حول المراحل التي مرَّ بها فكر محمود محمد طه.

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-03-2024, 05:07 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2018م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-08-2018, 03:05 AM

صلاح عباس فقير
<aصلاح عباس فقير
تاريخ التسجيل: 08-08-2009
مجموع المشاركات: 5482

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
حول المراحل التي مرَّ بها فكر محمود محمد طه.

    02:05 AM February, 07 2018 سودانيز اون لاين
    صلاح عباس فقير-المدينة المنورة
    مكتبتى
    رابط مختصر


    [العنوان الأصلي]
    (محمود محمد طه) يا للفقد الكبير!

    هذا الموضوع تداعى لوعيي ثم انساب على الكيبورد دفعةً واحدة،
    ومباشرةً عبر مشاهدتي للفديو الذي أحضره الأخ الدكتور ياسر الشريف،
    وموضوعه:
    محمود محمد طه رائد التحرير الوطني،
    أو شيء من هذا القبيل!
    وقدّم الاخ ياسر لهذا الفديو بخطاب موجه للأخ علي الكنزي:
    [[ٍأرجو أن تشاهد هذا الفيلم الوثائقي بدون نظرة مسبقة كالتي تبدو لي من كتاباتك عن الأستاذ:]]
    فوجدتني أنا المخاطب، ثم وجدتني بعد المشاهدة والتفاعل الكبير معه (أنداحُ):

    وقبل الاندياح:
    رأيت من الضروري أن ألخص مضمون الفكرة في مقدمة البوست،
    وهي أنني في حدود الحيثيات التي فهمتها من الفديو المشار إليه،
    تبين لي أن الأستاذ محمود محمد طه،
    كان يمثل حالة وطنيةً متميزة،
    كونه يزاوج في سبيل ذلك،
    بين الدعوة إلى الإسلام،
    والتفاعل مع الوعي المعاصر.
    ويبني بناءً على ذلك مواقف واضحة جدّاً من القضية الوطنية،
    لكنّني في ذات سياق الفديو،
    فهمت أن الأستاذ محمود محمد طه،
    بعد خروجه من السجن عام 1951،
    الذي كان اقتيد إليه بسبب مواقفه الوطنية،
    فهمت أنه خرج من السجن بفكره الجديد
    الذي يدعو فيه إلى الرسالة الثانية من الإسلام!
    فاعتبرت تلك اللحظة لحظةً مفصلية في سياق فكر الرجل،
    وعنيت بالفقد الكبير فقد الحركة الوطنية في بداية الخمسينيات
    لهذا المناضل الوطني الكبير،
    ولم أعنِ بذلك إعدامه على خلفيّة اتهامه بالردة،
    مع يقيني بأنّ الحكم نفسه باطل!
    ***
    ومع يقيني بأنّها مجرد خواطر، آمل أن تتبعها قراءات
    جادة لفكر الرجل عبر مختلف مراحل حياته،
    للتثبت من حقيقة الأمر،
    وعسى أن يكون في ذلك كلّه فائدة لحركة النضال الوطني!

    *
    أعتذر (لمن يريد) عن تغييري للعنوان الأصلي للموضوع.

    (عدل بواسطة صلاح عباس فقير on 02-12-2018, 05:52 PM)





















                  

02-08-2018, 03:12 AM

صلاح عباس فقير
<aصلاح عباس فقير
تاريخ التسجيل: 08-08-2009
مجموع المشاركات: 5482

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: (محمود محمد طه) يا للفقد الكبير! (Re: صلاح عباس فقير)

    ياسر الشريف
    السلام عليكم،
    وشكراً جزيلاً للفديو،
    استمتعت بمشاهدته أيّما استمتاع،
    رغم كوني مرهقاً، ومنشغلاً،
    لكن رأيتني مشدوداً للمتابعة!

    سبحان الله،
    قد كاد (الأستاذ محمود) أن يرسي قاعدةً راسخة
    للديمقراطية في السودان،
    لولا الوباء الصوفي!

    منذ أواخر الثلاثينيات بدأ الحزب الجمهوري،
    يباشر نضالاً دؤوباً تجاوبت معه مؤتمرات الخريجين،
    في كل مدن السودان،
    وكان من ثمرات هذا النضال أن التحقت بالحزب
    شخصياتٌ وطنية وثقافيّة بارزة،
    من وزن (محمد المهدي المجذوب).

    تواصل نضال الحزب،
    وأصبح قبلةً لكثيرٍ من المثقفين غير المؤدلجين،
    بسبب رؤيته الوطنية الواعية،
    ثم تعاظمت مكانته بين الجماهير إلى درجةٍ كبيرة،
    بسبب سجن زعيمه البارز (الأستاذ محمود)،
    من أجل موقفه الوطني من قضية (الخفاض الفرعوني)،
    حيث وقف فيها الموقف المتوازن الواعي الذي كان
    ينبغي أن يقفه أيّ وطنيّ واعٍ،
    ثم ماذا؟

    أُفرج عن القيادي الوطنيّ، الذي احتلّ من قلوب الناس
    مكانةً كبيرة، وأبصروا فيه فجر نهضةٍ قادمة،
    فاقتربت قيادات الحزب من زعيمها
    بعد إطلاق سراحه،
    ممنّيةً النفس بجولاتٍ أكثر ارتقاءً من النضال،
    حتى تتحقق أهداف الحزب الكبيرة!

    فماذا؟
    أُصيبوا بالصدمة والذّهول!
    لأنّ زعيمهم المحبوب أحدث إنقلاباً في الحزب،
    أطاح بالقاعدة الديمقراطية التي سكب من جهده
    وعرقه الكثير من أجل بنائها!

    أطاح بها،
    إذ توجه بالحزب نحو طريقٍ آخر!
    اسمحوا لي:
    إنه طريق يذكرني تماماً بالمشروع الحضاري الجبهجي!
    وبصداه القريب: مشروع الخليفة عبد الله التعايشي!
    ربط يثير التعجب والاستغراب،
    لكنه في نظري يتضمن قدراً كبيراً من الحقيقة!

    واجه محمود محمد طه قيادات الحزب المثقفة
    ورموزه الكبيرة، بأنّ الحزب سيتخلى عن السير في
    طريق النضال الوطني الذي بدأه،

    يا للأسف!
    وكلّ تلك المكتسباب؟
    وكل ذلك النبض الشعبيّ المتناغم من أجل بناء
    دولة وطنية مستقلة؟ والذي تشكّل من خلال الجهود
    التي بذلها (الأستاذ محمود) وقيادات الحزب الجمهوري،
    من أجل بناء حركة وطنية واعية!

    قد كاد (الأستاذ محمود) أن يبني قاعدة ومرتكزاً للديمقراطية
    في السودان،
    ولكن غيبوبة المتصوّف غيّبت وعيه،

    وإذ تمسك الأستاذ محمود باسم الحزب،
    مع خروجه عن خطه الفكري والنضالي،
    لم تجد قيادات الحزب وكوادره المثقفة بداً من الانفضاض عنه،
    وهي تتجرع المرارة والحسرة،

    ولم يُبال (الأستاذ محمود) بذلك،
    إذ عوّض عنهم بجماعةٍ من الشباب،
    لقيت أفكاره الجديدة هوىً في أنفسهم،
    وصادفت قلوباً خاليةً فتمكنت!

    لم يقدم محمود استقالته للحزب لأن أفق الحزب النضالي،
    صار ضيّقاً عن الآفاق التي شعر بأنها قد انفتحت
    أمامه في السجن،
    وكان هذا هو الطبيعي أن يتخلى محمود عن الحزب،
    لأنه تخلى عن فكره وأيديولوجيته،
    لكنه تمسك به،
    وأحدث فيه هذه التغييرات الهيكلية الجذرية،
    التي لم ينضجها عبر الحوار والشورى والديمقراطية،
    ،مع رفاقه في الحزب،
    فوجدوا أنهم قد صاروا خارجه!

    انقلاب أيديولوجي على الديمقراطية التي انبنى وتأسس
    عليها الحزب الجمهوري قام به محمود محمد طه،

    ولا بد أن الإنجليز والمصريين كلهم قد تنفسوا الصُّعداء،
    لمَّا رأوا هذا القائد الوطني الشاب،
    بعد خروجه من السجن يقرر السير في طريقٍ بعيد
    عن القضية الوطنية!

    سيقول الإخوة الجمهوريون:
    إنه لم يبتعد عن القضية الوطنية،
    لكن سلك بها نحو أفقٍ جديد، وهو مرحلة التنوير العلميّ!

    وأقول: حقّاً، التنوير والتبشير بالقيم الجديدة،
    قيم الحرية والعدل والمساواة،
    وتثقيف الجماهير بها،
    فريضة واجبة!

    ولكن،
    أيُّ تنويرٍ ذلك المخترق بادّعاء النبوة
    وشيءٍ من الألوهة!؟

    لا أنكر أنّ قدراً كبيراً من التنوير قد
    حدث من خلال رسائل الفكرة،
    ولكن أبطل فعاليّته ما أصابه من الاختراق الصوفي،
    بنظرية (وحدة الوجود)،
    فغدا (الحزب الجمهوري) جماعةً طائفيّة،
    زعيمها ليس شيخ طريقة فقط، وإنما هو رسولٌ،
    وشيءٌ من الإله،
    وأتباعها موعودون كذلك بشيءٍ من هذا الارتقاء،
    عن الصفات البشريّة!

    وراحت القضية الوطنية شمار في مرقة!
    وفقد السودان شخصيّةً وطنيّة فذّة،
    ومثقفاً من الطراز الرفيع،
    تمّ اختراق وعيه الكبير بذلك الوباء الصوفي،
    الذي طالما فتّ في عضد مبدعي هذه الأمة،
    ففقدوا التوازن الفكري!

    قال: فقدوا التوازن الفكري!
    هكذا سيقول البعض ساخراً، من حكمي
    على (الأستاذ محمود) بأنه قد فقد التوازن الفكري،
    وهو المثقف ذو القدرات الفكرية والتحليلية المهولة!
    ولكن هذه هي الحقيقة!
    وهل دليلٌ عليها أكثر من ادعائه شيئاً من الألوهة!
    وهذا شيء ثابت أرجو أن لا تشوّشوا علينا بإنكاره!

    ويُقال لي:
    فهل ترى أنّ الإيمان بالألوهية والرسالة والنبوة،
    يخالف طريق العقل والعلم والثقافة والديمقراطية؟
    فأقول:
    لا بالتأكيد،
    ولكن فارق كبير، بين الحقيقة والادعاء!

    (عدل بواسطة صلاح عباس فقير on 02-08-2018, 03:34 AM)

                  

02-08-2018, 03:22 AM

صلاح عباس فقير
<aصلاح عباس فقير
تاريخ التسجيل: 08-08-2009
مجموع المشاركات: 5482

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: (محمود محمد طه) يا للفقد الكبير! (Re: صلاح عباس فقير)

    إنها على أيّ حال، خواطر مرهقة،
    أشعر بأنها تحتاج لمزيد من المعالجة،
    لكن شعوري بأنّني اكتشفتُ محمود
    الذي فقدناه في الحقيقة عام 1951م،
    وليس عام 1985م.
    فلذا سارعت لتسجيل هذا الاكتشاف،
    عبر هذه الخواطر المرهقة!
                  

02-08-2018, 03:57 AM

Abureesh
<aAbureesh
تاريخ التسجيل: 09-22-2003
مجموع المشاركات: 30182

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: (محمود محمد طه) يا للفقد الكبير! (Re: صلاح عباس فقير)

    سلام
    قرات التداعيات بإعجاب شديد بوجهة نظر جديدة مهما اختلفت معها.. وبدأت وانا اقرا اكون الرد بأمل بداية نقاش من نوع جديد.. وللحق فكان رأيا يستحق الاحترام ومجهود فكرى.. ومما أجهزته للرد ان لو كل معارضى الفكرة نهجوا هذا النهج اوجدوا الاحترام والحفاوة..
    ولكن بعد ان وصلت الى النقطة التالية:

    "ولكن، أيُّ تنويرٍ ذلك المخترق بادّعاء النبوة
    وشيءٍ من الألوهة!؟"

    مد ابو حنيفة رجليه وخرجت من البوست.. فكانما كانت سقطة من قمة جبل الى قاع واد سحيق.. ولا قراءة لاكاذيب المهووسين وترديدها دون وعى بواسطة الاخ الكاتب.

    تحياتى
                  

02-08-2018, 05:02 AM

صلاح عباس فقير
<aصلاح عباس فقير
تاريخ التسجيل: 08-08-2009
مجموع المشاركات: 5482

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: (محمود محمد طه) يا للفقد الكبير! (Re: Abureesh)

    شكراً لك أخي أبو الريش للتجاوب مع هذه الخواطر!
    أمّا ما استنكرته من اختراق للفكر الجمهوري (العلمي) برؤية
    وحدة "الوجود الصوفيّة" فذلك يتعلّق بمحور دارت حوله كثير
    من الحوارات في هذا المكان!
    وعلى ما أظن ثبت لكلّ باحث عن الحقّ محايد:
    أنّ شخصية (الأستاذ محمود) ازدوج فيها البعدان:
    البعد الفكري المرتشف من معين الوعي العلمي المعاصر،
    والبعد الصوفي المفارق للوعي جملةً وتفصيلاً، فهذا الذي
    اخترق ذاك.
    وأنا أدعو إلى العودة إلى محمود محمد طه الشاب،
    وكما ذكرت فأنا لا أنكر مساهماتٍ تنويرية عديدة للفكرة
    بعد عام 1951م، لكن في رأيي ظلت مخترقة بذاك ...
                  

02-08-2018, 05:37 AM

عبد الصمد محمد
<aعبد الصمد محمد
تاريخ التسجيل: 12-12-2004
مجموع المشاركات: 1402

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: (محمود محمد طه) يا للفقد الكبير! (Re: صلاح عباس فقير)

    مجهود ممتاز وقراءة متأنية الأخ صلاح ولو انني قد لا أتفق مع الخلاصة لأن فترة السجن يبدو أنها لم تضيع الشاب المنفتح الذهن في غيابات التصوف بل شجعته للبحث في أهم المرجعيات التي ستأثر على مستقبل السودان ومحيطه ألا وهي الدين وحاول بعد قراءات منها الصوفي ومنها الفلسفي الإبحار عميقاً في النص الديني وفي تاريخ الإسلام الأول ليفهم الظروف الاجتماعية التي شكلت النصوص مقارنة بظروف الحاضر الاجتماعية (العالم الإسلامي في القرن العشرين) وأحدث إختراقات عظيمة تقدم الإسلام بشكل يناسب تماماً العصور الحديثة. أنا معك لا أفهم بعض ما إعتبره إنزلاقات مثل تلك الخصوصية التي سبقها على نفسه وتظهره بمظاهر فيها شيء من القداسة أو الوصول ولكن أقول لنفسي ربما أنا لم أفهم تماماً مقاصده. بالنسبة للأخ علي الكنزي أعتقد أن له قراءات جادة ومعرفة كبيرة بالفكرة وعرابها وأن كتاباته تفتح أبواب النقاش فقط أتمنى أن يتعامل مع القراءات بنقد ذاتي جديد للقراءات السابقة وتخليصها من كل ما هو شخصي والإنطلاق من قاعدة البحث عن أكثر إحتمال وتفسير لنفس الواقعة..شكراً صلاح
                  

02-08-2018, 06:30 AM

Ali Alkanzi
<aAli Alkanzi
تاريخ التسجيل: 03-21-2017
مجموع المشاركات: 9253

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: (محمود محمد طه) يا للفقد الكبير! (Re: عبد الصمد محمد)

    الاخ عبدالصمد محمد
    السلام عليكم
    سعدتُ بتعليقك الذي اتمنى أن اكون حسب ما تتوقعه، ونعود لقولك:
    Quote: بالنسبة للأخ علي الكنزي أعتقد أن له قراءات جادة ومعرفة كبيرة بالفكرة وعرابها وأن كتاباته تفتح أبواب النقاش فقط أتمنى أن يتعامل مع القراءات بنقد ذاتي جديد للقراءات السابقة وتخليصها من كل ما هو شخصي والإنطلاق من قاعدة البحث عن أكثر إحتمال وتفسير لنفس الواقعة..شكراً صلاح

    اريد أن اطمئنك أن لا غرض شخصي لي في ما اطرحه عن محمود محمد طه، ولكن من يعجر عن الانطلاق بالحوار معي يحملوني لجعل الحوار وكأني لي دوافع شخصية ضد تصل لحد الحقد احملها للاستاذ محمود
    وإني برئ من ذي وذاك
    وابشرك أن لي طرح ونقد للرسالة الثانية لم يأت به الأوائل.
    لك ودي واحترامي
                  

02-08-2018, 06:36 AM

صلاح عباس فقير
<aصلاح عباس فقير
تاريخ التسجيل: 08-08-2009
مجموع المشاركات: 5482

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: (محمود محمد طه) يا للفقد الكبير! (Re: عبد الصمد محمد)

    خالص الشكر والتقدير لك أخي عبد الصمد،
    أنا الآن لأول مرة أجد في نفسي الرغبة في الاستفادة من ثمرات جهد
    هذا الرجل، بعد شعوري بضرورة إحداث هذا التمييز في فكره
    بين الأصيل (الذي كان ثمرة الانفتاح على الواقع وعلى السياق
    الوطني خاصة) والدخيل (الذي كان ثمرة للانغلاق القسري بالسجن،
    ثم الاختياري بالخلوة والعزلة، نعم الخلوة لها فوائدها الكبيرة من ناحية
    شرعية وإيمانية، لكن لها كذلك مخاطرها الكبيرة).
    عموماً نحتاج نقترب لنعرف كيف كانت تلك الخلوة؟
    هل كان يطّلع فيها على كتب معيّنة؟
    شكواه وشعوره بالظلم في السجن، لما وضع مع حثالة المجرمين،
    فطالب بمعاملته معاملة أصحاب الفكر والسياسيين، هل كان لها أثر
    نفسيّ سلبي؟
    هذه وغيرها من الاسئلة والافتراضات، تفرض نفسها، عسى أن
    نستطيع تفسير ذلك الاختراق الصوفي، وما وصفته أنت برغبة
    في إضفاء قداسةٍ على موقفه الإصلاحيّ.
                  

02-08-2018, 06:47 AM

عزالدين عباس الفحل
<aعزالدين عباس الفحل
تاريخ التسجيل: 09-26-2009
مجموع المشاركات: 9025

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: (محمود محمد طه) يا للفقد الكبير! (Re: صلاح عباس فقير)



    صلاح عباس فقير





    سلام صديقي العزيز ،
    أراك في ديباجة مختلفة ،
    رحم الله الأيام الخوالي ،
    أذكرك بصلاة الأصالة ،
    فقط ،
    إشتياقي المنقطع النظير ،
    إلي شخصك الكريم ،
    الفاضل ،
    ،،،،






    عزالدين عباس الفحل
    ابوظبي

                  

02-08-2018, 07:11 AM

صلاح عباس فقير
<aصلاح عباس فقير
تاريخ التسجيل: 08-08-2009
مجموع المشاركات: 5482

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: (محمود محمد طه) يا للفقد الكبير! (Re: عزالدين عباس الفحل)

    مرحباً أخي العزيز عز الدين!
    يا رفيق درب الصبا الجميل!
    والحمد لله يا أخي،
    ما تراجعنا عن المبدأ والفكرة، ولكن نراجع.
    وصلاة الأصالة داخلة في الاختراق الصوفي (الوحدِوجودي)
    الذي ذكرته.
    أما الجهد الوطني الذي قام به محمود محمد طه،
    قبل عام 1951م فإنّه يستحق التنويه به،
    لأنه جهد متميز جداً.

    {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ
    وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا
    اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ } [المائدة: 8]
                  

02-10-2018, 06:02 AM

صلاح عباس فقير
<aصلاح عباس فقير
تاريخ التسجيل: 08-08-2009
مجموع المشاركات: 5482

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: (محمود محمد طه) يا للفقد الكبير! (Re: صلاح عباس فقير)

    لكل مواطنٍ ان يعتقد ما يشاء من العقائد،
    بيد أنّ ميدان الوطن ليس ميدان العقيدة،
    وكلُّ ما خطر لي من هذه الخواطر،
    فقد كنت فيه أتحرّك ضمن ميدان الوطن والمواطنة،
    فلذا وجدتُ أن الأستاذ محمود محمد طه،
    كان فقداً كبيراً للحراك الوطنيّ الديمقراطي،
    وذلك في السنين الأولى من الخمسينيات،
    بعد خروجه من السجن (الإجباري)،
    ودخوله للحبس الاختياريّ، أو ما يُسمّى بالعزلة والخلوة.

    مبدان الوطن ليس ميدان العقيدة،
    وإن كانت العقيدة بطبيعتها تأبى التّحييز والتّقييد،
    فهي المؤطّر لسلوك صاحبه حركةً وسكوناً،
    وهذا يخُص صاحبها والمشاركين له في الاعتقاد،
    أمّا سائر النّاس فيهمُّهم ما سوف تقدمه أنت (بعقيدتك)،
    من أجل الوطن،
    ومعيار النقد في الساحة الوطنية معيار موضوعي،
    بناءً عليه كان الحكم بأن الأستاذ محمود،
    أحدث انقلاباً في الحزب الجمهوري،
    إذ فرض عليه خياراتٍ لم تتجاوب معها أكثرية
    أعضاء الحزب!
    وكما ذكرت:
    كان اللائق بمحمود في هذه الحالة:
    أن يخرج هو من الحزب، ليؤسس حركته الجديدة.

    هذه (نقدة) أولى وموضوعية جداً في مواجهة
    الأستاذ محمود!
                  

02-10-2018, 09:24 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48781

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: (محمود محمد طه) يا للفقد الكبير! (Re: صلاح عباس فقير)

    سلام يا أخي صلاح عباس فقير
    والتحية لضيوفك
    لقد كان لدي استطلاع وأحب أن أعرف رأيك فيه قبل أن أعود للمشاركة معك في هذا البوست المحوري والمهم. وليت الأخ عز الدين الفحل أيضا يتفضل بإبداء رأيه في الاستطلاع.

    Re: استطلاع .. أرجو من الجميع المشاركةRe: استطلاع .. أرجو من الجميع المشاركة

    ياسر
                  

02-13-2018, 08:20 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48781

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: (محمود محمد طه) يا للفقد الكبير! (Re: Yasir Elsharif)

    الأخ صلاح عباس فقير
    تحية طيبة وبعد
    لقد سعدت باهتمامك بالفيديو ومشاهدته وكتابتك لهذا البوست. وسأحاول التعليق على نقاطك بشيء من التفصيل، الذي لا يخلو من الاقتباسات من المراجع، فأرجو الصبر عليَّ.
    قولك:
    Quote: [العنوان الأصلي]
    (محمود محمد طه) يا للفقد الكبير!

    هذا الموضوع تداعى لوعيي ثم انساب على الكيبورد دفعةً واحدة،
    ومباشرةً عبر مشاهدتي للفديو الذي أحضره الأخ الدكتور ياسر الشريف،
    وموضوعه:
    محمود محمد طه رائد التحرير الوطني،
    أو شيء من هذا القبيل!
    وقدّم الاخ ياسر لهذا الفديو بخطاب موجه للأخ علي الكنزي:
    [[ٍأرجو أن تشاهد هذا الفيلم الوثائقي بدون نظرة مسبقة كالتي تبدو لي من كتاباتك عن الأستاذ:]]

    وهذا هو الفيلم الوثائقي الذي ذكره الأخ صلاح:


    وهذه نسخة أخرى فيها بعض التوسع والتفصيل، إذ أن زمن الأولى 53 دقيقة وزمن الثانية 71 دقيقة:



    يتواصل
    ياسر
                  

02-13-2018, 07:52 PM

صلاح عباس فقير
<aصلاح عباس فقير
تاريخ التسجيل: 08-08-2009
مجموع المشاركات: 5482

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: (محمود محمد طه) يا للفقد الكبير! (Re: Yasir Elsharif)

    مرحباً أخي ياسر،
    على الرّحب والسّعة،
    وغايتنا بإذن الله هي الوصول إلى الحقّ والحقيقة،
    وفي سبيل ذلك لا بد من بذل الجهد،
    فقط أرجو أن يكون الطرح موجهاً نحو نقاط النزاع،
    وأن لا تكون المداخلات مطوّلةً بقدر الإمكان،
    حتى يتسنى لنا السيطرة على مسار الحوار.
    شكراً جزيلاً.
                  

02-14-2018, 00:39 AM

زينب محمد عبدالله
<aزينب محمد عبدالله
تاريخ التسجيل: 12-26-2010
مجموع المشاركات: 551

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: (محمود محمد طه) يا للفقد الكبير! (Re: صلاح عباس فقير)

    أنا التنزيل يعرفني ابن فني

    يضل الله بي خلقا كثيرا

    ويهدي بي كثيرا فاستبني

    ولكن لا يضل سوى نفوس

    بإنكار بغت وبسوء ظنّ

    وإني الملك والملكوت فضلا

    وإني صحرة الوادي وإني

    ولما كنت منه بغير فصل

    ولا وصل شهدت الكل مني

    أحقق من أريد بعلم حقي

    وأسكر من أشاء بخمر دنى

    وأسعد باللقا قوما وأشقى

    بهجري آخرين وبالتجني

    مقامي ليس يحصل بالترجي

    وحالي ليس يدريك بالتمني

    وما بات الهبات ولا العطايا

    بمسدود على أهل التهني

    ولكن القلوب لها عليها

    من الأغيار ينشأ كل كنّ

    وبالتوحيد يعرف كل شيء

    ويجهل كل شيء بالتثني

    هي الأبواب قد سدّت جميعا

    سوى بابي فدع عنك التعني

    وما أنا شاعر وجيمع نظمي

    بعيد عن مدى شعر المغني

    وميز بين الهام وشعر

    وصرّح بالمقام ولا تكني

    ولا تكفر بجهلك في كلامي

    ودعه لمن يوحد يا مثني

    ولا تعجل على ما لست تدري

    فإنك سوف تدري بالتأني

    نصحتك فاستطع صبرا معي إن

    سلكت عن الروافض نهج سني

    تعالى أصلنا عمن كل فرع

    وجلّ عن التزوّج والتبني

    وكل فتى على كل مقدار ما قد

    سقاه بكفه الساقي يغنى

    وحين رويت عنه روت بصدق

    جميع رجال هذا العصر عني

                  

02-14-2018, 08:20 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48781

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: (محمود محمد طه) يا للفقد الكبير! (Re: زينب محمد عبدالله)

    [size=150]واصل الأخ صلاح عباس فقير فكتب:
    Quote: فوجدتني أنا المخاطب، ثم وجدتني بعد المشاهدة والتفاعل الكبير معه (أنداحُ):

    وقبل الاندياح:
    رأيت من الضروري أن ألخص مضمون الفكرة في مقدمة البوست،
    وهي أنني في حدود الحيثيات التي فهمتها من الفديو المشار إليه،
    تبين لي أن الأستاذ محمود محمد طه،
    كان يمثل حالة وطنيةً متميزة،
    كونه يزاوج في سبيل ذلك،
    بين الدعوة إلى الإسلام،
    والتفاعل مع الوعي المعاصر.
    ويبني بناءً على ذلك مواقف واضحة جدّاً من القضية الوطنية،
    لكنّني في ذات سياق الفديو،
    فهمت أن الأستاذ محمود محمد طه،
    بعد خروجه من السجن عام 1951،
    الذي كان اقتيد إليه بسبب مواقفه الوطنية،
    فهمت أنه خرج من السجن بفكره الجديد
    الذي يدعو فيه إلى الرسالة الثانية من الإسلام!
    فاعتبرت تلك اللحظة لحظةً مفصلية في سياق فكر الرجل،
    وعنيت بالفقد الكبير فقد الحركة الوطنية في بداية الخمسينيات
    لهذا المناضل الوطني الكبير،
    ولم أعنِ بذلك إعدامه على خلفيّة اتهامه بالردة،
    مع يقيني بأنّ الحكم نفسه باطل!

    توخيا للدقة لم تكن مسألة الرسالة الثانية من الإسلام قد ظهرت في فكر الأستاذ في تلك الفترة المبكرة. بدأ الأستاذ محمود بكتابات في الصحف ابتداء من يناير 1951 قبل نهاية فترة خلوته الاختيارية التي يمكن التأريخ لها بشهر أكتوبر 1951.. ولكن في بداية نفس السنة بدأ الأستاذ محمود في الكتابة في الصحف، ففي يوم 27 يناير 1951 نشرت جريدة الشعب مقالين للأستاذ محمود الأول بعنوان "سعيد يتساءل" والثاني بعنوان "التربية بين السياسة والعلم أيضا مع الأستاذ أحمد لطفي السيد"، أما المقال الثالث فقد نشر بجريدة (( الرأي العام)) يوم 3 فبراير سنة 1951م. سوف أضع المقال الأول كاملا لأهميته في توضيح ما أنا بصدده:

    Quote: سعيد يتساءل

    بسم الله الرحمن الرحيم
    (الذين قال لهم الناس: إن الناس قد جمعوا لكم، فاخشوهم، فزادهم إيمانا، وقالوا: حسبنا الله، ونعم الوكيل)..
    صدق الله العظيم

    جريدة الشعب – السبت 27/1/1951م
    حضرة صاحب جريدة الشعب ص ب 226 الخرطوم..
    تحية، وبعد:-
    فقد اطلعت، بعددكم السادس، على كلمة من الأخ سعيد يتساءل فيها عني، وقد أعلم أن كثيرا من الأخوان يتساءلون، كما تساءل، فلزمني لهم حق الشكر، ولزمني لهم حق الإيضاح..
    عندما نشأ الحزب الجمهوري أخرج، فيما أخرج، منشورين: أحدهما بالعربية: (قل هذه سبيلي)، والآخر بالإنجليزية: ISLAM THE WAY OUT ضمنهما إتجاهه في الدعوة إلى الجمهورية الإسلامية.. ثم أخذ يعارض الحكومة في الطريقة التي شرعت عليها تحارب عادة الخفاض الفرعوني، لأنها طريقة تعرض حياء المرأة السودانية للإبتذال، وعلى الحياء تقوم الأخلاق كلها، والأخلاق هي الدين..
    ثم نظرت موضوع الدعوة إلى الإسلام، فإذا أنا لا أعرف عنها بعض ما أحب أن أعرف.. فإن قولك: (الإسلام) كلمة جامعة، قد أسيء فهم مدلولها الحقيقي، لأن الناس قد ألفوا، منذ زمن بعيد، أن تنصرف أذهانهم، عند سماعها، إلى ما عليه الأمم الإسلامية اليوم من تأخر منكر.. وما علموا أن المسلمين اليوم ليسوا على شيء..
    فأنت، إذا أردت أن تدعو إلى الإسلام، فإن عليك لأن ترده إلى المعين المصفى الذي منه استقى محمد، وأبوبكر، وعمر.. وإلا فإن الدعوة جعجعة لا طائل تحتها.. ولم تطب نفسي بأن أجعجع..
    وبينما أنا في حيرة من أمري إذ قيض الله (مسألة فتاة رفاعة)، تلك المسألة التي سجنت فيها عامين إثنين، ولقد شعرت، حين استقر بي المقام في السجن، أني قد جئت على قدر من ربي، فخلوت إليه.. حتى إذا ما انصرم العامان، وخرجت، شعرت بأني أعلم بعض ما أريد.. ثم لم ألبث، وأنا في طريقي إلى رفاعة، أن أحسست بأن علي لأن أعتكف مدة أخرى، لاستيفاء ما قد بدأ.. وكذلك فعلت..
    فهل حبسني ابتغاء المعرفة؟؟
    لا والله!! ولا كرامة.. وإنما حبسني العمل لغاية هي أشرف من المعرفة.. غاية ما المعرفة إلا وسيلة إليها.. تلك الغاية هي نفسي التي فقدتها بين ركام الأوهام، والأباطيل.. فإن علي لأن أبحث عنها على هدى القرآن – أريد أن أجدها.. وأريد أن أنشرها.. وأريد أن أكون في سلام معها، قبل أن أدعو غيري إلى الإسلام.. ذلك أمر لا معدى عنه.. فإن فاقد الشيء لا يعطيه.. فهل تريدون أن تعلموا أين أنا من ذلكم الآن؟؟ إذن فاعلموا: إني أشرفت على تلك الغاية، ويوشك أن يستقيم لي أمري على خير ما أحب..

    محمود محمد طه
    رفاعة

    إذن كان الأستاذ محمود أمينا على تقفي وتحصيل مبادئ الحزب الإسلامية التي جاءت في كتاب السفر الأول وفي المنشورين اللذين تمت الإشارة إليهما بعاليه. أرجو الرجوع إلى متن كتاب "السفر الأول" في طبعته الأولى عام 1945 وهو موجود في موقع الفكرة الجمهورية alfikra.org
    إذن اتجاه الأستاذ محمود لملء فراغ الفكر يعتبر كسبا للحركة الوطنية وليس فقدا لها.
    أرجو الرجوع إلى مرجع آخر تجده في قسم الكتب وهو البيان الذي ألقاه رئيس الحزب الجمهوري في الاجتماع العام للحزب الذي تم في نوفمبر 1951. سوف أقتطف من ذلك البيان هذه الفقرة:


    Quote: الحزب الجمهوري ليس حزبا يقوم على التهريج ، كما هي العادة المألوفة لدى الأحزاب التي نراها ، ونسمع عنها ، وإنما هو دعوة إلى فكرة ، أولا ، وقبل كل شيء ..
    والجمهوريون قوم ارتضوا هذه الفكرة ، وارتبطوا بها ، وعملوا على تحقيقها ..

    يتواصل

    ياسر[/size]
    التعديل لتصحيح إملائي في كلمة ملء

    (عدل بواسطة Yasir Elsharif on 02-14-2018, 03:21 PM)

                  

02-14-2018, 10:18 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48781

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: (محمود محمد طه) يا للفقد الكبير! (Re: Yasir Elsharif)

    اخترت هذه المادة المسجلة صورة وصوت لندوة بعنوان "الأستاذ محمود والمثقفون" قدمت في عام 2014 في البحرين فأرجو المتابعة لمن يتمكن، وأخص الأخ صلاح عباس فقير، والأخت زينب.




                  

02-14-2018, 01:28 PM

صلاح عباس فقير
<aصلاح عباس فقير
تاريخ التسجيل: 08-08-2009
مجموع المشاركات: 5482

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: (محمود محمد طه) يا للفقد الكبير! (Re: Yasir Elsharif)

    لا نزاع أخي ياسر،
    حول المضمون الفكري للحزب الجمهوري،
    واهتمام مؤسسيه بترقية الوعي،
    وأن يكون حزباً من أجل الوطن والمواطن.
    *****
    كلّ ما في الأمر أنّني لحظت
    أن الأستاذ محمود بعد تجربة السجن،
    صار مهموماً بخيارٍ آخر،
    أو صار متشوّفاً إلى مرحلة تطوّر أرقى من وجهة
    نظره، للحزب الجمهوري.
    مقاله عن سعيد يُشير إلى بدايات هذه النُّقلة في فكره.
    *****
    ورأيي:
    لو أن الحزب الجمهوري سار على ذات الوتيرة،
    متّبعاً ذات النهج الوطني المستقل،
    لكان أرسى قاعدةً راسخة لدولة ديمقراطية سودانية!
    ولأصبح الحزب الجمهوري منارة للفكر الحر
    والممارسة الديمقراطية!
    *****
    أريدك أن تقف مفصلا القول حول سبب
    انفضاض قيادات الحزب الجمهوريّ عنه!
                  

