حول مفاهيم .. الهوية،.. العروبة،.. الافريقية،.. العنصرية.

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-04-2024, 01:12 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2018م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-25-2018, 05:28 PM

بدوي محمد بدوي
<aبدوي محمد بدوي
تاريخ التسجيل: 01-18-2017
مجموع المشاركات: 192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حول مفاهيم .. الهوية،.. العروبة،.. الافريق� (Re: بدوي محمد بدوي)

    (أي حوار خارج الأبعاد الثقافية يعتبر ارتدادا عن الوعي الإنساني والحضاري)


    الهوية السودانية جدلية الانشباك والتنافر (رؤية طباقية)

    أحمد محمود أحمد


    مدخل:
    مفهوم الطباق في اللغة العربية يختلف تماما عن التاصيل المعرفي لهذا المفهوم والذي اشتغل عليه كثيرا المفكر الفلسطيني الأمريكي ادوارد سعيد والذي يساعد او من خلاله يمكن قراءة الاختلاف والآخر دون السقوط في فخ الاختزال والتطرف الأيدولوجي و الديني و الثقافي(تيسير أبو عودة). الجانب الأهم و كما يري تيسير عودة بأن الطباق لديه علاقة بالموسيقي اذ يعني فن التشابك والتفاعل بين النوتات الموسيقية. ما يرتبط بهذه الدراسة من الطباق هو المتعلق بفن التعايش بين الثقافات التي يراها البعض متمايزة ومختلفة ( اذ يكون التنوع في اللغة والدين والثقافة عاملا تكوينيا يساعد علي التماهي بين الثقافات والقدرة علي التفاهم والتشابك من خلال التحرر من الايدولوجيات الدوغمائية والأفكار المسبقة المنتجة والبعيدة عن قيم الحرية والمساواة والكرامة(المصدر السابق).أستعير هنا هذه الابيات الشعرية العميقة الدلالة التي سطرها الراحل المقيم محمود درويش كتعبير عن هذه الرؤية الطباقية:
    هل المستحيل بعيد؟
    يحب الرحيل الي أي شيء
    ففي السفر الحر بين الثقافات
    قد يجد الباحثون عن الجوهر البشري
    مقاعد كافية للجميع
    هنا هامش يتقدم أو مركز يتراجع
    لا الشرق شرق تماما
    و لا الغرب غرب تماما
    فان الهوية مفتوحة للتعدد لا قلعة او خنادق

    استنادا الي هذا الوعي الطباقي تحاول هذه الدراسة تفكيك واقع الهوية السودانية المحتدم من أجل التأصيل لوعي جديد يساعد علي التعايش والاحترام المتبادل، وللوصول الي هذه الغاية فأن هذه الدراسة و كمدخل نظري تفترض الفرضيات التالية:
    1-يتصاعد سؤال الهوية كلما تراجعت الظروف الحياتية والمعيشية للمجتمع
    2-لا توجد حروب ثقافية في السودان بل صراعات سياسية تتخذ الثقافة شكلا
    3-الثقافة العربية هي قاعدة الطباق ولكنها لا تلغي التنوع الثقافي.

    الثابت والمتحول في الهوية:

    الحديث حول الثابت و المتحول في الهوية يرتبط بعلاقة المكان بالزمان ، فالمكان ( بوصفه رقعة جغرافية انما يعني الامتداد والأتساع للمحل والفضاء الذي يحيط به بما يحمله من علامات جغرافية مرتبطة بتشكيل هوية المكان وهوية الانسان الذي يعيش عليه)(علي حسن العيدروس). وفي نفس السياق فالمكان يعتبردلالة انتماء لا بوصفه رقعة جغرافية وكذلك المكان بكونه منتجا لمكونات الهوية الثقافية الوطنية (المصدر السابق). اما فيما يتعلق بالزمان فالمقصود به زمان الهويات التي مرت بهذا المكان. ولهذا يمكن القول وبشكل موضوعي حين التأسيس للثابت والمتحول في الهوية، فأن المكان هو الثابت وزمن الهويات متحول. فالهوية فعل متطور وليس ثابتا، فيمكن أن تمر بهذا المكان هويات متعددة ثم تتطور او تندثر وتحل محلها هويات أخري. ولهذا عندما ننظر لتاريخ السودان منذ الحضارات القديمة فاننا يمكن ان نتحدث عن هوية نوبية مكتملة التكوين في السودان سابقا، وعندما نتعامل مع مصر مثلا فاننا يمكن أن نتعامل مع هويه فرعونية او حضارة فرعونية في التاريخ القديم. لكن هذه الهويات قد اندثرت و بالتالي فأن الانتماء لهذه الهويات يعتبر نوعا من التمسك بالماضي وليس لديه علاقة بواقع هذه الهويات الفعلي، لأن الوجود الثقافي الحي و الشامل لهذه الهويات غير موجود، فالنوبيون وعبر الوقت الراهن (يتحدثون اللغة النوبية وتنقسم الي قسمين،اساسين، الكنزية والفاديجية وتختلف الي خمس لهجات او أكثر في مناطق مختلفة ما بين مصر والسودان. ويتم الحفاظ علي هذه اللغة النوبية القديمة في ما لا يقل عن100 صفحة من الوثائق و معظمها ذات طابع مسيحي الذي الفه بالاشتراك مع مجموعة متنوعة نسيال من الابجدية اليونانية مع تمديد ثلاث رسائل قبطية وثلاثة فريدة من نوعها للنوبية القديمة علي ما يبدو مشتقة من اللغة المروية)(ًوكييبيديا). هذا الامتداد اللغوي يعني ان النوبية القديمة قد تداخلت وتفاعلت مع الثقافات اللاحقة ، وفي وقتنا الحاضر قد تفاعلت او تداخلت مع العربية. هل يعني هذا بأن الكاتب يتبني مفهوم حدث اللحظة في موضوع الهويات ، فالأجابة بالطبع لا، فحدث اللحظة كمفهوم فلسفي يعاين الي اللحظة الزمنية منقطعة عن الماضي والحاضر، بالعكس من ذلك فان الكاتب يتبني مفهوم الديمومة اي ترابط حلقات الماضي بالحاضر والمستقبل،كيف؟ الماضي مخزون تاريخي و حضاري لا يمكن تجاوزه من حيث هذه المضامين الحضارية، لكن بتحويله الي هوية يمكن تحققها في الراهن يبدو ضربا من المستحيل و يعد منهجا هروبيا في مواجهة والتعامل مع الحاضر. اذن يقودنا الوعي الحقيقي لفهم الهوية السودانية في الوقت الراهن بكونها تمتد الي الماضي حضاريا ولكنها متحققة علي ارض الواقع حاليا من خلال عناصرها الحية، اما فيما يتعلق بالمستقبل فأن الهوية قابلة للتطور ولا يستطيع احد التنبوء بأتجاه تطوراتها، أذن ما هي الهوية الراهنة للسودان والتي نتحدث عنها؟

    الهوية السودانية الحالية:

