرأ من زوايا متنوعة وعديدة

    متابعة

    وإذا وجدنا ملاحظات سوف نتداخل بما يمليه الضمير والقراءة الدققيقة

    تحياتي


                  

04-26-2018, 06:47 AM

محمد عبد الله الحسين
<aمحمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 10905

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سودان القرن التاسع عشر من خلال كتاب رحلات (Re: Asim Fageary)


    الأخ أحمد طراوة
    مواصلة للرد على ما اوردته:
    (حاول برضو فتش عن علاقة بوركهات ب ريتشارد هل ( كان وزير في حكومة السودان .. و دي عاوزة شرح )
    هل عمل كتاب ( تاريخ الاسلام في السودان .. استنادا على مدونات بوركهات .. )

    *********************

    طبعا لا علم لي بعلاقة بوركهات ب ريتشارد هل ....و كذلك حاولت أن أجد أي شيء عن ريتشارد هل أو كتاب تاريخ الاسلام في السودان...و لكني لم أجده...
    فنرجو منك تزويدنا بمعلومة عما أشرت عليه...

    ختاما نشكرك يا صديق على طلّتك النادرة خارج (الحدود)هههههههه
    مودتي و احترامي
                  

04-26-2018, 07:29 AM

محمد عبد الله الحسين
<aمحمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 10905

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سودان القرن التاسع عشر من خلال كتاب رحلات (Re: محمد عبد الله الحسين)


    البنت الهمامة امتثال
    تحياتي
    الكتاب قديم اعتقد صدر في القرن التاسع عشر و اعتقد نشر باللغة الفرنسية ..

    حتى الترجمة للغة العربية كانت لأول مرة سنة 1959 و في بروفايلي صورة للطبعة الأولى..
    هناك طبعة 2007 من المركز القومي للترجمة بالقاهرة و الكتاب موجود في الموقع بسعر 23 جنيه مصري.

    لكن هناك مواقع للتحميل...و للقراءة...و هناك مواقع تتضمن تعليقات و مقتطفات للكتاب..

                  

04-26-2018, 01:41 PM

علي عبدالوهاب عثمان
<aعلي عبدالوهاب عثمان
تاريخ التسجيل: 01-17-2013
مجموع المشاركات: 12480

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سودان القرن التاسع عشر من خلال كتاب رحلات (Re: محمد عبد الله الحسين)

    وحسب بوركهارت أنه كان من ‏الرحالة القلائل في عصره، الذين قاموا برحلاتهم خدمة للعلم‎
    ... ‎لم يكن تاجرًا، ولم ‏يكن داعية حرب، ولم يذهب في سبيل راية، أو من أجل التبشير بدين،
    وإنما دفعه ‏حب الاستطلاع والبحث عن الحقيقة إلى أن يرحل وأن يسجل ما رأى في هذه ‏الرحلات‎.‎

    ===================

    استاذنا الحبيب محمد عبدالله ..
    وقفت كثيراً عند هذه العبارة أعلاه .. لقد عرفت
    لماذا كتاباته مقنعة وموثوقة ..
    شكرا على إيراد هذه الحقيقة

    لقد قرأت بعض ما نقل عنه عن منطقتنا في ( حفير مشو ) كانت عن الجغرافيا والناس رغم قدم الاحداث
    مطابقة للواقع لأن التغيير في هذه الضواحي البعيدة لا تكون بتلك السرعة

    تحياتي الحبيب محمد / و اصل

                  

04-28-2018, 08:36 AM

محمد عبد الله الحسين
<aمحمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 10905

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سودان القرن التاسع عشر من خلال كتاب رحلات (Re: علي عبدالوهاب عثمان)


    الأخ عاصم فقيري
    و الأخ علي عبدالوهاب
    شكرا على متابعتكم و اتوقع منكم التعليق أو الاضافة أو التصحيح لأي جزئية فالمعلومة ‏للجميع و ليست لشخصي أو لشخص آخر...علما أنني أستعين بما كتبه آخرون كلما وجدت ‏ذلك يضيف بعدا جديدا..و قصة رحلات و هذا الرحالة و قصة حياته تتضمن كما ذكر الأخ ‏فقيري إشارات عديدة و يمكن قراءته من عدة زوايا.‏

    إن ما قام به بوركهارت من رحلات و مغامرات و ما كتبه من كتب و ما دوّنه من مذكرات و ‏ملاحظات دقيقة تجعل المرء ينبهر بما قدمه و ما انجزه في هذا العمر الغض
    و بما ملكه من ‏عزم و تصميم و روح مغامِرة تجعله يقضي شبابه و كذلك حياته في مهامِه و صحارى و ‏مجاهل غريبة عنه..خاصة إذا عرفنا أنه أمضى سنوات تعلم فيها لغة هي جديدة عليه..

    فهذه ‏الروح غريبة على الشباب الذي يتوقع أن يبحث في مستهل حياته عن الترفيه و الاستمتاع ‏بمباهج الحياة..فهذا جانب في سيرته لابد من أن نضعه في الاعتبار و نحن نقرأ رحلاته و ‏مغامراته و المخاطر التي رمى نفسه فيها و هو الشاب الذي لم يبارح العشرينات من عمره و ‏ليس له تاريخ سابق في المغامرات و السفر و الرحلات..

    تأمل معي كيف قضى سنوات في ‏مصر و سوريا و الاردن يدرس فيها اللغة و اساليب الحياة لكي يؤهل لنفسه استعداد للعمل ‏الكبير للقيام بالرحلة لمصر و السودان و الحجاز..‏و لا ننسى اكتشافه لمدينة البتراء التاريخية في الأردن..

    هذا الرجل بانجازاته و ما قام به يعادل انجازات مجموعة من الرحالة و ليس شخص واحد...شاب لم يتعدى حين انتهى من رحلاته الثانيو و الثلاثين من العمر..

    و طبعا حريّ بنا أن نتسآل ما هو الدافع لكل ذلك ؟ و هو السؤال الذي يجب أن نشغل أنفسنا به..‏
                  

04-28-2018, 09:39 AM

محمد عبد الله الحسين
<aمحمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 10905

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سودان القرن التاسع عشر من خلال كتاب رحلات (Re: محمد عبد الله الحسين)


    قد يكون سرد رحلات بوركهارت مملة للبعض و طويلة كذلك..و لهم العذر..و لكن قد يكون الغموض وراء الرحلات دافع للتعرف على بعض جوانب القصة...
    كما أن الرحلة يرتبط جزء منها بالسودان و (تعريته) إن جاز التعبير و كشف كل أوجه الحياة و السكان فيه...فهو جزء من تاريخنا.

    الغريبة إن رحلات بوركهارت لبلاد النوبة و السودان لم تحظ باهتمام المتابعين و الكتاب مثلما اهتم هؤلاء برحلته إلى الحجاز..حيث وجدت رحلته للحجاز طيفا واسعا
    من التحليل..

    و يرجع ذلك لارتباط الرحلة بزيارة ارض الحرمين و التي زارها بوركهارت كمتخفي في صورة مسلم..و كذلك تعود أهميتها لكون أرض الحجاز في تلك
    الفترة كانت تشهد نقطة فارقة بين ظهور حكم الوهابيين و اندثار حكم العثمانيين و مشاركة محمد علي في محاربة الوهابيين.

    لذلك كانت التساؤلات حول أهداف رحلة بوركهارت أكثر بروزا لمعاصرتها احداثا مفصلية..لذلك لا يمكن للمتابع أن يفصل رحلات بوركهارت للحجاز عن رحلته لبلاد النوبة و السودان..
    فهذا الرجل لعب دورا لا يقل عن دور لورنس الحرب في اسقاط حكم الخلافة العثمانية.

    و هنا نعود لنذكر أن من يتحدثون عن انغلاق السودان عن محيطه العربي يتجاهلون أو يغفلون عن جانب مهم و هو ارتباط السودان في معظم فترات التاريخ بالشرق القريب أو الشرق البعيد و بالشمال الأفريقي مهما تعددت الاسباب..
                  

04-28-2018, 10:43 AM

محمد عبد الله الحسين
<aمحمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 10905

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سودان القرن التاسع عشر من خلال كتاب رحلات (Re: محمد عبد الله الحسين)

    بعد خروج اسرته من فرنسا و نقابلته لأعضاء الجمعية الجغرافية البريبطانية قرر أن ‏يشارك في برامجها الخاصة باكتشاف منابع نهر النيجر و لكنه غيّر رأيه أو تغيّر رأي ‏القائمين بالأمر من وراء ستار. أخير قرر القيام برحلته للنوبة و السودان و بلاد الحاجز..‏

    لذا قرر الاعداد لهذه الرحلة...و غير واضح من وضع له الخطة و الإعداد للرحلات التي ‏كان يزمع القيام بها.. فمعرفة من ساعده في الإعداد للرحلة بالتخطيط و الدعم اللوجستي ‏تساعد في معرفة الاهداف الغامضة من وراء الرحلة.‏

    في سبيل الاعداد للرحلة التحق بوركهارت بجامعة كامبريدج حيث درس اللغة العربية ‏والإسلام لإعداد نفسه لمسيرة مهنية كمستكشف-مغامر، وذلك بعد أن أنهى دراسته ‏الجامعية في سويسرا‎. ‎

    وكما وصف محمد علي باشا، حاكم مصر الذي كان أحد معارفه، ‏روح المغامرة لدى بوركهارت، فإن الأخير كان مصاباً بـ"جنون الترحال". فقد قضى ‏أوائل العشرينات من عمره في سوريا، حيث أتقن اللغة العربية وأثبت نفسه كعالِم في ‏الدين الإسلامي وكمتصوِّف، و ذلك قبل أن ينطلق إلى مصر و السودان.‏
                  

04-28-2018, 10:54 AM

محمد عبد الله الحسين
<aمحمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 10905

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سودان القرن التاسع عشر من خلال كتاب رحلات (Re: محمد عبد الله الحسين)

