يفوقون سوء الظن العريض: ولكي لا ننسى: إفادات ود التوم عن ترابيهم "بأسهم بينهم شديد"

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-05-2024, 03:15 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2018م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-27-2018, 07:34 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
يفوقون سوء الظن العريض: ولكي لا ننسى: إفادات ود التوم عن ترابيهم "بأسهم بينهم شديد"




















                  

03-27-2018, 07:35 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يفوقون سوء الظن العريض: ولكي لا ننسى: إفاد� (Re: عبدالله عثمان)

    1-5


    حوارات (عالم الإسلاميين) تفاصيل المشروع... دفع الله التوم أولاً 1 - 5

    تاريخ الخبر 18-03-2018 | عدد الزوار 314


    Share|



    عندما أخبرت الترابي بتنفيذ إعدام البعثيين وقعت اللقمة من يده

    دي أول مرة أشوف فيها الترابي، وانتبهت لنظرته ومشيته وعندها حصل بيننا اتصال روحي فوراً

    كثيرون من دفعتنا كانت لديهم أحلام حكم البلد فأصيبوا بحالة نفسية وجنون غامض

    في 64 علَّقنا عريضة في السكة الحديد مكتوب فيها (أين الرز باللبن وأين الصابون والبطاطين وأين قتيلة الشنطة)

    دي قضية كبيرة متعلِّقة بفساد الكبار

    أنا موعود من الأزل أكون (حاجة مهمة)

    أجمل ما في اليسار توبة أفراده بحكايات ومنهم حماد نصر الدين الذي وجدته يقرأ المصحف والدموع على خده

    الجغرافيا جعلتني رجل أعمال وأكاد أحفظ كل الموانئ والبحار

    "شُفنا النميري منهك وفي فمه الزبد الأبيض فنهرنا (جيبوا الرادي دا) وسألنا من دون لفتة (بجيب لندن) وتجرَّع موية معكَّرة بالخرطوش"



    وجدته صدفة في بيت الخليفة بن عمر محمد أحمد صوت جهور ومباغتة واضحة ورجالة مبينة في كل نقاش عادي وغير عادي، طلبت منه حواراً، فقال لي أريد أن أقول كل شيء ودفعة واحدة، فهل تستطيعون، وانهالت الحوافز من قيادات إسلامية وأخرى معارضة أن الرجل صيد ثمين وغابة أسرار، والرجل شاهد عصر على طريقته.

    حضرت في المواعيد واختار زقاقاً تحت عمارته بشارع البلدية مكوناً من مصلى صغير، تحت شجرة نيم عاتية جداً، يقضي يومه يتعرف على المارة ويدعوهم للصلاة ويتصدق باليسير، يوزع البلح ويشتري البرتقال ويوزعه أحياناً على المصلين، ما زال محتفظاً بهيبته القديمة وثباته وقوة رؤيته، لم ينع نفسه قط، ويحمد الله كثيراً، يقرأ بعض الصحف ويتنبأ بأحداث، أفرغ أسراراً مسموحة وترك صدره غابة محرمة على الإعلان، واكتفى من الحياة العريضة وقد بدأها بحيوية عجيبة وطموحات هائلة، كان طالباً يعتمد على نفسه ويتاجر بالبيجو بين أوربا ومصر محل دراسته، ولا يهمه أنه لم يكمل دراسة الطب، اشترى البواخر المليئة بالبضائع، وشارك في كل الأحداث الكبيرة، وسيرة الترابي بين جوانحه حية ونابضة، ويحتفظ لكل الرموز الإسلامية بحكايات مفارقة ولكنه سكت إلى حين يعرفه هو ويقدره كما قدّر هذا الحوار..

    حوار:صديق دلاي

    × دفع الله التزم قروش بالكوم ... دعنا نفهم البداية؟

    أنا دفع الله التوم البخاري وأبوي خريج الأزهر 1950 ولدت بقرية فارس وتقع بين ود الحداد والحاج عبد الله، وتاريخنا نحن البرياب بدأ قبل 350 سنة.

    × 350 سنة؟

    - أنا ود صالحين وكل نشأتي مرتبطة بالقرآن والفقه وجدي الثامن جاء من الطائف، وهو شريف حسيني وكان قاضياً بالطائف بينما عاش أبي تاجراً ومزارعًا، وفي مناخ ديني وصوفي مفعم بالذكر والعبادة، وكان مولعاً بالمسجد، إخوتي 7 ذكور وأربعة آخرون من عمتي المرأة الثانية وعندي أربع شقيقات،

    × تنوي كتابة تاريخ عائلتكم؟

    -طبعاً، وعمي دفع الله، أول شخص عمل دكاناً مميزاً في السوق.

    × ندخل المدرسة؟

    -لم أندهش للمدرسة، ولن أنسى أهلي حول المذياع أبو بطارية يهتفون ويصفقون للاستقلال، وكانت النظافة شيئاً مهماً ونرفع لباساتنا، وكان الفقراء منا ما عندهم لباسات.

    × حقو تصف لينا تلك الأيام؟

    - - كان عندنا نظام مدونة تكتب فيها كل شيء غناميتنا ولدت، جابو لينا بطيخة، الفجل طلع، دقوا العيش، الليمون بقى أصفر، ونرسم الموز والأسد والطرور في الترعة.

    × شيء عجيب؟

    -مرة اشترى لي أبي ساعة جديدة نسيتها في البحر كلمت أمي قمنا الفجر في الظلام ونحمل بطارية لمسافة 2 كيلو ولقينا الساعة ورجعنا وأبوي لا يعلم.

    × كنتم عائلة متماسكة؟

    -ناس بسيطة وحقانية عايشة على الحلال، وأذكر الحاجة عشة حبوبتي وهي من رباني كانت تاجرة وعندها دكان عديل، وفيهو ميزان، وعشة دي أمها جاءت من المتمة حفيانة لأمدرمان، وجد منصور خالد دا ذاتو خالها، ومع ذلك صارت ملتزمة بالمهدية، وشافت الأمير يعقوب واقع قدام قيف أمدرمان دهنه مدفق في النيل.

    × مدرسة سنار كانت محطة مهمة؟

    - - كان الخزان خرافة، موية محجوزة بالبنيان، وشفنا السوق والحلاواني، أيسكريم باللبن أعجوبة حياة والكبدة والشاي بالقرفة والجمادة في الحلل الكبار وأكوام البطيخ زي الجبال والملابس الإفرنجية إبداع قدام عيونا.

    × والداخلية؟

    - أول مرة أنام مع ناس غرباء، ولم أنم طول الليل، وهممت أرجع البلد وأدعيت عندي وجع ضرس لاقاني عمي مصطفى، وهددني بأن أبوك سيذبحك، رجعت لدنيا جديدة، وجدت الملوخية والشاي بالكباية أم أضان، الأكل فوق تربيزة، العدس والفول والرغيف والمواعيد بالجرس.

    × الحق يقال إنها دنيا جديدة وفيها رفاهية؟

    -كان مهدي إبراهيم معلم اللغة الإنجليزية، كان نضيف ويتكلم العربية الفصحى نشط يتلو القرآن ونبكي معه في سورة مريم.

    × من هنا تم تجنيدك للحركة؟

    -لسع بدري بس، مهدي فعلاً كان مركز معاي وطبعا دخلنا الكشافة نقضي وقتاً مهماً من العصر للمغرب، ومرة أذنت لصلاة المغرب قام أستاذ طه أظنه ليبرالي كفتني.

    × حسب إدارة المدرسة ما قمت به خطأ؟

    -وبخه أستاذ حامد معلم الإسلامية، وكان جعلي مشلخ يلبس قفطاناً، ولا يقل عن أجدادنا في البلد

    × ندخل لمدرسة ود الحداد الوسطى؟

    -المدرسة شيدها الشريف يوسف الهندي، ونحن أول دفعة.

    أول مرة شفنا الجنريتر والسجوك المبرم والساندوتش بالسلطة وأذكر في ثورة 64 أضربنا على طريقتنا، وكتبنا عريضة مهمة معلقة في محطة السكة حديد وفيها ... أين الرز باللبن وأين الصابون وأين البطاطين الجيدة، وأين قتيلة الشنطة

    -قتيلة الشنطة؟

    -(دي خليها) وتصادف أن جاء قطر من كسلا بقيادة محمد جبارة العوض متوجهاً نحو الخرطوم، وقمنا في ود الحداد بمظاهرة، كسرنا وخربنا سوق الخضار والدكاكين وحرقنا الأنادي.

    × كنتم واعين بالحدث؟

    -من زمان جداً نحن واعين بالحصل، وأنا كبرت في دكان أبوي، وكنت منذ الأولية أتاجر بملوة تسالي أحمصها وأعبيها في ورق صغار، وكنت أبيع الرغيف وأعبئ الحمار بخرجين.

    × ما هي قصة قتيلة الشنطة؟

    -دي قضية كبيرة متعلقة بفساد الكبار.

    × أول مرة شاهدت فيها الراحل الترابي؟

    -كان يلبس بدلة بنية بلحية سوداء خفيفة، انتبهت لمشيته ونظرته ووقفته وحصل بيننا اتصال روحي فوراً وإلى الأبد.

    × نحن الآن نتكلم تحت شجرة نيم على شارع البلدية عن ذكريات عمرها خمسين؟

    - تصور ونحن في المدرسة توفي تلميذ اسمه موسى عابدين من الشمباتة شرق سنار وتفاجأت أن التلاميذ مثل عابدين يموتون في عمره (ما قايل الناس البيقروا بيموتوا).

    × هل ما زلت زعلاناً من المعلم الذي صفعك كفاً لأنك كنت تؤذن لصلاة المغرب داخل الكشافة؟

    -أديك حكاية أخرى موحية جداً، ما كان عندنا إدراك وعمق بالأزمة دي، ونسي محمد خير معلم الإسلامية وهو والد المرحوم صلاح ونسي، وفي طالب اسمو أزهري عثمان منسوب للاتحاديين مستننير وعقلاني الآن مقيم بأمريكا.

    × شوّقتنا؟

    -كانت حادثة عجيبة، أثناء تدريسنا التوحيد وخلق الإنسان طلب أزهري من المعلم أن يثبت له وجود الله بالبراهين المادية ومعنا بالفصل الهادي أحمد الخليفة ومحمد حسن الباهي، استنكروا السؤال ودبروا مكيدة، حضّروا حبل وسوط وساطور، طلعوه برة الحوش ووجدهم المدير ثلاثتهم حول القتل مية جلداً أولا ثم قتله مرتداً.

    × (دا إرهاب مبكر)؟

    -الحكاية كبرت ووصلت لخرطوم وكلموا سبدرات ومشينا للناظر بعد صلاة الفجر وافقنا على الشجب وفصلهم شهراً.

    × كنت دوماً قائداً؟

    -أنا موعود في الأزل أكون شيئاً مهماً.

    × أجمل ما في اليسار؟

    -أجمل ما فيه توبة أفراده بحكايات ومنهم حماد نصر الدين (مترجم) وجدته صدفة في جدة فاتح المصحف يقرأ فصحت فيه (حماد يقرأ المصحف) فرد بغضب كله إيمان ومحبة، جئت الدمام مترجماً لشركة، وفي مسجد تحت يصلي به 450 موظفاً فسألت نفسي هل كل هؤلاء خطأ وحماد الصاح.

    × انبسطت من الحكاية؟

    -ولاحقاً أدخلته بيتي وصار أستاذاً لبناتي والآن لا تفوته صلاة.

    × لو عدنا لتلك الأيام ما الذي قادك للمال والأعمال؟

    -الجغرافية

    × كيييييييف؟

    -الجغرافية جعلتني رجل أعمال، وأكاد أحفظ كل الموانئ والبحار، والمناخات، ومن زمان كنت أبيع التسالي والرغيف من فارس للحداد مسافة 3 كيلو وأفهم في توسيع دخولي.

    × كنت حريصاً؟

    -مرة عندي غنماية كتلها البشير ود حسين، لأنها تخرب دكانه، وتلخبط الشطة مع الكسبرة مع الويكة وتدفق الزيت، بكيت عليها بكاء حاراً وكان عندي 50 غنماية أنا وأمي نبيع اللبن بالدس من وراء ظهر أبوي لأنه كان يمنعنا بيع اللبن.

    × الزمن دوار؟

    - كثير من دفعتنا، كانت لديهم أحلام كبيرة مثل حكم البلد، أصيبوا بحالة نفسية، وجنون غامض.

    × أين كنت في هذا التأريخ25 - 5- 1969؟

    -كنا تحت شجرة نيم وسمعنا النشرة، النميري عمل انقلاب، وكان معانا مهندس لاسلكي أخوه (أطرش) جاء من الخرطوم وشهد الأحدث، سألنا البلد كيف فأشار للذبح رسمنا ليهو القبة قال اتكسرت.

    × بعد عامين ستأتي أحداث الجزيرة أبا؟

    -كبرنا شوية ودخلنا السياسة من أوسع أبوابها، وأذكر النميري عمل تغيير عملة، وجينا من سنار لزول قادم من الشريف حسين معه قروش بالقفة، بدلنا القروش ورسلوا رسالة للشريف الموجود في قرية العقدة جنوب الجزيرة، لبسنا عراقي والشقيانة وشلنا الملود كعمال يبحثون عن عمل، وصلنا قبل المغرب، وعينا للشريف شايل أبريقو وعاملونا كمقاطيع لا قيمة لهم، وسمعنا الشريق يوصي واحداً من الفقرا بطردنا ولا يعرف أننا كنا نحمل أخطر رسالة.

    × وبعدين؟

    -القادم لا تستطيع كتابته (أمشي قدام)

    × صرت سياسياً خطيراً وأنت ما زلت صغيراً؟

    -نعم والحكاية دي أزعجت أهلي جداً، ومسكني عمي الطاهر وساقني الخرطوم، وكلموا عمي فتح الرحمن البشير، وقال له ابحث عن اسمه لو لقيتوا مع ناس الحكومة والأمن يمشي معاي الكراكات أو يقاطعوني لو رفضت.

    × وجاء انقلاب هاشم العطا؟

    -كنا بنقرأ في البرتش كانسل، أنا وبكري سعيد وعبد الله عاشميق، سمعنا بانقلاب يساري، وطلع قرار من الحركة أن نتحرك فرادى حتى نقلل الخسائر، وضحك عامل النظافة الذي يسكن معنا معلقاً أن الانقلاب لن يعيش طويلاً لأن من يذيع البيان يتعرق وجنبه مناديل يستخدمها باستمرار

    × ملاحظة عابرة ومهمة من زول بسيط؟

    - المهم مشينا المحطة الوسطى الخرطوم، وظهر الشيوعيون يصيحون(سلطة الجبهة) والرصاص يلعلع في الشوارع والعجلات تملأ الأفق وهتافات لينين وقمنا رجعنا المعهد الفني (حالياً جامعة السودان) ومن راديو إدريس سمعنا أن الدبابات متحركة من منطقة الشجرة وأنه تم القبض على بابكر النور وفاروق حمد الله، ولم نصدق النميري نزل من عربية الجيش (نطّ) وشفنا سيد خليفة والنميري منهاً وفي فمه الزبد الأبيض فنهرنا(جيبوا الرادي دا) وسألنا من دون لفتة (بجيب لندن) وتجرع موية معكرة من علبة لبن جيتانة الشهير، ثم شرب بالخرطوش وشاهدنا حضور مدرعة وفك جندي كل طلقاتها في فخذيه وهو غافل، ومشى نميري مسرعاً نحو الإذاعة.

    × أنت شاهد على عدة انقلابات؟

    -مرة دخلت على الشيخ الترابي، فوجدت عينيه حمر زي الجمر وطاقيتو مقلوبة من فوق رأسه، يمكن أن أمراً جللاً قد حدث، وزدت طينه بلة، أخبرته فوراً أنه تم إعدام الـ28 ضابطاً البعثيين، اللقمة وقعت من يدو.

    × وبعدين؟

    -لا لا لا(حدك هنا بس)

    × (الإسلاميون والترابي) عنوان عاطفي يستحق تدوين حكايات وحكايات؟

    -سنحكي عن كوارث يا ولدي.

    × نحكي بلطف شوية؟

    -ممكن

    × تفضل؟

    -أنا وبكري عثمان سعيد جندنا، غازي صلاح الدين، وكان ولد ذكي جداً صاحبناه ومشينا بيتهم، (الوحيدان) عندو سيارة ومعه سيارة سيف الدين محمد أحمد، وكانت والدته (برلينة) تقدم لنا عصيراً مزيجاً كركدي وعرديب، لو وجد رعاية لبيع كبراندي بأمريكا.

    × دخلت كلية البيطرة بدون رغبتك؟

    -نعم حزنت، وقررت أهاجر، ومشيت عمرة أول السبعينات، وكانت الكعبة لسع حصحاص، والحر سخانة قالية، وكان معانا محمد الحسن الأمين تعب وكان يبول دم، بالمناسبة هو أول من شفناه يرتدي بنطلون الشارلستون، وكان بيحب بت واحد اشتراكي مشهوووور.

    × فارق الشيخ في المفاصلة؟

    -قابلته وسألته، وما كان عندو جواب وأظن الحاجة هي السبب.

    × أين كنت أيام المفاصلة؟

    - أهديك قصة تستفيد منها، أيام المفاصلة، ودي عندي فيها كتاب، سوف يصدر قريباً، والمهم الترابي مشى المحكمة الدستورية، وكان مسؤولها الرفيع المرحوم جلال علي لطفي، كنت أعرفه جيداً سألته أن يدافع عن الشيخ فضحك معي قائلاً(هوي ها المبدول دا) أنا عارفك شاطر، ولكن دي دولة عندها جيش وشرطة وأمن وبنك السودان وعاوزني أحكم ليك انت.

    × كلام واضح؟

    -المهم مشيت كلمت الترابي أن لا رجاء من تلك الخطوة (الشكوى للدستورية)، فأخبرني أن يفعل كل ذلك من أجل التاريخ، وأذكر أنني رفضت مرة في 1996 أن أصوت له بحجة أنه لا يصلي والشهادة لله رايته في رؤية منامية، جلال في سجن كوبر لابس أسود في أسود وفي السجن باب صغير من يمر به لا ينجو من الركوع ليعبره سألته أيه الحاصل لابس أسود وراكب عربية سوداء فقال لي (أنا مزنوق)، وكلَم أهلي يعملوا لي مدلاة، كلمت بن أخته بالرؤية وأن يقرأوا له قرآناً كما طلب مني جلال نفسه في الرؤية.


    نقلا عن الصيحة

    المصدر
                  

03-27-2018, 07:49 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يفوقون سوء الظن العريض: ولكي لا ننسى: إفاد� (Re: عبدالله عثمان)

    وقسماً بالله لو ترشّحت في أهلي باسم الإسلاميين لرفضوا مؤازرتي وحصل حذّروني

    اشترينا من قروش الجبهة الوطنية شقة في القاهرة ومكتوبة باسم أحد قيادات الإسلاميين الحاليين

    الترابي هو من علّم الإسلاميين لباس المركوب الأبيض والشال المعروف

    في العام "76" أقمنا مأتماً لروح غازي صلاح الدين ورثيناه بمقالات باكية

    (بطلب منه) كنت أدق باب شقة الشريف ثلاث دقات وأضع له في التلاجة صندوق سجائر و7 سندوتشات طعمية وفول

    كانت أمامة بت الترابي طفلة قالت (دفع الله التوم أصلو عندو قروش بالكوم)

    حوار القسم السياسي

    ـ دفع الله التوم قروش بالكوم؟

    المقولة دي قالتها أمامة بت الترابي، وهي طفلة أظنها كانت تسمع بسيرتي كثيراً في بيتهم، فقالت لمن حولها (دفع الله التوم أصلو عندو قروش بالكوم) وصارت كلما رأتني نادت (دفع الله التوم قروش بالكوم).

    ـ قيمتك متعلقة بالمال؟

    يا زول.

    ـ تفضل؟

    أنا ما عندي أي تعلّق بالقروش.

    ـ كنت موفقاً وربنا يزيدك؟

    في رؤية منامية (أنا شفت نبي لله الخضر ومن زمن جامعة الخرطوم ومن الزمن داك تأني نهائي ما فِقرت).

    ـ دائمًا تفتخر بكونك صوفياً وود شيوخ أكثر من كونك إسلامياً ودخلت مجلس الشعب والبرلمان أربع مرات تحت رايات إسلامية؟

    وقسماً بالله لو ترشّحت في أهلي باسم الإسلاميين لرفضوا مؤازرتي، وحصل حذّروني أثناء العملية الانتخابية لو جاء أخو مسلم ليعاونني يطلبون مني أن أبعده عنهم وإلا..

    ـ ود شيوخ؟

    أظن هذه حقيقة وليست ادعاءً.

    ـ عنوان الحوار هو حكايات الإسلاميين وعالمهم؟

    أرفض هذا العنوان وعندي حكايات كثيرة.

    ـ نبدأ؟

    ليس الآن، وربما أرؤي كل شيء في كتابي القادم، وسأحكي لك لاحقاً كيف جاء عبد الرحيم حمدي من لندن وطوالي إلى الوزارة وخرج بشنطته الصغيرة من مكتبي دا، وسأحكي بتفصيل كيف جاء مجذوب الخليفة والياً للخرطوم.

    ـ (عفواً) خلينا نبدأ ونحكي فوراً؟

    الحكايات طويلة ومتداخلة، المهم بعثني مرة الترابي لسبدرات أن أبلغه برغبة (إخوانك) رشّحوك والياً للخرطوم فقال لي: مع احترامي لرغبة الشيخ، فأنا لن أعمل إلا في وظيفة سيادية، وأردف معلقاً (لن أكون الونان)، وفهمنا لاحقاً كيف وثّق نفسه مع السيد الرئيس وصار وزيراً اتحادياً عدة مرات.

    ـ سبدرات مثقف، وأضاف للإنقاذ وهو يستحق؟

    كلامك صحيح، وهو صديقي جدًا، وسبدرات كان يقيم الليل من جنبي ويبكي والله.

    ـ شهادة مهمة؟

    ومرة مشينا ليبيا، ومعنا شعراء واقترحت عليه أن لا نترك الشعراء يقابلون القذافي لأنهم (أصحاب حاجات) وافقني جداً، وكان معنا فراج الطيب رفض إلا أن يسكن فندق خمس نجوم، وبعد نقاش طويل، رفعنا عفشه وشنطه لحدي الدور الثالث وزنها 40 كيلو مليانة بأغراضه الثقيلة.

    ـ هذه أول زيارة لك إلى ليبيا؟

    أبدًا، أول زيارة لي كانت في 74، وأنا طالب في مصر، كنت أمشي سويسرا وفرنسا عبر ليبيا وتحديداً سبها، كانت البلد فاضية ويشهد الله كنت في سبها وحيداً ومعزولاً ألتقط الجرايد القديمة من أسلاك المطار، ونفطر بعلبة البسلة وموية حارة بالسكر.

    ـ وماذا تفعل في سويسرا وفرنسا وأنت طالب في عين شمس؟

    كنا طلبة الطب، نستغل كل إجازة بقيادتي أنا ونجيب سيارات البيجو ونبيعها، وكنتُ أعطي الطالب عشرين جنيهاً وبنطلوناً وفنيلة صوف، وعطر وفسحة، أضمن لهم رفاهية جميلة، وكانوا يوافقون.

    ـ وحكايات مصر؟

    كتيرة جداً وبعضها حساس لا يُكتب، والمهم مرة سكنّا في شقة وكنتُ أتولى دفع الإيجار لوحدي بحجة أنني ميسور الحال، وهؤلاء إخوة وزملاء ، ومعي صادق عبد الله عبد الماجد، وجعفر ميرغني وبهاء الدين حنفي، نلتقي قريباً من ميدان العتبة في قهوة صفية حلمي، نردد عبقرية الكاشف (أمي) ويومياً نصلي الفجر وناكل بسبوسة بالقشطة بشارع الساحة في حلواني هارون الرشيد.

    ـ دنيا وأيام؟

    دائماً كنا نُصلي في مسجد رابعة العدوية والمقرئ الطبلاوي يبكينا، ولا أنسى يوماً ترنُّمي بكلمات من قصيدة منسية تعلمتها من الأخ الجراح تاج السر إبراهيم، في ملكال حضر زيارة عبود وصارت ترنيمة البلد.

    عشة بت القوت... يا سلام

    أنت بس عبود خاشي ميلكان

    يا سلام...

    عبود دخل ملكان... يا سلام

    كنت أترنّم بها مغرماً أعمل الشاي، فاندفق فجأة، وكنا مفلسين وصاح الأستاذ صادق عبد الله عبد الماجد، من خلفي أنعل أبو عشة والله يحرق عبود.

    ـ كنتم عايشين بقروش الجبهة؟

    أبداً، وكلّمتك، كنت تاجراً أشتري البيجو من أوربا، وأبيع في القاهرة، ولكن أمانة التاريخ أحكي عن قروش الجبهة الوطنية.

    ـ تفضل؟

    اشترينا من قروش الجبهة الوطنية شقة في القاهرة وتحديداً في مصر الجديدة، مقابلة طوالي لبيت حسني مبارك في شارع صلاح سالم، والآن هي مكتوبة في اسم قيادة مهمة.

    ـ (دا للتاريخ)؟

    والأمانة التانية في أيام الغزو الليبي، مشيت أزور الشرف زين العابدين الهندي في شقته مقابلة لقاردن سيتي بشارع القصر العيني، مواجه لضريح سعد زغلول، وكان يحتجب عن الناس وعندو رأي واضح في العمل المسلح، لا يقوله لكل الناس، وذكرت له ما نود القيام به، فقال لي بعض الأسرار التي لم يحن وقت ذكرها.

