صورة ومقال جدير بالقراءة والتأمل ...

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-02-2024, 07:03 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2018م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-25-2018, 11:21 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
صورة ومقال جدير بالقراءة والتأمل ...

    10:21 PM January, 25 2018

    سودانيز اون لاين
    سيف اليزل برعي البدوي-
    مكتبتى
    رابط مختصر


    صورة ومقال جدير بالقراءة والتأمل

    عندما يسخر التاريخ من الذين لا يعرفونه ..
    الثورة المهدية.. بأقلام شعراء وأدباء الإمبراطورية البريطانية

    د. محمد المصطفي موسى


    الثورات نبض الشعوب وشريانها الدافق الذي يمنحها عبق الوجود وإكسير البقاء .. والثورات التي تترك بصماتها علي خارطة احداث التاريخ .. هي تلك التي ينسكب علي اثرها مداد حركة الثقافة والمبدعين دونما اعتبار لحواجز الجغرافيا واللغة . ان التحالف المذهل بين لغة الثورات وحركة الثقافة والأدب .. يبقي ظاهرة كونية عصية علي التفسير منذ ازل التاريخ . فالتغيير الذي توثقه قوافي الشعر وفن القصة والكتابة .. قبل دفاتر المؤرخين .. يبقي - وان اختلف الناس حول تقييم احداثه - خالدا في الضمير الإنساني الحي .. تماماً كما الأثر تحدثه القدم فلا يزول .
    من هذا الباب يسهل الولوج لدراسة الادبيات الهائلة التي خلفتها الثورة المهدية في حركة الادب والشعر البريطاني .. وهي ادبيات وان تباينت بين المدرسة الفكرية " الكولونيالية " المتحجرة التي لا تري في شعوب ما وراء البحار سوي قوميات متخلفة خُلقت لتحكم وتستعمر .. الي المدرسة " المناحية" و التي أجادت استخدام ريشتها لرسم لوحة قاتمة من البكائيات علي كبرياء الامبراطورية الجريحة.. حينما تفاجأت بان لتلك الشعوب عزيمة مثلها مثلهم تماماً ولها المقدرة علي الانتصار لإرادتها القومية ووجدانها الجمعي .. وبين هذه وتلك تجد مدرسة إنسانية صرفة تتعاطف تعاطفا فطريا مع الميل الطبعي للحرية والانعتاق من عسف الاستعمار الكامن في إنسانية بعض بني الانسان .


    في ١٧ يناير ١٨٨٥ دارت معركة "ابوطليح " التاريخية بين قوات الثورة المهدية بقيادة الامير موسي ود حلو والامير علي ود سعد والجيش البريطاني الغازي بقيادة اللورد ولزلي . شهدت "ابوطليح" .. تمازجا قبليا واثنياً ورائعا .. فتدافعت جموع قبائل كنانة و دغيم والحسنات والعركيين من وسط السودان وبني جرّار ودار حامد من كردفان مع فرسان الرزيقات القادمين من ديارهم في دارفور .. لتلتئم مع قوات الجعليين في معقلهم وتحت ضيافتهم .. تلبية لنداء الامام المهدي لصد قوات الغزو البريطاني . شهدت المعركة اختراق المربع الانجليزي للمرة الثانية حينما غرس السودانيون راياتهم في منتصف المربع وسط ذهول اعدائهم الذين لم يصدقوا ما كان يحدث امام اعينهم .. وفي تلك المعركة جري اشتباك دام بالرماح والسيوف مما قلل من فعالية النيران الانجليزية ونتيجة لذلك خّر الكولونيل البريطاني "برنيبي " صريعا برمح الامير البشير عجب الفيا مع ١٧ من خيرة ضباط الحملة وقُتل ما يقارب ال ٣٦٨ من الجنود البريطانيين وسقط ١٠٦٩ جريحا منهم .. وفي الجانب الاخر استشهد من قوات المهدية عدد مقدر وكان أبرزهم الامير الشجاع موسي ود حلو والذي ابر بوعده للامام المهدي بغرس راية الثورة المهدية الخضراء في قلب المربع الانجليزي ! واستشهد أيضاً الفارس محمد بن الامير علي ود سعد والذي لم يبلغ العشرين بعد ! بينما جرح والده الامير علي ود سعد في كتفه .و أستطاع الأرباب سعيد ود سعد السعدابي أن يصيب هربرت أستيوارت أصابة قاتلة توفي علي إثرها في١٦ فبراير ١٨٨٥.و نعته وزارة الدفاع البيرطانية وقتها علي أنه أشجع قواد الإمبراطورية البيرطانية و لديه تمثال الآن في ميدان سانت هانز في لندن.الأرباب سعيد ود سعد نعاه إبنه إدريس بالمرثية الشهيرة:-
    قمر العشا الضواي ...يسلم أبوي اللي الخصيم كواي...
    بجر مسداري و بنم للأرباب ناظر القسم...
    ساعة الحسام و اللطم...قمر السبوع خافي النجم.....

    وبعيدا عن عن صحراء " ابوطليح " .. وبالتحديد قريبا من شواطئ بريطانيا المطلة علي بحر الشمال البارد .. حلت أنباء المعركة علي البريطانيين تماماً ككارثية ثلوج شتاء يناير المتساقطة بكثافة آنذاك .. لقد كان ثبات السودانيين في "ابوطليح" ملهما للشاعر البريطاني السير هنري نيوبولت.. Sir Henry Newbolt .. فنظم قصيدته الشهيرة بعنوان Vitai Lampada ..التي ترثي ابياتها الحزينة قتلي الجيش البريطاني وفي مقدمتهم الكولونيل برنيبي .. وجاء فيها:
    ها هي رمال الصحراء قد تخضبت باللون الأحمر ..
    حمراء هي .. بلون حطام المربع الانجليزي المنكسر !
    لقد صمت المدفع .. و قُتِلَ الكولونيل !
    قُتل الكولونيل !
    وهاهو فيلقنا .. تحجب ابصاره..
    سحائب الغبار والدخان
    ونهر الموت قد فاض حتي ..غمر ضفتيه..
    ( السير هنري نيوبولت: Admirals All, الناشر : Biblolife publisher , ساوث كارولينا ، الولايات المتحدة،٢٠٠٩).

    وفي تلك القصيدة يستخدم نيوبولت الشعر الرمزي ايضا لاستنهاض كبرياء بريطانيا الجريحة .. حينما يخاطب من خلال بعض ابياتها مباراة افتراضية للكريكيت بين طلاب مدارس بريطانيا .. يحثهم علي الثبات عند صعاب اللعبة ومواصلة المشوار .. ووتتنقل أبيات القصيدة بين ملعب الكريكت الي " ابوطليح " . ومن ثم الي ملعب الكريكت مرة اخري .. في توظيف إبداعي رائع لما يعرف بالمدرسة الاستدعائية في كلاسيكيات الشعر الانجليزي .. ويردد الشاعر في ختام قصيدته وصيته للصبية الصغار .. بان يمضوا في الحياة متوهجين كما المصباح المشتعل .. و Vitai Lampada نفسها عبارة لاتينية ترجمتها هي " شعلة الحياة" .. ولعل الشاعر استدعي هذا العنوان لقصيدته ليٌذكر بان كسر أسطورة المربع الانجليزي بأرض " ابوطليح" لهو امر يستدعي التصميم والعزيمة للثأر لهؤلاء القتلي وان هؤلاء الصبية البريطانيين لابد ان يتقنوا الجلد والصبر علي الشدائد ليأخذوا بالثأر مستقبلا لبريطانيا من هؤلاء السودانيين.. ويبقوا علي شعلة كبريائها متقدة ومفعمة بالحياة ..

    وعلي اثر تناقل الأوساط الأدبية في بريطانيا لقصيدة Vitai Lampada .. توترت الأجواء السياسية هناك واقترن ذلك بمراسلات خشنة بين الملكة فكتوريا وقائد حملة إنقاذ غردون العسكرية البريطانية .. اللورد ولزلي .. ابدت من خلال تلك المراسلات .. قلقها علي مصير جيش انفقت عليه خزانة حكومتها ما يقارب السبعة ملايين من الجنيهات الاسترلينية .. كانت قد عقدت عليه الامال لسحق الثورة المهدية بالسودان وانقاذ الجنرال تشارلز غردون من بأس تلك القبضة. وعلي اثر ذلك كتب ولزلي لزوجته الليدي لويز ولزلي قائلا " انني اشعر بغاية الحنق والضيق من خطاب جلالة الملكة ( والذي أرفقه لك في هذه الرسالة) .. فمن النادر جدا ان تكتب الملكة خطابا مؤذيا كهذا لقائد عسكري مثلي في الميدان. لقد كانت كلماتها تعبر عن منتهي الفظاظة وعدم التقدير ! ولكن بما انها ملكة بريطانيا فإنني لا أستطيع ان اجادل جلالتها لذلك قررت ان أتوقف عن الكتابة والرد عليها " .. ( نيكول : أوراق اللورد ولسلي ، خطاب بتاريخ يناير ١٨٨٥، مهدي السودان ومقتل الجنرال غردون ، دار سوتون Sutton للنشر ، جلوستارشاير ، المملكة المتحدة ٢٠٠٤ ، ص ٢٩٠ ) .

    وعلي المستوي الشعبي راجت تلك الاغنية الشعبية الحزينة عن مقتل غردون وهزيمة القوات البريطانية علي يد قوات الثورة المهدية بعنوان Too late to save him ..فصارت لحنا شعبيا معروفا يعزف في حانات لندن القرن التاسع عشر بأمسيات الانس أواخر الأسبوع ..

    هناك في السودان غاب عنا ..غاب عنا
    هناك .. طأطأت إنجلترا رأسها .. وانكسرت
    من هناك .. من هناك ..
    تفشي نبأ ارتعشت له قلوب كل البريطانيين ..
    قُتِلَ بطلنا العظيم .. قُتِلَ بطلنا العظيم .
    ( من ارشيف الأغاني الشعبية البريطانية، National Library of Scotland،ادنبرة، نسخة الكترونية ٢٠١٢).

    وبينما كانت حانات لندن تضج بصخب الساخطين والمحبطين .. كانت جيوش الغزو البريطاني المنهزم تعاني من
    ملاحقات قوات المهدية التي تعقبت فلولها في صحراء الشمال .. ونفذ الأمراء حمدان ابوعنجة وعبدالرحمن النجومي والنور عنقرة سلسلة من الاشتباكات الخاطفة مع تلك الفلول المنهزمة فسقط الجنرال البريطاني وليم أيرل صريعا في موقعة كربكان .. و دفعت تلك الأجواء المحبطة ولزلي للكتابة بمرارة لزوجته مجددا في فبراير ١٨٨٥ قائلا : " لقد انتصر المهدي .. وها نحن نبدو جميعاً.. كالاغبياء !" .. ( The Mahdi has won , and we all look very foolish) .. ( نيكول: مصدر سابق ، ص ٢٢٤ و٢٢٥) .

    لقد كان تتابع انتصارات الثورة السودانية علي قوات الغزو البريطاني مدعاة لمناحة وطنية كبيرة داخل بريطانيا .. فمع رجوع طلائع الحملة البريطانية وهي تجرجر اذيال خيبتها الي شواطئ بريطانيا في ربيع ١٨٨٥ .. اصدر الشاعر البريطاني الشهير وليام واتسون ديوان شعر حزين بعنوان " Gloomy Spring " او "الربيع القاتم" .. وعلق في مقدمة ذات المجموعة القصائدية علي انتصارات المهدية في السودان ومقتل غردون قائلا : ( لقد تحولت الامجاد البريطانية الي ما يشابه العار التاريخي) .. كما سلق وزراء حكومة جلالة الملكة بالسنة حداد حينما وصفهم بالقادة المتبلدي الذهن . لم يخف واتسون اعجابه بشجاعة السودانيين في التصدي لقوات الغزو البريطاني بل وخصص لذلك قصيدة رئيسية في إصدارته بعنوان " The Sudanese" .. وقد نظمت تلك القصيدة علي نسق عرف في ادبيات الشعر الانجليزي آنذاك باسم "Sonnet" وهي قصيدة مكونة من أربعة عشر بيتا شعريا .. وجاء في مطلعها :
    السودانيون..
    لم يخطئوا بحقنا .. لم يقاتلونا لأجر ولا مال يترجونه من احد
    في تلك المعركة المريرة ..
    باسم ربهم .. ارتفعت حناجرهم بالهتاف
    طلبا لعونه .. سعوا لتحقيق العدالة الغائبة
    في الجنة سيرقدون.. ان تم نفيهم من الارض بلا انتصار

    ثم يمضي في بقية الأبيات ليصف ضراوة الاشتباكات المحتدمة بين قوات الثورة المهدية والجيش البريطاني في المعارك المختلفة .. ويوجه قدرا هائلا من التمجيد لشجاعة البريطانيين وبلائهم ايضا.. تمجيدا لم يكن كافيا لجعل صاحبه بمأمن من انتقادات مؤرخين معاصرين كفيرجس نيكول والذي وصف مقدمة قصيدته وابياتها التي تمجد الشعب السوداني وعدالة قضيته في مواجهة الاحتلال البريطاني .. بانها تلسع قارئها كما السم الزعاف ! لقد سبق واتسون فيما ذهب اليه من قبل رئيس وزراء بريطانيا جلادستون حينما ارتجل في مارس ١٨٨٤ خطبة عصماء في مجلس العموم البريطاني ملخصا الوضع في السودان كما يراه هو .. " ان هذا الشعب يناضل من اجل حريته .. ومن حق هؤلاء ان يناضلوا من اجل حريتهم ! " ..( فيرغس نيكول :جلادستون و غوردون وحروب السودان ، Publisher Pen and Sword, نسخة الكترونية ٢٠١٣ ، ص ٣٤٢-٣٤٣ )

    ومع تصاعد انتصارات الثورة المهدية في السودان علي جنرالات بريطانيا بدءا ب" وليام هكس " ومرورا بفالنتاين بيكر في شرق السودان وانتهاءا بغردون في الخرطوم .. حدثت هزه عنيفة في الأواسط النخبوية البريطانية ..مما دعا المؤرخ والصحفي البريطاني فيرغس نيكول لوصف فترة تورط بريطانيا في حروب السودان بانها " من ابرز اللحظات التي التقي فيها أدب بريطانيا بسياستها".. Where Art met politics .. ويتجلى ذلك بوضوح تام من خلال كتابات الروائي البريطاني الأشهر آنذاك " روبرت لويس ستيفنسون " .. صاحب الرواية الأكثر رواجا من بين الاعمال الروائية البريطانية في القرنين الاخيرين بعنوان " جزيرة الكنز " او "Treasure Island ". فعلي الرغم من صحته المعتلة والتي جعلته علي مشارف الموت آنذاك الا ان ذلك لم يمنع ستيفنسون من متابعة احداث الثورة السودانية عن قرب فكتب لصديقه جون سايمندز في أعقاب تحرير الخرطوم علي يد قوات المهدية قائلا : " ان هذه ايام سوداء مليئة بالخزي لكرامة بريطانيا " .. ويبدو ان مرارة الهزيمة البريطانية بمقتل غردون قد دفعته للمضي ابعد من ذلك فجنح قلمه لرسم لوحة قاتمة لها بكلمات بليغة وهو الأديب المتمكن قائلا " ان الامبراطورية البريطانية تقف امام العالم الأن و الدماء تقطر منها وقد غمرها الْخِزْي والعار ".. ( نيكول : مصدر سابق ، ص ٣٤١-٣٤٢ ).

    ومن المدهش حقا ان احداث الثورة المهدية في السودان قد حملت بعض أدباء بريطانيا علي الاصطفاف الصريح في جانب الثورة .. ونذكر منهم علي سبيل المثال الشاعر والروائي الانجليزي وليام موريس والذي اكتسب شهرة واسعة بسبب أعماله الأدبية الخالدة كروايتييه .. "The House of Wolfings" و " The Well at the World's End" . كان موريس قياديا بارزا بتنظيم الاتحاد الاشتراكي البريطاني او " Socialist League" والذي عرف اختصارا ب SL .. وقد عرف الSL بعدائه للإمبريالية ومناصرته لكفاح الشعوب من اجل الحرية . لقد كان موريس مجاهرا منذ البداية بمعارضته لارسال جيش بريطاني للسودان لإنقاذ غردون وعرف عنه حماسته لحق السودانيين في تقرير مصيرهم بأنفسهم وعندما حررت قوات الثورة المهدية عاصمة البلاد .. كتب موريس لابنته ماي موريس بتاريخ ٢٠ فبراير ١٨٨٥ قائلا : "لقد سقطت الخرطوم في أيدي شعبها الذي تنتمي اليه " .. " Khartoum has fallen into the hands of the people it belongs to ".. وهو ذات الموقف الذي تبناه الاتحاد الاشتراكي . وفي اول تعليق رسمي له علي انتصارات الثورة المهدية قال موريس : " ان النصر الذي حققه السودانيون علي بريطانيا هو في المقام الاول نصر للحق علي الباطل ( A triumph of right over wrong) وهو انتصار مستحق انتزعه شعب يقاتل من اجل حريته " .. اما عن غردون فقد لخص موريس رأيه الصريح فيه في كلمات قصار موجزات : " لقد استعمل غردون قدراته الإدارية والعسكرية ليجلب الشعب السوداني تحت وطأة نظام استعماري مستبد ومنحط .. ان محاولة البعض لصناعة بطل من رجل كهذا .. تعد بمثابة الاساءة للقيم الاخلاقية للشعب البريطاني ".. اما عن حملة الانقاذ بقيادة ولزلي فيقول موريس : " انهم مجموعة من اللصوص الذين يسعون لنشر حضارتهم الزائفة.. " Shoddy civilization " ( نيكول : مصدر سابق ،ص ٣٤٥-٣٤٦).

    اما علي صعيد شعراء الامبراطورية ذوي الميول الاشتراكية .. فقد ألهمت احداث الثورة المهدية في مواجهة الغزو البريطاني .. شاعرا استراليا مجيدا بقامة " بانجو باتريسون" والذي اشتهر بانه صاحب كلمات الأهزوجة الشعبية الأسترالية الأكثر رواجا منذ القرن التاسع عشر وحتي اليوم الا وهي قصيدة " Waltzing Matelda" .. قصيدة عدها الاستراليون بمثابة النشيد الوطني الموازي لاستراليا لكلماتها الاقرب لوجدانهم الشعبي . حينما قررت حكومة الملكة فكتوريا استجلاب قوات استرالية الي ميناء سواكن لتعزيز قوات الجنرال جرهام ومحاصرة تقدم الامير عثمان دقنة عليه في تلال البحر الأحمر . عندها لم يستنكف باتريسون من ان يظهر تعاطفه الصارخ مع الثورة المهدية بل تنبأ بانتصار الثورة علي الغزاة البريطانيين ..لأن الحرية حتما ستنتصر - علي حد كلماته- وهنا بعض أبيات قصيدته بعنوان "El Mahdi to the Australian troops "

    يا رجال استرليا ماذا اتي بكم الي هنا ؟
    لماذا يا ابناء استراليا العادلة .. الحرة ؟
    لماذا ترفعون سلاحكم ..
    في وجه رجال يحاربون من اجل حريتهم؟
    تتحالفون مع الام ( بريطانيا) .. لتهزموا الحق !
    لماذا استراليا تترك كنوزها للمخاطر فيما وراء البحر ؟
    لماذا تغادر ارضها الحرة ..
    لتغرس سيفها في حرب غير مقدسة !
    كفي .. كفي ..
    ان الرب لن يبارك هذه المغامرات البائسة..
    جنرالات إنجلترا الفاسدون .. حتما سيندمون
    ضحوا به لم تسعفه شجاعةٌ ..غردون
    قريبا .. سيشهدون ..
    فتية صحراء السودان ..
    بالالاف ضدهم سينتفضون
    يجعلونهم كحبات الرمل تذروها رياح المنون ،
    باسم الرب والرسول ..
    للحرية سينتصرون ..
    باسم الرب والرسول..
    للحرية سينتصرون ..
    ( بانجو باتريسون : قصيدة بعنوان : El Mahdi to the Australian troops ، نشرت بصحيفة The Bulletin الأسترالية ، بتاريخ ٢٨ فبراير ١٨٨٥).

    وبالرجوع قليلا الي الوراء .. وتحديدا عندما وطأت قدما غردون ارض مدينة الخرطوم في ١٨ فبراير ١٨٨٤ .. لابد ان " كبلينج " شاعر الامبراطورية البريطانية .. لم يكن يعرف عن السودان اكثر من انه بلد خامل الصيت يقبع في الحديقة الخلفية لبلد يسمي مصر ! لعله قد سمع بتمرد يقوده مجموعة من العصاة المحليين ولكن لابد ان نفسه حدثته بان هؤلاء لن يقدروا علي الصمود امام بطل الامبراطورية البريطانية وخبير قمع ثورات الشعوب " The Ever Victorious Gordon" ..فالامر لا يعدو ان يكون نزهة في واحدة من تلك الدرر التي ترصع التاج البريطاني !
    وبينما كان كبلينج في خواطره العابرة تلك .. كانت توجيهات الامام المهدي قد سبقت للامير عثمان دقنة في شرق السودان بالإسراع في عملية تحرير مدن الشرق وقطع الطريق امام اي تعزيزات بريطانية عن طريق البحر الأحمر .. ووجه المهدي من خلال منشوراته الامير عبدالله حامد بسرعة توحيد قواته مع عثمان دقنة لتحقيق هذا الغرض..لقد حقق عثمان دقنة انتصارات باهرة علي قوات الجنرال البريطاني فالنتاين بيكر وجراهام وتم تحرير طوكر وسنكات في زمن قياسي .. وحطم الامير دقنة أسطورة المربع الانجليزي الذي لا يقهر تماماً.. فاخترقه فرسان الهدندوة والامرأر والبني عامر لمرات عدة .. مما حمل الدوائر الاستخبارتية الانجليزية علي وصف الامير عثمان دقنة في أدبياتها ب " ثعبان الماء الزلق" ! لقد كانت تعليمات المهدي المشددة لعثمان دقنة واضحة تماماً .. وهي البقاء في شرق السودان لمنع اي قوات بريطانية من التقدم ريثما يتم تحرير الخرطوم .. وفي تلك الأثناء طارت أصداء انتصارات الثورة المهدية علي القوات البريطانية .. في شرق السودان.. لاصقاع أوربا البعيدة فالهبت خيال " كبلينج " .. والذي سطر اروع قصائده عن ملاحم المهدية مع القوات البريطانية في شرق السودان .. بعنوان Fuzzy Wuzzy ..

    في ما وراء البحار جالدنا أقواماً شتى
    بعضهم كان باسلاً.. وبعضهم لم يكن
    باتان، وزولو، وبورميين
    لكن الأشعث كان أعجبهم
    لم يمنحنا معشار فرصة
    بل لبد راصداً في الحرش.. ثم عقر خيلنا!
    مزق أرصادنا في سواكن
    ولاعبنا لعبة القطة والفأر
    يا أيها الأشعث الثائر في وطنك السودان
    يا لك من فارس لعين ومقاتل من النخب الأول
    ولو شئت أعطيناك بذلك شهادة إقرار
    ولو شئت أتيناك لنحتفل سويا بالإقرار..

    وتمضي كلمات كبلينج لتصف خوارق الشجاعة التي أبداها السودانيون في مقاومة البريطانيين .. ليختم قصيدته بتلك الأبيات الأروع :
    أخيراً إليك يا أشعث في وطنك السودان
    أيها الفارس اللعين والمقاتل المصطفى
    إليك يا ذا الشعر الثائر..
    تهانينا يا أحمق يا مغوار فقد كسرت المربع البريطاني !
    ( كبلينج : Barrack room ballads by Rudyard kipling ، جامعة اكسفورد، المملكة المتحدة - نسخة الكترونية ٢٠١٢ ، ص ١٤ ، ترجم النص للعربية الدكتور غازي صلاح الدين ).

    وفي أواخر ابريل ١٨٨٥ .. رست السفن الانجليزية قبالة شواطئ سواكن لتقل فلول الجنرال الانجليزي جراهام المثخنة بالجراح في رحلة الاوبة الي إنجلترا .. وعندها أسرع الامير المنتصر عثمان دقنة برفع تقريره للامام المهدي قائلا : " لقد قذف الله الرعب في قلوب أعداء الله الانجليز بفضل ثبات الانصار فولّوا الأدبار هاربين ".. وتبعا لذلك سال مداد القصيد الموشح بالحزن والانكسار الكولونيالي البريطاني ..و قام حينها الشاعر الإسكتلندي الشهير "جورج ابيل ".. George Abel .. باصدر روائعه في كتاب بعنوان " غردون وقصائد اخري " .. تضمنت تلك المجموعة الشعرية اجود قصائده التي قال في بعض ابياتها :

    ثم اتي "هكس " ليقضي نحبه عطشا في السودان..
    في ساحة القتال ضد المهدي..
    خّر صريعا .. عاجزا ..
    رباه .. كيف عجزت بريطانيا عن عونه ؟
    و "بيكر" في اثره .. سقط في الجب المميت
    قاد جيشا ممن لا شجاعة لهم ..
    فسقطوا ..
    اصطادونا أعراب السودان بسهامهم
    تعزيزاتنا طال انتظارها .. تأخرنا كثيرا
    رجالنا النبلاء في سواكن لقوا حتفهم لآخر رجل فيهم
    ثم أرسلنا الحملة البريطانية ..
    فضاعت .. هباءا منثورا في الصحراء
    رباه .. وقعوا جميعا في قبضة رجال عثمان دقنة السمر !
    ( جورج ابيل : غردون وقصائد اخري ، Gordon and other poems، أعادت نشره ، Nabu Press، ساوث كارولينا ، الولايات المتحدة ، ٢٠١٠).
    وفي عام ١٩٤٢ زار السودان .. وتحديدا .. مدينة سواكن الشاعر الانجليزي الشاب "جلنكارين بالفور بول" .. والذي سيُصبِح فيما بعد دبلوماسيا بارزا وسفيرا للمملكة المتحدة في بقاع شتي من أنحاء العالم .. مبهورا بشجاعة المهدويين ..كتب بالفور بول أبياته التي قدم لها بانجليزية مبسطة:
    " A reference to the bravery of the Mahdist Osman Digna and his followers who fought the British here in 1891 " ..
    وتقول أبياته التي نظمها :
    بينما النوارس تحط رحلها علي الصخر ..
    تراقب امواج الشاطئ المتلاطمة
    تنشد رحلة الخلاص للساحل
    ها أنا ذا اجلس قبالة تلك الصخور ..
    حيث يرقد الرجال السودانيون البواسل ..
    الذين لا تهاب رماحهم .. رصاصنا المنهمر !
    ( بالفور بول : Bigpipes in Babylon، الناشر: I. B. Tauris ، لندن- المملكة المتحدة ، ،٢٠٠٦، ص ٩١) .

    لقد ظلت تلك الملاحم السودانية الخالدة حية في ضمير شعراء بريطانيا جيلا بعد جيل .. ففي ١٩٨٢ نظم الشاعر والمعلم البريطاني بيتر افيرنجتون (Peter Everington ) .. قصيدة بعنوان Aba Island او " جزيرة ابا " .. يسرد فيها بدايات الثورة المهدية وكيف انها وحدت الشعب السوداني من اجل التحرر من الاستعمار .. وهي من قلائل القصائد في الادب البريطاني التي تعرضت لسنوات المهدي الأولي في الجزيرة ابا نقطة اندلاع الثورة المهدية الاولي .. وبيتر افيرنجتون لمن لا يعرفونه .. عمل معلما في وزارة التربية والتعليم بالسودان بين ١٩٥٨-١٩٦٦ .. فأحب تلك البلاد وعشق شعبها وتاريخها وزار كل بقاعها.. وتقول بعض كلمات قصيدته :
    It is the Mahdi who is in Aba cave
    For years has pondered, disciplined and remained calm
    How best he inspired the weak ,united the brave.
    The dawn of later years and Island shows
    Where all the tribes live prosperous and free
    O may this generation in their age
    Reaping the fruits of freedom from his grave
    Read their land's success from history's page
    Remember that it all started in this cave

    صفوة القول ان بريطانيا القرن التاسع عشر كانت قد خاضت حروبا لا هوادة فيها لتوسيع أراضي إمبراطوريتها التي زعمت ان شمسا لن تغرب عنها قط! لقد جالد الانجليز "فيما وراء البحار أقواما شتي" .. كما قال كبلينج شاعرهم الاول .. وَمِمَّا لا شك فيه ان هؤلاء قد جوبهوا ببسالة منقطعة النظير حينما تصدي لهم السودانيون تحت رايات الثورة المهدية .. بسالة وإباء .. خلدت فصول ملاحمها روائع وعيون شعر الأعداء قبل الأصدقاء. ان الانجليز بطبعهم قوم جُبلوا علي الاعتزاز بأنفسهم الي حدٍ دعا البعض لوصفهم بالشعوب المتعجرفة .. ومن هذا الباب يحق ان ينظر الناظر الي ذلك الارث المرتبط بالثورة المهدية في دفاتر شعراء وأدباء بريطانيا .. علي انه امر مدهش حقا .. يستدعي ذلك حتما ان نجدد نحن السودانيون مصادرنا لقراءة تاريخنا لنعيد اكتشاف تلك الأصداء العظيمة التي دونها أعداء الامس في تلك الاصقاع الباردة . علي العموم اتمني ان تفتح هذه الدراسة المقتضبة المزيد من الدراسات التي تتناول آثرنا كسودانيين في ادبيات وارث الشعوب الأخري .




















                  

01-26-2018, 01:36 AM

هاشم احمد ادم
<aهاشم احمد ادم
تاريخ التسجيل: 02-28-2014
مجموع المشاركات: 260

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صورة ومقال جدير بالقراءة والتأمل ... (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    سلام سيف
    مقتبس ( ت فتح هذه الدراسة المقتضبة المزيد من الدراسات التي تتناول آثرنا كسودانيين في ادبيات وارث الشعوب الأخري .)
    هناك كثير من الدراسات والكتابات التى تدور حول منحى المقتبس إعلاة
    ومثالا كتاب. Black corps d'élite by Richard Leslie Hill
    وهو يعكس اثر الجنود السود الذين حاربوا فى المكسيك تحت امرت فرنسا ( وها هم يحاربون
    فى اليمن الان!!!!!)
    المهم تاريخ ما يعرف الان بالسودان من الغزارة والاهمية فى تاريخ البشرية لا يعرفها
    الا من يحب البحث والاطلاع خارج تاريخ المناهج المدرسية .
    اما عن موضوع المقال إعلاة فان بريطانيا ترى فى فقدها للسودان هو بداية النهاية
    للابراطورية التى لا تغيب الشمس عنها .
    وأتمنى ان تواصل البحث والاطلاع فى تاريخ The Sudan
                  

01-26-2018, 02:11 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صورة ومقال جدير بالقراءة والتأمل ... (Re: هاشم احمد ادم)

                  

01-26-2018, 10:05 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صورة ومقال جدير بالقراءة والتأمل ... (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الله اكبر ولله الحمد
    26/يناير 1885

    صالح سلم ماترجه
    حرِبة الحاج اب قرجة
    ......
    اهزوجة رُددت على السنة اهلنا فسمعناها صغارا وعلمنا ان الحكاية ان صالح باشا القائد العسكري لغردون الانجليزي الغاصب بأمر الخديوي المحتل -ومن عجب ان له شارع يحمل اسمه الآن- ولكن لم تتوقف الاهزوجة هنا بل اعقبتها عند النصر المبين (جيت اب قرجةصالح سلم).
    ظل اهلنا وهم اكبر ركائز معركة الرميلة وقادتها الذين كانوا فرسانها وشهداءها الأول وهم ستة عشر شهيدا من آل الترابي حمدالنحلان. فيهم:
    1-الامير عبدالباقي الخليفةحمد (سرعسكر جيوش الامام المهدي).
    2-عبدالرحيم الخليفةحمد.
    3-محمد موسي الشيخ محمد.
    4-الصديق حمد مضوي (شقيق الشيخ النعيم الترابي. السماني الطريقة).
    5-عبدالله حمد مضوي.
    وشهداء الرميلة مقابرهم مشهودة. وكانت تعرف باسم "مقابر الترابية" .
    وظل بقية ال الترابي يمدون جيش الانصار بالمؤونة جهة شرق النيل مع الشيخ الطيب ودبدر.
    معركة تحرير الخرطوم كانت من الشهرة بحيث كتب عنها جمال الدين الافغاني و اكابر الكتاب مثل فردريك انجلز وغيرهما. فحق لنا ان نحتفى بها ونجعل من يومها انتصارا للسودان الذي احتلته جيوش الباشا .

    وخطأ ان نستقي التاريخ من فلول من هُزموا عند جسر التحرير من امثال سلاطين باشا ونعوم شقير وتلامذتهم .
    لم تكن معركة اخري في معارك دراويش كما زعموا. فالدرويش، وتعني غائب او ضعيف الوعي، لا يهزم هكس باشا واللورد ولزلي وغيرهم في الشرق والغرب وفي خرطوم غردون باشا. والمذكورين هم اشد قادةالانجليز وابناء انبل اسرهم .
    الخرطوم لم تكن معركة سهلة بل كان قادة عدونا فيها شديدي المراس محنكين ومتدربين علي مثل هذه المعارك في الصين وجنوب شرق اسيا وغيرها ولكنهم واجهوا من هم اصلب منهم واعلم بالمكان والكيف من الصادقين والباسلين.
    ابوقرجة امير البرين والبحرين والنور عنقرة ومحمد خير ودالزين والطيب ودبدر . هذا اللواء انتظم فيه كل اهل السودان الا من ابى .
    ستظل ذكري تحرير الخرطوم تاريخا منحوتا في ذاكرة الامة رغما عن محاولة الطمس في مقرارت مناهج التاريخ اليوم. ،وسيظل الامام المهدي هو السوداني الاصيل الذي وحد اهل السودان علي راية واحدة لاهداف سامية تحمل قيم الدين الحق .
    واخيرا
    العودة الي الجذور والسقيا الصالحة تنبت الخير حتما .وعلينا ان نعمد الي الاخطاء نمحوها ونثبت ما هو حق .
    والسلام يا المهدي الامام.
    ابويمنى عبدالحي الشريف الترابي.
    26/ينايير 2018م.
                  

03-15-2018, 07:21 AM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صورة ومقال جدير بالقراءة والتأمل ... (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    ذكرى معركة تآماي
    في يوم
    ١٣- ٣ - ١٨٨٤ م
    ______________________
    كانت معركة تأماي و التي إنكسر فيها المربع البريطاني
    _______________________

    فى هذا اليوم 13/03/1884

    حطم الأمير عثمان دقنة المربع الاسطورى للانجليز
    فى مثل هذا اليوم واجه عثمان دقنة بقواته التى بلغت 8000 مقاتل نصفهم يحمل الأسلحه البيضاء والنصف الاخر يحمل بنادق المارتينى هنري التى غنموها من الانجليز واجهو الجنرال جيرالد جيراهام علي رأس جيش انجليزي صرف قوامه 20000(عشرون الف ) من خيرة القوات البريطانيه كان هدفها الانتقام لمقتل الجنرال بيكر وتأديب عثمان دقنه (ثعبان الماء الزلق) تقدم بيكر فى مربعين الامامي مكون من 8000 جندي والخلفي مكون من 7000 جندى + 5000 من الفرسان على ظهر الخيول فى معيتهم 6مدافع قاردنر و3 مدافع قاتلنج 4 مدافع ميدان و20000 بندقية مارتيني هنري حديثه زحفو بها في قلب الوادي الؤدي الي ابار التاماي(التمنيب بالانجليزية) لينحدر عليهم عثمان دقنة كالسيل من جنبات الوادى و يخترق المربع الامامي من الزاوويتين الاماميه اليسرى واليمنى لينهار المربع الامامي لتكون حصيلة المعركة هزيمة نكراء للانجليز ومقتل 8000 من ظابط الي جندي مقابل استشهاد 2000 مقاتل من قوات الامير عثمان دقنة
    هذه المعركة التى حطمت غرور الانجليز وكسرت مربعهم الاسطوري اذلت وزارة الحربية البريطانيه وخلدها شاعرهم الشهير كبلنغ حين علي عكس كثير من الكتابات التي ادعت ان عثمان دقنة هاجم من الخلف بل هاجم من الامام ولأنه علي علم بنقاط قوته ( سرعة البجا ومقدرتهم الفائقة علي القفز والاشتباك بالسيوف ( الشوتال) والحراب كما علم نقاط قوة الانجليز التفوق الناري الساحق ونقاط ضعفهم وهي زوايا المربع عند التقدم والتوقف وعلي ذلك بني استراتجيته والتي قامت علي تقليل المسافه بين قواته وقوات الانجليز حتي يتفادي الاثر الماحق للمدفعيه والبنادق وذلك باختياره لارض المعركة ابيار التاماي واختباء جنوده بين الصخور المحيطة بالوادي وفي شقوق في الارض صنعوها بانفسهم وكان المربع الانجليزي يفتح النار ويتقدم ومن ثم يتوقفلاعادة اصطفاف الجنود في اضلاع المربع فاستغل عثمان دقنه لحظة التوقف ليهجم من محورين وفي ظرف ثواني كان اكثر من 6الاف جندي يدخلون المربع من جانبيه الامامي الايسر والايمن ليلغي استعمال السلاح الناري ويكون الاشتباك بالسلاح الابيض الشوتال في مقابل السونكي الانجليز ليقتل دقنة مايقارب 8000 جندي وظابط انجليزي في غضون دقائق قبل ان ينسحب لمخباءه في انتظر البقية والذين فضلو الانسحاب
    ___________________________________
    و كان قتلى المحاربين البجا ما يقارب ١٠٠٠ محارب
    في تلك الصبيحة التي جعلت تغير خطط المستعمر البريطاني أمر لا محالة و منها سهل استقلال السودان الذي لم ينل فيهو المحارب البجاوي شيئاً
    بقلم ادروب
                  

03-15-2018, 07:22 AM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صورة ومقال جدير بالقراءة والتأمل ... (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    مندي بنت السلطان عجبنا

    المرأة السودانية التي يتغني بأسمها مجندي الجيش السوداني من خلال جلالات القوات المسلحة التي تعتبر اهازيجهم للحياة والموت على مر الدهور والحقب ..
    فهي "صاحبة اغنية كوجو كونو" ولهذا ينشد اسمها ابناء السودان في القوات المسلحه من فرط شجاعتها وإقدامها وجسارتها وتحملها الذي فاق تصور البشر .

    و ان لم تخنى الذاكرة أحسب أن كلماته تقول:

    كوجو كونا كرن دالا(مندى) كوجو كونا كرن دالااووووو ساسا

    اذاً من هي مندي؟

    نوفمبر1917م..
    تمرد النيمانج و ثاروا ضد البريطانيين، و قتلوا (هتون) مفتش مركز الدلنج فى كمين بالقرب من منطقة حجر السلطان.

    ثارت السلطات البريطانية و جهزت جيشا للثأر لمقتل (هتون) و زودوه العدة و العتاد..

    و قاده المقدم (سميث) و امم به صوب جبال النوبة لقتال الثوار و تاديبهم.

    و بدأت المعركة و رغم تفوق الة الحرب البريطانية الا ان الثوار بقيادة السلطان (عجبنا) قاتلوهم قتالا ضارى لا هوادة فيه.

    أحكم الجيش البريطانى قبضته على المنطقة و ضرب الحصار حول ثوار النيمانج..

    حصار من ثلاث جهات:-

    منطقة ولال-منطقة كلامو-منطقة النتل و بهذا الحصار المحكم عُزل السلطان عجبنا و جيشه عن مصادر المياه المتمثلة فى آبار (كوديلو بونغ) فى منطقة (سلارا)..

    ساء وضع الثوار جدا و تأزم و لاحت بوادر الهزيمة و لكنهم رفضوا الإستسلام..

    و صلت الأنباء الى القبيلة عن سوء الوضع فى ارض المعركة، و عرفت (مندى) فقررت ارسال التعزيزات و الدعم لوالدها، و صممت على الذهاب لتحارب الى جانب والدها..

    ربطت طفلها فى ظهرها و حملت بندقيتها، حاول الكثيرون ثنى عزمها و لكن هيهات، لن تتراجع عن قرارها، و ضربت (البُخسة) فى الأرض دليلا على عزمها و إصرارها كما فى ثقافة النيمانج، فضرب البخسة بالارض هو دليل على عدم التراجع و الإصرار على فعل الشئ.

    و صلت التعزيزات الى الثوار و الهب قدوم مندى الحماس بين الصفوف المقاتلين، و بدأوا القتال بروح جديدة قتال أشد شراسة و عنف..

    و مندى بين الصفوف تقاتل فى شجاعة نادرة لم يوقفها مقتل طفلها على ظهرها برصاص العدو بل زادها إصرار..

    كانت بجانب القتال تعمل على تضميد الجراح و رفع الروح المعنوية و الطبخ للمقاتلين..

    يا لها من إمرأة.

    كانت معركة شرف و كرامة فداء للارض و العرض، قتل فيها من قتل من ابناء النيمانج، تعطرت الارض بدمائهم الزكية.

