أنا عزي بي أهلي إهداء للأخ لم اراه بريمة

Quote: المرأة الجميلة هي من كانت مربوعة القامة مع الميل إلي الطول، صفراء اللون، طويلة الشعر غزيرته، واسعة الجبين زجّاء الحاجبين، دعجاء العينين، سادلة الأهداب، قنياء الأنف مع الميل إلي التحدب، لا كبيرة الفم ولا صغيرته، عريضة الشفة السفلي موشومتها وموشومة اللثة، مفلجة الأسنان بيضاءها، محفوضة الذقن، طويلة العنق، منخفضة الكتفين، واسعة الصدر، ناهدة الثديين، رقيقة الخصر، قصيرة الظهر، مجدولة الساعد والساق، رقيقة الأصابع، بارزة الردفين مجموعتهما، صغيرة القدم، رشيقة الحركة، لينة الأعطاف، إذا رقصت أنثنت إلي الوراء حتى يص رأسها إلي قدميها وإذا مشت تمايلت كالغصن إذ حرّكه النسيم، خفيفة الروح، باسمة الثغر، طلقة المحيا، مصونة الحجاب، جميلة الحركة أقبلت أو أدبرت. وأجمل نساء السودان نساء الجزيرة، روي لي بعض الأدباء أن فقيها من أهل كردفان يسمي عبد العزيز، سمع بكرم الزبير باشا في بحر الغزال فقصده يريد منه نوالاً، فأمر له الزبير بجاربة فلم تعجبه، وقال "أني قصدتك لجارية عنقها طويل، وردفها ثقيل، وشعرها غزير، وبطنها ضمير، وسنّها كالجير، وعيناها كتبّ الغدير، إذا مشت كأنها أمير، وإذا وقفت تعجب هذا الفقير" وأشار إلي نفسه. فقال له الزبير "عليّ الطلاق إن هذه الصفات لا توجد حتى في بنات الجزيرة" ثم نادي أحد غلمانه وقال له أئتوه بزيتونة، فأتوه بها وكانت جارية جميلة فأعجبته فقال "قبلت زيتونة الصادقة المأمونة اللهم أجعلها كزليخة المفتونة". فقال الزبير، خذها وخذ الأولي جارية لها فإزداد عبد العزيز طمعاً بكرم الزبير وكان بيده ركوة (أبريق ماء من جلد) فقال وهذه الركوة من يحملها لي، فدعا الزبير أحد عبيده وقال أحمل هذه الركوة لسيدك، فحملها، وذهب الفقيه بالثلاثة شاكراً ومسروراً.