|
Re: ست ثُريا...يا تلك الثُّريا...سناء حمد ... (Re: سيف اليزل برعي البدوي)
|
Mohamed Suleiman 25 مارس، الساعة 08:26 م · جروح الروح أمس كان يوماً قاسياً حزيناً كئيبا، حزن يلف كل ما حولي ويأتيني من كل صوب ومن كل فج عميق. غابت عن دنياي ثريا عبدالله الزين، أستاذتي، وصديقتي، وأخت روحي وشقيقتي الكبرى، بنت عمتي زينب. الثريا اسم على مسمى، وكنت أمازحها بأن ثريا السماء انعكاس لها في الأرض، فتضحك، ولكنني كنت أعني ما أقول وهي فعلاً كانت كذلك. رحيل الأحباب مر وممض ولكن رحيل ثريا عبدالله الزين له وقع خاص في نفسي، جرح لا يكتفي بالجسد، ولا بالعقل، ولا بالذاكرة، وإنما يغوص عميقاً ليسكن في نهايات الروح. علاقتي بثريا بدأت منذ صباي الباكر، ما زلت أذكرها وهي تزورنا مساء كل خميس في بيتنا القديم في بحري لتقضي معنا عطلة نهاية لأسبوع حينما كانت طالبة في مدرسة الأمريكان، لا زلت أذكر ثوبها الأبيض الناصع، تعطي بيتنا لوناً ومذاقاً مختلفاً بذوقها الرفيع ولمساتها الساحرة، تضاحكنا ثم تساعدنا على الدراسة والاستذكار وحل الواجبات. كبرت سناً وكبرت علاقتي بثريا واتسعت، وكانت أجمل أوقاتي حينما ألتقيها في الهلالية في الإجازات، نقاشنا وحديثا لا يكف و لايفتر، فتحت عيوني على عيون الأدب الإنجليزي، قصة ورواية ومسرحاً وشعراً، وحكينا عن كل شيء فاتفقنا واختلفنا في ود حقيقي جميل، ولكن رجاحة عقلها، ووضوح تفكيرها وآرائها، وحكمتها ورصانة حجتها وجزالة لغتها، وفوق كل ذلك نضارة ابتسامتها الجميلة، عنوان محبتها الدائمة التي تلاقيك بها وتودعك بها، كانت هي التي فتحت أمامي أبواب المعرفة المستقلة، و شيئاً فشيئاً شكلت لي عالمي في ذلك الوقت. أنا مدين لثريا عبدالله الزين بالكثير، وأقل ذلك أنني لم أتوصل للمساواة بين الرجال والنساء عبر القراءة أو التلقين الآيديولجي، وإنما توصلت لحقيقة تلك المساواة مجسدة في ثريا عيدالله الزين قبل أن أقرأ عنها الكتب والمجلات. وداعاً يا ثريا، حزنت عليك أرضي، فلتسعد بك السماء.
|
|
|
|
|
|