بعد شد وجذب - واضح انه مصطنع - خرج علينا الحزب الحاكم برؤيته التى كان الكثيرون من قادته ينفونها ولكن السيد الوزير حامد ممتاز اراد ان يقطع هذا الجدل - الذى ربما كان غير حقيقى - وجزم بان الحزب قد حسم امره وان الرئيس البشير هو مرشحه لانتخابات 2020 وانه لامجال للخلاف فى هذا الموضوع قائلا ان مؤسسات الحزب جميعها ستجيز هذا الموضوع ، ان هذا الكلام غريب فى حد ذاته ولاندرى لماذا يستعجل السيد ممتاز ويبادر بالاعلان عن الموقف ، هل هو خوف من زيادة اعداد المعترضين على ترشيح الرئيس لدورة جديدة ؟وهل اراد السيد الوزير ان يقطع الطريق على المتحفظين ويضعهم أمام الامر الواقع أم انه قال ما قال دون انتباه لهذا الامر.؟ وللسيد الوزير ومؤسسات الحزب نقول طالما ان هياكل الحزب ومؤسساته لم تجز المقترح فالامر لم يصبح بعد قرارا رسميا للحزب فلماذا الاستعجال والاعلان قبل اتخاذ القرار؟ حامد ممتاز يستحق المحاسبة والمساءلة لو كانت مؤسسات الحزب فاعلة وقوية لكن طالما ان الموضوع مرتبط بشخص الرئيس فان المؤسسات لاتستطيع مساءلة من قال كلاما فى صالح الرئيس وان كان غير قانونى ولا يمكن اعطاءه الصبغة الرسمية فى هذه المرحلة لذا فان السيد حامد ممتاز بقوله هذا انما يضرب مؤسسات الحزب ويثبت انها ليست الا نوعا من اللعب وعدم المسؤولية واليوم الحزب الحاكم سيكون محرجا فلا هو يستطيع تبنى كلام السيد الوزير ولا محاسبته لان الرجل من جماعة الرئيس واحد ادواته فى صراعه مع المناوئين له داخل الحزب. السيد الرئيس نفسه اعلن اكثر من مرة عدم رغبته فى الترشح وكان ذلك قبل الانتخابات التى جاءت به لهذه الدورة اما الان فلم ينقل لنا الاعلام مواقف حاسمة قالها الرئيس بعدم رغبته فى الترشح ولو انه قال هذه المرة فلن يصدقه احد اذ طالما قال ولم يف بوعده فما الذى يجعل حامد ممتاز يستبق قرار مؤسسات الحزب ويعلن عن الموضوع كأمر واقع حتما ؟ أليس هذا الكلام غريب ؟ وهل يبقى الحزب محترما ان لم يسائل السيد ممتاز؟ لا نتوفع ان تتم هذه المساءلة وبالتالى فان الحزب الحاكم وقد اهتزت صورته فانه لن يستطيع اصلاحها ولن يحاسب ممتاز الذى يمكن ان نقول عنه انه احد المساهمين فى ضرب مؤسسات حزبه باعلانه عن ما اعلن
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة