|
Re: هؤلاء الطغاة لا يفهمون: موت الديكتاتور (Re: محمد عبد الله الحسين)
|
الموت البطيء للجنرال:
بلال فضل:
على مشارف الثالثة والثمانين من العمر، رحل الجنرال فرانسيسكو فرانكو بعد أن قضى أربعين عاماً قابضاً على مقاليد حكم إسبانيا، بعد حرب أهلية دامية حسمها بدعم من ألمانيا النازية وإيطاليا الفاشية، لكنه بفضل دعم جماهيره اليمينية، لم يسقط مثلما سقط هتلر وموسوليني، بل تجاوز كل الأزمات الداخلية والخارجية، وظل لعقود جامعاً بين مناصب رئيس الدولة ورئيس الوزراء، والقائد الأعلى للقوات المسلحة، ورئيس حزب الكتائب، الحزب الوحيد المسموح له بممارسة العمل السياسي، بدون أن يكون مسؤولاً أمام أحد «سوى الله والتاريخ»، ولأن فرانكو لم يكن لديه شيء من الكاريزما اللازمة للطغاة، فلم تكن لديه قدرات بلاغية ولا شخصية ولا حركات جسدية آسرة، ولا صوت طاغٍ ولا حتى نظرة ثاقبة، فقد تطلب الأمر أن يستعين بخبراء في الدعاية والإعلام، لتقديمه في صورة «الإسباني المثالي» بطل الانتصارات في الحروب الفارقة ضد الشيوعية، الذي يعمل دائماً وبلا راحة من أجل رفعة إسبانيا. ولأنه لم يكن قادراً على الخطابة فقد تم التركيز على تكرار صوره في جميع التقارير الأخبارية أياً كانت، ليظهر تتابع الأخبار «وكأنه تطور يصل ذروته بالظهور الحافل لفرانكو في النهاية»، ويتم نشر صوره وتماثيله في كل مكان، ويتم إعلان يوم تنصيبه يوماً للزعيم، تسود البلاد فيه حالة من التقديس الجماعي لشخصه ووجوده في الدنيا.
|
|
|
|
|
|