02-15-2018, 08:11 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48781

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: (محمود محمد طه) يا للفقد الكبير! (Re: صلاح عباس فقير)

    Quote: لا نزاع أخي ياسر،
    حول المضمون الفكري للحزب الجمهوري،
    واهتمام مؤسسيه بترقية الوعي،
    وأن يكون حزباً من أجل الوطن والمواطن.
    *****
    كلّ ما في الأمر أنّني لحظت
    أن الأستاذ محمود بعد تجربة السجن،
    صار مهموماً بخيارٍ آخر،
    أو صار متشوّفاً إلى مرحلة تطوّر أرقى من وجهة
    نظره، للحزب الجمهوري.
    مقاله عن سعيد يُشير إلى بدايات هذه النُّقلة في فكره.
    *****
    ورأيي:
    لو أن الحزب الجمهوري سار على ذات الوتيرة،
    متّبعاً ذات النهج الوطني المستقل،
    لكان أرسى قاعدةً راسخة لدولة ديمقراطية سودانية!
    ولأصبح الحزب الجمهوري منارة للفكر الحر
    والممارسة الديمقراطية!
    *****
    أريدك أن تقف مفصلا القول حول سبب
    انفضاض قيادات الحزب الجمهوريّ عنه!

    سلام يا أخي صلاح
    أنت تقول :
    Quote: لا خلاف حول المضمون الفكري للحزب الجمهوري،
    واهتمام مؤسسيه بترقية الوعي،
    وأن يكون حزباً من أجل الوطن والمواطن.

    وفي نفس الوقت لا تريد أن ترى أن مبادئ الحزب منذ قيامه كانت ترى طريقا دينيا لتحقيق رفعة الوطن، ولكن لم تكن تفاصيل الفكرة الدينية واضحة في أذهان الجمهوريين، وكل ما فعلوه كان في اتجاه الحماس وملء فراغه. وعندما بدأ ظهور الفكرة عام 1951 كتب الأستاذ تفصيلات مهمة في كتاب "قل هذه سبيلي" ولو لاحظت أن هذا كان عنوان المنشور الذي كتب أيضا بعد نشوء الحزب في الأربعينات. ليتك قرأت متن الطبعة الأولى من كتاب "قل هذه سبيلي" لتقف على التفصيلات التي أقصدها. سأضعها في أسفل المداخلة كهامش رقم 1.
    لو قرأت هذا الكتيب ما كنت كتبت ما كتبته في واحدة من مداخلاتك بعاليه عندما قلت:
    Quote: لكل مواطنٍ ان يعتقد ما يشاء من العقائد،
    بيد أنّ ميدان الوطن ليس ميدان العقيدة،
    وكلُّ ما خطر لي من هذه الخواطر،
    فقد كنت فيه أتحرّك ضمن ميدان الوطن والمواطنة،
    فلذا وجدتُ أن الأستاذ محمود محمد طه،
    كان فقداً كبيراً للحراك الوطنيّ الديمقراطي،
    وذلك في السنين الأولى من الخمسينيات،
    بعد خروجه من السجن (الإجباري)،
    ودخوله للحبس الاختياريّ، أو ما يُسمّى بالعزلة والخلوة.

    وأنت تقول "لكل مواطنٍ ان يعتقد ما يشاء من العقائد".
    ولكنك تعلم أن هذا الذي تقوله لا يقبله الإسلام التقليدي كعقيدة على مستوى الشريعة الإسلامية. فغير المسلم مطلوب منه أن يسلم أو يُقاتل إن كان مشركا بالله، أو إن كان من أهل الكتاب أن يسلم أو يدفع الجزية أو يُقاتل. وعجبت لك تقارن فكر الأستاذ محمود بمشروع الأخوان المسلمين وبالمهدية عندما قلت عنه أنه:
    Quote: توجه بالحزب نحو طريقٍ آخر!
    اسمحوا لي:
    إنه طريق يذكرني تماماً بالمشروع الحضاري الجبهجي!
    وبصداه القريب: مشروع الخليفة عبد الله التعايشي!
    ربط يثير التعجب والاستغراب،
    لكنه في نظري يتضمن قدراً كبيراً من الحقيقة!

    وأنا هنا فقط أذكِّرك بأن المشروع الحضاري الجبهجي هو الذي عمل على إخضاع الجنوبيين غير المسلمين بالقوة والعنف، ورفض الاستجابة لمطالب الجنوبيين الغير مسلمين بإلغاء قوانين سبتمبر، ورفض الاستجابة لمطالبهم المشروعة في بلدهم كمواطنين درجة أولى، وعوضا عن ذلك سمَّى الحرب عليهم في بلدهم بـ "الجهاد". فهل حقا الأستاذ محمود يذكِّرك بالمشروع الحضاري الجبهجي؟ دعني أنقل لك كلام البروفيسور فرانسيس دينق في كتابه: "صراع الرؤى: نزاع الهويات في السودان" ترجمة عوض حسن محمد أحمد، مركز الدراسات السودانية، القاهرة، ط2، 2001م، ص (114-122): ((بالنسبة للحدث الأول، فإذا ما حدث وتم اشراك الجنوبيين بشكل أكبر في عملية اتخاذ القرارات المؤدية للاستقلال لكان من الممكن غالباً، ضمان مساعدتهم في تطوير الترتيب الذي كان من الممكن أن يكون أكثر عدلاً في تقبل التنوع داخل الوحدة. ولو تحققت خلال فترة من الزمن حرية الحركة في البلاد والتعامل بين الجنوبيين والشماليين في اجواء من السلام والأمن، والانسجام النسبي، لكان ممكناً حينها دعم التكامل والاحساس بالهوية الوطنية. كان لابعاد وعزل الجنوبيين، خاصة في المرحلة النهائية لعملية تحقيق الاستقلال، جر البلاد في طريق جائر وصدامي دفين متوارث))...

    ((وبنفس القدر، إذا ما قُدر لمحمود محمد طه أن ينجح في تحقيق نظرته للمسيرة الإسلامية مرشداً للحركة السياسية في البلاد، لسادت الظروف المساعدة على المساواة بين المواطنين، وشجع احترام الأسس الديمقراطية على خلق رؤية للوطن تجد الاحترام من الشماليين والجنوبيين على حد سواء. وكان يمكن حينها أن يكون الاحساس بالهدف الوطني مدفوعاً بتعاليم الإسلام، الليبرالية، والمتسامحة كما فسرها "الأخوان الجمهوريين" مما يعني، على المدى البعيد، امكانية أن تحقق فلسفة "الأخوان الجمهوريين" نجاحاً أكبر في تطوير الانتماء والتقارب مع الإسلام، مقارنة بالنماذج الأكثر قهراً والتي مازالت مهيمنة الآن. ومهما كانت النتائج المفترضة لعملية الاستيعاب المتسامحة هذه داخل القالب الإسلامي. إيجابية أم سلبية للجنوب. أدى كبت فكر محمود محمد طه، إلى ضياع الفرصة لتطوير هوية وطنية أكثر شمولاً وتكاملاً. على كلٍ ساعد كبته في الحفاظ على هوية الجنوب كوحدة مختلفة ثقافياً ودينياً)).

    ودعني أثبت هنا ما كتبه الأستاذ بشير محمد سعيد بعنوان "الجمهوريون يرسمون الطريق"، وذلك في صحيفة السودان الجديد العدد 1630، الأحد 8 يونيو 1952، ونشر في كتاب عبدالله الفكي البشير "محمود محمد طه والمثقفون" صفحة 375، 376:
    ((أصدر الحزب الجمهوري الذي يتزعمه الأستاذ محمود محمد طه كتيباً يشتمل على أهداف الحزب وعلى مذكرة تفسيرية حول تلك الأهداف، والكتيب في مظهره متواضع من حيث طباعته وورقه، ولكنه من حيث معناه بلا شك فتح جديد في دنيا سياستنا المحلية)) وأضاف:
    ((إن الحزب الجمهوري بنشر "قل هذه سبيلي" إنما يرسم الطريق ويضرب الأمثال للأحزاب الأخرى التي تخلفت حتى الآن وعجزت عن نشر أهدافها ووسائلها أغراضها على الناس. وإني لأنتهز هذه الفرصة فأدعو جميع الأحزاب أن تحذو حذو الحزب الجمهوري فتخرج على الناس أهدافها ومراميها وتتعاون على تربية الشعب تربية سياسية لابد منها إن أردنا للشعب أن يكون له صوت وكلمة في حكتومته.))
    يتواصل
    مع خالص المودة والتقدير
    ياسر
    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

    هامش رقم 1
    قل هذه سبيلى

    الاقتصاد- الاجتماع
    التعليم – المرأة


    الإهداء

    الي الإنسانية التي أزرت بها ضراوة الوحشية فأفسدت في الأرض وقطعت أرحامها نقدم المدنية التي تقوم علي العدل والإحسان وإيتاء ذي القربى

    الحزب الجمهوري 1952



    بسم الله الرحمن الرحيم
    ((الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فأخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل))
    صدق الله العظيم



    دستور الحزب الجمهوري

    الاسم: الحزب الجمهورى
    الشعار: الحرية لنا ولسوانا
    المبدأ: تحقيق العدالة الاجتماعية الشاملة والحرية الفردية المطلقة
    الوسيلة: قيام حكومة سودانية ، جمهورية ، ديمقراطية ، حرة داخل حدود السودان الجغرافية القائمة الى عام 1934 وذلك بالعمل المتصل

    "أ" الوحدة القومية
    "ب" ترقية الفرد من رجل وامراة
    "ج" محاربة الخوف
    "د" الدعاية للسودان بالعمل الصادق والقول المقتصد
    "و" توطيد العلاقات مع البلاد الاسلامية والبلاد المجاورة بوجه خاص ومع سائر بلاد المعمورة بوجه عام


    العضوية :

    "أ" لكل سودانى او سودانية بلغت من العمر 18 سنة
    "ب" لكل مواطن ولد بالسودان او كانت اقامته فيه لا تقل عن عشر سنوات لم يغادر خلالها البلاد

    مال الحزب :
    يصرف مال الحزب فى تحقيق الاغراض التى من أجلها نشأ الحزب

    مذكرة تفسيرية

    الحزب الجمهورى دعوة الى مدنية جديدة تخلف المدنية الغربية المادية الحاضرة التى اعلنت افلاسها بلسان الحديد والنار فى هذه الحروب الطواحن التى محقت الارزاق وازهقت الارواح ثم لم تضع اوزارها الا وقد انطوت الضلوع على حفائظ تجعل فترة السلام فترة استعداد لمعاودة الصيال من جديد بصورة اكثر بشاعة واشد تسعيرا ..
    والفلسفة الاجتماعية التى تقوم عليها تلك المدنية الجديدة ديمقراطية اشتراكية تؤلف بين القيم الروحية وطبائع الوجود المادى تاليفا متناسقا مبرأ على السواء من تفريط المادية الغربية التى جعلت سعى الإنسان موكلا بمطالب المعدة والجسد ومن افراط الروحانية الشرقية التى اقامت فلسفتها على التحقير من كل مجهود يرمى الى تحسين الوجود المادي بين الاحياء ، وطلائع هذه المدنية الجديدة اهل القرآن الذين قال تعالى فيهم "وكذلك جعلناكم امة وسطا" اى وسط بين تفريط الغرب المادى وافراط الشرق الروحانى ودستور هذه المدنية الجديدة "القرآن" الذى تقدم بحل المسألة التاريخية التى اعيت حكمة الفلاسفة: مسألة التوفيق بين حاجة الفرد الى الحرية الفردية المطلقة وحاجة الجماعة الى العدالة الاجتماعية الشاملة .. وسمة هذه المدنية الجديدة الانسانية أنها ترى ان الاسرة البشرية وحدة وان الطبيعة البشرية حيث وجدت فهى بشرية وان الحرية والرفاهية حق مقدس طبيعى للاسود والابيض والاحمر والاصفر.
    وسيبدا الحزب الجمهورى بتنظيم منزله ومنزل الحزب الجمهورى السودان بكامل حدوده الجغرافية القائمة الى عام 1934 ذلك بأن هذه المدنية الجديدة لا بد لها أن تطبق داخل هذه الحدود قبل ان تسترعي انتباه الانسانية اللاغبة الضاربة فى التيه وأول خطوة فى سبيل تطبيقها اجلاء الاستعمار فى جميع مظاهره اجلاءا تاما ناجزا وسلاحنا فى اجلاء الاستعمار عدم التعاون معه اول الامر ، نبلغ بعدم التعاون هذه درجة العصيان المدنى اخر الامر ، فإذا تم ذلك فقد أصبح بقاء الإستعمار ضربا من المحال. وأما سبيلنا الى تحقيق العصيان المدنى فهو الاستقتال فى سبيل نشر الدعوة حتى تتم لنا الوحدة القومية بخلق سودان يؤمن بذاتية متميزة ومصير واحد يفهم افراده المسائل العامة على نحو قريب من قريب فتزول بذلك الفوارق الوضعية من اجتماعية وسياسية فترتبط اجزاء القطر من شماله وجنوبه وشرقه وغربه فيصبح كتلة سياسية واجتماعية متحدة الأغراض، متحدة المنافع، متقاربة الإحساس ..

    شذرات عن المدنية الإسلامية

    الإقتصاد – الإجتماع – التعليم – المرأة


    غاية الحياة انجاب الفرد السعيد وهي هي غاية الحكومة الصالحة .. والفرد السعيد من تمتع بجمال الجسم ، وجمال العقل. ولا يتوفر جمال الجسم ، وجمال العقل للفرد الا إذا حقق فرديته التي ينماز بها عن سائر أفراد القطيع. ولكي يحقق كل فرد فرديته لا بد من الحرية وعلي رأسها الحرية من الخوف. والحرية من الخوف تقوم علي حريتين إثنين هما الحرية من الفقر ، والحرية من الجهل ولكفل هاتين الحريتين اللتين هما إرهاص للحرية من الخوف وجب أن تكون الحكومة إشتراكية ، ديمقراطية. فالإشتراكية للحرية من الفقر ، والديمقراطية للحرية من الجهل ، وهذه الحكومة الإشتراكية الديمقراطية ، هي التي عنيناها "بالجمهورية" و سنتحدث فيما يلي بإيجاز شديد عما نريد بالإشتراكية وبالديمقراطية.

    الإشتراكية

    1- الإشتراكية تنمية الموارد الطبيعية ، وعدالة توزيع الثروة .. أما تنمية الموارد الطبيعية فبالحذق الفني والمعرفة بالعلوم التجريبية والطبيعية والخبرة بإختراع الآلة أو بإستخدامها في جميع وسائل الإنتاج إستخداما مقصودا به الي توفير الفراغ وتوفير المتاع وبالإدارة الحازمة الرشيدة. وأما عدالة توزيع الثروة فتعني المساواة الإقتصادية وهي أن يكون هناك حد أدني لدخل الفرد يستطيع في حدوده أن يعيش عيشة تليق بالإنسان الكريم علي أن يكون هذا الحد مكفولا حتي للعجزة الذين لا ينتجون ، وحتي للإطفال ، وكلما زادت الثروة بنماء الموارد الطبيعية كلما أرتفع الحد الأدني للدخول حتي تتحقق الرفاهية لكل فرد من أفراد المجموعة.
    2- لتحقيق المساواة الإقتصادية وجب أن تكون جميع موارد الثروة ملكا للمجموعة تديرها لمصلحتها علي أسس تعاونية تمدها الحكومة المركزية بالخبرة الفنية والتوجيه الرشيد كلما اقتضت الحال حتي يعمل الناس لأنفسهم بأنفسهم جميع ما يحتاجونه.
    3- الأرض جميعها ملك للمجموعة توزع علي قاعدة الإيجارات لا علي قاعدة الملكية الفردية ، وتدار علي طريقة الجمعيات التعاونية تعينها الحكومة المركزية بالخبرة الفنية والتوجيه الرشيد.
    4- الملكية الفردية تقتصر علي ملكية المنزل والحديقة حوله والأثاث والسيارة الي آخر ما لا يستلزم استخدام مواطن استخداما يستغل فيه عرقه لزيادة دخل مستخدمه.
    5- الزائد من ريع الأرض والموارد الأخري توجهه الحكومة المركزية الي إنشاء موارد للرزق مناسبة في أنحاء القطر التي لا تتمتع بموارد طبيعية سخية.
    6- مهم جدا ان يعمل الناس كل ما يحتاجونه بأنفسهم علي الطريقة التعاونية فلا ينتظروا من الحكومة المركزية الا الإعانة بالخبرة الفنية المتعذرة عليهم فإن ذلك أدني أن يجنبهم خطر الحكومة المركزية القوية قوة تنقلب معها دكتاتورية غاشمة تفوت علي الأفراد فرصة الإستمتاع بالحرية الفردية التي هي وحدها الغاية وراء النظم الحكومية.
    7- للحكومة المركزية حق الإشراف علي توزيع الدخل القومي بين المناطق الكثيرة الإنتاج والقليلة الإنتاج حتي تتحقق المساواة الإقتصادية بين أبناء القطر الواحد.
    8- لا توزع الحكومة المركزية الدخل القومي بين المناطق الكثيرة والقليلة الإنتاج علي أساس الصدقة ولا الإحسان وإنما في شكل مشاريع إنتاج تمكن الأفراد من الكسب بالعمل.
    9- علي الحكومة المركزية استجلاب الآلات وتنظيم التدريب الفني حتي تقل الحاجة الي استخدام الأيدي وحتي يتوفر الإنتاج فيتفرغ الناس للدرس وللتأمل ولللإستمتاع بثمرات الفنون والآداب والعلوم.
    10- الحكومة المركزية مسئولة عن تنمية موارد الثروة الطبيعية وأهمها المورد البشري ، فيجب أن توفر له ، وأن تكفل له المساواة في فرص الصحة ، وفرص التعليم ، وفرص التمدين.
    11- محاربة الفقر حيث وجد وبأي صورة وجد ، محاربة لا هوادة فيها ، ولا لين ، أكبر واجبات الحكومة المركزية فإن الطبيعة البشرية لا تضار بشيء ما تضار بالحاجة والخصاصة.

    الديمقراطية

    حكم الشعب بواسطة الشعب لمصلحة الشعب: تلك هي الديمقراطية الشعبية ، وهي الديمقراطية التي نريد. وقد ينبغي أن نعلم هنا أن الشعب المستنير اليقظ الساهر علي حقه في الحرية وحقه في الحياة وحده هو الذي يستطيع أن يحقق الديمقراطية الشعبية فإذا ما أردنا الديمقراطية حقا فقد وجب أن نميز المعرفة ونحترمها وأن نميز العارفين ونحترمهم ووجب لذلك أن نجعل حق الإنتخاب لا يناله الا المواطن الحائز علي حظ خاص من العلم وحق الترشيح لا يناله الا المواطن الحائز علي حظ اخص علي أن نجعل وكدنا توسيع هاتين الدائرتين حتي تشمل أولاهما كل مواطن وكل مواطنة وحتي تشمل ثانيتهما أكبر عدد ممكن من المواطنين رجالا ونساء علي السواء. فإذا كان ذلك كذلك فقد وجب أن تكون أكبر وزارة في الحكومة الصالحة وزارة المعارف ، إذ علي عاتق الحكومة الصالحة يقع واجب تعليم الشعب تعليما شاملا برصد أغلب ميزانيتها لإنشاء المدارس وإعداد المدرسين حتي يتمكن سائر الشعب من المشاركة الفعالة في إنتخاب حكامه ومراقبتهم ومحاسبتهم علي جميع ما يأتون وما يدعون فإن ثمن الحرية الفردية دوام السهر علي رعايتها.
    1- علي الحكومة الصالحة أن ترتب جميع مرافقها بحيث يكون تنوير الشعب هدفها الأول فالمشرع ، والقاضي ، والإداري والبوليس يجب أن يكونوا جميعا ، كل في مجاله ، مدرسين للشعب يعينوه علي إكتساب العفة وحفظ الكرامة وحب النظام وإحترام القانون والحرص علي أداء الواجب والتفاني في الخدمة العامة وفي تعمير الخراب وتجميل القبيح وفي أن يحرص كل فرد علي أن يترك الحياة أعمر بمعاني الخير والحب والمرحمة مما وجدها ، فإن ذلك أدني أن يخلق رأيا عاما حكيما وأن يهيء بيئة سليمة تعين منابع الخير المستكنة في الصدور أن تنبجس ، ثرة ، طيبة.
    2- في الحديث عن الإشتراكية قلنا أن الناس يجب أن يعملوا كل شيء لأنفسهم بأنفسهم علي أسلوب الجمعيات التعاونية ونقول هنا في الحديث عن الديمقراطية أن الناس يجب أن يعملوا كل شيء لأنفسهم بأنفسهم علي أسلوب الحكومات المحلية فتتنافس الحكومات المحلية فيما بينها في تحقيق المجموعة الصالحة وفي إنجاب الفرد السعيد وفي نشر التعليم وتقليل الجرائم واستتباب الأمن. وعلي الحكومة المركزية أن تشرف علي تنسيق جهود الحكومات المحلية المختلفة حتي يتقدم القطر نحو الحضارة كوحدة متماسكة.
    3- واجب تنوير الشعب يقع علي الأفراد المتعلمين أيضا علي قاعدة "كل واحد يعلم واحد" تشرف علي ذلك الجمعيات الخيرية والحكومات المحلية.
    4- في الحديث عن الإشتراكية قلنا علي الحكومة المركزية واجب تنمية الموارد الطبيعية للثروة ونقول هنا أن أهم هذه الموارد المورد البشري فإن علي عدده ونوعه تتوقف تنمية الثروة المعدنية والنباتية والحيوانية فواجب الحكومة أن تنمي عدده و أن تستجيد نوعه بالرعاية الصحية والتعليم فإن الفرد الصحيح المتعلم لا بد منتج عقليا وعضليا إنتاجا يزيد في الثروة القومية من جميع نواحيها يضاف الي ذلك أن الفرد الصحيح المتعلم لا تطيب نفسه باستهلاك كل ما ينتج ، بل إنه لا تطيب نفسه باستهلاك كل ما ينتج لأنه يفكر في مصلحة الجماعة وهو لا بد يعلم أن المساواة الإقتصادية لا تتيسر إذا كان الأفراد لا ينتجون أكثر مما يستهلكون.

    التعليم

    1- التعليم تحرير المواهب الطبيعية: العقل والقلب من أسر الأوهام ، فإن بصفاء الذهن وسلامة القلب تتحقق حياة الفكر وحياة الشعور وهي وحدها الحياة الكاملة السعيدة.
    2- مع أن أغراض التعليم في سبحاتها العليا واحدة ، الا أنا نستطيع بالنسبة لنتائجه المباشرة أن نقسمه الي ضربين: ضرب يراد به الي تحرير المواهب الطبيعية كما أسلفنا آنفا ، وضرب يراد به الي إكساب الخبرة الفنية كالمقدرة علي الإدارة الرشيدة والمعرفة بأساليب تنظيم الإنتاج والإستهلاك والحذق بطرق إستغلال موارد الثروة بإختراع الآلات أو بإستعمالها وبترقية العلوم الطبيعية والتجريبية وبمتابعة الإختراع والإستكشاف والمعرفة بالطب والفلك والرياضة والهندسة أو التشريع والقضاء أو التمريض الي آخر ما هنالك من منادح التعليم المهني وهذا الضرب من التعليم ضروري لزيادة الثروة القومية ولتحقيق الرفاهية للأفراد وهو التعليم الرسمي والمسئولة عنه الحكومة المركزية التي يجب أن تخضع إعتباراته لحاجة الجماعة ، ومن ثم يقع التمييز فيه بين الرجال والنساء لا بل ويقع التمييز فيه بين الرجال والرجال. فليس كل رجل صالحا أن يكون طبيبا ، ومحاولة خلق الطبيب من الموسيقار إهدار لمصلحة المجموعة ، وإنما تصان مصلحة المجموعة بتشجيع الموهبة الطبيعية وتثقيفها في كل مطبوع ، مع مراعاة تنويع الإنتاج وتوازنه وفق مطالب الخدمة العامة.
    3- التعليم الذي يراد به الي تحرير المواهب الطبيعية محصوله مكارم الأخلاق وهو التعليم المقصود بالذات لأنه الوسيلة الوحيدة المفضية عن قرب قريب الي الحرية من الخوف التي بها وحدها يتمكن كل إنسان من تحقيق إنسانيته وفي تحصيله يستوي الرجال والنساء وتقع المسئولية عنه علي عاتق كل رجل بمفرده ، وكل إمرأة بمفردها ، ولا يعدو واجب الحكومة فيه تنظيم الحياة الخارجية علي شكل يمكن الفرد من رجل وإمرأة من أن يجد فيه أقل عدد ممكن من الصعاب و أكبر قدر ممكن من التشجيع في سبيل جهوده ولا يعدو واجب الجماعة فيه خلق رأي سمح لا يضيق بأنماط الشخصيات المتباينة ولا يحارب مناهج الفكر المتحرر.
    4- الخوف أول معلم عرفه الإنسان علي هذا الكوكب وهو من ثم قد تمكن من سويداوات القلوب تمكينا. ومع أن الي الخوف يرجع الفضل في ترقي الحياة الإنسانية سمتا فوق سمت الي مرتبتها الحاضرة فإنه لا يتسني للإنسانية أن تبلغ الكمال المقدور لها الا إذا تحررت منه تحريرا وقد أني لها أن تفعل وسبيلها الي ذلك التحرير حل الخلاف البادي بين الذات الإنسانية وبين العالم الواقعي المكون من الحقائق والمظاهر التي تسمي بالطبيعة ذلك بأن الإنسان بكل ما في نفسه من التركيب الآلي الضعيف وبكل رغباته ، ومخاوفه ، وشكوكه التفكيرية يري نفسه أمام عالم طبيعي إمتزجت رحمته وقسوته ، وخطره وامنه علي أسلوب كأنه في ظاهره يعمل علي أسس تناقض بناء التفكير البشري فإلي أن يعيد الإنسان الوحدة والإنسجام بينه وبين هذه القوي المادية الصماء التي تحيط به لا يمكنه أن ينتصر علي الخوف البتة. وهو لكي يعيد الوحدة والإنسجام بينه وبين الطبيعة لا بد له من أمرين إثنين أولهما معرفة حقيقة القانون الذي تسير عليه هذه الطبيعة وثانيهما العمل علي السير بحياته سيرا مصاقبا لذلك القانون لا معارضا له: أما القانون الذي تسير عليه الطبيعة فقد حكاه القرآن وروحه أن ليس في العوالم جميعها علويها وسفليها كائن الا الله وكل ما عداه مستمر التكوين لا يستقر له قرار ولا يقيم علي حال وهو في تقلبه من صورة الي صورة وفي تطوره من حال الي حال خاضع كل الخضوع لإرادة حكيمة لا مكان فيها للمصادفة وإنما تاتي كل ما تأتي بقدر مقدور وحساب دقيق فإذا ما أراد الإنسان أن يسير بحياته سيرا مصاقبا لهذا القانون لا معارضا له وجب عليه أن يتمرن بطريقة منظمة علي أن يحيا دائما في حال من الوعي الداخلي واليقظة وضبط النفس ، فلا يأتي أعماله صغيرها وكبيرها الا بروية وتقدير حتي تقل بذلك الأعمال التي يأتيها بحكم العادة وعفو الساعة وكلما قلت أعمال العادة كلما زادت أعمال الروية ، وكلما إزدادت أعمال الروية كلما أشرق الذهن وتنبهت المشاعر وأرهف الحس وأتسعت الحياة ، وإذا إتسعت الحياة فقد علمت الخير وإرادته وقدرت عليه. والحياة القادرة هي الحياة الكاملة السعيدة التي ننشدها جميعا.
    5- ولكن كيف يمرن الإنسان نفسه بطريقة منظمة علي أن يحيا دائما في حالة من الوعي الداخلي واليقظة وضبط النفس؟؟ الجواب قريب:
    بان يقلد محمدا فى منهاج حياته تقليدا واعيا مع الثقة التامة بانه قد اسلم نفسه الى ارادة هادية تجعل حياته مطابقة لروح القرآن وشخصيته متاثرة بشخصية اعظم رجل وتعيد وحدة الفكر والعمل فى وجوده ووعيه كليهما ، وتخلق من ذاته المادية وذاته الروحية كلا واحدا متسقا قادرا على التوفيق والتوحيد بين المظاهر المختلفة فى الحياة : اما توحيد الذات المادية والذات الروحية فى كل واحد مؤتلف فهو الكسب العملى من عقيدة التوحيد التى هى القاعدة الاساسية من قواعد الاسلام ومعناه مطابقة السيرة للسريرة وموافقة العقل الظاهر للعقل الباطن وصدق الانسان مع تفسه صدقا ينتفى معه الكذب والنفاق والرياء ويتحد فيه الفكر والقول والعمل فيفكر الناس كما يريدون ويقول الناس كما يفكرون ويعمل الناس كما يقولون وهذا هو مطلب القرآن الى الناس حين قال جل من قائل "يا أيها الذين آمنوا لم تقولون مالا تفعلون ؟ كبر مقتا عند الله ان تقولوا مالا تفعلون" وتوحيد السيرة والسريرة لدى الفرد هو تحقيق فرديته التى ينماز بها عن سائر افراد القطيع وقد سلف القول بذلك.
    6- ليقرا الناس القرآن وليتدبر الناس القرآن وليتخلق الناس بأخلاق القرآن فان فيه خلق الله الأعظم.

    المرأة

    1- المرأة غير الرجل ولكنه ليس أفضل منها لمجرد كونه رجلا وإنما لكل منهما فضائله وهما فى زحمة الحياة متممان لبعضهما البعض حتى أنه ليصح أن يقال ان الوحدة الاجتماعية ليست الفرد من رجل أو امرأة وإنما هى الزوج من رجل وامرأة وكونهما متممين لبعضهما البعض يجعل التكئة على التفضيل بينهما عبثا سخيفا وإنما العبرة بان ينمى كل منهما فضائله التى اشرجت فى تكوينه حتى يخدم مجموعته فى ميدانه الذى قد خلق وهو مستعد له استعدادا فطريا وحتى يحقق كل منهما انسانيته بالصدق مع نفسه لا يتكلف ما ليس من طبعه أصالة.
    2- من مخلفات الماضى اذا المجتمع القائم على المنافسة فى منادح الكسب وعلى المناجزة فى مسالك الحياة ان خضعت المرأة للرجل وباعته نفسها بيع السوام مقابل أن يغذوها وأن يحميها ، هذا وضع سيء ينبغى ان يزول بشمول المساواة فى الفرص للرجال والنساء على السواء وحينذاك لا تصبح المزية قوة الساعد وإنما قوة العقل وقوة الخلق.
    3- اشرف مهنة فى المجتمع مهنة الامومة لانها تصنع الرجال وقد تفردت بها المرأة فينبغى ان تلقى من المجتمع البر والكرامة ليجئ ابناؤها ابرارا كراما.
    4 – ليس السفور غاية فى ذاته وانما الغاية الحرية وهى حق طبيعى مقدس للرجال والنساء على السواء وللحرية ثمن وهو حسن التصرف فيها وتحمل المسئولية عنها ، ولن تشب الانسانية من الطفولة الحاضرة الى الرجولة المرتقبة الا بتحمل تبعات حرية التصرف ، وللمرأة السافرة ، الحسنة التصرف فى الحرية الواسعة التى لديها افضل واكمل من المرأة المتحجبة الحسنة التصرف فى الحرية الضيقة التى لديها . فينبغى ان يعين الرجال ازواجا وآباء وأخوانا النساء على اكتساب اكبر قسط ممكن من الحرية على ان يحسنّ التصرف الفردى والجماعى فى تلك الحرية المكتسبة .
    5- ولكن اين الغيرة ، وهل يجب ان تزول ؟؟ كلا ان الغيرة ما ينبغى ان تزول فانه ما من امة نزعت الغيرة من صدور رجالها ، الا ونزعت الصيانة من حجور نسائها. ولكن يجب ان لا يكون مصدر الغيرة الخوف وسوء الظن ، والحرص على استغلال المرأة باعتبارها ملكا خاصا بالرجل وانما يكون مصدر الغيرة لدى الرجل حرصة العام على مكارم الاخلاق بالعفة والصون لدى جميع النساء حيث وجدن وهو يجب ان يحمل زوجه على العفة لا بالزجر والسدود والقيود وانما بان يعف هو بسيرته وسريرته فان المعصوم يقول: "عفوا تعف نساؤكم" وان اصدق القائلين يقول: "والطيبات للطيبين" فليكن الرجل طيبا تكن المرأة طيبة ، وهذه هى الغيرة الكريمة.
    6- اذا كان للمرأة حقوق فان عليها واجبات ما ينبغى لها ان تتخلف عن الاضطلاع بها ، لانها ثمن حقوقها . واول هذه الواجبات ان تعلم انها ليست رجلا بل ليست مزيتها فى ان تكون رجلا وانما مزيتها فى ان تكون انثى كاملة الانوثة ، كما ان مزية الرجل فى ان يكون رجلا كامل الرجولة ، فاذا استيقنت المرأة من هذا فانها ستخلق الجو الذى تلتقى فيه وتترعرع فضائل الرجولة الكاملة والانوثة الكاملة: الحب والجمال والرحمة والتسامح ، والعدل ، والشجاعة والعفة والمروءة.
    خاتمة
    اما بعد فهذا هذا فيما يتعلق بالمدنية الجديدة التى ينشدها الحزب الجمهورى وهى مدنية اسلامية لا شرقية ولا غربية وانما الفت بين فضائل الشرق وفضائل الغرب فى نسق وورثت تراث البشرية فى بحثها الطويل عن الحق فان ظنها اقوام انها بعيدة المنال غير ممكنة التحقيق فليصدقنى هؤلاء انا لسنا فيها شعراء ، ولا اصحاب خيال وانما نحن نقدم بها منهاجا تعليميا ممكن التطبيق مضمون النجاح وهو منهاج عملى كالطعام والشراب وكل ما هناك ان تراعى كل امة فى تطبيقه امكانياتها الحاضرة ، ثم تترقى وتتطور فى مراقيه حتى تبلغ اوجه. ونحن نتقدم بهذه المدنية الى الإنسانية جمعاء لا نفرق بين قبيل منهم ونعلم حق العلم ان علينا لان نطبقها داخل حدودنا الجغرافية ، قبل ان نتوقع استجابة لها من الافاق الأخرى. وان اول خطوة فى سبيل تطبيقها لهى اجلاء الاستعمار اجلاء تاما ناجزا. ولإجلاء الاستعمار لابد من ضم الصفوف. ولا تضم الصفوف الا اذا فكر الناس جميعا فى شئ واحد ، واحبوا جميعا شيئا واحدا وسلكوا جميعا سبيلا واحدا ولقد نعلم جيدا ان داءنا العضال هو التفرقة التى نشات من سوء فهم بعض الناس لاغراض بعضهم الآخر ولمقاصده ، ومرد سوء الفهم هو اختلاف الامزجة والميول فى افراد البيئة الاجتماعية الواحدة اختلافا كبيرا ، ذلك بان الامزجة المختلفة ، تحمل الناس على عادات مختلفة وهذه العادات المختلفة تقوى بطول المراس ،حتى تصبح حواجز بين الافراد تفرق اهواءهم وتباعد بين قلوبهم وتباين اساليب تفكيرهم فاذا ماعدنا جميعا الى ترسم روح السنة بتقليد محمد والى الاهتداء باخلاق القرآن فستتوحد بيئتنا الاجتماعية وستتشابه عاداتنا وستتقارب اساليب تفكيرنا ، وسنلتقى جميعا فى فكرة واحدة هى الحرية وسنحب جميعا شيئا واحدا هو الكمال ، وسنسلك جميعا طريقا واحدا هو طريق الحق . وستلقى علينا معرفة الحق تبعة العمل بالحق وايسر مايقضى به العمل بالحق عدم التعاون مع المبطل فانك انت حين تدفع الضريبة لحكومة مستعمرة او حكومة مفسدة انما تعينها على باطلها ، وتشاركها فى افكها ، وتتحمل بذلك كفلا من اصرها . وايسر سبيليك ان تمتنع عن اعانتها وتابى التعاون معها . وهذا ماعنينا بالعصيان المدنى الذى لا يجلو الاستعمار جلاء تاما بايسر منه ولا اقل ..

