|
Re: (محمود محمد طه) يا للفقد الكبير! (Re: صلاح عباس فقير)
|
سلام قرات التداعيات بإعجاب شديد بوجهة نظر جديدة مهما اختلفت معها.. وبدأت وانا اقرا اكون الرد بأمل بداية نقاش من نوع جديد.. وللحق فكان رأيا يستحق الاحترام ومجهود فكرى.. ومما أجهزته للرد ان لو كل معارضى الفكرة نهجوا هذا النهج اوجدوا الاحترام والحفاوة.. ولكن بعد ان وصلت الى النقطة التالية:
"ولكن، أيُّ تنويرٍ ذلك المخترق بادّعاء النبوة وشيءٍ من الألوهة!؟"
مد ابو حنيفة رجليه وخرجت من البوست.. فكانما كانت سقطة من قمة جبل الى قاع واد سحيق.. ولا قراءة لاكاذيب المهووسين وترديدها دون وعى بواسطة الاخ الكاتب.
تحياتى
| |
|
|
|
|
|
|
Re: (محمود محمد طه) يا للفقد الكبير! (Re: Abureesh)
|
شكراً لك أخي أبو الريش للتجاوب مع هذه الخواطر! أمّا ما استنكرته من اختراق للفكر الجمهوري (العلمي) برؤية وحدة "الوجود الصوفيّة" فذلك يتعلّق بمحور دارت حوله كثير من الحوارات في هذا المكان! وعلى ما أظن ثبت لكلّ باحث عن الحقّ محايد: أنّ شخصية (الأستاذ محمود) ازدوج فيها البعدان: البعد الفكري المرتشف من معين الوعي العلمي المعاصر، والبعد الصوفي المفارق للوعي جملةً وتفصيلاً، فهذا الذي اخترق ذاك. وأنا أدعو إلى العودة إلى محمود محمد طه الشاب، وكما ذكرت فأنا لا أنكر مساهماتٍ تنويرية عديدة للفكرة بعد عام 1951م، لكن في رأيي ظلت مخترقة بذاك ...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: (محمود محمد طه) يا للفقد الكبير! (Re: صلاح عباس فقير)
|
مجهود ممتاز وقراءة متأنية الأخ صلاح ولو انني قد لا أتفق مع الخلاصة لأن فترة السجن يبدو أنها لم تضيع الشاب المنفتح الذهن في غيابات التصوف بل شجعته للبحث في أهم المرجعيات التي ستأثر على مستقبل السودان ومحيطه ألا وهي الدين وحاول بعد قراءات منها الصوفي ومنها الفلسفي الإبحار عميقاً في النص الديني وفي تاريخ الإسلام الأول ليفهم الظروف الاجتماعية التي شكلت النصوص مقارنة بظروف الحاضر الاجتماعية (العالم الإسلامي في القرن العشرين) وأحدث إختراقات عظيمة تقدم الإسلام بشكل يناسب تماماً العصور الحديثة. أنا معك لا أفهم بعض ما إعتبره إنزلاقات مثل تلك الخصوصية التي سبقها على نفسه وتظهره بمظاهر فيها شيء من القداسة أو الوصول ولكن أقول لنفسي ربما أنا لم أفهم تماماً مقاصده. بالنسبة للأخ علي الكنزي أعتقد أن له قراءات جادة ومعرفة كبيرة بالفكرة وعرابها وأن كتاباته تفتح أبواب النقاش فقط أتمنى أن يتعامل مع القراءات بنقد ذاتي جديد للقراءات السابقة وتخليصها من كل ما هو شخصي والإنطلاق من قاعدة البحث عن أكثر إحتمال وتفسير لنفس الواقعة..شكراً صلاح
| |
|
|
|
|
|
|
Re: (محمود محمد طه) يا للفقد الكبير! (Re: عبد الصمد محمد)
|
الاخ عبدالصمد محمد السلام عليكم سعدتُ بتعليقك الذي اتمنى أن اكون حسب ما تتوقعه، ونعود لقولك:
Quote: بالنسبة للأخ علي الكنزي أعتقد أن له قراءات جادة ومعرفة كبيرة بالفكرة وعرابها وأن كتاباته تفتح أبواب النقاش فقط أتمنى أن يتعامل مع القراءات بنقد ذاتي جديد للقراءات السابقة وتخليصها من كل ما هو شخصي والإنطلاق من قاعدة البحث عن أكثر إحتمال وتفسير لنفس الواقعة..شكراً صلاح |
اريد أن اطمئنك أن لا غرض شخصي لي في ما اطرحه عن محمود محمد طه، ولكن من يعجر عن الانطلاق بالحوار معي يحملوني لجعل الحوار وكأني لي دوافع شخصية ضد تصل لحد الحقد احملها للاستاذ محمود وإني برئ من ذي وذاك وابشرك أن لي طرح ونقد للرسالة الثانية لم يأت به الأوائل. لك ودي واحترامي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: (محمود محمد طه) يا للفقد الكبير! (Re: عبد الصمد محمد)
|
خالص الشكر والتقدير لك أخي عبد الصمد، أنا الآن لأول مرة أجد في نفسي الرغبة في الاستفادة من ثمرات جهد هذا الرجل، بعد شعوري بضرورة إحداث هذا التمييز في فكره بين الأصيل (الذي كان ثمرة الانفتاح على الواقع وعلى السياق الوطني خاصة) والدخيل (الذي كان ثمرة للانغلاق القسري بالسجن، ثم الاختياري بالخلوة والعزلة، نعم الخلوة لها فوائدها الكبيرة من ناحية شرعية وإيمانية، لكن لها كذلك مخاطرها الكبيرة). عموماً نحتاج نقترب لنعرف كيف كانت تلك الخلوة؟ هل كان يطّلع فيها على كتب معيّنة؟ شكواه وشعوره بالظلم في السجن، لما وضع مع حثالة المجرمين، فطالب بمعاملته معاملة أصحاب الفكر والسياسيين، هل كان لها أثر نفسيّ سلبي؟ هذه وغيرها من الاسئلة والافتراضات، تفرض نفسها، عسى أن نستطيع تفسير ذلك الاختراق الصوفي، وما وصفته أنت برغبة في إضفاء قداسةٍ على موقفه الإصلاحيّ.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: (محمود محمد طه) يا للفقد الكبير! (Re: عزالدين عباس الفحل)
|
مرحباً أخي العزيز عز الدين! يا رفيق درب الصبا الجميل! والحمد لله يا أخي، ما تراجعنا عن المبدأ والفكرة، ولكن نراجع. وصلاة الأصالة داخلة في الاختراق الصوفي (الوحدِوجودي) الذي ذكرته. أما الجهد الوطني الذي قام به محمود محمد طه، قبل عام 1951م فإنّه يستحق التنويه به، لأنه جهد متميز جداً.
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ } [المائدة: 8]
| |
|
|
|
|
|
|
Re: (محمود محمد طه) يا للفقد الكبير! (Re: صلاح عباس فقير)
|
لكل مواطنٍ ان يعتقد ما يشاء من العقائد، بيد أنّ ميدان الوطن ليس ميدان العقيدة، وكلُّ ما خطر لي من هذه الخواطر، فقد كنت فيه أتحرّك ضمن ميدان الوطن والمواطنة، فلذا وجدتُ أن الأستاذ محمود محمد طه، كان فقداً كبيراً للحراك الوطنيّ الديمقراطي، وذلك في السنين الأولى من الخمسينيات، بعد خروجه من السجن (الإجباري)، ودخوله للحبس الاختياريّ، أو ما يُسمّى بالعزلة والخلوة.