    ـ هل فعلاً كان يعيش وحيداً؟

    نعم، ودا معروف، والمهم، قال لي قروش الجبهة الوطنية وقروش حسين لا تدخلهم علي أبداً، وسألني عن قروشي الخاصة وأخبرته، وطلب مني أن أحضر كل يوم خميس وأدق فقط ثلاث دقات لو زدتها لن أفتح، وكنت أضع له صندوق سجائر و7 سندوتشات طعمية وفول أدخلها التلاجة تعيِّشه طوال أسبوع (كان شريفاً مكتملاً).

    ـ وفشل الغزو في 76؟

    كان يسخر منا ويقول لي كيف المرحوم عثمان جاد الله، كان ينظر لساعته، ويسال (الليلة يوم كم) فأجابه الشريف بتسأل ليه حكايتكم قرّبت ولّا شنو، وعلق ساخراً مثل عادته لحظة الصفر المعلنة في المطاعم، وبمناسبة يوليو 76 نحن أقمنا مأتماً لروح غازي صلاح الدين، ورثيناه بمقالات باكية ورصينة.

    ـ المهم فشلت يوليو؟

    (ليه ما تفشل) إذا كان لحظة الصفر فجراً، وكان الإخوان والأنصار يتغالطون، السنوسي يقول الإخوان يكونوا هم الضباط وحزب الأمة في إصراره أن المجاهدين هم من يقودون المعركة، وهم في حالة (غلاط) لحدي ما الشمس شرقت، وسأل إبراهيم السنوسي محمد نور سعد، فقال نور للسنوسي (البقوم بانقلاب بيدي البيان لزول تاني يقرأه).

    ـ هربت أنت إلى لندن؟

    كتب لي محجوب عروة رسالة خادعة أن أتعجّل بالسفر إلى لندن لأنو أبوي عيّان، ويحتاج لنقل كلية سريعاً، بينما قبضوا على الباقر ورجعوا السودان مقبوضاً عليه.

    ـ أول مرة تمشي لندن؟

    وأول مرة أشاهد جثماناً في صندوق، وكان هو جثمان زين العابدين في منزل الشيخ عبد الباسط (مستغرب الموت في لندن) وفي لندن قعد معنا عبد الرحمن إدريس (القاضي الهارب)، ومحمد أحمد الفضل دقشم، وكان دقشم يصحيني بالليل ويقرأ لي بيانه الأول، وفهمت تردده للبوستة أنه خاطِب بنت من بنات أمدرمان وأظنه كان ينتظر منها رسالة بالبوستة.

    ـ لماذا هربت من كلية البيطرة جامعة الخرطوم؟

    بسبب أستاذ بالكلية ذاتها، وقال (دي مضيعة وقت).

    ـ قوقل لم يتذكّر حضرتك في ثورة شعبان؟

    رجعت من مصر، ومشيت للترابي، كان ساكن الطابق الثاني في بيت السيد الصديق (ما زال مع نسابتو)، سألني الترابي من بطاقة البيطرة القديمة، وقال لي بالحرف (بكرة في مظاهرة طلابية ستهتف جامعة حرة أو لا جامعة)، وواصل بقوله لي: (ما عندك شغلة)، حا يرفعوك، وتصيح أنت: (يسقط نظام نميري ولن يحكمنا جعفر).

    ـ كيف كان الترابي كزوج يسكن مع أصهاره، وكيف كان سلوكه وهو في منزل السيد الصديق؟

    دائماً وكل مواعيده يربطها بشاي المغرب ووجدته في ذلك المساء هادئاً، ونضييف، وعندو مزاج مع شاي المغرب بالبرّاد الصيني ومن يتبرع بصب الشاي لازم يكون فناناً ولا يدفق قطرة (دا مزاج الترابي)، وإلا طلب منك التنحي جانباً.

    ـ أناقة؟

    بالمناسبة الترابي هو من علَّم الإسلاميين لباس المركوب الأبيض والشال المعروف.

    ـ كيف كانت تبدو السيدة رحمة عبد الله جاد الله، وأنتم ضيوف شيخ حسن؟

    ـ عندي ملاحظة، كل بيت السيد الصديق كان يسبق اسم الترابي (بدكتور حسن)، وليس الشيخ، وكانت السيدة رحمة امرأة عظيمة حولها وصيفات وكريمة جداً وصاحبة بشاشة.

    ـ رغم كل هذا الإحساس بالسودان القديم والأصيل، ولكنكم اختلفتم حينما تعمّقتم في بناء التنظيم وصرتم ذوي شراسة مشهودة؟

    ـ الفكر القتالي متأصل في نفسياتنا من بدري وله أسبابه في ذلك الوقت.

    ـ الجامعة جامعة حرة ... مرت خمسون عاماً، نفس الأزمة وذات الشعار؟

    كنا في زمن نميري نواجه ذات الأزمة، (فعلاً دا صاح)، وأذكر تمّ تكليف الحبر يوسف نور الدائم بخطاب في وجه النميري، حينما حدّدت السلطة زيارته لجامعة الخرطوم، تنحّى الحبر جانباً وكان أول ظهور لإبراهيم أحمد عمر بدلاً منه، وهاجم النميري ودخل السياسة من وقتها، وكان يُطلق عليه إبراهيم زحمة، ولا أدري سبب التسمية.

    ـ هذه (فقط) مواعيد نضاله السياسي؟

    لم أره مطلقاً ولم أسمع به.

    ـ السعودية بداية قروش دفع الله التوم؟

    القصة طويلة، ولكن اشتغلت بالصدفة دلال فواكه مع الشيخ عويضة محمد سعد الجرسي، وحكايتنا معه كنا كايسين شغل وترجمنا له شيئاً مع الأتراك، وبدأت براتب 600 ريال، وصرتُ أدلِّل رسمي بعِميمة صغيرة، وحنكة واضحة، ومرة قابلني جعفر شيخ إدريس وأنا أرتدي جلابية "ساكوبيس" في المسجد الحرام، مسك جلابتي كدا وامتعض بأنها جلابية وسخانة فقلت له (ما في مشكلة لو عندك جلابية في البيت أديني ليها وخلاص).

    ـ زعلت؟

    ما اشتغلت بموضوع هايف زي دا، ولكن للتاريخ كان جعفر شيخ إدريس سيموت في مسجد جامعة الخرطوم، أيام المفاصلة، لولا حمايتي الكاملة له، وسوف أحكي التفاصيل في مكان آخر.

    ـ نرجع للتجارة والبداية؟

    فعلاً كنا ساكنين في مكان صعب، كنا نغلي موية بئر راكدة لنشرب، وأول عملية تجارية كانت مع الرجل المحترم سليم علي أحمد بـ 500 طن حب بطيخ، وما كان عندنا مصنع إلا حوش متوحش في آخر جدة القديمة شارع المكرونة، نضفناه من العزرة بأيدينا، وكنسنا الجيف، وخزّنا حب البطيخ.

    ـ رجعت البلد رجل أعمال مظفر، ولازم تعرّس كما يقول الآباء للأبناء بعد اغتراب طويل؟

    رجعت البلد في 79، وبنيت البيوت بالطوب الأحمر والعقد وأحضرت الأبواب والشبابيك من الخرطوم بحري، واشتريت اللواري لأخواني إبراهيم ولعمنا دفع الله، ود بري وثالث لبكري الخليفة، متزوج شقيقتي الكبرى الحاجة أم الحسن التوم، وعدد غير قليل، غيرهم جلبتهم للسعودية يجنون العنب بعيداً عن 400 كيلو، وصاروا بفضل الله رجال أعمال فاعلين، وحينما عاد بعضهم من تلك البادية حكوا لي عن غرائب حينما كانت الصلاة قسراً كان فيهم من يأتي بدون وضوء.

    ـ والتركترات والأوستن أبيض ضميرك؟

    فعلاً دي لازم تكون عند زول مقتدر الأوستن الأبيض ضميرك والتركتر الماسي والبهائم.

    ـ الانتخابات أيام زمان، دخلت مجلس الشعب زمن النميري، احكِ لنا تلك التجربة؟

    كان خصمي عمنا بشير جبارة، والحملة (كنفوي بالبرينسات)، ذهب جدي ود اللمين لشيخ هجو للشورة، وجده ياكل بسكويت كرم، قيل إنها غذاؤه الوحيد، وفزتُ بفارق 2600 صوت، كانت أكبر نتيجة بعد ود علي دينار وترك في الشرق، وكنا حينما ننزل في قرية لا نؤكد خلافاتنا كمرشحين متخاصمين، ناكل ونشرب مع بعض.

    ـ سلوك حضاري كبير؟

    وعندنا عمنا الناظر إبراهيم الطاهر الحسين لو ما ركب معاك ما حا تفوز أبداً، ومثله عمنا الطاهر الفكي، والمرحوم محمد صالح يوسف، ودفع الله محمد دفع الله ود بري.

    ـ واضح المنافسة ضعيفة؟

    وتقدم المحنك بشير جبارة، بطعون في قرية فارس، ونقلنا المحكمة من ود مدني إلى فارس، بعد تعهُّدنا بالتأمين، وتمت المحكمة، وكان الغداء في بيوتنا، محكمة وشرطة وأمن وخصوم انتخابات.

    ـ شطحات الصوفية فيها حكايات؟

    مرة واحد من أعيان البلد، وفي مأتم وفيه أعيان يعقوباب وجعليين وبرياب وأشراف، وكان يلقي درساً عصراً وجاءته حالة الترجمان وحلف (والله والله والله نحن السادة البرياب من علي ود بري لمحمد ود عبد الرحمن بنعلم الغيب)، طوالي شيوخ البرياب، قالو الفكي دا عاوزنو جوة أجبروه على الاغتسال والشهادة من جديد، وحالات الشطح موجودة لحدي الآن في تلك السلالة.

    ـ أنتم البرياب، عندكم اعتداد كتير شوية؟

    مرة لاقيت الرئيس البشير في مناسبة اجتماعية، وقلتُ له: الخليفة عبد المحمود ود أبشرا أول من قام بعمل الزواج الجماعي، وكان اسمه آنذاك زواج (الكورة)، فذكر السيد الرئيس أن الحاجة الفضلى هدية والدته تزوّجت بنفس الطريقة وبـ 5 جنيهات سودانية.



    تصحيح أخطاء وردت بالحلقة الأولى

    دفع ألله التوم الأمين البخاري جدي لأبي.... البخاري.... وأبي مزارع وتاجر في سوق الحداد وفي القرية وتعلم التجارة من خاله حاج أحمد االبشير.

    وجدي حاج أحمد البشير من أوائل التجار في ود الحداد وليس عمي دفع الله.

    وقع خطأ مطبعي غير مقصود أن ... برلينة.... مقصود بها موديل سيارة وليس اسم والدة دكتور غازي صلاح الدين.

    تصويب مهم... بخصوص مولانا جلال علي لطفي والخطأ المطبعي ورد ضمن النص والمقصود كلمة.... لا يخصني.... بدلاً عن لا يصلي، والأستاذ جلال علي لطفي قامة سامقة ونحترمه وربنا يتقبله.


    http://www.assayha.net/play.php؟catsmktba=26071المصدر 2
                  

03-27-2018, 07:52 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يفوقون سوء الظن العريض: ولكي لا ننسى: إفاد� (Re: عبدالله عثمان)

    هذه قصة الإنقاذ وأنا الشاهد الشاف كل حاجة

    عبد الرحيم مرة قال لي (الجابك هنا شنو) ومن يومها قلت (الله يعوضنا) في مشروع شيخ حسن

    في أبريل 92 جمعت الترابي بالصادق، إسلامي كبير قال لي لو كررتها (الإنقاذ حا تصفّيك).

    هذه قصة الاعتداء على الترابي بكندا، كنتُ شاهد عيان ومن داخل غرفة الترابي

    كان دفع الله الترابي يصيح في وجه إسلاميين كبار: (أطلعوا يا قتلة)، وكان البروف يبكي ويصيح: (عازين تكتلوه)..





    وجدته صدفة في بيت الخليفة بن عمر محمد أحمد صوت جهور ومباغتة واضحة ورجالة مبينة في كل نقاش عادي وغير عادي، طلبت منه حواراً، فقال لي أريد أن أقول كل شيء ودفعة واحدة، فهل تستطيعون، وانهالت الحوافز من قيادات إسلامية وأخرى معارضة أن الرجل صيد ثمين وغابة أسرار، والرجل شاهد عصر على طريقته.

    حضرت في المواعيد واختار زقاقاً تحت عمارته بشارع البلدية مكوناً من مصلى صغير، تحت شجرة نيم عاتية جداً، يقضي يومه يتعرف على المارة ويدعوهم للصلاة ويتصدق باليسير، يوزع البلح ويشتري البرتقال ويوزعه أحياناً على المصلين، ما زال محتفظاً بهيبته القديمة وثباته وقوة رؤيته، لم ينع نفسه قط، ويحمد الله كثيراً، يقرأ بعض الصحف ويتنبأ بأحداث، أفرغ أسراراً مسموحة وترك صدره غابة محرمة على الإعلان، واكتفى من الحياة العريضة وقد بدأها بحيوية عجيبة وطموحات هائلة، كان طالباً يعتمد على نفسه ويتاجر بالبيجو بين أوربا ومصر محل دراسته، ولا يهمه أنه لم يكمل دراسة الطب، اشترى البواخر المليئة بالبضائع، وشارك في كل الأحداث الكبيرة، وسيرة الترابي بين جوانحه حية ونابضة، ويحتفظ لكل الرموز الإسلامية بحكايات مفارقة، ولكنه سكت إلى حين يعرفه هو ويقدره كما قدّر هذا الحوار الذي نطالع الحلقة الثالثة منه.