    حكاية الشيخ إبراهيم بوركهارت:
    *********************
    منقول بتصرف كتبه:عماد أبو غازي
    المصدر:صحيفة العين-الخميس 2016.2.11
    ملحوظة: كان بوركهارت قد تخفّى تحت اسم ابراهيم عند بداية رحلته للشرق

    مقتطفات من المقال:

    عماد أبو غازي

    شهدت بلاد المشرق في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر موجة من الرحلات الاستكشافية التي قام بها عدد من الرحالة والمغامرين الأوروبيين من بلاد أوروبية مختلفة جابوا فيها منطقتنا العربية، وارتبطت هذه الموجة من الرحلات بظاهرة الولع بالشرق في أوروبا وبالميل نحو الاستكشاف والمغامرة، لكنها في الوقت ذاته كانت تشكل جزءًا من الأعمال التمهيدية للتوسع الاستعماري في المنطقة، واليوم وبعد مرور عشرات السنين على هذه الرحلات، وبعد أن ابتعدنا عن دوافع هذه الرحلات؛ فإن ما تبقى لنا منها ما تركه هؤلاء المغامرون من نصوص ورسوم سجلوا فيها رحلاتهم.

    حكايتنا اليوم عن واحد من هؤلاء الشبان الذين جاءوا إلى بلادنا وسجلوا ملامح الحياة فيها بالقلم والريشة، وتركوا لنا ميراثًا ثريًا يعد مرجعًا للباحثين في تاريخ المشرق العربي في مطلع القرن التاسع عشر.



    عرفه أجدادُنا في مصر وبلاد الشرق في الفترة ما بين عامي 1809 و1817باسم الشيخ إبراهيم بن عبد الله اللوزاني، عاش بينهم وتجول بين ربوع سوريا ولبنان والأردن وفلسطين، استقر في مصر ومنها انطلق إلى الجنوب ووصل إلى النوبة وشمال وشرق السودان، وزار بلاد الحجاز ثم عاد إلى مصر وتوفي بها قبل أن يكمل عامه الثالث والثلاثين.

    التقى بوركهارت بالسير جوزيف بانكس رئيس الجمعية الإفريقية، أو "جمعية تشجيع اكتشاف المناطق الداخلية من إفريقيا" التي تأسست عام 1788 في لندن، فحتى ذلك الحين لم يكن لدى الأوروبيين معرفة دقيقة بالأجزاء الداخلية من القارة الإفريقية، وكانت معرفتهم قاصرة على المناطق الساحلية وقليل من الأجزاء الداخلية من بعض البلدان مثل مصر، وقام السير بانكس بإلحاق بوركهارت بالجمعية وكلفه بالسفر إلى وسط وغرب إفريقيا، إلى حوض النيجر عبر مصر، وعند هذه النقطة تحولت حياة بوركهارت تمامًا.

    كانت الرحلة تحتاج إلى إعداد خاص للتمكن من تحقيق أهدافها، فقامت الجمعية الإفريقية بإرسال بوركهارت إلى جامعة كمبردج لتعلم اللغة العربية، ودراسة الكيمياء والفلك وعلم الفلزات والطب.
    وفي شهر فبراير من عام 1809 بدأ بوركهارت الرحلة إلى الشرق، ولم يكن قد بلغ الخامسة والعشرين بعد؛ فأبحر متجهًا إلى مالطا، ومنها إلى مدينة حلب السورية التي وصلها في شهر يوليو، وقضى هناك ثلاث سنوات لمزيد من تعلم اللغة العربية والتعرف على الثقافة المحلية في منطقة المشرق العربي، وأثناء إقامته في حلب أطلق بوركهارت لحيته على الطريقة الشرقية وارتدى ملابس عربية وسمى نفسه الشيخ إبراهيم بن عبد الله، ثم أعلن اعتناقه الإسلام واتجه إلى دراسة القرآن الكريم.

    وأثناء السنوات الثلاث التي أقام فيها بحلب قام بوركهارت أو الشيخ إبراهيم بالترحال في المناطق المحيطة بها، فتجول بين عدد من المدن السورية كما توجه إلى شمال العراق، وزار المناطق الأثرية في تدمر في سوريا وبعلبك في لبنان، وفي كل هذه الرحلات قام بتسجيل مشاهداته بالرسم والكتابة، وشكلت هذه التسجيلات كتابه عن الرحلة في سوريا والأراضي المقدسة.

    وفي يونيو من عام 1912 توجه إلى مصر ليبدأ في تنفيذ مهمته الإفريقية، وفي طريقه إلى مصر مرورًا بفلسطين وشرق نهر الأردن مر بأطلال مدينة البتراء (بترا) وكتب عنها: "صرفت فترة 15 يومًا في الصحراء ما بين البحر الميت والبحر الأحمر ... وفي وسط المسافة بين البحرين تقوم آثار مدينة مهيبة تقع في وادي موسى، ويُحتمل أن تكون البتراء، فيها نشاهد مدافن ذات زخرفة منحوتة في الصخر، وبقايا معابد وقصور ومدرجات وقنوات مياه وغيرها من الغرائب والروائع النادرة التي تجعل هذه المدينة أكثر إثارة للاهتمام من أي شيء آخر شاهدته في حياتي".