    السودان المكان يمتد الي مئات الاف السنين وما نعرفه عن هذا المكان قديما لا يتعدي الحفريات التي تمت في شمال السودان والتي تحدثت عن ممالك مهمة نشأت في هذا الجزء الشمالي من كرمة و مروي ومرورا بالممالك المسيحية. الراجح ان افريقيا وكما تقول الدراسات الحديثة كانت مهد الانسان الاول والذي أنطلق منها شمالا عبر حقب طويلة ولهذا لا تعرف طبيعة التكوينات البشرية التي مرت بهذا المكان ولكن يمكن التآريخ لهذا السودان منذ تلك الممالك والتي تعاقبت عبر حقب طويلة عبر السودان الشمالي حتي دخول العرب السودان، اذ بدأت تتشكل هوية ثقافية متداخلة مع النسق العام لهذا التاريخ و آخذة منه وهذا ما قصدته بمفهوم الديمومة. هذا التطور في الهوية يبدو طبيعا اذ تتأسس علاقة المكان والزمان بهذه الكيفيات، ليس هنالك نفيا قسريا للهويات السابقة ولكن منطق التاريخ يقول بأن الهوية ليست شيئا ثابثا ولقد تمت الحركة تاريخيا بأتجاه الثقافة العربية والتي تمخضت عن حوار سلمي بين الثقافات وعبر ازمنة مختلفة لتحقق وجودا بارزا ولكنه لا يلغي الثقافات الاخري. الثقافات يجب ان تفهم بكونها متساوية من حيث اهميتها عند حامليها ولكن هذا المفهوم لا يجب أن يحجب حقيقة أن الهوية الوطنية تبني علي حيثيات أهمها اللغة الجامعة ( سواء من حيث مستوياتها المختلفة الصوتية والتركيبية والدلالية او من حيث وظائفها المختلفة في تحقيق التواصل او التبليغ المتبادل بين الأطراف المتواصلة او في التعبيرعن مكنونات الذوات ، أو من حيث الميادين و العلاقات التي تطلقها اللغة كمجال اللا وعي الفردي والجماعي ..الخ)( محمد سبيلا ، وعبد السلام بنعبد العالي). يضاف الي ذلك المصالح المشتركة التي يرتبها هذا المكان وتكوين العقل الجمعي القادر علي الفاعلية الأجتماعية ، فالمكان يشتغل عميقا علي التقارب بين ساكنيه ويؤسس علاقات مصالح متبادلة ويطور من الفاعلية الأجتماعية ويرتب الهوية بأشكال متعددة اهمها البحث عن مشتركات عكسا علي المكان البدائي القائم علي الاحتراب ، ولهذا فالهوية صيغة حضارية متطورة أنتجها المكان عبر تجارب مختلفة، هذا الأمر ينتج في نهاية المطاف العقل الجمعي. من هنا فانناعندما نتعامل مع هوية أي شعب من الشعوب فأن هذا الأمر ليس ترفيا بل هو اساس الفاعلية الاجتماعية والتي تشتغل علي العقل الجمعي.اذن الهوية الوطنية للسودان انبثقت عبر تاريخ هذا القطر وتشكلت عبر حقب طويلة لتستقر علي وجود متحقق للثقافة العربية والتي تتطور في جدل يومي مع ثقافات أخري نحو الاحتملات المفتوحة. ما يعنينا هنا هو الأطار الجامع للسودانيين والذي يعبر عن تطلعاتهم نحو النهضة. فالأتجاهات التي تعلي من وترجح الأبعاد التعددية بشكل يؤدي للانفصال لا تدرك خطورة العزف علي هذا المنحي بالرغم من تفهم الظروف السياسية الراهنة والتي تدفع بهذا الاتجاه. تجربة جنوب السودان يجب ان تفتح افاق السودانيين نحو فكرة التحالف السناري والذي اهملناه طويلا في مسار الهوية من اجل تعميق هذا التشابك بديلا عن التنافر المطروح في مخيلة البعض من اجل هوية ذات سمات قادرة علي الوقوف ضد الهويات الكونية والتي تسعي الي ابتلاع الاوطان. ونحن نناقش هذا المسار فان الهوية السودانية وبالرغم من الدور الذي لعبته السياسة في تفريغ مضاميتها الا أنها تستند الي ارضية حضارية من التعايش بين المكونات المختلفة، ولهذا ومن اجل تعميق هذه الهوية يجب التركيز علي ثلاثة محاور مهمة في تاريخ السودان تساعدنا علي اعادة الطباق بمدلول التشابك في الهوية السودانية.

    أولا التحالف السناري:

    في عام 1504 شهد المكان التقاء العرب القادمين من خلف البحار والسكان المحليين ممثلا ذلك في التقاء الفونج عمارة دنقس وقبائل العبدلاب بقيادة عبد الله جماع . ولقد كان هذا التحالف مدركا لضرورة تشابك الهوية وليس تنافرها و يعتبر هذا التحالف وعيا متقدما بضرورة التعايش في المكان علاوة، علي الوعي باهمية الحوار الثقافي علي اسس عادلة ولقد شكل هذا التحالف اساسا لدولة وكان من ابرز ملوكها السلطان عمارة دنقس والذي كان يدين بالاسلام في وقت كان الكثير من اتباعه ورعايه علي الوثنية (ويكييبيديا).وهذا الامر يجعلنا ان نفكر بالدين كعامل لا يدخل في اطار الهوية القومية اسوة بالعرق، مما يجعل السلطنة الزرقاء وبمفاهيم عصرنا متقدمة علي صعيدي التاسيس والممارسة. اذن فان محور السلطنة الزرقاء يعتبر مدخلا حيويا في فهم علاقة البشر بهذا المكان من خلال الوعي بضرورة التعايش ومن ثم الادراك الواعي للمساهمة في تطويره بالرغم من عجز هذه السلطنة لاحقا في التاسيس لدولة قوية تواجه الغزو الخارجي والذي انتهي بها المطاف باحتلال محمد علي للسودان. لكن القيمة الأساسية والمستمدة من هذا التحالف هي احلال ارضية الحوار الثقافي مكان الأقتتال، اذ كان وعيا متقدما بأسس تأسيس الدولة واعلاء معني الوجود الانساني مقابل الانتماءات الادني.

    الثورة المهدية:

    الثورة المهدية وبرغم طابعها الديني الا انها ادركت اهمية التشابك وتوحدت كافة المكونات من اجل مواجهة الاستعمار اولا ومن ثم الاتجاه الي بناء الدولة والذي فشل نتيجة عدم الوعي بطبيعة التحديات وعدم القدرة علي ابقاء حالة الثورة مستمرة من خلال تجاوز وعي القبيلة. ولهذا فالدارس لتاريخ هذه الثورة سيلحظ الدور المهم في توحيد القبائل والقدرة علي الصمود في مواجهة الاستعمار. لو لا هذه الوحدة التي شهدتها هذه الثورة لما استطاعت هزيمة القوي الخارجية وهذا قمين بان يجعلنا نعيد التفكير في قيمة هذه الوحدة الوطنية اثناء مسار هذه الثورة واعادة التفكير في تجاوز هذا الحالة المتراجعة تحت ضغط السياسات التخريبية ولننظر الي الامام باتجاه تحقيق معاني هذه الوحدة كقيمة نضالية اولا وعند تاسيس الدولة كذلك.

    ثورة 24:

    ثورة 24 يجب ان تتم قراءتها علي مستويين: المستوي الاول يتم علي خلفية النقاشات التي تمت عبر جمعية اللواء الأبيض والتي أنشاها علي عبد اللطيف مع عبيد عبد الرحمن واخرين عام 1923 . لقد اختطف البعض هذه النقاشات ليقول ان علي عبد اللطيف كان اول من دعي الي السودانيوية . والواقع وفي اطار حضور القبيلة وضمن رؤية سليمان كشة السطحية كان علي عبد اللطيف يري ان المستفيد الاول من الواقع القبلي هو الاستعمار ولهذا عندما سئل اثناء محاكمته عن قبيلته رفض الاجابة متمسكا بسودانيته، والواقع وضمن قراء متعمقة فعلي عبد اللطيف لم يكن وطنيا فحسب بل كان لديه منطلق قومي أشمل وبالذات حول العلاقة مع مصر، اذ عرفت جمعية اللواء الابيض بعلمها الذي يتوسطه حوض النيل مع رسم العلم المصري بهلال والنجوم في الركن العالي وكتبت فيه عبارة (الي الأمام باللغة العربية)(ويكييبيديا).هذا المدلول يرتبط بدلالة اخري وهي المتعلقة بدرجة الصدام بين الانجليز واعضاء هذه الثورة اذ ارتبطت بقرار ترحيل احدي الفرق العسكرية المصرية من السودلن مما ادي ذلك الي تحرك هؤلاء الضباط والاصطدام مع الانجليز. المستوي الثاني: علي عبد اللطيف والذي تمتد جذوره الي جنوب السودان كان مهموما بوحدة المصير السوداني مرتكزا علي بعد المكان ومتجاوزا للمفاهيم العرقية التي باتت تطفو علي السطح في وقتنا الراهن، وكذلك كان واعيا بامتداد المكان باتجاه العمق العربي وهذا ما يجعلنا ان نتناول الابعاد المكانية للمكان وظاهرة اللون.

    الابعاد المكانية للمكان وظاهرة اللون:

    السؤال الاساسي هنا هل مكان الهوية السودانية يرتبط بالحدود المرسومة منذ زمن الاستعمار ام تتمدد الهوية خارج هذه الحدود استنادا الي الابعاد الثقافية واللغوية؟ في تقدير هذه الدراسة فان الهوية تتمدد خارج هذا الماكن الحدودي، اذ الهوية بالأصل عابرة للحدود المصنوعة وملتحمة مع فضاءات اخري. ما يعنينا في هذا الاطار السوداني هو تمدد الهوية في العمق العربي من جهة والعمق الافريقي وكيف نفهم هذه الامتدادات؟ تري هذه الدراسة بأن الامتداد نحو العمق العربي يتأسس من خلال اللغة و التاريخ المشترك والثقافة بشكل عام ونحو العمق الافريقي عبر كثير من العادات والتقاليد لكن تغيب اللغة الجامعة في الاطار الأفريقي ، واللغة جوهرية في العلاقة بين الشعوب اي هي بيت الكائن كما يقول هاديغر. فاللغة وكما يقول باحاثان مرموقان(هي سلطة علي النفوس والعقول وأنها ذاتها تتضمن رؤية للعالم وأن تحليل لغة السلطة يتعين ان يمر اولا عبر سلطة اللغة ذاتها)(محمد سبيلا و عبد السلام بنعبد العالي). ووضع السودان بين القطبين الافريقي والعربي يعتبر تمايزا ايجابيا اذ يجعله مستفيدا من البعدين من خلال الاستفادة من البعد البشري والموارد الاخري مع التأكيد ان لون البشرة لا يلعب اي دور فيما يتعلق بالهوية، وعليه يجب ان نقول بأن الانتماء لافريقيا يرتبه وضع المكان وليس لون البشرة كما يتصور البعض كما ان لون البشرة يجب ان لا يعتبر حاجزا عندما يتم التعامل في مسألة الانتماء للأطار العربي بالرغم من ظواهر التخلف في هذا الاطار، الا ان مصائر الشعوب يتجاوز هذه الافكار العنصرية نحو الاطار المفتوح تجاه الانسانية. وتنتقد هذه الدراسة الآراء التي تهاجم المراة السودانية وفي استخدامها لادوات التجميل بكونها تهرب من افريقيتها باتجاه العرب وهذه النظرة السطحية لا تنظر الي معايير الجمال التي رسختها الراسمالية العالمية في مقاييس الجمال عبر الصورة والدعاية وليست صور الانتماء تتم عبر التمظهر الخارجي والا تفرقت حتي الأسرة الواحدة اذا تم الحكم للهوية وفق المظهر الخارجي او لون البشرة. يجب ان نضع الهوية في اطار حضاري اعلي من اجل صياغة الحياة والمصير.اذن فدراسة الهوية ليست ( دراسة نموذجا صافيا يشبه تقريبا النموذج الصافي الذي يعمل عليه عالم الفيزياء حين يجرد التجربة من الشروط العرضية المتداخلة ولا يبقي الا علي العوامل المؤثرة التي يريد دراسة تاثيرها معزولا ليتمكن من فهمها، )( محمد الشاويش). واستنادا الي هذا الوعي فان الهوية السودانية هوية متداخلة وليست انموذجا صافيا كعالم الفيزياء ولكن هذا التداخل لا يلغي حقيقة الشروط المميزة لهذه الهوية اذ يعتبر هذا التداخل اغناءا لهذه الهوية ، وهذا يجعلنا ان نتحدث عن كيماء الهوية السودانية بديلا عن فيزياء الهويات، اذ أن التداخل بالمعني الكيمائي يساعد علي تفاعل كل العناصر ومهما كانت طبيعة تركيبتها لكن ضمن معمل تتوافر فيه شروط هذا التفاعل من أجل تكسير الروابط العشائرية والقبلية والطائفية ومن اجل انتاج روابط جديدة تعكس مجالات الهوية الوطنية العميقة.