    حوار القسم السياسي

    ـ نفتح ملف الإنقاذ، ذلك الملف الحساس حينما يفتحه رجل مثلك؟

    تقصد 30 يونيو؟

    نعم، ماذا حصل بالتحديد وخليك دقيق شوية؟

    كنت في أبوظبي في فندق هولياي بشارع حمدان واتفقنا يوم الخميس أنا وعبد الله محمد سيد أحمد وحسن عمر، نصلي في مسجد خليفة وكان إمامه شاب صغير هو محمد عبد الحي.

    ـ تتحدث عن تاريخ قبل 30 يمونيو؟

    في 16 يونيو، كانت زوجتي حاملاً بيوسف وذهبنا لأبوظبي لتجهز أشياءها من هناك للوضوع .

    ـ وبعدين؟

    أذكر قبل ذلك في يوم من أيام يونيو (أوله) جاءني المحبوب عبد السلام ويسن عابدين مرسلين من الترابي بأن أسلمه الأمانة التي بطرفي وقرأت ورقة بقلمه (الى دفع الله التوم، سلام، إنني قادم على أمر يستوجب أن أعرف ما بي وما علي، من أمور الدنيا فأرجو تسليم الأمانة التي بطرفكم لحاملي هذه الوريقة بالكيفية التي سلمتها وجزاكم الله خيراً، أخوك حسن الترابي)

    ـ نوع الأمانة؟

    7 آلاف دولار.

    ـ قال لك أنه قادم علي أمر مهم؟

    في مساء نفس اليوم مررت عليه في منزله وأخبرته أنني مسافر أبوظبي، سألني كم من الوقت قلت أسبوعين فاجاب أنه يخشي أن يفوتني خير كثير لو تعدى سفري لأكثر من أسبوعين.

    ـ لو يفصح لك بمزيد من الصراحة؟

    مرت أيام قليلة جئت المنشية وكانت تراباً وغباراً، وجاء داخل معي أحمد سليمان مع مواعيد شاي المغرب حدثته عن بوكس يحمل نقداً وآخرين في شارع المطار وزاغ لجهة مجهولة واتفقنا أنا وأحمد على إشارات تحركات عسكرية ثم ذهبت في يوم 19 يونيو ووجدت السيد مبارك الفاضل مع الترابي يخبره بالاضطراب العام وضرورة القيام بانقلاب عسكري، بل وطلب منا الترابي وبحضوري أن يسلمه أسماء الضباط الإسلاميين في الجيش مع أسماء ضباط حزب الأمة ليشتركوا في الانقلاب.

    ـ شيء عجيب وكيف كانت ردة فعل الترابي؟

    حينما ذهب مبارك سخر منه، وقال لي بالله شوف السطحية دي وهل الانقلابات تقام بهكذا تخطيط.

    ـ الرجل قام بتوثيق كل أدواره السياسية فهل ذكر هذا الموقف مثلاً؟

    طالعته بصعوبة وكله كذب في كذب جدعته تحت السرير، حينما وجدته مليئًا بالتلفيق وكلام من نوع شالني عبد الناصر وختاني وقال لي فلان.

    ـ سخر منه الترابي وفي جعبته (خير كثير) كما أخبرك؟

    قال لي إن بعض السياسيين نظرتهم مسطحة، وهم ينظرون لقيام انقلاب بتلك الطريقة الفطيرة.

    ـ ثقة الإمام بمبارك آنذاك كانت في محلها؟

    والله ما عارفا.

    ـ نحكي ونحن لسع في يونيو؟

    سافرت لأبوظبي يوم 20 يونيو، وأظن وقفت عند رغبتنا الثلاثة بالصلاة في مسجد خليفة، وذهبت برجلي أتغطى بشال من سخانة يونيو الرهيبة، ولم أجد أي سوداني بالمسجد، صليت وعدت للبيت، فنادتني بنتي وهي، تصرخ (أبوي حصل انقلاب في السودان).

    ـخبر سياسي كبير؟

    قعدت في الأرض أضع يدي فوق رأسي من قوة الخبر وتداعياته لأنني أعرف الدماء التي تسيل في الإنقلابات العسكرية وسألتها من قائده فقالت اسمه عمر حسن أحمد، وكان تعليق سعاد إبراهيم أحمد إنهم الإسلاميون لأنها على علم بشخصية البشير ذي الميول الإسلامية.

    ـ هل كنت تعرفه؟

    أبداً، ولكني كنت أعرف إخوانه، كان عبد الله طالباً في بحري وكنت مشرفاً عليهم معه عز الدين كامل أمين، وعبد المنعم خضر والمهندس طارق يعقوب، واتصلت بالضابط حسن عمر من سنجة كان زميلاً لإبراهيم شمس الدين، فصل من الجامعة وفتح دكان فواكه بالإمارات، ثم اتصلت ليلاً بوكيل البيجو بفرنسا قارو بنيان الأرمني، رجل ثري جداً ويمتلك أحسن الخيول بالسودان، وله فرس أسمه (أرارات) يرحل بالطيارة لأوربا ليمهر الفرسة هناك بـ25 ألف جنيه إسترليني.

    ـ نتحدث عن ظروف وملابسات حول 30 يونيو 89؟

    نعم حدثته وأعطاني بالتلفون منصور خالد وشخصيات أخرى، كلهم محتارين لمعرفة هوية الانقلاب، وقلت لهم الانقلاب دا مصري، فرد منصور بطريقته الكتومة عبر التلفون (يمكن).

    ـ اجتهدت ورميت معلومة غريبة؟

    بعد لحظات اتصلت بعمر إبراهيم حمد الترابي في سويسرا وهو ابن شقيق حسن الترابي، ويعمل سكرتيراً ثانياً في سفارتنا بسويسرا، وأمرته أن يذهب للسفارة المصرية هناك ويخبرهم أن الانقلاب في السودان مصري، وحتي الشربيني رجل الاستخبارات الحصيف مشى عليه كلامي، وصدقوا أن الانقلاب مصري.

    ـ سترجع السودان فوراً؟

    طبعاً، وقابلت الترابي، ومعي وصال المهدي ومن سهل لي تلك المقابلة الصعبة، هو قريبنا الضو جاد المولى واللمين البخاري، هو عميد بالسجون وجدناه مرهقاً وقاعداً في ضل شجرة، لونه داكن وقلق، وكانت أسئلة عن الأهل والأولاد، وبعد أيام جاءني المرحومان حاج نور، ومحمد عثمان سعيد، وقالا لي بوضوح (أنت تاني لو مشيت للشيخ في سجنه فإن قيادة الحركة سوف تعتقلك، ومن حينها أدركت حجم المؤامرة وعرفت أن هذا الخط لا ينفع معي وأظنها دي أول ترتيبات ضد شيخ حسن.

    ـ كيف وجدت دكتور الترابي في سجنه؟.

    وجدته قلقاً وداكن اللون، وحذرته أن تطول المدة من 15 يوماً لشهور وشهور، ولكن هناك حكايات طريفة حكاها لي الترابي نفسه.

    ـ نحكي؟

    في ليلة اعتقال الإمام، كان الترابي يجلس معه عمر نور الدائم والسنوسي والترابي يفرغ من صلاته، قال لهما (الصادق المهدي ماشي عليكم)، مضيفاً أنه يعرف مشيته ونوع صوت قدميه، ومد يده للنور وإذا بالإمام يلقي التحايا بالسلام عليكم.

    ـ كيف كان أول ظهوره بكلمات الترابي؟

    سمعت منه أنه كان به بعض التنكر وهئيته مختلفة عن معتاده وحينما شاهده عمر نور الدائم وقع على قفاه في السرير، وقال الترابي إنه تنازل عن سريره للصادق.

    ـ وين مولانا؟

    للأمانة دخل بكامل هئيته المعروفة، فأشار الترابي للاتحاديين المعتقلين معه قائلاً لهم (يا اخوانا العدة الكتيرة دي هنا ما بتنفع في السجن)، وأشار لإحضار عراريق وسراويل تليق بالسجن وكان حر يونيو ساخناً جدًا، وأشار أن مولانا لا يستطيع استخدام حمامات السجن، ولابد من عمل شيء، كرسي أو أسمنت أو جردل.

    ـ ومن يؤم القوم داخل السجن؟

    قال لهم الترابي (للختمية) أنتم أشراف بينما أصر مولانا أن يصلي بهم الترابي، ولكن ود نقد الله الوحيد رفض وكان يصلي لوحده.

    ـ بل سمعنا رواية أنه جمع شباب أنصار بالسجن وأمر الصادق أن يصلي بهم وقد كان؟

    ربما.

    ـ وعلية القوم يأكلون أكل السجون؟

    أخبرهم الترأبي أنهم سيأكلون أكل السجن ومنع أن يأتوا بأي أكل من البيوت.

    ـ وكلمة نقد للترابي؟

    فعلاً قال نقد للترابي نحن عرفنا كل شيء وعليكم أن تخرجوا لإدارة دولتكم وكفاية تمثيل.

    ـ وفعلاً كان تمثيلاً؟

    هناك وقائع غريبة، مثلاً في ضابط سجون جاء وطلب من ناس الترابي القيام له تبجيلاً، الترابي ونقد وبهاء الدين، وأخبره الترابي أنهم ليسوا مساجين جرائم ولا علاقة لهم بالجنايات وتم دفر الترابي وجروه جراً وسجن في زنزانة حتي أكلت الفيران أصابعه فهل هذا جزء من التمثيلية.

    ـ كان مفروض يحبس فقط 15 يوماً؟

    ومن هنا بدأت الخيوط تتجمع لرسم الصورة، علي عثمان صديق للبشير ودفعته، وربما كان لعلي عثمان نظرة أخرى مخفية من الإسلاميين يعتقد أن السودان لن يتطور بدون العساكر، وربما كل ذلك سلوك فردي، وعموماً فإن شكوكي بدأت تزيد بأن المجلس العسكري لن يسمح للحركة وحدها بتنفيذ الخطة والمشروع، وعملت مع صلاح كرار مبكراً.

    ـ أنتم من أصدر قرار إعدام مجدي؟

    أبداً، وكان صلاح كرار لا يعطي إجابة نهائية في أي قرار منتظراً جهة أخرى، وأعتقد دا كان منعطف مهم وعلامة فارقة في تصرفات تلك القيادة (يكتلوا زول في قروش).

    ـ عندك ملاحظات على كرار؟

    نعم، كان يدخل اجتماعات اللجنة بقنابل، ومرة قابلني عبد الرحيم محمد حسين قال لي (الجابك هنا شنو) ومن يومها قلت لنفسي ولمشروع شيخ حسن (الله يعوضنا).

    ـ كان ممكن تعملوا الكثير في ذلك الوقت؟

    في أولي أيام الإنقاذ عملت دعوة مهمة في بيتي، لقاء بين الترابي والصادق، وقلت للصادق نحن البرياب عندنا عليكم دالة حينما أخفينا الإمام عبد الرحمن المهدي، وحكيت له كل التفاصيل ودا كان تحديداً يوم 18 -4 – 1992، جاء الترابي ومحمد يوسف محمد، وغازي صلاح الدين، بينما جاء مع الإمام عمر نور الدائم وعبد الرسول، وكنت أخدمهم.

    ـ كيف بدأ الاجتماع؟

    خرج الترابي بدون علم الأمن من باب المطبخ بدون عمة بدون شال، وسمعوا بعد ساعتين، وأخبروني أنني لو واصلت تلك الأفعال (الإنقاذ حا تصفيك).

    ـ المهم بدأ الاجتماع؟

    بدأ متوتراً جداً ولاحظ الإمام قاعد على الكرسي بطريقة استفزازية (راقد ويمد رجليه أمامه) بطريقة لا تشبه طباعه وليس من عاداته، بينما رفع الترابي (كلتا) رجليه فوق الكرسي، وكان عمر نور الدائم طول الوقت يكاد يردد جملة واحدة (إنتوا في صاج ساخن ونحنا بنزلكم).

    ـ خليك واضح (مين قال ليك)؟

    قيادي كبير ركب معاي، وأنا سائق (وصلتوا مكتبو) مسك يدي وقال لي الإنقاذ حا تصفيك لو كررت الخطوة دي فأقسمت له وحلفت له لو الانتحار حلال لوقعنا في النيل سوياً.

    ـ زعلت؟

    غضب شديد.

    نرجع للقاء المهم بين الصادق والترابي والآخرين؟

    انتهى بعد 4 ساعات، وسمعت الترابي يقول للصادق (الشهر الجاي أنا مسافر أوربا وكندا وأمريكا وقلت للترابي كيف تكون واضح للدرجة دي فرد (نحنا متوكلين على الله).

    ـ وناس الأمن زعلانين منك؟

    رفضت مقابلتهم، وقلت أنا حر أدعو في بيتي من أدعو.