    وفي سبتمبر 1812 وصل الشيخ إبراهيم إلى القاهرة لينتقل منها إلى قلب إفريقيا مع قافلة فزان، ولكن تأخر موعد القافلة وحبه للاكتشاف دفعه لاستثمار الوقت في رحلة في صعيد مصر، كان في نيته أن تكون قصيرة، لكنها طالت أكثر مما توقع بكثير، وقادته إلى عوالم جديدة لم يخطط لزيارتها.

    لقد كانت رحلة بوركهارت إلى المنطقة مواكبة للحظة مهمة في تاريخها، لنقطة تحول محورية، كانت المنطقة بكاملها تخضع للحكم العثماني لقرابة ثلاثة قرون عندما احتل السلطان العثماني سليم الأول العراق ثم بلاد الشام ومصر والحجاز في العقد الثاني من القرن السادس عشر، ثم امتدت الدولة العثمانية في شمال إفريقيا حتى وصلت إلى حدود مراكش قبل منتصف القرن نفسه، لكن الفترة التي زار فيها بوركهارت المنطقة كانت تشهد تحولات سياسية وثقافية واجتماعية مهمة، فـ"السلام العثماني" الذي ساد لثلاثة قرون كان قد بدأ يتزعزع، والنزعات الاستقلالية عن دولة "الخلافة" تتوالى؛ ولكن الحركة الأخطر كانت الدعوة الوهابية التي هددت سيطرة السلطان العثماني على الأماكن الإسلامية المقدسة في الحجاز، والتي حملت أفكارًا دينية سلفية.

    نعود إلى بوركهارت أو الشيخ إبراهيم الذي غادر القاهرة في خريف سنة 1812 إلى إسنا في صعيد مصر ومنها توجه جنوبًا إلى بلاد النوبة، حيث سجل ملاحظاته حول عادات أهل النوبة وشمال شرق السودان وعن عادات البدو في المناطق الصحراوية، كما شاهد آثار جنوب مصر وبلاد النوبة، ودوّن مشاهدته للأجزاء الظاهرة من أحد معبدي أبو سمبل الذي كان مطمورًا تحت الرمال، وكان ذلك قبل اكتشاف الإيطالي بلزوني للمعبد بأكثر من ثلاثين عامًا، لم يكن هدفه من الرحلة التنقيب عن الآثار أو اكتشافها، بل كان اهتمامه الأكبر في تلك الرحلة منصبًّا على دراسة المراكز التجارية وطرق التجارة، لذلك لم ينتبه لقيمة كشفه الكبير، وأصبح هذا الكشف مسجلًا باسم بلزوني، وقد سجل بوركهارت كما هي عادته وعادة رحالة ذلك الزمن رحلته رسمًا وكتابة، وضمنها في كتابه الثاني الرحلة لبلاد النوبة والسودان.

    وفي صيف عام 1814 عبر بوركهارت البحر الأحمر من سواكن إلى جدة ومنها إلى مكة والمدينة حيث مكث هناك ثلاثة أشهر أدى خلالها فريضة الحج، وسجل مرة أخرى بالرسم والكتابة ملامح الحياة في الجزيرة العربية، كما دون ملاحظاته عن الحركة الوهابية.

    ونظرًا لمرضه لم يبدأ رحلة العودة إلى القاهرة إلا منتصف سنة 1815، ومن هناك قام برحلة سريعة إلى سيناء ثم عاد ليستقر بالقاهرة إلى أن مات بعد إصابته بتسمم غذائي في 15 أكتوبر سنة 1817 ودفن جثمانه بمدافن باب النصر بالقاهرة.



                  

04-28-2018, 12:32 PM

محمد عبد الله الحسين
<aمحمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 10905

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سودان القرن التاسع عشر من خلال كتاب رحلات (Re: محمد عبد الله الحسين)


    لمنتدى‎ : ‎حسن مكي‎ ‎
    د. حسن مكي :رحلات بوركهارت في بلاد النوبة والسودان ‏
    ________________________________________
    رحلات بوركهارت في بلاد النوبة والسودان (1-2‏‎) Travels in Nubia ‎John Lewis Burkhardt
    د. حسن مكي‎

    ترجمة: فؤاد اندراوس اصدار سلسلة ميراث الترجمة ، المشروع القومي للترجمة ‏العدد (1044) - عام2007م‎..