    خاتمة:

    لقد افترضت هذه الدراسة مجمل افتراضات ومن اهمها كون الهوية السودانية تتأزم كلما تراجع الفعل التنموي والمعيشي للناس لتتخذ شكلا سياسيا يتم فيه الهجوم علي السلطة المهيمنة والمتبنية لاطار الثقافة العربية الأسلامية. هذا الاحتقان يعتبر حقيقيا فمعالم الهوية تضيع عندما لا يستطيع النظام السياسي تلبية حاجات المواطنين وبالذات في واقع هوية غير مكتملة البناء تماما، لكن هذا الواقع يجب ان لا ينظر اليه الا في أطاره السياسي. وهذه الفرضية ترتبط بالفرضية المتعلقة بكون الصراع في السودان يعتبر صراعا سياسيا يتخذ الثقافة كاطار للمواجهة، ومن هنا ظهرت جدلية المركز والهامش كرؤية تؤسس لفكرة هذا الصراع الثقافي وهي رؤية غير متعمقة في طبيعة الصراع ومتماهية مع خطاب ارتدادي لا يقدم بديلا للأزمة الراهنة سوي المخيلة المرتبطة بهيمنة ثقافة ما علي بقية الثقافات دون ادراك ان التهميش يصل الي كل السودانيين عدا المرتبطين بالسلطة. وهنا يجب ان نعيد تعريف الصراع من جديد، اذ أن الصراع ليس صراعا ثقافيا لكنه صراعا سياسيا أتخذ البعد الثقافي لدي البعض ضمن حالة ضبابية الرؤية و التي طورتها خطابات الأسلام السياسي من جهة، ومن جهة أخري قوي ما يعرف بالهامش لأنتاج ما يعرف بالشرخ في الهوية. الصراع السياسي الحقيقي يجب أن يكون ضد السلطة ومهما كانت طبيعتها خارج اطار التجزأة الاجتماعية من اجل تكوين مفهوم الأنماج بديلا عن الشرخ في الهوية، فالسلطة و في كل الأحوال عابرة والذي يبقي هو المجتمع والذي يتطلع الي خطابات صحيحة تبتعد عن لغة الانقسامات وتستطيع التمييز بين لغة السلطة ولغة المجتمع. الفرضية الاخيرة والمتعلقة بكون الثقافة العربية هي قاعدة الطباق السوداني هذا لا يعني تميزها بل ضرورتها كقاعدة للوحدة الوطنية مع احترام جميع الثقافات . فاذا كان الطباق من خلال المفهوم الموسيقي هو فن التشابك والتفاعل بين النوتات الموسيقة او النوتات المتضادة لعزف لحن موحد فليكن هذا مدخلا للهوية من اجل الخروج من حالة النشاز المستمر في مسارها وليكن ذلك علي الأسس التالية:

    1-وحدة السودان هي الاساس الذي نشتغل عليه خارج كل اطر تقرير المصير والانفصال
    2-العمل علي مشروع انساني حضاري لا يميز بين المواطنيين ولاي سبب من الاسباب
    3-العمل علي فكرة تحقيق البعد الديمقراطي من أجل حوار ثقافي جدي نتجاوز فيه حالة الأصطفاف السياسي متصلا ذلك بتحقيق مشاريع التنمية والتطور الأجتماعي ولن يحدث ذلك الا من خلال الخروج من دوائر شرخ الهوية والتي مثلتها خطابات تيار الأسلام السياسي من جهة وبعض ما يعرف بقوي الهامش من جهة أخري دون المساواة بين الأثنين. فقوي الهامش هي نتاج فشل سياسات القوي الرجعية عموما والتي أدخلت السودان في هذه الدائرة الشريرة.
    4-اخيرا ، يجب احلال مفهوم الهوية الرأسية بمفهوم الهوية الأفقية وهي الهوية القابلة علي الأخذ والتعاطي بين كل المكونات من اجل الانصهار والاندماج دونما فرض أو هيمنة.



