|
Re: بلدي بالسليقة (Re: درديري كباشي)
|
في حديقة البلدية جوار الجامع الكبير بكسلا فتح مطعم مشاوي فخم والجلسة في الحديقة نفسها تفتح النفس. تجد ( السلات بتشديد اللام وتعني الطباخ المختص بالشية) واقف أمام الطاولة التي بها (تشط ) الحجر يرص كتل اللحم الضخمة على الحجار الملتهبة ثم بعد ان تستوي يقطعها في شكل مكعبات صغيرة يملأ بها صحن المونيوم قبل أن يقوم بتوزيعها على أطباق صغيرة مغطاة بطبقة من الجرجير والبصل الأبيض ومعها نصف ليمونة . ثم يحضر الجرسونات يوزعونها على الزبائن حسب الطلب .. وقف يوم ما مجنون جائع أمام هذا المشهد المدهش. أخيرا لم يستطع أن يقاوم صحن الالمونيوم الممتلئ بالسلات .. خطفه دون تردد وجرى به. على بال ما يفوق أصحاب المطعم من دهشتهم كان هو يجري ناحية الباب المقابل للبلدية. واثناء جريه كان ( يخمش ) من اللحم ( ويكمد ) في فمه . لكن الطريف لم يشارك أي من الزبائن في مطاردته بل ظلوا جلوسا يضحكون من هذا المنظر .. بالذات سائقي التكاسي أصحاب الموقف المجاور والذين غالبا وجباتهم لا تتجاوز باقي الطبائخ والعدس أما الشية الا ما ندر.. يبدو أن المجنون عبر عن رغبة مجنونة أرقت الجميع فألجمها العقل. ها هو صحن الألمونيوم الممتلئ بشواء الضان الصافي والذي كان حلم الجميع .. حتى من كانت له رغبة وقدرة على تناول السلات ليست له فرصة في تناول تلك الكمية الهائلة في مرة واحدة. ربما من قال إن المجانين في نعيم يقصد هذا المعنى (لا رغيف لا طبيخ لا سلطة. لحم بس) . (كيف يقدر يأكل وهو جاري؟ كيف يقدر يدخل اللحم في خشمه وهو حار. كيف يقدر يمضغ ويبلع في نفس الوقت؟) أسئلة ليست للإجابة انما لاستحلاب لذة ذاك اليوم بل دارت وتبخرت في سماء المطعم مخلوطة بدخان الشواء وشماتة التكاسة .
سأعود لمشاهد أخرى حضروا الرغيف 😋😋😋😋😋😂😂😂
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بلدي بالسليقة (Re: درديري كباشي)
|
حكاية كديسة قبل أكثر من عشرة سنوات. عملت بشركة موقعها بحي العليا وهو من أرقى أحياء الرياض حيث الماركات العالمية والفنادق فوق الخمسة نجوم والفلل الفخمة ومستشفيات التجميل والمجمعات السكنية ومعظم قاطنيه من أصحاب المناصب الأعلى من مدراء كما أغلبهم غربيون. كذلك الشركة التي كنا نعمل بها مرتبطة بالأثرياء في تنظيم رحلات الصيد وصيانة أجهزتها. ولكن كما هو معهود في أي مكان في الدنيا توجد قطط حرة هائمة في الشوارع وتقتات من النفايات. لكن حتى القطط الهائمة في هذا الحي لا تشبه قطط الحواري الشعبية فهي تحس بها (بنات ذوات) مع الاعتذار. نفس تلك القطط الجميلة ذات الشعر الكثيف الناعم واللاتي يحملنها جميلات هوليود والأثرياء الغربيون وزعماء العصابات في الأفلام الهندية. تلاقيه دائما يضع قطة جميلة مدللة في حجره يمسح عليها رفقا بيده الممتلئة بخواتم الذهب البراقة وهو يخطط لقتل شخص ما. لكن ما حيرني ما الذي جرى لهذه القطط (الفاخرة لو جاز الوصف) ان تهوم في الشوارع تأكل من النفايات وتهجر القصور والفلل الفخمة. أعتقد أن أصحابها أما تركوا البلاد وعادوا الى دولهم لم يستطيعوا اصطحابها معهم فتركوها تأكل من خشاش الأرض. أو هي نفسها تمردت على الحياة الرغدة وقررت تغامر. المهم كان يعمل معنا فنيون فلبينيون أحضروا احداها وتبنوها معهم. أصبحوا يطعمونها ويسقونها الحليب. كنت كل ما دخلت عندهم الورشة جاءتني تجري. وكذلك ولفت علي احضنها واجلس في الكرسي امسح على وبرها الناعم كما يفعل الأثرياء. لونها جميل يميل للبرتقالي مع بضع دوائر بيضاء. يوم ما افتقدتها في اليوم الأول لم تأتي وكذلك في الذي يليه. قررت أسأل ( انتو وين الكديسة ) أين القطة يا بنو فلب ؟ بدأوا يتضاحكون وينظرون لبعضهم البعض وكل مرة واحد يقول لي اسأل الثاني (أسأل فابيانو ) (أسأل ايلمر ) (أسأل جون ) (اسأل قلبك برضو يقولك لو كان حن ) شكيت في الأمر تركتهم في الورشة وذهبت ناحية مساكنهم في الخلف (عامل فيها المحقق كونن) مشيت ناحية مكب النفايات. فإذ به ملئ بعظام أقدام شكلها أكبر وتختلف من أقدام الدجاج رغم أن هذا الخاطر أتاني لأطرد به الشك. لكن ما قطع الشك باليقين سلسة عظام اشبه بالسبحة هي عظام الذيل .. ذبحوها وأكلوها بعد ما أمنت لهم. لم تكن في حاجة لدعمهم وتربيتهم فهناك النفايات جعلت القطط تستغنى عن حياة البيوت ومصاحبة البشر بل تتصالح مع الفئران. لكنهم استغلوا أصلها وطبيعتها هي بنت عز متعودة على الدلال. أكلوها ولم يبقى منها سوى العظام. عدت من مكان سكنهم مهرولا ومذهولا ومشتتا (ومدشدشا ) عبرت الورشة . كلهم نظروا ناحيتي بدهشة وابتسامة خبيثة يتوقعون سؤالي. لم اسأل أحد منهم. عدت الى مكتبي وصورتها وانينها وحنينها يدوران في ذهني. في الآخر قلت في نفسي هي ثقافة شعوب أنا مالي.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بلدي بالسليقة (Re: درديري كباشي)
|
اكلوا شنو يا شباب .. عايزين قرار وسلات مع بلدي بالسليقة ولحمة بالفرن. >>>>>>>>>>>>>>>>>> قرار دي موقعت لي سلامات ياعزيز ..ياحليل ايامنا
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بلدي بالسليقة (Re: باسط المكي)
|
هلا يا باسطة والله لك شوق
القرار أكله من شرق السودان تبع االبجا .وهي اشبه بالسجوك نوعا ما . لكن بصورة أدق عبارة عن مصران يحشى بخلطة مكونة من قطع صغيرة من اللحم ( ليس المفروم ) مع البصل والبهارات وتشوى على الحجر مثل السلات . وتقطع في شكل اسطونات قصيرة . له طعم سحري لا تحس بالشبع منه أبدا . والقرار تنطق بالقاف اليمنيه .أي القاف التي هي أقرب للكاف . زمان كنا نستخدمها في لهجتنا المحلية وحتى في الفصحى .. قبل ما نتفلسف ونحاول ننطقها بقلقتها وتخرج معنا غينا .. يا ريت لو رجعنا لقافنا الزمان
| |
|
|
|
|
|
|
|