مبدان الوطن ليس ميدان العقيدة، وإن كانت العقيدة بطبيعتها تأبى التّحييز والتّقييد، فهي المؤطّر لسلوك صاحبه حركةً وسكوناً، وهذا يخُص صاحبها والمشاركين له في الاعتقاد، أمّا سائر النّاس فيهمُّهم ما سوف تقدمه أنت (بعقيدتك)، من أجل الوطن، ومعيار النقد في الساحة الوطنية معيار موضوعي، بناءً عليه كان الحكم بأن الأستاذ محمود، أحدث انقلاباً في الحزب الجمهوري، إذ فرض عليه خياراتٍ لم تتجاوب معها أكثرية أعضاء الحزب! وكما ذكرت: كان اللائق بمحمود في هذه الحالة: أن يخرج هو من الحزب، ليؤسس حركته الجديدة.
هذه (نقدة) أولى وموضوعية جداً في مواجهة الأستاذ محمود!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: (محمود محمد طه) يا للفقد الكبير! (Re: Yasir Elsharif)
|
الأخ صلاح عباس فقير تحية طيبة وبعد لقد سعدت باهتمامك بالفيديو ومشاهدته وكتابتك لهذا البوست. وسأحاول التعليق على نقاطك بشيء من التفصيل، الذي لا يخلو من الاقتباسات من المراجع، فأرجو الصبر عليَّ. قولك:
Quote: [العنوان الأصلي] (محمود محمد طه) يا للفقد الكبير!
هذا الموضوع تداعى لوعيي ثم انساب على الكيبورد دفعةً واحدة، ومباشرةً عبر مشاهدتي للفديو الذي أحضره الأخ الدكتور ياسر الشريف، وموضوعه: محمود محمد طه رائد التحرير الوطني، أو شيء من هذا القبيل! وقدّم الاخ ياسر لهذا الفديو بخطاب موجه للأخ علي الكنزي: [[ٍأرجو أن تشاهد هذا الفيلم الوثائقي بدون نظرة مسبقة كالتي تبدو لي من كتاباتك عن الأستاذ:]] |
وهذا هو الفيلم الوثائقي الذي ذكره الأخ صلاح:
وهذه نسخة أخرى فيها بعض التوسع والتفصيل، إذ أن زمن الأولى 53 دقيقة وزمن الثانية 71 دقيقة:
يتواصل ياسر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: (محمود محمد طه) يا للفقد الكبير! (Re: Yasir Elsharif)
|
مرحباً أخي ياسر، على الرّحب والسّعة، وغايتنا بإذن الله هي الوصول إلى الحقّ والحقيقة، وفي سبيل ذلك لا بد من بذل الجهد، فقط أرجو أن يكون الطرح موجهاً نحو نقاط النزاع، وأن لا تكون المداخلات مطوّلةً بقدر الإمكان، حتى يتسنى لنا السيطرة على مسار الحوار. شكراً جزيلاً.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: (محمود محمد طه) يا للفقد الكبير! (Re: صلاح عباس فقير)
|
أنا التنزيل يعرفني ابن فني
يضل الله بي خلقا كثيرا
ويهدي بي كثيرا فاستبني
ولكن لا يضل سوى نفوس
بإنكار بغت وبسوء ظنّ
وإني الملك والملكوت فضلا
وإني صحرة الوادي وإني
ولما كنت منه بغير فصل
ولا وصل شهدت الكل مني
أحقق من أريد بعلم حقي
وأسكر من أشاء بخمر دنى
وأسعد باللقا قوما وأشقى
بهجري آخرين وبالتجني
مقامي ليس يحصل بالترجي
وحالي ليس يدريك بالتمني
وما بات الهبات ولا العطايا
بمسدود على أهل التهني
ولكن القلوب لها عليها
من الأغيار ينشأ كل كنّ
وبالتوحيد يعرف كل شيء
ويجهل كل شيء بالتثني
هي الأبواب قد سدّت جميعا
سوى بابي فدع عنك التعني
وما أنا شاعر وجيمع نظمي
بعيد عن مدى شعر المغني
وميز بين الهام وشعر
وصرّح بالمقام ولا تكني
ولا تكفر بجهلك في كلامي
ودعه لمن يوحد يا مثني
ولا تعجل على ما لست تدري
فإنك سوف تدري بالتأني
نصحتك فاستطع صبرا معي إن
سلكت عن الروافض نهج سني
تعالى أصلنا عمن كل فرع
وجلّ عن التزوّج والتبني
وكل فتى على كل مقدار ما قد
سقاه بكفه الساقي يغنى
وحين رويت عنه روت بصدق
جميع رجال هذا العصر عني
| |
|
|
|
|
|
|
Re: (محمود محمد طه) يا للفقد الكبير! (Re: Yasir Elsharif)
|
لا نزاع أخي ياسر، حول المضمون الفكري للحزب الجمهوري، واهتمام مؤسسيه بترقية الوعي، وأن يكون حزباً من أجل الوطن والمواطن. ***** كلّ ما في الأمر أنّني لحظت أن الأستاذ محمود بعد تجربة السجن، صار مهموماً بخيارٍ آخر، أو صار متشوّفاً إلى مرحلة تطوّر أرقى من وجهة نظره، للحزب الجمهوري. مقاله عن سعيد يُشير إلى بدايات هذه النُّقلة في فكره. ***** ورأيي: لو أن الحزب الجمهوري سار على ذات الوتيرة، متّبعاً ذات النهج الوطني المستقل، لكان أرسى قاعدةً راسخة لدولة ديمقراطية سودانية! ولأصبح الحزب الجمهوري منارة للفكر الحر والممارسة الديمقراطية! ***** أريدك أن تقف مفصلا القول حول سبب انفضاض قيادات الحزب الجمهوريّ عنه!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: (محمود محمد طه) يا للفقد الكبير! (Re: Yasir Elsharif)
|
الاخ صلاح فقير في مسيرتك في ما أتي به الاستاذ محمود ، ارجو أن لا يغيب عنك امرأن: الاول : ان الاستاذ اتي بالرسالة الثانية للاسلام وهي التي قال عنها انها تصلح لانسان القرن العشرين الذي لا تتماشى معه الرسالة الاولى، فالرسالة الاولى عند محمود هي القرآن المدني ، والثانية هي القرآن المكي . لهذا ارجو ان لا يختلط عليك ما يشاع قوله (الفكرة الجمهورية) لأني كما قلت لك هناك رسالة ثانية وليس فكرة جمهورية كما يحب تلاميذ الاستاذ التغطية عليها ومحمود لم يدع يوماً انه مفكراً بل أتي بما لم تات به الرسل من قبله فقد أصبح هو مكان موسى الذي كلم ربه تكليما وعيسى الذي رفعه الله إليه ومحمد صلى الله عليه وآله وسلم الذي أخذ شريعة صلاته من الله دون واسطة جبريل فمحمود رسالته الثانية قادته لأن يسلك طريق محمد حتى كان قاب قوسين أو ادني وقال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (ها أنت وربك) فاخذ محمود شريعته من الله كفاحاً دون واسطة) تلكم الاولى أم الثانية: فعليك أن تلقي النظر وانت شهيد على ما طرحتُ في مكان آخر من هذا المنبر قولي أدناه لترى التشابك والاهتزاز (والنطيط) من المكي إلى المدني واليك ما جاء عني:
كان سؤالي كالاتي ما رأي الجمهوريين في من قال محمود سيده وقال لا مانع عنده في الحرية الجنسية لمن بلغ الثامنة عشر؟
فالحرية الجنسية تعني الزنى، والزنى جاء فيه حكم الحدود في الإسلام واستاذكم أقر بالحدود وتطبيقها ولكن جعل التطبيق يكاد أن يكون متعثراً. هذا لا ينفي أن الرسالة الثانية لا تقر بالزني ولا السرقة ولا قتل النفس . ولكن ما يجعل رأس الانسان يدور وبصفة خاصة الجمهوريون منهم. هي أن الحدود جاءت في القرآن المدني الذي قال عنه صاحب الطرح مصدر السؤال (طه جعفر) أن محمود عطله أي عطل القرآن المدني واحكامه. فكيف يجمع الاستاذ بين قرآن مدني جاءت فيه الأحكام الحدية في الشريعة الاسلامية. ودعوة محمود التي تستند على القرآن المكي ولا يحمل احكام حدية؟ هذا هو السؤال المتفرع من السؤال المطروح كموضوع.
