|
Re: الخَمر- الحقيقة الشعريّة وما وراء المقدّس (Re: زهير عثمان حمد)
|
حبيبنا زهير مودتي .. أنا عندي أحسن من كتب في الخمريات قريبنا توفييق صالح جبريل ==========================
وهذه خواطر سابقة كتبتها في البلد خواطر من كبري دنقلا وأنا تأمل في مقاصر جزيرة الصفوة :
قبل اشهر قليلة في اجازتي السنوية كنت اعبر كبرى دنقلا على قدمي .. ووقفت على منظر جزيرة (مقاصر) موطن توفيق صالح جبريل وكذلك صلاح احمد ابراهيم وأهل والدة خليل فرح فتأملت هذه الجزيرة من على الكبري ووقفت لفترة طويلة أطوي الزمن واستحضر الجمال .. حيث هنا كانت خيول الشيخ ( صالح جبريل ) الذي وصف انه كان ميسور الحال وعلاقة طبية بملوك ارقو .. وقيل ان سلالة خيوله كانت من خيل دنقلا الاصلية ووصلت الى بريطانيا .. ثم كانت امدرمان .. وبنى منزل فاخر بمقياس ذلك الزمان .. ( القلعة ) . ظلت الغيد والقوارير صرعى وأباريق بتن في اطراق توفيق في هذه القصيدة تفوق على كل شعراء الخمريات حتى زعيمهم ابونواس .. ومن عشقه للمكان والظرف الذي كان فيه لم تؤثر فيه كؤؤس الخمر .. لقد أتى على كل الموجود منه حتى صارت الاباريق خاليه .. بل وصفها بالاطراق وهو وصف أبلغ من ( فارغ ) ويعني أن الاناء خالي حتى من العوالق .. وكأن الشخص يسمع أزيز الهواء داخله .. ورغم ذلك فهو يطلب المزيد : إتني بالصبوح با بهجة الروح وأسقني إن كان في الكأس الباقي والصبوح هو خمر الصباح ومقابلها في العامية السودانية ( كوفار ) والكوفار كان ينشط البدن ويذهب بوعثاء الخمر الذي تناوله الشخص طوال المساء .. ولكن مع شاعرنا حتى ( الصبوح ) او الكوفار فيه شك ( إن كان في الكأس باقي ) .. ومن سحر تلك الليلة لم يتركوا ما يكفي للصبوح .. وفي عهد ما في السودان كان تناول الخمر عادة .. في المناسبات الافراح والحصاد والنفير والجلسات والولائم والاخوانيات ولم تكن تكتمل الجلسات إلا بأن تدار الكؤوس لأن ذلك كان بمثابة تتويج للجلسات الاخوانية .. وكان هذا الاسلوب متبعاً عندنا في اقاصي الشمال (بوقانا) .
شكراً زهير حبيبنا ..
|
|
|
|
|
|