    هُزم الثوار و أُسر السلطان عجبنا و صديقه كلكون و تم إعدامهم شنقا فى الدلنج صبيحه يومً٢٧/١٢/١٩١٧/م
    إستسلم الثوار بعد إعدام قائدهم الروحى و العسكرى..

    و عادت مندى و من تبقى الى القبيلة بعد ان ضربوا مثالا نادرا فى الشجاعة و الفداء لتخلدهم أغانى القبيلة.

    ☆☆☆
    مندي توفت في الكلاكله ولاية الخرطوم الحالية في اواخر عام ١٩٨٤م

    يا بني السودان حبوبتنا مندي كانت كنداكه سودانية شجاعة لازم تحكوا عنها لعيالكم
    حتي نسهم جميعا في حفظ تاريخ نضال نساء السودان — ‏مع ‏مندي كوجوكوني كورينق تالدي‏.‏
    منقول

                  

03-16-2018, 12:28 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صورة ومقال جدير بالقراءة والتأمل ... (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

                  

03-31-2018, 05:37 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صورة ومقال جدير بالقراءة والتأمل ... (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

                  

04-01-2018, 12:20 PM

Biraima M Adam
<aBiraima M Adam
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 27470

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صورة ومقال جدير بالقراءة والتأمل ... (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    يا سلام يا سيف ..
    يا أخي روائع ..
    Quote: قصيدته بعنوان "El Mahdi to the Australian troops "

    يا رجال استرليا ماذا اتي بكم الي هنا ؟
    لماذا يا ابناء استراليا العادلة .. الحرة ؟
    لماذا ترفعون سلاحكم ..
    في وجه رجال يحاربون من اجل حريتهم؟
    تتحالفون مع الام ( بريطانيا) .. لتهزموا الحق !
    لماذا استراليا تترك كنوزها للمخاطر فيما وراء البحر ؟
    لماذا تغادر ارضها الحرة ..
    لتغرس سيفها في حرب غير مقدسة !
    كفي .. كفي ..
    ان الرب لن يبارك هذه المغامرات البائسة..
    جنرالات إنجلترا الفاسدون .. حتما سيندمون
    ضحوا به لم تسعفه شجاعةٌ ..غردون
    قريبا .. سيشهدون ..
    فتية صحراء السودان ..
    بالالاف ضدهم سينتفضون
    يجعلونهم كحبات الرمل تذروها رياح المنون ،
    باسم الرب والرسول ..
    للحرية سينتصرون ..
    باسم الرب والرسول..
    للحرية سينتصرون ..
    ( بانجو باتريسون : قصيدة بعنوان : El Mahdi to the Australian troops ، نشرت بصحيفة The Bulletin الأسترالية ، بتاريخ ٢٨ فبراير ١٨٨٥).


    بريمة
                  

04-08-2018, 09:48 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صورة ومقال جدير بالقراءة والتأمل ... (Re: Biraima M Adam)


    بقلم: د. خالد محمد فرح

    [email protected]

    مندي ابنة السلطان عجبنا واحدة من نساء السودان العظيمات اللائي خلّدن أسماءهن بأحرفٍ من نور في سجل البطولة والفداء ، واللائي ستظل مآثرهن نبراساً مضيئاً يهدي الأجيال المتعاقبة في بلادنا للسير نحو أسمى المراقي في طريق التضحية والحرية والوطنية الصادقة.

    كانت " مندي " امرأةً شابة متزوجة ومنجبة ، خلال الربع الأول من القرن العشرين. وقد كانت أميرةً ، إذ ان والدها هو السلطان " عجبنا بن أروجا " ، سلطان قبيلة " النيمانغ " الذين تقع منطقتهم بالقرب من مدينة الدلنج بجبال النوبة.

    برزت بطولة الأميرة " مندي " في سياق نضال مواطني جبال النوبة ، وتصديهم الباسل لمحاولات غزوها بواسطة قوات الاستعمار البريطاني المنتشية بانتصارها قبل ذلك ببضعة أعوام فقط على الدولة المهدية ، فوق تلال من الأجساد الطاهرة ، وشلالات من الدماء الزكية التي ضمخت ثرى مواقع " كررى " و " أم دبيكرات " وغيرها.

    فقد بدأت محاولات القوة الاستعمارية الغاشمة إخضاع جبال النوبة لسيطرتها منذ مطلع القرن العشرين ، أي في غضون نفس العقد الذي وطئت فيه أقدامهم أرض الوطن.

    ففي عام 1908 ، خاضت قوات الاستعمار الإنجليزي معركة شرسة ضد أحد الزعماء القبليين في تلك المنطقة ، يسمى " دارجول " ، ولكن الإنجليز لم يتمكنوا من هزيمته أو القضاء على مقاتليه قضاءً مبرماً ، فاكتفوا بإبرام اتفاق يقضي بوقف الاعتداء ،كما دفع بموجبه " دار جول " بعض التعويضات لهم.

    على أن الأمر لم يقف ضد ذلك الحد ، إذ ما لبث الإنجليز ان شنوا حملة عسكرية خاطفة بهدف القضاء على السلطان عجبنا ، سلطان النيمانغ ، حيث قاد المستر " هتون " الإنجليزي مفتش مركز الدلنج آنئذِ في عام 1917م ، حملة منظمة ضد منطقتي " كرمتي " و " تنديه " ، حيث لقي ذلك المفتش مصرعة إثر رصاصة أطلقها عليه أحد الثوار الذين كانوا مرتكزين في مواقع لهم بجبل " حجر السلطان ".

    أثارت تلك الحادثة غضب المستعمرين الإنجليز ، فشنوا حملة مكثفة على السلطان عجبنا وقواته من ثلاثة محاور ، فحصروهم حصاراً محكماً ، وعزلوهم بصفة خاصة عن مصادر مياه الشرب ، ثم ضيقوا الخناق على تلك القوات حتى أشرف مغظم أفرادها على الهلاك. بيد أنهم استمروا – مع ذلك – في المقاومة الضارية ، ومنازلة القوات الاستعمارية الغاصبة بكل ما كان لديهم من قوة وبسالة.

    ولما وصلت الأخبار إلى الأميرة مندي عن تأزم الوضع بالنسبة لأبيها السلطان وجنوده ، وخصوصاً استيلاء الجيش الغازي على مصادر المياه ، ثارت و انتفضت ، وتمنطقت بثوبها مشمرةً ، وحملت بندقيةً ، وأعلنت بكل تصميم عن عزمها الذهاب إلى موقع القتال. ولما حاول بعض الأقارب وأفراد الحاشية إثناءها عن المسير إلى أرض المعركة ، بحجة أن الموقف كان في غاية التأزم ، وأن الطريق المؤدي إليها ملئ بالمخاطر والأهوال ، وأن الأعداء باتوا يحاصرون والدها ومقاتليه من جميع الجهات ، غضبت الأميرة مندي غضبة عارمة ، ورمت بإناء من القرع " بُخسة " كانت تحملها على الأرض ، فتكسّرت شظايا. وذلك تعبير عن أقصي درجات العزم والتصميم على فعل أي شئ في ثقافة النيمانغ. ثم جعلت تصيح فيمن حولها: أن افسحوا لي الطريق ودعوني أنطلق ، حتى ألحق بأبي وقومه ، فأقدم لهم النجدة والدعم والمساندة. ثم إنها ربطت طفلها الرضيع على ظهرها ربطاً محكماً ، وهرولت به نحو أرض المعركة لا تلوي على شئ.