    هذا كتاب معروف وسط المهتمين بالتاريخ ، ولا زالت نادما على أنني فرطت في ‏شرائه، ايام كنت في بريطانيا عام 1986م حيث (استغليت) ثمنه ، وطبع هذا ‏الكتاب لأول مرة عام 1819م أي بعد حوالي عامين من موت مؤلفه ، الذي مات ‏بالقاهرة في عام 1817م، وعمره (33) عاما إذ ان بوركهارت مولود في عام ‏‏1784م ‏‎. ‎تحصلت على هذه النسخة ، حينما دعاني صديقي الاستاذ سيد فليفل ‏لحضور ندوة الرئيس المرحوم جمال عبدالناصر بمناسبة مرور مائة على ميلاده « ‏مولود في الاسكندرية في 15 يناير 1908 « وعقدت الندوة في احدى قاعات ‏المجلس الاعلى للثقافة، وفي بهو قاعة الندوة تمت إقامة معرض لإصدارات المجلس ‏الأعلى للثقافة، الذي يكفي أن اصداراته المترجمة بلغت (1044) وتباع هذه ‏النسخة، جيدة الطباعة والمحققة التي بها (392) صفحة. بمبلغ يعادل (8) جنيهات ‏سودانية . ومع ذلك ، لم أكن مبسوطا من ندوة عبدالناصر، إذ طغت فيها العواطف، ‏وفي تقديري أن عبد الناصر ابن اللحظة المتوترة في الحياة المصرية والعربية ‏والعالمية، لحظة ما بعد الحرب العالمية وقيام اسرائيل، وأن امتدت فترة حكم ‏الرئيس عبدالناصر إلى (18) عاما، إلا أنها بحساب الاعصاب والإثارة والمفاجآت ‏يمكن اختزالها في (18) شهرا - حيث وقعت الثورة المصرية قبل أن يفرغ الجيش ‏المصري والعقل العربي من استيعاب مغزي هزيمة (48) وهزيمة اسرائيل وقبل ‏أن يوطد الضباط الاحرار نظام الحكم ويبسطون مشروعهم الاجتماعي ‏‎/ ‎والسياسي ‏كانت المجابهة الداخلية مع الرئيس المرحوم محمد نجيب ثم مع اليسار ثم مع ‏الإخوان المسلمين..

    ومع ذلك صدر ميثاق الثورة الذي كان ميثاقا متقدما في ذلك ‏الوقت المبكر الذي تكلم عن شخصية مصر بدوائرها الثلاث ، العربية والإفريقية ‏والإسلامية . وقبل ان تخرج مصر من حوارها الداخلي ، كان استقلال السودان ‏وتأميم القناة والعدوان الثلاثي - ثم الوحدة والانفصال مع سوريا والصراع مع ‏اسرائيل ، فهزيمة (76) والصراع مع أعوام حرب الاستنزاف ثم حرب الاردن ‏التي اعقبها مؤتمر قمة القاهرة في سبتمبر 1970 التي من اجهادها فاضت روح ‏الزعيم ، وما بين ذلك كان الإصلاح الزراعي والسد العالي وحرب اليمن ، ضحت ‏الثورة المصرية بالحريات والديمقراطية لتحقيق مشروعها مما أدى إلى بروز ‏مراكز القوة واستنفاد طاقاتها في صراعات الداخل والخارج‎ « ‎الاخوان واليمن .» ‏بعد هذا الاستطراد ، اعود لكتاب بوركهارت، الذي ينتمي لعائلة سويسرية غنية ، ‏مما جعل مصالحها تتناقض مع مصالح قادة الثورة الفرنسية باطروحاتهم للمساواة ‏والعدالة، مما أضطره لمغادرة بريطانيا وهو في سن الرابعة والعشرين بحثا عن ‏دور ووظيفة ، وهناك التحق بجامعة كمبيردج لدراسة اللغة العربية بدعم من ‏الجمعية الإفريقية البريطانية ، التي رأته مؤهلا جسمانيا وذهنيا للقيام بدور في ‏إفريقيا . ومن كمبيردج وهو في ريعان الصبا ، إلى سوريا والحجاز ثم نزل إلى ‏السودان في رحلتين عام 1873 إحداهما من النوبة إلى منطقة حلفا والمحس اي ما ‏قبل دنقلة ، والأخرى من صعيد مصر عبر صحراء النوبة إلى بربر وشندي ثم ‏العودة بالطريق الخلوي من شندي إلى التاكا ومن ثم إلى سواكن -

    ولا شك أن كتابه ‏مثلَّ دليلا استخباراتيا استعانت به قوات الخديوي محمد علي التي بدأت فتح السودان ‏بعد ثلاث سنوات من كتابة كتابه ، كما مثَّل هاديا لكل من جاء بعده من المستكشفين ‏والغزاة والطامعين ، علما بأنه في هذه الفترة ذاتها ، كانت هناك بعثة من الخديوي ‏محمد علي الى ملك سنار، تحمل له الهدايا لتتعرف على طبيعة المنطقة . قضى هذا ‏الشباب قرابة ثلث عمره في دراسة النوبة ومناطق السودان - أي ثماني سنوات من ‏اصل عمره القصير في هذه الدنيا، ولكن عمله هذا أدخله في سجل التاريخ وأصبح ‏كتابه ركيزة لكل مهتم بالدراسات السودانية . جاءت رحلة بوركهارت في ظرف ‏صعب ، حيث كانت سلطنة الفونج قد ضعفت وما عادت تبسط يدها على مناطق ‏شمال السودان واصبحت القبضة الامنية ضعيفة ، فساد قطاع الطرق وكثرت ‏الحروب ، كما أن منطقة السكوت والمحس حتى دنقلة ، تعرضت لوافد جديد مسلح ‏، ممثل في المماليك الذين هربوا لدنقلة ، بعد مذبحة القلعة وأسسوا لوجودهم في ‏المنطقة بقوة الحديد والنار ونهبوا وقتلوا إلى أن استأصل شوكتهم إبراهيم باشا في ‏ظروف الفتح ما بعد 1820م. ومع كل هذه المخاطر استطاع هذا الخواجة ، أن ‏يركب الخطر ثلاث مرات وذلك بعبوره من أسوان عبر النوبة إلى اراضي المحس ‏والسكوت والعودة ، ثم العبور من صعيد مصر عبر الصحراء إلى بربر وشندي ، ‏ثم إلى البحر الأحمر في أهوال ومصاعب تشيب ولنرى ماذا يقول .

