عندما اشتدت مشكلة دارفور وأكلت الحرب فيها الأخضر واليابس وأصبحوا أهالى دارفور سكنى للمخيمات والمعسكرات الدولية ، التى أفترشت كل الأراضى ، وأصبح الأقليم عبارة عن مخيمات مترامية لا يحدها بصر ، حيث لم تبقى قرية من قرى دارفور قائمة على ذاتها ، وأصبح يطلق على الأهالى فيها وساكنيها لأجئى دارفور ، وأصبح انسانها مشردا بلا مأوى . تدخلت دولة قطر مشكورة ممثلة فى شخص أميرها السابق الشيخ حمد لحل النزاع فى اقليم دارفور بين الحكومة السودانية والحركات المسلحة المعارضة فى دارفور ، رفضت معظم الحركات المعارضة ذلك الصلح وكان لديها أسبابها ، فكان لابد من وجود طرف ليمثل الطرف الاخر المصالح للحكومة ، فوقع الأختيار السيئ على المدعو التيجانى سيسى ليكون هوذلك الشخص ، وهنا جاءتة الفرصة الذهبية ليصبح شيئا مذكورا فى السياسة السودانية ، وبسرعة البرق قدم استقالتة من الأمم المتحدة التى كان يعمل بها موظفا لمدة أربعة سنوات لا يدرى عن دارفور شئ ولا عن مشكلتها ولكنها الفرص وانتهازها ،وهكذا اصبح السيسى في ما يعرف بأتفاقية الدوحة ، الرجل الأول أو الطرف الثانى الموقع مع حكومة السودان فى اتفاقية الدوحة لسلام دارفور ، ولانجاح الاتفاقية ونشر السلام فى دارفور حسب نية دولة قطر (حيث الاعمال بالنيات ) فتحت قطر أبوابها ومطاراتها وفنادقها الخمس بل السبع نجوم ليرتع بها السيسى وأمثاله ، وأهم من ذلك كله فتحت بنوكها وخزائنها العامة والخاصة ، وكبت بدون مبالغة الملايين بل مليارات الدولارات الحية لأجل دارفور واعمارها ، وتقمص السيسى الدور جيدا ولبس رداء الحمل الوديع والمنقذ لاهالى دارفور واقليمهم الغارق فى الحرب والاحتراب ، وتوسموا القطريين فية الخير ونيتة البيضاء للمصالحة واعمار الاقليم ، وانقاذ اهله وبنى جلدتة من اهالى دارفور واخراجهم الى الابد من الفقر والعوز والحاجة والاحتياج بتلك المليارات من الدولارات التى بقيت لمدة سنتين كصنبور المياة لا تغلق ابدا ولكن بدل ان يكب الصنبور الماء كان بلا منازع يكب مليارات الدولارات ، وهنا أصابت السيسى لوثة المال والثراء وأصبح غير مصدق لما يرى ويسمع ، وهنا ظهر الرجل على حقيقتة وتملكتة شهوة المال تماما واصبحت كالمرض الذى لا شفاء منة ، ونس دار فور وأهالى دارفور بل بنى بينهم وبينة حواجز رهيبة غير مخترقة من المال والجاة ، وأصبح من ساكنى القصور الفخمة وراكبى العربات الفارهة ذات الدفع الرباعى على احدث موديل ومن أصحاب المزارع والعزب التى ترعى الغزلان والطيور النادرة والخيول العربية الاصيلة ، وأصبح لدية من الخدم والحشم والحراس العدد ليس بالقليل ، ولكى تكتمل الصورة ويشبع نفسة التى لا تشبع ابدا من حق الغير والاعتداء علية ، تزوج فتاة من عمر بناته وهو فى أواخر عمره ورفس بكل ما يملك من قوة وأنانية زوجنة الاولى ( بنت خالة ) وأم أولاده والتى من بنى جلدتة وكانت كافحت معة فى سنين الشقاء والفقر ، ولكن السيسى من صغرة كان لدية ميل لانكار بنى جلدتة والزوغان منهم ، وأنكار كل ما يمت لهم بصلة ، بدليل طرد بناته والغاء عقد ايجار المسكن الذى يؤويهم بلا حياء او خجل من اهلة وعشيرتة من ناس دارفور الطيبين المسالمين فهذا عندهم عيب ما بعده عيب ، ولم يتأخذ رئيسة البشير حتى قدوة فى الزواج ، فعندما تزوج البشير على زوجتة الاولى لم يرمى اولاد زوجتة الثانية فى الشارع بل فرغ فيهم حنان الاب المحروم منة ، ورباهم أحسن تربية وكان لهم مثال للاب وقدوة ، وفى النهاية يدور سؤال مهم فى الخاطر والبال بالنسبة لدولة قطر راعية اتفاقية الدوحة لسلام واعمار دارفور ، هل هذة المليارات من الدولارات التى كبت وعلى ما نظن مازالت تكب لاعمار اقليم دارفور واحلال السلام فية ، لم تكن هناك مسائلة او متابعة للسيسى من قبل دولة قطر ، وأين ذهبت كل تلك الاموال المهولة التى دفعت باسم الاقليم ومازال اقليم دارفور يرزح تحت الفقر والمجاعة واهمال الخدمات من صحة وتعليم وبنية تحتية ، ومازال انسان دارفور يبحث عن لقمة العيش بصعوبة ، أين دولة قطر ومراجعتها للاتفاقية واموالها اين ذهبت ، ها ذهبت الى دارفور وانسان دارفور ، أو ذهبت الى جيوب التيجانى سيسى ليسرح بها ويمرح فى عواصم العالم مع الزوجة الجديدة كشهر عسل لا ينتهى ابدا ، وفى الاخير نوجهة سؤال لتيجانى سيسى شخصيا ونرجو ان يرد علية بكل شجاعة .. من أين لك هذا يا سيسى ؟ .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة