|
Re: شر الجريمة ما يُضحِك، تُوجد قُصاصة جريّدة (Re: Ali Alkanzi)
|
= لا عاش من يلقمك الحجر أيها الرجل العسل. لكني عاتب عليك بسبب عِنادك وقوة رأسك الأصلع والأقوى من الحجر.
فلو أنك استجبت لصوت النداء الذي لعلع قبل عامين يُنادي أن هيا إلى "موائد" الحوارات، وذهبت مُمسكا بطرف ثوبها ومرافقا لها عبر المطارات لاستمتع الملايين بمشاهدة لمعان صعلتك تتلاصف تحت أضواء الفضائيات ولضبطتك العدسات وأنت تقتحم القاعات وتُمزمز ما تشتهيه الأنفس من الأطايب والثمرات ولرأينا من يفتح لك فمك ويُنقط فيه الشهد، ويُلقمك العسل بدلاً عن الحجر.
أما موضوع القُصاصة، فصدقني عندما قرأتها بالأمس لا أدري لِم تُهت وسرح ذهني فوراً وعبَر البحر المالي من سِنكات مباشرة إلى مكة وتحديداً إلى الموضوع الذي أثاره الأخ الكنزي ونجّار الكنزي الذي يخفي زجاجته في مشكاة جلابيته قاصداً (الحاجة).
ولا أعرف لماذا حدث ذلك الـ(فلاش باك) بين خبر القصاصة وبين تلك السيدة التي صوّرها وأبدع في تصويرها الشاعر العظيم (صلاح أحمد إبراهيم) في قصيدته المعنونة (الحاجة).
تلك السيدة الصادقة المكافحة التي كانت تعمل وتدخر لهدف وحيد يملأ عليها كيانها، والتي في سبيل تحقيقه انطلقت لا تلوي على شيء وقد عبرت الغابات والفيافي والوهاد بُغيتها وجه الله وأداء فريضة الحج والوصول إلى البيت وتقبيل الحجر.
والتي كم لاقت في طريقها من خشونة البشر، وكم واجهت من أهوال وكم اُلقمت من حجر..
لكنها – برغم ذلك، وبسبب ذلك – اصطفاها المولى من بين عشرات آلاف الحجاج المتجمعين مشيحاً وجهه عن الباقين "رساليين وغير رساليين"، وناظراً إليها وحدها مكافأة على صِدقها.
تحياتي لك والكنزي والمكاوي ... .. .
|
|
|
|
|
|
|
|
|