    المصادر
    محمد سبيلا و عبد السلام بنعبد العالي-اللغة- صحيفة حريات الالكترونية
    محمد الشاويش-نهضة مجهضة-جدل الهوية و الفاعلية- دار الفكر-دمشق2008
    www.ar.m.wikipedia.org ويكييبيديا-اللغة النوبية-
    www.ar.m.wikipedia.orgويكييبيديا-السلطنة الزرقاء
    تيسير عودة-الطباق-الجزيرة نت
    -http://http://www.almadina.com-المكانwww.almadina.com-المكان وهويةعلي حسن العيدروس-المكان الهوية
























































                  

العنوان الكاتب Date
حول مفاهيم .. الهوية،.. العروبة،.. الافريقية،.. العنصرية. بدوي محمد بدوي02-24-18, 08:51 PM
  Re: حول مفاهيم .. الهوية،.. العروبة،.. الافريق� بدوي محمد بدوي02-24-18, 09:23 PM
    Re: حول مفاهيم .. الهوية،.. العروبة،.. الافريق� محمد حيدر المشرف02-24-18, 09:44 PM
      Re: حول مفاهيم .. الهوية،.. العروبة،.. الافريق� Deng02-24-18, 10:03 PM
        Re: حول مفاهيم .. الهوية،.. العروبة،.. الافريق� محمد على طه الملك02-25-18, 00:14 AM
          Re: حول مفاهيم .. الهوية،.. العروبة،.. الافريق� طه جعفر02-25-18, 01:03 AM
            Re: حول مفاهيم .. الهوية،.. العروبة،.. الافريق� بدوي محمد بدوي02-25-18, 04:59 PM
              Re: حول مفاهيم .. الهوية،.. العروبة،.. الافريق� بدوي محمد بدوي02-25-18, 05:10 PM
                Re: حول مفاهيم .. الهوية،.. العروبة،.. الافريق� بدوي محمد بدوي02-25-18, 05:28 PM
                  Re: حول مفاهيم .. الهوية،.. العروبة،.. الافريق� بدوي محمد بدوي02-25-18, 07:25 PM
                    Re: حول مفاهيم .. الهوية،.. العروبة،.. الافريق� بدوي محمد بدوي02-25-18, 07:35 PM
                      Re: حول مفاهيم .. الهوية،.. العروبة،.. الافريق� بدوي محمد بدوي02-26-18, 03:22 PM
                        Re: حول مفاهيم .. الهوية،.. العروبة،.. الافريق� بدوي محمد بدوي02-26-18, 03:33 PM
                          Re: حول مفاهيم .. الهوية،.. العروبة،.. الافريق� بدوي محمد بدوي02-26-18, 09:37 PM
                            Re: حول مفاهيم .. الهوية،.. العروبة،.. الافريق� بدوي محمد بدوي02-26-18, 09:42 PM
  الحوار حول الهوية، الضرورة و الامكانية. Ahmed Mahmoud02-27-18, 05:19 AM
    Re: الحوار حول الهوية، الضرورة و الامكانية. عبدالغني محمد الحاج02-27-18, 06:42 AM
      Re: الحوار حول الهوية، الضرورة و الامكانية. Ahmed Mahmoud02-27-18, 07:32 AM
        Re: الحوار حول الهوية، الضرورة و الامكانية. بدوي محمد بدوي02-27-18, 08:13 PM
  Re: حول مفاهيم .. الهوية،.. العروبة،.. الافريق� أبوذر بابكر02-27-18, 08:50 PM
  Re: حول مفاهيم .. الهوية،.. العروبة،.. الافريق� محمد حيدر المشرف02-28-18, 07:34 AM
    Re: حول مفاهيم .. الهوية،.. العروبة،.. الافريق� بهاء بكري02-28-18, 09:34 AM
      Re: حول مفاهيم .. الهوية،.. العروبة،.. الافريق� Ahmed Mahmoud03-02-18, 04:45 AM
      Re: حول مفاهيم .. الهوية،.. العروبة،.. الافريق� Ahmed Mahmoud03-02-18, 04:47 AM
