|
Re: ماذا حلّ بالجيل andquot;إكسandquot;؟ (Re: محمد عبد الله الحسين)
|
لأرجح أن جدلاً عربياً مشابهاً، إن اندلع بجدّية، سيبقى هو أيضاً بلا حسم لوقت غير قصير. لكنه البدء في خوضه، واستخدام أدواته الخاصة به، يبدو اليوم حاجة. ربما ما عادت كافية ثنائيات نظام/ثورة، ديموقراطية/استبداد، مدنية/عسكرية، طائفية/علمانية، دولة/شعب، طبقة سياسية/مجتمع مدني، تطرف/اعتدال، ذكورية/نسوية، أكثرية/أقلية... هذا ليس للقول بأن التفكير جيليّاً سيحقق اكتمال الصورة بالضرورة، لكنه يسكب ضوءاً إضافياً على المشهد، ولعل تراكم مجموعة من الأسئلة يلحم الشريط المقطوع: هل يمكن التفكير في مواليد الطفرة والألفيِّين كقطبين أساسيين في الصراعات العربية الراهنة؟ الأنظمة السورية والمصرية واللبنانية والتونسية من جهة، ومعارضوها – بالسلاح ومن دونه – من جهة ثانية؟ هل الإسلام هو "الروح" لجسد جيل الألفية؟ أين "الجيل إكس" العربي؟
تنبّه العالم، أول الثورات، إلى نماذج احتفى بها وتفاءل، كما تنبهنا وتفاءلنا. وإذا أجرى أي منا الآن تمريناً ذهنياً سريعاً، ففكر في أول خمسة اسماء تخطر في باله ممن صنعوا باكورة "الربيع العربي" وانتموا إلى "جيل التسعينات"، فالأرجح أن الاستعراض سيقفل على الموت: الموت الطبيعي (نعم، في هذه السن المبكرة). الموت اغتيالاً أو سجناً. والموت المعنوي، انكفاءً، يأساً، بل وربما ندماً، أو لوذاً بما يؤمّن خلاصاً شخصياً محدوداً قليل الجلبة والتكاليف. لا رغبة هنا في التعميم، لكن رصد الظواهر مفيد. وإذا كان بين أبناء "إكس" العرب مَن ينتمي إلى أحد أطراف النزاع، في سوريا أو مصر أو لبنان أو اليمن أو العراق..، فلعل انتماءه هذا لا يحظى بختم جيله، بل بختم حافظ الأسد وعبدالناصر/مبارك/السيسي وصدام حسين وعلي عبدالله صالح وأمراء الحرب اللبنانية، وأسامة بن لادن وأبو بكر البغدادي وحسن البنا والخميني وعبدالله أوجلان وغيرهم الكثير، مع مراهقين وشباب وثلاثينيين يقاتلون تحت ألوية هؤلاء أو ضدهم، على الأرض أو في الإعلام التقليدي والبديل. لكن الأهم: كيف يقاتلون؟ وبأية أثمان تدار حرب أبناء الطفرة والألفية؟ وهل نحّي "التسعيناتيون" أنفسهم بأنفسهم، أم أجبروا على ذلك؟ وكيف؟ ولو حفر أبناء "إكس" العرب لجيلهم خطاً في الصراع، وحافظوا عليه، هل كانوا ليغيروا شكل الحرب ومآلاتها؟ بل هل كانوا لينتجوا مغايراً لما نراه ونسمعه، أدبياً وموسيقياً وسينمائياً وإعلامياً؟ فلننس الحرب لبرهة: ليوناردو ديكابريو "إكس" من مجايليهم، وكذلك إيثان هوك وأوما ثيرمان وبراد بيت، وقد وصفتهم مجلة "تايم" بالجيل الممتاز من الفنانين X-Cellent، واعتبرتهم متفوقين على أسلافهم من "دلّوعي" عقد الثمانينات. أين فناني "إكس" العرب اليوم، بين نجوم الشعر المصبوغ وأولئك الذين يصنعون محتوى "يوتيوب"؟ ولماذا لا أحد يهتم؟
|
|
|
|
|
|