    ـ التاريخ يكتب؟

    وكنت في مكتبي بشارع البلدية دا، ضربت تلفون لغازي صلاح الدين وسيطاً لعمر نور الدائم ليسافر للعلاج، وقال لي باقتضاب خليك من عمر (شيخك ضربوه)، ودا كان بتاريخ 25 مايو 1992

    ـ جزعت جداً؟

    حصل شيء غريب، وأنا في كتبي أضع صورة للترابي قديمة جدًا يرتدي بدلة بنية في ذلك اليوم وجدتها (واقعة) على الأرض.

    ـ كيف تصرفت لاحقاً لتفهم سياق الحدث الكبير؟

    هرولت لغازي في القصر فسألته الضربة حجر ولّا رصاصة ولا شنو الحصل، وكان في قلق شديد، ولا ندري حالته الراهنة وكان الإسلاميون أنفسهم منقسمين، فئة متآمرة وفرحة من (جوة) وجزء آخر متجزع حقيقة، وثالثة منتظرة الحقائق وظللنا نتابع الموقف.

    ـ كيف؟

    في مكتب الترابي في المؤتمر الشعبي العربي الإسلامي (والتجمع دا من يومه ما كنت مرتاح ليهو).

    ـ ستسافر الى كندا بطريقة درامية كما أخبرتني سابقاً خارج هذا الحوار؟

    ـ نعم، قلت لهم، قررت أسافر كندا فقال لي السنوسي (ممنوع) وما تمشي، فغضبت منه، وقلت له أنا لا أنتظر منك إذناً ولا مسافر بقروشكم ولا تحت تنظيمكم ولا من أجلكم.

    ـ كيف سارت الأمور؟

    علي عثمان قال لي أنت ما بتسمع كلامي وأعمل ما يروق لك).

    ـ التأشيرة؟

    كنت عضواً برلمانياً وعندي جواز خاص، ولكن في الخارجية في جماعة ثبتت الجواز، وهؤلاء هم من احتجوا ضدي سفري.

    ـ ولازم تسافر؟

    فكرت كويييس ووجدت أخونا هجو قسم السيد مدير البنك الزراعي ماشين لمؤتمر في مونتريال، والمهم وصلنا فرنسا وهناك دلوني على عطا المنان بخيت، كان وزيراً مفوضاً بالخارجية وفي جيبه جنسية تشادية وجواز تشادي، وطلبت منه تأشيرة إلى كندا فوعدني العاشرة صباحاً، وكنت أسكن معه فلم أجده في مكتبه، وجدت نائبه قلت له عندي مؤتمر زراعي في كندا، فأعطاني التاشيرة بسهولة و توجهت فوراً إلى أتاوا.

    ـ وصلت؟

    وصلت فجراً لمونتريال وسألني البوليس عن سبب حضوري لبلدهم فقلت لهم (جئت من أجل دكتور الترابي) فأحاطوني أكثر وزاد انتباههم ووضعوني في هوتيل معين ووعدوني (غدًا ستقابله) وصليت الفجر وبعد أمتار كنت مع الترابي في غرفته.

    ـ كيف وجدته، وأظنها لحظات صعبة جداً عليك؟

    ـ أصعب لحظات حياتي على الإطلاق.

    ـ نحكي؟

    كان يلبس بيجامة المستشفى وبادٍ عليه الإعياء والتعب، وكان يأكل في زبادي، غالباً ما يقع من أسفل فمه، وتأثرت جداً والرجل النضيييف الذي لا يخطئ في البروتكولات العادية يتدفق منه الزبادي بين جنبتي فمه (لا حول ولا قوة إلا بالله).

    ـ لابد من التماسك؟

    تمالكت نفسي وحنيت لصوته، ولكن كان صوته خفيض جداً وعيونه لا تفهم منها شيئاً وهي تلك العيون الذكية واللماحة

    ـ ستنسحب لخارج الغرفة؟

    أبدًا ظللت واقفاً ومعي السيدة وصال، وأظن أحمد إبراهيم وصل من لندن ودفع الله الترابي وعلي بري وعبد الرحمن إبراهيم.

    ـ أحببت أن يناديك باسمك لتطمئن عليه؟

    كلامك مظبوط جدًا جداً وتطلعت لذلك من روحي قعدت جنبه وتبرع لي من الحضور من قال لي (لن يعرفك) فرديت (ما ضروري) وكانت تلك إشارات سالبة من البعض، حاجة في النفس البشرية غريبة.

    ـ المهم؟

    نظر نحوي وقال لي (إن شاء الله يوسف شبيكة كويس)، وفهمت أن الدماغ يعمل وفيه تفاعلات والسؤال يفيد أن القرينة تفيد ببداية تعافٍ لأن يوسف شبيكة هو صهري، فالعلاقة والقرائن مكثفة بيني ويوسف شبيكة.

    ـ قضيتم وقتاً في غرفة الترابي؟

    ونحن جالسين سمعنا إمرأة هندية تطلب البركات من هذا الشيخ المريض وسمته الرجل الصالح ليدعو لها وبالمناسبة كل الواقفين بعرفة (حينها) دعوا لشفاء الترابي وفجأة نزع أدوات التنفس بيديه وتجاوب مع الحياة العادية.

    ـ حمداً لله على السلامة؟

    كان المرحوم النور زروق، وأحمد عثمان المكي، يدخلان على الشيخ ولاحظت في كل مرة دفع الله الترابي يصيح فيهما، (أطلعوا يا قتلة) وكان البروف يبكي ويصيح (عازين تكتلوه لي).

    ـ المهم حمداً لله على السلامة؟

    نزل الترابي من السرير ومشى على الشباك، وسألني عن إرتريا (بتقع بوين) وشرح لي أنه يريد الرجوع عبرها وليس بنفس طريق قدومه، وذكر الطيار اللمين محمد عثمان، وكان يقصد شيخ الدين، وكان يعطي عبد الرحيم اسماً مختلفاً

    ـ أين المعتدي هاشم بدر الدين؟

    قبضوا عليه، ومشينا المحكمة لمناقشة الموضوع وفهم التداعيات وجاء بدر الدين بجسم رياضي مستفز يتفرس في الوجوه وكأنه يهددنا وفي لحظات بسيطة حدد القاضي كل شيء حيث قال إن المحكمة توصلت أن الشاب المعتدي يعاني من رواسب شخصية نحو الوضع الديكتاتوري القائم في بلاده، وما قام به من جريمة سببها انفعال ذاتي لا ترقى لمستوى الحبس وهكذا تمت تبرئته.

    ـ غريبة؟

    وكانت جريمة مكتملة.

    نرجع قليلاً للوراء، ونتحدث عن رأي الأطباء في حالة شيخ حسن آنئذٍ؟

    طبيب صومالي قال ترجعوا لبلدكم وهذا الرجل لن يتحرك مرة أخرى وسيعيش باقي عمره (فاقداً الذاكرة).

    ـ ما هي هوية الطبيب المعالج للشيخ حسن؟

    عرفنا من اسمه أن هويته يهودي وسأل الترابي أن يكتب أي شيء ومد له الكارفتة فرفض الترابي وطلب الطبيب إحضار ورقة وقلم، مدها له فكتب عليها (بسم الله الرحمن الرحيم) فتهلل بشر الطبيب، وقال سترجع ذاكرته ويمكن أن تذهبوا لبلدكم لترتفع روحه المعنوية بمن حوله من أهله ومحبيه وعشيرته.

    ـ كيف كانت أول خطاه نحو المطار وهلمجرا؟

    لبس بدلته وصار وعيه أحسن وكان محمولاً علي كرسي مرات رأسه واقع ولعاب من فمه، كشيء مؤسف لهذا الشيخ الكبير والمحترم والعالم، ولكنها أقدار الله، وحينها بكى عبد الرحمن الأمين (كان يجعر بطول صوته) فمسكته وأغلقت عليه الحمام قلت له أبكي هنا، نزلوا في لندن وقابلوا السفير البريطاني المقيم في الخرطوم وذهبت أنا إلى سويسرا لأحمل حاجات عرس ووصايا لبيت الترابي لزواج أسماء بنت الترابي.

    ـ رجعت الخرطوم؟

    ملازمنه يومياً وكان أحمد علي الإمام يراجع معه القرآن الذي ضاع كله من ذهنه، ولم يبق سوى (قل هو الله أحد).

    ـ هل كانت السيدة وصال ثابتة؟

    جداً جداً و واعية بكل ما حصل، صابرة ومحتسبة.

    ـ من دفع تكاليف العلاج، لعلهم كثر لمن تطوعوا بذلك الشرف؟

    فعلاً شرف أن تساهم في علاج الترابي ولكن وصال رفضت لإثنين من كبار الإسلاميين أن يدفعوا.

    ـ يقال إن بعضاً من الإسلاميين فرحوا بضربة كندا؟

    أعرفهم بالأسماء وهم من العيار الثقيل.

    ـ مثلاً؟

    صعب أجاوب.

    ـ مرت الأيام وتعافى الشيخ بعون الله ودعوات الناس له بالشفاء؟

    بقي كويس والحمد لله ومسك الأمانة العامة في 1993.

    http://www.assayha.net/play.php؟catsmktba=26156المصدر 3
                  

03-27-2018, 09:29 AM

محمد عبد الله الحسين
<aمحمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 10907

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يفوقون سوء الظن العريض: ولكي لا ننسى: إفاد� (Re: عبدالله عثمان)

    الأخ عبدالله عثمان
    تحياتي
    و شكرا لإيرادك هذه المقابلات..
    المفيد في رأي هو ما يتم الكشف عنه من أسرار لأنها في النهاية تراكم معرفي للتاريخ و يفيد الأجيال القادمة و العمل السياسي...

    فالأهم في الموضوع ليس الأفراد و لكن الأحزاب و طريقة عملها و تفكيرها ...

    و مهما يكن الرأي الشخصي حول الأفراد أو الأحزاب فذلك لا يهم كثيرا و لا نتوقف عنده كثيرا

    أول مرة اسمع بود التوم هذا و لكن أحيّيه لجرأته و شجاعته و يا ليت كل من يملك الوثائق الشفهية أو المكتوبة أن يقدمها..

    نحن لا نريد إدانة الأفراد و لا أن نثنيهم عن أن يقدموا ما يعرفون ...

    فلندع الصدور تتفتح...و الزهور تتفتح و كذلك العقول.

    تحياتي و احترامي
                  

04-02-2018, 12:00 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يفوقون سوء الظن العريض: ولكي لا ننسى: إفاد� (Re: محمد عبد الله الحسين)

    يا ألف مرحبا يا أخ محمد عبدالله الحسين

    هذه الأحزاب لا خير يرجى من ورائها لأنها قايمة بلا فكر
    خاصة فكر الأخوان المسلمين
    شكرا على المرور
                  

04-02-2018, 12:01 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يفوقون سوء الظن العريض: ولكي لا ننسى: إفاد� (Re: عبدالله عثمان)



    خازن أسرار الترابي، القيادي الإسلامي دفع الله التوم لـ "الصيحة" 4ـ5

    تاريخ الخبر 29-03-2018 | عدد الزوار 338


    Share|



    هذه حكاية المفاصلة كاملة

    الرئيس البشير كان واضحاً وقال لي (نحنا ما بنقدر نشتغل مع شيخ حسن بطريقتو دي)

    يقال إن الطيب مصطفى وصله خطاب المفاصلة لإذاعته فذهب به للترابي

    بعد فشل الوساطة خرج الشيخ حمد بن جاسم من المنشية مباشرة للمطار لهذا السبب

    كان الفريق بكري قادماً من الرئيس والخلافات على أوجها، وطلب مني أن أبلّغ الترابي هذه الرسالة

    ما لا يعلمه أحد كان الترابي يتعالج منذ فترة بالمركز الإيطالي للقلب بضاحية سوبا

    نعم أنقذت جعفر شيخ إدريس من موت محقق بمسجد الجامعة

    عدد من الإسلاميين ينتظر قدوم الملائكة لإيقاظ الشيخ من سباته



    حوار القسم السياسي



    وجدته صدفة في بيت الخليفة بن عمر محمد أحمد، صوت جهور ومباغتة واضحة ورجالة مبينة في كل نقاش عادي وغير عادي، طلبت منه حواراً، فقال لي أريد أن أقول كل شيء ودفعة واحدة، فهل تستطيعون، وانهالت الحوافز من قيادات إسلامية وأخرى معارضة أن الرجل صيد ثمين وغابة أسرار، والرجل شاهد عصر على طريقته.

