|
Re: حبيس داخل الطائرة : (Re: محمد عبد الله الحسين)
|
لماذا هذا التواطؤ ؟ لماذا هذا التآمر أيتها الذاكرة المراوغة؟. قبل ساعات حاولت الاستعانة بك لتذكّر هذا الشخص الذي لم أتذكر أين قابلته.. و لكنك تكاسلتٍ و فشلت في أن تسعفيني. و الآن ما الذي بعث فيك هذا النشاط المفاجيء ؟ كيف فجأة أتيتي أمامي بأرشيف كامل لحوادث الطائرات التي حدثت خلال الشهور الماضية؟ طائرة سقطت في المحيط و هي متجهة لماليزيا و الطائرة الروسية التس سقطت في الجليد و أخرى احترقت في غابات الامازون.. ما شاء الله عليك أيتها الذاكرة الفتية.الآن فقط تستعرضين عضلاتك؟ تبا لك .
من النافذة نرى المدرج من بعيد تطير منه طائرة و اثنين و طائرتنا جاثمة… خشخشة المايكرفون المزعجة توقظ الجميع…أخيراً.
الطائرة ستعود ادراجها لأن هناك عطل فني. أصوت من خلفي و حولي تعلن عن ضجر و استياء: : - لا حول و لا قوة إلا بالله. - ده وقته؟ - دي ألمرة أسافر بهذه الخطوط …لكن تاني توبة.
- خلاص خليهم يرجعونا فندق. - فندق؟ أنا جاي عشان أحضر زواج ابن أختي ..ثلاثة أيام و أرجع..
الطائرة تتحرك في بطئ شديد لتقف في موقف جانبي.
تمر ربع ساعة..و نتفاجأ بمجموعة ترتدي ابرولات زرقاء تصعد الطائرة..
المضيفات يحاولن امتصاص تساؤلات الركب و طلباتهم…إجابات معلبة و متكررة:
- مدة بسيطة يتم إصلاح العطل و تطير الطائرة.
نتلفت و لا حول لنا و لا قوة فنحن محبوسون داخل هذا النفق المضيء.
تمر الدقائق و نسمع حركة و همس و اصوات …لعل إصلاح الطائرة يكون في مراحله الأخيرة..
تمر نصف ساعة و نسمع بين الحين و الحين تطمينات المضيفات من خلال اجابتهن و ابتساماتهن ...
ابتسامات في وجوههن تحاول أن تبدد قلق المتساءلين و تهديء مخاوف تبرز تتبدى خلف العيون و النظرات التائهة.
|
|
|
|
|
|
|
|
|