    الحزب الجمهورى
    1952

    (عدل بواسطة Yasir Elsharif on 02-15-2018, 08:16 AM)

                  

02-16-2018, 01:06 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48781

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: (محمود محمد طه) يا للفقد الكبير! (Re: Yasir Elsharif)

    الأخ العزيز صلاح
    تحية طيبة
    قلت في مداخلتك الأولى في البوست:
    Quote: ومع يقيني بأنّها مجرد خواطر، آمل أن تتبعها قراءات
    جادة لفكر الرجل عبر مختلف مراحل حياته،
    للتثبت من حقيقة الأمر،
    وعسى أن يكون في ذلك كلّه فائدة لحركة النضال الوطني!

    وأنا أيضا آمل أن تقوم بقراءة جادة لفكر الأستاذ محمود، وأشكرك على إقرارك الضمني أنك غير مطلع بما يكفي على هذا الفكر، إذ يتضح لمن يقرأ بوستك أنك تصف المنهج الصوفي بـ "الوباء" وتفهم مسألة "وحدة الوجود" بغير ما هي في فكر الأستاذ محمود، ثم أنك ترى أن الأستاذ محمود ادعى النبوة وشيئا من الألوهية.
    وتقول في مداخلتك الثانية:
    Quote: سبحان الله،
    قد كاد (الأستاذ محمود) أن يرسي قاعدةً راسخة
    للديمقراطية في السودان،
    لولا الوباء الصوفي!

    Quote: قد كاد (الأستاذ محمود) أن يبني قاعدة ومرتكزاً للديمقراطية
    في السودان،
    ولكن غيبوبة المتصوّف غيّبت وعيه،

    ربما تكون خلفيتك الفكرية متأثرة بالفكر السلفي الذي يشيطن التصوف، وربما كان لما نراه من ضعف التصوف على أيامنا هذه أثره على هذه النظرة السلبية للتصوف. أما الأستاذ محمود فيرى أن التصوف هو أقرب المناهج إلى فهم الدين الإسلامي فهما صحيحا.
    قولك في مداخلتك الثانية أيضا:
    Quote: سيقول الإخوة الجمهوريون:
    إنه لم يبتعد عن القضية الوطنية،
    لكن سلك بها نحو أفقٍ جديد، وهو مرحلة التنوير العلميّ!

    وأقول: حقّاً، التنوير والتبشير بالقيم الجديدة،
    قيم الحرية والعدل والمساواة،
    وتثقيف الجماهير بها،
    فريضة واجبة!

    ولكن،
    أيُّ تنويرٍ ذلك المخترق بادّعاء النبوة
    وشيءٍ من الألوهة!؟

    هذه فرية أشاعها عن الأستاذ محمود خصومه. وأنا بكل احترام أطلب منك أن تأتيني بالدليل من أقوال الأستاذ محمود أو كتاباته على أنه ادعى الألوهية أو ادعى النبوة.
    قولك:
    Quote: لا أنكر أنّ قدراً كبيراً من التنوير قد
    حدث من خلال رسائل الفكرة،
    ولكن أبطل فعاليّته ما أصابه من الاختراق الصوفي،
    بنظرية (وحدة الوجود)،
    فغدا (الحزب الجمهوري) جماعةً طائفيّة،
    زعيمها ليس شيخ طريقة فقط، وإنما هو رسولٌ،
    وشيءٌ من الإله،
    وأتباعها موعودون كذلك بشيءٍ من هذا الارتقاء،
    عن الصفات البشريّة!

    باختصار عند الأستاذ محمود وحدة الوجود هي أصل التوحيد. وقد كتب باختصار هذه الفقرة في كتاب "أسئلة وأجوبة الأول":
    Quote: ليس في الوجود إلا الله.. والمخلوقات هي مظاهر قدرته ــ هي قدرته مجسدة ــ وقدرته ليست غيره، وإنما هي، عند التناهي، ذاته.. فالمخلوقات هي الله.. والإنسان طليعتها في ذلك، في اعتبار العروج إلى الله من درجات البعد، بين القدرة، والإرادة، والعلم، والذات.. فالمخلوقات هي الله، ولكن الله ليس المخلوقات.

    وفي موضع آخر من نفس الكتاب كتب:
    Quote: التصوف الإسلامي مداره التوحيد، والتوحيد يقول: إن الوجود وحدة، لأنه صورة من خالقه الواحد وحدة مطلقة. وإنما التعدد الذي نراه نحن، ونظنه أصلاً، وهم، من أوهام حواسنا القواصر.. وكلما تخلصنا من أوهام الحواس، كلما اتضحت أمامنا الوحدة، التي تؤلف بين المظاهر المختلفة، حتى أنه إذا اتفق لنا أن ننظر إلى الوجود بعين الله لم نر غير الوحدة.. هذه النظرة القائمة على التوحيد المجود هي نظرة الصوفية.. ولذلك فإن رياضة الصوفية التعبدية تقوم على اكتساب المقدرة على النظر إلى الوجود بعين الله، وذلك بتوحيد الذات البشرية، أسوةً بالذات الإلهية، وذلك بالرياضة على توحيد الفكر، والقول، والعمل.. والقاعدة الذهبية "يأيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون؟ * كبر مقتاً عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون". وعندهم لا يستطيع القرب من مقام هذه الوحدة إلا الأحرار. والأحرار عندهم أندر الأشياء وجوداً.. قال أحدهم:
    تمنيت على الزمان محالاً * أن ترى مقلتاي طلعة حرٍ

    وقد جاء أيضا في نفس الكتاب هذه الفقرات التوضيحية عن مسألة "وحدة الوجود" أضعها وآسف للإطالة ولكنها لا بد منها:

    Quote: لكل ذرة في الوجود شكل هرمي ..

    نريد أن نخرج من هذا الاستطراد بأن العلم والجهل وجهان لعملة واحدة، التفاوت بينهما تفاوت مقدار.. ونريد من هذا الاستطراد أن نقرر أن الحق والباطل وجهان أيضاً لأمر واحد، وهما معاً مظهران للحقيقة الواحدة..
    الحق مظهر للحقيقة الباطل فيها مغلوب، فهو من ثم حق.. والباطل مظهر للحقيقة الحق فيها مغلوب، وهو من ثم باطل.. وقد قلنا إن أحمد إناء الحق، وأحمد مخلوق.. وقلنا أن إبليس إناء الباطل، وإبليس مخلوق، والفرق بين المخلوقين أن أحمد هو الوجه القريب من الحقيقة، وإبليس هو الوجه البعيد.. وقول الله تعالى "كل من عليها فان، ويبقى وجه ربك، ذو الجلال والإكرام" يعني أن الوجود له شكل هرمي، قمته أحمد، وقاعدته إبليس.. فأحمد هو وجه الوجود الذي يلي الله، وهو من ثم باق، لا يفنى إلا قليلاً.. وإبليس هو وجه الوجود الآخر، البعيد من الله، وهو من ثم فان، لا يبقى إلا قليلاً.. وفناؤه إنما هو تقلبه في الصور، يطلب البقاء، والترقي، والتطور المستمر في مراقي الحق.. وكل ذرة من ذراري الوجود لها شكل هرمي.. الحق، في ذلك، والباطل سواء.. أحمد وإبليس في أمر الشكل الهرمي سواء.. ولكن التفاوت بينهما في المقدار.. بمعنى أن الهرم الأحمدي رفيع القمة رفيع القاعدة، وأما الهرم الإبليسي فإنه كثيف القمة، كثيف القاعدة.. والقمة، والقاعدة، وما يجري من تفاوت في الدرجات بين القمة والقاعدة إنما هي مظاهر الله.. والله، تبارك وتعالى، في حد ذاته، غني عن المظاهر، وإنما ظهر لحاجتنا نحن لمعرفته، وبمظاهره عرفناه.. وهناك حديث قدسي قال الله تعالى فيه.. "كنت كنزاً مخفياً، فأردت أن أُعرف، فخلقت الخلق، فتعرفت إليهم، فبي عرفوني" والكنز المخفي إشارة إلى الذات في مرتبة الصرافة، وهي مرتبة فوق العبارة، وفوق الإشارة، لا تعرف.. فلما أراد تعالى أن يعرفه عباده تنزل من مرتبة الصرافة إلى مرتبة الاسم، فسمى نفسه الله.. ثم تنزل إلى مرتبة الصفة، فسمى نفسه الرحمن، ثم تنزل إلى مرتبة الفعل، فسمى نفسه الرحيم، ثم تعلقت بهذه الأسماء، الأسماء الحسنى، التي سمى بها تعالى نفسه، ثم قال "قل أدعوا الله، أو أدعوا الرحمن، أياً ما تدعوا، فله الأسماء الحسنى" والأسماء الحسنى تنزلات في المدارج، وهي تتفاوت، تفاوت مقدار، وأقربها إلى فهمنا الأسماء ذات الضد، مثل المحيي، المميت، أو الضار، النافع، أو المعز، المذل.. وإنما كانت هذه الأسماء الزوجية أقرب إلى فهمنا لأن الازدواجية، بطبعها، أقرب إلى إدراك العقول.. ومن هذا الباب فإن الله هو الذي يهدي، وهو الذي يضل.. قال تعالى: "يضل به كثيراً، ويهدي به كثيراً، وما يضل به إلا الفاسقين" فمن ناحية الهدى، والإضلال، فإن أحمد مظهر اسم الله الهادي، وإبليس مظهر اسم الله المضل.. فإذا استقر هذا في الأذهان يستقر أيضاً أن الوجود كله مظهر الله في مستويات مختلفة، وما نسميه نحن الخلق ما هو غير الخالق..
    وحدة الوجود ..

    وسيقول قائل إن هذه هي وحدة الوجود، فليعلم هذا أن وحدة الوجود هي التوحيد، وما أنكرها، من أنكرها، إلا لجهله بحقيقتها، فوحدة الوجود تعني أن ليس في الوجود إلا فاعل واحد، ومريد واحد، وكل ما في الوجود إنما هو أثر لإرادة واحدة، لا تتعدد..