    حضرت في المواعيد واختار زقاقاً تحت عمارته بشارع البلدية مكوناً من مصلى صغير، تحت شجرة نيم عاتية جداً، يقضي يومه يتعرف على المارة ويدعوهم للصلاة ويتصدق باليسير، يوزع البلح ويشتري البرتقال ويوزعه أحياناً على المصلين، ما زال محتفظاً بهيبته القديمة وثباته وقوة رؤيته، لم ينع نفسه قط، ويحمد الله كثيراً، يقرأ بعض الصحف ويتنبأ بأحداث، أفرغ أسراراً مسموحة وترك صدره غابة محرمة على الإعلان، واكتفى من الحياة العريضة وقد بدأها بحيوية عجيبة وطموحات هائلة، كان طالباً يعتمد على نفسه ويتاجر بالبيجو بين أوربا ومصر محل دراسته، ولا يهمه أنه لم يكمل دراسة الطب، اشترى البواخر المليئة بالبضائع، وشارك في كل الأحداث الكبيرة، وسيرة الترابي بين جوانحه حية ونابضة، ويحتفظ لكل الرموز الإسلامية بحكايات مفارقة، ولكنه سكت إلى حين يعرفه هو ويقدره كما قدّر هذا الحوار الذي نطالع الحلقة الرابعة منه.





    ـ المفاصلة؟

    دائماً ما أفطر أول يوم في رمضان مع الشيخ حسن الترابي وذلك منذ سنين طويلة، في ليلة أربعة رمضان وجدته متوتراً وقلقاً، ويبدو أنه مشغول جداً وليس من الساهل أن تعرف أنه مشغول أو منزعج.

    ـ تتحدث عن ما قبل 4 رمضان؟

    - تقريباً بأيام، وفي ليلة مهمة قابلته ورجعت البيت وصعدت لأنام مبكراً وفجأة رفعت التلفون لأجد المهندسة أزهار عثمان مراد وهي دفعة حرمي وصديقة عمرها، تحثني لمشاهدة التلفزيون، ووجدت فعلاً الرئيس البشير يرتدي الزي العسكري، ويعلن إجراءات جديدة ومفاجئة، لم أركز كثيراً وسمعت من زوجتي بقية التفاصيل لأنها شاهدت أكثر مني ما جري من خلال الشاشة.

    ـ ستذهب ناحية المنشية؟

    نزلت شنطة صغيرة وضعت فيها عراقي وسروال طويل ومساويك ومصحف وتوجهت المنشية، ولم يكن يوجد كثير من الناس ، التاسعة بعد التراويح تقريباً سوى الحرس، وناس الخدمة والأسرة في غرفها بينما وجدت عنده شخصين مهمين أعرف بتوقيتهما إلى أين جرت الأزمة، وهما المرحوم المجاهد (علي الروى) وأحمد الفشاشويا مدير بنك أمدرمان الوطني الأسبق.

    ـ انسحبت للوراء؟

    قال لي الترابي تفضل، فقلت له ديل ناس شورى خاصة، ولن أزعجكم، بينما أنا خارج قلت لهم إن شاء الله الإمور تعدي علي خير.

    ـ المهم خرجا لاحقاً؟

    قابلته بالصالون، فسألته نظرتك للأمور(كيف) فأجاب أنه لا يحبذ الصدام والمواجهات وحتى أدخل القبر، لا أريد أن تسفك قطرة دم، وأنا سبب فيها، وأخبرته بأن الرئيس البشير أبعدك وصار المسؤول الأول والأخير في الدولة واقترحت عليه يمشي دولة قطر 60 يوماً يستجم فيها ويقرر أسلوبه للتعامل مع الأزمة الصعبة وللتفكير بصورة إيجابية، ليراجعوا هم مواقفهم.

    ـ قلت له (هل غادر البلد)؟

    أبدى قبولاً، ولكن في الصباح اتصل بي ابنه السيد صديق الترابي وناقشني في المقترح، وبأنه كلام (ما منطقي) ودا فقط هروب، قلت له خير وأتفهم رأيكم كأسرة (نقعد تاني ونناقشه).

    ـ طلع النهار على الأزمة؟

    وازدحم الناس في المنشية .

    ـ بدأ التصعيد؟

    وتذكرت حكاية تأسيس المؤتمر الوطني مبناه ومعناه، أشار الترابي لبناء جملونات والتزم المرحوم حاج أحمد العكدابي، كما أوضح له الترابي لبناء مبنى يتسع لعشرة آلاف شخص، وأضاف: (وما عندنا قروش)، وخط على الأرض حدود الجملونات بمركوبه الأبيض داك حدود الجملون، وتم البناء في زمن وجيز.

    ـ وقروش الراجل؟

    للأمانة المرحوم حاج أحمد العكدابي وطني غيور وذو همة عالية ووطنية متدفقة، فقال لشيخ حسن بابتسامة عريضة (أنا يا شيخ حسن سألتك من قروش هسع وانت الراجل البيسألوا من قروش).

    ـ حدثنا قليلاً عن مذكرة العشرة؟

    أعرفهم كلهم وبدقة ويبدو عندهم أجندات إما شخصية أو جهوية أو (ارتباط ما) بالأمن أو الجيش، وهناك شخصية لها ضلع كبير جداً، في تجميع العشرة وهو شخص نافذ ومن أبناء دفعتي ومنهم الأخ علي كرتي الذي كنت أحس أنه شخص غير غامض، ولكن حدث العكس، والدكتور غازي صلاح الدين العتباني صديق عمري، ثم سيد الخطيب الذي أحسب أن للترابي عليه أفضالاً كبيرة، ويحسب من المقربين جداً للترابي وبهاء الدين حنفي صاحب المواقف الرمادية من شيخ حسن رغم أنه كان خطيباً مفوهاً لي به صلة صداقة، وحامد تورين الذي دخل المؤتمر الوطني من الشباك وخرج من الباب غير مأسوف عليه، وما خفي أعظم، والغريب أنني جئت لبيت غازي بالصدفة فوجدتهم في نفس أيام المذكرة، ولم أتصور روابطهم إلا لاحقاً وقلت(حينها) غنها قعدة إسلاميين عادية وسكتوا حتى خرجت وشعرت بأني غير مرحب بي وقدمني غازي للباب مبتسماً.

    ـ نرجع للمنشية في ذلك النهار؟

    اجتمعت المجموعة باستمرار في المنشية علي الحاج ويس الإمام وعبد الله حسن أحمد وموسى المك كور وعبد الله دينق وبدر الدين طه، وخليفة الشيخ، وعثمان عبد الوهاب، ومن الذين لاحظتهم أستاذنا الشيخ محمد أحمد الفضل دقشم، وهو صاحب العبارة المشهورة (نفضت يدي)، كانوا ينزلوا ويطلعوا وينزلوا وفي خارج البيت المهم هتافات تصعيدية.

    ـ وقت التمايز؟

    في حقيقة مهمة لابد أن تقال، بخصوص مصطفى عثمان إسماعيل، جاء للترابي وقدم استقالته من الحكومة، استقالة مكتوبة، وفيها تفويض لشيخ حسن (هذا ما أخبرني به الترابي بعضمة لسانه)، وحسب معرفتي بالترابي بعيداً عن تلفيق الأشياء في الناس وصاحب صدق معدوم في الناس.

    ـ الدكتور أنكر تلك الاستقالة؟

    أنا مسؤول أمام الله أن الترابي كان يقول لي باستمرار إن الاستقالة المكتوبة بحوزته وفي كل مرة يقول لي (أوريك ليها).

    ـ طبعاً حضرتك ما محتاج إعلان موقف؟

    ولا يوجد من يصدق أن أخالف الترابي.

    ـ (نشرح التأكيد دا)؟

    موقفي من الانقلابات العسكرية هو الرفض، وأنني منذ بداية حياتي السياسية أومن بالحياة الديمقراطية الحرة، وذكرت لك في هذا الحوار أنني ضد انقلاب عبود، ولاحقاً النميري، بل وكنت من المطلوبيين نمرة 5 بعد علي عثمان وعلي الحاج وجار النبي ذلك قبل الانتفاضة، وأوردته صحف في ذلك الوقت، وذكر النميري من يأوي هذه القائمة يحكم عليه بالإعدام ويصادر بيته، لذلك عندما قام انقلاب الإنقاذ كنت أقول لشيخ حسن هذا من سلبيات الحركة الإسلامية، هل من طريقة لتلحم الحديد مع الخشب وكان تعليقه (ابتسامة).

    ـ ومن أدخلك مع هؤلاء؟

    تمت كتابة هذه القائمة في مكتب اللواء عمر محمد الطيب نائب رئيس الجمهورية ورئيس جهاز الأمن والذي أضاف اسمي، هو عماد القنصل المصري وكتب اسمي بقلم الرصاص.

    ـ وكيف عرفت؟

    حدثني من حضر كتابة القائمة.

    ـ تم حل المجلس الوطني وإقالة الترابي من رئاسته؟

    حسب معلوماتي كان هناك اجتماع مهم في بيت الضيافة، أمام السيد الرئيس البشير والإخوة الكرام، الشيخ محمد صادق الكاروري، وموسى ضرار، وعلي عبد الله يعقوب، وأحمد عبد الرحمن والفاتح عابدون، هؤلاء شجعوا البشير في إجراءاته وأن يمشي التلفزيون الآن ويذيع خطابه وسمعت كلاماً غير مستوثق منه يؤكد أن الشريط وصل للطيب مصطفى والذي بدوره حمله فوراً ووضعه أمام الترابي وسأله أن يبثه أم لا يبثه وقال له الترابي (ذيعوا)، وتلك قصة متداولة بين الإسلاميين أجزم بمصداقيتها من عدمها.

    ـ الخلاف كان على جرعة الديمقراطية؟

    نعم، كان الخلاف على تعديل الدستور واختيار الولاة بالانتخاب أم التعيين، ثم دورات الرئاسة موضع خلاف كبير وكان الترابي يريد تمرير التعديلات بالأغلبية، والترابي لأسباب قدرية قرأ بالخطأ حجم التأييد وجمع الناس (أولاً) في بيته، ولاحظت أن العدد قليل وكانت جلسة الإثنين عاصفة، نظرت للنواب وأحصيتهم وشعرت بالاستحالة ليبلغوا الثلثين وما قدرت أستوعب إصرار الترابي على التعديلات وفقاً ذلك الواقع.

    ـ نحكي أكتر؟

    أدركت أنها لن تمر ولكن، من يعرف الشيخ الترابي أنه يفعل كثيراً من الأمور، من أجل التاريخ.

    ـ جلسة الأربعاء لن تقام أبداً؟

    في جلسة الإثنين كنت نازلاً من السلم قابلني الفريق أول بكري حسن صالح طالع السلم، أوقفني وقال لي (أنت شيخ حسن بيسمع ليك) وأنا جايي من الرئيس البشير وهو في حالة قوية من الرفض للتعديلات، وإذا المجلس استمر بالطريقة دي لن تكون هناك يوم الأربعاء جلسة (روح) قبل الاجتماع وأخبره.

    ـ رجعت؟

    وأستاذنت مدير مكتبه، وقفلت الباب من خلفي، وكلمته بكلام السيد الفريق بكري، وقلت ليهو أقدار ربنا والحصل كيت وكيت وكيت رد علي ثائرًا وغاضباً، وقال لي (دا جبن)... مشيتوا التجارة وتعلمتوا الجبن وراعيت لظروفه وانتهت جلسة الإثنين بدون تصويت إلى انتظار جلسة الأربعاء.

    ـ ماذا حصل معك لاحقاً؟

    حل البرلمان، وبالليل مررتُ عليه، ووجدت عنده قيادات تحرضه على خطوات تصادمية، وسمعت من قال له (نحسمو)، رفض الترابي الصدام وبدأت مفاوضات أخرى من دولة قطر يقودها الشيخ حمد بن جاسم تحتوي على الصلح والتأجيل بعد العيد.

    ـ كيف كان حجم تأثير ضيف قطر على الطرفين؟

    كنت مرافقاً له أنا ومعي د. غازي صلاح الدين، لحمد بن جاسم، وشهدت الاتفاق النهائي ومفروض يمشوا لمنزل الترابي ليباركوا المسألة، وعرفت من غازي مدى تفاؤل حمد أن يأتي بالرئيس البشير لبيت الترابي، وكنا نتناول طعام السحور في بيت غازي وماشين على المنشية ودخلت المجموعة كلها، وبعد صمت بن جاسم طلب الترابي من يسن عمر الإمام أن يرد على المبادرة فقال يسن بوضوح (نحنا ما موافقين وما في داعي تجيب الرئيس)، شعرت بخيبة أمل زول موفد من دولة محترمة يرجع لبلده بفشل، وأذكر أنه زعل جداً وطلب الخروج من المنشية وإلي المطار مباشرة.

    ـ كيف بدأ الحال في المنشية بعد مغادرة الشيخ حمد بن جاسم زعلانا من فشله بسبب موقف المنشية؟

    جرى النقاش العفوي، وبكون الشرعية الدستورية معنا وحدثتك عن كلام جلال علي لطيفي حينما ذهبت له وأخبرته.

    ـ نقوله مرة أخرى؟

    قال لي باختصار أمشي لصاحبك الترابي وقل له، جلال قاليك، كيف تريدني أن أقف ضد من معه الجيش والشرطة وبنك السودان والخارجية، ثم حكيت لك تلك الرؤية المنامية (كان منزوق) وطلب مني أخبر أهله بعمل مدلاة وفعلاً حدثت ابن أخته.

    ـ أين موهبتك في ترتيب لقاءات الكبار؟

    محاولات كثيرة جداً، ولكن كانت هناك جهات تعرقلني، وهي لي بالمرصاد، وتعرف كل تحركاتي، ولا أعرف (كيف تعرف ذلك) والمهم مرة قابلته بالدمازين في احتفالات الحصاد ونزلت مع ابن عمنا كان وزير المالية هناك وكان الوالي حسن حمدين.

    ـ كيف عرضت عليه أفكارك (على الرئيس البشير)؟

    قلت له السيد الرئيس أنت تعرف شيخ حسن لن يغير مواقفه بسهولة بل يزداد صلابة، ثم حاولت تليين المواقف وذكرت له مقترحات وطلبت منه أولا ًأن ينهي اعتقاله باعتقال تحفظي في بيته.

    ـ كيف كانت ردة فعل السيد الرئيس؟

    (كان واضح) وقال لي: نحنا ما بنقدر نشتغل معاهو بطريقتو دي وتوكلنا على الله ومشينا.

    ـ انتهت المحاولة مع الفطور؟

    قضية إبعاد شيخ حسن دي فيها أبعاد كثيرة غامضة وخفية مرتبطة بظروف داخلية وسط المجموعة الحاكمة وأخرى إقليمية ودولية بسبب مواقفه الإسلامية.

    ـ صار الأمر واقعاً؟

    ـ نعم ورجعت شغلي.

    ـ ما هي حكاية وفد العلماء آنذاك بقيادة الزنداني؟

    انتهى لفشل والزنداني نصح المجموعة الحاكمة بسجن الترابي ووصفه برأس الفتنة (حسب سمعي) وليس واثقاً من هذا الأمر.

    ـ ذكرت لي في حلقة سابقة أنك أنقذت جعفر شيخ إدريس من موت محقق؟

    ـ أذكر جيداً كانت سيارتي معطلة، فطلبت سيارة جاري الفنان المهذب حامد كترينا ووصلت لجامع الجامعة في صفوفه الأخيرة، وعندي إحساس بشيء قدري سيحصل وكان حاج نور يلطف المناخ المتوتر بدعوة حكيمة، وفجأة رأيت جعفر يتقدم ويخطب بالآية (إن جاءكم فاسق بنبأ...) وعرفت منحاه وفحوي كلامه أن الترابي رأس الفتنة ودعا لحسمه فشاهدت أخو مسلم يحمل عكازاً ليضرب جعفر والجموع كلها هادرة نحوه.

    ـ وبعدين؟

    طلبت من هم جنبي أن يحملوني على أكتافهم وكنت معروفا للناس بمواقفي فطلبت التهدئة واضطررنا لإخراج جعفر بالشباك (كسرنا الزجاج).

    ـ هل تريد أن تحكي أكثر؟

    كنت أصلي التراويح بالقصر، جاءني الأخ عبد الكريم عبد الله مسؤول المخابرات حينها وأخبرني أن الأستاذ علي عثمان طلب مني أن أفطر غداً مع الترابي في معتقله الخاص، وكنت قد طلبت هذا الامر من الأخ شيخ علي في كافوري (منزل يخص صلاح إدريس)، ذهبت قريب الإفطار وسمحت لي القوة العسكرية بالدخول.

    ـكيف وجدته؟

    وجدته مستغرقاً جداً وعلى تركيز شديد وتبدو عليه مآلات النظر البعيد للأمور(كلها)، فطرنا ومعنا السيدة وصال وبنته أمامة والتي تحدثت بنبرة شاكية لمواقف علي عثمان فانتهرها أبوها وزجرها، وقال لها: لا أريد أن أسمع منك مثل هذا.

    ـ المهم؟

    طلعت على الباب وهو معي همس لي قائلاً (أخبر الأخ علي ... دكتور حسن عايزك) وتذكرت الإشاعات أنهما حتى في تلك الأوقات كانا يلتقيان في أندية كبيرة ومن فوق البحر وحدثت نفسي إخبار علي عثمان أن يهتموا بصحته أكثر ويقللوا عليه الحراسة.

    ـ بسرعة قابلت علي عثمان وأخبرته؟

    أبدا لم أقابله إلا ثاني أيام العيد في منزل المرحوم محمد يوسف محمد وحينما انتهت المعايدة لحقته في سيارته وأخبرته برغبة شيخ حسن فقال لي (وين) قلت له ما المسؤول بأعلم من السائل.

    ـ كيف تمت المقابلة؟

    لم أتابع، قابله أم لا.

    ـ نرحل لقصة رحيل دكتور الترابي؟

    الزيارة إلى قطر بغرض العلاج؟

    كنا نتفاوض معه والأسرة للسفر إلى قطر أو فرنسا أو السعودية، وخياري كان باريس فهناك صديقه حسن متزوج من سيدة كرار.

    ـ هل شكلت الإصابة أي إزعاج؟

    الترابي كان يتعالج منذ فترة في المركز الإيطالي بضاحية سوبا، ولا أحد يعرف سوى أفراد اسرته، وحين وفاته جاء أصحاب المركز الإيطالي لتقديم واجب العزاء، كما أرسلوا خطاب تعزية مؤثر لديّ نسخة منه .

    ـ اتفقتم على قطر؟

    نعم، ولاحظت أن دكتور حسن كان مستعجلاً في كل شيء، زيارات ومجاملات وكان يكتب بكثافة غريبة وينادي الناس جماعات وأفرادا يتحدث معهم عن الوطن والدين ومصائر الأمور في السودان والإقليم والعالم الإسلامي قاطبة.

    ـ كان مستعجل؟

    مرة قال لمرافقيه أطلبوا لي دفع الله التوم، جئته بسرعة فقال لي عاوز أستمع لمديح النبي (صلى الله عليه وسلم)، وكانت هناك مواعيد أصلاً بالمداحين لم يأتوا فنصحهم بالاتصال بي فاتصلت بهم وجاءوا، وكان الترابي منتشياً معهم بكامل ارتفاعه الروحي، وكان يصححهم، وحدثني عن إكرامهم فحددت له مبلغاً فضاعفه لهم مرتين.

    × كنت ملازماً له في أيامه الأخيرة؟

    وحدثت لي أشياء غريبة، ففي ليلة الخميس كان في أحسن مزاجاته، كنا ذاهبين لواجب عزاء، وكنت أقود السيارة وفتحت مدحة فيها كلمات (قليبي نوى نوي نواااا ... لي شروق خاتم النبوة) وكان يرددها بصوت عالٍ ونغمة حنونة فيها شوق وحزن وصار يرددها كأنه يرثي قلبه.

    ـ احك كما تشاء يا عمي دفع؟

    مرة جاءته أخت وأحبت شاباً ليس من أبناء جلدتها وكان أبوها يتمسك بالأعراف والتقاليد والإثنية ورفض ذلك الشاب فاشتكت عن طريق صديقة لها، وجاءت للترابي، اختار زيارة العاشرة مساءً ، دق الباب وكان ملثماً فاستقبله الرجل (من أنت) فرد حسن عبد الله، وفي الحوش كشف الترابي لثامه وصعق الرجل وباغته الترابي، أستشفعك لتسمح لبنتك بهذا الزواج.

    ـ وتم الزواج؟

    أكون معك صادقاً، لم أتابع القصة حتى نهايتها، ولا أعلم حتى الآن تم أم لا.

    ـ احكِ من ذات الحكايات؟

    في آخر أيامه كان مهتماً جداً بالزهور وتنسيق حديقة بيته وأصدر أوامر بتجديد طلاء الحوش واللمبات، وقال لهم بوضوح (أحسن تحسنوا بيتكم وقريب بجوكم ناس كتاااار في المحل دا).

    ـ واللحظات الأخيرة؟

    قبل أسبوع، ضرب لي المرافقين له بكرة السبت الشيخ عاوز يقابلك في دار المؤتمر الشعبي وسبقني السجاد وبقيت معه ساعتين كلها وصايا عامة وخاصة.

    ـ نذهب إلى ليلة الخميس والجمعة؟

    في ليلة الخميس أخبرني الشيخ غداً الجمعة نصلي بمسجد القوات المسلحة، قعد في وسط الجامع ورفض التقدم وتونس مع شابين بلطف غريب، وفي العقد غير عاداته ولم يذكر ضرورة حفظ العقود، ولم يتحدث عن الفرعون والطواغيت، سألته لماذا، فقال لي نحن ضيوف في محل الرجل، ويقصد البشير الذي كان أيضاً وكيلاً في العقد، الذي تم في مسجد القوات المسلحة.

    ـ أنت محتاج تحكي أكثر؟

    في باب بيتي وجدت قمرية دايخة فعدت بها إلى أم يوسف زوجتي وقلت لها الليلة دا الموت الما منو فوت إما أنا أو أنتي أو واحد من الأولاد أو واحد من أشقائي أو واحد تربطني به محبة في الله غير عادية، وطلعت بعد تلفون من المنشية وجدت الجزع والبكاء وكنتُ موقناً أنها نهاية الشيخ، وكان من الإسلاميين من ينتظر قدوم الملائكة لإيقاظ الشيخ من سباته.

    رحم الله الإمام المجدّد الحجة والرجل الفقيه والمحدث المفسر الدكتور حسن عبد الله دفع الله الترابي، الذي بفقده غابت شمس السودان، كما قال أحد المعزين الباكستانيين.
                  

04-05-2018, 12:04 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يفوقون سوء الظن العريض: ولكي لا ننسى: إفاد� (Re: عبدالله عثمان)

    الخامسة والأخيرة

    هؤلاء الرجال الثلاثة هم الذين أفشلوا اللقاء بين الترابي والبشير وعلي عثمان





    في أول أسبوع للإنقاذ دخلتُ القصر الجمهوري قابلني عبد الرحيم محمد حسين وقال: (الجابك هنا شنو؟) من يومها علمتُ أن الأمر فيه (غموض)



    سأحتفظ ببعض تفاصيل التفاصيل لوقت آخر، ربما أضمّنها كتاباً شرعتُ في كتابته



    أُخِذت إلى السجن من أمام منزلي وأمام أهل الحي وأسرتي وبناتي مكتوف اليدين والرجلين



    سأحتفظ بحقي في الرد متى سنحت الفرصة، ولن أترك ذلك حتى ألقى الله وسأترك وصية لأبنائي بالتقاضي





    حوار القسم السياسي



    وجدته صدفة في بيت الخليفة بن عمر محمد أحمد، صوت جهور ومباغتة واضحة ورجالة مبينة في كل نقاش عادي وغير عادي، طلبت منه حواراً، فقال لي أريد أن أقول كل شيء ودفعة واحدة، فهل تستطيعون، وانهالت الحوافز من قيادات إسلامية وأخرى معارضة أن الرجل صيد ثمين وغابة أسرار، والرجل شاهد عصر على طريقته.

    حضرت في المواعيد واختار زقاقاً تحت عمارته بشارع البلدية مكوناً من مصلى صغير، تحت شجرة نيم عاتية جداً، يقضي يومه يتعرف على المارة ويدعوهم للصلاة ويتصدق باليسير، يوزع البلح ويشتري البرتقال ويوزعه أحياناً على المصلين، ما زال محتفظاً بهيبته القديمة وثباته وقوة رؤيته، لم ينع نفسه قط، ويحمد الله كثيراً، يقرأ بعض الصحف ويتنبأ بأحداث، أفرغ أسراراً مسموحة وترك صدره غابة محرمة على الإعلان، واكتفى من الحياة العريضة وقد بدأها بحيوية عجيبة وطموحات هائلة، كان طالباً يعتمد على نفسه ويتاجر بالبيجو بين أوربا ومصر محل دراسته، ولا يهمه أنه لم يكمل دراسة الطب، اشترى البواخر المليئة بالبضائع، وشارك في كل الأحداث الكبيرة، وسيرة الترابي بين جوانحه حية ونابضة، ويحتفظ لكل الرموز الإسلامية بحكايات مفارقة، ولكنه سكت إلى حين يعرفه هو ويقدره كما قدّر هذا الحوار الذي نطالع الحلقة الخامسة والأخيرة منه.



    ـ عاد الترابي للعمل السياسي والتنظيمي (نشوف الحصل)؟

    في تلك الظروف أسر لي الأخ الأستاذ علي عثمان أنه ينوي دعوة أعضاء مجلس الثورة للعشاء في منزله الكائن في ذلك الوقت في شارع عبد الله الطيب في الرياض. وذكر لي أنه أطلع الشيخ الترابي على تلك الدعوة، وطلب مني تذكير الشيخ بهذا الأمر. وطلب مني أن أحضر معي كبار مداح الرسول صلى الله عليه وسلم، الشريف زين العابدين وعلي الشاعر والأمين القرشي رحمهم الله جميعاً.. وقد تم ذلك بتفاصيله.

    ـ كل أعضاء قيادة الإنقاذ؟

    للحقيقة والتاريخ لا. الذين حضروا المشير الرئيس عمر البشير، السادة/ الزبير رحمة الله عليه، ومحمد الأمين خليفة، وعثمان أحمد حسن، ومولانا محمد عثمان سعيد، وطبعاً الأخ الكريم عبد الرحيم محمد حسين (جوكر).