لهذا ليس لك من بد إلا البقاء حتى تجيب على هذا المشكل والتناقض المخل بما أتي به الاستاذ؟
ما ادخره لكم من طرح أعظم مما قلته، لكني غير متعجل لقفل الحوار عن الرسالة الثانية التي تحاولوا جاهدين أن تحولها (للفكرة الجمهورية) وهذا تحريف لرسالة صاحب الدعوة الاستاذ محمود محمد طه.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: (محمود محمد طه) يا للفقد الكبير! (Re: Ali Alkanzi)
|
كنتُ احسب أن الاستاذ محمود يقارن به ولا يقارن هو بالأخر لأنه هو الانسان الكامل الذي تبع طريق محمد موطأ القدم بالقدم حتى قاده لشجرة المنتهي وقال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (ها أنت وربك ) وأخذ شريعته من الله كفاحاً واتانا بالرسالة الثانية الصالحة لانسان القرن العشرين فها هم تلاميذه يفرحون بمن دعى لطريق محمد يفرح تلاميذه ببشارة أن استاذهم هو غاندي آخر كان وغاندي الأخر هذا يعبد البقرة؟ وها انتم تفرحون بطه جعفر الذي لا يتحرج أن يقول أن الاستاذ محمود سيده ويزيد الشعر بيتاً قائلاً: " انه لا يتحرج من الحرية الجنسية لبنته عندما تبلغ الثامنة عشر". وتفرحون بأن استاذكم يشبه بمن كان إلهه بقرة . والله لقد ضاع الطريق امامكم وننتظر المزيد
| |
|
|
|
|
|
|
Re: (محمود محمد طه) يا للفقد الكبير! (Re: Ali Alkanzi)
|
اخترت هذه المادة المسجلة صورة وصوت لندوة بعنوان "الأستاذ محمود والمثقفون" قدمت في عام 2014 في البحرين فأرجو المتابعة لمن يتمكن، وأخص الأخ صلاح عباس فقير، والأخت زينب. ____________________________________________________________________________ تسلم اخى الكريم د. ياسر .. ان شاء الله اتمكن من مشاهدة هذه الندوة القيمة تحياتى
| |
|
|
|
|
|
|
Re: (محمود محمد طه) يا للفقد الكبير! (Re: Ali Alkanzi)
|
سلام الله عليك أيها الكنزي، ورجاء تعرف على موقف من تريد أن تنتقده جيداً، أولاً.
وشكراً لك أخي ياسر، على ما أوردته من البيانات والأدلة، دفاعاً عن الفكرة. وأقول لك: إنّني في الحقيقة لست على استعدادٍ للدخول في مجادلة حول ما إذا كان الأستاذ محمود ادعى النبوة وشيئاً من الألوهة أم لا، فهذا الموضوع على ما أعتقد قُتل بحثاً في هذا المنبر العام، والخصوم الذين تعنيهم من فرسان هذا المنبر، أتوا بالأدلة الدامغة من صلب الفكرة على ما تودون نفيه. وسوف آتي بالروابط الدالة على ذلك، لمن لم يتأتى له أن يتابع تلك الحوارات. وفي الواقع كانت حواراتٍ مشهودة، أستطيع أن أقول: قد ووري فيها الفكر الجمهوري إلى مثواه الأخير، ولم يبق منه إلا بقايا حطام، وفي الواقع: هذه البقايا والله ما سهلة، تتضمن حصاد تجربة فكرية سودانية أصيلة، لولا أن عاجلها ذلك الوباء الصوفي، فأودى بها كما أودى بكثير من المبدعين السودانيين!