    أرجو أن أكون قد استطعت أن أنقل لك وللقراء من كتابات الأستاذ ما يشرح ويوضح مسألة "وحدة الوجود".
    وتقبل مني وافر المودة والتقدير


    ياسر

    (عدل بواسطة Yasir Elsharif on 02-16-2018, 01:17 PM)

                  

02-16-2018, 06:26 PM

Ali Alkanzi
<aAli Alkanzi
تاريخ التسجيل: 03-21-2017
مجموع المشاركات: 9253

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: (محمود محمد طه) يا للفقد الكبير! (Re: Yasir Elsharif)

    الاخ صلاح فقير
    في مسيرتك في ما أتي به الاستاذ محمود ، ارجو أن لا يغيب عنك امرأن:
    الاول : ان الاستاذ اتي بالرسالة الثانية للاسلام وهي التي قال عنها انها تصلح لانسان القرن العشرين الذي لا تتماشى معه الرسالة الاولى،
    فالرسالة الاولى عند محمود هي القرآن المدني ، والثانية هي القرآن المكي .
    لهذا ارجو ان لا يختلط عليك ما يشاع قوله (الفكرة الجمهورية)
    لأني كما قلت لك هناك رسالة ثانية وليس فكرة جمهورية كما يحب تلاميذ الاستاذ التغطية عليها ومحمود لم يدع يوماً انه مفكراً بل أتي بما لم تات به الرسل من قبله فقد أصبح هو مكان موسى الذي كلم ربه تكليما وعيسى الذي رفعه الله إليه
    ومحمد صلى الله عليه وآله وسلم الذي أخذ شريعة صلاته من الله دون واسطة جبريل
    فمحمود رسالته الثانية قادته لأن يسلك طريق محمد حتى كان قاب قوسين أو ادني وقال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (ها أنت وربك) فاخذ محمود شريعته من الله كفاحاً دون واسطة)
    تلكم الاولى
    أم الثانية:
    فعليك أن تلقي النظر وانت شهيد على ما طرحتُ في مكان آخر من هذا المنبر قولي أدناه لترى التشابك والاهتزاز (والنطيط) من المكي إلى المدني واليك ما جاء عني:

    كان سؤالي كالاتي
    ما رأي الجمهوريين في من قال محمود سيده وقال لا مانع عنده في الحرية الجنسية لمن بلغ الثامنة عشر؟


    فالحرية الجنسية تعني الزنى، والزنى جاء فيه حكم الحدود في الإسلام واستاذكم أقر بالحدود وتطبيقها ولكن جعل التطبيق يكاد أن يكون متعثراً. هذا لا ينفي أن الرسالة الثانية لا تقر بالزني ولا السرقة ولا قتل النفس .
    ولكن ما يجعل رأس الانسان يدور وبصفة خاصة الجمهوريون منهم. هي أن الحدود جاءت في القرآن المدني الذي قال عنه صاحب الطرح مصدر السؤال (طه جعفر) أن محمود عطله أي عطل القرآن المدني واحكامه.
    فكيف يجمع الاستاذ بين قرآن مدني جاءت فيه الأحكام الحدية في الشريعة الاسلامية. ودعوة محمود التي تستند على القرآن المكي ولا يحمل احكام حدية؟
    هذا هو السؤال المتفرع من السؤال المطروح كموضوع.


    لهذا ليس لك من بد إلا البقاء حتى تجيب على هذا المشكل والتناقض المخل بما أتي به الاستاذ؟

    ما ادخره لكم من طرح أعظم مما قلته، لكني غير متعجل لقفل الحوار عن الرسالة الثانية التي تحاولوا جاهدين أن تحولها (للفكرة الجمهورية) وهذا تحريف لرسالة صاحب الدعوة الاستاذ محمود محمد طه.
                  

02-16-2018, 07:39 PM

Ali Alkanzi
<aAli Alkanzi
تاريخ التسجيل: 03-21-2017
مجموع المشاركات: 9253

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: (محمود محمد طه) يا للفقد الكبير! (Re: Ali Alkanzi)

    كنتُ احسب أن الاستاذ محمود يقارن به
    ولا يقارن هو بالأخر
    لأنه هو الانسان الكامل الذي تبع طريق محمد موطأ القدم بالقدم حتى قاده لشجرة المنتهي وقال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (ها أنت وربك ) وأخذ شريعته من الله كفاحاً
    واتانا بالرسالة الثانية الصالحة لانسان القرن العشرين
    فها هم تلاميذه يفرحون بمن دعى لطريق محمد
    يفرح تلاميذه ببشارة أن استاذهم هو غاندي آخر كان وغاندي الأخر هذا يعبد البقرة؟
    وها انتم تفرحون بطه جعفر الذي لا يتحرج أن يقول أن الاستاذ محمود سيده ويزيد الشعر بيتاً قائلاً:
    " انه لا يتحرج من الحرية الجنسية لبنته عندما تبلغ الثامنة عشر".
    وتفرحون بأن استاذكم يشبه بمن كان إلهه بقرة .
    والله لقد ضاع الطريق امامكم
    وننتظر المزيد
                  

02-17-2018, 03:55 AM

زينب محمد عبدالله
<aزينب محمد عبدالله
تاريخ التسجيل: 12-26-2010
مجموع المشاركات: 551

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: (محمود محمد طه) يا للفقد الكبير! (Re: Ali Alkanzi)

    اخترت هذه المادة المسجلة صورة وصوت لندوة بعنوان "الأستاذ محمود والمثقفون" قدمت في عام 2014 في البحرين
    فأرجو المتابعة لمن يتمكن، وأخص الأخ صلاح عباس فقير، والأخت زينب.
    ____________________________________________________________________________

    تسلم اخى الكريم د. ياسر .. ان شاء الله اتمكن من مشاهدة هذه الندوة القيمة
    تحياتى
                  

02-17-2018, 05:35 AM

صلاح عباس فقير
<aصلاح عباس فقير
تاريخ التسجيل: 08-08-2009
مجموع المشاركات: 5482

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: (محمود محمد طه) يا للفقد الكبير! (Re: Ali Alkanzi)

    سلام الله عليك أيها الكنزي،
    ورجاء تعرف على موقف من تريد أن تنتقده جيداً،
    أولاً.

    وشكراً لك أخي ياسر، على ما أوردته من البيانات
    والأدلة، دفاعاً عن الفكرة.
    وأقول لك:
    إنّني في الحقيقة لست على استعدادٍ للدخول في
    مجادلة حول ما إذا كان الأستاذ محمود ادعى
    النبوة وشيئاً من الألوهة أم لا، فهذا الموضوع
    على ما أعتقد قُتل بحثاً في هذا المنبر العام،
    والخصوم الذين تعنيهم من فرسان هذا المنبر،
    أتوا بالأدلة الدامغة من صلب الفكرة على ما
    تودون نفيه.
    وسوف آتي بالروابط الدالة على ذلك، لمن لم
    يتأتى له أن يتابع تلك الحوارات.
    وفي الواقع كانت حواراتٍ مشهودة، أستطيع
    أن أقول: قد ووري فيها الفكر الجمهوري إلى
    مثواه الأخير، ولم يبق منه إلا بقايا حطام،
    وفي الواقع: هذه البقايا والله ما سهلة، تتضمن
    حصاد تجربة فكرية سودانية أصيلة، لولا
    أن عاجلها ذلك الوباء الصوفي، فأودى بها
    كما أودى بكثير من المبدعين السودانيين!

    بلى، الصوفية هي الوباء القاتل للإبداع،
    وهي الصخرة التي تحطمت عندها حركة
    الخريجين عموماً، عندما لم تجد إلا أن تسجد
    بين يدي الحزبين الكبيرين، وهل لهذين
    الحزبين من أيديولوجية سوى الصوفية!؟

    مميّزات الشخصية السودانية، ثمرة للبعد
    الحضاري العميق، الضارب في أعماق الزمن،
    لكنّ الوباء الصوفي هو الذي أصابها في مقتل!

    فتش عن سبب وقوع المثقفين السودانيين
    في بؤرة الخيبة والفشل، ستجد فيروس الصوفية
    قد استوطن خلايا وعيهم!

    فيروس الصوفية هو الذي دفع منصور خالد
    الداعي إلى الحوار مع الصفوة، إلى أن يولي
    ظهره لكل الموروث الفكري والديمقراطي،
    ويوظف نفسه مستشاراً لزعيمٍ يريد تحقيق
    أهدافه بقوة السّلاح، (هذا بغض النظر عن النهاية
    التي انتهى إليها جون قرنق وطنياً وحدويا
    ديمقراطيّاً)!

    لم يكن صدفةً أن منصور خالد، في نهايات مشواره
    مع الحركة المسلحة، قام بإصدار ثلاث مجلدات
    كبيرة، ينوّه فيها بالموروث الصوفي لأسرته!

    ولا ريب أن الصوفي حمد النحلان جد المدعو
    (حسن الترابي) كان يباشر بالنيابة عنه اتخاذ
    كثير من القرارات المصيرية، فهو الذي وظف تلك
    الثقافة القانونية والدستورية لحفيده من أجل وأد واحدة
    من أكبر القيم الديمقراطية، في كتابٍ عنوانه:
    (في المسألة الدستورية)!
    ولا ريب أن حمد النحلان هو الذي أوحى لهذا
    المثقف بالتخطيط لتنفيذ إنقلاب عسكري على
    الديمقراطية!

    أما البعد الصوفي في المثقف الذي أسس لحركته
    بالدعوة إلى تحرير الفكر، فكانت نُقلةً كبيرة في
    حركة التحرير الوطني!
    لكن يبدو أن العزلة الإجبارية التي فرضت عليه
    بالسجن، ثم السجن الاختياري الذي اختاره
    باتخاذه قرار العزلة، يبدو أن هذا كله قد أثار
    جينات الصوفية في تكوينه، فكان ذلك الانقلاب
    المدني الذي أحدثه في الحزب الجمهوري!

    أتفق معك أن السلفيين يُشيطنون الصوفية،
    أنا على ما أظن فقط أنظر إليها نظرة موضوعية،
    ما هي الصوفية؟
    هل يُتصور أن يكون للصوفية منهج للتغيير الوطني؟
    في مرحلة من مراحل وعيي، قلت: ربما أن الصوفية
    هي الملاذ الذي ينبغي أن ألوذ به!
    فسافرتُ إلى شابّ متصوف في مدني وصفوه لي،
    كان طالباً بكلية الهندسة جامعة الخرطوم، فنبذها،
    وكان ذلك بعد الانتفاضة 1985م، فسألته عن رؤيتهم
    للتغيير الوطني، فحدثني عن الحكومة الكونية التي
    يرأسها أقطاب الصوفية، وأن كل حركة أو سكون
    في السياسة وغيرها إنما يتم من خلال الاجتماع
    الكوني الدوري الذي يعقدونه بحضور الرسول
    شخصيّاً!

    الصوفية إن كانت ستتحيز في تكاياها ومعابدها،
    فستظل محل احترامٍ يليق بها، ولذلك لا يجوز لها
    بحكم طبيعتها أن يكون لها موقف لا في السياسة
    ولا في الفكر، لأن غاية المتصوف أن يخطط
    لعدم التخطيط، ويفنى عن وعيه، ليُحلّق في فضاءٍ
    آخر!
    الصوفية بطبيعتها ضد أي نوع من أنواع الاجتهاد
    الفكري أو العلمي لإحداث نوع من التطور أو التغيير!

    أمَّا من كان يعتقد أن الصوفية هي فقط وسيلة
    للتزكية وتصفية النفس، فلا خلاف معه.

    عفواً للاستطراد غير المقصود،
    لكنه على أي حال يجيء في مواجهة استطرادك
    وخوضك في أمور ليست هي محل النزاع
    بيننا!

                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de