    يثني ‏بوركهارت على النوبة قائلا : « لست أذكر في كل ما طفت به من بلاد الشرق ، ‏بلدا كابريم ، يطمئن فيه الناس على مالهم ويأمنون عليه من السرقة والتي لايعرفها ‏اقليمهم - ويتكلم عن قبورهم التي يغرسون فيها سعفتين كبيرتين من سعف النخل، ‏رمزا لقوة الحياة والإنتصار على الموت ومايزال اهلي يفعلون ذلك ، بل حتى ابنائي ‏فعلوا ذلك على قبور أهلنا وهي عادة تنتقل من اللا شعور جيلا عن جيل . وعلى ‏امتداد رحلته ، كان يذكر الكنائس الإغريقية التي صورت على جدرانها رسوم ‏القديسين وطليت بألوان زاهية وربما كانت الكنيسة في الاصل معبدا ثم تحولت إلى ‏كنيسة وربما احيانا إلى مسجد وهي تؤكد حضور الغيب والتوحيد وفكرة الله في ‏ذهن النوبي منذ فجر التاريخ.. ويشير إلى استيطان القبائل العربية وسط النوبة وأن ‏سراة دنقلة اصلهم من الجوابرة، كما يشير إلى الجعافرة والاشراف والكنوز في ‏بطن الحجر ويشير الى أن حكام النوبة يتحررون من صلف العثمانيين الذين احتلوا ‏النوبة بعد دخول السلطان سليم الاول مصر في عام 1517م ومايزالون يتسمون ‏بالكشافة. كما يصف طعام النوبة من شربوت والبوظة» المريسة « وعرقي البلح ‏المقطر، علما بأن البغاء غير مباح في النوبة..

    وحسب تقديره فإن سكان النوبة من ‏اسوان إلى حدود المحس الجنوبية يبلغ عدد سكانه مائة الف نسمة ، كما يصف ‏بعض قبائل السودان كالبشاريين والعبابدة والشايقية.. وحرص بوركهارت أن يحمل ‏معه مصحفاً صغيراً وأوراقاً يسجل عليها كل شيء، ويتكلم عن وادي الطواشي ‏مذكرا بأنه خصي من سدنة الكعبة الشريفة كان ذاهبا إلى دارفور فقتله البشاريون ‏وسلبوه ثم نصبوه وليا وسمو الوادي باسمه‎ .

    يتكلم الكتاب عن أهل بربر ويصفهم بأنهم سلالة جميلة وليست لهم قسمات الزنوج ‏اطلاقا ولكن لهم ولعاً بالشراب ذكورا واناثا.. ويأكلون الملاح بخبز الذرة ويشربون ‏البن ، ويحيون اعضاء الاسرة المالكة بلقب ( يا ارباب ) وتنتشر فيها مدارس القرآن ‏في الدامر ومقرات والقوز . ويصف الدامر بأنها بلدة كبيرة قوامها خمسمائة بيت ‏وهي نظيفة وتفضل بربر لخلوها من الخرائب ولهم جامع كبير حسن البناء ولكنه ‏بلا مئذنة ، وهي بمثابة دولة دينية يصرف شئونها بمنتهى الحكمة والتعقل ، ومن ‏عاداتهم قراءة القرآن على الحصى ونثره على القبور وكتابة الحجبات والتعاويذ . ‏أما اكبر البلاد فهي شندي ويرأسها المك نمر ومك شندي خاضع اسميا لملك سنار ، ‏وحكومة شندي أقوى من حكومة بربر لأنها مسنودة بالتميراب والنافعاب والجعليين ‏‏. ولا يحب الجعليون الدناقلة لولههم بالمال، فالدنقلاوي عندهم كاليهودي في اوربا.. ‏والخيل في شندي موفورة ويقتني المك نمر زهاء الـ(اثنتي عشرة) بندقية - إذن المك ‏نمر قاوم الفتح التركي بزهاء الاثنتي عشرة بندقية فيما بعد.. وربما كانت الضرائب ‏والأتاوات التي فرضها اسماعيل باشا على المك نمر وأدت للحرب جزئيا نتيجة ‏لتقديرات بوركهارت لثراء شندي وقوة حكومتها .