بلى، الصوفية هي الوباء القاتل للإبداع، وهي الصخرة التي تحطمت عندها حركة الخريجين عموماً، عندما لم تجد إلا أن تسجد بين يدي الحزبين الكبيرين، وهل لهذين الحزبين من أيديولوجية سوى الصوفية!؟
مميّزات الشخصية السودانية، ثمرة للبعد الحضاري العميق، الضارب في أعماق الزمن، لكنّ الوباء الصوفي هو الذي أصابها في مقتل!
فتش عن سبب وقوع المثقفين السودانيين في بؤرة الخيبة والفشل، ستجد فيروس الصوفية قد استوطن خلايا وعيهم!
فيروس الصوفية هو الذي دفع منصور خالد الداعي إلى الحوار مع الصفوة، إلى أن يولي ظهره لكل الموروث الفكري والديمقراطي، ويوظف نفسه مستشاراً لزعيمٍ يريد تحقيق أهدافه بقوة السّلاح، (هذا بغض النظر عن النهاية التي انتهى إليها جون قرنق وطنياً وحدويا ديمقراطيّاً)!
لم يكن صدفةً أن منصور خالد، في نهايات مشواره مع الحركة المسلحة، قام بإصدار ثلاث مجلدات كبيرة، ينوّه فيها بالموروث الصوفي لأسرته!
ولا ريب أن الصوفي حمد النحلان جد المدعو (حسن الترابي) كان يباشر بالنيابة عنه اتخاذ كثير من القرارات المصيرية، فهو الذي وظف تلك الثقافة القانونية والدستورية لحفيده من أجل وأد واحدة من أكبر القيم الديمقراطية، في كتابٍ عنوانه: (في المسألة الدستورية)! ولا ريب أن حمد النحلان هو الذي أوحى لهذا المثقف بالتخطيط لتنفيذ إنقلاب عسكري على الديمقراطية!
أما البعد الصوفي في المثقف الذي أسس لحركته بالدعوة إلى تحرير الفكر، فكانت نُقلةً كبيرة في حركة التحرير الوطني! لكن يبدو أن العزلة الإجبارية التي فرضت عليه بالسجن، ثم السجن الاختياري الذي اختاره باتخاذه قرار العزلة، يبدو أن هذا كله قد أثار جينات الصوفية في تكوينه، فكان ذلك الانقلاب المدني الذي أحدثه في الحزب الجمهوري!
أتفق معك أن السلفيين يُشيطنون الصوفية، أنا على ما أظن فقط أنظر إليها نظرة موضوعية، ما هي الصوفية؟ هل يُتصور أن يكون للصوفية منهج للتغيير الوطني؟ في مرحلة من مراحل وعيي، قلت: ربما أن الصوفية هي الملاذ الذي ينبغي أن ألوذ به! فسافرتُ إلى شابّ متصوف في مدني وصفوه لي، كان طالباً بكلية الهندسة جامعة الخرطوم، فنبذها، وكان ذلك بعد الانتفاضة 1985م، فسألته عن رؤيتهم للتغيير الوطني، فحدثني عن الحكومة الكونية التي يرأسها أقطاب الصوفية، وأن كل حركة أو سكون في السياسة وغيرها إنما يتم من خلال الاجتماع الكوني الدوري الذي يعقدونه بحضور الرسول شخصيّاً!
الصوفية إن كانت ستتحيز في تكاياها ومعابدها، فستظل محل احترامٍ يليق بها، ولذلك لا يجوز لها بحكم طبيعتها أن يكون لها موقف لا في السياسة ولا في الفكر، لأن غاية المتصوف أن يخطط لعدم التخطيط، ويفنى عن وعيه، ليُحلّق في فضاءٍ آخر! الصوفية بطبيعتها ضد أي نوع من أنواع الاجتهاد الفكري أو العلمي لإحداث نوع من التطور أو التغيير!
أمَّا من كان يعتقد أن الصوفية هي فقط وسيلة للتزكية وتصفية النفس، فلا خلاف معه.
عفواً للاستطراد غير المقصود، لكنه على أي حال يجيء في مواجهة استطرادك وخوضك في أمور ليست هي محل النزاع بيننا!
| |
|
|
|
|
|
|
|