    فلما رأى بعض من تخلف من رجال قومها صنيعها ذاك ، ثارت حميتهم أيضاً ، وحملوا أسلحتهم وانطلقوا معها إلى ساحة القتال ، مما أعطى أباها السلطان عجبنا وجيشه سنداً معنوياً معتبراً ، وبث فيهم حماسة وقوة إضافية ، فاستبسلوا في القتال غاية الاستبسال ، رداً لعدوان العدو الغاشم ، وصوناً للأرض والعرض.

    بيد أن الآلة العسكرية المتطورة والفتاكة لقوات المستعمرين ، قد كانت لها الغلبة في آخر المطاف ، فسقط المئات من جيش السلطان عجبنا شهداء الحق والواجب على أرض المعركة ، بمن فيهم طفل مندي الرضيع الذي كانت قد حملته معها.

    وكان نصيب السلطان عجبنا وأحد أصدقائه ورفاقه يدعى " كلكون " الأسر. ثم ما لبثا أن حكم عليهما بالإعدام شنقاً ، ونفذ الحكم ، فذهبا إلى ربهما شهيدين بتاريخ 27 – 12 – 1917م.

    ثم رجعت الأميرة مندي وبقية من كتبت لهم النجاة من الموت في تلك المعركة إلى ديار القبيلة ، تجلل هاماتهم أكاليل الغار بسبب المواقف البطولية المشرفة التي وقفوها تحت قيادة أميرتهم وقائدتهم " مندي " التي صارت مآثر بطولتها من بعد ، أهزوجة حلوة تتناقلها الأجيال المختلفة وتتغنى بها ، بل صارت المقطوعة الموسيقية المصاحبة لتلك الأهزوجة ، ألا وهي مقطوعة " مندي " ، واحداً من أروع " المارشات " للقوات المسلحة السودانية منذ ذلك التاريخ وحتى يوم الناس هذا.
                  

04-11-2018, 03:17 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صورة ومقال جدير بالقراءة والتأمل ... (Re: سيف اليزل برعي البدوي)


    عامر يا جبل الحديد

    كتب الأستاذ خالد الشيخ حاج محمود في جريدة السوداني بتاريخ الجمعه 14 مارس 2007 عن قصة أغنية عامر يا جبل الحديد ذاكرا انه في منطقة ايد الناقة التي تقع بالقرب من خور أب تبر بشمال كردفان ظهرت مجموعة من الهمباتة في العشرينات من القرن الماضي سُموا بأولاد حمار وحينما هددوا سكان المنطقة وزرعوا الفوضى واستفحل أمرهم فكر مدير مديرية كردفان آنذاك (مستر جيلان) في كيفية درء خطرهم عن المنطقة فاتصل بمفتش مركز بحري كردفان مستر كندى كوك والذي تتبع له منطقة أب تبر لان مركز بحري كردفان كان فيه مفتشان احدهما مفتش بارا والأخر مفتش دار الكبابيش كما كان هنالك مأموران احدهما ببارا والأخر بمنطقة الصافية وكان مأمور الصافية آنذاك البكباشا خلف الله حاج خالد والذي كان ضابطا في قوة دفاع السودان فيما كان مأمور بارا هو محمد احمد أبو الدهب ، اتفق مستر جيلان مع كندى كوك على نقل الضابط بقوة دفاع السودان ونائب مأمور الصافية عامر بشير فوراوى لمركز بارا وذلك لأنه عرف بشدة البأس والشجاعة والقوة وكان ذلك في عام 1928 ...
    وفى مطلع عام 1929 قاد الادارى عامر بشير قوة عسكرية كان معه فيها الشاويش المتمرس ازرق زايد من جبال النوبة وذلك للقبض على الهمباتة وعندما وصل قرية جريجخ والتي تقع شمال بارا والتي جاء اسمها من جريج أغا باشا احد قواد حامية هكس باشا في عام 1883 وهو تركي هرب من حامية هكس باشا بالقرب من الرهد حين دب الفزع والخوف في نفوس الحامية فاتجه صوب الشمال حتى وصل لمكان وجد فيه مجموعة من الرعاة يقيمون في بيوت من الشقاق والقش أعطوه الأمان فأقام معهم وظل الناس يقولون ماشين محل جريج أغا فأصبحت جريجخ ، وفى عام 1924 حضر لمدينة بارا ابنه الدكتور جورج جريج أغا والذي عندما علم أن والده لم يقتل ضمن الحامية سعد بذلك وجاء متطوعا للعمل بمستشفى بارا لعام كامل وزار مدينة جريجخ وقبر والده ..

    لما وصل عامر بشير لجريجخ علم بوجود الهمباتة بمنطقة ايد الناقه كما علم بان من يقودهم عتاة الهمبتة كرة وقنفود ، فتحرك عامر صوب المنطقة واستطاع أن يخوض في مواجهتهم معركة شديدة ولطام حقيقي وان يعود بكرة وقنفود مكلبشين لمركز بارا فانطلقت زغاريد النصر بالمدينة وهلل أهل المركز للادارى الفذ عامر وأصبحت حكايته حديث أهل المركز والمديرية ونتيجة لذلك الانتصار رقى عامر لوظيفة مأمور ونقل لمركز فوجا ..

    وفى عام 1932م حضرت إلى مدينة بارا الحكامه والفنانة الرحمة مكي والتي كانت تقطن حي مكي ود عروسه ولما سمعت بحكاية عامر ود بشير والذي ولد وترعرع معها في حي مكي ود عروسه وكانت تعلم عنه الكثير كتبت قصيدة معبرة في حقه وغنتها بحي البكراويه ببارا قائلة ....

    بشكر تلبا قديم هو يا ليله
    حكاية عامر ود بشير
    عامر يا جبل الحديد
    عامر يا حنك البليد
    عامر انا جيت لى
    حس السوط يسوى عى
    البغدى الطير والحدى
    عامر يا جبل الضرى
    امرقوا يا الجارين وراه
    وزحوا يا الجنيات وراه
    دا السيفو الماكل السرى
    عامر بين ما خفى
    دا اللطمو بيدلى بيه

    إلى أخر القصيدة

    ثم ما لبث أن تغنت بالأغنية الفنانة مهله العبادية وعائشه كرن وبت المدير بالبشيرى وتغنى بها أيضا الفنان ود النور ولكنها اشتهرت حينما تغنى بها كروان التراث بابكر عبدالله محمد الشهير بود نوبه وكان معه في الكورس الطباخ الماهر بالمنطقة محمد مبروك كنين .
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de