    تم تدمير شندي على يد الدفتردار ‏وأصبح المك نمر أول ثائر سوداني والاب الروحي للمقاومة السودانية التي بلغت ‏أوجها في الثورة المهدية، ولكن لا يزال قبر المك نمر مهملا في المتمة الإثيوبية ‏مثله مثل قبر رابح فضل الله في كسري في الكمرون على بضعة كيلومترات من أم ‏جمينا . ومما يفيد أن بوركهارت ومن سبقوه ، كشفوا عورات السودان امام الآخر ، ‏ما ورد في تقرير مبعوث باشا مصر إلى سنار ، ان السلطان أي حاكم سلطنة الفونج ‏، عرض فرقة من الفرسان أمامه ، وانتهز المبعوث التركي المناسبة ، باطلاق النار ‏من مدفعية الصغيرين ، المحمولين على جملين وسقط الجميع على الارض ‏مستغيثين ، وعلق بوركهارت على ذلك ( واحسب أن ثلاثمائة رجل مثلا ، ممن ‏مرنوا على احتمال المناخ المداري ، يستطيعون أن يتوغلوا في شرق افريقيا حتى ‏سنار.. فخليق بقوة من الأوربيين الا تخشى بأس هؤلاء الإفريقيين وما هم فيه من ‏تشتت وانقسام - ولا ينقص بريطانيا في سبيل المجد إلا حملة موفقة إلى مجاهل ‏إفريقية ليصبح تفوقها في هذا المضمار تاما ص ( 222 -322‏‎) ( ‎بتصرف). ‏ودرس التاريخ أن الآخر ، يريد كشف العورة سواء جاء في ثياب مثيرة أو اتحاد ‏افريقي أو امم متحدة ، وسيذهل الكثيرون وسط هذه (اللعلعة) الفارغة حول دارفور ‏، مدى التغلغل الذي حدث في السودان عامة ودارفور خاصة وقد رأيت طرفا من ‏الخرط عن دارفور التى لاتكاد تخطيء فيها شيئاً، من مواقع القوات المسلحة ، إلى ‏الآبار والطرق والمجمعات ونقاط الحركات المسلحة - ولعل ما يحدث في دارفور ‏من أكبر الكوارث الوطنية ولا يزال ملف دارفور في أيادٍ لا تقدر خطورة ما يحدث ‏من تغلغل باسم السلام والأمن . ويعدد. بوركهارت قوة سوق شندي ، وما فيه من ‏منتجات الدنيا ، شرقا وغربا من القرنفل والفلفل والحبهان وخشب الصندل والحلبة ‏واللبان والصمغ العربي والقرفة والكحل والمسابح والعقود والورق والقصدير ‏والنحاس والسلع الحديدية والمبارد والحلي والمرجان والكبريت ويقول: ( ما من ‏سلعة مصنوعة في مصر أو أوربا الا وتباع في شندي ) والسودان مستهلك للفضة ‏الاوربية كذلك وعملاتها وسيوفها واسلحتها ، ويكفي لتقدير قوة سوق شندي أن ‏المعروض فيه للبيع من الأبل خمسمائة ومثلها من البقر والغنم.. كما وصف محلات ‏صناعة الأحذية ودباغة الجلود والصابون لماذا ذيلت صناعة الأحذية في شندي علما ‏بأن أحذية شندي كما وصفها بوركهارت اعظم صناعة في الشرق حينها ؟ بالإضافة ‏إلى متاجر البن والمسك والكرابيج والابنوس والعاج وقرن الخرتيت والشهد ‏والزمزميات والتبغ وريش النعام ويقول إن فرسان الشريف حمود امير اليمن كلها ‏مجلوبة من دنقلة . ويشير إلى أن كل قوافل السودان تلتقي في شندي - لماذا لا نفكر ‏في تجديد هذا الأمر، حيث يخرج الطريق من الفاشر إلى شندي - وبفضل الله ‏الطرق مفتوحة من شندي إلى دنقلة فمصر وإلى بورتسودان والبحر الاحمر ‏والحجاز . ويقول بوركهارت ان عرب السودان أفصح لسانا من اخوتهم بمصر ‏واشد تمكنا من عربيتهم ونطقهم بها شبيه بنطق أهل الصعيد ، وانه في دارفور ‏وكردفان قبائل عربية محتفظة بلغة اجدادها ولا يحيد شعرها قيد شعرة عن اوزان ‏الشعر العربي وأن الحداء الذي سمعه على ضفاف الفرات يماثل ما سمعه على ‏ضفاف العطبراوي .

    وفي رحلته للتاكا يقول إنه مر بمعبد من الصخر بالقرب من ‏قرية قوز رجب.. ولم يستطع ان يزوره لأن بعض القبائل كانت تتحفز للاغارة ‏عليهم واهل منطقة القوز خليط من العرب والبشاريين والهدندوة والجعليين ‏والشكرية ومن التاكا إلى سواكن ، حيث يصفها وفيها ستمائة بيت ومساجد ثلاثة ( ‏هل ياترى هي ذات المساجد التي صورها فاسكو دي جاما في رحلته الشهيرة قبل ‏بوركهارت بثلاثمائة عام؟ ) وفيها من الآبار اثنتي عشرة بئرا ، وزمام سواكن في ‏يد امير الحوارية ويمثل الحكومة التركية فيها جابٍ تركي يحمل لقب أغا، وتصدر ‏سواكن للحجاز الجلود والسمن والسجاجيد وقل من الحجاج من يبرح مكة بغير ‏حصيرة سواكنية ، بالإضافة إلى ذلك تزود السفن السواكنية جدة بالماء والذرة ‏والماشية ، وفي اثناء وجوده ابحرت من سواكن سفينتان الى اليمن و إلى جدة - بينما ‏وصلت اليها خمس سفن من بلاد الدنيا .

    وليت اهل السياسة يقرأون هذا الكتاب ، ‏حتى يعلموا طرفا من خبر السودان وأكرر أن نائب مدير معهد دراسات استراتيجية ‏أمريكي زارني في المنزل واهداني بعض الكتب ، فكرت في رد هديته ، فلم أجد إلاّ ‏أن اصور له جزءا من تاريخ هيرودتس وهو كتاب مكتوب قبل ميلاد المسيح بقرون ‏ويتكلم فيه عن مناطق النوبة في السودان ولايكاد يختلف شيئا كثيرا عما ورد في ‏كتاب بوركهارت، ولكني فقط اردت ان اقول له حضارة السودان قديمة ليس فقط ‏قبل اكتشاف امريكا ولكن حتى قبل دخول بريطانيا في نادي الحضارة ولذلك أعجب ‏من الذين يتكلمون عن الشمال واهله باعتبارهم السياسي او الثقافي ولا يدرون أن ‏حضارة الخرطوم التي هي روح مقتبسة تحكي استمرار الحضارة السودانية منذ ‏آلاف السنين وليس فقط طارئاً ايقظه مبشر أو مكتشف.. والله أعلم‎ .‎

                  

04-29-2018, 08:52 AM

محمد عبد الله الحسين
<aمحمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 10905

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سودان القرن التاسع عشر من خلال كتاب رحلات (Re: محمد عبد الله الحسين)

    قد يكون الجزء الثاني من رحلة لويس بوركهارت و هي رحلته إلى الحجاز هي التي قد تكشف ‏جزء كبير من أسباب و دوافع رحلته إلى الشرق عموما (مصر و السودان و الحجاز).. ‏
    و قد تكون رحلته للنوبة و السودان جزئيا وفاء لعهد قطعه مع محمد علي لكي يأتيه بأخبار ‏المماليك و أخبار السودان عموما تمهيدا لحملته ضد السودان. و لكن بالرغم من ذلك يتضح أن ‏محمد علي كان يرتاب في أن بوركهارت يتجسس لصالح بريطانيا..‏

    فإذا كان بوركهارت جاسوسا لصالح بريطانيا فإن الأهم بالنسبة لبريطانيا هي منطقة الحجاز لأن ‏خطتها الكبرى كانت هي القضاء على الخلافة العثمانية كأولوية أولى .و معرفة الاوضاع في ‏السودان تمهيدا و تذليلا لغزو لاحق و للسيطرة و استكشاف منابع النيل.‏
    ‏ علما أن الرحلة للحجاز حظيت باهتمام المعلقين و الكتاب اكثر من رحلته لبلاد النوبة ..و ‏ذلك لعدة اسباب أن منطقة الحجاز كانت مسرحا في تلك الفترة لتكالب القوى العظمى على ‏منطقة الشرق الأوسط رغبة في السيطرة على منطقة الشرق الأوسط بأكملها و في إنهاء الخلافة ‏العثمانية..

    بالتالي جاء الاهتمام بتلك الرحلة جاء من عدة كتاب ينتمون لتلك الدول. أما الرحلة ‏الأولى لبلاد النوبة و السودان فإن السودان هو الدولة الوحيدة تقريبا المعنية بهذه الرحلة.. و ‏لكن الالتفات لتفاصيل تلك الرحلة جاء متأخرا جدا رغم أن الرحلة نشرت قبل منتصف القرن ‏التاسع عشر أي حوالي 1830.و تمت الترجمة و النشر عام 1959 أي بعد حوالي 130 ‏عاما على نشر الكتاب..و بعد ذلك لم يقم السودان بنشر الكتاب أو اتاحته للعامة و المهتمين ‏للاطلاع عليه. لذلك جاء الاهتمام به متأخرا و باجتهادات فردية بحتة و دون رابط بينها..و لا ‏زال الكتاب يحتاج إلى مزيد من التحليل المتعمق من المختصين و المهتمين.. ‏
                  

05-14-2018, 06:32 AM

مدثر صديق
<aمدثر صديق
تاريخ التسجيل: 04-30-2010
مجموع المشاركات: 3896

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سودان القرن التاسع عشر من خلال كتاب رحلات (Re: محمد عبد الله الحسين)

    الاخ محمد عبدالله الحسن

    انا متابع لصيق للبوست .......

    و اعجبت جدا بتلخيصك لشخصية لويس بوركهارت
    و قولك عنه :

    لويس بوركهارت الفرنسي الجنسية و المولد و البريطاني النشأة . كان شابا مغامرا شديد المراس و ‏محبا للمغامرة صبورا رغم صغر سنه ..كما كان دقيقا في ملاحظاته و في تدوينه و تسجيلله لأدق التفاصيل التي صادفها في ‏تلك الرحلة..
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de