  Re: حول مفاهيم .. الهوية،.. العروبة،.. الافريق� محمد حيدر المشرف02-28-18, 05:13 PM
    Re: حول مفاهيم .. الهوية،.. العروبة،.. الافريق� بدوي محمد بدوي02-28-18, 06:49 PM
      Re: حول مفاهيم .. الهوية،.. العروبة،.. الافريق� بدوي محمد بدوي02-28-18, 07:02 PM
        Re: حول مفاهيم .. الهوية،.. العروبة،.. الافريق� بدوي محمد بدوي02-28-18, 07:15 PM
  Re: حول مفاهيم .. الهوية،.. العروبة،.. الافريق� ناصر الاحيمر03-02-18, 04:55 AM
    Re: حول مفاهيم .. الهوية،.. العروبة،.. الافريق� Deng03-02-18, 08:46 AM
      Re: حول مفاهيم .. الهوية،.. العروبة،.. الافريق� بدوي محمد بدوي03-02-18, 12:20 PM
        Re: حول مفاهيم .. الهوية،.. العروبة،.. الافريق� بدوي محمد بدوي03-02-18, 12:30 PM
          Re: حول مفاهيم .. الهوية،.. العروبة،.. الافريق� بدوي محمد بدوي03-03-18, 06:41 PM
            Re: حول مفاهيم .. الهوية،.. العروبة،.. الافريق� Ahmed Mahmoud03-04-18, 08:46 AM
              Re: حول مفاهيم .. الهوية،.. العروبة،.. الافريق� shaheen shaheen03-04-18, 10:34 AM
                Re: حول مفاهيم .. الهوية،.. العروبة،.. الافريق� بدوي محمد بدوي03-04-18, 03:47 PM
                  Re: حول مفاهيم .. الهوية،.. العروبة،.. الافريق� بدوي محمد بدوي03-05-18, 06:46 AM
                    Re: حول مفاهيم .. الهوية،.. العروبة،.. الافريق� بدوي محمد بدوي03-05-18, 01:59 PM
                      Re: حول مفاهيم .. الهوية،.. العروبة،.. الافريق� بدوي محمد بدوي03-06-18, 04:52 PM
                        Re: حول مفاهيم .. الهوية،.. العروبة،.. الافريق� بدوي محمد بدوي03-07-18, 09:59 AM
                          Re: حول مفاهيم .. الهوية،.. العروبة،.. الافريق� بدوي محمد بدوي03-08-18, 02:00 PM
                            Re: حول مفاهيم .. الهوية،.. العروبة،.. الافريق� بدوي محمد بدوي03-19-18, 07:20 AM
                              Re: حول مفاهيم .. الهوية،.. العروبة،.. الافريق� بدوي محمد بدوي03-21-18, 04:12 PM
  Re: حول مفاهيم .. الهوية،.. العروبة،.. الافريق� حاتم إبراهيم03-22-18, 07:10 AM
    Re: حول مفاهيم .. الهوية،.. العروبة،.. الافريق� عمر دفع الله03-22-18, 09:52 AM
  Re: حول مفاهيم .. الهوية،.. العروبة،.. الافريق� حاتم إبراهيم03-23-18, 10:29 AM
    Re: حول مفاهيم .. الهوية،.. العروبة،.. الافريق� بدوي محمد بدوي03-23-18, 12:33 PM
    Re: حول مفاهيم .. الهوية،.. العروبة،.. الافريق� Biraima M Adam03-23-18, 12:49 PM
  Re: حول مفاهيم .. الهوية،.. العروبة،.. الافريق� حاتم إبراهيم03-27-18, 08:56 AM
    Re: حول مفاهيم .. الهوية،.. العروبة،.. الافريق� Biraima M Adam03-27-18, 11:29 AM
  Re: حول مفاهيم .. الهوية،.. العروبة،.. الافريق� محمد محمد قاضي03-27-18, 11:16 AM
    Re: حول مفاهيم .. الهوية،.. العروبة،.. الافريق� Biraima M Adam03-27-18, 11:46 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de