    ـ والحصل؟!

    تأخر الشيخ حسن قليلاً، فبدأ القلق على الجميع، وبعد فترة وصل الشيخ منزل الأخ الأستاذ علي، وكان آخر الحضور قام كل الحضور بمن فيهم الأخ الرئيس قاموا لمقدمه وحيوه تحية طيبة ورحّبوا به.

    ـ بعد العشاء وسماع المديح؟

    طلب مني الشيخ أن أطلب من الأخ الرئيس والفريق الزبير والأستاذ علي عثمان الدخول إلى غرفة جانبية ملحقة بالصالون.

    ـ من حضر العشاء من القيادة المدنية؟

    موسى ضرار، شيخ محمد الكاروري، الأستاذ أحمد عبد الرحمن وجمع من الآخرين لا أذكرهم اليوم.

    ـ لماذا اقتصر لقاء الغرفة الجانبية على عدد محدود؟

    نسيتُ أن أقول إن الشيخ طلب مني أن أُعلِم بقية الإخوان بأنه يرغب في الحديث مع المشير البشير والأخ الزبير وعلي عثمان، فأعلمتهم من أراد الدخول بذلك، وهم الأستاذ أحمد عبد الرحمن، الشيخ موسى ضرار، مولانا شيخ محمد الكاروري.

    أصر هؤلاء الثلاثة على دخول الغرفة، ورأيت استياء على وجه الشيخ، فأشار علي بأن يدخلوا وهمس لي سوف ترى النتيجة.

    ـ ماذا دار من نقاش في تلك الغرفة؟

    كنت أدخل وأخرج في خدمتهم من الشاي والقهوة والتحلية.

    ولم أسمع أي شيء غير طلبات شخصية وخاصة من الإخوة الثلاثة أحمد والكاروري وموسى ضرار وأحتفظ بالتفاصيل لوقت آخر، ربما أضمنها كتاباً شرعتُ في كتابته.

    ـ ماذا تمخض عن هذا الاجتماع؟

    لا أدري بالضبط، ولكن علمت من الشيخ أن الغرض من الاجتماع قد فشل بدخول الرجال الثلاثة الأخيرين، لأنه كانت لهم مطالب خاصة وشخصية وربما كان اللقاء من أجل مناقشة مسيرة الإنقاذ بين الإخوة العساكر وبقية السياسيين ربما يكون هذا استنتاجاً شخصياً مني.

    ـ حدثني عن ثروتك كيف أصبحت في مهب الريح؟

    كما ذكرتُ لك من قبل أنني بدأت العمل الحر، الاقتصاد التجاري منذ الصغر – وخلال دراستي في جامعة عين شمس كلية الطب ثم المملكة العربية السعودية مع شيخ فاضل سعودي هو الشيخ عويض محمد سعد الجلسي صاحب مؤسسة الجلسي للتجارة بجدة، ومعي أخ شريك هو سيد الحسن كمبال من أسرة الكوارتة المعروفة.

    ـ نحكي عن السوق أولاً؟

    عندما عدت إلى السودان بعد المصالحة الوطنية التي قام بها ابن السودان البار الشريف – فتح الرحمن البشير رحمه الله – قمت بنشاط تجاري كبير – تصدير – استيراد – تجارة عامة محلية وكانت ناجحة جداً.

    خلال تلك الفترة تعاملت مع شركة أولاد حداد وصل حجم التعامل إلى 18 – 20 مليون دولار وقتها وكان تعاملاً بالثقة التامة – ونفذت ذلك بواسطة إحدى شركاتي وهي الرياض للاستثمار.

    ـ كيف حدث الانهيار لتلك الأعمال الناجحة؟

    أقدار الله غالبة.. لكن كنا ننافس بعض التجار الذين لهم صلة قريبة ووثيقة بالمؤتمر الوطني وحدث بيننا تنافس استغلوا هم علاقتهم بالمؤتمر الوطني وكانوا يأخذون الدولارات بالسعر الرسمي مثلا 1300 جنيه ونحن نشتريه من السوق الموازي بـ 2600 وكان المطلوب مني 2 مليون و750 ألف دولار.

    ـ هذا مبلغ كبير جداً؟

    قام ناس شركة أولاد حداد بمضايقتنا في السداد، وكانت هناك جهات أخرى تدفعهم للضغط عليّ.

    ـ ثم ماذا؟

    جاءت انتخابات المجلس الوطني لدورة 1996م – 2000م وترشحت في دائرة جنوب الجزيرة الحاج عبد الله ود الحداد.. وفزت في تلك الانتخابات وأحرزت كل نتيجة في ولاية الجزيرة وحصلت على 34870 صوتاً – وكانت الأولى في الجزيرة والثالثة على نطاق السودان – ومن فاتني هم دائرة أبناء السلطان علي دينار في دارفور وأبناء الناظر ترك في شرق السودان.

    انغمست في جو السياسة والانتخابات وأهملت عملي التجاري ومتابعته، فكانت النتيجة ضياع كل المال وأصبحت مديناً بعد أن كانت أرصدتي الداخلية والخارجية في أوروبا قوية بكل المقاييس في جدة، وفي لندن (بنك البركة لندن) الذي كان مديره الأخ عبد الرحيم حمدي حفظه الله ومد في أيامه الخبير الاقتصادي الكبير والمعروف والذي له قصب السبق في وجود البنوك التي نراها اليوم: فيصل، البركة، التعاوني الإسلامي، الخ..

    ـ هل استمر ضغط أبناء حداد عليك؟

    نعم.. ولكن تدخل صديق عمري الرجل الشهم الأخ الأمين الشيخ مصطفى الأمين واقترح تسوية كانت هي خارطة الطريق للخروج من تلك الأزمة المالية الطاحنة.. وكان هو الضامن





    لي في تلك الأزمة وهو رجل جسور وخبير بالأمور الاقتصادية ولو نفذت كل ما اقترحه عليّ لما فقدت تلك الثروة.

    ـ حدثني عن أول اعتقال لك في عهد الإنقاذ؟

    كان ذلك خلال السنوات 95 – 96 وأخذنا إلى مباني الأمن الوطني معصوبي العيون، وكان معنا الأخ رجل الأعمال المعروف الأخ فضل محمد خير، وأمضيت ليلتين لا أنساهما إلى يوم الدين إن شاء الله تعالى. وبعد أن أطلق سراحنا وأنزلونا في الشارع وطلبوا منا أن نذهب إلى بيوتنا ولم يكُ لدينا ولا قرش واحد. ولكن أهل المروءة حملوني إلى منزلي في الخرطوم (2) أنا أدرك أن هذا هو ليس بالأسلوب المناسب في مثل هذه الظروف، ولكن كل إنسان له تقديراته، والله هو المقدّر الكبير المتعال.

    ـ هل من اعتقال ثانٍ؟

    ثاني اعتقال في العام 1997م بعد التسوية التي لم أستطع تنفيذ بنودها وكتبت صكوك شيكات ورجع منها شيك وفتح ضدي بلاغ حسب المادة 179 شيكاً بدون رصيد، فوالله الذي لا إله إلا هو لم يحدث أن أرجع لي شيك مدة زمن عملي التجاري الذي استمر إلى نيف وعشرين عاماً. والله غالب على أمره.

    ـ كيف تم الاعتقال؟

    بطريقة سيئة للغاية وغير إنسانية وتعسفية، وفيها كثير من التحامل والغلظة، ولكن جزاء الكيد والظلم ظلمات، أخذت إلى السجن من أمام منزلي وأمام أهل الحي وأسرتي وبناتي مكتوف الأيدي والأرجل إلى حراسة المصارف بالمقرن، وهناك حدث ما حدث وتفاصيله كثيرة ومثيرة نتركه للكتاب الموعود إن شاء الله تعالى.

    على كل انقلب البوكس الذي أحضرت به إلى الحراسة وصدم سيارة تخص وزارة الداخلية، ومات شخص من ناس الداخلية وجرح البقية جروح خطيرة، وقطعت أصابع أحد أفراد المجموعة وكان قد قام بصفعي "كف" أمام بناتي..

    ـ وبعدها؟

    قضيت بالحراسة عدة أيام، وقد جاءني الأخ الصديق الأستاذ المحامي القدير والقانوني الكبير الأخ عبد الباسط سبدرات وكان وقتها النائب العام، والقصة طويلة وتحتاج إلى وقت طويل لسردها.. ومن عفا وأصلح فأجره على الله.

    ـ ثم ماذا بعد؟

    كانت أياماً عصيبة، وخرجتُ من السودان بعد التسوية الأولى، وذهبتُ إلى لندن.. وقد ساعدني في ذلك الصديق الوفي الأخ العزيز إدريس إبراهيم طه، وأكرمني غاية الكرم، وسهل حتى بالمال والعلاقات والسكن في لندن لمدة أربعة أشهر وهذا أمر يطول الحديث عنه.

    ـ قلت كم قضيت من الزمن في لندن؟

    أربعة أشهر، والحمد لله ختمت فيها القرآن أكثر من 15 ختمة من غير منة على الله ولا رياء.

    ـ وبعدها؟

    بعد أن كادت إقامتي في لندن أن تنتهي سافرت إلى قاهرة المعز أعزها الله وحفظ أهلها، ولهذا الأمر قصص منها الظاهر ومنها الخفي.. وكرم الله واسع ولطفه كبير وعنايته أشمل والتفاصيل كثيرة ومثيرة فيها المؤلم وفيها المضحك وفيها المبكي، فلنتركها لكتابي الموعود إن شاء الله تعالى.

    ـ ما هي قصة نشر صورتك بالعباءة في أكثر من ست صحف أو سبع واتهموك بالهروب؟

    يا أخ صديق، "من لا يخاف الله خافه"، هناك أناس في مهنتكم هذه ليست لهم ذمة، وهمهم المال فقط، وليس لهم دين، ويحبون التشهير بالناس ويساندهم في ذلك كثير من أهل النفوذ في مختلف المرافق (أيضاً نترك هذا لكتابي الموعود).

    ـ أرادوا أن يقتلوا شخصيتك؟

    ربما – ولكني أحتفظ بحقي في الرد إن شاء الله متى سنحت الفرصة، ولن أترك ذلك حتى ألقى الله إن قرب الرحيل سأترك وصية لأبنائي بالتقاضي في هذا الأمر.

    ـ زوجتك أم يوسف من عائلة مشهورة كبيرة كيف كان الأمر بالنسبة لها؟

    كان مؤلماً وكالصاعقة، وهو لأول مرة في تاريخهم يواجهون مثل هذا الأمر – سجن – اعتقال مطاردة وكتابة في الصحف، لكنها كانت رابطة الجأش، فجزاها الله خيراً عن ذلك، وكذلك أبنائي وبناتي الأعزاء الذين صبروا على هذا الأمر، واستمروا في دراستهم والحمد لله، على ذلك. كذلك هذه الأسرة أسرة الدكتور يوسف دفع الله شبيكة وقفت معي في هذه المحنة وخاصة الدكتورة سلمى يوسف شبيكة وزوجها المرحوم الدكتور الكبير عبد الرحمن المفتي الطبيب المشهور فجزاهم الله خير الجزاء.

    ـ علمت أنه رُفعت عنك الحصانة.. وكان من المفروض طردك من البرلمان لغيابك؟

    نعم، وهذه ـيضا قصة فيها الكثير المؤلم حيث صوّت ضدي كثير من الإخوة المقربين مثل يس عمر الإمام ومحمد يوسف محمد وموسى ضرار وآخرين وأهمهم العسكري الأمنجي الهادي بشرى الذي طالب بطردي من البرلمان ومعه المدعو نورين لكن عناية الله شملتني وعند التصويت صوّت على بقائي بالمجلس 123 نائباً منهم 22 نائباً من جنوب السودان الحبيب وصوّت مع الذين ضدي وطردي من المجلس 83 نائباً. والله غالب على أمره.

    ـ الجيران والأهل؟

    الجيران نعم الجيران عائلة السيد/ محمد صالح سليمان المدير الأول الذي سودن إدارة البوستة والتلغراف، وأبناؤه سليمان وأمين وصلاح، والبقية وأمهم وأزواجهم وأبناؤهم وقفوا معنا كانوا يشجعون زوجتي وأبنائي ويطمئنوهم.

    ـ الأهل؟

    نعم الأهل والإخوان والأخوات والأصدقاء كانوا جميعاً عند حسن الظن.

    وأخص بالعرفان ابن السودان البار المرحوم السيد الشريف فتح الرحمن البشير، والمحامي القدير الأخ هجو الإمام الذي كان يدافع عني مجاناً، وهو الآن وزير في حكومة ولاية سنار فله العرفان والتحية، وكذلك مولانا القاضي الوزير الخبير والمربي الكبير مولانا دفع الله الحاج يوسف الذي جاء ودافع عني في أقسى وأحلك الظروف وفضح ألاعيب بعض المغرضين من المسؤولين عن القضية في ذلك الحين.

    ولا يفوتني العرفان والشكر الأخ المرحوم الأستاذ غازي سليمان الذي كان مكتبه ومنزله محل جلوسنا وأوقاتنا.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de