كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
|
Re: إعترافات صريحة: ذكرياته مع البِغاء و النس� (Re: محمد عبد الله الحسين)
|
لم أكن قديسًا مع النساء.. وهن كذلك
وعن علاقته بالمرأة يقول شاوول: تعرضت للأذى، ومارست الأذى في علاقتي بالمرأة خصوصًا في أول شبابي، والآن عندما أتذكر أخطائي وما خلفت من جروح لأولئك النسوة أشعر بانقباض، وفي ذات الوقت عندما أستعرض بعض ما سببته بعض النساء لي من أذى أشعر بذات الانطباع؛ لأن المرأة تؤذي والرجل يؤذي، فالمرأة ليست دائمًا قديسة. هناك نساء أذيتهن بطريقة لا يمكن أن أنساها؛ فالأذى مثل الحب لا يمكن أن ينسى. كتاب "دفتر سيجارة" نصوص شعرية لبول شاوول كتاب “دفتر سيجارة” نصوص شعرية لبول شاوول
قوَّة الإنسان ليست بالنسيان بل بما يتذكره، أعرف أهمية النساء اللواتي أحببتهن بمدى تذكري لهن، ومدى حنيني لهن. أنا هدمت علاقات رائعة بتفاهتي وأنانيتي وسخفي، مع أجمل وأطيب وأنبل النساء. رغم كل شيء كل النساء اللواتي أحببتهن كنَّ أجمل وأروع وأغنى مني عاطفيًّا.لم أكن قديسًا في علاقتي مع النساء وهن كذلك. أول مرة عرفت المرأة حين نزلت إلى سوق البغاء، كانت أول امرأة دفعت لها ليرتين اسمها “أم عدنان”، من يومها لا أنسى أم عدنان التي قالت لي: “على مهلك يا ابني” هذه هي القدسية برأيي، هن الغواني اللواتي يمارسن المهنة لأسباب عائلية وعوز، هن ضحايا مجتمع، أحترمهن كلهن أكثر مما أحترم نساء البلاطات، ونساء العائلات الكبرى، والنساء الثريات اللواتي مارسن هذه المهنة بأبشع طريقة من دون أن يكنّ بحاجة للمال. ولم يجرؤ أحد على أن يوجه لهن كلمة؛ لأن البغاء مسموح لدى نساء العائلات الكبرى، وجريمة عند تلك النساء المعوزات.. كل الغواني كريمات، وكل غواني الصالونات حقيرات. لا أتقن الحب كالشعراء
يستطرد أكثر بول شاوول: “المرأة كانت دائمًا عنصرًا قويًا حاضرًا معي، فمنذ سن الرابعة عشرة وحتى الآن خضت تجارب كثيرة، من لبنان إلى فرنسا إلى الجزائر والمغرب وتونس وسوريا، أحببت عدة مرات. أول حب كان مع جارتنا، وهي امرأة يونانية، كنت في السادسة عشرة حينها، كان اسمها “ايفلو “، كنت أمسك يدها حين أذهب إلى السينما، كانت تأتي إلى الكنيسة في قداس منتصف الليل في أعياد الميلاد، كنت أقبلها خارج أسوار الكنيسة. ذات يوم في أواخر السبعينات أجرت معي مجلة (الحسناء) حوارًا سألوني فيه عن أول حب لي فقلت لهم ما أقوله الآن. ذات يوم رنَّ تلفون بيتي، وسمعت صوت “ايفلو” تقول: كنت عند مصفف الشعر، وقرأت المجلة، تواعدنا لكي نلتقي لكني أضعت المكان، ولم ألتقِ بها منذ ذلك الوقت.
قوَّة الإنسان ليست بالنسيان بل بما يتذكره، أعرف أهمية النساء اللواتي أحببتهن بمدى تذكري لهن، ومدى حنيني لهن. أنا هدمت علاقات رائعة بتفاهتي وأنانيتي وسخفي، مع أجمل وأطيب وأنبل النساء
الحب الناضج شعرت به في السبعينات مع امرأة رائعة أصبحت اليوم هي وزوجها من أهم أصدقائي. كان حبًّا كبيرًا دام لأربع سنوات، بعدها عشت ما يمكن أن أسميه لقاءات جميلة جدًا مع النساء، لكنها لم تكن حبًّا؛ لأن الإنسان لا يستطيع أن يحب كل سنة وكل يوم. الحب مثل الشِّعر هو لحظة استثنائية، أنا لست من الشعراء الذين عندما يلتقون امرأة يهيئون القصيدة في الليل، ويقرؤونها عليها في الصباح، وكأن الشعر رشوة للمرأة. لم أكتب عن الحب إلا ضمن تجربة الحب. لست ممن يكتبون عن الحب المجرد ولا عن المرأة المجردة. لا أستطيع الكتابة عن امرأة غير موجودة.
عن عزوبيته التي لا تزال مستمرة، وإذا ما كان قد ندم على قراره بعدم الزواج يقول: “أنا شخص غير موهوب للزواج ولا للأبوة ولا للأمومة ولا للعائلة. دائمًا كنت صريحًا مع كل النساء اللواتي تعرفت عليهن، لم أكذب على امرأة بوعدها بالزواج، لا أحب أن أكذب على المرأة وأوعدها بشيء لا أستطيع تحقيقه. أنا أقول للمرأة في أول لقاء بأني لن أتزوج. أنا أساكن وأعامل المرأة كأميرة في بيتي، هي تكون صاحبة البيت وكل شيء، عملت مساكنات كثيرة في حياتي في قبرص وفرنسا ولبنان ولكني لم أندم لأني اتخذت هذا القرار؛ لأنني لو تزوجت لكان من الممكن أن أؤذي المرأة بمزاجي، كما أني لا أحب أن أقيد بأوراق. أعتبر المساكنة هي الزواج الأجمل؛ لأنها قائمة على الحرية عندما تنتهي العلاقة فواحد من بين اثنين سيرحل إما هي أو أنا.
|
|
|
|
|
|
|
|
|